الناطق الرسمي
12-20-2008, 03:15 PM
الزوج الصامت.. ومفاجأة شريط الكاسيت
نسمع شكاوى عديدة من الزوجات بعدم اصغاء الزوج للزوجة، وعدم معايشته اليومية لها، فالايام الجميلة تنتهي بعد الانجاب وانشغال الزوجة بهم، وبالمقابل انشغال الزوج بتوفير المصروفات للاسرة. اللافت للنظر ان الزوج يبدو دائم التجهم، قليل الكلام، في حين انه مع اصدقاء الديوانية كثير الكلام دائم الابتسام!!
الزوجة تطالب بشيء من الاهتمام من الزوج، اقول «شيء من الاهتمام» وليس كل الاهتمام، فالحياة ليست توفير مال للمأكل والملبس، انما هي مشاعر ومواقف واحتياجات وجدانية، وهي بحاجة لأن يستمع اليها الزوج سواء للفضفضة أو للتحاور أو تبادل المشاعر، ولكنها لا تجد اذنا صاغية، اما الزوج فتلتزم الزوجة بأن تستمع له مهما كانت حكايته.
مشكلة الزوج ان «نفسه قصير»، فيمل سريعا من تفاصيل حكاياتها، اقول تفاصيل لأن طبيعة المرأة «تفصيلية»، فهي تفصيلية في كلامها ووصفها ومشاعرها ومواقفها، فلا تكفيها الكلمة والكلمتان قولا أو سماعا، بعكس الرجل الذي يميل الى التركيز والاختصار والدخول السريع بالموضوع.. حتى لو كانت مشاعر!
بينت احدى الدراسات ان المرأة تنطق في اليوم 14000 كلمة، في حين ان الرجل ينطق 7000 كلمة، ومعدل الاستهلاك الصباحي في فترة العمل يوميا بحدود %70 من الكلام، ثم لنقارن بعدها بين الطاقة الكلامية المتبقية لدى الرجل والمرأة، لنفهم لم كل ذلك.
تجربة قامت بها احدى الزوجات سمعتها من احد المدربين في محاولة الزوجة لتنبيه الزوج حول تقصيره الحواري معها.
زوج يحب زوجته، وانجب منها ابناء، ويلبي كل طلباتها واحتياجاتها، وكالعادة.. يحبها ولكن بدون فضفضة للمشاعر، غير مقصر بشؤون المنزل.. ولكنه غير مبال بالنتائج.
بعد عشر سنوات على هذا الحال قامت الزوجة الطيبة ذات العقل الراجح واعطته «شريطا» لكي يسمعه في السيارة وهو ذاهب في الصباح الى العمل. اخذ الزوج الشريط ووضعه في المسجلة وشغل الشريط.. وتوكل على الله، انتظر الزوج 20 ثانية ولم يبدأ الشريط في سرد محتواه، ثم 40 ثانية.. ولا جديد، قدم الشريط قليلا.. وما زال الشريط صامتا، استغرب فاتصل بعد دقيقتين بزوجته وقال لها: يا بنت الحلال هذا الشريط ما بدأ وما.. فيه شيء.
قالت له: انتظر قليلا.. شوية ويبدأ.. بس قدمه شوية. الزوج قدم الشريط ولكنه ما زال صامتا دون جدوى، وعندما وصل العمل ودخل المكتب اتصل بزوجته.. وقال لها: انتي عطيتيني شريط بالغلط، يمكن.. ما فيه شيء. قالت له: وانت راجع اقلب الشريط.
خلص الزوج الدوام وقلب الشريط.. وصار نفس الشيء، وبدأ بالاستفزاز ومعالم الغضب تبدو عليه. وصل البيت وهو غاضب وقال لزوجته: انتي تضحكين عليَّ؟! قالت له: استريح، جيب الشريط لتسمعه من مسجلة البيت. وضعت الشريط.. ولا شيء، قال لها: الشريط فاضي. قالت: اصبر شوي. واخذت تمشي الشريط وتقلبه دون جدوى، وهو يزيد غضبا وهي تصبره. قال لها: انتي تضحكين عليَّ! قالت له: اصبر قليلا. قال: خلاص ما اقدر اصبر.
اطفأت المرأة المسجل وقالت: يا زوجي العزيز.. ما قدرت تصبر على الشريط نصف ساعة وهو فاضي، وانا زوجتك صابرة عليك عشر سنوات وانت فاضي! فهم الزوج الرسالة واعتذر منها، واصلح شأنه معها.
كم نحن بحاجة للتعامل بعقل مع من فقد التدبير، وضاعت منه بوصلة الاولويات مثل ذلك الزوج، ولكن.. كم لدينا في العالم مثل تلك الزوجة الذكية العاقلة! مجرد تساؤل للطرفين، فهل من مبادر من الطرفين؟!
(( بقلم / د . عصام الفليج ))
نسمع شكاوى عديدة من الزوجات بعدم اصغاء الزوج للزوجة، وعدم معايشته اليومية لها، فالايام الجميلة تنتهي بعد الانجاب وانشغال الزوجة بهم، وبالمقابل انشغال الزوج بتوفير المصروفات للاسرة. اللافت للنظر ان الزوج يبدو دائم التجهم، قليل الكلام، في حين انه مع اصدقاء الديوانية كثير الكلام دائم الابتسام!!
الزوجة تطالب بشيء من الاهتمام من الزوج، اقول «شيء من الاهتمام» وليس كل الاهتمام، فالحياة ليست توفير مال للمأكل والملبس، انما هي مشاعر ومواقف واحتياجات وجدانية، وهي بحاجة لأن يستمع اليها الزوج سواء للفضفضة أو للتحاور أو تبادل المشاعر، ولكنها لا تجد اذنا صاغية، اما الزوج فتلتزم الزوجة بأن تستمع له مهما كانت حكايته.
مشكلة الزوج ان «نفسه قصير»، فيمل سريعا من تفاصيل حكاياتها، اقول تفاصيل لأن طبيعة المرأة «تفصيلية»، فهي تفصيلية في كلامها ووصفها ومشاعرها ومواقفها، فلا تكفيها الكلمة والكلمتان قولا أو سماعا، بعكس الرجل الذي يميل الى التركيز والاختصار والدخول السريع بالموضوع.. حتى لو كانت مشاعر!
بينت احدى الدراسات ان المرأة تنطق في اليوم 14000 كلمة، في حين ان الرجل ينطق 7000 كلمة، ومعدل الاستهلاك الصباحي في فترة العمل يوميا بحدود %70 من الكلام، ثم لنقارن بعدها بين الطاقة الكلامية المتبقية لدى الرجل والمرأة، لنفهم لم كل ذلك.
تجربة قامت بها احدى الزوجات سمعتها من احد المدربين في محاولة الزوجة لتنبيه الزوج حول تقصيره الحواري معها.
زوج يحب زوجته، وانجب منها ابناء، ويلبي كل طلباتها واحتياجاتها، وكالعادة.. يحبها ولكن بدون فضفضة للمشاعر، غير مقصر بشؤون المنزل.. ولكنه غير مبال بالنتائج.
بعد عشر سنوات على هذا الحال قامت الزوجة الطيبة ذات العقل الراجح واعطته «شريطا» لكي يسمعه في السيارة وهو ذاهب في الصباح الى العمل. اخذ الزوج الشريط ووضعه في المسجلة وشغل الشريط.. وتوكل على الله، انتظر الزوج 20 ثانية ولم يبدأ الشريط في سرد محتواه، ثم 40 ثانية.. ولا جديد، قدم الشريط قليلا.. وما زال الشريط صامتا، استغرب فاتصل بعد دقيقتين بزوجته وقال لها: يا بنت الحلال هذا الشريط ما بدأ وما.. فيه شيء.
قالت له: انتظر قليلا.. شوية ويبدأ.. بس قدمه شوية. الزوج قدم الشريط ولكنه ما زال صامتا دون جدوى، وعندما وصل العمل ودخل المكتب اتصل بزوجته.. وقال لها: انتي عطيتيني شريط بالغلط، يمكن.. ما فيه شيء. قالت له: وانت راجع اقلب الشريط.
خلص الزوج الدوام وقلب الشريط.. وصار نفس الشيء، وبدأ بالاستفزاز ومعالم الغضب تبدو عليه. وصل البيت وهو غاضب وقال لزوجته: انتي تضحكين عليَّ؟! قالت له: استريح، جيب الشريط لتسمعه من مسجلة البيت. وضعت الشريط.. ولا شيء، قال لها: الشريط فاضي. قالت: اصبر شوي. واخذت تمشي الشريط وتقلبه دون جدوى، وهو يزيد غضبا وهي تصبره. قال لها: انتي تضحكين عليَّ! قالت له: اصبر قليلا. قال: خلاص ما اقدر اصبر.
اطفأت المرأة المسجل وقالت: يا زوجي العزيز.. ما قدرت تصبر على الشريط نصف ساعة وهو فاضي، وانا زوجتك صابرة عليك عشر سنوات وانت فاضي! فهم الزوج الرسالة واعتذر منها، واصلح شأنه معها.
كم نحن بحاجة للتعامل بعقل مع من فقد التدبير، وضاعت منه بوصلة الاولويات مثل ذلك الزوج، ولكن.. كم لدينا في العالم مثل تلك الزوجة الذكية العاقلة! مجرد تساؤل للطرفين، فهل من مبادر من الطرفين؟!
(( بقلم / د . عصام الفليج ))