المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلال نقدية


نجم سهيـل
12-17-2008, 11:00 AM
بداية أستأذن الكاتبة القديرة حكاية أنثى في أن أتناول عملها الأدبي بشيء من الدراسة النقدية
المتواضعة , فقد استوقفني نص [ اعتكافات تورثُ الخيبة ] كثيرًا معنى وعبارة , ولغة وأسلوباً


* * *





لازالت اجنحةُ القلب ترفعُ بِكَ إلى السمـاء
تجعَلُ عينيكَ غيمةَ المساء
وحينماْ تُفرَزُ النجومُ من أثديةِ الظلآم تأتي بِطيفِك
وكـأن هذا الفضاءُ يُقاسِمُني لذتك أو كأنما
المدى روحُك ونحنُ كواكِبُك نحومُ حولُك
كلُناْ يرغبُ الاقترابَ منكَ ليلمَس من نورِك
وليستمدَ من أنفاسِك عُمرَ فرحةً لاتنقضي أجالُها



هنا استعارة مكنية خلقت معنى جديداً للأجنحة
وصورة فنية رائعة تجلت في رفع أجنحة القلب
للمخاطب إلى عنان السماء0
وصور فرز النجوم من أثدية الظلام إيجاد للقيمة
الشعورية الراقية من منجبات أقل في القيمة
رائع ذلك المشهد الميلادي عندما تولد النجوم المتلألئة
من رحم الظلام وجود من عدم حمل التضاد البلاغي الجميل0


لم تقل [ أنت نور ] في وصف مباشر لكن يرغب
الاقترابَ منكَ ليلمَس من نورِك فكانت الصورة أقوى
لوجود حاسة مادية وهي [اللمس ]

بودي لو أن الكاتبة كثفت اللغة في هذه المقطوعة
ولم تعمد إلى ظاهر اللغة ـ اللغة المباشرة خصوصاً
في أو كأنما المدى روحُك ونحنُ كواكِبُك نحومُ حولُك



* * *

أرحمنا من رنقِ رحيلك أسقِناْ وصلُك أرِح الفؤادَ العِذْي فسُقياكَ بهجَتَهُ
حينَ قدومِكَ المباغِت الذي يخفي خلفَهُ مساحات طائلَه من الغياب
أقولُ قدْ عَثَم العظم الذي أسحقَتهُ عَرِيَّة الذِاكِرةِ التي لآتنطفأ عنك
والمناديلِ التي ذابَت من كؤوسِ الدمعِ المُمتلِئةِ بِكثيرٍ من صورِك




دلالات أفعال الأمر جاءت على صيغة التمني
الممزوج بالرغبة في تحققها 0

أرحمنا ــ أسقِناْ ــ أرِح
والتضاد أحدث موازنة معنوية فريدة
رحيل ـ وصل , قدوم ـ غياب
فجاءت عبارات
عثم العظم عري الذاكرة ذوبان المناديل

لترسم صورة الحالة النفسية المتذبذبة المتأرجحة
بين يأس ورجاء
ووفقت الكاتبة في رسم الحالة بكلمات أسهمت في إيضاحها
بكل جلاء

أسحقَتهُ ــ لا تنطفئ ــ ذابَت ــ الدمعِ

لكن كلمة قدومك المباغت أحدثت انكساراً في البناء المعنوي
لهذه الجزئية كان ضماده باستبدال موقع الكلمتين
قدوم ــ غياب
غير أن البناء اللغوي كان رائعاً هنا



ولي عودة

طيفٌ و أستدَار
12-17-2008, 12:35 PM
نقدٌ رائعا وأسفي ليتهُ كان بإمكاني إن
أُمدِدكَ شيئاً مما يليقُ بنقدِك المُثمر
الذي يجني من عبقهِ الفائدَه ويُعمِمُ البهجَه
النص بين يديك فتفضَل واصنَع من العلمِ ماأتاكَ ربي
إنهُ شرفاً لي وقد حظيتُ به وأنا في ترقبٍ للنقدِ القادم
وبقوه وكم أرغب لو كان هناك مزيداً
نقدُكَ ياسيدي أسلمناْ الأمل في التقدم وعل ذاك يكون


لكن كلمة قدومك المباغت أحدثت انكساراً في البناء المعنوي
لهذه الجزئية كان ضماده باستبدال موقع الكلمتين
قدوم ــ غياب
شُكراً لك تنبؤ طيباً سيدي


أنتظِرُ العودَه ..

نجم سهيـل
12-18-2008, 01:14 PM
نقدٌ رائعا وأسفي ليتهُ كان بإمكاني إن
أُمدِدكَ شيئاً مما يليقُ بنقدِك المُثمر
الذي يجني من عبقهِ الفائدَه ويُعمِمُ البهجَه
النص بين يديك فتفضَل واصنَع من العلمِ ماأتاكَ ربي
إنهُ شرفاً لي وقد حظيتُ به وأنا في ترقبٍ للنقدِ القادم
وبقوه وكم أرغب لو كان هناك مزيداً
نقدُكَ ياسيدي أسلمناْ الأمل في التقدم وعل ذاك يكون


لكن كلمة قدومك المباغت أحدثت انكساراً في البناء المعنوي
لهذه الجزئية كان ضماده باستبدال موقع الكلمتين
قدوم ــ غياب
شُكراً لك تنبؤ طيباً سيدي


أنتظِرُ العودَه ..


عندما يكونُ النصَُ مترعاً بالشاعرية والإبداع البلاغي , والروعة الجمالية

يكون مدعاة لتلمس جوانب الإبداع فيهِ 0

أشكركِ على ماسطرتِ وسيكون لنا عودة مع جماليات النصّ , دمتِ في حفظ الله 0


.

الماجــد
12-30-2008, 05:46 AM
وما ينبئك مثل خبير ’ في انتظارك أستاذي

نجم سهيـل
01-01-2009, 10:13 AM
أخوي الماجد الشكر يُزجى لك

نجم سهيـل
01-01-2009, 10:32 AM
ولأنني أُحِبُك سَأُتابِعُ موتي بِلذَةٌ شآهقَةٌ
وبِصمتٍ يُمرِقُ أصابِعَهُ بِنيرانِ اللهفة المظطرِبة

* * *

صورة حسية يتتابع فيها الموت , ويُستلذ بذلك التتابع
كــ { خلاص } من حالة يأس واللغة هنا كثفت الحالة
في دلالة معنوية متفردة , موت شاهقة ,
نيران . لهفة . اضطراب 0

* * *

لستُ في محاولةٍ شَغِفَةٍ للنسيان
فكما قد قيل النسيانُ شكلاً من أشكالِ الحُريه
وماأردتُ أن أتحرر من أشهى حُبٍ وفرحٍ إلى قلبي
ولو كانَ أشدُ مضاضةً

* * *

التشبث بالحب وعدم الشغف بالنسيان
حتى بالمحاولة انعكس على اللغة فكانت لغة سهلة
وفقتْ الكاتبة في انتقائها ملائمة للحدث 0
حضور فاعل ومتوقع لتكثيف الأسماء أكثر من الأفعال
لأن الأسماء دليل ثبوت والأفعال تحوّل
عدوا معي نسبة الأسماء للأفعال في هذا المقطع 13 __ 4


* * *


هُناك ثمةَ سعادةًحاصلةً من كوني أبحثُ عنكَ فلا أجِدُك
فأجِدُكَ صُدفَةً لأِراني قد أضعتُك من جديد كطفلٍ عابِث
وطِفله لآتُجيدُ العبَث تنتظِرُ أن يأتيها قدرُهاْ مُختالاً على أحبالٍ من ياسمين
وحينها قد تشهقُ أنفاسُها مُقبِلةً الثرى
مُختبِئَةً خلفَه فلا تُتمِم مايممت بهِ أحلامُها

أما حآن لِقلبِك أن يذوبَ لِشهيةِ القدومِ إليّ
أولم تحدُب لِـاشعالي .. لِجنوني


* * *

للمفردة قوتها في هذا المقطع الجميل , على أنّ التردد في الحالة الإنفعابية

لازم النصّ { أبحثُ عنكَ فلا أجِدُك فأجِدُكَ } .. { فأجِدُكَ صُدفَةً لأِراني قدأضعتُك من جديد } 0

أجزم أن كاتبتنا قد أوتيت نصيباً كبيراً من إتقان الدلالة اللغوية فجاءت المفردات دالة على المعنى 0

{ مُقبِلةً الثرى ..مُختبِئَةً خلفَه .. فلا تُتمِم مايممت بهِ أحلامُها } 0

استعارات مكنية أضافت التفرد المعنوي للتركيب , سحائب إبداع سكبت

غيث التميّز في هذا النص الجميل 0

طيفٌ و أستدَار
01-02-2009, 10:02 PM
ممنونةٌ لِآخرِ حرفٍ أنبثَقَ بهِ نقدُكَ
مُتابعةً لِما تبقى وكعادتي أحمِلُ لهفةَ القادم
أقداسُ شُكرٍ تحفِلُ اليمينُ المباركةِ بِإذنِ ربي
والقلمُ الذي لايدر إلا بما هو عاطِرٌ
.