ابوعبدالكريم
11-19-2008, 05:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التواضع
عبر المعتصم – الخليفة العباسي- من مدينة سر من رأى (سامراء) من الجانب الغربي وذلك في يوم مطير ، وقد تبع ذلك ليلة مطيرة ، وانفرد من أصحابه، وإذا حمار قد زلق ورمى بما عليه من الشوك ، وهو الشوك الذي توقد به التنانير بالعراق ، وصاحبه شيخ ضعيف واقف ينتظر إنساناً يمر فيعينه على حمله .
فوقف عليه ، وقال : ما لك يا شيخ ؟ قال : فديتك ! حماري وقع عنه هذا الحمل ، وقد بقيت أنتظر إنساناً يعينني على حمله ، فذهب المعتصم ليخرج الحمار من الطين ، فقال الشيخ : جعلت فداك ! تفسد ثيابك هذه وطيبك الذي أشمه من أجل حماري هذا ؟ قال : لا عليك ، فنزل واحتمل الحمار بيد واحدة وأخرجه من الطين ، فبهت الشيخ وجعل ينظر إليه ويتعجب منه ، ويترك الشغل بحماره ، ثم شد عنان فرسه في وسطه ، وأهوى إلى الشوك وهو حزمتان فحملهما فوضعهما على الحمار ، ثم دنا من غدير فغسل يديه واستوى على فرسه ، فقال الشيخ : رضي الله عنك ، فديتك يا شاب! وأقبلت الخيول ، فقال لبعض خاصته : أعط هذا الشيخ أربعة آلاف درهم ، وكن معه حتى تجاوز به أصحاب المسالح – مواضع – وتبلغ به قريته .
هذه صورة رائعة من صور التواضع من خليفة من كبار الخلفاء في الدولة العباسية ، خفض فيها جناح ذله ورحمته لشيخ كبير من رعاياه ، لم ير لنفسه في هذا الموقف قيمة على من سواه ، إذ لم يصعر خده لهذا الشيخ الضعيف ، ولم ينتظر الأجناد حتى يدركوه فيأمر بعضهم بمساعدة هذا الرجل ، بل قام بالأمر بنفسه ، فضرب بهذا التصرف مثلا ًعجيباً في التواضع للمؤمنين .
وكيف لا يفعل وقد كان جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعاً للناس فقد كان إذا صافح أحداً لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ، وكان ينقل مع أصحابه التراب يوم الأحزاب حتى رؤي بياض إبطيه ، وكان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم ، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته ، وكان يجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ، ويمر على الصبيان فيسلم عليهم ويمسح رؤوسهم ، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه .
أفلا يعقل من في سلوكه ترفع ، وفي قوله تصنع ، وفي خده تصعر ، وفي تعامله
مع إخوانه المسلمين قسوة وغلظة أن هذا ليس من الإسلام في شيء ! ألا ليتهم أدركوا ذلك وأصلحوه انظروا للتواضع من الخليفة للرجل كبير السن ومسكين فيجب على الإنسان أن يقتدي بمثل هذا الخليفة وينظر في تواضعه ومكانته ما قال أنا خليفة وتكبر على الرجل الضعيف بل ساعده وواساه بمبلغ من المال هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلموا على آله وصحبه ومن تبعهم بهد يهم إلى يوم الدين .
وبه نستعين
التواضع
عبر المعتصم – الخليفة العباسي- من مدينة سر من رأى (سامراء) من الجانب الغربي وذلك في يوم مطير ، وقد تبع ذلك ليلة مطيرة ، وانفرد من أصحابه، وإذا حمار قد زلق ورمى بما عليه من الشوك ، وهو الشوك الذي توقد به التنانير بالعراق ، وصاحبه شيخ ضعيف واقف ينتظر إنساناً يمر فيعينه على حمله .
فوقف عليه ، وقال : ما لك يا شيخ ؟ قال : فديتك ! حماري وقع عنه هذا الحمل ، وقد بقيت أنتظر إنساناً يعينني على حمله ، فذهب المعتصم ليخرج الحمار من الطين ، فقال الشيخ : جعلت فداك ! تفسد ثيابك هذه وطيبك الذي أشمه من أجل حماري هذا ؟ قال : لا عليك ، فنزل واحتمل الحمار بيد واحدة وأخرجه من الطين ، فبهت الشيخ وجعل ينظر إليه ويتعجب منه ، ويترك الشغل بحماره ، ثم شد عنان فرسه في وسطه ، وأهوى إلى الشوك وهو حزمتان فحملهما فوضعهما على الحمار ، ثم دنا من غدير فغسل يديه واستوى على فرسه ، فقال الشيخ : رضي الله عنك ، فديتك يا شاب! وأقبلت الخيول ، فقال لبعض خاصته : أعط هذا الشيخ أربعة آلاف درهم ، وكن معه حتى تجاوز به أصحاب المسالح – مواضع – وتبلغ به قريته .
هذه صورة رائعة من صور التواضع من خليفة من كبار الخلفاء في الدولة العباسية ، خفض فيها جناح ذله ورحمته لشيخ كبير من رعاياه ، لم ير لنفسه في هذا الموقف قيمة على من سواه ، إذ لم يصعر خده لهذا الشيخ الضعيف ، ولم ينتظر الأجناد حتى يدركوه فيأمر بعضهم بمساعدة هذا الرجل ، بل قام بالأمر بنفسه ، فضرب بهذا التصرف مثلا ًعجيباً في التواضع للمؤمنين .
وكيف لا يفعل وقد كان جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس تواضعاً للناس فقد كان إذا صافح أحداً لا ينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده ، وكان ينقل مع أصحابه التراب يوم الأحزاب حتى رؤي بياض إبطيه ، وكان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم ، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي حاجته ، وكان يجيب دعوة المملوك على خبز الشعير ، ويمر على الصبيان فيسلم عليهم ويمسح رؤوسهم ، بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه .
أفلا يعقل من في سلوكه ترفع ، وفي قوله تصنع ، وفي خده تصعر ، وفي تعامله
مع إخوانه المسلمين قسوة وغلظة أن هذا ليس من الإسلام في شيء ! ألا ليتهم أدركوا ذلك وأصلحوه انظروا للتواضع من الخليفة للرجل كبير السن ومسكين فيجب على الإنسان أن يقتدي بمثل هذا الخليفة وينظر في تواضعه ومكانته ما قال أنا خليفة وتكبر على الرجل الضعيف بل ساعده وواساه بمبلغ من المال هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلموا على آله وصحبه ومن تبعهم بهد يهم إلى يوم الدين .