الهدبدب
11-09-2008, 06:15 PM
نزل عبدالرحمن التميمي ذات يوم إلى السوق في قرية بنجد
ودخل عند الصائغ صانع الذهب
فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ فقد كانت على درجة كبيرة
من الجمال وتعلق قلبه بها
فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع
من شدة تدينه وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة
وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه
وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها
حتى انتبهت له فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى
زواجهما سراً بينهما ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته
فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً
لحفظ حق ولدها
فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية
وقالوا له نريدك للذهاب معنا فرفض فأخبروه وخرجوا
به من القرية وقصدوا البر
وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه
عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال
فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته
إلا أنه لم يستمع له وقتله ونزلوا فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها
فلم يقبل .. فأصروا عليه وهو يرفض ..
فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه
مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله
فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات
يقـول التميمـي الـذي شـب متـرف
مدى العمر ما شيء فـي زمانـه جـاه
يـا ركـب يللـي من صحّـي تقللـوا
مـن نجـد للريـف المريـف مــداه
رحلنـا مـن جـو عكـلا وقوضـوا
علـى كـل هبـاع اليديـن خطــاه
طـووا بنـا الدهنـا والإنسـان مالـه
إلا أن مـا يكتــب عليــه لقــاه
لقـوا جازيـن فـي دوحـة مستظلـه
حمــاه عـن لفــح السمــوم ذراه
خذوها فلا بالرمح زرقـن ولا العصـا
ولا قلطـوا حبـل العقـال عصــاه
غشاها لذيذ النوم والنـوم كـم غشـا
مـن النـاس حـذرن وابتلـوه عـداه
فقلـت نحـوانـي ومثلـي مثلهــم
يشكـي اليـا مـن الـزمـان وطـاه
دعوها بيلـن كـود مـن ذي فعايلـه
يجـزى علـى فعلـه يشـوف أمنـاه
يا شمل يا مامونـة الهجـن هو ذلـي
إلـى دار مـن يصعـب علـى لقـاه
ادقاق حجل أطراف يا نـاق وإن طـرا
علـى البـال زاده مـن عنـاه شقـاه
محـا الله قصـرن حال بينـي وبينهـا
نجمـن مـن المـولـى يهـد أبنــاه
أبغـي اليـاهـد العـلا من قصورهـا
تـذهـل عطيـرات الجيـوب حيـاه
يظهر عشيـري سالمـن من ربوعهـا
هـذال مطلــوب الفتــى ومنــاه
ألا عينـي اليـاريـت صـاحبــي
جضعيعـن لغيـري واحتـرمت لقـاه
يصيـر مملوكـن لغيـري ويهتـوي
وسـاقيـه مـا ينحـي علـيّ بمـاه
دع ذا وسل وأيها المـلا فـي محلتـم
سـرا يفتـح الظلمـا شعـاع سنــاه
لا تكـن بـأمـر الله تطلـق أركونـه
عـزايلـه وصـف السحــاب أرداه
حـوراك تبنـي والـذراعيـن زجـن
مـن الريـح زعاجـن وطـار سنـاه
وطا ما وطا واللـي محا بعـد ما نجـا
غطا ما وطـا واللـي وطـاه غطـاه
محا ما محا واللـي محا بعـد ما نحـا
محـا ما محـا واللـي نحـاه محـاه
عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصـا
نصا ما عطـا واللـي نصـاه عطـاه
وإن كان لي ظن وهاجـوس خاطـري
قـد حـال بيـن البازميـن غشــاه
مـن بـاعنـا بالهجـر بعنـاه بالنيـا
ومن جـذ حبلـي ما وصلـت رشـاه
إلا قفا جـزا الأقـا ولا خيـر بالفتـى
يتبـع هـوى مـن يطيــع هــواه
خليلي يشـادي خاتـم العـاج وسطـه
تقـول انفـرج لـولا البـريـم زواه
خليلـي خلا قلبي مـن الولـف غيـره
عفـت إلا خـلا والخـدون حــذاه
خليلـي ولو جا البحـر بينـي وبينـه
ذبيـت روحـي فـوق غيـة مــاه
خليلـي لـو يرعـا الجـراد رعيتـه
أهظلــه مـن حشمتـه ورصـــاه
خليلـي لـو يـزرع زريعـن سقيتـه
من الدمـع وإن شـح السحـاب بمـاه
خليلـي لو يبـرز على الثـرا ريقـه
إذا سكـر والتـاجـر يـزيـد شـراه
خليلـي ولـو يطـا على قبـر ميـت
بأمـر الولـي حـاكـاه حيـن وطـاه
خليلـي معسـول الشفاتيـن فـاتنـي
كمـا فـات لقـاي الـدلـي رشــاه
كن عن صغير السن حذرن ولا تكـن
دنـو عـن اليـاشفتـه بـس سفــاه
أن كان ما جـاوز ثـلاث مـع أربـع
وعشـر فـلا يشفـي الفـؤاد لقــاه
تعاديـه ما يـدري تصافيـه ما درى
ما سمع من غالبـي الحديـث أحكـاه
عضيـت روس أناملـي في نواجـدي
وقلـت آه مـن حـر المصيبــة آه
لـو أن فـي قـول آه طـب لعلتـي
كثـرت أنا فـي ضامـري قـول آه
ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً
فانتظروا وطال انتظارهم
فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة
قتله الحب قبل أن يقتلوه
ودخل عند الصائغ صانع الذهب
فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ فقد كانت على درجة كبيرة
من الجمال وتعلق قلبه بها
فلم يعد يبرح دكان والدها , وقد كان يسمى عبدالرحمن المطوع
من شدة تدينه وهو كذلك ولكنه أحب تلك الفتاة
وقد كان البدو لا يزوجون الصائغ ولا يتزوجون منه
وهذا عبدالرحمن يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها
حتى انتبهت له فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى
زواجهما سراً بينهما ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته
فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقي الأمر سراً
لحفظ حق ولدها
فانتشر الخبر وعرف إخوانه بما حصل وحضروا له بالقرية
وقالوا له نريدك للذهاب معنا فرفض فأخبروه وخرجوا
به من القرية وقصدوا البر
وصادف أن رأوا غزالاً في إحدى الأشجار نائماً فمد أحدهم سلاحه
عصاه أو سهمه حسب ما كان متوفراً في ذلك الوقت يريد قتل الغزال
فرجاه عبدالرحمن أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته
إلا أنه لم يستمع له وقتله ونزلوا فقال له اخوته عليك الآن أن تطلقها
فلم يقبل .. فأصروا عليه وهو يرفض ..
فقالوا إما أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منه
مهله يصلي بها ركعتين ويستخير الله
فابتعد عنهم قليلاً وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات
يقـول التميمـي الـذي شـب متـرف
مدى العمر ما شيء فـي زمانـه جـاه
يـا ركـب يللـي من صحّـي تقللـوا
مـن نجـد للريـف المريـف مــداه
رحلنـا مـن جـو عكـلا وقوضـوا
علـى كـل هبـاع اليديـن خطــاه
طـووا بنـا الدهنـا والإنسـان مالـه
إلا أن مـا يكتــب عليــه لقــاه
لقـوا جازيـن فـي دوحـة مستظلـه
حمــاه عـن لفــح السمــوم ذراه
خذوها فلا بالرمح زرقـن ولا العصـا
ولا قلطـوا حبـل العقـال عصــاه
غشاها لذيذ النوم والنـوم كـم غشـا
مـن النـاس حـذرن وابتلـوه عـداه
فقلـت نحـوانـي ومثلـي مثلهــم
يشكـي اليـا مـن الـزمـان وطـاه
دعوها بيلـن كـود مـن ذي فعايلـه
يجـزى علـى فعلـه يشـوف أمنـاه
يا شمل يا مامونـة الهجـن هو ذلـي
إلـى دار مـن يصعـب علـى لقـاه
ادقاق حجل أطراف يا نـاق وإن طـرا
علـى البـال زاده مـن عنـاه شقـاه
محـا الله قصـرن حال بينـي وبينهـا
نجمـن مـن المـولـى يهـد أبنــاه
أبغـي اليـاهـد العـلا من قصورهـا
تـذهـل عطيـرات الجيـوب حيـاه
يظهر عشيـري سالمـن من ربوعهـا
هـذال مطلــوب الفتــى ومنــاه
ألا عينـي اليـاريـت صـاحبــي
جضعيعـن لغيـري واحتـرمت لقـاه
يصيـر مملوكـن لغيـري ويهتـوي
وسـاقيـه مـا ينحـي علـيّ بمـاه
دع ذا وسل وأيها المـلا فـي محلتـم
سـرا يفتـح الظلمـا شعـاع سنــاه
لا تكـن بـأمـر الله تطلـق أركونـه
عـزايلـه وصـف السحــاب أرداه
حـوراك تبنـي والـذراعيـن زجـن
مـن الريـح زعاجـن وطـار سنـاه
وطا ما وطا واللـي محا بعـد ما نجـا
غطا ما وطـا واللـي وطـاه غطـاه
محا ما محا واللـي محا بعـد ما نحـا
محـا ما محـا واللـي نحـاه محـاه
عصا ما نصا واللي عصا بعد ما نصـا
نصا ما عطـا واللـي نصـاه عطـاه
وإن كان لي ظن وهاجـوس خاطـري
قـد حـال بيـن البازميـن غشــاه
مـن بـاعنـا بالهجـر بعنـاه بالنيـا
ومن جـذ حبلـي ما وصلـت رشـاه
إلا قفا جـزا الأقـا ولا خيـر بالفتـى
يتبـع هـوى مـن يطيــع هــواه
خليلي يشـادي خاتـم العـاج وسطـه
تقـول انفـرج لـولا البـريـم زواه
خليلـي خلا قلبي مـن الولـف غيـره
عفـت إلا خـلا والخـدون حــذاه
خليلـي ولو جا البحـر بينـي وبينـه
ذبيـت روحـي فـوق غيـة مــاه
خليلـي لـو يرعـا الجـراد رعيتـه
أهظلــه مـن حشمتـه ورصـــاه
خليلـي لـو يـزرع زريعـن سقيتـه
من الدمـع وإن شـح السحـاب بمـاه
خليلـي لو يبـرز على الثـرا ريقـه
إذا سكـر والتـاجـر يـزيـد شـراه
خليلـي ولـو يطـا على قبـر ميـت
بأمـر الولـي حـاكـاه حيـن وطـاه
خليلـي معسـول الشفاتيـن فـاتنـي
كمـا فـات لقـاي الـدلـي رشــاه
كن عن صغير السن حذرن ولا تكـن
دنـو عـن اليـاشفتـه بـس سفــاه
أن كان ما جـاوز ثـلاث مـع أربـع
وعشـر فـلا يشفـي الفـؤاد لقــاه
تعاديـه ما يـدري تصافيـه ما درى
ما سمع من غالبـي الحديـث أحكـاه
عضيـت روس أناملـي في نواجـدي
وقلـت آه مـن حـر المصيبــة آه
لـو أن فـي قـول آه طـب لعلتـي
كثـرت أنا فـي ضامـري قـول آه
ولما أكمل عبدالرحمن القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجداً
فانتظروا وطال انتظارهم
فلما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة
قتله الحب قبل أن يقتلوه