المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( ابو منيف يروي لنا قصته بعد نجاته من الموت .... )))


مفيد
10-22-2008, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قدمنا لزيارة أخا لنا في الله .. استقبلنا على الباب كأحسن ما أنت راء مستقبل لأضيافه .. وجه بشوش .. ترحيب حار .. دعاء وثناء .. وعلى يمين الداخل لمنزل صاحبنا يكون المجلس الذي كان يفوح برائحة التواضع ، حيث لا أرائك ،ولا طاولات ، ولا لوحات ولا مزهريات ، لكنه جد عادي ، مجلس متواضع سقفه من خشب ، مفروش بالزل الأحمر العتيق.

وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث ونتلقى من مضيفنا ابتسامات الفرح بأضيافة سمعنا حول باب المجلس خشخشة أقدام .. وتسبيح وتهليل بلسان فيه ثقل ..

همست الأصوات .. خرست الألسن .. أنصتت الأسماع ..

ازدادت الخشخشة ، خفقت أطراف ثياب قديمة حول الباب ، محجن يتقدمها .. يد تمسك بمصراع الباب .. وجه يطل علينا.. وجه رسمت عليه عقود الزمان رسمها .. وقف برهة يتأمل فينا.. انه ابو منيف مضيفنا لاغير.. شيخ عجوز من الطراز الأصيل الأول ، احدب ظهره بعض الشيء ..

بينما هو يتامل فينا .. هببنا تقديرا لذلك الوجه ، وتلك القامة المحدودبه .. تقدمت المحبين .. قبلت بين عينه .. مرحى ابا منيف .. كان يردد يا هلا .. يا هلا .. لم يجلس منا احد حتى استقر ابو منيف في المكان المناسب له .. جلست بجواره ، سالته عن صحته وحاله .. قال انا بخير وعافية .. سالته تطفلا عن عمره الطويل المبارك فقال .. فوق التسعين .. رددت عليه ..عمرا على الطاعة يا عم .. سالني من انا .. رد ابنه مضيفنا فقال : هذا مفيد بن أبي مفيد .. الذي له مشاركات خفيفه في منتديات عتيبه!! ..

يبدو ان ابا منيف متابع للنت !! هش لي وبش ، رحب ثانية ..

دار أحاديث الود مع شيخنا الكبير .. قال مضيفنا .. اسألوا والدي عن قصته مع أصحابه في سفره من القيصومة إلى الرياض ..

فقلنا اخبرنا يا عم .. قال : وش أخبركم عنه ؟. قال مضيفنا اخبرهم يا بوي ، قال : وشهو عنه ؟.

قال اخبرهم عن قصتك يوم انقذك الله واهلك صاحبك يوم جيتوا من القيصومه .. سكت بعض الوقت .. ثم قال عساكم طيبين .؟ قلنا : نحن بخير .. لكن ابنه جعل يلح عليه ان يخبرنا بقصته .. فقال نسيتها .. فأدركنا انها قصة ما تعه .. فطلبنا منه ان يقصها علينا ..

طاطأ رأسه قليلا ثم قال .. يا عيالي عليكم بطاعة الله .. ترى ما مثلها شيء . ثم اردف يروي لنا قصته الجميلة ..
واسمحوا لي ان اروي القصة بلهجته هو.

قال : حنا كنا خمسة رياجيل نبي الرياض من القيصومة .. قيصومة حفر الباطن . واستكرينا سيارة للرياض ، وهاك الحين مافيه سيارات الا شي ما يذكر .. الأحوال ضعيفه .. ومعنا مدري وش معنا .. ماعون ماء .. ومشانا مع خطوط يقول صاحب السياره انها تروح للرياض مشانا بعد العصر.. وامسانا الليل ونزلنا نصلي المغرب .. وعيا صاحب السيارة يصلي معنا .. قلنا له صل .. لكن ما صلى معنا .. قعد يشرب التتن جنبنا وحنا اقمنا الصلاة وصلينا .. ويوم خلصنا قلنا أنت ورا ماصليت ؟ قعد يتهزا بنا .. ويقول ليامنكم دخلتوا الجنة ادخلوني معكم .. يسخر منا !

سرينا ويوم جات صلاة العشاء قلنا وقف نبا نصلي .. كن الرجال تضايق منا .. وقف وصلينا .. ومرناه بالصلاة لكن عيا يصلي.. بس قعد يشرب المخزي ( التتن ) صلينا وسرينا .. بدت الخطوط تفرق علانا لان اننا ضعنا ما عاد ندري وان نمشي .. قال : المسافة طويله ، والبنزين اخاف يقضي ، وحنا يمكن ضيعنا .. لكن نبا نمرح .. قلنا هدا .. امرحنا .. والسواق عيا يمرح .. اخذله كشاف وراح يتقصص لأثار السيارات .. اصبحنا وصلينا الفجر وما صلى معنا .. ويوم بان النور مشينا ، ولقينا مثل الخطوط ومشينا معها .. يوم قطعنا مسافة ما هيب هوينه .. والموتر يبنشر ،، وحنا ننزل ونغير الكفر .. ونمشي ،، ويوم قطعنا مسافة مثلها .. والموتر يجي فيه خلة ويقف .. وننزل وهو يقوم يهندب فيه .. ارتفع النهار واشتدت الحرورة علانا، وحنا في حنان القاض ، وعودنا للماعون الل فيه الماء وشربناه ، وعطينا السواق وشرب .. وتشاورنا .. وش نسوى ؟ قال الموتر خرب ماعاد فيه حيله ..

ذلينا على انفسنا . وقلنا ما عاد فيه الا نعود للقيصومه على رجلينا.. والقيصومة ما هيب قريبه .. ماشينن منها امس بعد العصر ، واليوم قرايب الظهر .. لكن تعطلنا مرتين ، وممرحين البارح . هقوتي انها مثل ما تقول شقرا عن الدوادمي ولا ابعد ..

قام السواق وشرب ماء الديتر ، ومشينا .. ويوم جاء بين الصلاتين ، بال الله يكرمكم وشرب بوله .. وحنا مشينا قام ينادينا ، يقول: لا تخلوني .. قلنا حنا نشبنا هالحين كلن ينجي بنفسه . ومشينا والرجال قعد ما عاد قدر يماشينا .. مشينا .. مشينا نهارنا كله .. ثم ليلنا كله وبدينا نشوف ضوح انوار القيصومه ، وهي ما هيب قريب لكن الضوح في الليل يسري . وهاك الحين مافيه لمبات تجهرك ولا ديار تضيع بين أنوارها ، ما فيه إلا القيصومه ..

هجعنا قبل الفجر ويوم صلينا الفجر وحنا نقوم ندعي ربي انه ينقذنا .. سرحنا .. ونمشي لين قرايب الظهر .. لياوالله يوم كل ماعاد يعاين في رفيقه .. ذبحنا الضما .. وتقطعت كبودنا .. وحنا نتفرق انا ومعي اثنين ، رحنا في جهه ، واثنين من خويانا راحوا في جهه . وضيع بعضنا بعض .. المهم .. نمشي على جهة القيصومه .

قاطعته الحديث فقلت ياعم .ظنكم وش بقي على القيصومه ؟

قال : الديره ما هيب قريب . صلنا الظهر .. ومشينا .. ومشييينا ... لين جات صلاة العصر .. لياوالله يوم قاموا الرياجيل يمشون ويقعدون ، ويجينا مثل الدوخة ، ما عاد هي بعلومنا الاوله ..

ويوم حلت صلاة العصر المبكره ..ليا والله انا لا ورا الخط ولا دونه .. قلنا نبي نصلي ثم نموت بعد الصلاة .. وحنا نصلي .. وبعد الصلاة والرياجيل يتجعفون في مصلاهم يتعينون للموت ..

ولييني في رسايس حياه مهيب طويله . وانا اقوم واخذلي حول حذفة عصا عنهم ونا اطيح ويغمى علي .. اخذت شوي وقمت .. وانا التفت لربعي وليوالله انهم على مثبرهم موتى في مصلاهم .. وانا يغشي علي .. والأرض تقوم تحوم بي .. قلت في نفسي ابا اعود اموت مع ربعي احسن من موتي لحالي .. ويوم اخذت خطوتين مدري ثلاث يمهم .. وانا اقوم اتلفت يمين ويسار ادور احد ينقذني.. وليا ازين ماشوف .. راس ناقه في مطمن .. ترفع راسها وتطمنه .. ولين كني شايفن هلي .. وانا اصيح براسي كله .. ابشروا بالماء .. ابشر بالماء ..

والله يوم قلته ان كنك ضاربهم بالمطارق .. والله ما كن ابهم من الضما القرش ، وهم يفوعون ليينهم وقوف ويقومون يتلفتون ولينهم يشوفون اللي انا شفت .. وحنا ننطلق يم الناقه .. واثر الناقة في مطمن ومثل الفجوه ، ويوم سبرنا في المطمن ليا الابل ، وليا بيت الشعر المروبع .. واليا والله ماعاد ابنا من الضما شيء وحنا نروح وليا يوم عرفوا هل البيت انا هلكا .. وهم يعارضوننا بالماء ويبلون حلوقنا .. ويعطونا دهن نبل به حلوقنا .. ويسقوننا وينقذونا .. وحنا نتطايح ساعة ما حد يكلم احد قلنا ترى لنا ربع فارقونا اليوم حول يوم اعتلى النهار واشتدت الحروره .. ما ندري حيين ولا ميتين ، ولنا رفيق انقطع عنا امس بين الصلاتين . في قاعة العبل الابيض من غرب . وراع البيت يركب الذلول وينهج للقيصومه . ويوم جاء عند امير القيصومه وليا هذا خويانا الثنين عنده .. انقدهم الله باجودي لقوه . ونقلهم للقيصومه ، وليا الامارة مجهزة سيارة تبا تدورنا .. ويوم اخذنا ساعة وليا سيارة الامارة جاية . وتنقلنا للقيصومه . وهم يسرون يدورون راع السيارة .. ويوم جو اليا هذا طول رجله منتفخ ميت في حينه في مكانه اللي تركناه فيه.

أنقذنا الله يا عيالي .. والله ما غار الله شيء .. أعاننا لين وصلنا للمكان اللي فيه حياتنا.

الفوائد من هذه القصة :

1- تبين هذه القصه معنى قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )، ومعنى قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
2- الدعاء ، له اثر في تحقيق المطلوب والحذر من المرهوب .
3- من حفظ امر الله في الرخاء حفظه الله حال الشدة ، فهؤلاء الخمسه كانوا يحفظون امر الله في الصلاة في حال رخائهم ، فحفظهم الله في حال الشدة التي مرت بهم ، فعمروا بعد ذلك سنين . وصاحبهم ضيع امر الله فأذاقه الله الخزي في الدنيا ، بان شرب بوله والناس يشهدون عليه ، ثم اهلكه في الحال ، ويوم القيامه أمره إلى ربه .
4- انه ينبغي للانسان ان يفعل الأسباب الجائزة في أسفاره ، بان يصطحب معه الماء ، ويتعاهد حاجته في السفر ، ويتفقد حال سيارته ، ثم يتوكل على الله تعالى.
5- ان شيباننا واجدادنا مروا باحوال تكاد تكون عندنا من نسج الخيال . لما نعيشه من نعم عظيمة ، فكل انسان منا يمتلك سيارة ، والطرق معبده ، ومحاط البنزين في حل ناحية ، والبقالات والمطاعم في كل وجه ، والطرقات سالكة بالناس آهلة بهم ،ومؤمنة برجال الأمن ، فهي نعم تترا يجب شكر الله عليها، وحفظها ، وانما تحفظ بديمومة الانقياد لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
6- لم يعد السفر في الوقت الحاضر على الأقدام والإبل الا من باب حب الظهور والشهرة ، وقد كان في الزمن الأول امر لا خيار عنه .
والسلام عليكم.....

دمتم بحفظ رب جبرائيل وميكال

البّدر
10-24-2008, 03:27 PM
"
" احفظ الله يحفظك "
الحمد لله على سلامة ابو منيف .. ولو كانت متأخرة بالحيل ..
قصة ممتعة ومفيدة .. وفيها معاني كثيرة وفوائد جمًة ..



دائما ً ماتتحفنا من بحر فكرك وأدبك ..
أجمل القصص واعذب الكلام .. !!
وكلمة حق تقال ..
أسلوبك القصصي .. ممتع ومميز ومشوق ..
لاحـَرمنا الله قلمك الكبير ... وحرفك المميز ..

مفيد
10-28-2008, 04:23 AM
البدر


اشكر لك متابعاتك .. وجميل ثقتك واطرائك


لك منى الود والمحبه

الأميره الناعسه
10-28-2008, 04:49 AM
قصه رائعه وفوائدها اروع
أستمتعت بقرائتها تخيلت جدي يحكي لي حكايا زمان :)
يعطيك العافيه أخوي وكثر من هالمواضيع

لاهنت

:)

الهبداني
10-28-2008, 09:45 AM
قصه جميله وفيها من العضه والعبره
لاهــنــت يامـــفيــد
تقبل تحياتي