العفار
07-03-2005, 08:42 PM
لا أعلم هل قسم الشعر الشعبي يلائم هذا الموضوع .. ولكنني بحثت في أقسام المنتدى ولم أجد أكثر ملائمة له من هذا القسم.
هذه القصة تعتبر من أروع قصص الجيرة والوفاء والشهامة والمروءة والكرم والحزم ، وهي قصة الشيخ مفرج العامري السبيعي المعروف "بالمفرج " والشيخ محمد المهادي القحطاني وقد دارت أحداث هذه القصة كما يعتقد مابين عام 1160هـ ـــ 1180هـ تقريباً .. والله أعلم .
القصة :
كان المفرج يغزو على قبايل من قحطان كما كان المهادي يغزو على سبيع بدوره وذات يوم غزا المفرج على قحطان ووجد إبلهم وليس عندها إلا الرعاه فساقها وفر الرعاه عنها إلا فتاة صغيرة بقيت واقفة عند إبلها غير مباليه وكأنها لم ترى الخيل والقوم فـ لفتت نظر المفرج وجاءها وسئلها إبنة من يابنت ؟ فقالت بكل كبرياء : بنت الشيخ المهادي فصاح لقومه وقال لهم ردوا طرف أبعارها اللي أخذتوه وقال لها : قولي لأبوك إن المفرج أخذ البل ويوم درا إنها أباعرك عفا عنها وردها وسلميلي عليه .
ومن هذه الحادثة بدأت صداقة المفرج والمهادي وتكررت نفس الحادثه ولكن هذه المره مع المهادي حين أخذ إبل المفرج و ولما علم بأن المفرج صاحبها عفا عنها من باب رد الجميل والمعروف وقد أرسل المهادي أحد قومه للمفرج يبلغه بالحادثه و يعتذرله عن الخطاء ويطلب منه أن يتذكر الشيخ المهادي إذا جرى له من أمور الدنيا شيء ويخبره أن المهادي يعتبر أخ له ، ومن هنا تعرفا على بعض وهم لم يلتقيا قط
ومرت الأيام وتوفي والد المفرج وكان شيخ قومه ولما أراد المفرج أن يكون كما كانت عليه العرب شيخا ً لقومه وخلفاً لوالده فيهم إعترضوه أبناء عم أبوه ولأنهم أكثر عددا ً أخذوا الامارة قسراً وقتلوا إبن عم المفرج وجلا الآ خر للدواسر فما كان من المفرج إلا أن يتذكر المهادي فزبن على المهادي بأبناءه الثلاثة وزوجته وأبناءه هم محمد وعوير ودغيم .
ولما قدموا على المهادي رحب بهم ولم يكن يعرف أن هذا الضيف هو المفرج لأنه لم يقابله وجها ً لوجه .
بعد أن عشاه المهادي سأله ضيفه من أنت فقال الضيف : أنا المفرج
فقام المهادي وكأنه قريص من الفرحة وعانق المفرج ونادا رعيانه وقال إذبحوا حايلين من البل اللحين ، ففرح المفرج بهذه الحفاوه والفرحه التي كانت من المهادي تعشوا من جديد وقال المهادي للمفرج أنا بيوتي اثنين وكأنه يعلم أن المفرج جالي له قل للمراه تروح لواحد منهن وبكره نبني لك بيت قال المفرج هدا وكانت زوجة المفرج عند زوجات المهادي فقالت صاحبة البيت لزوجة المفرج إن إبني يلعب مع أقرانه في الوادي
ولكن إذا رجع أرسليه لي . ذهبت زوجة المفرج للبيت ومن عناء السفر والتعب غلب عليها النوم وغطت في نوم عميق ولم تحس بإبن المهادي حين دخل معها في اللحاف لينام إعتقاداً منه بأنها أمه وبالفعل نام إبن المهادي في الفراش مع زوجة المفرج ولما عاد المفرج من مجلس المهادي وأراد أن ينام وجد زوجته وبجانبها رجل فأخذ السيف و طعنه طعنة ٍ قضت عليه وعندها صحت زوجتة وصاحت كيف تذبح ولد مجيرنا
وأخبرته بالقصة فذعر المفرج وذهب للمهادي وناداه وأخبره بالأمر وكيف حدث فقال المهادي : للمفرج وزوجته أبقوا الأمر سراً وطلب من مفرج أن يحمل الولد ويلقياه في الوادي الذي كان يلعب فيه وذلك لكي يبعد التهمه عن المفرج وإضاعة دم إبنه بين أبناء الفريق وفعلا ضاع دم إبنه ولكنه طلب من أباء الأولاد اللذين كان يلعب معهم إبنه بل ألزمهم بدفع ديه وقدرها مئة ناقه يشاركون في دفعها ورضوا بالديه ودفعوها للمهادي ولكن المهادي لم يأخذها لنفسه بل أعطاها للمفرج نعم أعطاها للمفرج قاتل إبنه وقال هذه هديتي لجاري .
مرت الأيام و زادت أخوة المهادي والمفرج قوة ورسوخاً ، وكبرت بنت المهادي وكبروا أبناء المفرج الثلاثة ولكن الأوسط منهم وهو عوير محباً للبنات يتعرض لهن وقد كان يتعرض لبنت المهادي ويضايقها كثيرا بل إنه تعلق بها فصار لايضايق ولا يغازل إلا هي.
ضاقت الفتاه ذرعاً بمضايقات عوير وابلغت أمها بالموضوع وقالت لها أمها إصبري عليه وتجاهليه لعله يعقل ولكن الفتاه قالت: سوف أخبر أبي قالت الأم : إياك أبوك يدري عن الموضوع لان فيه زعزه لصداقته مع المفرج وسوف يأبمه هذا الأمر كثيراً .
صبرت البنت على مضايقات عوير ، ولكن الشيخ المهادي وصل له الخبر بطريقة أو بأخرى ، وأخذ يفكر ويطيل التفكير ولم يكن تفكيره بأمر عوير لأن
الشرف عند المهادي أعظم من فقدان الإبن ولكنه كان يفكر في مصير صداقته وأخوته مع المفرج .
وفي بيت المفرج ذات ليلة وبينما كان المفرج يلعب مع المهادي لعبة " الحويلا " أخذ المهادي يكرر كلمة لم ينتبه لها المفرج ولكن زوجته في كسرة البيت إنتبهت لها ، ولما قام المهادي و جاءت زوجة المفرج وأخبرته بما إنتبهت له وقالت جارك الليله يقول شد وإلا شديت . فنهرها وقال لها إسكتي لأنه إستغرب هذا الأمر ، ولكن بعد أن جلس على ناره وأخذ يشف فناجيل القهوة أدرك أن هناك شيء في نفس المهادي .
وفجاءه نادا زوجته وعبده وقال ترانا شادين والبيت خلوه محله لاتطوونه إخذوا اللي لكم وإمشوا وفعلاً تركوا البيت وسروا في الليل وبعد ليله من الشديد أرسل المفرج عبده للمهادي وكان المهادي يجر الربابه في الليل فقال المفرج لعبده رح تسمع وش يقول المهادي على الربابه وعلمني به ، سرا العبد وفعلا وجد المهادي يجر الربابه وكان يقول هذه الأبيات :
يقول المهادي والمهادي محمد= ابي لوعة جم العباير جرابها
أربع سنين وجارنا مجرم ٍ بنا = كما اللي وطاله جمرة ٍ مادرا بها
وأربع سنين ألا ترى العرض والشرف = لاضاعن أخير لك تسكن ترابها
ولا سرت منا ياسعود بن راشد = على حرة ٍ نسل الجديعي ضرابها
روح وتلقى من سبيع قبيلة = كرام اللحا قطاع الأيدي لبابها
وإندب زبون الجاذيات مفرج = لا عزبوا ذود المصاليح جابها
ترا جارنا الماضي على كل طلبه=لو كان ما يلقى شهود غدابها
ياما حضينا جارنا من كرامه = في طرقة ٍ راع القصيرة يهابها
نرفا خمال الجار لو داس زله = كما ترفي البيض العذارى ثيابها
وترا عندنا حق القصيرمثنى= وترا عنق عقار الحقوق يغدا بها
محى الله عجوز من سبيع وعامر = ماعلمت غرانها في شبابها
لها واحد ٍ مافاد يومٍ غنيمه = عطا كلمة عجفا تصبر وجابها
الاجواد وان قاربتهم ماتملهم= والانذال وان قاربتها عفت مابها
الاجواد وان قالوا حديث نوابه= والانذال منطوق الحكايا كذابها
الاجواد مثل العد من ورده ارتوى=والانذال لاتسقي ولا ينسقا بها
الاجواد تجعل نيلها دون عرضها=والانذال تجعل نيلها في رقابها
الاجواد وان ضعفو فيهم عراشه=والانذال لو سمنوا معايا صلابها
الاجواد تشبه قارة مزمهره= تهفي على قلتاً عذي ٍ شرابها
الاجواد تشدي للجبال الشوامخ=من يلتجي فيها بيلقى الذرا بها
الاجواد صندوقين مسك وعنبر=الى افتحن ابوابها جاك مابها
الاجوادمثل البدر في ليلة الدجى=والانذال ظلما تايه من سرى بها
الانذال لو غسلوا ايديهم تنجس=نجاسة قلوب ما يفيد الدوا بها
فيارب لاتجعل بالاجواد نكبه =عليها اليا ضعف الضعيف التجالها
وصلو على سيد البرايامحمد =عدد ما لعى القمري بعالي هضابها
وهنا أدرك المفرج أن الأمر يتعلق بالعرض ونادا أبنه الكبير محمد وأخذ يمازحه ويسأله عن بنات قحطان وأن لهم عند قحطان ثمان سنوات وأكيد أن فيه بنتٍ أعجبته وإلا غازلها فثار الولد على المفرج وقال والله لو أن غيرك قال هذا الكلام لقتلته ، فتركه المفرج وذهب لعوير الإبن الثاني فقال له كما قال لمحمد فجاوبه عوير وقال : والله لو إنك صابر ٍ علينا يومين كان جبت لك خبر بنت المهادي وعندها أخذ المفرج سيفه وقطع رأس عوير وأرسله مع العبد للمهادي .
جاء العبد وألقارأس عوير في مجلس المهادي فقال المهادي : إقلع راس النذل عني هذا نجس ينجس حي وميت ولكن غليلي لا يشفيه إلا محمد ولد المفرج وقال لعبد المفرج إذهب لعمك وقله نبي محمد حي ولا يسدنا غيره .
لم يكن المهادي بهذا الطلب متسلطاً أو ظالما ً بل كان يريد إختبار وفاء المهادي ، وصل العبد للمفرج وأخبره بما يطلبه المهادي فذهل المفرج ولكنه سرعان مانادا محمد وأخبره بطلب المهادي ، وأخبره أيظاً بأنه لا يستطيع أن يرفض للمهادي طلبا ً .
نزولاً عند رغبة المفرج وافق محمد على الذهاب للمهادي ، ذهب محمد والعبد يرافقه للمهادي ، وقال محمد للمهادي أبوي يسلم عليك ويقول لك إ، ابناءه الثلاثة ليسوا بأغلى من أخوتك عنده . تظاهر المهادي أمام العبد بالغضب ونادا رجاله وأمرهم بأن يأخذوا محمد ويلقوه في مكان ما وقال : سوف ألحق بكم وأقتله بسيفي .
لحق المهادي ولكنه لم يلحق بالرجال ومحمد بل ذهب وذبح شاة ولطخ سيفه بدمها ورجع للعبد و أخبره أنه قتل محمد وأنا هذا الدم دمه .
لحق العبد بالمفرج وأخبره بما حدث وأن رأى المهادي وهو يقتل محمد ، ولكن محمد لم يكن مقتولاً بل كان في يوم زواجه من بنت المهادي حيث أن المهادي جهزها له وزوجه بها وأرسلها معه ومعها عبدين وجاريتين ، أخذ محمد إبنة المهادي ولحق بأبيه ، وعاد المفرج لقومة ولما وصلهم إستعاد له محمد أمارته في قومه .................
النهاية
هذه القصة تعتبر من أروع قصص الجيرة والوفاء والشهامة والمروءة والكرم والحزم ، وهي قصة الشيخ مفرج العامري السبيعي المعروف "بالمفرج " والشيخ محمد المهادي القحطاني وقد دارت أحداث هذه القصة كما يعتقد مابين عام 1160هـ ـــ 1180هـ تقريباً .. والله أعلم .
القصة :
كان المفرج يغزو على قبايل من قحطان كما كان المهادي يغزو على سبيع بدوره وذات يوم غزا المفرج على قحطان ووجد إبلهم وليس عندها إلا الرعاه فساقها وفر الرعاه عنها إلا فتاة صغيرة بقيت واقفة عند إبلها غير مباليه وكأنها لم ترى الخيل والقوم فـ لفتت نظر المفرج وجاءها وسئلها إبنة من يابنت ؟ فقالت بكل كبرياء : بنت الشيخ المهادي فصاح لقومه وقال لهم ردوا طرف أبعارها اللي أخذتوه وقال لها : قولي لأبوك إن المفرج أخذ البل ويوم درا إنها أباعرك عفا عنها وردها وسلميلي عليه .
ومن هذه الحادثة بدأت صداقة المفرج والمهادي وتكررت نفس الحادثه ولكن هذه المره مع المهادي حين أخذ إبل المفرج و ولما علم بأن المفرج صاحبها عفا عنها من باب رد الجميل والمعروف وقد أرسل المهادي أحد قومه للمفرج يبلغه بالحادثه و يعتذرله عن الخطاء ويطلب منه أن يتذكر الشيخ المهادي إذا جرى له من أمور الدنيا شيء ويخبره أن المهادي يعتبر أخ له ، ومن هنا تعرفا على بعض وهم لم يلتقيا قط
ومرت الأيام وتوفي والد المفرج وكان شيخ قومه ولما أراد المفرج أن يكون كما كانت عليه العرب شيخا ً لقومه وخلفاً لوالده فيهم إعترضوه أبناء عم أبوه ولأنهم أكثر عددا ً أخذوا الامارة قسراً وقتلوا إبن عم المفرج وجلا الآ خر للدواسر فما كان من المفرج إلا أن يتذكر المهادي فزبن على المهادي بأبناءه الثلاثة وزوجته وأبناءه هم محمد وعوير ودغيم .
ولما قدموا على المهادي رحب بهم ولم يكن يعرف أن هذا الضيف هو المفرج لأنه لم يقابله وجها ً لوجه .
بعد أن عشاه المهادي سأله ضيفه من أنت فقال الضيف : أنا المفرج
فقام المهادي وكأنه قريص من الفرحة وعانق المفرج ونادا رعيانه وقال إذبحوا حايلين من البل اللحين ، ففرح المفرج بهذه الحفاوه والفرحه التي كانت من المهادي تعشوا من جديد وقال المهادي للمفرج أنا بيوتي اثنين وكأنه يعلم أن المفرج جالي له قل للمراه تروح لواحد منهن وبكره نبني لك بيت قال المفرج هدا وكانت زوجة المفرج عند زوجات المهادي فقالت صاحبة البيت لزوجة المفرج إن إبني يلعب مع أقرانه في الوادي
ولكن إذا رجع أرسليه لي . ذهبت زوجة المفرج للبيت ومن عناء السفر والتعب غلب عليها النوم وغطت في نوم عميق ولم تحس بإبن المهادي حين دخل معها في اللحاف لينام إعتقاداً منه بأنها أمه وبالفعل نام إبن المهادي في الفراش مع زوجة المفرج ولما عاد المفرج من مجلس المهادي وأراد أن ينام وجد زوجته وبجانبها رجل فأخذ السيف و طعنه طعنة ٍ قضت عليه وعندها صحت زوجتة وصاحت كيف تذبح ولد مجيرنا
وأخبرته بالقصة فذعر المفرج وذهب للمهادي وناداه وأخبره بالأمر وكيف حدث فقال المهادي : للمفرج وزوجته أبقوا الأمر سراً وطلب من مفرج أن يحمل الولد ويلقياه في الوادي الذي كان يلعب فيه وذلك لكي يبعد التهمه عن المفرج وإضاعة دم إبنه بين أبناء الفريق وفعلا ضاع دم إبنه ولكنه طلب من أباء الأولاد اللذين كان يلعب معهم إبنه بل ألزمهم بدفع ديه وقدرها مئة ناقه يشاركون في دفعها ورضوا بالديه ودفعوها للمهادي ولكن المهادي لم يأخذها لنفسه بل أعطاها للمفرج نعم أعطاها للمفرج قاتل إبنه وقال هذه هديتي لجاري .
مرت الأيام و زادت أخوة المهادي والمفرج قوة ورسوخاً ، وكبرت بنت المهادي وكبروا أبناء المفرج الثلاثة ولكن الأوسط منهم وهو عوير محباً للبنات يتعرض لهن وقد كان يتعرض لبنت المهادي ويضايقها كثيرا بل إنه تعلق بها فصار لايضايق ولا يغازل إلا هي.
ضاقت الفتاه ذرعاً بمضايقات عوير وابلغت أمها بالموضوع وقالت لها أمها إصبري عليه وتجاهليه لعله يعقل ولكن الفتاه قالت: سوف أخبر أبي قالت الأم : إياك أبوك يدري عن الموضوع لان فيه زعزه لصداقته مع المفرج وسوف يأبمه هذا الأمر كثيراً .
صبرت البنت على مضايقات عوير ، ولكن الشيخ المهادي وصل له الخبر بطريقة أو بأخرى ، وأخذ يفكر ويطيل التفكير ولم يكن تفكيره بأمر عوير لأن
الشرف عند المهادي أعظم من فقدان الإبن ولكنه كان يفكر في مصير صداقته وأخوته مع المفرج .
وفي بيت المفرج ذات ليلة وبينما كان المفرج يلعب مع المهادي لعبة " الحويلا " أخذ المهادي يكرر كلمة لم ينتبه لها المفرج ولكن زوجته في كسرة البيت إنتبهت لها ، ولما قام المهادي و جاءت زوجة المفرج وأخبرته بما إنتبهت له وقالت جارك الليله يقول شد وإلا شديت . فنهرها وقال لها إسكتي لأنه إستغرب هذا الأمر ، ولكن بعد أن جلس على ناره وأخذ يشف فناجيل القهوة أدرك أن هناك شيء في نفس المهادي .
وفجاءه نادا زوجته وعبده وقال ترانا شادين والبيت خلوه محله لاتطوونه إخذوا اللي لكم وإمشوا وفعلاً تركوا البيت وسروا في الليل وبعد ليله من الشديد أرسل المفرج عبده للمهادي وكان المهادي يجر الربابه في الليل فقال المفرج لعبده رح تسمع وش يقول المهادي على الربابه وعلمني به ، سرا العبد وفعلا وجد المهادي يجر الربابه وكان يقول هذه الأبيات :
يقول المهادي والمهادي محمد= ابي لوعة جم العباير جرابها
أربع سنين وجارنا مجرم ٍ بنا = كما اللي وطاله جمرة ٍ مادرا بها
وأربع سنين ألا ترى العرض والشرف = لاضاعن أخير لك تسكن ترابها
ولا سرت منا ياسعود بن راشد = على حرة ٍ نسل الجديعي ضرابها
روح وتلقى من سبيع قبيلة = كرام اللحا قطاع الأيدي لبابها
وإندب زبون الجاذيات مفرج = لا عزبوا ذود المصاليح جابها
ترا جارنا الماضي على كل طلبه=لو كان ما يلقى شهود غدابها
ياما حضينا جارنا من كرامه = في طرقة ٍ راع القصيرة يهابها
نرفا خمال الجار لو داس زله = كما ترفي البيض العذارى ثيابها
وترا عندنا حق القصيرمثنى= وترا عنق عقار الحقوق يغدا بها
محى الله عجوز من سبيع وعامر = ماعلمت غرانها في شبابها
لها واحد ٍ مافاد يومٍ غنيمه = عطا كلمة عجفا تصبر وجابها
الاجواد وان قاربتهم ماتملهم= والانذال وان قاربتها عفت مابها
الاجواد وان قالوا حديث نوابه= والانذال منطوق الحكايا كذابها
الاجواد مثل العد من ورده ارتوى=والانذال لاتسقي ولا ينسقا بها
الاجواد تجعل نيلها دون عرضها=والانذال تجعل نيلها في رقابها
الاجواد وان ضعفو فيهم عراشه=والانذال لو سمنوا معايا صلابها
الاجواد تشبه قارة مزمهره= تهفي على قلتاً عذي ٍ شرابها
الاجواد تشدي للجبال الشوامخ=من يلتجي فيها بيلقى الذرا بها
الاجواد صندوقين مسك وعنبر=الى افتحن ابوابها جاك مابها
الاجوادمثل البدر في ليلة الدجى=والانذال ظلما تايه من سرى بها
الانذال لو غسلوا ايديهم تنجس=نجاسة قلوب ما يفيد الدوا بها
فيارب لاتجعل بالاجواد نكبه =عليها اليا ضعف الضعيف التجالها
وصلو على سيد البرايامحمد =عدد ما لعى القمري بعالي هضابها
وهنا أدرك المفرج أن الأمر يتعلق بالعرض ونادا أبنه الكبير محمد وأخذ يمازحه ويسأله عن بنات قحطان وأن لهم عند قحطان ثمان سنوات وأكيد أن فيه بنتٍ أعجبته وإلا غازلها فثار الولد على المفرج وقال والله لو أن غيرك قال هذا الكلام لقتلته ، فتركه المفرج وذهب لعوير الإبن الثاني فقال له كما قال لمحمد فجاوبه عوير وقال : والله لو إنك صابر ٍ علينا يومين كان جبت لك خبر بنت المهادي وعندها أخذ المفرج سيفه وقطع رأس عوير وأرسله مع العبد للمهادي .
جاء العبد وألقارأس عوير في مجلس المهادي فقال المهادي : إقلع راس النذل عني هذا نجس ينجس حي وميت ولكن غليلي لا يشفيه إلا محمد ولد المفرج وقال لعبد المفرج إذهب لعمك وقله نبي محمد حي ولا يسدنا غيره .
لم يكن المهادي بهذا الطلب متسلطاً أو ظالما ً بل كان يريد إختبار وفاء المهادي ، وصل العبد للمفرج وأخبره بما يطلبه المهادي فذهل المفرج ولكنه سرعان مانادا محمد وأخبره بطلب المهادي ، وأخبره أيظاً بأنه لا يستطيع أن يرفض للمهادي طلبا ً .
نزولاً عند رغبة المفرج وافق محمد على الذهاب للمهادي ، ذهب محمد والعبد يرافقه للمهادي ، وقال محمد للمهادي أبوي يسلم عليك ويقول لك إ، ابناءه الثلاثة ليسوا بأغلى من أخوتك عنده . تظاهر المهادي أمام العبد بالغضب ونادا رجاله وأمرهم بأن يأخذوا محمد ويلقوه في مكان ما وقال : سوف ألحق بكم وأقتله بسيفي .
لحق المهادي ولكنه لم يلحق بالرجال ومحمد بل ذهب وذبح شاة ولطخ سيفه بدمها ورجع للعبد و أخبره أنه قتل محمد وأنا هذا الدم دمه .
لحق العبد بالمفرج وأخبره بما حدث وأن رأى المهادي وهو يقتل محمد ، ولكن محمد لم يكن مقتولاً بل كان في يوم زواجه من بنت المهادي حيث أن المهادي جهزها له وزوجه بها وأرسلها معه ومعها عبدين وجاريتين ، أخذ محمد إبنة المهادي ولحق بأبيه ، وعاد المفرج لقومة ولما وصلهم إستعاد له محمد أمارته في قومه .................
النهاية