المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (حكم لعب البلياردو ودفع الخاسر لإيجار اللعبة )


طارق النفيعي
10-12-2008, 02:45 PM
http://www.albetaqa.com/cards/data/media/153/taffeeh0002.jpg


نلعب البلياردو للتسلية ونلعب أحياناً أن الخاسر هو الذي يدفع إيجار الطاولة ، فهل هذا يجوز ؟.


الحمد لله

أولاً :

إن المتأمل في حال الشباب اليوم يجد أكثرهم قد انصرفوا عن الجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع ، أو الرزق الحلال الطيب ، وهم يقتلون أوقاتهم قتلاً ، ويضيعونها بغير المفيد ، مما يسبب لهم مشكلات نفسية وأمراض عضوية .

وقد مرَّ بعض السلف على أناس يلعبون فقال : وددتُ أن الوقت يُشترى بالمال فأشتري أوقات هؤلاء !

نعم ، أولئك الكبار العظماء ما كانت تكفيهم ساعات اليوم للبحث والمطالعة والجد والاجتهاد ، وقد قللوا من نومهم وأكلهم لئلا تفوت عليهم الأوقات .

ثم نجد من الشباب ما يُحزن من تضييعٍ لأفضل سنوات أعمارهم باللهو واللعب ، ولا نود من إخواننا الشباب أن يحرموا ما أحلَّ الله من اللهو المباح واللعب الجائز ، لكن نود منهم أن لا يكون هذا هو شغلهم الشاغل ، وهي حياتهم في الليل والنهار ، وأن يبحثوا عن اللعبة المفيدة لعقولهم وأجسادهم وتنمية مهاراتهم .

ثانيا:

لعب البلياردو داخل النوادي لا يجوز ، لا من حيث حرمة اللعبة ذاتها ، بل لأن هذه النوادي يكثر فيها المنكرات من السب والشتم وترك الصلوات والميسر ، واللعب فيها سكوت عن المنكر من غير حاجة للبقاء في هذا المكان .

وأما اللعب بها في مكانٍ ليس فيه منكرات : فلا حرج من اللعب بها ، لكن بشروط ، ومنها :

1. أن تخلو من الرهان .

2. أن لا يكون فيها سب وشتم واحتقار وحقد وكراهية .

3. أن لا تضيِّع واجبات كالصلاة وطلب العلم والقيام على الأهل وتربيتهم وتأديبهم .

وقد سبق أن ذكرنا أن عامة الفقهاء على تحريم الشطرنج ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، وأنه من أجازها فإنما أجازها بتلك الشروط وما شابهها ، وعند التأمل في لعب الشباب نجد أن تحقق هذه الشروط يكاد أن يكون معدوماً .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشطرنج – وكلامه ينطبق أيضاً على البلياردو ونحوها مما يلعب به الشباب اليوم :

والمقصود أن الشطرنج متى شغل عما يجب باطناًَ أو ظاهراً فهو حرام باتفاق العلماء . وشغله عن إكمال الواجبات أوضح من أن يحتاج إلى بسط ، وكذلك لو شغل عن واجب من غير الصلاة : من مصلحة النفس أو الأهل أو الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو صلة الرحم أو بر الوالدين أو ما يجب فعله من نظر في ولاية أو إمامة أو غير ذلك من الأمور .

وقلَّ عبدٌ اشتغل بها إلا شغلتْه عن واجب ، فينبغي أن يُعرف أن التحريم في مثل هذه الصورة متفق عليه ، وكذلك إذا اشتملت على محرم أو استلزمت محرَّماً : فإنها تحرم بالاتفاق ، مثل اشتمالها على الكذب واليمين الفاجرة أو الخيانة التي يسمونها المغاضاة أو على الظلم أو الإعانة عليه : فإن ذلك حرام باتفاق المسلمين ولو كان ذلك في المسابقة والمناضلة فكيف إذا كان بالشطرنج والنرد ونحو ذلك ؟ .

، وكذلك إذا قدر أنها مستلزمة فساداً غير ذلك : مثل اجتماع على مقدمات الفواحش ، أو التعاون على العدوان أو غير ذلك ، أو مثل أن يفضي اللعب بها إلى الكثرة والظهور الذي يشتمل معه على ترك واجب أو فعل محرم ، فهذه الصورة وأمثالها مما يتفق المسلمون على تحريمها فيها .

" مجموع الفتاوى " ( 32 / 218 ) .

ثالثا ً:


وأما بالنسبة لكون الخاسر هو الذي يدفع إيجار الطاولة : فإن هذا من الميسر ، وهو محرَّم لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } المائدة / 90 ، 91 .

لأن الأصل أن يكون إيجار هذه اللعبة – إن خلت من المحرم – على جميع اللاعبين فيكون اللاعب داخلاً بين أن يخسر بأن يدفع لنفسه ولغيره أو يكسب فيسقط عنه نصيبه من الإيجار وهذا يسمى السبق وهو ما يجعل من المال رهناً على المسابقة ، وهو لا يجوز في الشريعة إلا في ما ورد به النص مما يستعان به على الجهاد ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا سبق إلا في نصل أو خف أو حاف ) رواه الترمذي ( 1700 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

أي في الرماية أو المسابقة بالخيل أو الإبل ، وقاس عليها العلماء ما كان مثلها مما يستعان به على الجهاد ، وألحق بها بعضهم المسابقات التي تكون في العلم الشرعي لأن به نصرة الشريعة كالجهاد وبالسيف أو أكثر .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة عن لعبة " البيبي فوت " وعن حكم دفع المغلوب لثمن اللعب بها فقالوا :

إذا كان حال هذه اللعبة ما ذكرت من وجود تماثيل بالمنضدة التي يُلعب عليها ، ودفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة لصاحبها : فهي محرَّمة لأمور :

أولاً : أن الاشتغال بهذه اللعبة من اللهو الذي يقطع على اللاعب بها فراغه ، ويضيع عليه الكثير من مصالح دينه ودنياه ، وقد يصير اللعب بها عادة له ، وذريعة إلى ما هو أشد من ذلك من أنواع المقامرة ، وكل ما كان كذلك فهو باطل محرَّم شرعاً .

ثانياً : صنع التماثيل والصور واقتناؤها من كبائر الذنوب ، للأحاديث الصحيحة التي توعَّد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك بالنار والعذاب الأليم .

ثالثاً : دفع المغلوب أجرة استعمال اللعبة : محرَّم ؛ لأنه إسراف وإضاعة للمال بإنفاقه في لعب ولهو ، وإيجار اللعبة : عقد باطل ، وكسب صاحبها منها : سحت وأكل للمال بالباطل ، فكان ذلك من الكبائر والقمار المحرَّم .

" فتاوى إسلاميَّة " ( 4 / 439 ) .


والله أعلم

طارق النفيعي

ساحر الكلمه
10-17-2008, 05:13 PM
يعطيك العافيه

تقبل مروري


السااااحر

دمي عتيبي
10-17-2008, 07:27 PM
بارك الله فيك

وكذلك انتشرت لعبه الترايفان ,, وهنا حكم اللعب بها ..

وقفة تأمل مع اللعبة الشهيرة ترافيان ولاعبيها

السؤال : انتشر في الوقت الحاضر بين الشباب لعبة تسمى ترافيان ( Travian ) وطريقة اللعبة يقوم الشخص بالتسجيل .. ثم يقوم بوضع قرية له ثم يقوم بالغزو على القرى المجاورة بأخذ ما لديهم من قمح وخشب وغيره لكن يوجد بعض الشباب يقوم بدفع المال على اللعبة ثم يقوم دفع 50 ريالاً من أجل أن أكمل عنه اللعبة في الغزو وعمليات الصلح وغيره..أرجو منكم الإجابة في أقرب فرصة .. وجزاكم الله خيراً



الجواب : الحمد لله

أولاً

يخسر كثير من الناس في التفريط في نعمتين عظيمتين وهبهما الله تعالى لهم وأمرهم بالحفاظ عليهما واستثمارهما قبل أن يفوتا وقبل أن يأتي أجل المسلم ولا ينفعه ندمه ولا تحسره بعدها .. وهاتان النعمتان هما : الصحة والفراغ .. فترى ذلك الكثير من الناس ينخدع بصحته وعافيته ويغتر بقوته ونشاطه فيضيعهما فيما لا فائدة فيه .. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ .. وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ .. وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ .. وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ .. وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ) رواه الحاكم ( 4 / 341 ) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3355 )

والأكثر خسارة هو من يضيعهما في معصية الله تعالى وفعل المنكرات وإن لم يتدارك المسلم الأمر فيغتنم فراغه قبل شغله وصحته قبل سقمه وحياته قبل موته : ليوشكن على ندم وحسرة لا ينفعه بعدها بكاء .. ولا يقبل الله منه فداء ولو افتدى بملء الأرض ذهباً .. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري ( 6049 )

قال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله : فكأنه قال : هذان الأمران إذا لم يستعملا فيما ينبغي : فقد غُبن صاحبُهما فيهما .. أي : باعهما ببخس لا تحمد عاقبته .. أو ليس له في ذلك رأي ألبتة .. فإن الإنسان إذا لم يعمل الطاعة في زمن صحته : ففي زمن المرض بالطريق الأولى .. وعلى ذلك حكم الفراغ أيضاً .. فيبقى بلا عمل خاسراً مغبونا

هذا وقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً للعبادة لاشتغاله بأسباب المعاش وبالعكس .. فإذا اجتمعا في العبد وقصَّر في نيل الفضائل : فذلك هو الغبن له كل الغبن وكيف لا والدنيا هي سوق الأرباح وتجارات الآخرة . انتهى .. عمدة القاري ( 23 / 31 )

فليحرص المسلم على وقته .. وليعلم أن ما يمضي من أيامه إنما يقترب به من قبره ونهاية حياته .. فالسعيد من اغتنم تلك الأيام والشقي من ضيعها

قال الحسن البصري رحمه الله : يا ابن آدم .. إنما أنت أيام كلما ذهب يوم : ذهب بعضُك . انتهى



ثانياً

نأسف أن أوقات المسلمين تضيع باللهث وراء الألعاب التي ينتجها البطالون والكفار والتجار والذي يحرص جميعهم على استنفاد طاقاتنا وأموالنا فيما ينفعهم ويضرنا .. وهذه اللعبة الواردة في السؤال وإن كان المسلم لا يبذل من ماله شيئا يشتريها به فهو يستطيع لعبها مجاناً على الإنترنت فإنه يبذل فيها ما هو أنفس من ماله بل أنفس من كل نفيس .. ينفق فيها عمره وأيامه ويستهلك فيها طاقته وشبابه بما لا ينفعه فيضيع عمره على لا شيء

وهي لعبة حربية يرمز اسمها ترافيان إلى قرية نموذجية يسميها أصحابها معجزة العالَم تحصن نفسها بالمواد الغذائية وبالدفاعات المناسبة ضد الأعداء وهذا بحد ذاته ليس فيه كثير شيء ضار لكنها قاتلة للوقت مضيعة للعمُر .. فقد يستمر اللعب بها أسابيع وشهوراً كثيرة ! .. ويصبح لاعبها مدمناً ينام ويستيقظ عليها وهذا ولا شك من أضر ما يكون على المسلم الذي خُلق في هذه الدنيا لغاية شريفة وهدفٍ نبيل سامٍ وهو توحيد الله تعالى وعبادته .. ويستلزم منه هذا أن يقوم بما أوجبه الله تعالى عليه من طاعات وأن يحجز نفسه عن الوقوع في المحرمات ولا شك أن تضييع العمر فيما لا نفع فيه وقتل الوقت بما لا يرى المسلم فائدته عند لقاء ربه : يخالف المقصود الذي خُلق من أجله وهو كذلك كفر بالنعَم الجليلة التي وهبها الله تعالى إياها كالصحة والفراغ

هذا بالإضافة إلى ما في تلك اللعبة من العنف وهو ما يكسب لاعبها من الأخلاق السيئة الشيء كثير .. ولا يخفى تأثير الألعاب على تصرفات وأخلاق اللاعبين وبخاصة إن علمنا طول الوقت المستغرق في تلك اللعبة والتي تمتد إلى أشهر كثيرة الأمر الذي يجعل لاعبها يعتاد على هذه الأخلاق التي يمارسها في لعبته ويعتاد السطو على بلاد الآخرين وأموالهم بدلا من أن يعتاد الجهاد في سبيل الله وأخلاقه وآدابه

وما فيها من قتل للوقت وتضييع له وما فيها من عنف : كافٍ في المنع منها والحث على تركها والتحذير منها ومن اطلع على فتنة الناس بها وعلى أثر تلك الألعاب الحربية على لاعبيها : لم يشك للحظة أن المنع منها هو الصواب

وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بحرمة الشطرنج بناء على ما في لعبه لعبها من تضييع الأوقات في غير ما ينفع .. فقال رحمه الله : هذه اللعبة لا شك أنها مما يلهي كثيراً ويستغرق وقتاً طويلاً على لاعبيه تمضي الساعات وهم لا يشعرون بها فيفوتون بذلك مصالح كثيرة .. ومن ثم قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : إن هذه اللعبة محرمة .. ولعله أخذه من قاعدةٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن ما ألهى كثيراً وشغل عن الواجب فإنه من اللهو الباطل المحرم

وأيضاً فإنه يحدث بها من الضغائن بين اللاعبين إذا غبن أحدهم ما هو معلوم وربما يحصل بها نزاع ومخاصمة أثناء اللعب وشتمٌ وسباب وربما يحدث بها عوض ليس دراهم ولكن من نوعٍ آخر

وعلى كل حال فالإنسان العاقل المؤمن المقدر لثمن الوقت لا ينزل بنفسه إلى اللعب بها والتلهي بها . انتهى

فتاوى نور على الدرب ( 13 / 252 - ترقيم الشاملة ) .. وانظر فتاوى علماء البلد الحرام ( 1253 )

والله أعلم



المصدر : الإسلام سؤال وجواب