الشاهد المذبوح..!

[منى العبدالكريم]

تحية لكَ ناصر ..

لـِ كل مفرده هنا

تحية لـِ إبهامي

للوجع المنقوش على قارعة الطريق

وَ...تحية بحجم الكون لكَ يــ [.........]

http://www.fawasel.net/vb/images/icons/icon7.gif

[منى العبدالكريم]

وصلت أخيــراً ... بعد أن تجمدت من البرد
دفعت الباب بيدي ..
تأملت الوجوهـ قليلا ...
هاهو ناصر يستقبلني بـ إبتسامه .. صباحك جنة عزيزي
أهلا منى .. صباحكِ فرح
لمَ كل هذا الغياب..!!
ففي كل صباح كنت انتظركِ ياصديقتي
لا تكثر العتب يا ناصر .. فمازال الفرح وليداً
أتعلم ياصديقي .. أشتقت لـِ كل الاشياء هنا
حتى وإن كانت لاتشبهني

[منى العبدالكريم]

لم كبرت أعواماً هذا الصباح ........
لم يا ناصر ؟؟
عذرا صديقي ..
حنيني اثقل كاهلي
من يهذي بحنين .. الصباح غيــري ..!

منى أترغبين بـِ كوب من القهوه ..
مع قطعتين من السكر .. حسناً ولا بأس بقطرات من الحنين
ياصديقي أتعلم ياناصر
أن القليل من الاشتياق صباحاً يشعل الحنين
ماقصتي مع الحنين اليوم !!
ناصر الطيبة ..لا تكترث لوجودي
سـ أتفقد المكتبة الى ان تعود

[منى العبدالكريم]

شكرا ناصر
كوب القهوة بذلك البخار المتصاعد منه .. شيء مناسب الآن !!
منى .. أرى في عينيكِ بريق حزنا ينذر
بقلب ينزف يا صديقتي
ألم تتصالحا ؟ ألم ينتهي الخصام بينكما ؟..
أو تعتقد أن لنا موعدا مع حنين اللقاء يوما
أو تعتقد أن جراح القلب.. ستهدأ أو تعقد يـ ناصر ؟
هو التقاني مساء الأمس وقد كان حزنه أقسى .. وكانت عيناه تفيضان بـ الشوق لكِ
سألني عنكِ .. ولسان حالة يقول " كُـن يا صديقي طبيبي "
لا أستطيع أن أراكما على هذا الحال .. ألم يئن للقسوة أن تنجلي من قلبكِ ... يكفيكما ألم
لم أعهدك قاسية يا صديقه ..
يكفي ناصر .. فمازال الجرح طريا
علي الانصراف الآن فقد أنهيت اختيار الكتب التي أريد استعارتها ..
فـ أنا ارغب في الذهاب للمقهى المجاور ..[ لدى جميله ]
وكأنكِ تفضلين الهروب من حنين قلبكِ ... لمَ يا منى
كل هذا الهجر بينكما
بداخلي غصة تخنقني ياصديقي .. كلما لمحت الألم في عينيه .. ولكنه هو ..
أين حقيبتي يجب أن انصرف
فقد حان موعد المحاضرة
إلى لقاء قريب ناصر

[منى العبدالكريم]

صباحك فرح ناصر
أتيتِ مبكره على غير العاده يا صديقتي
ربما لاثرثر لك بـِ فعل الخيبه والحزن معا
فـ حنيني بات يحاصرني ..
كيف لي أن أهرب مما هو عالقٌ بـِ أضلعي
من تفاصيل نقشت بالذاكره .. وشوق حملته على عاتقي ولن أتجرد منه ..
الإحســاس بالوحدة يجتث أوردتي .. أحتاج لمنفى ..
متعبه انا ياناصر
بت أشعر أن روحي غدت فلك لمدار ما أجهله.. ربما كوجعي
لمَ لا أملك الفــــرح ..؟؟
المطـر لم يتوقف بعد... وكأن السماء تبكي بنفس الوجع الذي يسكنني !
لمَ الحزن يستوطن أطرافي هذا الصباح ياصديقي لمَ

[منى العبدالكريم]

فيما تفكرين يا منى ..؟
لا أعلم يا صديقي .. أوجاع كثيرة تتخبطني منذ الليله الماضية
وكأن شيء ما يصب الويلات بـِ قلبي .. صدقاً لا أعلم ما انا فيه يا ناصر ...
وضع ناصر الكتب على الطاولة بعد أن همس لي ببشارة خير ؟؟
ولكن نظرته كانت مشفقة علي كثيرا .. لم يكن يعلم أن الشفقة ما عادة تجدي !
أتعلمين يا منى .. سـ تعين معنى الحب ... عندما يجسدكِ ألماً
حينها ستوقنين أن قلبكِ , ومشاعركِ , وكل الأجزاء الصغيرة بين أضلعكِ لم
تعد ملك لكي هو الحب أن أتى يا صديقتي ... فـ هوني عليكِ
ربما .. هو كما قلت .. بل هو كذلك
سـ أنصرف طالما المطر توقف

وسـ أعود في المساء بـِ جرعات فرح زائدة إن شاء الله

[منى العبدالكريم]

مساءك سعيد ناصر
مساءكِ أجمل منى
تبدين بحال أفضل .. أجل فـ أنا
أحب المساء الذي يتشكل كما مزاجي
أشعر بـِ قبائل السعادة تغتال الحزن بداخلي ...
إلا أني أحب أن ابقي صامتة انتظر .. انجلاء تلبس الفرح لي
مآبك تبدو مضطربا يا صديقي ... أمممممم .... لا عليكِ
تبدين أنيقة الليله ..
هي الروح تجملت بالفرح هذا المساء .. ولا شيء جديد
لا يبدو أن هنالك رواد في المكتبة !

[منى العبدالكريم]

أجل .. منذ الصباح لم يأتي زوار
سـ أغادر الآن فقد تأخرت كثيرا
فـ لتبقي قليلا .... لما ؟ أريد أن أحدثكِ في أمر ما ..
أن كنت ترد الحديث عنه فسأنصرف ...
لا لن أتحدث عنه هو من سـ يفعل ... هكذا إذاَ..
سـ أنصرف لن تستطيعي فـ لقد حضر
مساء الخير .. أهلا يا صديقي مساء الخير
مساء الخير منى .... صمت مريب يتلبسها ...ناصر ينقذ الموقف
أهلا بك يا صديقي تفضل بالجلوس ..
إلى اللقاء ناصر ..
منى ابقي أرجوكِ .. حسنا آما أنا سوف أحضر كوبين من القهوة
حبيبتي أرجوكِ حاولي أن تصغي لما سـ أقول ..
أقسم لكِ أن ما أفعله ليس لي إرادة فيه
منى تحاول الحديث ولكن العبرات ألجمتها تحاول جاهده الصمود ..
إن كنت حبيبتك كما تقول
فـ لتعدل عن قرارك ... أرجوكِ حبيبتي...
منى تأخذ حقيبتها وتنصرف وقبل الخروج ...
هو ما قلت لك فـ لتعدل عن قرارك من أجلك وأجلي
خرجت منى ولكنها لم تستطع الذهاب للمنزل ..
ففضلت الذهاب للمقهى المجاور لدى جميله

[منى العبدالكريم]

عاد ناصر وهو يحمل القهوة لم يجد منى
ارتسمت على وجهه علامات الخيبة والتعجب !
أين هي ؟ .. ماذا حدث يا صديقي ؟
صمت خيم على المكان ...
اقسم لك إن حبها نار بداخلي تتخطف أوردة القلب ...
همس أداريه .. وأشواق مهما أبكتني إلا أنها أعظم ما يسكنني في غيابها ..
لمَ يحدث معي كل هذا
لمَ وكلانا يعشق الأخر ! ما الحل ياناصر ؟
هون عليك ياصديقي سوف أتحدث معها غدا إن شاء الله
ولكن يجب أن لا تخطوا إي خطوه قبل أن تتصالحا

[منى العبدالكريم]

وبخطوات مثقلة بالوجع دفعت منى باب المقهى لدى جميلة
وهي تفكر ما الذي يدور بينهما ماذا قال لـ ناصر ولم يقطع تفكيرها
سوى صوت الأجراس على باب المقهى .. دخلت تأملت الوجوه قليلا
جلست بعد أن تنفست الصعداء مسحت عيناها المبللة بالدموع ..
رفعت رأسها تخبطت نظرتها في المكان .. فـ أثرت الخروج و السير تحت المطر
وبعد السير طويلا توقفت أمام صبية يلعبون الكرة وبعد تأمل طويل رغبت
بـ الجلوس فـ اتجهت نحو رجل عجوز كان هو الأخر ينظر
إليهم ألقت عليه التحية ولكنه لم يجبها ... ظنت انه لم يسمعها
فكررت التحية .. نظر إليها وابتسم .. ابتسمت وظنته أصم
ظلت تتأمل الصبية وهم يلعبون
نظر إليها العجوز وناولها الجريدة ومضى ..
لم تفهم منى ما الذي يريده ..

[منى العبدالكريم]

بدأت بتصفح الجريدة علها
تتجرد من التفكير به ... توقف المطر وتوقف الصبية عن اللعب
أيضا وغادروها بابتسامة طفولة وودعتهم بتلويحه لقاء انصرف الصبية
من المكان وفكرت منى بالذهاب للمنزل قبيل الغروب ......

[منى العبدالكريم]

فُتح الباب وكانت منى تقف بوجها أنهكه الأرق ..
صباح الخير ناصر ..أهلا صباحكِ سعيد عزيزتي ..
جلست منى وهي صامته وكان
ناصر لا يستطيع الحديث .. صمت الاثنان
و لم تستطع منى الانتظار
فبادرة بسؤاله هل مازال مصرا على سفره ؟
... لم يستطع ناصر الإجابة فهو مشفق عليها كثيرا
ولكن كان لابد من ذلك
عفوا منى فـ أنا لم استطع إقناعه
التزمت منى الصمت لم تجب على حديثه ...
وكانت عيناها تفيضان بالدمع حاول ناصر تهدئتها