الحصان
07-16-2008, 10:02 AM
رغم الخلاف الكبير بين خلف الاذن والشيخ صطام بن شعلان شيخ ال شعلان الا ان خلف الاذن كان اول من وقف بجوار صطام بن شعلان في حربه ضد قبيله بني صخر الد اعداء الشيخ خلف الاذن وتعود قصه النزاع بين الشيخ صطام بن شعلان ومشائخ بني صخر الى استيلاء ال فايز رؤساء بني صخر بطريق الغدر على ابل النيص مما اغضب بان شعلان اشد الغضب ودفعه للنيل من اعدائه فزحف عليهم صطام ومعه قبائل الروله من الاراضي السوريه وتمركز مشائخ بني صخر مع قبائلهم بارض البلقا وتحمس الشيخ خلف الاذن لملاقاة الد اعدائه واجتمعت رغبته مع رغبة ابن عمه الشيخ صطام في الحاق الهزيمه بقبيله بني صخر وبالفعل تحقق لهما ماتمنياه فهزموا بني صخر وشردوهم عن بلادهم وهرب بعضهم الى جهات الغور وواصل الشيخ خلف الاذن "ابا الشيوخ"هوايته التي يجيدها وهي القتال مع اشهر واشد الفرسان من الاعداء فقتل عددا من مشائخ بني صخر ومن اشهرهم الشيخ طه والشيخ مناور والشيخ سطعان ويستحق الشيخ خلف الاذن لقبه الذي عرف به في كل نجد واقد اثنى خلف الاذن على الشيخ صطام رغم المشاكل بينهما لانه شفى غليله وانتصر على اعدائه "ال فايز"و"ال زبن" رؤساء قبيله بني صخر قال :
عيّا الفهد ماكل الاشوار طاعه=قصّار من شارب خصيمه ليا زاد
من صافي البالود فيه القطاعه=مفراص بولاد الدول هم والاكراد
علنان زاع وسمّح الله ذراعه=قوطر يهز الريش من غير قواد
بين الفدين وبين بصرى مزاعه=غصبٍ على شبلي وعسمٍ على طراد
نبي ندور اعويس راع البياعه=ان جو من الكروه على الملح مداد
ياعويّس لك عندي بالايام ساعه=يوم يعيف سابقك كل الافواد
اللي نحر حوران حط الرتاعه=واللي تقلع من ورا الهيش من غاد
انا الظهور اللي يحفظ الوداعه=مثل صباح ارميح والطرش ماقاد
سرنا على نزل ٍ تلافح رباعه=للطرش قهّار ٍ وللزلم جلاد
باولاد عمٍ كل ابوهم جماعه=عاداتهم بالكون ضكات الاضداد
كم سابقٍ جتنا بالايدي قلاعه=وكم راس شيخٍ طاح بسيوف الاولاد
وقطعانهم صارت لربعي طماعه=وقمنا نعزّل بيننا شقح الاذواد
غير ان الشيخ خلف الاذن لام على قبيله بني صخر لانهم كانوا يعقرون العفائر على قبور اجدادهم ومنهم فرج واسعد ويتباركون بهما جاء هذا اللوم من خلال هذه القصيده قالها الشيخ خلف الاذن وذكر فيها مقتل شيوخ من بني صخر واشار الى شجاعه فرسان بني صخر وكرمهم ولكنه عاب عليهم البوق والخيانه والغدر قال :
يارميح لولا البوق ماانتم ردييّن=بذبح العديم وصبكم للادامي
يارميح وضح النيص ماعقبن شين=هنف الخشوم ونابيات السنامي
بنيت بيوت الحرب حد اللبابين=وشقحٍ تنازى بالمشاتي مظامي
وثار الدخن مابين كل القبيلين=بمزربطٍ يكسر متين العظامي
وجبنا حلّي الريش زينٍ على زين=وبنت الشيوخ تصدغه بالخزامي
وطه ومناور والشيوخ المسمين=ذباحهم ماهو بحال الاثامي
ياذيب صوّت للنسور المجيعين=ارع الشيوخ مجدّعه بالكزامي
وفرج واسعد لا يعوهم الشياطين=ويارميح حظ اجدودكم بانخدامي
جوكم هل العليا عيال الشعالين=فوق المهار مثورات العسامي
ياما فجوا غرّات بدوٍ عزيزين=وياما وقع بنحورهم من غلامي
على طراد الضد يارميح قاسين=ومكللين اسيوفهم بالهوامي
دجنا بوسط ادياركم يامساكين=ومنا تقلدتم قلوب النعامي
تقلعوا للعوريّم العداوين=وعيونكم من همنا ماتنامي
ولكن لم ينس شيوخ بني صخر ان خلف الاذن قتل عددا من شيوخهم فعقدوا العزم على الثار منه وفي طريقهم الى ذلك عرفوا انه من عاده الشعلان اذا رحلوا من نجد الى الاراضي السوريه لايمشون مجتمعين بل كل عائله على حده ويكون معهم قسم من قبيله الروله فيتقدم المسير عائله ال مجول ثم عائله المشهور ثم عائله ال نائف رؤساء ال شعلان فعائله الزيد وتوصل شيوخ بني صخر بقياده الشيخ"طراد بن زبن" الى التمكن من خلف الاذن عن طريق الثغره فاقاموا كمينا لخلف في موقع قرب ابار ميقوع المنهل المعروف في وادي السرحان لاخذ الثار منه وقبل ذلك تحالف الشيخ طراد مع قبيله "السرديه" بقياده الجنق ومعه الشيخ شلاش بن فايز ويسمى الضمان اي انه يضمن ابل قبيله بني صخر من الاعداءاذا كان حاضرا وعندما كان خلف الاذن في طريقه الى سوريه سبقته الابل لتشرب وكان الشيخ على اثرها بالظعينه ومعه ابناء عمه ال زيد وقسم من قبيله الروله وكل واحد على هجينه متجنبا جواده وعندما اقتربوا من ابار ميقوع اذا بالاعداء قد اخذوا الابل فنزلوا عن هجنهم وامتطوا خيولهم لابسين دروعهم وهجموا على فرسان بني صخر وال سرديه واشتعلت نيران المعركه واستطاع ال زيد والشعلان تخليص ابلهم وطاردوا اعدائهم الذين فروا هاربين وكعاده الشيخ خلف الاذن في كل معاركه على ان يركز الني من شيوخ اعدائه فقد قتل الشيخ شلاش والشيخ الجنق وفر الشيخ طراد وبهذه المناسبه انشد الشيخ خلف الاذن هذه القصيده قال :
الله ياكون جرى عند ميقوع=كونٍ ينشر به غيارات واقماش
يوم التهينا نلبس الجوخ ودروع=واعرض لنا الطابور من دون الادباش
المنع ياركّابه الخيل مرفوع=من نيش باطراف المزاريج ماعاش
كم راس شيخٍ عن تراقيه مشلوع=واول سعدنا وطيه الحمر لشلاش
والجنق اخذ من رايب الدم قرطوع=من عقب شربه للقهاوي على فارش
خللي عشا لمهرفل الذيب مجدوع=والضبعه العرجا تدور به اعراش
خللي عشا لمهرفل الذيب مجدوع=والضبعه العرجا تدور به اعراش
والشايب اللي قفونا يشكي الجوع=لو هو حضرنا نفض الريش واعتاش
وزيزومهم عقب الصعاله غدا طوع=عقب الهدير استثفر الذيل وانحاش
وانا على اللي تكسر الذيل مرفوع=تشوش وان سمعت مع الخيل شوباش
ورغم كل ذلك لم يياس الشيخ طراد بن زبن شيخ قبيله بني صخر من اخذ ثاره من خلف الاذن فهاجم الروله في اراضي الحماد بالقرب من حره عمرد الحماد شرق وادي السرحان ودارت بينه وبين الروله معركه ضاريه هناك انتهت المعركه بهزيمته واثناء رجوعه قابله الشيخ خلف الاذن والشيخ النوري بن شعلان ومعهم عدد كبير من فرسان ال شعلان فطاردوه وقتلوا واسروا عددا كبيرا من رجاله ونجا الشيخ طراد مره اخرى ولكن بعد هذه لم تقم لطراد قائمه ولم يواجه قبائل الروله في معارك اخرى وكالعاده انشد الشيخ خلف الاذن في تلك الواقعه هذه القصيده قال :
حرٍّ شلع من راس عال الطويلات=للصيده اللي حط خمسه وراها
غز المخالب بالثناي السمينات=وتل القلوب وبالضماير فراها
يلعن ابو هالك الوجيه الرديات=ابرد من الزرقا على صقع ماها
وفنخور ابو جبهه كبير المطيرات=رجلٍ قطع من شقته واكتساها
بايع منيعه بالثمن للحويطات=من العيب وافر لحيته ماحماها
وابن جريد من هل المقعديات=ماحاشت الصفحه لعينٍ ثواها
ياطراد ماعينت ذود النصيرات=عيّبت سواعد لجيتك من رداها
اجيك باللي يدركون الجمالات=ربعٍ معاديهم طوالٍ خطاها
الى تنادوا بينهم بالثارات=كما قالةٍ وقفوا على منتهاها
شعلان فاجوكم على الخيل عجلات=فوق المهار اللي تساعل جذاها
أما الشيخ طراد بن زبن فلم ييأس من أخذ الثأر وقد تابع عدوانه على قبيلة الرولة ويقال أنه غزا وهاجم الرولة في أراضي الحماد بالقرب من حرة عمود الحماد التي تقع شرقاً من وادي السرحان وصادف أن غارته في صباح أحد الأعياد وقد هزموه الرولة وأثناء رجوعه صادفه النوري بن شعلان وخلف الاذن ومعهم عدد من الفرسان فطاردوه وقتلوا وأسروا قسماً كبيراً من الفرسان أما طراد فقد نجى في المعركة الأولى وقد قال خلف الاذن بهذه المناسبة هذه القصيدة :
يالله يالـــمـطـــلـــوب ياعـــادل الصـاع =إن كــان عــنــدك للأجــاويــد ثــابـــة
إنـــك تــمــشــيـنـي عـلى درب الاسناع=ياللي لداع الــخــيــر مــاصــك بــابــه
الضــرس يــعــبّـالـه عن السهر مقلاع =حــتى تنام الــعــيـن مــاهــي طــلابـه
ياطــراد حــلّوا بــك مــواريــث هزّاع =عــايــدت قــوم وعــايــدوك الــشــيابه
صغيرهم لو هوعــلى الــدّيــد رضّاع =سنّه شــطــيــر يــكــسّــر العــظــم نابـه
ياطــرا راحــت بــك طــويلات الابواع =والشيب حــل بــســربــتــك والــتـهـابه
وردوا هل العــلـيـا كــما ورد الاقطاع=عــلــى غــديــرٍ مــاكــفــاهــم شــرابـه
ذيب المحيضر مــخــصبٍ عقب ماجاع = مــكـيّــفٍ يــلــعــب عــلى أبــو عتابه
يبون جل أبـكارنــا شــقـح الاقــطــاع = وشرهوا على هاك الـبــيـوت المهابه
وحنا عليهم صــيــحــةٍ تــبري الاوجاع=وصارت قلايــعــهــم بــالايــدي نـهابه
وطراد عقب سيوفــنا صـار مــطــواع = ضاعت عزومه عقب هاك الصّـعـابه
ياما عملنا الطــيب لاشــك بــه ضـاع=ماشي عــلى درب الردى والــخــيــابـه
وبعد هذه المعركة لم تقم لطراد وجماعته قائمة خاصةً مع قبائل الرولة
وهذا رد من فيصل السحلي الخناني الصخري احد العارفين بتاريخ بني على موضوع خلف الاذن عند مانزل في احد المنتديات
أولاً: يارميح
قصيدة الشيخ خلف الأذن الشعلان المذكورة، هي إحدى قصائد الشيخ خلف الأذن الشعلان في بعض المعارك التي حدثت بين الرولة وبني صخر، حيث يوجه القول في مطلع القصيدة إلى الشيخ رميح الفايز من بني صخر بقوله :
يارميح لولا البوق ماانتم رديين = بذبح العديم وصبكم للإيدامي
يارميح وضح النيص ما عقبهن شين =هنف الخشوم ونابيات السنامي
ونرى في هذه القصيدة أن الشيخ خلف الأذن مدح بني صخر بالشجاعة والكرم (والفضل ما شهدت به الأعداء)، ولكنه يتهمهم بالبوق وقد رد عليه شاعر بني صخر مطلق القضاة بقصيدة طويلة على ذات الوزن والقافية، يقول :
ياراكبن من عندنا فوق ثنتين = فج النحور ومن اصل هجن همامي
يامصدغين ارقابهن بالمحاجين = للشيخ ابن شعلان خوذوا سلامي
الشيخ ابن شعلان ريف الضعافين = وعز الطريح اللي غشاه الكتامي
ياحيف يالشعلان بالهرج قاسين = ومن يمكم جانا خبيث الكلامي
خلف يقول جدودنا للشياطين = وحنا نقول جدودكم للرحامي
لا ياخلف سبيت ربعن بريين = ومن سبنا يا عل حظه هدامي
بالبوق تاصفنا وحنا بريين = سوات من يغمس مطب الإيدامي
بدال كون رميح لطوك كونين = الغوطة وبرقع عليكم ردامي
ويوم المحيضر يا خلف صلحة الدين = قطعان عرفن من جديد الأسامي
كسب به اللي ما يعرف البعارين = والبل اتعزل تقل في سوق شامي
خطوالنشامى بالمساهم جزيلين=وشفت الهقيش ايزيحون الجهامي
بسعوف اخووضحا سعوط المجانيين= مطبنا الدبوس فوق القرامي
منكم تغنم ياخلف كل مسكين=وضحن مع الحجلات مثل الخيامي
وطراد عزله من الزمل ستين=زودن على زرق البكار العوامي
اخوان وضحا باللوازم معيين= مرن على كبد المعادي زهامي
العلي جن مع النشامى نصيفين= خذوهن الفرسان والجو حامي
ولو ما انت حاضر قيل ربعن مغيبين =والبل تشوفه مير دونه اسطامي
ففي هذه القصيدة يذكر الشاعر أن بني صخر قد انتقموا لما أصابهم في كون الشيحا فهزموا الرولة في موقعتي برقع والغوطة، وهزموهم أيضاً في وقعة المحيضر، وغنموا منهم غنائم كثيرة حتى ملك الإبل من لم يكن يعرفها، وصارت الصحراء كأنها سوق شامية لكثرة الإبل والأسلاب، وأخذ الهقيش من بني صخر يعزلون الإبل الجهام التي غنموها، واستولى الحجلات (وهو من الدروز) على إبل وضح جزلة تسبه الخيام. وكان نصيب طراد من هذه الغزوة ستين رأساً من الإبل، فضلاً عن البكار الزرق. ولتعلم يا خلف أننا مر على كبد المعادي، وبأننا لسنا نهباً لك ولا لغيرك، فقد أخذنا عنوة أعز ما تملك وهي إبلك المشهورة باسم العلي التي طالما تغنيت بها. وكنت تراها ولكنك لا تستطيع إدراكها، لأن دونها فرساناً أشدّاء، ولو لم تكن حاضراً لالتمسنا لك عذراً، ولكنك وليت هارباً بعد أن ضربك فرسان بني صخر ضرب غرائب الإبل، فذبت في الصحراء.
ويلاحظ في هذه القصيدة الأدب الجم لابن بتلا، فهو يثني على الشيخ ابن شعلان، ويدعو لأجدادهم بالرحمة (وهذا هو الخلق الإسلامي النبيل)، وينفي اتهام الشاعر خلف الأذن لبني صخر بأنهم لصوص، فهو اتهام باطل لا صحة له. ولكنه لا يتجاوز ذلك إلى اتهام الشعلان أو ذمهم، ولا يذكر إلا تفاصيل نتائج المعارك.
أما اتهام الشيخ خلف الأذن لبني صخر بالبوق فهو، في نظري، من زلات الشيخ خلف الأذن عفا الله عنه، ومن أقوال الشعراء التي يصدق فيها قول الله سبحانه وتعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون)
وشبيه بهذا الهجاء، هذه أبيات من قصيدة قالها هزاع الشعلان يهجو فيها الشيخ خلف الأذن حينما التجأ الشيخ خلف عند ابن رشيد، وكان خلف يحث ابن رشيد على غزو الشعلان:
يا الاذن لو تبني بيوتك دواوير = بيوتك قصور لابن زارع تبنا
ما تشبعون ضيوفكم والمسايير=الضيف ما عمره ببيتك تهنا
يذكر لنا ضامن بهاك المقاصير = يطلب عبيد مكرم الضيف حنا
فالشاعر هزاع الشعلان يصف الشيخ خلف الأذن بالبخل، كما يهجوه لأنه عند ابن رشيد يشحذ منه. فرد عليه خلف الأذن بقصيدة طويلة منها :
ياراكبن حيل عليها شواغير = حيل شراريات ما ضربنا
يلفن هزاع زبون المخاسير بالحلم وإلا واعي ما امكنا
انشدك ياللي تنشدون المداوير=متى قريتوا جايع جاك منا
تلومنا بضيوفنا والمسايير = وانتم نزلتوا تلعة البخل عنا
هو عاونك على المثايل دميثير = يا فحيج الرجلين يا ورك بنا
ويقصد بالبيت الأخير الشيخ النوري بن شعلان
ونحن لا نقبل اتهام الشيخ خلف الأذن بالبخل، ولا نقبل كذلك وصف الشيخ نوري الشعلان بدميثير . ولكننا ننقل هذه الأبيات لنؤكد أن هجاء الشعراء للآخرين لايعني قبوله.
ثانياً: فرج وأسعد
أما قضية (فرج وأسعد) وتبرّك بني صخر بهما، فإنني أقول لإخواني الكرام: إننا نبرأ إلى الله من الشرك والبدع. وما كان من خير في آبائنا وأجدادنا، فلنا الحق أن نفتخر به. وما كان في آبائنا من جهل وضلال، فإننا نبرأ إلى الله منه. ونستغفر الله لنا ولهم ولكن، كما يقول المثل : من كان منكم بلاخطيئة، فليرمها بحجر . ولا تنس يا أخي الكريم ، أن العرب كانوا مشركين ، يعبدون الأصنام، فهداهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم . ثم مرّت فترات جهل على المسلمين، فيبعث الله من يجدد لهذه الأمة أمر دينها . وقد كان معظم جزيرة العرب ، قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، في جهل . ولم يكن التبرك بالأولياء والصالحين محصوراً في قبيلة معينة، أو منطقة معينة وبفضل الله ، ثم بفضل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ومؤازرة ودعم الإمام محمد بن سعود رحمه الله، ارتفع الجهل ، وعرف الناس الدين
عيّا الفهد ماكل الاشوار طاعه=قصّار من شارب خصيمه ليا زاد
من صافي البالود فيه القطاعه=مفراص بولاد الدول هم والاكراد
علنان زاع وسمّح الله ذراعه=قوطر يهز الريش من غير قواد
بين الفدين وبين بصرى مزاعه=غصبٍ على شبلي وعسمٍ على طراد
نبي ندور اعويس راع البياعه=ان جو من الكروه على الملح مداد
ياعويّس لك عندي بالايام ساعه=يوم يعيف سابقك كل الافواد
اللي نحر حوران حط الرتاعه=واللي تقلع من ورا الهيش من غاد
انا الظهور اللي يحفظ الوداعه=مثل صباح ارميح والطرش ماقاد
سرنا على نزل ٍ تلافح رباعه=للطرش قهّار ٍ وللزلم جلاد
باولاد عمٍ كل ابوهم جماعه=عاداتهم بالكون ضكات الاضداد
كم سابقٍ جتنا بالايدي قلاعه=وكم راس شيخٍ طاح بسيوف الاولاد
وقطعانهم صارت لربعي طماعه=وقمنا نعزّل بيننا شقح الاذواد
غير ان الشيخ خلف الاذن لام على قبيله بني صخر لانهم كانوا يعقرون العفائر على قبور اجدادهم ومنهم فرج واسعد ويتباركون بهما جاء هذا اللوم من خلال هذه القصيده قالها الشيخ خلف الاذن وذكر فيها مقتل شيوخ من بني صخر واشار الى شجاعه فرسان بني صخر وكرمهم ولكنه عاب عليهم البوق والخيانه والغدر قال :
يارميح لولا البوق ماانتم ردييّن=بذبح العديم وصبكم للادامي
يارميح وضح النيص ماعقبن شين=هنف الخشوم ونابيات السنامي
بنيت بيوت الحرب حد اللبابين=وشقحٍ تنازى بالمشاتي مظامي
وثار الدخن مابين كل القبيلين=بمزربطٍ يكسر متين العظامي
وجبنا حلّي الريش زينٍ على زين=وبنت الشيوخ تصدغه بالخزامي
وطه ومناور والشيوخ المسمين=ذباحهم ماهو بحال الاثامي
ياذيب صوّت للنسور المجيعين=ارع الشيوخ مجدّعه بالكزامي
وفرج واسعد لا يعوهم الشياطين=ويارميح حظ اجدودكم بانخدامي
جوكم هل العليا عيال الشعالين=فوق المهار مثورات العسامي
ياما فجوا غرّات بدوٍ عزيزين=وياما وقع بنحورهم من غلامي
على طراد الضد يارميح قاسين=ومكللين اسيوفهم بالهوامي
دجنا بوسط ادياركم يامساكين=ومنا تقلدتم قلوب النعامي
تقلعوا للعوريّم العداوين=وعيونكم من همنا ماتنامي
ولكن لم ينس شيوخ بني صخر ان خلف الاذن قتل عددا من شيوخهم فعقدوا العزم على الثار منه وفي طريقهم الى ذلك عرفوا انه من عاده الشعلان اذا رحلوا من نجد الى الاراضي السوريه لايمشون مجتمعين بل كل عائله على حده ويكون معهم قسم من قبيله الروله فيتقدم المسير عائله ال مجول ثم عائله المشهور ثم عائله ال نائف رؤساء ال شعلان فعائله الزيد وتوصل شيوخ بني صخر بقياده الشيخ"طراد بن زبن" الى التمكن من خلف الاذن عن طريق الثغره فاقاموا كمينا لخلف في موقع قرب ابار ميقوع المنهل المعروف في وادي السرحان لاخذ الثار منه وقبل ذلك تحالف الشيخ طراد مع قبيله "السرديه" بقياده الجنق ومعه الشيخ شلاش بن فايز ويسمى الضمان اي انه يضمن ابل قبيله بني صخر من الاعداءاذا كان حاضرا وعندما كان خلف الاذن في طريقه الى سوريه سبقته الابل لتشرب وكان الشيخ على اثرها بالظعينه ومعه ابناء عمه ال زيد وقسم من قبيله الروله وكل واحد على هجينه متجنبا جواده وعندما اقتربوا من ابار ميقوع اذا بالاعداء قد اخذوا الابل فنزلوا عن هجنهم وامتطوا خيولهم لابسين دروعهم وهجموا على فرسان بني صخر وال سرديه واشتعلت نيران المعركه واستطاع ال زيد والشعلان تخليص ابلهم وطاردوا اعدائهم الذين فروا هاربين وكعاده الشيخ خلف الاذن في كل معاركه على ان يركز الني من شيوخ اعدائه فقد قتل الشيخ شلاش والشيخ الجنق وفر الشيخ طراد وبهذه المناسبه انشد الشيخ خلف الاذن هذه القصيده قال :
الله ياكون جرى عند ميقوع=كونٍ ينشر به غيارات واقماش
يوم التهينا نلبس الجوخ ودروع=واعرض لنا الطابور من دون الادباش
المنع ياركّابه الخيل مرفوع=من نيش باطراف المزاريج ماعاش
كم راس شيخٍ عن تراقيه مشلوع=واول سعدنا وطيه الحمر لشلاش
والجنق اخذ من رايب الدم قرطوع=من عقب شربه للقهاوي على فارش
خللي عشا لمهرفل الذيب مجدوع=والضبعه العرجا تدور به اعراش
خللي عشا لمهرفل الذيب مجدوع=والضبعه العرجا تدور به اعراش
والشايب اللي قفونا يشكي الجوع=لو هو حضرنا نفض الريش واعتاش
وزيزومهم عقب الصعاله غدا طوع=عقب الهدير استثفر الذيل وانحاش
وانا على اللي تكسر الذيل مرفوع=تشوش وان سمعت مع الخيل شوباش
ورغم كل ذلك لم يياس الشيخ طراد بن زبن شيخ قبيله بني صخر من اخذ ثاره من خلف الاذن فهاجم الروله في اراضي الحماد بالقرب من حره عمرد الحماد شرق وادي السرحان ودارت بينه وبين الروله معركه ضاريه هناك انتهت المعركه بهزيمته واثناء رجوعه قابله الشيخ خلف الاذن والشيخ النوري بن شعلان ومعهم عدد كبير من فرسان ال شعلان فطاردوه وقتلوا واسروا عددا كبيرا من رجاله ونجا الشيخ طراد مره اخرى ولكن بعد هذه لم تقم لطراد قائمه ولم يواجه قبائل الروله في معارك اخرى وكالعاده انشد الشيخ خلف الاذن في تلك الواقعه هذه القصيده قال :
حرٍّ شلع من راس عال الطويلات=للصيده اللي حط خمسه وراها
غز المخالب بالثناي السمينات=وتل القلوب وبالضماير فراها
يلعن ابو هالك الوجيه الرديات=ابرد من الزرقا على صقع ماها
وفنخور ابو جبهه كبير المطيرات=رجلٍ قطع من شقته واكتساها
بايع منيعه بالثمن للحويطات=من العيب وافر لحيته ماحماها
وابن جريد من هل المقعديات=ماحاشت الصفحه لعينٍ ثواها
ياطراد ماعينت ذود النصيرات=عيّبت سواعد لجيتك من رداها
اجيك باللي يدركون الجمالات=ربعٍ معاديهم طوالٍ خطاها
الى تنادوا بينهم بالثارات=كما قالةٍ وقفوا على منتهاها
شعلان فاجوكم على الخيل عجلات=فوق المهار اللي تساعل جذاها
أما الشيخ طراد بن زبن فلم ييأس من أخذ الثأر وقد تابع عدوانه على قبيلة الرولة ويقال أنه غزا وهاجم الرولة في أراضي الحماد بالقرب من حرة عمود الحماد التي تقع شرقاً من وادي السرحان وصادف أن غارته في صباح أحد الأعياد وقد هزموه الرولة وأثناء رجوعه صادفه النوري بن شعلان وخلف الاذن ومعهم عدد من الفرسان فطاردوه وقتلوا وأسروا قسماً كبيراً من الفرسان أما طراد فقد نجى في المعركة الأولى وقد قال خلف الاذن بهذه المناسبة هذه القصيدة :
يالله يالـــمـطـــلـــوب ياعـــادل الصـاع =إن كــان عــنــدك للأجــاويــد ثــابـــة
إنـــك تــمــشــيـنـي عـلى درب الاسناع=ياللي لداع الــخــيــر مــاصــك بــابــه
الضــرس يــعــبّـالـه عن السهر مقلاع =حــتى تنام الــعــيـن مــاهــي طــلابـه
ياطــراد حــلّوا بــك مــواريــث هزّاع =عــايــدت قــوم وعــايــدوك الــشــيابه
صغيرهم لو هوعــلى الــدّيــد رضّاع =سنّه شــطــيــر يــكــسّــر العــظــم نابـه
ياطــرا راحــت بــك طــويلات الابواع =والشيب حــل بــســربــتــك والــتـهـابه
وردوا هل العــلـيـا كــما ورد الاقطاع=عــلــى غــديــرٍ مــاكــفــاهــم شــرابـه
ذيب المحيضر مــخــصبٍ عقب ماجاع = مــكـيّــفٍ يــلــعــب عــلى أبــو عتابه
يبون جل أبـكارنــا شــقـح الاقــطــاع = وشرهوا على هاك الـبــيـوت المهابه
وحنا عليهم صــيــحــةٍ تــبري الاوجاع=وصارت قلايــعــهــم بــالايــدي نـهابه
وطراد عقب سيوفــنا صـار مــطــواع = ضاعت عزومه عقب هاك الصّـعـابه
ياما عملنا الطــيب لاشــك بــه ضـاع=ماشي عــلى درب الردى والــخــيــابـه
وبعد هذه المعركة لم تقم لطراد وجماعته قائمة خاصةً مع قبائل الرولة
وهذا رد من فيصل السحلي الخناني الصخري احد العارفين بتاريخ بني على موضوع خلف الاذن عند مانزل في احد المنتديات
أولاً: يارميح
قصيدة الشيخ خلف الأذن الشعلان المذكورة، هي إحدى قصائد الشيخ خلف الأذن الشعلان في بعض المعارك التي حدثت بين الرولة وبني صخر، حيث يوجه القول في مطلع القصيدة إلى الشيخ رميح الفايز من بني صخر بقوله :
يارميح لولا البوق ماانتم رديين = بذبح العديم وصبكم للإيدامي
يارميح وضح النيص ما عقبهن شين =هنف الخشوم ونابيات السنامي
ونرى في هذه القصيدة أن الشيخ خلف الأذن مدح بني صخر بالشجاعة والكرم (والفضل ما شهدت به الأعداء)، ولكنه يتهمهم بالبوق وقد رد عليه شاعر بني صخر مطلق القضاة بقصيدة طويلة على ذات الوزن والقافية، يقول :
ياراكبن من عندنا فوق ثنتين = فج النحور ومن اصل هجن همامي
يامصدغين ارقابهن بالمحاجين = للشيخ ابن شعلان خوذوا سلامي
الشيخ ابن شعلان ريف الضعافين = وعز الطريح اللي غشاه الكتامي
ياحيف يالشعلان بالهرج قاسين = ومن يمكم جانا خبيث الكلامي
خلف يقول جدودنا للشياطين = وحنا نقول جدودكم للرحامي
لا ياخلف سبيت ربعن بريين = ومن سبنا يا عل حظه هدامي
بالبوق تاصفنا وحنا بريين = سوات من يغمس مطب الإيدامي
بدال كون رميح لطوك كونين = الغوطة وبرقع عليكم ردامي
ويوم المحيضر يا خلف صلحة الدين = قطعان عرفن من جديد الأسامي
كسب به اللي ما يعرف البعارين = والبل اتعزل تقل في سوق شامي
خطوالنشامى بالمساهم جزيلين=وشفت الهقيش ايزيحون الجهامي
بسعوف اخووضحا سعوط المجانيين= مطبنا الدبوس فوق القرامي
منكم تغنم ياخلف كل مسكين=وضحن مع الحجلات مثل الخيامي
وطراد عزله من الزمل ستين=زودن على زرق البكار العوامي
اخوان وضحا باللوازم معيين= مرن على كبد المعادي زهامي
العلي جن مع النشامى نصيفين= خذوهن الفرسان والجو حامي
ولو ما انت حاضر قيل ربعن مغيبين =والبل تشوفه مير دونه اسطامي
ففي هذه القصيدة يذكر الشاعر أن بني صخر قد انتقموا لما أصابهم في كون الشيحا فهزموا الرولة في موقعتي برقع والغوطة، وهزموهم أيضاً في وقعة المحيضر، وغنموا منهم غنائم كثيرة حتى ملك الإبل من لم يكن يعرفها، وصارت الصحراء كأنها سوق شامية لكثرة الإبل والأسلاب، وأخذ الهقيش من بني صخر يعزلون الإبل الجهام التي غنموها، واستولى الحجلات (وهو من الدروز) على إبل وضح جزلة تسبه الخيام. وكان نصيب طراد من هذه الغزوة ستين رأساً من الإبل، فضلاً عن البكار الزرق. ولتعلم يا خلف أننا مر على كبد المعادي، وبأننا لسنا نهباً لك ولا لغيرك، فقد أخذنا عنوة أعز ما تملك وهي إبلك المشهورة باسم العلي التي طالما تغنيت بها. وكنت تراها ولكنك لا تستطيع إدراكها، لأن دونها فرساناً أشدّاء، ولو لم تكن حاضراً لالتمسنا لك عذراً، ولكنك وليت هارباً بعد أن ضربك فرسان بني صخر ضرب غرائب الإبل، فذبت في الصحراء.
ويلاحظ في هذه القصيدة الأدب الجم لابن بتلا، فهو يثني على الشيخ ابن شعلان، ويدعو لأجدادهم بالرحمة (وهذا هو الخلق الإسلامي النبيل)، وينفي اتهام الشاعر خلف الأذن لبني صخر بأنهم لصوص، فهو اتهام باطل لا صحة له. ولكنه لا يتجاوز ذلك إلى اتهام الشعلان أو ذمهم، ولا يذكر إلا تفاصيل نتائج المعارك.
أما اتهام الشيخ خلف الأذن لبني صخر بالبوق فهو، في نظري، من زلات الشيخ خلف الأذن عفا الله عنه، ومن أقوال الشعراء التي يصدق فيها قول الله سبحانه وتعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون)
وشبيه بهذا الهجاء، هذه أبيات من قصيدة قالها هزاع الشعلان يهجو فيها الشيخ خلف الأذن حينما التجأ الشيخ خلف عند ابن رشيد، وكان خلف يحث ابن رشيد على غزو الشعلان:
يا الاذن لو تبني بيوتك دواوير = بيوتك قصور لابن زارع تبنا
ما تشبعون ضيوفكم والمسايير=الضيف ما عمره ببيتك تهنا
يذكر لنا ضامن بهاك المقاصير = يطلب عبيد مكرم الضيف حنا
فالشاعر هزاع الشعلان يصف الشيخ خلف الأذن بالبخل، كما يهجوه لأنه عند ابن رشيد يشحذ منه. فرد عليه خلف الأذن بقصيدة طويلة منها :
ياراكبن حيل عليها شواغير = حيل شراريات ما ضربنا
يلفن هزاع زبون المخاسير بالحلم وإلا واعي ما امكنا
انشدك ياللي تنشدون المداوير=متى قريتوا جايع جاك منا
تلومنا بضيوفنا والمسايير = وانتم نزلتوا تلعة البخل عنا
هو عاونك على المثايل دميثير = يا فحيج الرجلين يا ورك بنا
ويقصد بالبيت الأخير الشيخ النوري بن شعلان
ونحن لا نقبل اتهام الشيخ خلف الأذن بالبخل، ولا نقبل كذلك وصف الشيخ نوري الشعلان بدميثير . ولكننا ننقل هذه الأبيات لنؤكد أن هجاء الشعراء للآخرين لايعني قبوله.
ثانياً: فرج وأسعد
أما قضية (فرج وأسعد) وتبرّك بني صخر بهما، فإنني أقول لإخواني الكرام: إننا نبرأ إلى الله من الشرك والبدع. وما كان من خير في آبائنا وأجدادنا، فلنا الحق أن نفتخر به. وما كان في آبائنا من جهل وضلال، فإننا نبرأ إلى الله منه. ونستغفر الله لنا ولهم ولكن، كما يقول المثل : من كان منكم بلاخطيئة، فليرمها بحجر . ولا تنس يا أخي الكريم ، أن العرب كانوا مشركين ، يعبدون الأصنام، فهداهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم . ثم مرّت فترات جهل على المسلمين، فيبعث الله من يجدد لهذه الأمة أمر دينها . وقد كان معظم جزيرة العرب ، قبل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، في جهل . ولم يكن التبرك بالأولياء والصالحين محصوراً في قبيلة معينة، أو منطقة معينة وبفضل الله ، ثم بفضل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، ومؤازرة ودعم الإمام محمد بن سعود رحمه الله، ارتفع الجهل ، وعرف الناس الدين