كثيري بن همدان
07-14-2008, 01:30 PM
ولفرد ثيسجر
" مبارك بن لندن "
1910م-2003م
من الرحالة الغربيين المشهورين الذين زاروا الجزيرة العربية، ويلفرد ثيسجر أو مبارك بن لندن كما سماه البدو المرافقين له والذي قام بعدة رحلات الى البلاد العربية ومنها رحلته المشهورةلعبور للربع الخالي مرتين ، ورغم ان ثيسجر لم يكن اول من قام بعبور الربع الخالي بل سبقه الى ذلك كل من الرحالة الرائد برترام توماس والرحالة العظيم هاري سانت جون فلبي الا ان ثسجر وبحق وحسب رأيي يعتبر الافضل في وصفه للبدو وطبيعتهم ورمال الربع الخالي ،
لم يكتفي ثسجر بتسجيل الظواهر الجغرافية للمنطقة التي مر بها بل انه عايش وبعمق حياة البدو الرحل من قبائل (المشقا ) وهو الاسم الذي تطلقه القبائل الشمالية في نجد والربع الخالي على بدو المناصير وبني كثير والرواشد وغيرهم من بدو الجنوب
وهكذا تجرد ثيسجر من ثوبه الأوربي ليعيش مع القبائل العربية حياتها الشاقة من الفترة 1945 إلي 1950. وليرتدي ملابس البدووالتي هي عبارة عن غترة وعقال بالاضافة الى خنجر عماني يلفه حول وسطه مع حزام من الرصاص
لقد أحب ثيسجر مزايا النبل والشجاعة والكرم في البدو وأقام معهم صدقات حميمة فاطلقوا عليه اسم مبارك بن لندن. مما دفعة لتأليف كتابة المشهور
( الرمال العربية)
يقول مبارك بن لندن عن الطبيعة القاسية للصحراء ؟
تتجمع سحابة ويتساقط المطر فيعيش الناس. وتتبدد الغيومبلا مطر، فيموت أناس وحيوانات. ففي صحاري جنوب الجزيرة العربية لا يوجد نظامللفصول. فلا صعود ولا هبوط في النسغ، بل قفار خالية حيث تشير الحرارة المتغيرةوحدها إلى مرور السنين. انها أرض قاسية وجافة، لا تعرف شيئاً عن اللطف أو الراحة،ومع ذلك عاش فيها أناس منذ أقدم العصور. أما الأجيال التي ولت، فقد تركت حجارةسودتها النار في مواقع الخيام، كما تركت بعض الآثار الواهنة للأقدام المطبوعة علىسهول الحصباء. وفي أماكن أخرى، مسحت الرياح آثار أقدامهم.
يعيش الناس هناك لأنهالعالم الذي ولدوا فيه، والحياة التي يعيشونها هي الحياة التي عاشها أسلافهم منقبلهم، فهم يتقبلون المشقات والحرمان ولا يعرفون سبيلاً آخر.
ولقد كتب لورنس فيكتابه «أعمدة الحكمة السبعة» يقول: «كانت أساليب حياة البدو قاسية حتى بالنسبة إلىالذين نشأوا فيها، وفظيعة بالنسبة إلى الغرباء: «موت في حياة». فليس بقدرة أي إنسانأن يحيا هذه الحياة من دون أن يتغير. فهو سيتأثر، ولو بصورة ضئيلة، بالصحراء،وبسمات البدو، وسيبقى فيه الحنين للعودة، ضعيفاً كان أم قوياً، حسب طبيعته. فهذهالطبيعة القاسية في إمكانها أن تسحر المرء بصورة لا يستطيع أي طقس معتدل أنيضاهيها
يقول عن قساوة حياة البدو والتباهي بها والحرية التي يعشقها البدو؟
بيد أن تعالي البدو كان أخلاقيا وجسديا، لانهم كانوا يقدرون الحرية أكثر من تقديرهم للراحة و الرفاهية، ولانهم لا يكترثون للشدائد وانما يتباهون بمشاق حياتهم القاسية. فقد اجبروا القرويين وسكان المدن الذين كانوا يكرهونهم على أن يعترفوا بتفوقهم.
ويقول عن المجتمع القبلي ؟
كان البدو يعيشون في مجتمع قبلي، فكل شخص ينتمي إلي قبيلة، وكل أفراد القبيلة أقرباء ويتحدرون من سلف واحد. وكلما كان النسب اقرب كلما قوي الولاء الذي يشعر به المرء إزاء أفراد قبيلته. ويهيمن هذا الولاء على المشاعر الشخصية الا في حالات استثنائية جدا، فعند الحاجة يقوم الفرد بصورة غريزية بمساندة أفراد قبيلته، كما يساندونه بالمثل، فلا امن للفرد في الصحراء خارج إطار قبيلته، وهذا يجعل القانون القبلي المبني على الرضي ساري المفعول بين أكثر الأجناس وحدانية في العالم، لانه لا يجوز في آخر المطاف نبذ الرجل الذي يرفض قبول القرار القبلي. لذا فالحقيقة الغريبة أن القانون القبلي لا يسري مفعوله إلا في حالات الفوضى، وينهارحالما يتم فرض السلام على الصحراء، حيث انه في حالات السلم يمكن للرجل الذي يعترض على قرار ما أن يرفض الالتزام به. وعند الضرورة يمكن أن يترك قبيلته ويعيش وحيدا، إذ لا توجد سلطة مركزية داخل القبيلة تستطيع أن تنفذ القرار
ماذا قال مبارك بن لندن عن صعوبة حياة البدو؟
كتب بن لندن ذات ليلة وهو يحدث نفسه ورفاقه البدو قد تجمعوا للسمر فيما بينهم "حتى في هذه الليلة حيث يعتبر هؤلاء أنفسهم ميسوريين، فإنهم سينامون عراة على الرمال البارد، وسيكون غطائهم مآزرهم الرقيقة فقط، وفكرت أيضا بالآبار المرة في لهيب الصيف الحار، حيث يروون مرة بعد أخري جمالهم العطشى، إلي أن يجف أخر بئر، فترغي القفار الموحشة، وكم هي نفوسهم نبيلة وصبورة، كنت أقارن وأنا اصغى إلي حديثهم وأراقب مجاملتهم الغريزية، فادركت مدي فشلي المحزن، وانانيتي الواضحة.
ماذا قال بن لندن عن أمانة البدو؟
كنت أضع النقود في أكياس من الخيش مربوطة بخيوط ثخينه، وكان الخرج مفكوكا، ومع أن رفاقي كانوا في فقر مدقع فان النقود ظلت في آمان كما لو كانت مودعة في أحد المصارف، لقد أمضيت خمس سنوات مع البدو ولم افقد مليما واحدا أو حتى رصاصة، مع أن قيمتها تفوق في نظرهم قيمة النقود
ماذا قال بن لندن عن تناقل البدو للأخبار؟
"ما هي الأخبار" هذا هو السؤال الذي يلاحقك في الصحراء ولو كنت بين غرباء، وإذا سنحت الفرصة أمام البدو فإنهم على استعداد للتحدث لساعات. ولا وجود لتكتم في الصحراء فإذا تميز رجل فانه يعلم أن شهرته ستنتشر في كل مكان، وإذا أساء لنفسه فهو يعلم بان قصته سوف تتردد في كل الخيام. إن هذا الخوف من الرأي العام هو الذي يفرض تقاليد الصحراء القاسية في جميع الأوقات. وإن وعيهم بأنهم دائما أمام جمهور من المستمعين هو الذي يجعل الكثير من تصرفاتهم متكلفة
.ماذا قال عن الحياة القاسية للبدو وكرمهم رغم ذلك ؟
في الصحراء, تقاسم البدو مع ثيسيجر, أو (امبارك, كما كانوا ينادونه), أي شيء لديهم: <<الماء الآسن>>, و<<الخبز النيئ>>, و<<لحم الجماال القاسي>>. ويعلق ثيسيجر بأن قانون الصحراء كان يقضي بتقاسم الطعام, بغض النظر عن ضآلته, بالتساوي بين رفاق السفر. وقد حدث مرة أن اصطادوا أرنبا بريا صغيرا, وبعد تقسيمه إلى الأجزاء المتساوية, استدرك ابن كبينه, الرفيق المقرب لثيسيجر, قائلا: <<الله ! لقد نسيت تقسيم الكبد>>, لكن الآخرين أصروا على أن( امبارك) ينبغي أن يأخذه. وقد قبله أخيرا بعد الاعتراض أن الكبد كانت يجب أن تقسم أيضا ، وفي مناسبة أخرى, عندما أُسِرَ ثيسيجر من قبل الجنود في منطقة (السليل) في الأراضي السعودية, فإن جون فيلبي الذي لعب دورا رئيسيا في تحريره, أعطى رفاق ثيسيجر بعض النقود. وحين تركوا السليل, أعطى محمد, دليل القافلة, ثيسيجر حصته من مال فيلبي, وقال له: <<هذا خمسه لك, نصيبك, نحن رفاق سفر وينبغي أن نتقاسم كل الأشياء على حد سواء>>.
يتحدث ثيسيجر بشكل مدهش أكثر عن كرم البدو. يصور "حفاوتهم السخية" كأسطورة. في الصحراء, رأى الشيخ الذي بدا فقير جدا و<<جلده ارتخى متغضنا على تجويف بطنه>> من الجوع. وقد كان الانطباع الأول لثيسيجر أن الرجل ربما كان "عجوزا شحاذا حقيقيا", لكنه علم فيما بعد أن العجوز كان أغنى رجل في قبيلته, وقد أفقره كرمه; لأن أحدا لم يأت إلى خيمته في أي وقت إلا نحر جملا لإطعامه.
ماذا يقول عن الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له
يقول كان أعظم ملك في تاريخ العرب يحكم الجزيرة العربية.وقد قام ثيسجر بزيارة المملكة العربية السعودية وبالذات منطقة الحجاز وعسير التي امضى فيها فترة قصيرة عندما طلب أذن للقيام بالرحلة ولكن لم يتم الموافقة عليها ، ولكن ثيسجر قام بالرحلة وعند وصوله الى منطقة السليل تم القاء القبض عليه واودع هو ورفاقة السجن لدخوله البلاد بصورة غير مشروعه ولكن صدرت الاوامر باطلاق صراحه وتابع الرحلة الى ابوظبي .
ويقول عن الشيخ زايد رحمه الله عندما التقاه هو ورفاقه
كان رجلا قوي البنية جدا يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاما، وجهه قوي ينم عن الذكاء وكانت عيناه خارقتين يقظتين، وكان يعطي الإنطباع بانه شخص هادئ، قادر، ذو عزيمة ، وكان لباسه بسيطا جدا، يتكون من قميص من قماش عماني لونه بني فاتح، وصدرية غير مزررة، ويتميز عن رفاقه بعقاله الأسود وطريقة ارتدائه كوفيته التي كانت ملقاة على كتفيه بدلا من أن تكون ملفوفة حول رأسه وفقا للعادات المحلية، وكان يتمنطق بخنجر وحزام رصاص، وبندقيته ملقاه على الرمال إلي جانبه
مبارك بن لندن يعود مرة اخرى
في عام 1977م عاد بن لندن مرة اخرى الى الخليج العربي فقام بزيارة عمان والإمارات والتقى برفاق الرحلة بن كبينة وبن غبيشة ولأن السنوات تحسب بضعفها في دول الخليج فقد وجد الوضع متغيراً والشباب الذين كانوا برفقته اصحبوافي سن الشيخوخه اما حياة البادية والمجتمع القبلي وشظف العيش فقد ولت الى الابد واصبحت دول الخليج في مصاف الدول المتقدمة ليترك كل ذلك اثر عميق في نفس الرحالة ، ثم قام مرة اخرى عام 1990م بزيارة الى ابوظبي ليفتتح معرض للصور التي التقطها في تلك الفترة والتي تزيد عن 3000 صورة توثق حياة الانسان في الخليج والجزيرة العربية وقد توفي الرحالة مبارك بن لندن في عام2003م وذلك عن عمر يناهز 95 عاماً
الكتاب الذي سجل الرحلة
اسم الكتاب : الرمال العربية
يقع الكتاب في ( 245 ) صفحة من القطع العادي.
تأليف: ويلفرد ثيسجر
الملقب «مبارك بن لندن»
أبو ظبي: موتيف إيت، 2002م
الكتاب متوفر في العبيكان وجرير وتهامة كما يتوفر باللغة الانجليزية في موقع امازون الشهير
الرحالة اثناء عبوره الربع الخالي
بن غبيشة
العوف دليل الرحلة والذي سألة مبارك بن لندن هل سبق وان عبرت الربع الخالي قال نعم قال من الذي كان يرافقك (قال الله وحده) كان يعي مايقول تماماً
الرحالة بعد عودته في السبعينات مع بن كبينة
" مبارك بن لندن "
1910م-2003م
من الرحالة الغربيين المشهورين الذين زاروا الجزيرة العربية، ويلفرد ثيسجر أو مبارك بن لندن كما سماه البدو المرافقين له والذي قام بعدة رحلات الى البلاد العربية ومنها رحلته المشهورةلعبور للربع الخالي مرتين ، ورغم ان ثيسجر لم يكن اول من قام بعبور الربع الخالي بل سبقه الى ذلك كل من الرحالة الرائد برترام توماس والرحالة العظيم هاري سانت جون فلبي الا ان ثسجر وبحق وحسب رأيي يعتبر الافضل في وصفه للبدو وطبيعتهم ورمال الربع الخالي ،
لم يكتفي ثسجر بتسجيل الظواهر الجغرافية للمنطقة التي مر بها بل انه عايش وبعمق حياة البدو الرحل من قبائل (المشقا ) وهو الاسم الذي تطلقه القبائل الشمالية في نجد والربع الخالي على بدو المناصير وبني كثير والرواشد وغيرهم من بدو الجنوب
وهكذا تجرد ثيسجر من ثوبه الأوربي ليعيش مع القبائل العربية حياتها الشاقة من الفترة 1945 إلي 1950. وليرتدي ملابس البدووالتي هي عبارة عن غترة وعقال بالاضافة الى خنجر عماني يلفه حول وسطه مع حزام من الرصاص
لقد أحب ثيسجر مزايا النبل والشجاعة والكرم في البدو وأقام معهم صدقات حميمة فاطلقوا عليه اسم مبارك بن لندن. مما دفعة لتأليف كتابة المشهور
( الرمال العربية)
يقول مبارك بن لندن عن الطبيعة القاسية للصحراء ؟
تتجمع سحابة ويتساقط المطر فيعيش الناس. وتتبدد الغيومبلا مطر، فيموت أناس وحيوانات. ففي صحاري جنوب الجزيرة العربية لا يوجد نظامللفصول. فلا صعود ولا هبوط في النسغ، بل قفار خالية حيث تشير الحرارة المتغيرةوحدها إلى مرور السنين. انها أرض قاسية وجافة، لا تعرف شيئاً عن اللطف أو الراحة،ومع ذلك عاش فيها أناس منذ أقدم العصور. أما الأجيال التي ولت، فقد تركت حجارةسودتها النار في مواقع الخيام، كما تركت بعض الآثار الواهنة للأقدام المطبوعة علىسهول الحصباء. وفي أماكن أخرى، مسحت الرياح آثار أقدامهم.
يعيش الناس هناك لأنهالعالم الذي ولدوا فيه، والحياة التي يعيشونها هي الحياة التي عاشها أسلافهم منقبلهم، فهم يتقبلون المشقات والحرمان ولا يعرفون سبيلاً آخر.
ولقد كتب لورنس فيكتابه «أعمدة الحكمة السبعة» يقول: «كانت أساليب حياة البدو قاسية حتى بالنسبة إلىالذين نشأوا فيها، وفظيعة بالنسبة إلى الغرباء: «موت في حياة». فليس بقدرة أي إنسانأن يحيا هذه الحياة من دون أن يتغير. فهو سيتأثر، ولو بصورة ضئيلة، بالصحراء،وبسمات البدو، وسيبقى فيه الحنين للعودة، ضعيفاً كان أم قوياً، حسب طبيعته. فهذهالطبيعة القاسية في إمكانها أن تسحر المرء بصورة لا يستطيع أي طقس معتدل أنيضاهيها
يقول عن قساوة حياة البدو والتباهي بها والحرية التي يعشقها البدو؟
بيد أن تعالي البدو كان أخلاقيا وجسديا، لانهم كانوا يقدرون الحرية أكثر من تقديرهم للراحة و الرفاهية، ولانهم لا يكترثون للشدائد وانما يتباهون بمشاق حياتهم القاسية. فقد اجبروا القرويين وسكان المدن الذين كانوا يكرهونهم على أن يعترفوا بتفوقهم.
ويقول عن المجتمع القبلي ؟
كان البدو يعيشون في مجتمع قبلي، فكل شخص ينتمي إلي قبيلة، وكل أفراد القبيلة أقرباء ويتحدرون من سلف واحد. وكلما كان النسب اقرب كلما قوي الولاء الذي يشعر به المرء إزاء أفراد قبيلته. ويهيمن هذا الولاء على المشاعر الشخصية الا في حالات استثنائية جدا، فعند الحاجة يقوم الفرد بصورة غريزية بمساندة أفراد قبيلته، كما يساندونه بالمثل، فلا امن للفرد في الصحراء خارج إطار قبيلته، وهذا يجعل القانون القبلي المبني على الرضي ساري المفعول بين أكثر الأجناس وحدانية في العالم، لانه لا يجوز في آخر المطاف نبذ الرجل الذي يرفض قبول القرار القبلي. لذا فالحقيقة الغريبة أن القانون القبلي لا يسري مفعوله إلا في حالات الفوضى، وينهارحالما يتم فرض السلام على الصحراء، حيث انه في حالات السلم يمكن للرجل الذي يعترض على قرار ما أن يرفض الالتزام به. وعند الضرورة يمكن أن يترك قبيلته ويعيش وحيدا، إذ لا توجد سلطة مركزية داخل القبيلة تستطيع أن تنفذ القرار
ماذا قال مبارك بن لندن عن صعوبة حياة البدو؟
كتب بن لندن ذات ليلة وهو يحدث نفسه ورفاقه البدو قد تجمعوا للسمر فيما بينهم "حتى في هذه الليلة حيث يعتبر هؤلاء أنفسهم ميسوريين، فإنهم سينامون عراة على الرمال البارد، وسيكون غطائهم مآزرهم الرقيقة فقط، وفكرت أيضا بالآبار المرة في لهيب الصيف الحار، حيث يروون مرة بعد أخري جمالهم العطشى، إلي أن يجف أخر بئر، فترغي القفار الموحشة، وكم هي نفوسهم نبيلة وصبورة، كنت أقارن وأنا اصغى إلي حديثهم وأراقب مجاملتهم الغريزية، فادركت مدي فشلي المحزن، وانانيتي الواضحة.
ماذا قال بن لندن عن أمانة البدو؟
كنت أضع النقود في أكياس من الخيش مربوطة بخيوط ثخينه، وكان الخرج مفكوكا، ومع أن رفاقي كانوا في فقر مدقع فان النقود ظلت في آمان كما لو كانت مودعة في أحد المصارف، لقد أمضيت خمس سنوات مع البدو ولم افقد مليما واحدا أو حتى رصاصة، مع أن قيمتها تفوق في نظرهم قيمة النقود
ماذا قال بن لندن عن تناقل البدو للأخبار؟
"ما هي الأخبار" هذا هو السؤال الذي يلاحقك في الصحراء ولو كنت بين غرباء، وإذا سنحت الفرصة أمام البدو فإنهم على استعداد للتحدث لساعات. ولا وجود لتكتم في الصحراء فإذا تميز رجل فانه يعلم أن شهرته ستنتشر في كل مكان، وإذا أساء لنفسه فهو يعلم بان قصته سوف تتردد في كل الخيام. إن هذا الخوف من الرأي العام هو الذي يفرض تقاليد الصحراء القاسية في جميع الأوقات. وإن وعيهم بأنهم دائما أمام جمهور من المستمعين هو الذي يجعل الكثير من تصرفاتهم متكلفة
.ماذا قال عن الحياة القاسية للبدو وكرمهم رغم ذلك ؟
في الصحراء, تقاسم البدو مع ثيسيجر, أو (امبارك, كما كانوا ينادونه), أي شيء لديهم: <<الماء الآسن>>, و<<الخبز النيئ>>, و<<لحم الجماال القاسي>>. ويعلق ثيسيجر بأن قانون الصحراء كان يقضي بتقاسم الطعام, بغض النظر عن ضآلته, بالتساوي بين رفاق السفر. وقد حدث مرة أن اصطادوا أرنبا بريا صغيرا, وبعد تقسيمه إلى الأجزاء المتساوية, استدرك ابن كبينه, الرفيق المقرب لثيسيجر, قائلا: <<الله ! لقد نسيت تقسيم الكبد>>, لكن الآخرين أصروا على أن( امبارك) ينبغي أن يأخذه. وقد قبله أخيرا بعد الاعتراض أن الكبد كانت يجب أن تقسم أيضا ، وفي مناسبة أخرى, عندما أُسِرَ ثيسيجر من قبل الجنود في منطقة (السليل) في الأراضي السعودية, فإن جون فيلبي الذي لعب دورا رئيسيا في تحريره, أعطى رفاق ثيسيجر بعض النقود. وحين تركوا السليل, أعطى محمد, دليل القافلة, ثيسيجر حصته من مال فيلبي, وقال له: <<هذا خمسه لك, نصيبك, نحن رفاق سفر وينبغي أن نتقاسم كل الأشياء على حد سواء>>.
يتحدث ثيسيجر بشكل مدهش أكثر عن كرم البدو. يصور "حفاوتهم السخية" كأسطورة. في الصحراء, رأى الشيخ الذي بدا فقير جدا و<<جلده ارتخى متغضنا على تجويف بطنه>> من الجوع. وقد كان الانطباع الأول لثيسيجر أن الرجل ربما كان "عجوزا شحاذا حقيقيا", لكنه علم فيما بعد أن العجوز كان أغنى رجل في قبيلته, وقد أفقره كرمه; لأن أحدا لم يأت إلى خيمته في أي وقت إلا نحر جملا لإطعامه.
ماذا يقول عن الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن غفر الله له
يقول كان أعظم ملك في تاريخ العرب يحكم الجزيرة العربية.وقد قام ثيسجر بزيارة المملكة العربية السعودية وبالذات منطقة الحجاز وعسير التي امضى فيها فترة قصيرة عندما طلب أذن للقيام بالرحلة ولكن لم يتم الموافقة عليها ، ولكن ثيسجر قام بالرحلة وعند وصوله الى منطقة السليل تم القاء القبض عليه واودع هو ورفاقة السجن لدخوله البلاد بصورة غير مشروعه ولكن صدرت الاوامر باطلاق صراحه وتابع الرحلة الى ابوظبي .
ويقول عن الشيخ زايد رحمه الله عندما التقاه هو ورفاقه
كان رجلا قوي البنية جدا يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاما، وجهه قوي ينم عن الذكاء وكانت عيناه خارقتين يقظتين، وكان يعطي الإنطباع بانه شخص هادئ، قادر، ذو عزيمة ، وكان لباسه بسيطا جدا، يتكون من قميص من قماش عماني لونه بني فاتح، وصدرية غير مزررة، ويتميز عن رفاقه بعقاله الأسود وطريقة ارتدائه كوفيته التي كانت ملقاة على كتفيه بدلا من أن تكون ملفوفة حول رأسه وفقا للعادات المحلية، وكان يتمنطق بخنجر وحزام رصاص، وبندقيته ملقاه على الرمال إلي جانبه
مبارك بن لندن يعود مرة اخرى
في عام 1977م عاد بن لندن مرة اخرى الى الخليج العربي فقام بزيارة عمان والإمارات والتقى برفاق الرحلة بن كبينة وبن غبيشة ولأن السنوات تحسب بضعفها في دول الخليج فقد وجد الوضع متغيراً والشباب الذين كانوا برفقته اصحبوافي سن الشيخوخه اما حياة البادية والمجتمع القبلي وشظف العيش فقد ولت الى الابد واصبحت دول الخليج في مصاف الدول المتقدمة ليترك كل ذلك اثر عميق في نفس الرحالة ، ثم قام مرة اخرى عام 1990م بزيارة الى ابوظبي ليفتتح معرض للصور التي التقطها في تلك الفترة والتي تزيد عن 3000 صورة توثق حياة الانسان في الخليج والجزيرة العربية وقد توفي الرحالة مبارك بن لندن في عام2003م وذلك عن عمر يناهز 95 عاماً
الكتاب الذي سجل الرحلة
اسم الكتاب : الرمال العربية
يقع الكتاب في ( 245 ) صفحة من القطع العادي.
تأليف: ويلفرد ثيسجر
الملقب «مبارك بن لندن»
أبو ظبي: موتيف إيت، 2002م
الكتاب متوفر في العبيكان وجرير وتهامة كما يتوفر باللغة الانجليزية في موقع امازون الشهير
الرحالة اثناء عبوره الربع الخالي
بن غبيشة
العوف دليل الرحلة والذي سألة مبارك بن لندن هل سبق وان عبرت الربع الخالي قال نعم قال من الذي كان يرافقك (قال الله وحده) كان يعي مايقول تماماً
الرحالة بعد عودته في السبعينات مع بن كبينة