عبدالحق صادق
06-26-2008, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة إلى أصحاب الفكر الجهادي الغير منضبط
إلى القابعين في كهوف الجبال و المختبئين في مخابئ المدن والاستراحات و المغيبين في غياهب السجون و المتسمرين خلف أجهزة الحاسب و الشبكة العنكبوتية يبثون أفكارهم الغير محققة أوبوا إلى رشدكم فالأمر جد و الخطب جلل و الأمة بحاجة إليكم و إلى جهودكم وطاقاتكم ولكن في الاتجاه و التوقيت و المكان الصحيح على سير العلماء العاملين و الأئمة المجتهدين و الدعاة المخلصين و العباد المتملقين المشهود لهم بالصلاح و الاستقامة من عموم الأمة و هذه الأمة لا تجتمع على شر ، فلا ننكر حسن نوايا ونبل مقصد بعضكم و أنكم تمتلكون طاقات كبيرة و همم عالية و غيرة شديدة على أوضاع أمتكم الحالية و ما تمر به من ظلم و تحكم الأعداء بها و لكنكم أخطأتم الطريق و لم تستفيدوا من تجارب الجماعات الإسلامية سابقا و هذه الغيرة الزائدة هي سبب انحراف تفكيركم لأن الغيرة الزائدة عن اللزوم في الأوقات الصعبة تحجب الحقيقة و تؤدي إلى اليأس و القنوط و إلى تصرفات غير محسوبة و غير منضبطة بالمصالح الشرعية المؤصلة ، فعلى المسلم في هذه المواقف أن يضبط انفعالته و يعلم أن هناك إله رحيم و حكيم يتصرف في هذا الكون فهل تدعون أنكم أرحم من الله - حاشاه سبحانه و تعالى - و قد فاتكم أن تفهموا واقعنا المعاصر جيدا و ما فيه من تناقضات معقدة يعجز عن فهمها مركز دراسات متخصص و هو ما يسمى بفقه الواقع الذي لا يعرفه إلا الحاذقين في العلم ذوي البصائر المنورة و ذلك بأن تدرسوا أوضاع مجتمعاتنا الإسلامية و ما فيها من ضعف و تمزق و ظلم و جهل و انقلاب في المفاهيم و انحراف في التفكير و فساد و انحلال و بعد عن الدين و القيم و الأخلاق و لذلك سلط الله علينا أعداءنا ، و أن تدرسوا الوضع العالمي جيدا و ما فيه من اختلال في موازين القوى و أطماع الأعداء التي تبحث عن مبررات لتحقيق أطماعهم الشريرة و قد كفاكم الله عناء هذا التفكير بأن سخر لكم في هذه المملكة المباركة قيادة حكيمة موفقة و علماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالفضل و الصلاح ، و بفرض أنكم انتصرتم على أعداء الأمة فستصطدمون بواقع مرير لا تعرفون خلاصاً منه و ستنشغلون و تضيع جهودكم في أمور و مشاكل جمة لم تكونوا حسبتم حسابها اقتصادية و اجتماعية و عرقية و مذهبية و .......الخ وستنقلب عليكم الشعوب الإسلامية لأنهم كانوا يتوقعون منكم رخاءً اقتصاديا و عدالةً و تقدماً و ازدهاراً و حريةً و عزاً و كرامةً و لكنكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك لكثرة المشاكل التي ستواجهكم لأننا نعيش ظروف عالمية بالغة التعقيد و ستراق دماء غزيرة ستبوؤون بوزرها و سيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و بعد ذلك ستكتشفون أنكم ضللتم الطريق و لكن بعد فوات الأوان .
و أود أن ألفت انتباهكم إلى ميزان دقيق فرضه الله علينا كل يوم خمس مرات و يمكننا أن نقيم به أنفسنا و عملنا ألا و هي الصلوات الخمس فهل تجدون خشوعاً في صلاتكم و خضوعاً في ركوعكم وذلاً و انكساراً في سجودكم والتي لأجلها خلقنا أم انشغالا في التخطيط لأعمالكم و ............؟
و حقيقة الخشوع لا يذوقها إلا من حسنت عقيدته و حسن سلوكه و تهذبت نفسه من الأهواء و الشهوات و صدقت نيته ، فو الله لو ذقتم حقيقة الخشوع لتغيرت الكثير من أعمالكم و أفكاركم .
فبالله و والله و تالله لو أنكم بذلتم جزءاً من جهودكم التي تبذلونها الآن و أخلصتم النية فيها و ذلك في طريق الدعوة إلى الله و الإصلاح بين الناس و مساعدتهم و الذب عن حياض رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطرق السلمية و قبل ذلك استقامت أعمالكم و سلمت عقيدتكم لوجدتم حلاوة الإيمان و برودة اليقين و لهفة المحبين و أنين الخائفين و لذة تمريغ الجباه بين يدي الله في السحر و لاستنارت قلوبكم و عقولكم فتميزون بها بين الحق و الباطل و تلهمون بها رشدكم و ترزقون الفطنة و حسن التصرف و التدبير ، و مع الصبر و الثبات وصدق النوايا و عدم تعجل قطف الثمرة ، ستؤول الأمور إليكم منحةً من الله دون طلب منكم و ستجدون التوفيق من الله في مهمتكم و سينعم الناس بالعيش في ظلال شريعة الله بعد أن يكونوا قد هيئوا لذلك .
و أعتقد أن الظرف الحالي هو الفرصة الذهبية للحركات الجهادية التحررية و كذلك التحالف الغربي الصليبي ، لإلقاء السلاح و الاحتكام إلى العقل وتغليب المصالح على المفاسد و ذلك بسبب بداية تصدع التحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب و بسبب الشعور بالإرهاق الذي بدأت تعانيه أمريكا و هي الآن تبحث عن مخرج لها و كذلك بسب تململ و سئم الناس من هذا الوضع الذي لا يرى فيه بصيص أمل لحل قريب يخلصهم مما يعانونه من انعدام الأمن و كثرة الدماء التي تسيل و كثرة المشاكل و المصائب التي أرهقت كاهلهم و الخوف الشديد الذي ينتاب الذين هم خارج المناطق الملتهبة من أن يحل بهم ما حل بإخوانهم فالكل يريد مخرجاً من هذا النفق المظلم وهذا المجهول المخيف الذي ينتظرهم .
وإنني أعتقد بأن المخرج و الحل المرضي لجميع الأطراف في الوقت الراهن هو البحث عن نقطة التقاطع بين جميع الأطراف المتصارعة على الساحة الدولية و نقطة التقاطع هذه بين جميع المشاريع و المصالح المتصارعة تتمثل في المملكة العربية السعودية ، بسبب نهجها السلمي تجاه جميع دول العالم و فهمها للعبة الدولية ولعبة المصالح بالإضافة إلى تمسكها بالإسلام المعتدل الذي لا يخيف الآخر و يحقق له مصالحه و كذلك يحقق الهدف النبيل للجهاد و هو إعلاء كلمة الله و السماح للدعوة الإسلامية بالانتشار لتخليص البشرية مما هي فيه من الظلم و الضغوط و المشاكل لينعموا بلذة الحرية التي يجدونها بتحققهم بعبودية الله عز وجل و ليس بإخافة الناس و إرهابهم .
وأي مسعى لإقامة دولة جديدة على أسس إسلامية سوف يلاقي هذا المشروع معارضة دولية و إقليمية شديدة و سوف يحارب بكل الأشكال و السبل لإجهاضه قبل أن يرى النور و حتى إن رأى النور فلن ينعم الناس بثمرته و ربما ينقلبون عليه ، بسبب الوضع الدولي البالغ التعقيد حالياً ، و سوف تسيل دماء غزيرة و تحصل كوارث إنسانية و مشاكل اقتصادية و اجتماعية و طائفية و عرقية و أمنية و ........ لا طاقة للناس باحتمالها و خاصة أنهم غير مهيئين لذلك معنوياً و إيمانياً .
وإن رأيتم الاستمرار في نهجكم ، فاتركوا هذه القلعة المتبقية من قلاع الإسلام هذه المملكة المباركة ، ملجأ المضطهدون في بلدانهم و راعية علماء الأمة و مفكريها و راعية مقدسات المسلمين وقضاياهم و منظماتهم و مراكزهم و مجالسهم و هيئاتهم واليد الحانية على الفقراء و المنكوبين
فهل أرواح الناس و أقواتهم و مقدساتهم ساحة للتجارب فكفانا تجارب و أعيدوا النظر فيما أنتم فاعلون .
علماً بأنني غير سعودي وقدمت إلى المملكة العربية السعودية بقصد العمل كمهندس و عندما تعرفت عليها عن قرب أنكرت نفسي بسبب الصورة المشوهة عنها في ذهني و ما رأيت على أرض الواقع فلم أكن أتصور أنه يوجد بلد في العالم يطبق الإسلام بهذا الشكل و يرفع رايته بكل فخر و اعتزاز و عندما تأملت الأمر تبين لي أنه توجد يد خفية تريد تشويه سمعة المملكة و هي تريد تشويه سمعة الإسلام من وراء ذلك و بسطاء الناس يتلقون هذا الكلام و يمجونه دون تحقق و دون إعمال العقل و من باب الواجب الشرعي و الأخلاقي نذرت نفسي للدفاع عن عرض المملكة شعباً و حكومةً في كل مجلس و لقاء و بسبب هذا الموقف خسرت الكثير من الصداقات و تعرضت للكثير من المضايقات و لكنني لا أندم على ذلك لأنني أقوم بواجب شرعي أولاً و لأن أولادي تربوا على المنهج الصافي منهج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ،و يكفيك هذا الشعور الذي ينتابك عندما ترى رجل الأمن السعودي حيث تشعر بالأمن و الأمان بخلاف ما ينتابك عندما ترى رجل الأمن – والحق أن يسمى رجل الرعب – في بعض البلدان العربية الأخرى فبالله عليكم هل هؤلاء يقتلون ماذا جرى لعقولكم ؟
فوالله لو اطلعتم على حقيقة ما يجري في بعض البلدان العربية الأخرى لشكرتم الله صباح مساء حتى يديم عليكم هذه النعم التي أنتم غافلون عنها و لبذلتم الغالي و النفيس دفاعاً عن مملكتكم أدام الله عزها.
و عندي شعور في نفسي بأنني على استعداد أن أضحي بكل ما أملك في سبيل الله دفاعاً عن هذه المملكة الغالية فإذا لم تكن هذه التضحية في سبيل الله فأين تكون؟
فعجباً لمن يرفع السلاح في وجه حكومة خادم الحرمين الشريفين ذلك الأب الرحيم الذي تعامل مع الخارجين بحكمة و رقي فاقت الدول المتقدمة ، أو في وجه رجال أمن السعودية الذين قل نظيرهم و ذلك باسم الإسلام ، فأنتم لا تعرفون كيف تعاملت حكومات بعض الدول العربية التي تعرضت لمثل أعمالكم مع الفارق الكبير بين تلك الحكومات و حكومتكم فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!!!!
و خلاصة القول إن أمتنا غير مهيأة الآن للنصر و قطف ثماره و ستضيع جهودكم سدى و لو وجهتم هذه الجهود للدعوة و الإصلاح في مجتمعاتكم فإن النصر آت - إن شاء الله - و لكنكم قوم تستعجلون و سيكون - إن شاء الله- عندما يلتقي حماس الشباب و حكمة الشيوخ و تعود الثقة بالعلماء العاملين و بالحكومة التي ترفع راية التوحيد راية السلام و العطاء ، هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل و لا حول و لا قوة إلا بالله و الحمد لله رب العالمين .
دعوة إلى أصحاب الفكر الجهادي الغير منضبط
إلى القابعين في كهوف الجبال و المختبئين في مخابئ المدن والاستراحات و المغيبين في غياهب السجون و المتسمرين خلف أجهزة الحاسب و الشبكة العنكبوتية يبثون أفكارهم الغير محققة أوبوا إلى رشدكم فالأمر جد و الخطب جلل و الأمة بحاجة إليكم و إلى جهودكم وطاقاتكم ولكن في الاتجاه و التوقيت و المكان الصحيح على سير العلماء العاملين و الأئمة المجتهدين و الدعاة المخلصين و العباد المتملقين المشهود لهم بالصلاح و الاستقامة من عموم الأمة و هذه الأمة لا تجتمع على شر ، فلا ننكر حسن نوايا ونبل مقصد بعضكم و أنكم تمتلكون طاقات كبيرة و همم عالية و غيرة شديدة على أوضاع أمتكم الحالية و ما تمر به من ظلم و تحكم الأعداء بها و لكنكم أخطأتم الطريق و لم تستفيدوا من تجارب الجماعات الإسلامية سابقا و هذه الغيرة الزائدة هي سبب انحراف تفكيركم لأن الغيرة الزائدة عن اللزوم في الأوقات الصعبة تحجب الحقيقة و تؤدي إلى اليأس و القنوط و إلى تصرفات غير محسوبة و غير منضبطة بالمصالح الشرعية المؤصلة ، فعلى المسلم في هذه المواقف أن يضبط انفعالته و يعلم أن هناك إله رحيم و حكيم يتصرف في هذا الكون فهل تدعون أنكم أرحم من الله - حاشاه سبحانه و تعالى - و قد فاتكم أن تفهموا واقعنا المعاصر جيدا و ما فيه من تناقضات معقدة يعجز عن فهمها مركز دراسات متخصص و هو ما يسمى بفقه الواقع الذي لا يعرفه إلا الحاذقين في العلم ذوي البصائر المنورة و ذلك بأن تدرسوا أوضاع مجتمعاتنا الإسلامية و ما فيها من ضعف و تمزق و ظلم و جهل و انقلاب في المفاهيم و انحراف في التفكير و فساد و انحلال و بعد عن الدين و القيم و الأخلاق و لذلك سلط الله علينا أعداءنا ، و أن تدرسوا الوضع العالمي جيدا و ما فيه من اختلال في موازين القوى و أطماع الأعداء التي تبحث عن مبررات لتحقيق أطماعهم الشريرة و قد كفاكم الله عناء هذا التفكير بأن سخر لكم في هذه المملكة المباركة قيادة حكيمة موفقة و علماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالفضل و الصلاح ، و بفرض أنكم انتصرتم على أعداء الأمة فستصطدمون بواقع مرير لا تعرفون خلاصاً منه و ستنشغلون و تضيع جهودكم في أمور و مشاكل جمة لم تكونوا حسبتم حسابها اقتصادية و اجتماعية و عرقية و مذهبية و .......الخ وستنقلب عليكم الشعوب الإسلامية لأنهم كانوا يتوقعون منكم رخاءً اقتصاديا و عدالةً و تقدماً و ازدهاراً و حريةً و عزاً و كرامةً و لكنكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك لكثرة المشاكل التي ستواجهكم لأننا نعيش ظروف عالمية بالغة التعقيد و ستراق دماء غزيرة ستبوؤون بوزرها و سيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و بعد ذلك ستكتشفون أنكم ضللتم الطريق و لكن بعد فوات الأوان .
و أود أن ألفت انتباهكم إلى ميزان دقيق فرضه الله علينا كل يوم خمس مرات و يمكننا أن نقيم به أنفسنا و عملنا ألا و هي الصلوات الخمس فهل تجدون خشوعاً في صلاتكم و خضوعاً في ركوعكم وذلاً و انكساراً في سجودكم والتي لأجلها خلقنا أم انشغالا في التخطيط لأعمالكم و ............؟
و حقيقة الخشوع لا يذوقها إلا من حسنت عقيدته و حسن سلوكه و تهذبت نفسه من الأهواء و الشهوات و صدقت نيته ، فو الله لو ذقتم حقيقة الخشوع لتغيرت الكثير من أعمالكم و أفكاركم .
فبالله و والله و تالله لو أنكم بذلتم جزءاً من جهودكم التي تبذلونها الآن و أخلصتم النية فيها و ذلك في طريق الدعوة إلى الله و الإصلاح بين الناس و مساعدتهم و الذب عن حياض رسول الله صلى الله عليه و سلم بالطرق السلمية و قبل ذلك استقامت أعمالكم و سلمت عقيدتكم لوجدتم حلاوة الإيمان و برودة اليقين و لهفة المحبين و أنين الخائفين و لذة تمريغ الجباه بين يدي الله في السحر و لاستنارت قلوبكم و عقولكم فتميزون بها بين الحق و الباطل و تلهمون بها رشدكم و ترزقون الفطنة و حسن التصرف و التدبير ، و مع الصبر و الثبات وصدق النوايا و عدم تعجل قطف الثمرة ، ستؤول الأمور إليكم منحةً من الله دون طلب منكم و ستجدون التوفيق من الله في مهمتكم و سينعم الناس بالعيش في ظلال شريعة الله بعد أن يكونوا قد هيئوا لذلك .
و أعتقد أن الظرف الحالي هو الفرصة الذهبية للحركات الجهادية التحررية و كذلك التحالف الغربي الصليبي ، لإلقاء السلاح و الاحتكام إلى العقل وتغليب المصالح على المفاسد و ذلك بسبب بداية تصدع التحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب و بسبب الشعور بالإرهاق الذي بدأت تعانيه أمريكا و هي الآن تبحث عن مخرج لها و كذلك بسب تململ و سئم الناس من هذا الوضع الذي لا يرى فيه بصيص أمل لحل قريب يخلصهم مما يعانونه من انعدام الأمن و كثرة الدماء التي تسيل و كثرة المشاكل و المصائب التي أرهقت كاهلهم و الخوف الشديد الذي ينتاب الذين هم خارج المناطق الملتهبة من أن يحل بهم ما حل بإخوانهم فالكل يريد مخرجاً من هذا النفق المظلم وهذا المجهول المخيف الذي ينتظرهم .
وإنني أعتقد بأن المخرج و الحل المرضي لجميع الأطراف في الوقت الراهن هو البحث عن نقطة التقاطع بين جميع الأطراف المتصارعة على الساحة الدولية و نقطة التقاطع هذه بين جميع المشاريع و المصالح المتصارعة تتمثل في المملكة العربية السعودية ، بسبب نهجها السلمي تجاه جميع دول العالم و فهمها للعبة الدولية ولعبة المصالح بالإضافة إلى تمسكها بالإسلام المعتدل الذي لا يخيف الآخر و يحقق له مصالحه و كذلك يحقق الهدف النبيل للجهاد و هو إعلاء كلمة الله و السماح للدعوة الإسلامية بالانتشار لتخليص البشرية مما هي فيه من الظلم و الضغوط و المشاكل لينعموا بلذة الحرية التي يجدونها بتحققهم بعبودية الله عز وجل و ليس بإخافة الناس و إرهابهم .
وأي مسعى لإقامة دولة جديدة على أسس إسلامية سوف يلاقي هذا المشروع معارضة دولية و إقليمية شديدة و سوف يحارب بكل الأشكال و السبل لإجهاضه قبل أن يرى النور و حتى إن رأى النور فلن ينعم الناس بثمرته و ربما ينقلبون عليه ، بسبب الوضع الدولي البالغ التعقيد حالياً ، و سوف تسيل دماء غزيرة و تحصل كوارث إنسانية و مشاكل اقتصادية و اجتماعية و طائفية و عرقية و أمنية و ........ لا طاقة للناس باحتمالها و خاصة أنهم غير مهيئين لذلك معنوياً و إيمانياً .
وإن رأيتم الاستمرار في نهجكم ، فاتركوا هذه القلعة المتبقية من قلاع الإسلام هذه المملكة المباركة ، ملجأ المضطهدون في بلدانهم و راعية علماء الأمة و مفكريها و راعية مقدسات المسلمين وقضاياهم و منظماتهم و مراكزهم و مجالسهم و هيئاتهم واليد الحانية على الفقراء و المنكوبين
فهل أرواح الناس و أقواتهم و مقدساتهم ساحة للتجارب فكفانا تجارب و أعيدوا النظر فيما أنتم فاعلون .
علماً بأنني غير سعودي وقدمت إلى المملكة العربية السعودية بقصد العمل كمهندس و عندما تعرفت عليها عن قرب أنكرت نفسي بسبب الصورة المشوهة عنها في ذهني و ما رأيت على أرض الواقع فلم أكن أتصور أنه يوجد بلد في العالم يطبق الإسلام بهذا الشكل و يرفع رايته بكل فخر و اعتزاز و عندما تأملت الأمر تبين لي أنه توجد يد خفية تريد تشويه سمعة المملكة و هي تريد تشويه سمعة الإسلام من وراء ذلك و بسطاء الناس يتلقون هذا الكلام و يمجونه دون تحقق و دون إعمال العقل و من باب الواجب الشرعي و الأخلاقي نذرت نفسي للدفاع عن عرض المملكة شعباً و حكومةً في كل مجلس و لقاء و بسبب هذا الموقف خسرت الكثير من الصداقات و تعرضت للكثير من المضايقات و لكنني لا أندم على ذلك لأنني أقوم بواجب شرعي أولاً و لأن أولادي تربوا على المنهج الصافي منهج حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم ،و يكفيك هذا الشعور الذي ينتابك عندما ترى رجل الأمن السعودي حيث تشعر بالأمن و الأمان بخلاف ما ينتابك عندما ترى رجل الأمن – والحق أن يسمى رجل الرعب – في بعض البلدان العربية الأخرى فبالله عليكم هل هؤلاء يقتلون ماذا جرى لعقولكم ؟
فوالله لو اطلعتم على حقيقة ما يجري في بعض البلدان العربية الأخرى لشكرتم الله صباح مساء حتى يديم عليكم هذه النعم التي أنتم غافلون عنها و لبذلتم الغالي و النفيس دفاعاً عن مملكتكم أدام الله عزها.
و عندي شعور في نفسي بأنني على استعداد أن أضحي بكل ما أملك في سبيل الله دفاعاً عن هذه المملكة الغالية فإذا لم تكن هذه التضحية في سبيل الله فأين تكون؟
فعجباً لمن يرفع السلاح في وجه حكومة خادم الحرمين الشريفين ذلك الأب الرحيم الذي تعامل مع الخارجين بحكمة و رقي فاقت الدول المتقدمة ، أو في وجه رجال أمن السعودية الذين قل نظيرهم و ذلك باسم الإسلام ، فأنتم لا تعرفون كيف تعاملت حكومات بعض الدول العربية التي تعرضت لمثل أعمالكم مع الفارق الكبير بين تلك الحكومات و حكومتكم فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!!!!
و خلاصة القول إن أمتنا غير مهيأة الآن للنصر و قطف ثماره و ستضيع جهودكم سدى و لو وجهتم هذه الجهود للدعوة و الإصلاح في مجتمعاتكم فإن النصر آت - إن شاء الله - و لكنكم قوم تستعجلون و سيكون - إن شاء الله- عندما يلتقي حماس الشباب و حكمة الشيوخ و تعود الثقة بالعلماء العاملين و بالحكومة التي ترفع راية التوحيد راية السلام و العطاء ، هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل و لا حول و لا قوة إلا بالله و الحمد لله رب العالمين .