بن بجاد الروقي
06-17-2008, 02:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
.
.
.
.
.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
إنها أحدية الوجود .. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته . وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده . وكل
موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية .
وهي - من ثم - أحدية الفاعلية .فليس سواه فاعلا لشيء ، أو فاعلا في شيء ، في هذا الوجود أصلا .
وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضا .. فإذا استقر هذا التفسير ، ووضح هذاالتصور ،
خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة ، ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة ..
فعندئذ يتحرر من جميع القيود ، وينطلق من كل الأوهاق . يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة ،
ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة . وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئا متى وجد الله ؟ ومن ذا
يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله ؟ كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل
حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت .. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية
كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني . ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور
مباشرة بمشيئة الله : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) . ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )..
وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها ، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها ، تنسكب في القلب الطمأنينة ،
ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب ، ويتقي عنده ما يرهب . من هنا ينبثق منهج
كامل للحياة ، قائم على ذلك التفسير وما يشيعه في النفس من تصورات ومشاعر واتجاهات :
منهج لعبادة الله وحده . الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده, ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعليته ، ولا أثر
لإرادة إلا إرادته . ومنهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة . في السراء والضراء . في
النعماء والبأساء. ومنهج للتلقي عن الله وحده . تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين ،
والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم ، والآداب والتقاليد . من أجل هذا كله كانت الدعوة الأولى
قاصرة على تقرير حقيقة التوحيد بصورتها هذه في القلوب . لأن التوحيد في هذه الصورة
عقيدة للضمير ، وتفسير للوجود ، ومنهج للحياة . وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر
في الضمير .إنما هو الأمر كله ، والدين كله . وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو
أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب. والانحرافات التي
أصابت أهل الكتاب من قبل ، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم ، نشأت أول ما نشأت
عن انطماس صورة التوحيد الخالص . ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات .
.
.
.
.
.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
إنها أحدية الوجود .. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته . وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده . وكل
موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية .
وهي - من ثم - أحدية الفاعلية .فليس سواه فاعلا لشيء ، أو فاعلا في شيء ، في هذا الوجود أصلا .
وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضا .. فإذا استقر هذا التفسير ، ووضح هذاالتصور ،
خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة ، ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة ..
فعندئذ يتحرر من جميع القيود ، وينطلق من كل الأوهاق . يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة ،
ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة . وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئا متى وجد الله ؟ ومن ذا
يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله ؟ كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل
حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت .. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية
كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني . ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور
مباشرة بمشيئة الله : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) . ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله )..
وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها ، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها ، تنسكب في القلب الطمأنينة ،
ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب ، ويتقي عنده ما يرهب . من هنا ينبثق منهج
كامل للحياة ، قائم على ذلك التفسير وما يشيعه في النفس من تصورات ومشاعر واتجاهات :
منهج لعبادة الله وحده . الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده, ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعليته ، ولا أثر
لإرادة إلا إرادته . ومنهج للاتجاه إلى الله وحده في الرغبة والرهبة . في السراء والضراء . في
النعماء والبأساء. ومنهج للتلقي عن الله وحده . تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين ،
والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم ، والآداب والتقاليد . من أجل هذا كله كانت الدعوة الأولى
قاصرة على تقرير حقيقة التوحيد بصورتها هذه في القلوب . لأن التوحيد في هذه الصورة
عقيدة للضمير ، وتفسير للوجود ، ومنهج للحياة . وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر
في الضمير .إنما هو الأمر كله ، والدين كله . وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو
أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب. والانحرافات التي
أصابت أهل الكتاب من قبل ، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم ، نشأت أول ما نشأت
عن انطماس صورة التوحيد الخالص . ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات .