فلان الفلاني
06-04-2008, 11:05 PM
كيف نساعد الاطفال على تقوية الذاكرة و التذكر
الاحتفاظ بالخبرة الماضية شرط من شروط التكيف . و الاشياء و المواقف و الحوادث التي يواجهها الانسان لاتزول صورها بمجرد انقضائها و غيابها ، بل تترك آثارا يحتفظ بها و يطلق عليها اسم ( ذكريات ) . وان التلميذ الذي يشاهد تجربة اجراها المعلم أمامه و اطلع على نتيجتها يحتفظ بهذه الخبرة و يستطيع ان يستعيدها حين يسأله المعلم عنها .
فان استعادة الخبرات السابقة التي تمر بالانسان عبارة عن نشاط نفسي يسمى التذكر . و طبيعي ان يسبق التذكر عمله تثبيت الخبرة ليتم الاحتفاظ بها و استعادتها . و لذلك فان التثبيت ( أو الحفظ ) و التذكر لا ينفصلان .
و يعتبر النمو العقلي للطفل مهمة القائمين على تربيته فمعرفة خصائصه و مظاهرة تفيد الى حد بعيد في تعلم الطفل و اختيار اكثر الظروف ملائمة للوصول بقدراته و استعداداته الى اقصى حد ممكن . و مع الاستعداد للعام الدراسي الجديد من الاهمية بمكان ان نعرف أكثر عن ركن من أهم اركان المذاكرة وهو التذكر .
التذكر و النسيان
و يعتبر التذكر و النسيان وجهين لوظيفة واحدة فالتذكر هو الخبرة السابقة مع قدرة الشخص في لحظته الراهنة على استخدامها . اما النسيان فهو الخبرة السابقة مع عجز الشخص في اللحظة الراهنة عن استعادتها و استخدامها .
و الذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو و تتطور ، و تتصف ذاكرة الطفل في السادسة بانها آلية . معنى ذلك ان تذكر الطفل لا يعتمد على فهم المعنى و انما على التقيد بحرفية الكلمات . و تتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية ( العقلية ) التي تعتمد على الفهم .
ان التذكر المعنوي لايتقيد بالكلمات و انما بالمعنى و الفكرة ، و بفضله يزداد حجم مادة التذكر ليصل الى 5 ـ 8 اصناف . كما ان الرسوخ يزداد و كذلك الدقة في الاسترجاع . و يساعد على نمو الذاكرة المعنوية نضج الطفل العقلي و قدرته على ادراك العلاقة بين عناصر الخبرة و تنظيمها و فهمها .
يتطور التذكر من الشكل العضوي الى الارادي . ان الطفل في بداية المرحلة يعجز عن استدعاء الذكريات بصورة ارادية و توجيهها و السيطرة عليها و يبدو هذا واضحا في اجابته على الاسئلة المطروحة عليه اذ نجده يسترجع فيضا من الخبرات التي لاترتبط بالسؤال . و تدريجيا يصبح قادرا في اواخر المرحلة على التذكر الارادي القائم على استدعاء الذكريات المناسبة للظروف الراهنة و اصطفاء مايناسب الموقف .
ذاكرة الطفل
و ذاكرة الطفل ذات طبيعة حسية مشخصة في البداية .. فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له بصورة مشخصة و محسوسة و على شكل اشياء واقعية فلو عرضنا امام الطفل اشياء و صورا مشخصة و كلمات مجردة ، و طلبنا منه بعد عرضها مباشرة ان يذكر ماحفظه منها ، لوجدناه يذكر الاشياء و الصور و الاسماء المشخصة اكثر من تذكره للاعداد و الكلمات المجردة و لهذا السبب يستطيع طفل المدرسة الابتدائية ( لاسيما السنوات الاربع الاول ) الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس .
و لذلك ينصح باعتماد طرق التدريس في تلك الصفوف بوجه خاص على استخدام الوسائل الحسية و الممارسة العملية المشخصة للوصول الى خبرات واضحة اكثر ثباتا في الذهن . و يظل تذكر المادة المحسوسة مسيطرا خلال المرحلة الابتدائية باكملها و لايزداد مردود تذكر الكلمات التي تحمل معنى مجردا الا في المرحلة المتوسطة .
المفاهيم المحسوسة والمجردة
ان اكتساب الطفل للمفاهيم بمافيها المفاهيم المجردة و نمو التفكير و القدرة على ادراك العلاقات و الفهم ينمي لديه و بشكل واضح امكانية تذكر المادة الكلامية . كما يزداد مردود الذاكرة و يطول المدى الزمني للتذكر . ان طفل السابعة يستطيع ان يحفظ مثلا 10 ابيات من الشعر وابن التاسعة 13 بيتا ويصل العدد الى سبعة عشر بيتا في الحادية عشرة .
العوامل المساعدة على ترسيخ المعلومات
ان معرفتنا بها تساعدنا في تحسين طرائق الحفظ و التذكر و بالتالي التقليل من حدوث النسيان و مساعدة الطفل في نشاطه المدرسي التعليمي . أهم هذه العوامل :
ـ الفهم و التنظيم : تدل التجارب حول الحفظ و النسيان ان نسبة النسيان تكون كبيرة في المواد التي لانفهمها أو التي تم حفظها بشكل حرفي . لذلك فان الذاكرة المعنوية التي تعتمد في الحفظ على الفهم اثبت من الذاكرة الآلية التي تتقيد بحرفية المادة و تعتمد في التثبيت على التكرار . ان ادراك العلاقات يلعب دورا مهما في التثبيت لذلك فان الطفل يحفظ الامور المعللة اكثر من غيرها .
و يساعد التنظيم و الربط بين اجزاء المادة و عناصرها على جعلها وحدة متماسكة و يزيد من امكانية تذكرها و حفظها و يمكن ان يتم الربط بينها وبين الخبرات السابقة و بذلك يتم للطفل ادخالها منظومة معلوماته . و هكذا يربط التلميذ بين الجمع و الضرب ( الضرب اختصار الجمع ) و بين الضرب و القسمة حيث ان (35 مقسومة على 7 ) عملية ضرب من نوع آخر.
و في مادة الجغرافيا يربط بين الموقع و المناخ و المياه و بين هذه كلها و النشاط البشري . بشكل عام ان الذاكرة القائمة على فهم الافكار و تنظيمها أقل تعرضا للنسيان من الذاكرة الآلية القائمة على التكرار البحت .
وضوح الادراك
ان الادراك الواضح لموضوع مايساعد على تثبيته و تسهم في الوضوح عوامل متعددة منها اشراك الحواس لاسيما حاستي السمع و البصر . من هنا اتت اهمية الوسائل الحسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية . يلعب الانتباه دورا في تعميق الادراك و توضيحه كما يسيء للفهم ان الادراك العرضي المشتت لايصل بالتلميذ الى الخبرة المعطاة و اثارة الاهتمام بها و العناية بعرضها بشكل يجذبه .
العامل الانفعالي
ان الطفل يتذكر ماهو ممتع بالنسبة له بصورة افضل و لمدة اطول كما يستخدمه في نشاطه . و لهذا ينصح عادة باثارة الدافع للتعلم لدى الطفل حين يراد له تعلم خبرة ما . ان وجود الدافع يجعل اكتسابه للخبرة مصدرا لانفعال سار ناتج عن اشباعه . و استنادا الى هذا العامل الانفعالي تعطي طرق التعليم الان اهمية كبيرة لدور التعزيز في تقدم التعلم . يعتبر الخوف و القلق من الانفعالات التي تعيق الادراك و الانتباه و تشوشهما و بالتالي فانها تعيق التثبيت و التذكر .
الزمن بين التخزين والتذكر
كلما كان هذا المدى قصيرا كان التذكر أقوى و أوضح . فالطفل ينسى معلوماته القديمة ( باستثناء الخبرات المصحوبة بشحنة انفعالية قوية ) اكثر من الخبرات الجديدة . ولكن استخدام المعلومات القديمة في مواقف متكررة ينفي عنها صفة القدم و يجعلها سهلة التذكر . كما ان الحفظ القائم على الفهم و ادراك العلاقات يضمن تثبيتا طويل الاجل
الذكاء
ان تأثير الذكاء يتجلى في قدرة الطفل الذكي على فهم المعنى و التنظيم و الادراك الواضح و الربط بالمعلومات السابقة ، و هذه كلها عوامل تسهم في التثبيت و الحفظ و الشخص الذكي يأنف من الذاكرة الالية ولايقبل على حفظ أي شيء لايفهمه . ان تعليم الاطفال الاساليب المجدية في الحفظ يساعد الى حد كبير على تحقيق نتائج جيدة في تذكر معلوماتهم وقد تثبت جدوى هذه الاساليب حيث تعتمد على الفهم و التنظيم لمحتوى المادة المدروسة ومن أهم الاساليب :
ـ اذا كانت مادة الحفظ نصا أو موضوعا فان افضل طريقة للحفظ هي وضع خطة للنص أو الموضوع و ابراز الفكرة الرئيسية و الافكار الفرعية و جمع المعطيات في تصنيفات و مجموعات مع اختيار تسمية أو عنوان للمجموعة ثم الوقوف على العلاقات الجوهرية بين المجموعات و الربط بين اجزاء الموضوع .
ـ استخدام الرسوم و المخططات و الرسوم الهندسية و الصور القائمة على اساس الشرح الكلامي .
ـ استخدام المادة الواجب حفظها في حل مسائل تتعلق بها ومن شتى الانواع .
ـ التكرار و يعتبر طريقة مناسبة للحفظ اذا توفرت بعض الشروط التي تبعد الحفظ الآلي . لذلك لابد من الاستخدام العقلاني للتكرار و يكون بمراعاة الامور التالية : توزيع المراجعات بحيث تفصل بين تكرار و آخر فترة من الراحة ( الفاصل يجب ان يكون مناسبا يسمح بالراحة و لا يكون طويلا يؤدي الى اضاعة آثار المرة السابقة ) هذا التكرار الموزع افضل من التكرار المتلاحق . و الفاصل يمنح راحة تقضي على عاملي التعب و الملل اللذين يشتتان الانتباه .
و يعتبر النوم فترة راحة مثالية لان النوم خال تماما من الفعاليات المقحمة التي يواجهها الانسان في يقظته ، و يفضل ان تقرأ المادة قبل النوم مرة واحدة ثم تعاد قراءتها مرة ثانية في الصباح فهذا اجدى من قراءتها عدة مرات تتخللها نشاطات مقحمة ويزيد التأثير السلبي للفعاليات المقحمة كلما كان التشابه كبيرا بينها و بين المعلوات الاصلية المراد حفظها فحفظ درس في اللغة العربية يعرقله درس يليه باللغة الانجليزية مثلا . و يقل التأثير السلبي كلما كانت الفعاليات السابقة و اللاحقة مختلفة .
ـ اذا كانت المادة المطلوب حفظها محدودة المحتوى و ذات وحدة ( مثلا ابيات قليلة يمثل مضمونها حدثا واحدا ) فان الطريقة الجزئية الكلية هي الافضل في التكرار و يقصد بها تكرار المادة كلها في كل مرة اما اذا كانت المادة طويلة ( قصيدة طويلة ) أو موضوعا متشعب الجوانب فيفضل الطريقة الجزئية القائمة على تقسيم القصيدة الى اجزاء و يشترط ان يكون لكل جزء وحده او فكرة رئيسية .
ـ لايجوز ان يكون التكرار آليا بل مصحوب بنشاط عقلي يتمثل في الانتباه و الفهم
و ربط الاجزاء في تنظيم عقلي يبرز تسلسل الافكار و ترابطها كما يربطها بالخبرات السابقة
الاحتفاظ بالخبرة الماضية شرط من شروط التكيف . و الاشياء و المواقف و الحوادث التي يواجهها الانسان لاتزول صورها بمجرد انقضائها و غيابها ، بل تترك آثارا يحتفظ بها و يطلق عليها اسم ( ذكريات ) . وان التلميذ الذي يشاهد تجربة اجراها المعلم أمامه و اطلع على نتيجتها يحتفظ بهذه الخبرة و يستطيع ان يستعيدها حين يسأله المعلم عنها .
فان استعادة الخبرات السابقة التي تمر بالانسان عبارة عن نشاط نفسي يسمى التذكر . و طبيعي ان يسبق التذكر عمله تثبيت الخبرة ليتم الاحتفاظ بها و استعادتها . و لذلك فان التثبيت ( أو الحفظ ) و التذكر لا ينفصلان .
و يعتبر النمو العقلي للطفل مهمة القائمين على تربيته فمعرفة خصائصه و مظاهرة تفيد الى حد بعيد في تعلم الطفل و اختيار اكثر الظروف ملائمة للوصول بقدراته و استعداداته الى اقصى حد ممكن . و مع الاستعداد للعام الدراسي الجديد من الاهمية بمكان ان نعرف أكثر عن ركن من أهم اركان المذاكرة وهو التذكر .
التذكر و النسيان
و يعتبر التذكر و النسيان وجهين لوظيفة واحدة فالتذكر هو الخبرة السابقة مع قدرة الشخص في لحظته الراهنة على استخدامها . اما النسيان فهو الخبرة السابقة مع عجز الشخص في اللحظة الراهنة عن استعادتها و استخدامها .
و الذاكرة كغيرها من الفعاليات العقلية تنمو و تتطور ، و تتصف ذاكرة الطفل في السادسة بانها آلية . معنى ذلك ان تذكر الطفل لا يعتمد على فهم المعنى و انما على التقيد بحرفية الكلمات . و تتطور ذاكرة الطفل نحو الذاكرة المعنوية ( العقلية ) التي تعتمد على الفهم .
ان التذكر المعنوي لايتقيد بالكلمات و انما بالمعنى و الفكرة ، و بفضله يزداد حجم مادة التذكر ليصل الى 5 ـ 8 اصناف . كما ان الرسوخ يزداد و كذلك الدقة في الاسترجاع . و يساعد على نمو الذاكرة المعنوية نضج الطفل العقلي و قدرته على ادراك العلاقة بين عناصر الخبرة و تنظيمها و فهمها .
يتطور التذكر من الشكل العضوي الى الارادي . ان الطفل في بداية المرحلة يعجز عن استدعاء الذكريات بصورة ارادية و توجيهها و السيطرة عليها و يبدو هذا واضحا في اجابته على الاسئلة المطروحة عليه اذ نجده يسترجع فيضا من الخبرات التي لاترتبط بالسؤال . و تدريجيا يصبح قادرا في اواخر المرحلة على التذكر الارادي القائم على استدعاء الذكريات المناسبة للظروف الراهنة و اصطفاء مايناسب الموقف .
ذاكرة الطفل
و ذاكرة الطفل ذات طبيعة حسية مشخصة في البداية .. فهو يتذكر الخبرات التي تعطى له بصورة مشخصة و محسوسة و على شكل اشياء واقعية فلو عرضنا امام الطفل اشياء و صورا مشخصة و كلمات مجردة ، و طلبنا منه بعد عرضها مباشرة ان يذكر ماحفظه منها ، لوجدناه يذكر الاشياء و الصور و الاسماء المشخصة اكثر من تذكره للاعداد و الكلمات المجردة و لهذا السبب يستطيع طفل المدرسة الابتدائية ( لاسيما السنوات الاربع الاول ) الاحتفاظ بالخبرات التي اكتسبها عن طريق الحواس .
و لذلك ينصح باعتماد طرق التدريس في تلك الصفوف بوجه خاص على استخدام الوسائل الحسية و الممارسة العملية المشخصة للوصول الى خبرات واضحة اكثر ثباتا في الذهن . و يظل تذكر المادة المحسوسة مسيطرا خلال المرحلة الابتدائية باكملها و لايزداد مردود تذكر الكلمات التي تحمل معنى مجردا الا في المرحلة المتوسطة .
المفاهيم المحسوسة والمجردة
ان اكتساب الطفل للمفاهيم بمافيها المفاهيم المجردة و نمو التفكير و القدرة على ادراك العلاقات و الفهم ينمي لديه و بشكل واضح امكانية تذكر المادة الكلامية . كما يزداد مردود الذاكرة و يطول المدى الزمني للتذكر . ان طفل السابعة يستطيع ان يحفظ مثلا 10 ابيات من الشعر وابن التاسعة 13 بيتا ويصل العدد الى سبعة عشر بيتا في الحادية عشرة .
العوامل المساعدة على ترسيخ المعلومات
ان معرفتنا بها تساعدنا في تحسين طرائق الحفظ و التذكر و بالتالي التقليل من حدوث النسيان و مساعدة الطفل في نشاطه المدرسي التعليمي . أهم هذه العوامل :
ـ الفهم و التنظيم : تدل التجارب حول الحفظ و النسيان ان نسبة النسيان تكون كبيرة في المواد التي لانفهمها أو التي تم حفظها بشكل حرفي . لذلك فان الذاكرة المعنوية التي تعتمد في الحفظ على الفهم اثبت من الذاكرة الآلية التي تتقيد بحرفية المادة و تعتمد في التثبيت على التكرار . ان ادراك العلاقات يلعب دورا مهما في التثبيت لذلك فان الطفل يحفظ الامور المعللة اكثر من غيرها .
و يساعد التنظيم و الربط بين اجزاء المادة و عناصرها على جعلها وحدة متماسكة و يزيد من امكانية تذكرها و حفظها و يمكن ان يتم الربط بينها وبين الخبرات السابقة و بذلك يتم للطفل ادخالها منظومة معلوماته . و هكذا يربط التلميذ بين الجمع و الضرب ( الضرب اختصار الجمع ) و بين الضرب و القسمة حيث ان (35 مقسومة على 7 ) عملية ضرب من نوع آخر.
و في مادة الجغرافيا يربط بين الموقع و المناخ و المياه و بين هذه كلها و النشاط البشري . بشكل عام ان الذاكرة القائمة على فهم الافكار و تنظيمها أقل تعرضا للنسيان من الذاكرة الآلية القائمة على التكرار البحت .
وضوح الادراك
ان الادراك الواضح لموضوع مايساعد على تثبيته و تسهم في الوضوح عوامل متعددة منها اشراك الحواس لاسيما حاستي السمع و البصر . من هنا اتت اهمية الوسائل الحسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية . يلعب الانتباه دورا في تعميق الادراك و توضيحه كما يسيء للفهم ان الادراك العرضي المشتت لايصل بالتلميذ الى الخبرة المعطاة و اثارة الاهتمام بها و العناية بعرضها بشكل يجذبه .
العامل الانفعالي
ان الطفل يتذكر ماهو ممتع بالنسبة له بصورة افضل و لمدة اطول كما يستخدمه في نشاطه . و لهذا ينصح عادة باثارة الدافع للتعلم لدى الطفل حين يراد له تعلم خبرة ما . ان وجود الدافع يجعل اكتسابه للخبرة مصدرا لانفعال سار ناتج عن اشباعه . و استنادا الى هذا العامل الانفعالي تعطي طرق التعليم الان اهمية كبيرة لدور التعزيز في تقدم التعلم . يعتبر الخوف و القلق من الانفعالات التي تعيق الادراك و الانتباه و تشوشهما و بالتالي فانها تعيق التثبيت و التذكر .
الزمن بين التخزين والتذكر
كلما كان هذا المدى قصيرا كان التذكر أقوى و أوضح . فالطفل ينسى معلوماته القديمة ( باستثناء الخبرات المصحوبة بشحنة انفعالية قوية ) اكثر من الخبرات الجديدة . ولكن استخدام المعلومات القديمة في مواقف متكررة ينفي عنها صفة القدم و يجعلها سهلة التذكر . كما ان الحفظ القائم على الفهم و ادراك العلاقات يضمن تثبيتا طويل الاجل
الذكاء
ان تأثير الذكاء يتجلى في قدرة الطفل الذكي على فهم المعنى و التنظيم و الادراك الواضح و الربط بالمعلومات السابقة ، و هذه كلها عوامل تسهم في التثبيت و الحفظ و الشخص الذكي يأنف من الذاكرة الالية ولايقبل على حفظ أي شيء لايفهمه . ان تعليم الاطفال الاساليب المجدية في الحفظ يساعد الى حد كبير على تحقيق نتائج جيدة في تذكر معلوماتهم وقد تثبت جدوى هذه الاساليب حيث تعتمد على الفهم و التنظيم لمحتوى المادة المدروسة ومن أهم الاساليب :
ـ اذا كانت مادة الحفظ نصا أو موضوعا فان افضل طريقة للحفظ هي وضع خطة للنص أو الموضوع و ابراز الفكرة الرئيسية و الافكار الفرعية و جمع المعطيات في تصنيفات و مجموعات مع اختيار تسمية أو عنوان للمجموعة ثم الوقوف على العلاقات الجوهرية بين المجموعات و الربط بين اجزاء الموضوع .
ـ استخدام الرسوم و المخططات و الرسوم الهندسية و الصور القائمة على اساس الشرح الكلامي .
ـ استخدام المادة الواجب حفظها في حل مسائل تتعلق بها ومن شتى الانواع .
ـ التكرار و يعتبر طريقة مناسبة للحفظ اذا توفرت بعض الشروط التي تبعد الحفظ الآلي . لذلك لابد من الاستخدام العقلاني للتكرار و يكون بمراعاة الامور التالية : توزيع المراجعات بحيث تفصل بين تكرار و آخر فترة من الراحة ( الفاصل يجب ان يكون مناسبا يسمح بالراحة و لا يكون طويلا يؤدي الى اضاعة آثار المرة السابقة ) هذا التكرار الموزع افضل من التكرار المتلاحق . و الفاصل يمنح راحة تقضي على عاملي التعب و الملل اللذين يشتتان الانتباه .
و يعتبر النوم فترة راحة مثالية لان النوم خال تماما من الفعاليات المقحمة التي يواجهها الانسان في يقظته ، و يفضل ان تقرأ المادة قبل النوم مرة واحدة ثم تعاد قراءتها مرة ثانية في الصباح فهذا اجدى من قراءتها عدة مرات تتخللها نشاطات مقحمة ويزيد التأثير السلبي للفعاليات المقحمة كلما كان التشابه كبيرا بينها و بين المعلوات الاصلية المراد حفظها فحفظ درس في اللغة العربية يعرقله درس يليه باللغة الانجليزية مثلا . و يقل التأثير السلبي كلما كانت الفعاليات السابقة و اللاحقة مختلفة .
ـ اذا كانت المادة المطلوب حفظها محدودة المحتوى و ذات وحدة ( مثلا ابيات قليلة يمثل مضمونها حدثا واحدا ) فان الطريقة الجزئية الكلية هي الافضل في التكرار و يقصد بها تكرار المادة كلها في كل مرة اما اذا كانت المادة طويلة ( قصيدة طويلة ) أو موضوعا متشعب الجوانب فيفضل الطريقة الجزئية القائمة على تقسيم القصيدة الى اجزاء و يشترط ان يكون لكل جزء وحده او فكرة رئيسية .
ـ لايجوز ان يكون التكرار آليا بل مصحوب بنشاط عقلي يتمثل في الانتباه و الفهم
و ربط الاجزاء في تنظيم عقلي يبرز تسلسل الافكار و ترابطها كما يربطها بالخبرات السابقة