محامي المرأة
06-04-2008, 07:12 PM
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( الــــرســــالــــــة الــــعـــــاشـــــــــرة )
عزيزي صالح ،، أصلح الله حالك ،،
السلام عليكم ،، ومساءك ورد وياسمين ،،،
كيف حالك ؟؟ وحال زوجتك وأولادك ؟؟
أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية ،،
وصلتني رسالتك وأنا والحمد لله بخير ،،
وعلى وشك إنهاء دراستي في الطب ،،
وسأعود للوطن قريباً بإذن الله تعالى ،،
سيدي أسعدتني رسالتك ،،
وحديثك الجميل عن الأديب اللبناني الكبير (( أمين الريحاني ))
وهو بالفعل قدم للأدب العربي والأجنبي وخدمهما كثيراً
بمؤلفاته الكثيرة والكبيرة ،،
نعم فقد كتب وآلف كتب عربية وآخرى أجنبية ،،
ولكنني أستغربت أنك قلت أن أمين الريحاني ولد في قرية ( أهدن ) !!
والحقيقة غير ذلك أمين الريحاني أصل آسرته من ( أهدن )
ولكنهُ ولد في قرية ( الفريكة ) جنوب العاصمة بيروت ،،
وهي القرية التي توفي فيها في العام 1940 م ،،
والتي دعى فيها صديقه ( الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود )
رحمه الله ولكن توفي الملك عبد العزيز قبل أن يزوره ،،
وكانت هذه الزيارة يحلم فيها أمين الريحاني ويتمناها ،،
وسأضع في رسالتي هذه مقتطفات بسيطة من حياته
كما عرفتها وقرأتها ،،
أتمنى أن تفيدك سيدي ،،
فأمين الريحاني كما تعرف ولد في العام 1876 م في الفريكة ،،
وعُرف عن أمين أنهُ كان شقيّاً وهو صغير ،،
ومن المواقف المُضحكة أن والده وعمه كانا يملكان معملاً للحرير ،،
وذهب ذات مرة لهذا المعمل وقضى وقته هناك
يسير خلف مدير المعمل ويُقلد مشيته وحركاته وصوته !!
تعلّم أمين في مدرسة بجوار الكنيسة في ضيعة الفريكة ،،
ثم أنتقل لمدرسة ( نعوم مكرزل ) في مار جريس في الشاوية
وهي قرية قريبة من الفريكة ،،
ومن المواقف في مدرسة نعوم تلك أن مُعلمه طلب منه أن يقرأ
ما سيكتبه على اللوح وبينما كان الأستاذ يكتب على اللوح
قال أمين على مسمع من أستاذه :
( هذا ظفر وسخ على لوح أسود ) ،،
وعوقب بسبب تلك الكلمة ،،
وفي العام 1888 م سافر أمين الريحاني مع
عمه عبده ومعلمه نعوم مكرزل إلى نيويورك ،،
وسجل في العام التالي لوصوله في مدرسة راهبات المحبة
في نيوبرغ إحدى ضواحي نيويورك ،،
وكان أمين بجانب لهوة وزيارته لملاهي نيويورك
والرقص فيها وخاصةً ملهى نيويورك الشهير ( كوني أيلند )
فقد كان يزور دور التمثيل ويطّلع ويقرأ كثيراً ،،
وفي العام 1896 م ألتحق أمين بمدرسة ليلية لدراسة الحقوق ،،
وفي العام الذي يليه ألتحق بمعهد الحقوق في نيويورك وخرج منها
بعد عام واحد نتيجة لمرضه وإعتلال صحته ،،
عاد أمين للبنان عام 1898م وبدأ يُعلم اللغة الأنجليزية في المتن اللبناني
في مدرسة ( قرنة شهوان ) وفي نفس الوقت تعلّم اللغة العربية
على يد ( بطرس البستاني ) ،،
عاد بعد ذلك أمين إلى نيويورك وتحديداً في العام 1899م ،،
ليحترف الأدب ويتعلم الرسم والتصوير والمُراسلة وبدأ
في ذلك الوقت يقضي وقت طويل في القراءة والمُطالعة ،،
في العام 1902 م وصله خبر مُحزن وهو وفاة والده في لبنان
نتيجة إصابته بمرض السل ،،
وفي ذات العام الذي توفي فيه والده كتب أمين
كتابه ( نبذة عن الثورة الفرنسية ) نقداً لكتاب كارليل ( الثورة الفرنسية )
وأيضاً في نفس العام أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي ( ثيودور روزفلت )
يعاتبه ويصحح ما نعت فيه السوريين على أنهم جنس أصفر ،،
قائلاً أنهم ليسوا كذلك ومفنداً هذا الإدعاء ونافيه ،،
تعرّف أمين في العام 1904 م على أنسة لبنانية هي ( ستوت الحاج )
وأحبها حباً كبيراً وسافرت إلى البرازيل ولاقت حتفها غرقاً
في نهر الأمازون وكتب قصيدة يرثيها فيها بعنوان ( الزنبقة الذاوية )
وأصبح أمين في نفس العام 1904 م عضواً في الجمعية الوطنية
لفن التمثيل في نيويورك ،،
في العام 1905 م عاد أمين الريحاني إلى الفريكة ،،
وأقام هناك خمسة أعوام أشترك خلالها مع رجالات لبنان
في العمل على تحرير البلاد من الحكم العثماني ،،
كتب أمين في ذلك العام مقالته الشهيرة (( وادي الفريكة ))
والذي أشهر بهِ قريته الفريكة والتي أصبحت مقرونة دوماً بأسم الريحاني ،،
سافر بعد ذلك إلى القاهرة وتعرف من خلال هذه الرحلة على
مجموعة من أدباء مصر مثل :
أحمد شوقي _ حافظ إبراهيم _ خليل مطران
وغيرهم من الأدباء العرب مثل جرجي زيدان ،،
عاد أمين للبنان ليواصل الكتابة والتآليف ،،
تآثر أمين بالشاعر الأمريكي الشهير ( والت ويتمان ) ،،
حتى أنهُ أدخل الشعر المنثور في الأدب العربي ،،
وفي العام 1909م زاره في الفريكة المستشرق الألماني
( ريشار ده مولينن ) ،،
في العام 1910م أصدر أمين كتابه الشهير ( الريحانيات ).
أقام الريحاني في نيويورك في العام 1912م بعد عبوره لندن
ولقاءه لجبران خليل جبران هناك في لندن وقاما بعدة زيارات
لمجلس العموم ومجلس اللوردات وقصر وندسور ( مقر الآسرة الحاكمة ) ودار الأويرا ،،
في العام 1913 م أختير أمين الريحاني ونجيب دياب لتمثيل
المُغتربين اللبنانيين في أول مؤتمر عربي في باريس ،،
تزوج أمين في العام 1916 م بالفنانة الأمريكية ( برثا كايس )
وهي فنانة في التصوير الزيتي ،،
ومع بداية الحرب العالمية الأولى أسس أمين مع مجموعة
أخرى ما عُرف بأسم ( عصبة التحرير قسم أمريكا الشمالية )
غرضها تشجيع اللبنانيين والسوريين للإلتحاق بصفوف الأحلاف
والقتال معهم دفاعاً عن الوطن وأعضاء هذه العصبة هم كالتالي :
( الدكتور أيوب تابت _ رئيساً )
( أمين الريحاني _ مديراً والداعي لتأسيسها )
( جبران خليل جبران _ كاتب السر في اللغة الأنجليزية )
( ميخائيل نعيمة _ كاتب السر في اللغة العربية )
( نعمة تادرس _ أمين المال )
وعضوية :
( عبد المسيح حداد _ نسيب عريضة _ بخاش _ خوري )
وفي العام 1919 م أختاره العرب كمُمثل لهم في مؤتم ( الهاغ )
للسلام في هولندا ،،
في العام 1920 م تأسست الرابطة القلمية في نيويورك
ودُعي لعضويتها إلا أنهُ أعتذر عن ذلك ،،
سافر أمين إلى مصر ومنها إلى الحجاز والعراق ونجد والكويت ،،
وكانت رحلة رائعة سجل فيها إنطباعاته وقابل فيها ملوك العرب ،،
وعلى رأسهم الملك عبد العزيز الذي طلب منه أن يكون مُستشاره
الخاص في مؤتمر العقير مع الوفد العراقي آنذاك ،،
وعاد مع الملك للرياض وهناك أفرد لهُ الملك عبد العزيز جناحاً
خاصاً وكان يجتمع بهِ يومياً ويتناقشون في قضايا العرب.
ودعى أمين الريحاني الملك عبد العزيز إلى زيارته في ضيعته
الفريكة ووعده الملك عبد العزيز بتلك الزيارة ،،
ولكن تآجلت زيارة الملك عبد العزيز للبنان والفريكة نظراً
لحرب الحجاز ونجد ،،
(( الجدير ذكره أن الريحاني أعد مجلساً حجرياً في حديقة منزله
في الهواء الطلق يُشبه مجلس الملك في الرياض ،،
إستعداداً لزيارة الملك عبد العزيز له ويُقال أن المجلس
لا زال مكانه في تلك الحديقة في ذلك المنزل في ضيعة الفريكة ))
وزار آنذاك الريحاني الحجاز وقابل الملك حسين ملك الحجاز آنذاك ،،
ثم توجه للكويت وقابل أمير الكويت أحمد أل جابر الصباح ،،
وبعد ذلك عاد الريحاني للفريكة وهناك واصل ركوب الخيل
تلك العادة التي أعتادها أثناء رحلته العربية ،،
وكان يقوم بجولة ودورة شبه يومية على فرسه الشهيرة ( نوره )
التي أهداها لهُ الملك عبد العزيز ،،
يبدأها من الفريكة مروراً بالشاوية وجسر بيت شباب إلى القنيطرة
ومنها إلى عين عار ثم مفرق قرنة شهوان ثم عين عار مُجدداً
إلى قرنة الحمراء ثم الفريكة وتُعرف تلك بــ ( دورة الريحاني ) ،،
عاد الريحاني مُجدداً وقام برحلة عربية آخرى شملت الحجاز
ونجد بدعوات من الملك حسين والملك عبد العزيز وكانت تحت
غرض الإصلاح بينهما وقام برحلة للبحرين ألتقى بأميرها ،،
وزار المغرب وعدداً من دول العرب شمال أفريقيا ،،
وقف أمين الريحاني مع الأديبة اللبنانية ( مي زيادة )
في محنتها وقضيتها التي تتمحور حول ما فعلهُ أقرباءها،،
معها وإدخالها للمستشفى بدعوى أنها تعاني من مشكلة عقلية !!
وساهم أمين الريحاني مع أصدقاء آخرين في إخراجها من المُستشفى ،،
وفي العام 1940 م توفي أمين الريحاني في الفريكة في الساعة
الواحدة بعد ظهر يوم الجمعة 13 أيلول سبتمبر عن عمر ناهز
الرابعة والستين وكان ذلك بسبب سقوطه عن دراجة هوائية أدت
إلى جرح في رأسه وفسخ في وركه الأيمن ،،
لأمين الريحاني مجموعة كبيرة من الكتب أهمها :
( الريحانيات جزأين ) _ ( ملوك العرب ) _ ( تاريخ نجد الحديث )
( كتاب خالد ) _ ( قصتي مع ميّ ) _ ( المحالف الثلاثية في المملكة الحيوانية )
( المكاري والكاهن ) _ ( خارج الحريم ) _ ( جادة الرؤيا ) _ ( تحدر البلشفية )
( أنشودة الصوفيين ) وغيرها من الكتب والروايات ،،
نعم سيدي خسر الأدب العربي وحتى الأجنبي أديب راقي جداً ،،
قلّ أن تنجب الأيام والأزمان مثيله ،،
أعلم سيدي أنني أطلت رسالتي وتحدثت وأسهبت عن هذا
الأديب العظيم ولكن حديثك عنه وعن إعجابك بهِ
وتلك المعلومة المغلوطة التي ذكرتها بين ثنايا رسالتك ،،
هي ما دفعتني لذكر تلك المُقتطفات في رسالتي هذه
ولولا الحياء منك لواصلت وتحدثت عن الكثير والكثير من نواحي
حياة هذا الأديب العظيم ومؤلفاته وكتاباته ورسائله ،،
ولكن ربما كان لي لقاء معك فنتحدث ونتناقش حول
أمين الريحاني أكثر وأكثر ،،
أرجو أن تكون بخير ،،
وأبلغ سلامي لكل قريب وحبيب لديك ،،
أخوك : ( م _ ع )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فــــــــاصـــــــلـــــــة ثـــــــقـــــــافــــــيــــــــة )
محكمة سمرقند :
في مدينة سمرقند بعد أن فتحها القائد العظيم ( قتيبة بن مسلم )
قامت محكمة سمرقند بأمر من الخليفة ( عمر بن عبد العزيز )
إثر شكوى من كهان المدينة أوصلها للخليفة
أحد فرسان سمرقند بطلب من الكهنة ،،
ومفاد الشكوى أن قتيبة بن مسلم
دخل المدينة غدراً دون منابذة أو دعوة للإسلام ،،
فأمر الخليفة ( عمر بن عبد العزيز ) بتشكيل المحكمة والنظر
في الشكوى ونصّب القاضي ( جميع بن حاضر الباجي )
كقاضي للمحكمة وطلب منهُ تحديد موعد للمُحاكمة على أن يحضر
عامل المدينة الذي ولاه قتيبة مكانه في حال تعذّر على قتيبة الحضور ،،
وأستمع القاضي لكلا الطرفين كهنة سمرقند من جهة والعامل
الذي خلف قتيبة على سمرقند من جهة آخرى ،،
فسأل القاضي العامل هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟؟
فرد العامل بالنفي وقال أن الحرب خدعة ،،
فحكم القاضي ( جميع بن حاضر الباجي ) بخروج المُسلمين من سمرقند ،،
وقال أن ديننا يمنع الغدر ،،
فخرجت جيوش المُسلمين على مرأى من سكان وكهنة سمرقند ،،
فما كان من كهنة سمرقند وأهلها إلا أن أعلنوا إسلامهم مُتبعين بذلك رسولهم
الذين أرسلوه لمقابلة الخليفة عمر بن عبد العزيز ،،
والذي أعلن إسلامه بعد أن رآى من عظمة الإسلام وعظمة خليفته
عمر بن عبد العزيز وعدله وتواضعه ،،
وهكذا أصبحت سمرقند كلها مُسلمة نتيجة ما رأته من عدل الإسلام ،،
وعدل القائمين عليه .
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــاصــــــــلــــــــة وجــــــــدانـــــــيـــــــة )
من روائع الشاعر المصري فـــــاروق شــــــوشــــــه يقول :
(( أنادي عليك ،،
برغم المسافات ،، رُغم إنهيار الليالي ،،
برغم إنطلاق الزمان ،، برغم إمتداد المُحالِ ،،
برغم إقترابك مني ،، أنادي ،،
برغم إبتعادك عني ،، أنادي ،،
وأعلم أنك فيّ ،،
وأن طريقي إليك يؤدي إليّ ،،
ويُفضي إلى خاطري وإعتقادي ،،
وينثر زهر هوانا القديم على كل ظلٍ ووادِ ،،
وما زلت رُغم الليالي أنادي ،،
ألست رحيقي وزادي ؟؟ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( نـــــــفــــــــــــق إلـــــــــى الـــــــــذاكــــــــــرة )
من رسالة كتبها أمـــيــــن الــــريــــحــــانــــي لحبيبته يقول :
(( أتستغربين إذا عرفتي أنكِ أنتِ أيضاً شاعرة ؟؟
فالإنسان لا يحتاج النظم من قياس وسجع ليصبح شاعراً ،،
ففي فؤادكِ كثيراً من النار المُتأججة كالتي في الوردة
أو في الشمس الغاربة ))
يقول أمــــيـــن الـــريــــحـــانـــي في رسالة إلى شقيقه يوسف يقول :
(( أنا مستوحد هذه الأيام ،، في نفسي أشياء لم تنتهي
وأفكار لم تخطر ببالي بعد وأحلام لم أحلمها ورحلات في
هذا الجسد وهذه الروح لا يقر لها قرار ،،
إنني فريسة عذاب مؤلم يُلاحقني خلال الفصول الأبدية ،،
باحثاً عن هذا السجن الإنساني من اللحم والدم وهذه الإحساسات
الطليقة التي مابرحت تُطالب في الأمل الأبدي الذي
يكون كابوساً أبدياً وربما فراغاً أبدياً ،،
وهناك الطامة الكبرى مما يجعلني أحس وكأنني ولدت لإرث
هو فقط لعظماء المُعذبين في التاريخ وعليهم أن يتمتعوا بهِ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
كونوا بالجوار ،،،
وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة ........... سعود العتيبي
( الــــرســــالــــــة الــــعـــــاشـــــــــرة )
عزيزي صالح ،، أصلح الله حالك ،،
السلام عليكم ،، ومساءك ورد وياسمين ،،،
كيف حالك ؟؟ وحال زوجتك وأولادك ؟؟
أتمنى أن تكونوا بصحة وعافية ،،
وصلتني رسالتك وأنا والحمد لله بخير ،،
وعلى وشك إنهاء دراستي في الطب ،،
وسأعود للوطن قريباً بإذن الله تعالى ،،
سيدي أسعدتني رسالتك ،،
وحديثك الجميل عن الأديب اللبناني الكبير (( أمين الريحاني ))
وهو بالفعل قدم للأدب العربي والأجنبي وخدمهما كثيراً
بمؤلفاته الكثيرة والكبيرة ،،
نعم فقد كتب وآلف كتب عربية وآخرى أجنبية ،،
ولكنني أستغربت أنك قلت أن أمين الريحاني ولد في قرية ( أهدن ) !!
والحقيقة غير ذلك أمين الريحاني أصل آسرته من ( أهدن )
ولكنهُ ولد في قرية ( الفريكة ) جنوب العاصمة بيروت ،،
وهي القرية التي توفي فيها في العام 1940 م ،،
والتي دعى فيها صديقه ( الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود )
رحمه الله ولكن توفي الملك عبد العزيز قبل أن يزوره ،،
وكانت هذه الزيارة يحلم فيها أمين الريحاني ويتمناها ،،
وسأضع في رسالتي هذه مقتطفات بسيطة من حياته
كما عرفتها وقرأتها ،،
أتمنى أن تفيدك سيدي ،،
فأمين الريحاني كما تعرف ولد في العام 1876 م في الفريكة ،،
وعُرف عن أمين أنهُ كان شقيّاً وهو صغير ،،
ومن المواقف المُضحكة أن والده وعمه كانا يملكان معملاً للحرير ،،
وذهب ذات مرة لهذا المعمل وقضى وقته هناك
يسير خلف مدير المعمل ويُقلد مشيته وحركاته وصوته !!
تعلّم أمين في مدرسة بجوار الكنيسة في ضيعة الفريكة ،،
ثم أنتقل لمدرسة ( نعوم مكرزل ) في مار جريس في الشاوية
وهي قرية قريبة من الفريكة ،،
ومن المواقف في مدرسة نعوم تلك أن مُعلمه طلب منه أن يقرأ
ما سيكتبه على اللوح وبينما كان الأستاذ يكتب على اللوح
قال أمين على مسمع من أستاذه :
( هذا ظفر وسخ على لوح أسود ) ،،
وعوقب بسبب تلك الكلمة ،،
وفي العام 1888 م سافر أمين الريحاني مع
عمه عبده ومعلمه نعوم مكرزل إلى نيويورك ،،
وسجل في العام التالي لوصوله في مدرسة راهبات المحبة
في نيوبرغ إحدى ضواحي نيويورك ،،
وكان أمين بجانب لهوة وزيارته لملاهي نيويورك
والرقص فيها وخاصةً ملهى نيويورك الشهير ( كوني أيلند )
فقد كان يزور دور التمثيل ويطّلع ويقرأ كثيراً ،،
وفي العام 1896 م ألتحق أمين بمدرسة ليلية لدراسة الحقوق ،،
وفي العام الذي يليه ألتحق بمعهد الحقوق في نيويورك وخرج منها
بعد عام واحد نتيجة لمرضه وإعتلال صحته ،،
عاد أمين للبنان عام 1898م وبدأ يُعلم اللغة الأنجليزية في المتن اللبناني
في مدرسة ( قرنة شهوان ) وفي نفس الوقت تعلّم اللغة العربية
على يد ( بطرس البستاني ) ،،
عاد بعد ذلك أمين إلى نيويورك وتحديداً في العام 1899م ،،
ليحترف الأدب ويتعلم الرسم والتصوير والمُراسلة وبدأ
في ذلك الوقت يقضي وقت طويل في القراءة والمُطالعة ،،
في العام 1902 م وصله خبر مُحزن وهو وفاة والده في لبنان
نتيجة إصابته بمرض السل ،،
وفي ذات العام الذي توفي فيه والده كتب أمين
كتابه ( نبذة عن الثورة الفرنسية ) نقداً لكتاب كارليل ( الثورة الفرنسية )
وأيضاً في نفس العام أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي ( ثيودور روزفلت )
يعاتبه ويصحح ما نعت فيه السوريين على أنهم جنس أصفر ،،
قائلاً أنهم ليسوا كذلك ومفنداً هذا الإدعاء ونافيه ،،
تعرّف أمين في العام 1904 م على أنسة لبنانية هي ( ستوت الحاج )
وأحبها حباً كبيراً وسافرت إلى البرازيل ولاقت حتفها غرقاً
في نهر الأمازون وكتب قصيدة يرثيها فيها بعنوان ( الزنبقة الذاوية )
وأصبح أمين في نفس العام 1904 م عضواً في الجمعية الوطنية
لفن التمثيل في نيويورك ،،
في العام 1905 م عاد أمين الريحاني إلى الفريكة ،،
وأقام هناك خمسة أعوام أشترك خلالها مع رجالات لبنان
في العمل على تحرير البلاد من الحكم العثماني ،،
كتب أمين في ذلك العام مقالته الشهيرة (( وادي الفريكة ))
والذي أشهر بهِ قريته الفريكة والتي أصبحت مقرونة دوماً بأسم الريحاني ،،
سافر بعد ذلك إلى القاهرة وتعرف من خلال هذه الرحلة على
مجموعة من أدباء مصر مثل :
أحمد شوقي _ حافظ إبراهيم _ خليل مطران
وغيرهم من الأدباء العرب مثل جرجي زيدان ،،
عاد أمين للبنان ليواصل الكتابة والتآليف ،،
تآثر أمين بالشاعر الأمريكي الشهير ( والت ويتمان ) ،،
حتى أنهُ أدخل الشعر المنثور في الأدب العربي ،،
وفي العام 1909م زاره في الفريكة المستشرق الألماني
( ريشار ده مولينن ) ،،
في العام 1910م أصدر أمين كتابه الشهير ( الريحانيات ).
أقام الريحاني في نيويورك في العام 1912م بعد عبوره لندن
ولقاءه لجبران خليل جبران هناك في لندن وقاما بعدة زيارات
لمجلس العموم ومجلس اللوردات وقصر وندسور ( مقر الآسرة الحاكمة ) ودار الأويرا ،،
في العام 1913 م أختير أمين الريحاني ونجيب دياب لتمثيل
المُغتربين اللبنانيين في أول مؤتمر عربي في باريس ،،
تزوج أمين في العام 1916 م بالفنانة الأمريكية ( برثا كايس )
وهي فنانة في التصوير الزيتي ،،
ومع بداية الحرب العالمية الأولى أسس أمين مع مجموعة
أخرى ما عُرف بأسم ( عصبة التحرير قسم أمريكا الشمالية )
غرضها تشجيع اللبنانيين والسوريين للإلتحاق بصفوف الأحلاف
والقتال معهم دفاعاً عن الوطن وأعضاء هذه العصبة هم كالتالي :
( الدكتور أيوب تابت _ رئيساً )
( أمين الريحاني _ مديراً والداعي لتأسيسها )
( جبران خليل جبران _ كاتب السر في اللغة الأنجليزية )
( ميخائيل نعيمة _ كاتب السر في اللغة العربية )
( نعمة تادرس _ أمين المال )
وعضوية :
( عبد المسيح حداد _ نسيب عريضة _ بخاش _ خوري )
وفي العام 1919 م أختاره العرب كمُمثل لهم في مؤتم ( الهاغ )
للسلام في هولندا ،،
في العام 1920 م تأسست الرابطة القلمية في نيويورك
ودُعي لعضويتها إلا أنهُ أعتذر عن ذلك ،،
سافر أمين إلى مصر ومنها إلى الحجاز والعراق ونجد والكويت ،،
وكانت رحلة رائعة سجل فيها إنطباعاته وقابل فيها ملوك العرب ،،
وعلى رأسهم الملك عبد العزيز الذي طلب منه أن يكون مُستشاره
الخاص في مؤتمر العقير مع الوفد العراقي آنذاك ،،
وعاد مع الملك للرياض وهناك أفرد لهُ الملك عبد العزيز جناحاً
خاصاً وكان يجتمع بهِ يومياً ويتناقشون في قضايا العرب.
ودعى أمين الريحاني الملك عبد العزيز إلى زيارته في ضيعته
الفريكة ووعده الملك عبد العزيز بتلك الزيارة ،،
ولكن تآجلت زيارة الملك عبد العزيز للبنان والفريكة نظراً
لحرب الحجاز ونجد ،،
(( الجدير ذكره أن الريحاني أعد مجلساً حجرياً في حديقة منزله
في الهواء الطلق يُشبه مجلس الملك في الرياض ،،
إستعداداً لزيارة الملك عبد العزيز له ويُقال أن المجلس
لا زال مكانه في تلك الحديقة في ذلك المنزل في ضيعة الفريكة ))
وزار آنذاك الريحاني الحجاز وقابل الملك حسين ملك الحجاز آنذاك ،،
ثم توجه للكويت وقابل أمير الكويت أحمد أل جابر الصباح ،،
وبعد ذلك عاد الريحاني للفريكة وهناك واصل ركوب الخيل
تلك العادة التي أعتادها أثناء رحلته العربية ،،
وكان يقوم بجولة ودورة شبه يومية على فرسه الشهيرة ( نوره )
التي أهداها لهُ الملك عبد العزيز ،،
يبدأها من الفريكة مروراً بالشاوية وجسر بيت شباب إلى القنيطرة
ومنها إلى عين عار ثم مفرق قرنة شهوان ثم عين عار مُجدداً
إلى قرنة الحمراء ثم الفريكة وتُعرف تلك بــ ( دورة الريحاني ) ،،
عاد الريحاني مُجدداً وقام برحلة عربية آخرى شملت الحجاز
ونجد بدعوات من الملك حسين والملك عبد العزيز وكانت تحت
غرض الإصلاح بينهما وقام برحلة للبحرين ألتقى بأميرها ،،
وزار المغرب وعدداً من دول العرب شمال أفريقيا ،،
وقف أمين الريحاني مع الأديبة اللبنانية ( مي زيادة )
في محنتها وقضيتها التي تتمحور حول ما فعلهُ أقرباءها،،
معها وإدخالها للمستشفى بدعوى أنها تعاني من مشكلة عقلية !!
وساهم أمين الريحاني مع أصدقاء آخرين في إخراجها من المُستشفى ،،
وفي العام 1940 م توفي أمين الريحاني في الفريكة في الساعة
الواحدة بعد ظهر يوم الجمعة 13 أيلول سبتمبر عن عمر ناهز
الرابعة والستين وكان ذلك بسبب سقوطه عن دراجة هوائية أدت
إلى جرح في رأسه وفسخ في وركه الأيمن ،،
لأمين الريحاني مجموعة كبيرة من الكتب أهمها :
( الريحانيات جزأين ) _ ( ملوك العرب ) _ ( تاريخ نجد الحديث )
( كتاب خالد ) _ ( قصتي مع ميّ ) _ ( المحالف الثلاثية في المملكة الحيوانية )
( المكاري والكاهن ) _ ( خارج الحريم ) _ ( جادة الرؤيا ) _ ( تحدر البلشفية )
( أنشودة الصوفيين ) وغيرها من الكتب والروايات ،،
نعم سيدي خسر الأدب العربي وحتى الأجنبي أديب راقي جداً ،،
قلّ أن تنجب الأيام والأزمان مثيله ،،
أعلم سيدي أنني أطلت رسالتي وتحدثت وأسهبت عن هذا
الأديب العظيم ولكن حديثك عنه وعن إعجابك بهِ
وتلك المعلومة المغلوطة التي ذكرتها بين ثنايا رسالتك ،،
هي ما دفعتني لذكر تلك المُقتطفات في رسالتي هذه
ولولا الحياء منك لواصلت وتحدثت عن الكثير والكثير من نواحي
حياة هذا الأديب العظيم ومؤلفاته وكتاباته ورسائله ،،
ولكن ربما كان لي لقاء معك فنتحدث ونتناقش حول
أمين الريحاني أكثر وأكثر ،،
أرجو أن تكون بخير ،،
وأبلغ سلامي لكل قريب وحبيب لديك ،،
أخوك : ( م _ ع )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فــــــــاصـــــــلـــــــة ثـــــــقـــــــافــــــيــــــــة )
محكمة سمرقند :
في مدينة سمرقند بعد أن فتحها القائد العظيم ( قتيبة بن مسلم )
قامت محكمة سمرقند بأمر من الخليفة ( عمر بن عبد العزيز )
إثر شكوى من كهان المدينة أوصلها للخليفة
أحد فرسان سمرقند بطلب من الكهنة ،،
ومفاد الشكوى أن قتيبة بن مسلم
دخل المدينة غدراً دون منابذة أو دعوة للإسلام ،،
فأمر الخليفة ( عمر بن عبد العزيز ) بتشكيل المحكمة والنظر
في الشكوى ونصّب القاضي ( جميع بن حاضر الباجي )
كقاضي للمحكمة وطلب منهُ تحديد موعد للمُحاكمة على أن يحضر
عامل المدينة الذي ولاه قتيبة مكانه في حال تعذّر على قتيبة الحضور ،،
وأستمع القاضي لكلا الطرفين كهنة سمرقند من جهة والعامل
الذي خلف قتيبة على سمرقند من جهة آخرى ،،
فسأل القاضي العامل هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟؟
فرد العامل بالنفي وقال أن الحرب خدعة ،،
فحكم القاضي ( جميع بن حاضر الباجي ) بخروج المُسلمين من سمرقند ،،
وقال أن ديننا يمنع الغدر ،،
فخرجت جيوش المُسلمين على مرأى من سكان وكهنة سمرقند ،،
فما كان من كهنة سمرقند وأهلها إلا أن أعلنوا إسلامهم مُتبعين بذلك رسولهم
الذين أرسلوه لمقابلة الخليفة عمر بن عبد العزيز ،،
والذي أعلن إسلامه بعد أن رآى من عظمة الإسلام وعظمة خليفته
عمر بن عبد العزيز وعدله وتواضعه ،،
وهكذا أصبحت سمرقند كلها مُسلمة نتيجة ما رأته من عدل الإسلام ،،
وعدل القائمين عليه .
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــاصــــــــلــــــــة وجــــــــدانـــــــيـــــــة )
من روائع الشاعر المصري فـــــاروق شــــــوشــــــه يقول :
(( أنادي عليك ،،
برغم المسافات ،، رُغم إنهيار الليالي ،،
برغم إنطلاق الزمان ،، برغم إمتداد المُحالِ ،،
برغم إقترابك مني ،، أنادي ،،
برغم إبتعادك عني ،، أنادي ،،
وأعلم أنك فيّ ،،
وأن طريقي إليك يؤدي إليّ ،،
ويُفضي إلى خاطري وإعتقادي ،،
وينثر زهر هوانا القديم على كل ظلٍ ووادِ ،،
وما زلت رُغم الليالي أنادي ،،
ألست رحيقي وزادي ؟؟ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( نـــــــفــــــــــــق إلـــــــــى الـــــــــذاكــــــــــرة )
من رسالة كتبها أمـــيــــن الــــريــــحــــانــــي لحبيبته يقول :
(( أتستغربين إذا عرفتي أنكِ أنتِ أيضاً شاعرة ؟؟
فالإنسان لا يحتاج النظم من قياس وسجع ليصبح شاعراً ،،
ففي فؤادكِ كثيراً من النار المُتأججة كالتي في الوردة
أو في الشمس الغاربة ))
يقول أمــــيـــن الـــريــــحـــانـــي في رسالة إلى شقيقه يوسف يقول :
(( أنا مستوحد هذه الأيام ،، في نفسي أشياء لم تنتهي
وأفكار لم تخطر ببالي بعد وأحلام لم أحلمها ورحلات في
هذا الجسد وهذه الروح لا يقر لها قرار ،،
إنني فريسة عذاب مؤلم يُلاحقني خلال الفصول الأبدية ،،
باحثاً عن هذا السجن الإنساني من اللحم والدم وهذه الإحساسات
الطليقة التي مابرحت تُطالب في الأمل الأبدي الذي
يكون كابوساً أبدياً وربما فراغاً أبدياً ،،
وهناك الطامة الكبرى مما يجعلني أحس وكأنني ولدت لإرث
هو فقط لعظماء المُعذبين في التاريخ وعليهم أن يتمتعوا بهِ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
كونوا بالجوار ،،،
وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة ........... سعود العتيبي