ABOUALI
05-04-2005, 03:41 PM
أسرار الدعوة إلى الله
نعم الدعوة إلى الله سر، لكنها سر غير خفي، على أنه رغم وضوحه لا يُوفَّقُ إليه غير القليلين ممن توافرت فيهم صفات كثيرة، وهذه بعض أسرارها الخفية الظاهرة:
من جميل هذه الدعوة أنها تعطي صاحبها طالما تعفف، وترفعه طالما تواضع للناس، وتجعل الناس في خدمته طالما كان خادماً للناس، وكما تجعله مطاعاً مسموع الكلام طالما كان مطبقاً لما يدعو إليه، تجعل كلامه محبوباً طالما تجنب التشدق والتعجرف والكلام عن نفسه، فإذا طلب تنميق الكلام وزخرف القول، صار واحداً من خطباء الكلام يخاطب الأسماع، لكن كلماته لا تصل لى القلوب...
الأخ الداعية..الأخ الخطيب أو الواعظ.... اسمع كلمات تخرج من قلبٍ مشفق محب، لم يجمعه بك غير الحب لهذه الدعوة، وحب الخير للناس.
هذه الدعوة مدرسة عظيمة..... لا يوفق إلى دخولها إلا المخلصون، ولا يستمر فيها إلا الأشد إخلاصاً، ولا يتخرج منها إلا من لا يرون لأنفسهم أي فضل، ولا يتميز من خريجيها إلا من يرون الفضل لكل أحد من الناس إلا لأنفسهم. عد هذا هناك أمور جدير بالداعية الانتباه إليها:
· إياك أن تجعل من نفسك موضوع الحديث، فبعض الكلمات قد لا يكون مدحاً مباشراً للنفس، لكنه يفصح عن اعتداد كبير بها، وهي مزعجة للسامع، منفرة من الخطيب. لتعريض بالناس ممنوع، بعض الخطباء يعرِّضون بالناس أو ببعضهم بعد حوادث معينة، ويظنون أنهم ببعض المواراة لن يعرف أحد من يقصدون، فيتكلمون بكلام جارح فاضح، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً.
· لا تكلف الناس ما لا يطيقون، لا ينبغي للداعية أن يكون مثالياً إلى درجة السذاجة، فيطالب الناس أن يكونوا ملائكة لا يخطئون ولا يزلّون، بل إن من الحكمة والواقعية توقع الأخطاء والزلات، والتعامل معها بسمو وبعد نظر.
· لا تتكلم في الهلاميات والفلسفات والكلام غير المفهوم، ليست العبرة بطول الخطب ولا بكثرة الكلام لكن في تأثيره، المهمة لا تنتهي بالانتهاء من الخطبة أو الدرس.
· لا تحرم من حولك من كلمة طيبة ومن بسمة صادقة، فالكلمة الطيبة والبسمة الصادقة مفتاح تملك به القلوب، فمن كان عديم البضاعة منهما ليس له حظ في حب الناس أو التأثير فيهم.
· عليك أن تصبر على أذى الناس، وتحمل شكاواهم، والسعي بينهم بالخير واعلم أن لك الأجر في الدنيا قبل الآخرة.
في الختام، الداعية المخلص ينتظر الأجر من الله، على أنه ينال من حب الناس ودعائهم ورفعهم من مكانته وتقديمهم له، ما يجعله في خير كثير، وقد قال ابن القيم رحمه الله:
"طوبى لمن بات وألسن الناس تدعو له، والويل لمن بات وألسن الناس تلعنه".
وحب الناس للمرء ودعاؤهم له من عاجل بشرى المؤمن، فنسأل الله أن يعجل لنا البشرى في الدنيا قبل الآخرة.
ولا تكتب بكفك إلا ما تثاب عليه يوم الحساب
__________________
abouali
نعم الدعوة إلى الله سر، لكنها سر غير خفي، على أنه رغم وضوحه لا يُوفَّقُ إليه غير القليلين ممن توافرت فيهم صفات كثيرة، وهذه بعض أسرارها الخفية الظاهرة:
من جميل هذه الدعوة أنها تعطي صاحبها طالما تعفف، وترفعه طالما تواضع للناس، وتجعل الناس في خدمته طالما كان خادماً للناس، وكما تجعله مطاعاً مسموع الكلام طالما كان مطبقاً لما يدعو إليه، تجعل كلامه محبوباً طالما تجنب التشدق والتعجرف والكلام عن نفسه، فإذا طلب تنميق الكلام وزخرف القول، صار واحداً من خطباء الكلام يخاطب الأسماع، لكن كلماته لا تصل لى القلوب...
الأخ الداعية..الأخ الخطيب أو الواعظ.... اسمع كلمات تخرج من قلبٍ مشفق محب، لم يجمعه بك غير الحب لهذه الدعوة، وحب الخير للناس.
هذه الدعوة مدرسة عظيمة..... لا يوفق إلى دخولها إلا المخلصون، ولا يستمر فيها إلا الأشد إخلاصاً، ولا يتخرج منها إلا من لا يرون لأنفسهم أي فضل، ولا يتميز من خريجيها إلا من يرون الفضل لكل أحد من الناس إلا لأنفسهم. عد هذا هناك أمور جدير بالداعية الانتباه إليها:
· إياك أن تجعل من نفسك موضوع الحديث، فبعض الكلمات قد لا يكون مدحاً مباشراً للنفس، لكنه يفصح عن اعتداد كبير بها، وهي مزعجة للسامع، منفرة من الخطيب. لتعريض بالناس ممنوع، بعض الخطباء يعرِّضون بالناس أو ببعضهم بعد حوادث معينة، ويظنون أنهم ببعض المواراة لن يعرف أحد من يقصدون، فيتكلمون بكلام جارح فاضح، ويظنون أنهم يحسنون صنعاً.
· لا تكلف الناس ما لا يطيقون، لا ينبغي للداعية أن يكون مثالياً إلى درجة السذاجة، فيطالب الناس أن يكونوا ملائكة لا يخطئون ولا يزلّون، بل إن من الحكمة والواقعية توقع الأخطاء والزلات، والتعامل معها بسمو وبعد نظر.
· لا تتكلم في الهلاميات والفلسفات والكلام غير المفهوم، ليست العبرة بطول الخطب ولا بكثرة الكلام لكن في تأثيره، المهمة لا تنتهي بالانتهاء من الخطبة أو الدرس.
· لا تحرم من حولك من كلمة طيبة ومن بسمة صادقة، فالكلمة الطيبة والبسمة الصادقة مفتاح تملك به القلوب، فمن كان عديم البضاعة منهما ليس له حظ في حب الناس أو التأثير فيهم.
· عليك أن تصبر على أذى الناس، وتحمل شكاواهم، والسعي بينهم بالخير واعلم أن لك الأجر في الدنيا قبل الآخرة.
في الختام، الداعية المخلص ينتظر الأجر من الله، على أنه ينال من حب الناس ودعائهم ورفعهم من مكانته وتقديمهم له، ما يجعله في خير كثير، وقد قال ابن القيم رحمه الله:
"طوبى لمن بات وألسن الناس تدعو له، والويل لمن بات وألسن الناس تلعنه".
وحب الناس للمرء ودعاؤهم له من عاجل بشرى المؤمن، فنسأل الله أن يعجل لنا البشرى في الدنيا قبل الآخرة.
ولا تكتب بكفك إلا ما تثاب عليه يوم الحساب
__________________
abouali