السعار
05-01-2005, 04:41 AM
اليكم هذه المقالة الرائعة للدكتور الرائع عبدالمحسن العتيبي ارجو أن تكون مفيدة خاصة وانه يعتمد اسلوب الرمز احيانا والافصاح احيانا اخرى.. احترامي لكم وله .. وتبدى المقالة الجميلة.
التعليـم لا يصنع ثقافة جديدة بل يرسخ الثقافة القديمة نفسها" هذا ما نقله يراع الكاتب / محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في مقاله "نحن.. والتاريخ" والمسطور في إيلاف في يوم الأحد 24/4/2005م عــــن قول للاستاذ / ابراهيم البليهي في برنامج اضاءات الذي يقدمه تركي الدخيل وقــد وافقه الكاتب آل الشيخ الى حد كبير في قوله الإ انه أشار الى ان القضية في تقديره (نسبية) وليست على اطلاقها وقال " ربما أن هذا ينطبق على العلوم التطبيقية العلمية البحتــة التي لا تصنع عقولا "متحضرة وانما عقولا" متخصصة، اما العلوم الاجتماعية والادبية مثلا" فلابد ان يكون لها انعكاسات (ما) سلبية او إيجابية، على تشكيل ذهـــنية (الطالـــب) المتلقي للـــتعليم، بالمضمون الذي يؤثر على ثقافته، ويأخذ بها اما الى (الجمود) أو الى التغيير والتطور والتجديد".
وبحكم تخصصي العلمي في مجال التربية والتعليم اردت تصحيح الأمر حيث ما ذكر من ان التعليم لا يصنع ثقافة جديدة.. غير صحيح جملة وتفصيلا" وشواهد التاريخ كثيرة واذا كان الاستاذ البليهي قد قال ما قال وايده الى حد كبير الكاتب آل الشيخ فاليكم واليهما الادلة الساطعة منذ بواكير الوجود الانساني على سطح هذه المعمورة. كيف كانت ثقافة العصور البدائية ثم العصور التي تلتها حتى وقتنا الحاضر.. هل تطورت ونمت وترعرعت بدون تعليم؟!!
تشير الحقائق التربوية الى ان لا ثقافة بدون تعليم، فالتعليم هو محور من محاور الثقافة الاساسية. وقد استقر في الفكر التربوي ان التعليم ماضيا" وحاضرا "ومستقبلا" هو المحرك الأساسي للثقافة. وقد بين ذلك عدد من المفكرين أمثال الدكتور / وهيب سمعان في كتابة المعنون "الثقافة والتربية في العصور القديمة" وفي كتابة " الثقافة والتربية في العصور الوسطى. اما المؤلف الذي تعمق في دراسة صناعة الثقافة التربوية بواسطة التعليم فيمكن الرجوع الى كتاب Butts الموسوم A Cultural History Of Western Education كما ان الكاتب ديورانت قــد اعطى الأدلة الراسخة والجلية على ان التعليم هو الصانع الوحيد للثقافة بالمفهوم الشامل للتعليم النظامي وغير النظامي، حيث اشار في رواية " قصة الحضارة " الى ضرورة التعليم للثقافة وان الثقافة تصنع التعليم حيث اشار الى انه لابد للثقافة من تعليم لأن الثقافة لا تزدهر ولا تتطور ولا تنمو ولا تنتقل من جيل الى جيل بالوراثة ولهذا فهو اي التعليم صانع الثقافة. وقد صنعت حديثا" الثقافة الالكترونية، فهل الثقافة الالكترونية كانت موجودة في العصور القديمة وان التعليم رسخ هذه الثقافة؟!!!
إن الثقافة بمفهومها الشامل ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على الانتاج البشري بصوره المتعددة ويعد التعليم المصدر الرئيسي والاساسي لها باشكاله وانماطه المتعددة لتكون ثقافة مبدعة ومزدهرة ومتفتقة وبدون التعليم تفتقد الثقافة اهم عنصر من عناصر التجديد لها. هــذا ولاشك ان الثقافة ايضا" مشروطة بعدة عوامل اخرى تستحث خطاها او تعوق مجراها مثل العوامل الاقتصادية والقيم الأخلاقية والانتاج العلمي والتقني وغيره. ويجانب الصواب
الذي يعتقد ان العلوم التطبيقية البحتة "لا تصنع عقولا" متحضرة وانما عقولا "متخصصة" فهذا في الحقيقة إجحاف في حق العلوم التطبيقية البحتة والعلاقة بين العلوم جميعا" هي علاقة شراكة والجسور مبنية ما بين العلوم التطبيقية البحتة والعلوم الاجتماعية والأدبية وليس هناك فواصل بينهما الا بقصد الدراسة فقط لا غير والا فالترابط موجود والتزاوج حاصل بينها وللتدليل على ذلك ان التربية ترتبط ارتباطا" قويا" بالعلوم الاخرى مثل الاحياء والفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغيرها ونشأ ما يطلق عليه اليوم " الاحياء التربوي والفيزياء التربوية والكيمياء التربوية والطب التربوي وهلم جرا مثل التاريخ التربوي. فالعلوم التطبيقية لا تخرج قوالب ومخارجها لا تختلف كثيرا" عن العلوم الأخرى ولها مشاركة قوية في قضايا التنمية وغيرها.
بقي شيء من حتى عن اهمية دراسة التاريخ عموما" والتاريخ التربوي على وجه الخصوص لمستقبلنا وهذه الاهمية لا ينكرها الا مكابر او انسان لا يعرف من التاريخ الا اسمه ومن التربية والتعليم الا هو ايضا" ولعله من المناسب الاشارة الى ما المقصود بالتاريخ وللاستشهاد يقول الدكتور / سعيد اسماعيل علي، في كتابه التاريخ للتربية عام 1999م في الصفحة السادسة.
"فالتاريخ لغة! تعريف الوقت! واصطلاحا" تعيين وقت لينسب اليه زمان مطلقا"، سواء كان قد مضى، او كان حاضرا "او سيأتي". وهــذه الأهمية تصدق على العلوم الأخرى ولا يمكن علاج الامراض الا بدراسة تاريخها ولعل اول سـؤال من قبل الطبيب لمريض هو متى أحسست بالمرض؟؟!! وسق على ذلك بقية العلــــــوم.
فالسياق التاريخي مهم ونحن جزء من هذا التاريخ ونحن نعيش التاريخ ونسجل حوادثه ماضيا" وحاضرا" ومستقبلا"، فهل ندرس التاريخ نحن كما ينبغي؟ ام نتركه فيتركنا!!!؟؟ ونعيش بدون تاريخ كما يحلو لبعض من وصفوا بالمفكرين المبدعين ثم يكتب التاريخ اننا امة بدون تاريخ وان المفكرين المبدعين هم اولئك القائلين بأن " التعليم لا يصنع ثقافة جديدة " وتضحك الأمم علينا كما ضحكت على جهلنا في أوقات تاريخية عصيبة.
انتها المقال..
التعليـم لا يصنع ثقافة جديدة بل يرسخ الثقافة القديمة نفسها" هذا ما نقله يراع الكاتب / محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في مقاله "نحن.. والتاريخ" والمسطور في إيلاف في يوم الأحد 24/4/2005م عــــن قول للاستاذ / ابراهيم البليهي في برنامج اضاءات الذي يقدمه تركي الدخيل وقــد وافقه الكاتب آل الشيخ الى حد كبير في قوله الإ انه أشار الى ان القضية في تقديره (نسبية) وليست على اطلاقها وقال " ربما أن هذا ينطبق على العلوم التطبيقية العلمية البحتــة التي لا تصنع عقولا "متحضرة وانما عقولا" متخصصة، اما العلوم الاجتماعية والادبية مثلا" فلابد ان يكون لها انعكاسات (ما) سلبية او إيجابية، على تشكيل ذهـــنية (الطالـــب) المتلقي للـــتعليم، بالمضمون الذي يؤثر على ثقافته، ويأخذ بها اما الى (الجمود) أو الى التغيير والتطور والتجديد".
وبحكم تخصصي العلمي في مجال التربية والتعليم اردت تصحيح الأمر حيث ما ذكر من ان التعليم لا يصنع ثقافة جديدة.. غير صحيح جملة وتفصيلا" وشواهد التاريخ كثيرة واذا كان الاستاذ البليهي قد قال ما قال وايده الى حد كبير الكاتب آل الشيخ فاليكم واليهما الادلة الساطعة منذ بواكير الوجود الانساني على سطح هذه المعمورة. كيف كانت ثقافة العصور البدائية ثم العصور التي تلتها حتى وقتنا الحاضر.. هل تطورت ونمت وترعرعت بدون تعليم؟!!
تشير الحقائق التربوية الى ان لا ثقافة بدون تعليم، فالتعليم هو محور من محاور الثقافة الاساسية. وقد استقر في الفكر التربوي ان التعليم ماضيا" وحاضرا "ومستقبلا" هو المحرك الأساسي للثقافة. وقد بين ذلك عدد من المفكرين أمثال الدكتور / وهيب سمعان في كتابة المعنون "الثقافة والتربية في العصور القديمة" وفي كتابة " الثقافة والتربية في العصور الوسطى. اما المؤلف الذي تعمق في دراسة صناعة الثقافة التربوية بواسطة التعليم فيمكن الرجوع الى كتاب Butts الموسوم A Cultural History Of Western Education كما ان الكاتب ديورانت قــد اعطى الأدلة الراسخة والجلية على ان التعليم هو الصانع الوحيد للثقافة بالمفهوم الشامل للتعليم النظامي وغير النظامي، حيث اشار في رواية " قصة الحضارة " الى ضرورة التعليم للثقافة وان الثقافة تصنع التعليم حيث اشار الى انه لابد للثقافة من تعليم لأن الثقافة لا تزدهر ولا تتطور ولا تنمو ولا تنتقل من جيل الى جيل بالوراثة ولهذا فهو اي التعليم صانع الثقافة. وقد صنعت حديثا" الثقافة الالكترونية، فهل الثقافة الالكترونية كانت موجودة في العصور القديمة وان التعليم رسخ هذه الثقافة؟!!!
إن الثقافة بمفهومها الشامل ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على الانتاج البشري بصوره المتعددة ويعد التعليم المصدر الرئيسي والاساسي لها باشكاله وانماطه المتعددة لتكون ثقافة مبدعة ومزدهرة ومتفتقة وبدون التعليم تفتقد الثقافة اهم عنصر من عناصر التجديد لها. هــذا ولاشك ان الثقافة ايضا" مشروطة بعدة عوامل اخرى تستحث خطاها او تعوق مجراها مثل العوامل الاقتصادية والقيم الأخلاقية والانتاج العلمي والتقني وغيره. ويجانب الصواب
الذي يعتقد ان العلوم التطبيقية البحتة "لا تصنع عقولا" متحضرة وانما عقولا "متخصصة" فهذا في الحقيقة إجحاف في حق العلوم التطبيقية البحتة والعلاقة بين العلوم جميعا" هي علاقة شراكة والجسور مبنية ما بين العلوم التطبيقية البحتة والعلوم الاجتماعية والأدبية وليس هناك فواصل بينهما الا بقصد الدراسة فقط لا غير والا فالترابط موجود والتزاوج حاصل بينها وللتدليل على ذلك ان التربية ترتبط ارتباطا" قويا" بالعلوم الاخرى مثل الاحياء والفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وغيرها ونشأ ما يطلق عليه اليوم " الاحياء التربوي والفيزياء التربوية والكيمياء التربوية والطب التربوي وهلم جرا مثل التاريخ التربوي. فالعلوم التطبيقية لا تخرج قوالب ومخارجها لا تختلف كثيرا" عن العلوم الأخرى ولها مشاركة قوية في قضايا التنمية وغيرها.
بقي شيء من حتى عن اهمية دراسة التاريخ عموما" والتاريخ التربوي على وجه الخصوص لمستقبلنا وهذه الاهمية لا ينكرها الا مكابر او انسان لا يعرف من التاريخ الا اسمه ومن التربية والتعليم الا هو ايضا" ولعله من المناسب الاشارة الى ما المقصود بالتاريخ وللاستشهاد يقول الدكتور / سعيد اسماعيل علي، في كتابه التاريخ للتربية عام 1999م في الصفحة السادسة.
"فالتاريخ لغة! تعريف الوقت! واصطلاحا" تعيين وقت لينسب اليه زمان مطلقا"، سواء كان قد مضى، او كان حاضرا "او سيأتي". وهــذه الأهمية تصدق على العلوم الأخرى ولا يمكن علاج الامراض الا بدراسة تاريخها ولعل اول سـؤال من قبل الطبيب لمريض هو متى أحسست بالمرض؟؟!! وسق على ذلك بقية العلــــــوم.
فالسياق التاريخي مهم ونحن جزء من هذا التاريخ ونحن نعيش التاريخ ونسجل حوادثه ماضيا" وحاضرا" ومستقبلا"، فهل ندرس التاريخ نحن كما ينبغي؟ ام نتركه فيتركنا!!!؟؟ ونعيش بدون تاريخ كما يحلو لبعض من وصفوا بالمفكرين المبدعين ثم يكتب التاريخ اننا امة بدون تاريخ وان المفكرين المبدعين هم اولئك القائلين بأن " التعليم لا يصنع ثقافة جديدة " وتضحك الأمم علينا كما ضحكت على جهلنا في أوقات تاريخية عصيبة.
انتها المقال..