صـــ الكلام ـمت
05-02-2008, 06:54 PM
مكارم الأخلاق في الشعر العربي
يقال إن لكل شيء نصيبا من اسمه ،
وهذا دافع لمعرفة العلاقة بين الآداب والأدب كقيمة خلقية ،
ولقد ورد أن الآداب هي: ثروة الأمم الفكرية والحضارية
التي تصنع مجتمعًا بشريّا تسوده
قيم الخلق والأدب والخير والحق ؛
لذا يحسن سرد أهم ما سطره الشعراء في تناولهم
للقيمة الحقيقية للأخلاق في حياتنا .
وما من شك أن هزيمتنا السياسية الفاجعة اليوم ،
بالإضافة لتدهور مستوانا العلمي والفكري والحضاري ..
هي في حقيقتها أزمة خلق وأدب ،
أزمة القيم التي بات مجتمعنا الإسلامي
يفتقدها بشده في الوقت الراهن ،
ربما لأننا أقمنا هذا الحاجز الضخم بين الدين والدنيا .
ويمكن أن نفهم هذا المعنى الحقيقي
من خلال قول شوقي رحمه الله :
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
حقاً ، فإن هم ذهبت أخلاقهم
ذهبوا وذبحوا وهزموا شر هزيمة .
ولنتأمل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "،
وثناء الله تبارك وتعالى على نبيه أعظم الثناء بقوله:
"وإنك لعلى خلق عظيم".
فأما عن أهم ما أنتجته قرائح الشعراء ،
فسنتخير منها بعض الأبيات التي تدل
على مدى أهمية الأخلاق عند القوم وفي حياة الأمم .
فهذا صردر يؤكد على أن الحسن
يقاس بالخلق أولاً فيقول :شمائل وبهجة موموقة ...
والحسن بالأخلاق ثم الخِلَق
كما لا ننسى قول الشاعر :
فأدب النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
أما صفي الدين الحلي فيزيد على ما تقدم :
أن المرء إذا لم يقم منزلته الأدبية في المجتمع على الأخلاق ،
كان بناؤه واهي الأساس ، فقال :
إذا عدم الفتى خلقا جميلا ... يسود به ،
فلا خُـلق الجمال
ويلمح أبو العتاهية إلى أهمية مكانة الأخلاق في صون الشرف فينشدنا :
هي الأعراق بالأخلاق تنمو ... بقدر أصولها تزكو الفروع
ثم ياتي المعري ليعلن تفضيله للأخلاق
على تيجان الملوك فجدير بنا أن نقول معه :
أُسَرٌ إن كنت محموداً على خلقٍ ... ولا أسر بأني الملك محمود
ما يصنع الرأس بالتيجان يعقدها ... وإنما هو بعد الموت جلمود
و بالرغم مما هو معروف عن تفاخر العرب بأنسابهم ،
إلا أن بعض من شعرائهم رأوا أن للأخلاق رابطة
اجتماعية قد تفوق رابطة النسب ،
فهذا البحتري يقول :
كم سري تقبل السرو منهم ... واشتباه الأخلاق عدوى وإلف
و ربما ذهب أبعد من هذا بقوله :
إذا تشاكلت الأخلاق و اقتربت ... دنت المسافة بين العجم و العرب
وهو تأكيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"
أما أبو تمام فتفوق صلة الأخلاق عنده صلة النسب في متانتها ؛
لذا فقد رثى غالبا الصفدي بأشد ما يرثي الأخ أخاه فقال :
قلت أخي، قالوا أخ من قرابة؟ ... فقلت نعـم .. إن الشكول أقارب
نسيبي في عزم ورأي ومذهب ... إذا باعدتنا في الأصول المناسب
يقال إن لكل شيء نصيبا من اسمه ،
وهذا دافع لمعرفة العلاقة بين الآداب والأدب كقيمة خلقية ،
ولقد ورد أن الآداب هي: ثروة الأمم الفكرية والحضارية
التي تصنع مجتمعًا بشريّا تسوده
قيم الخلق والأدب والخير والحق ؛
لذا يحسن سرد أهم ما سطره الشعراء في تناولهم
للقيمة الحقيقية للأخلاق في حياتنا .
وما من شك أن هزيمتنا السياسية الفاجعة اليوم ،
بالإضافة لتدهور مستوانا العلمي والفكري والحضاري ..
هي في حقيقتها أزمة خلق وأدب ،
أزمة القيم التي بات مجتمعنا الإسلامي
يفتقدها بشده في الوقت الراهن ،
ربما لأننا أقمنا هذا الحاجز الضخم بين الدين والدنيا .
ويمكن أن نفهم هذا المعنى الحقيقي
من خلال قول شوقي رحمه الله :
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
حقاً ، فإن هم ذهبت أخلاقهم
ذهبوا وذبحوا وهزموا شر هزيمة .
ولنتأمل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "،
وثناء الله تبارك وتعالى على نبيه أعظم الثناء بقوله:
"وإنك لعلى خلق عظيم".
فأما عن أهم ما أنتجته قرائح الشعراء ،
فسنتخير منها بعض الأبيات التي تدل
على مدى أهمية الأخلاق عند القوم وفي حياة الأمم .
فهذا صردر يؤكد على أن الحسن
يقاس بالخلق أولاً فيقول :شمائل وبهجة موموقة ...
والحسن بالأخلاق ثم الخِلَق
كما لا ننسى قول الشاعر :
فأدب النفس واستكمل فضائلها ... فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
أما صفي الدين الحلي فيزيد على ما تقدم :
أن المرء إذا لم يقم منزلته الأدبية في المجتمع على الأخلاق ،
كان بناؤه واهي الأساس ، فقال :
إذا عدم الفتى خلقا جميلا ... يسود به ،
فلا خُـلق الجمال
ويلمح أبو العتاهية إلى أهمية مكانة الأخلاق في صون الشرف فينشدنا :
هي الأعراق بالأخلاق تنمو ... بقدر أصولها تزكو الفروع
ثم ياتي المعري ليعلن تفضيله للأخلاق
على تيجان الملوك فجدير بنا أن نقول معه :
أُسَرٌ إن كنت محموداً على خلقٍ ... ولا أسر بأني الملك محمود
ما يصنع الرأس بالتيجان يعقدها ... وإنما هو بعد الموت جلمود
و بالرغم مما هو معروف عن تفاخر العرب بأنسابهم ،
إلا أن بعض من شعرائهم رأوا أن للأخلاق رابطة
اجتماعية قد تفوق رابطة النسب ،
فهذا البحتري يقول :
كم سري تقبل السرو منهم ... واشتباه الأخلاق عدوى وإلف
و ربما ذهب أبعد من هذا بقوله :
إذا تشاكلت الأخلاق و اقتربت ... دنت المسافة بين العجم و العرب
وهو تأكيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"
أما أبو تمام فتفوق صلة الأخلاق عنده صلة النسب في متانتها ؛
لذا فقد رثى غالبا الصفدي بأشد ما يرثي الأخ أخاه فقال :
قلت أخي، قالوا أخ من قرابة؟ ... فقلت نعـم .. إن الشكول أقارب
نسيبي في عزم ورأي ومذهب ... إذا باعدتنا في الأصول المناسب