محامي المرأة
04-26-2008, 07:08 PM
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
كثيرة هي الأمور التي تغزو واقع حياتنا فُتسبب ألماً أوعذاباً ،،
تختلف رؤيتنا لهذه الأمور الحياتية أيها أكثر إيلاماً وعذاباً ،،
فكل شخص منّا ينظر لهذا الأمر أو ذاك من زاويته المُتعمقة
في روحه وذاته ووجدانه ،، نختلف وربما نفترق وربما نجتمع
حول هذه العذابات أو هذه الآلام ،،،
من هذا المُنطلق فأنا لديّ عذاباً ما وألماً ما
يُرهقني جداً جداً ،،
يحرقني ويؤلمني ،، إحساس مؤلم حقاً ( من وجهة نظري ) ,,
نعم أحبتي أكثر شيء يؤلمني ويعذبني هي الغربة والوحدة الروحية ،،،
عندما أكون غريباً بين أهلي ووحيداً وأنا معهم ،،
عندما أكون غريباً وأنا بين أصدقائي ووحيداً وأنا بينهم ،،
عندما آرى الناس حولي ولكنني أحس بوحدة وعزلة تكيل لي العذاب ،،
العذاب والآلم ،،
عندما أجلس مع الناس وأحادثهم وأناقشهم وأضحك معهم ،،
ولكنني أشعر في داخلي كم أنا وحيد ومعزول وغريب بين هذه الجموع ،،
آه يا سادة وسيدات ،،
ما أعمق هذا الآلم وأكثره غزارة وإحراقاً ،،
ربما يعتقد البعض أنني أبالغ في ذلك ،، أو أنا مغرور ولا آرى سوى ذاتي ،،
ولكن الغرور من عدمه لستُ أنا من ينفيه أو يؤكده وإنما من
عرفني عن قرب يستطيع أن يؤكد ذلك أو ينفيه ،،
أما المبالغة فإنني أؤكد لكم بأنني لا أبالغ وإنما أكتب ما أشعر بهِ ،،
هذه الوحدة والعزلة والغربة والتي حددتها بوحدة الروح وغربتها ،،
ناتجة عن وجود إتجاهاتٌ لي مخالفة ومغايرة لمن هم حولي ،،
ربما لأنني أنتهج أسلوباً تفكيرياً لا ينتهجهُ من حولي ،،
ربما هذا ناتج عن قراءاتي المتنوعة والعميقة التي جعلتني
أُسس لنفسي منهجاً مغايراً عن كل من هم حولي ،،
وربما لتلك الفلسفة التي أنتهجتها لحياتي وتلك المبادئ التي رسمتها
لنفسي لأسير عليها ولها ومن أجلها ،،
لم أكن يوماً من تلك النوعية التي تُقلد الآخرين في آراءها وأفكارها ،،
وفلسفتها الحياتية ،،
لم أكن من اؤلئك الذين يتبعون الآخرين في أفكارهم ورؤيتهم
وآراءهم في كل الأمور والأشياء ،،
لأن لي عقلاً أفكر بهِ وأدرك من خلاله ما يُعجبني وما يسوؤني
ما يجذبني وما يُثير إشمئزازي ،، من خلاله أفكّر وأبني آرائي
وأسس فلسفتي وأسير على طريقتي ومنهجي ،،
قد يقول البعض لما لا تعود لما يُفكر بهِ من حولك وتنتهج نهجهم ؟؟
لما لا تبني إعتقاداتك وآراءك كالتي يؤمن بها من هم حولك ومعك ؟؟
حتى ينتهي هذا الإحساس المؤلم وهذا العذاب المُحرق ،،
حتى تنتهي عذابات الوحدة وإحساسات الغربة ،،
أقول : لا لستُ ممن يترك ما بناه لنفسه وتعب عليه لأن غيره
يتفقون بالعادة والتقليد لأمرٍ ما من الأمور ،،
لا لن أترك ثقافتي ومعتقداتي لأن غيري يعتقد ما يناقض
إعتقاداتي وأفكاري ،،
لا لن أفعل ذلك حتى يتبين خطأ ما أعتقده وأؤمن بهِ ،،
فأنا كنت ولا زلت ذلك اللذي لا يُفكر كما يُفكر غيره
أو يتخذ رأياً لأن غيره أتخذه ،،
أو يُردد ما يُردد الآخرين دون تفكير أو معرفة أو فهم أو وعي ،،
بل لي رؤيتي وفكري وعقلي ووجداني اللذي أعتد بهما وأعود لهما في كل أموري ،،
خلق الله لي عقلاً لأفكر بكل شيء وأحلل كل شيء وأمحّص كل شيء ،،
لن أقبل بأمور آراها خاطئة لأن الناس يرونها صحيحة حتى يتبين عكس ما آراه ،،
ولن أقبل بأمور ليست منطقية في رأيي لأن غيري قبلها ،،
لن أقبل إلا ما يؤمن بهِ عقلي وفكري ،،
لن أقبل إلا ما كان مقبولاً بالنسبة لعقلي بعد التفكير والتمحيص والمعالجة التفكيرية
في صغير الأمور وكبيرها ،،
من عادتي التي أنتهجها أن لا أعتبر كل ما يقال وتتناقله الألسن
على أنهُ صحيح أو حقيقي لا جدال فيه ،،
بل أضع كل ما يقال على ( رف ) التدقيق والتمحيص ثم المعالجة العقلية ،،
حتى يتبين لي صحة ما قيل أو تناقل ،،
رُغم أنني بين الناس في الغالب لا أوضح هذا النهج عندما يضعون على مسامعي
بعض ما يتردد ،، لأن البعض للآسف يعتقد أن تكذيب قصة ما نقلها
هو بالضرورة تكذيب لهُ كناقل ومُتحدث بها !!!
علينا أحبتي أن نُشغّل عقولنا ونُفكر ،،
ولا نقبل الأمور كما هي أو كما نسمعها من الآخرين ،،
بل نُحلل ونُمحّص جيداً ما يآتينا ونسمعه من هنا وهناك ،،
ولا نستعجل في إبداء آراءنا حتى نتبينها جيداً واضحة الصورة والمعالم
في عقولنا وفكرنا ،،
نعم هذا جعلني أشعر بالوحدة والغربة ولكن هذا لا يعني أن أترك طريقتي
ومنهجي لأن الغير هكذا مُقلدين ويقبلون كل شيء كما هو دون وعي
ودون فهم ودون تفكير ،،
وهذا ينطبق أيضاً على العادات والتقاليد التي تُتبع
ومفروض على أبناء وبنات المجتمع تطبيقها ،،
مفروض علينا أن نساير هذه العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان ،،
وبالطبع أنا أعني العادات التي لا أساس عقلي لها ،،
ولا أساس ديني لها ،،
لأن أجدادنا فعلوا ذلك علينا أن نفعل ،،
لأن فلان من الناس فعل ذلك علينا نحنُ أن نفعل مافعله !!!
لأن الناس يتفقون على فعلٍ ما ورأي ما إذن علينا أن نفعل ونرى رؤيتهم !!
وللآسف أن من لا يتقبل هذه العادات ولا يتماشى
مع ما يؤمن بهِ المجتمع يصبح منبوذاً مرفوضاً من قِبل
أفراد هذا المُجتمع !!!!
لا يا سادة وسيدات هذا خطأ وخطأ كبير
أن نصبح تابعين ويُفرض علينا ما لا نؤمن بهِ،،
نعم نصبح أشخاصاً تابعين ليس لنا رأي ولا حرية في التفكير والفعل ،،
فقط نُقلد ونفعل ( كما يفعل طائر الببغاء يقلد أصواتنا فقط ) ،،
أحبتي يجب أن تكون لنا هوية شخصية وفكرية وإلاّ علينا أن نُعلن موت إنسانيتنا
وعقولنا ودمجها في واقع لا نتحكم بهِ ولا نعرف مصيرنا أو نُحدده ،،
يجب أن تكون لنا رؤيتنا الخاصة التي تُعبّر عن عقولنا وشخصيتنا الخاصة ،،
يجب أن لا نكون مٌقلدين وتابعين للغير ،،
فأقسى من الغربة والوحدة هو التبعية للآخرين !!
أليس كذلك ؟؟
هناك فلسفة ديكارتيه تُسمى بفلسفة (( الكوجيتوا )) ،،
أو كما تُعرف بالشكّ الديكارتي نسبةُ (( لرينيه ديكارت ))
الفيلسوف الفرنسي العملاق الذي بنى لنفسه فلسفة قائمة على الشك
في كل ما يقال ويتناقله الناس ويعتقده الناس ،،
ويقوم بوضع كل أمر من الأمور تحت مظلة الشك والتمحيص العقلي ،،
حتى تصبح واضحة أمامه بعد التدقيق والمعالجة العقلية ،،
وهذه فلسفة تُعجبني ولا يعجبني فيها تعميمها على كل الأمور
والإفراط بها كثيراً ،،
وبالمقابل هناك فلسفة أؤمن بها أيضاً لا تقل أهمية
عن فلسفة الشكّ الديكارتي ،،
وهي فلسفة ( الــمــرونــة ) وهذه الفلسفة تقوم على أن ما نؤمن بهِ
ربما يكون خاطئ ولذا علينا أن نكون مرنين فنعترف بأخطاءنا
عندما نقتنع بذلك طبعاً ونبدأ في تغيير ما أخطأنا في فهمه ،،
فليس عيباً أن نُخطئ وليس عيباً أن نعترف بهذا الخطأ ،،
بل العيب أن نُكابر ونستمر في أخطاءنا ونحنُ نعلم في داخل
نفوسنا أننا مُخطئين ،،
أحبتي في الحقيقة كنت أعتقد أن الحب من طرف واحد ،،
هو أكثر الأمور إيلاماً وعذاباً وإحراقاً للروح والنفس والوجدان
ولا زلت أعتقد وأؤمن بأنهُ كذلك ،،
ولكن الوحدة والغربة الروحية لا تقل عذاباً وآلماً من الحب
الذي يعيش ويموت من طرف واحد ،،،
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
(( فــــــاصــــــلــــــة ثــــــقــــــافــــــيـــــــــة ))
ينبوع العذراء :
في مدينة روما عاصمة إيطاليا هناك ساحة أسمها ،،
(( فــونــتــانــا دي تــريــفــي )) وفي هذه الساحة بركة ماء ،،
تُعرف بأسم (( تــريــفــي )) وفي وسطها تماثيل منحوته بشكلٍ مُذهل ،،
وللبركة ينبوع يُسمى (( يــنــبــوع الــعــذراء )) وهذا الينبوع
تدور حوله الكثير من الأساطير هناك في روما
يجتمع الناس حول البركة والينبوع ويرمون فيها قطع
فضية ويتمنون أمنية ويعتقدون أنها تتحقق !!
والغريب أن هذه البركة يآتيها العشاق من كل حدب وصوب
ويذكرون أمامها أسماء حبيباتهم مُعتقدين أن هذا الأسم لا يضيع أبداً !!
إذن سأقف أمام هذه البركة وأتمنى أمنية غادة السّمان حين قالت :
(( أحمل في نفسي هذه الأمنية المُختصرة أن يكف الإنسان
عن التطور من إنسان إلى قرد وأن يكف العاشق عن التحول
من حبيب إلى خنجر ))
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
(( فـــــــــاصــــــلــــــة وجـــــــدانــــيّــــــة ))
كلمات من قلبي لمن ملكت قلبي :
تنمو الأزهار وتتفتح لتعلن ميلاد فصل الربيع ،،
ورأيت عينيكِ فأدركت حينها أن هذا أول يوم من أيام عمري .
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
( نــــــــفــــــــق إلــــــــى الـــــــــذاكـــــــــرة )
من روائع ما قاله الشاعر المصري الكبير ( فــــاروق جــــويــــــدة ) :
(( أسوأ العقول ،، عقل يرفض كل شيء أو يقبل كل شيء ،،
يُذكرني بمحطات القطارات ،، باب للدخول وباب للخروج ،،
ولا يبقى فيها أحد ،،
وأفضل العقول عقل لا يملّ البحث عن الحقيقة ))
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
كونوا بالجوار ،،
تقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة .......... سعود العتيبي
كثيرة هي الأمور التي تغزو واقع حياتنا فُتسبب ألماً أوعذاباً ،،
تختلف رؤيتنا لهذه الأمور الحياتية أيها أكثر إيلاماً وعذاباً ،،
فكل شخص منّا ينظر لهذا الأمر أو ذاك من زاويته المُتعمقة
في روحه وذاته ووجدانه ،، نختلف وربما نفترق وربما نجتمع
حول هذه العذابات أو هذه الآلام ،،،
من هذا المُنطلق فأنا لديّ عذاباً ما وألماً ما
يُرهقني جداً جداً ،،
يحرقني ويؤلمني ،، إحساس مؤلم حقاً ( من وجهة نظري ) ,,
نعم أحبتي أكثر شيء يؤلمني ويعذبني هي الغربة والوحدة الروحية ،،،
عندما أكون غريباً بين أهلي ووحيداً وأنا معهم ،،
عندما أكون غريباً وأنا بين أصدقائي ووحيداً وأنا بينهم ،،
عندما آرى الناس حولي ولكنني أحس بوحدة وعزلة تكيل لي العذاب ،،
العذاب والآلم ،،
عندما أجلس مع الناس وأحادثهم وأناقشهم وأضحك معهم ،،
ولكنني أشعر في داخلي كم أنا وحيد ومعزول وغريب بين هذه الجموع ،،
آه يا سادة وسيدات ،،
ما أعمق هذا الآلم وأكثره غزارة وإحراقاً ،،
ربما يعتقد البعض أنني أبالغ في ذلك ،، أو أنا مغرور ولا آرى سوى ذاتي ،،
ولكن الغرور من عدمه لستُ أنا من ينفيه أو يؤكده وإنما من
عرفني عن قرب يستطيع أن يؤكد ذلك أو ينفيه ،،
أما المبالغة فإنني أؤكد لكم بأنني لا أبالغ وإنما أكتب ما أشعر بهِ ،،
هذه الوحدة والعزلة والغربة والتي حددتها بوحدة الروح وغربتها ،،
ناتجة عن وجود إتجاهاتٌ لي مخالفة ومغايرة لمن هم حولي ،،
ربما لأنني أنتهج أسلوباً تفكيرياً لا ينتهجهُ من حولي ،،
ربما هذا ناتج عن قراءاتي المتنوعة والعميقة التي جعلتني
أُسس لنفسي منهجاً مغايراً عن كل من هم حولي ،،
وربما لتلك الفلسفة التي أنتهجتها لحياتي وتلك المبادئ التي رسمتها
لنفسي لأسير عليها ولها ومن أجلها ،،
لم أكن يوماً من تلك النوعية التي تُقلد الآخرين في آراءها وأفكارها ،،
وفلسفتها الحياتية ،،
لم أكن من اؤلئك الذين يتبعون الآخرين في أفكارهم ورؤيتهم
وآراءهم في كل الأمور والأشياء ،،
لأن لي عقلاً أفكر بهِ وأدرك من خلاله ما يُعجبني وما يسوؤني
ما يجذبني وما يُثير إشمئزازي ،، من خلاله أفكّر وأبني آرائي
وأسس فلسفتي وأسير على طريقتي ومنهجي ،،
قد يقول البعض لما لا تعود لما يُفكر بهِ من حولك وتنتهج نهجهم ؟؟
لما لا تبني إعتقاداتك وآراءك كالتي يؤمن بها من هم حولك ومعك ؟؟
حتى ينتهي هذا الإحساس المؤلم وهذا العذاب المُحرق ،،
حتى تنتهي عذابات الوحدة وإحساسات الغربة ،،
أقول : لا لستُ ممن يترك ما بناه لنفسه وتعب عليه لأن غيره
يتفقون بالعادة والتقليد لأمرٍ ما من الأمور ،،
لا لن أترك ثقافتي ومعتقداتي لأن غيري يعتقد ما يناقض
إعتقاداتي وأفكاري ،،
لا لن أفعل ذلك حتى يتبين خطأ ما أعتقده وأؤمن بهِ ،،
فأنا كنت ولا زلت ذلك اللذي لا يُفكر كما يُفكر غيره
أو يتخذ رأياً لأن غيره أتخذه ،،
أو يُردد ما يُردد الآخرين دون تفكير أو معرفة أو فهم أو وعي ،،
بل لي رؤيتي وفكري وعقلي ووجداني اللذي أعتد بهما وأعود لهما في كل أموري ،،
خلق الله لي عقلاً لأفكر بكل شيء وأحلل كل شيء وأمحّص كل شيء ،،
لن أقبل بأمور آراها خاطئة لأن الناس يرونها صحيحة حتى يتبين عكس ما آراه ،،
ولن أقبل بأمور ليست منطقية في رأيي لأن غيري قبلها ،،
لن أقبل إلا ما يؤمن بهِ عقلي وفكري ،،
لن أقبل إلا ما كان مقبولاً بالنسبة لعقلي بعد التفكير والتمحيص والمعالجة التفكيرية
في صغير الأمور وكبيرها ،،
من عادتي التي أنتهجها أن لا أعتبر كل ما يقال وتتناقله الألسن
على أنهُ صحيح أو حقيقي لا جدال فيه ،،
بل أضع كل ما يقال على ( رف ) التدقيق والتمحيص ثم المعالجة العقلية ،،
حتى يتبين لي صحة ما قيل أو تناقل ،،
رُغم أنني بين الناس في الغالب لا أوضح هذا النهج عندما يضعون على مسامعي
بعض ما يتردد ،، لأن البعض للآسف يعتقد أن تكذيب قصة ما نقلها
هو بالضرورة تكذيب لهُ كناقل ومُتحدث بها !!!
علينا أحبتي أن نُشغّل عقولنا ونُفكر ،،
ولا نقبل الأمور كما هي أو كما نسمعها من الآخرين ،،
بل نُحلل ونُمحّص جيداً ما يآتينا ونسمعه من هنا وهناك ،،
ولا نستعجل في إبداء آراءنا حتى نتبينها جيداً واضحة الصورة والمعالم
في عقولنا وفكرنا ،،
نعم هذا جعلني أشعر بالوحدة والغربة ولكن هذا لا يعني أن أترك طريقتي
ومنهجي لأن الغير هكذا مُقلدين ويقبلون كل شيء كما هو دون وعي
ودون فهم ودون تفكير ،،
وهذا ينطبق أيضاً على العادات والتقاليد التي تُتبع
ومفروض على أبناء وبنات المجتمع تطبيقها ،،
مفروض علينا أن نساير هذه العادات التي ما أنزل الله بها من سلطان ،،
وبالطبع أنا أعني العادات التي لا أساس عقلي لها ،،
ولا أساس ديني لها ،،
لأن أجدادنا فعلوا ذلك علينا أن نفعل ،،
لأن فلان من الناس فعل ذلك علينا نحنُ أن نفعل مافعله !!!
لأن الناس يتفقون على فعلٍ ما ورأي ما إذن علينا أن نفعل ونرى رؤيتهم !!
وللآسف أن من لا يتقبل هذه العادات ولا يتماشى
مع ما يؤمن بهِ المجتمع يصبح منبوذاً مرفوضاً من قِبل
أفراد هذا المُجتمع !!!!
لا يا سادة وسيدات هذا خطأ وخطأ كبير
أن نصبح تابعين ويُفرض علينا ما لا نؤمن بهِ،،
نعم نصبح أشخاصاً تابعين ليس لنا رأي ولا حرية في التفكير والفعل ،،
فقط نُقلد ونفعل ( كما يفعل طائر الببغاء يقلد أصواتنا فقط ) ،،
أحبتي يجب أن تكون لنا هوية شخصية وفكرية وإلاّ علينا أن نُعلن موت إنسانيتنا
وعقولنا ودمجها في واقع لا نتحكم بهِ ولا نعرف مصيرنا أو نُحدده ،،
يجب أن تكون لنا رؤيتنا الخاصة التي تُعبّر عن عقولنا وشخصيتنا الخاصة ،،
يجب أن لا نكون مٌقلدين وتابعين للغير ،،
فأقسى من الغربة والوحدة هو التبعية للآخرين !!
أليس كذلك ؟؟
هناك فلسفة ديكارتيه تُسمى بفلسفة (( الكوجيتوا )) ،،
أو كما تُعرف بالشكّ الديكارتي نسبةُ (( لرينيه ديكارت ))
الفيلسوف الفرنسي العملاق الذي بنى لنفسه فلسفة قائمة على الشك
في كل ما يقال ويتناقله الناس ويعتقده الناس ،،
ويقوم بوضع كل أمر من الأمور تحت مظلة الشك والتمحيص العقلي ،،
حتى تصبح واضحة أمامه بعد التدقيق والمعالجة العقلية ،،
وهذه فلسفة تُعجبني ولا يعجبني فيها تعميمها على كل الأمور
والإفراط بها كثيراً ،،
وبالمقابل هناك فلسفة أؤمن بها أيضاً لا تقل أهمية
عن فلسفة الشكّ الديكارتي ،،
وهي فلسفة ( الــمــرونــة ) وهذه الفلسفة تقوم على أن ما نؤمن بهِ
ربما يكون خاطئ ولذا علينا أن نكون مرنين فنعترف بأخطاءنا
عندما نقتنع بذلك طبعاً ونبدأ في تغيير ما أخطأنا في فهمه ،،
فليس عيباً أن نُخطئ وليس عيباً أن نعترف بهذا الخطأ ،،
بل العيب أن نُكابر ونستمر في أخطاءنا ونحنُ نعلم في داخل
نفوسنا أننا مُخطئين ،،
أحبتي في الحقيقة كنت أعتقد أن الحب من طرف واحد ،،
هو أكثر الأمور إيلاماً وعذاباً وإحراقاً للروح والنفس والوجدان
ولا زلت أعتقد وأؤمن بأنهُ كذلك ،،
ولكن الوحدة والغربة الروحية لا تقل عذاباً وآلماً من الحب
الذي يعيش ويموت من طرف واحد ،،،
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
(( فــــــاصــــــلــــــة ثــــــقــــــافــــــيـــــــــة ))
ينبوع العذراء :
في مدينة روما عاصمة إيطاليا هناك ساحة أسمها ،،
(( فــونــتــانــا دي تــريــفــي )) وفي هذه الساحة بركة ماء ،،
تُعرف بأسم (( تــريــفــي )) وفي وسطها تماثيل منحوته بشكلٍ مُذهل ،،
وللبركة ينبوع يُسمى (( يــنــبــوع الــعــذراء )) وهذا الينبوع
تدور حوله الكثير من الأساطير هناك في روما
يجتمع الناس حول البركة والينبوع ويرمون فيها قطع
فضية ويتمنون أمنية ويعتقدون أنها تتحقق !!
والغريب أن هذه البركة يآتيها العشاق من كل حدب وصوب
ويذكرون أمامها أسماء حبيباتهم مُعتقدين أن هذا الأسم لا يضيع أبداً !!
إذن سأقف أمام هذه البركة وأتمنى أمنية غادة السّمان حين قالت :
(( أحمل في نفسي هذه الأمنية المُختصرة أن يكف الإنسان
عن التطور من إنسان إلى قرد وأن يكف العاشق عن التحول
من حبيب إلى خنجر ))
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
(( فـــــــــاصــــــلــــــة وجـــــــدانــــيّــــــة ))
كلمات من قلبي لمن ملكت قلبي :
تنمو الأزهار وتتفتح لتعلن ميلاد فصل الربيع ،،
ورأيت عينيكِ فأدركت حينها أن هذا أول يوم من أيام عمري .
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
( نــــــــفــــــــق إلــــــــى الـــــــــذاكـــــــــرة )
من روائع ما قاله الشاعر المصري الكبير ( فــــاروق جــــويــــــدة ) :
(( أسوأ العقول ،، عقل يرفض كل شيء أو يقبل كل شيء ،،
يُذكرني بمحطات القطارات ،، باب للدخول وباب للخروج ،،
ولا يبقى فيها أحد ،،
وأفضل العقول عقل لا يملّ البحث عن الحقيقة ))
http://www.matlaalshams.com/gallery/data/media/14/graphi21.gif
كونوا بالجوار ،،
تقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة .......... سعود العتيبي