فلسطينية مرابطة
04-26-2008, 12:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه :
لايصح إطلاق هذا اللفظ ، مع أنَّه شائع على ألسنة الوعَّاظ ، وأصله من أبيات منسوبة إلى عبدالله بن المبارك رحمه الله :
تخضعنَّ لمخلوق علي طمع *** فإنّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بيـن الكاف والنون
إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البريـة مسكيـن ابن مسكين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم ***يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون والصحيح ماقاله الفقيه محمد العثيمين رحمه الله : (أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: ( يا من أمره بعد الكاف والنون ) لأنّ ما بين الكاف والنون ليس أمراً ، فالأمر لا يتمِّ إلاّ إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً " ..فالصواب أن تقول: يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون ، كما قال تعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أ.هـ.
والمقصود بالأمر في هذه الآية الكريمـة ، الأمر الكوني بالخلـق ، فقـد أخبـر هنا أنـه سبحانه يخـلق بكلمة كن ، كما يخلـق سبحانه ما شاء أن يخلق بيده ، كما خلق آدم بيده .
ولله تعالى أيضا ، الأمر الشرعي ، وهو ما أنـزله على رسله من الوحي ، وهو كلامه المنزل غير مخلـوق ، وهذا ليس بكلمـة كن ، وإنما كلمة كن من جملة كلامه الذي هو صفة من صفاته ، وأنزل الوحي به.
وهذا كله إعتقاد أهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع ، الذين يجعلون كلامه مخلوقا ، وفي الآية رد عليهم ، إذا لو كان كلامه مخلوقا ، لكانت كلمة ( كن ) مخلوقة ، ولصارت هي التي توجِد المخلوقات !! وهذا اللازم الباطل يدل على بطلان الملزوم .
الشيخ/ حامد العلي حفظه الله.
تحياتي وتقديري.
أختكـــــــم في الله/ تيمـــــــــااء.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه :
لايصح إطلاق هذا اللفظ ، مع أنَّه شائع على ألسنة الوعَّاظ ، وأصله من أبيات منسوبة إلى عبدالله بن المبارك رحمه الله :
تخضعنَّ لمخلوق علي طمع *** فإنّ ذلك وهن منك في الدين
واسترزق الله مما في خزائنه *** فإنما الأمر بيـن الكاف والنون
إن الذي أنت ترجوه وتأمله *** من البريـة مسكيـن ابن مسكين
لو كان باللب يزداد اللبيب غنى *** لكان كل لبيب مثل قارون
لكنما الرزق بالميزان من حكم ***يعطي اللبيب ويعطي كل مأفون والصحيح ماقاله الفقيه محمد العثيمين رحمه الله : (أودّ أن أنبّه على كلمة دارجة عند العوام، حيث يقولون (يا من أمره بين الكاف والنون) وهذا غلط عظيم، والصواب: ( يا من أمره بعد الكاف والنون ) لأنّ ما بين الكاف والنون ليس أمراً ، فالأمر لا يتمِّ إلاّ إذا جاءت الكاف والنون لأن الكاف المضمومة ليست أمراً والنون كذلك ، لكن باجتماعهما تكون أمراً " ..فالصواب أن تقول: يا من أمره -أي مأموره- بعد الكاف والنون ، كما قال تعالى: ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) أ.هـ.
والمقصود بالأمر في هذه الآية الكريمـة ، الأمر الكوني بالخلـق ، فقـد أخبـر هنا أنـه سبحانه يخـلق بكلمة كن ، كما يخلـق سبحانه ما شاء أن يخلق بيده ، كما خلق آدم بيده .
ولله تعالى أيضا ، الأمر الشرعي ، وهو ما أنـزله على رسله من الوحي ، وهو كلامه المنزل غير مخلـوق ، وهذا ليس بكلمـة كن ، وإنما كلمة كن من جملة كلامه الذي هو صفة من صفاته ، وأنزل الوحي به.
وهذا كله إعتقاد أهل السنة والجماعة خلافا لأهل البدع ، الذين يجعلون كلامه مخلوقا ، وفي الآية رد عليهم ، إذا لو كان كلامه مخلوقا ، لكانت كلمة ( كن ) مخلوقة ، ولصارت هي التي توجِد المخلوقات !! وهذا اللازم الباطل يدل على بطلان الملزوم .
الشيخ/ حامد العلي حفظه الله.
تحياتي وتقديري.
أختكـــــــم في الله/ تيمـــــــــااء.