فارس النفعه
04-19-2008, 10:33 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
( بـديوي الـوقــدانــي )
الأحبة جميعاً اعضاء ومتصفحوا منتديات قبيلة النفعة الرسمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أسعد الله بالخير جميع أوقاتكم وهذه نبذة بسيطة عن الشاعر/ بديوي بن جبران الوقداني العتيبي واذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة ، كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير . يقال أن ( طه حسين ) أطلع على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : ( لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي ) . وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان ) رحمه الله بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي . يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة ، في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا . ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر ) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه : اسمه : ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي ) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة ، نزيل الطائف المأنوس ، ولد بوادي النمـل وهو محـل على فرسخ من الطائف سنة 1244هـ ( 1829م ) وتربى به ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش ، وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز ، فهــو شاعـر لطيف ومغـوار غطريف . تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان ، اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماع كثير ومحاضرات لطيفة . ومن الأبيات الجميلة بالفصحى التي أوردها الحضراوي في كتابه :
سواجع الشوق باتت في أغانيها
= تتلو فنون الهوى والوجد يمليها
توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853م وعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر . أما المصادر التي حفظت أشعاره فهي بعض الشعراء الحفاظ الذين تناقلوا اشعاره من جيل الى آخر وبعض الموروثات الموجوده عند بعض الشعراء القدماء من جماعته ومن قبيلته . أما المصدر الثاني الذي حفظ بعض قصائد هذا الشاعر فهو كتاب ( الأزهار النادية ) لمؤلفه الأستاذ ( محمد سعيد كمال ) الذي يقول عنه : بديوي الوقداني من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف خرج هذا الشاعر في عصره حاملاً لواء الشعر . إذا غرد أسكت البلابل ، وإذا غنى أطرب المحافل فارس الميــدانين : القريض والحميني ( الفصيح والنبطي ) مدح وجهاء عصره ونال جــوائزهم ، وبز أقرانه فلم يلحق له غبار . كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه . و " وقدان " جزء من بني سعد ( أضار ) الرسـول ( صلى الله عليه وسلم ) من قبيلة " عتيبة " وقد أكد " بديوي " نسبه إليها أكثر من مرة في شعره حيث يقول :
دللّت بالروح لين ارخصت جانبها
= وأنا عتيبي عريب الجد والخالي
وتحفل الذاكرة الشعبية في كل بلد بأسماء لا يمكن نسيانها من الشعراء الذين جسدوا بشعرهم شتى صور الحياة والعلاقات الاجتماعية . ومن تلك الأسماء الشاعر السعودي " بديوي الوقداني " من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف ، فقد ولد هذا الشاعر في الطائف عام (1244ه) وعاش فيها وتوفي عام (1296ه)، امتاز شعره بقوة المعنى وجزالة اللفظ ووضوح الصورة ، كما تطرق في شعره الى جميع أغراض الشعر بقوة من مدحٍ وغزلٍ وهجاءٍ وابتهالٍ إلى الله ، بالإضافة إلى المحاورات . وقد أجاد شاعرنا بالفصيح أولاً وبالشعر الشعبي ثانياً ، وكانت جل قصائده مستوحاة من تجارب الحياة حيث ملئت بالحديث عن شؤونها وشجونها ، ومن خلالها وجه النصائح إلى الآخرين عن تجربةٍ بالحياة وطول مراس بها وبأهلها وتصرفاتهم ، والروابط التي تربط بينهم والتغيرات التي تطرأ على تلك الروابط وأثر المال ودوره في حياة الإنسان وطموحاته ... إلى غير ذلك من الشجون الحياتية العامة . وقفات مع شعره يقول في إحدى رباعياته المشهورة مناجياً الله سبحانه وتعالى ، ويبدأ باسمه :
أول استبداي باسمك يا حنون
= يا كريماً ماتخالفـه الظنـون
أمرك المحفوظ في كافٍ ونون
= وانت لي في كل مغواي دليل
ويخاطب من يقدر على إنفاق المال بأن يبتعد عن البخل وأن يطعم الجياع والمساكين فالمال رائح وزائل وما يتبقى للمرء ذكره الحسن :
وإن ملكت المال لا تغدو شحوح
= اطعم الجيعان واكسي كل روح
الدبش والمال لا بـده يـروح
= والثناء والمجد جيل بعد جيـل
وله قصيدة عصماء جادت بها قريحته فهي غريبة في بابها فريدة في أسلوبها فالدهر يومان " يوم لك ويوم عليك " إنه يئن من دهره القاسي العنيد ويصور لنا بثقافته ونظريته الشعرية تجربة " يوم عليك " قائلاً :
أيامنـا والليالـي كـم نعاتبهـا
= شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالِ
تاعد مواعيد والجاهـل مكذبهـا
= واللي عرف حدها من همها سالِ
إن اقبلت يوم ما تصفى مشاربهـا
= تقفي وتقبل وما دامت على حـالِ
في كـل يـوم تورينـا عجايبهـا
= واليوم الأول تراه أحسن من التالي
أيام فـي غلبهـا وأيـام نغلبهـا
= وايام فيها سوا والدهـر ميالـي
ومع كل ميلات الزمن إلا أن بديوي الوقداني لم يمل بل يبقى شامخاً معتزاً لا يستعين إلا بالله ولا يسأل إلا ربه الرحيم في تغيير الأحوال والشكوى من الجدب والقحط وانحباس الغيث ، لذا نراه يقول :
رب السماوات يا محصي كواكبها
= يا مجري السفن في لجات الاهوالِ
ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبها
= والغيث محبوس يا معبود ياوالـي
يالله من مزنـةٍ هبـت هبايبهـا
= رعادها بات له في البحر زلـزالِ
تسقي ديار شديد الوقت حاربهـا
= ماعاد فيها لبعض الناس منزالي
وللحكمة مكان بارز في شعر " الوقداني " ونراها واضحة في غير قصيدة من قصائده إنه يصف اختلاف البشر وطريقة تعاملهم :
انفكت السبحه وضاع اخرز ضاع
= وبغيت المه ياسليمان وزريت
صار الذهب قصدير والورد نعناع
= انكرت ريحه مختلف يوم شميت
الباب طايح والمسامير خلاع
= والحب فيه السوس والفار فالبيت
امسيت اكيل الراي بالمد والصاع
= قست الامور وعفتها ماتوريت
لافاقد الحيله ولاقاصر الباع
= ويالله يامولاي فيك استغريت
الذيب رزقه في مبادية الانواع
= وانا برزقي في زماني تعنيت
وانا مربى من زماني ومطواع
= ربتني الدنيا حتى تربيت
ويبدع عندما يجمع في إحدى قصائده بين المدح والهجاء ، وهذا تأكيد على شاعرية الشاعر وقوة أدائه ، يقول :
يا مادح الأنذال مدحـك خسـارة
= وراك ما تمدح أهل الفضل والجود
اللي يشوفـون المدايـح تجـارة
= واعراقها ما حثها علـم منقـود
لا تمدح اللي جالها المدح عـاره
= لا وارثة أبوها ولا هـو معـدود
ويحذر من الدنيا والاغترار بها ويحث على مواجهة أحوالها المتقلبة بالصبر والعزيمة :
دنياك هذي كلهـا هـز قـاووق
= ما تعرف الصاحب من اللي معاديك
واكثر كلام الناس بالمكر والبـوق
= يهرج معك وليـا تقفيـت يرميـك
وبعد : فلا زال ذكر الشاعر بديوي الوقداني سارياً في الأوساط الشعبية العربية عامة ، وفي المملكة العربية السعودية خاصة ، وما زال شعرة تتناقله الرواة جيلاً بعد جيل لثرائه وتنوعه ، وهذا سبب خلوده وبقاء اسمه راسخاً في الذاكرة حتى يومنا هذا .
المصادر:
1- ديوان الأدب الشعبي، عبدالرحمن بن عوض الحربي، نادي القصيم الأدبي -1421ه
2- شعراء في الذاكرة، جريدة الجزيرة- العدد (11299) الجمعة 8 رجب 1424ه.
3- الوقداني.. حامل لواء الشعر في عصره" جريدة الجزيرة، العدد (10305) الجمعة 19 رمضان 1421هـ .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
( بـديوي الـوقــدانــي )
الأحبة جميعاً اعضاء ومتصفحوا منتديات قبيلة النفعة الرسمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أسعد الله بالخير جميع أوقاتكم وهذه نبذة بسيطة عن الشاعر/ بديوي بن جبران الوقداني العتيبي واذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة ، كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير . يقال أن ( طه حسين ) أطلع على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : ( لو أن هذه الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي ) . وقال عنه الشاعر الكبير ( حسين سرحان ) رحمه الله بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي . يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر او عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة ، في اسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا . ورد في كتاب ( نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر ) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه : اسمه : ( بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي ) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة ، نزيل الطائف المأنوس ، ولد بوادي النمـل وهو محـل على فرسخ من الطائف سنة 1244هـ ( 1829م ) وتربى به ثم سكن الطائف لتحصيل العلم والمعاش ، وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز ، فهــو شاعـر لطيف ومغـوار غطريف . تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان ، اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماع كثير ومحاضرات لطيفة . ومن الأبيات الجميلة بالفصحى التي أوردها الحضراوي في كتابه :
سواجع الشوق باتت في أغانيها
= تتلو فنون الهوى والوجد يمليها
توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853م وعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر . أما المصادر التي حفظت أشعاره فهي بعض الشعراء الحفاظ الذين تناقلوا اشعاره من جيل الى آخر وبعض الموروثات الموجوده عند بعض الشعراء القدماء من جماعته ومن قبيلته . أما المصدر الثاني الذي حفظ بعض قصائد هذا الشاعر فهو كتاب ( الأزهار النادية ) لمؤلفه الأستاذ ( محمد سعيد كمال ) الذي يقول عنه : بديوي الوقداني من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف خرج هذا الشاعر في عصره حاملاً لواء الشعر . إذا غرد أسكت البلابل ، وإذا غنى أطرب المحافل فارس الميــدانين : القريض والحميني ( الفصيح والنبطي ) مدح وجهاء عصره ونال جــوائزهم ، وبز أقرانه فلم يلحق له غبار . كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه . و " وقدان " جزء من بني سعد ( أضار ) الرسـول ( صلى الله عليه وسلم ) من قبيلة " عتيبة " وقد أكد " بديوي " نسبه إليها أكثر من مرة في شعره حيث يقول :
دللّت بالروح لين ارخصت جانبها
= وأنا عتيبي عريب الجد والخالي
وتحفل الذاكرة الشعبية في كل بلد بأسماء لا يمكن نسيانها من الشعراء الذين جسدوا بشعرهم شتى صور الحياة والعلاقات الاجتماعية . ومن تلك الأسماء الشاعر السعودي " بديوي الوقداني " من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف ، فقد ولد هذا الشاعر في الطائف عام (1244ه) وعاش فيها وتوفي عام (1296ه)، امتاز شعره بقوة المعنى وجزالة اللفظ ووضوح الصورة ، كما تطرق في شعره الى جميع أغراض الشعر بقوة من مدحٍ وغزلٍ وهجاءٍ وابتهالٍ إلى الله ، بالإضافة إلى المحاورات . وقد أجاد شاعرنا بالفصيح أولاً وبالشعر الشعبي ثانياً ، وكانت جل قصائده مستوحاة من تجارب الحياة حيث ملئت بالحديث عن شؤونها وشجونها ، ومن خلالها وجه النصائح إلى الآخرين عن تجربةٍ بالحياة وطول مراس بها وبأهلها وتصرفاتهم ، والروابط التي تربط بينهم والتغيرات التي تطرأ على تلك الروابط وأثر المال ودوره في حياة الإنسان وطموحاته ... إلى غير ذلك من الشجون الحياتية العامة . وقفات مع شعره يقول في إحدى رباعياته المشهورة مناجياً الله سبحانه وتعالى ، ويبدأ باسمه :
أول استبداي باسمك يا حنون
= يا كريماً ماتخالفـه الظنـون
أمرك المحفوظ في كافٍ ونون
= وانت لي في كل مغواي دليل
ويخاطب من يقدر على إنفاق المال بأن يبتعد عن البخل وأن يطعم الجياع والمساكين فالمال رائح وزائل وما يتبقى للمرء ذكره الحسن :
وإن ملكت المال لا تغدو شحوح
= اطعم الجيعان واكسي كل روح
الدبش والمال لا بـده يـروح
= والثناء والمجد جيل بعد جيـل
وله قصيدة عصماء جادت بها قريحته فهي غريبة في بابها فريدة في أسلوبها فالدهر يومان " يوم لك ويوم عليك " إنه يئن من دهره القاسي العنيد ويصور لنا بثقافته ونظريته الشعرية تجربة " يوم عليك " قائلاً :
أيامنـا والليالـي كـم نعاتبهـا
= شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالِ
تاعد مواعيد والجاهـل مكذبهـا
= واللي عرف حدها من همها سالِ
إن اقبلت يوم ما تصفى مشاربهـا
= تقفي وتقبل وما دامت على حـالِ
في كـل يـوم تورينـا عجايبهـا
= واليوم الأول تراه أحسن من التالي
أيام فـي غلبهـا وأيـام نغلبهـا
= وايام فيها سوا والدهـر ميالـي
ومع كل ميلات الزمن إلا أن بديوي الوقداني لم يمل بل يبقى شامخاً معتزاً لا يستعين إلا بالله ولا يسأل إلا ربه الرحيم في تغيير الأحوال والشكوى من الجدب والقحط وانحباس الغيث ، لذا نراه يقول :
رب السماوات يا محصي كواكبها
= يا مجري السفن في لجات الاهوالِ
ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبها
= والغيث محبوس يا معبود ياوالـي
يالله من مزنـةٍ هبـت هبايبهـا
= رعادها بات له في البحر زلـزالِ
تسقي ديار شديد الوقت حاربهـا
= ماعاد فيها لبعض الناس منزالي
وللحكمة مكان بارز في شعر " الوقداني " ونراها واضحة في غير قصيدة من قصائده إنه يصف اختلاف البشر وطريقة تعاملهم :
انفكت السبحه وضاع اخرز ضاع
= وبغيت المه ياسليمان وزريت
صار الذهب قصدير والورد نعناع
= انكرت ريحه مختلف يوم شميت
الباب طايح والمسامير خلاع
= والحب فيه السوس والفار فالبيت
امسيت اكيل الراي بالمد والصاع
= قست الامور وعفتها ماتوريت
لافاقد الحيله ولاقاصر الباع
= ويالله يامولاي فيك استغريت
الذيب رزقه في مبادية الانواع
= وانا برزقي في زماني تعنيت
وانا مربى من زماني ومطواع
= ربتني الدنيا حتى تربيت
ويبدع عندما يجمع في إحدى قصائده بين المدح والهجاء ، وهذا تأكيد على شاعرية الشاعر وقوة أدائه ، يقول :
يا مادح الأنذال مدحـك خسـارة
= وراك ما تمدح أهل الفضل والجود
اللي يشوفـون المدايـح تجـارة
= واعراقها ما حثها علـم منقـود
لا تمدح اللي جالها المدح عـاره
= لا وارثة أبوها ولا هـو معـدود
ويحذر من الدنيا والاغترار بها ويحث على مواجهة أحوالها المتقلبة بالصبر والعزيمة :
دنياك هذي كلهـا هـز قـاووق
= ما تعرف الصاحب من اللي معاديك
واكثر كلام الناس بالمكر والبـوق
= يهرج معك وليـا تقفيـت يرميـك
وبعد : فلا زال ذكر الشاعر بديوي الوقداني سارياً في الأوساط الشعبية العربية عامة ، وفي المملكة العربية السعودية خاصة ، وما زال شعرة تتناقله الرواة جيلاً بعد جيل لثرائه وتنوعه ، وهذا سبب خلوده وبقاء اسمه راسخاً في الذاكرة حتى يومنا هذا .
المصادر:
1- ديوان الأدب الشعبي، عبدالرحمن بن عوض الحربي، نادي القصيم الأدبي -1421ه
2- شعراء في الذاكرة، جريدة الجزيرة- العدد (11299) الجمعة 8 رجب 1424ه.
3- الوقداني.. حامل لواء الشعر في عصره" جريدة الجزيرة، العدد (10305) الجمعة 19 رمضان 1421هـ .