إشراقات
03-31-2008, 12:27 AM
المقال الثالث
على هامش المقاطعة
( الحلقة الثانية )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فالأمر الآخر الذي أحببت التنبيه عليه ( على هامش المقاطعة ) عبارة كأنها أصبحت شعاراً لحملة المقاطعة لبضائع الدنمرك وهي عبارة (( إلا رسول الله )) التي أراها على بعض الملصقات وفي الزجاج الخلفي لبعض السيارات بل بعض مؤسسات الشريط الإسلامي أنتجت شريطاً حول المقاطعة وجعلت هذه العبارة عنواناً للشريط بل تسمع في داخل الشريط نشيداً على الطريقة الحديثة يردد المنشدون هذه العبارة ذاتها . وعجبت ــ والله ــ كيف لم ينتبه أحد إلى الخطأ الكبير في هذه العبارة إذ مضمون هذه العبارة (( إلا رسول الله )) أن كل شيء يمكن غض الطرف عنه والمسامحة فيه إلا رسول الله ! فيا إخوة الإسلام فإن التعرض للذات الإلهية بالتنقص أعظم وأعظم من التعرض لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل إن ما عند هؤلاء من الكفر والوثنية والكذب على الله والبهت على عيسى بن مريم وقولهم بأنه ابن الله تعالى الله عن ذلك أعظم من تلكم الصورة القذرة ! وفي هذا يقول الإمام العلامة ابن القيم الجوزية ــ رحمه الله ــ : لا غرابة في جحد النصارى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقد سبوا رب العالمين ( حيث نسبوا له الولد بل قالوا إنه حل في عيسى بن مريم نفسه ثم اعتقدوا أن عيسى الذي حل فيه الرب بزعمهم أخذته اليهود وأهانته وبصقت في وجهه وعذبته ثم صلبته ، ثم زعموا أن عيسى مكن اليهود منه ليكفر عن خطيئة آدم ثم خرج بعد ثلاثة أيام من قبره ليدبر أمر العالم فواغوثاه من هذا الكفر والسب ) قال ابن القيم : وقد ذكرنا اتفاق أمة الضلال وعباد الصليب على مسبة رب العالمين أقبح مسبة ، على ما يعلم بطلانه بصريح العقل ، فإن خفي عليهم أن هذا مسبة لله وأن العقل يحكم ببطلانه وبفساده من أول وهلة لم يكثر على تلك العقول السخيفة أن تسب بشراً أرسله الله وتجحد نبوته وتكابر ما دل عليه صريح العقل من صدقه وصحة رسالته ، فلو قالوا فيه ما قالوا لم يبلغ بعض قولهم في رب الأرض والسموات الذي صاروا به ضحكة بين جميع أصناف بني آدم . انتهى المراد من كلامه رحمه الله (( هداية الحيارى 47 ــ 48 )) قلت : صدق رحمه الله لو قال النصارى في نبينا صلى الله عليه وسلم ما قالوا ، ما بلغوا في القبح وسخافة العقل وبهيمية الطبع ما بلغوا بقولهم في رب العالمين سبحانه وتعالى . فكيف يقال بعد ذلك (( إلا رسول الله )) ؟! وكنت أظن أن هذا الشعار من تركيب الصوفية المعروفين بغلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم حيث جعلوه أول الخلائق وأن جميع الخلائق مخلوقة من نوره المحمدي !! ولهم من هذا الضرب كلام كثير سمج وخرافي لا يقل سخافة عن قول النصارى ! والمقصود أنه ينبغي الاعتدال في الأمور وهذا يحصل بسؤال أهل العلم والبصيرة ، فهلاًّ سئل أولئك الإخوة علماء الإسلام والسنة عن تلك العبارة (( إلا رسول الله )) ولو سألوا لبين لهم العلماء ما في هذه العبارة من خطأ وانحراف عن منهج الإسلام ، فالنصيحة لكل أخ مسلم أن يحذر من هذه العبارة وألا يغتر بها وليعلم أن حب النبي صلى الله عليه وسلم والغيرة على عرضه لا يعني الوقوع في الغلو في شخصه الكريم أو الانحراف عن دينه القويم . وهو القائل عليه الصلاة والسلام (( لا تطروني ( يعني لا تبالغوا في مدحي ) كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله )) صلى الله عليك يا خليل الله ما أعظمك وما أكرمك وما أحلمك وما أشد تواضعك وأنت سيد البشر في الدنيا والآخرة اللهم إني أشهدك على حبه وحب أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين واجعلني منهم برحمتك يا أرحم الراحمين !
السبت 3/3/1427 هـ
http://www.abumalik.net/mkalat.rar
على هامش المقاطعة
( الحلقة الثانية )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فالأمر الآخر الذي أحببت التنبيه عليه ( على هامش المقاطعة ) عبارة كأنها أصبحت شعاراً لحملة المقاطعة لبضائع الدنمرك وهي عبارة (( إلا رسول الله )) التي أراها على بعض الملصقات وفي الزجاج الخلفي لبعض السيارات بل بعض مؤسسات الشريط الإسلامي أنتجت شريطاً حول المقاطعة وجعلت هذه العبارة عنواناً للشريط بل تسمع في داخل الشريط نشيداً على الطريقة الحديثة يردد المنشدون هذه العبارة ذاتها . وعجبت ــ والله ــ كيف لم ينتبه أحد إلى الخطأ الكبير في هذه العبارة إذ مضمون هذه العبارة (( إلا رسول الله )) أن كل شيء يمكن غض الطرف عنه والمسامحة فيه إلا رسول الله ! فيا إخوة الإسلام فإن التعرض للذات الإلهية بالتنقص أعظم وأعظم من التعرض لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بل إن ما عند هؤلاء من الكفر والوثنية والكذب على الله والبهت على عيسى بن مريم وقولهم بأنه ابن الله تعالى الله عن ذلك أعظم من تلكم الصورة القذرة ! وفي هذا يقول الإمام العلامة ابن القيم الجوزية ــ رحمه الله ــ : لا غرابة في جحد النصارى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وقد سبوا رب العالمين ( حيث نسبوا له الولد بل قالوا إنه حل في عيسى بن مريم نفسه ثم اعتقدوا أن عيسى الذي حل فيه الرب بزعمهم أخذته اليهود وأهانته وبصقت في وجهه وعذبته ثم صلبته ، ثم زعموا أن عيسى مكن اليهود منه ليكفر عن خطيئة آدم ثم خرج بعد ثلاثة أيام من قبره ليدبر أمر العالم فواغوثاه من هذا الكفر والسب ) قال ابن القيم : وقد ذكرنا اتفاق أمة الضلال وعباد الصليب على مسبة رب العالمين أقبح مسبة ، على ما يعلم بطلانه بصريح العقل ، فإن خفي عليهم أن هذا مسبة لله وأن العقل يحكم ببطلانه وبفساده من أول وهلة لم يكثر على تلك العقول السخيفة أن تسب بشراً أرسله الله وتجحد نبوته وتكابر ما دل عليه صريح العقل من صدقه وصحة رسالته ، فلو قالوا فيه ما قالوا لم يبلغ بعض قولهم في رب الأرض والسموات الذي صاروا به ضحكة بين جميع أصناف بني آدم . انتهى المراد من كلامه رحمه الله (( هداية الحيارى 47 ــ 48 )) قلت : صدق رحمه الله لو قال النصارى في نبينا صلى الله عليه وسلم ما قالوا ، ما بلغوا في القبح وسخافة العقل وبهيمية الطبع ما بلغوا بقولهم في رب العالمين سبحانه وتعالى . فكيف يقال بعد ذلك (( إلا رسول الله )) ؟! وكنت أظن أن هذا الشعار من تركيب الصوفية المعروفين بغلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم حيث جعلوه أول الخلائق وأن جميع الخلائق مخلوقة من نوره المحمدي !! ولهم من هذا الضرب كلام كثير سمج وخرافي لا يقل سخافة عن قول النصارى ! والمقصود أنه ينبغي الاعتدال في الأمور وهذا يحصل بسؤال أهل العلم والبصيرة ، فهلاًّ سئل أولئك الإخوة علماء الإسلام والسنة عن تلك العبارة (( إلا رسول الله )) ولو سألوا لبين لهم العلماء ما في هذه العبارة من خطأ وانحراف عن منهج الإسلام ، فالنصيحة لكل أخ مسلم أن يحذر من هذه العبارة وألا يغتر بها وليعلم أن حب النبي صلى الله عليه وسلم والغيرة على عرضه لا يعني الوقوع في الغلو في شخصه الكريم أو الانحراف عن دينه القويم . وهو القائل عليه الصلاة والسلام (( لا تطروني ( يعني لا تبالغوا في مدحي ) كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله )) صلى الله عليك يا خليل الله ما أعظمك وما أكرمك وما أحلمك وما أشد تواضعك وأنت سيد البشر في الدنيا والآخرة اللهم إني أشهدك على حبه وحب أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين واجعلني منهم برحمتك يا أرحم الراحمين !
السبت 3/3/1427 هـ
http://www.abumalik.net/mkalat.rar