احمد العتيبي-1
03-13-2008, 08:51 PM
المقاطعة الاسرائيلية لـ الجزيرة
http://www.alquds.co.uk/today/12e31.jpg
اعلان مسؤول اسرائيلي كبير يوم امس قرار حكومته بمقاطعة قناة الجزيرة الفضائية، باعتبارها منحازة مع الفلسطينيين في تغطيتها للحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، يعتبر علامة فارقة، ومؤشرا مهما علي حجم التغيير الذي يجري في المنطقة العربية، وكيفية تعامل الاعلام العربي علي وجه الخصوص مع تطورات الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
في الماضي كان العرب يقاطعون البرامج التي يشارك فيها اسرائيليون، ويتهمون اي محطة فضائية تستضيف خبراء او مسؤولين اسرائيليين بانها خرجت عن الخط الوطني والقومي، وانخرطت في التطبيع الاعلامي، وافسحت مجالا لدخول وجهة النظر الاسرائيلية الي كل بيت.
الآن انقلبت الامور رأسا علي عقب، فالاسرائيليون الذين كانوا يتطلعون الي الظهور في وسائل الاعلام العربية، ويضغطون بقوة في هذا الاتجاه علي حلفائهم الامريكيين للوصول الي هذا الهدف، باتوا يقاطعون الاعلام العربي بحجة الانحياز وعدم الحياد في تغطية الاحداث في الاراضي المحتلة.
انه ابتزاز اسرائيلي غير مفاجئ، لمحطة الجزيرة الفضائية او غيرها من المحطات الاخري، فهم يريدون ان تكون هذه المحطات منحازة فعلا، ولكن الي وجهة النظر الاسرائيلية، تماما مثلما تفعل الكثير من المحطات الفضائية الامريكية والبريطانية والاوروبية الاخري.
مطلوب من محطة الجزيرة ان لا تظهر جنازات الاطفال الرضع الذين استشهدوا بفعل القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، وان لا تذهب الي مشارح الموت في المستشفيات لتصوير جثث الشهداء الآخرين. واذا فعلت ذلك فهي منحازة لـ الارهاب الفلسطيني، وضد اسرائيل الدولة الحضارية التي تتصرف وكأنها فوق كل الشرائع والمواثيق، وتقتل ما تشاء من الاطفال والمدنيين العزل وهي مطمئنة الي الدعم الامريكي والغربي، والتعتيم الاعلامي الكامل علي جرائمها من قبل المحطات العالمية.
محطة الجزيرة الفضائية الناطقة بالعربية، وليس باللغة الانكليزية، فضحت العدوان الاسرائيلي علي الابرياء في قطاع غزة، مثلما فضحت الحصار النازي الذي مورس علي القطاع نفسه، وتمثل في قطع الوقود والكهرباء والامدادات الطبية، وهذا هو سبب الغضب الاسرائيلي الرسمي تجاهها، واقدام اليهود في اسرائيل علي مهاجمة طاقمها والاعتداء عليه.
كان من المفروض ان تفعل الجزيرة ما فعلته محطات بريطانية وامريكية عريقة، اي عدم التركيز علي المجازر الاسرائيلية في قطاع غزة، والا فانها محطة معادية يجب مقاطعتها من قبل المسؤولين الاسرائيليين، وفرض قيود علي تحرك طاقمها تماما مثلما فعلت ديمقراطية اخري مدعومة امريكيا في العراق الجديد.
الذريعة التي استخدمها المسؤولون الاسرائيليون لمقاطعة الجزيرة اوجزها مجلي وهبة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي في حديث للاذاعة الاسرائيلية بقوله ناقشنا تغطية الجزيرة المنحازة وقررنا مقاطعتها لان برامجها المنحازة لا تتمتع باي مصداقية وتضر بنا واتهم المحطة بانها لا تعكس سوي نصف الاحداث وتساعد الارهابيين.
فعلا الجزيرة اخطأت، وكان عليها ان تنحاز للارهاب الاسرائيلي، وقتل الاطفال، وتجويع الملايين وحصارهم واذلالهم، حتي يرضي عنها بنو اسرائيل ويكرموها بالظهور علي شاشاتها.
لا نستغرب ان تتطابق وجهة نظر المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية تجاه محطة الجزيرة مع نظرائهم الذين ينفذون الأجندة نفسها، وهي تجهيل المواطن العربي وتدجينه، وتحويله الي مجرد مستهلك بلا حس وطني او اخلاقي وتجريده من انسانيته.
خسارة المسؤولين الاسرائيليين مكسب لمحطة الجزيرة وهنيئا لهم المحطات الفضائية العربية الاخري المدجنة والمروجة للمشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة تحت ذرائع الليبرالية والحياد.
القدس العربي- 13/03/2008
http://www.alquds.co.uk/today/12e31.jpg
اعلان مسؤول اسرائيلي كبير يوم امس قرار حكومته بمقاطعة قناة الجزيرة الفضائية، باعتبارها منحازة مع الفلسطينيين في تغطيتها للحرب الاسرائيلية في قطاع غزة، يعتبر علامة فارقة، ومؤشرا مهما علي حجم التغيير الذي يجري في المنطقة العربية، وكيفية تعامل الاعلام العربي علي وجه الخصوص مع تطورات الصراع العربي ـ الاسرائيلي.
في الماضي كان العرب يقاطعون البرامج التي يشارك فيها اسرائيليون، ويتهمون اي محطة فضائية تستضيف خبراء او مسؤولين اسرائيليين بانها خرجت عن الخط الوطني والقومي، وانخرطت في التطبيع الاعلامي، وافسحت مجالا لدخول وجهة النظر الاسرائيلية الي كل بيت.
الآن انقلبت الامور رأسا علي عقب، فالاسرائيليون الذين كانوا يتطلعون الي الظهور في وسائل الاعلام العربية، ويضغطون بقوة في هذا الاتجاه علي حلفائهم الامريكيين للوصول الي هذا الهدف، باتوا يقاطعون الاعلام العربي بحجة الانحياز وعدم الحياد في تغطية الاحداث في الاراضي المحتلة.
انه ابتزاز اسرائيلي غير مفاجئ، لمحطة الجزيرة الفضائية او غيرها من المحطات الاخري، فهم يريدون ان تكون هذه المحطات منحازة فعلا، ولكن الي وجهة النظر الاسرائيلية، تماما مثلما تفعل الكثير من المحطات الفضائية الامريكية والبريطانية والاوروبية الاخري.
مطلوب من محطة الجزيرة ان لا تظهر جنازات الاطفال الرضع الذين استشهدوا بفعل القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، وان لا تذهب الي مشارح الموت في المستشفيات لتصوير جثث الشهداء الآخرين. واذا فعلت ذلك فهي منحازة لـ الارهاب الفلسطيني، وضد اسرائيل الدولة الحضارية التي تتصرف وكأنها فوق كل الشرائع والمواثيق، وتقتل ما تشاء من الاطفال والمدنيين العزل وهي مطمئنة الي الدعم الامريكي والغربي، والتعتيم الاعلامي الكامل علي جرائمها من قبل المحطات العالمية.
محطة الجزيرة الفضائية الناطقة بالعربية، وليس باللغة الانكليزية، فضحت العدوان الاسرائيلي علي الابرياء في قطاع غزة، مثلما فضحت الحصار النازي الذي مورس علي القطاع نفسه، وتمثل في قطع الوقود والكهرباء والامدادات الطبية، وهذا هو سبب الغضب الاسرائيلي الرسمي تجاهها، واقدام اليهود في اسرائيل علي مهاجمة طاقمها والاعتداء عليه.
كان من المفروض ان تفعل الجزيرة ما فعلته محطات بريطانية وامريكية عريقة، اي عدم التركيز علي المجازر الاسرائيلية في قطاع غزة، والا فانها محطة معادية يجب مقاطعتها من قبل المسؤولين الاسرائيليين، وفرض قيود علي تحرك طاقمها تماما مثلما فعلت ديمقراطية اخري مدعومة امريكيا في العراق الجديد.
الذريعة التي استخدمها المسؤولون الاسرائيليون لمقاطعة الجزيرة اوجزها مجلي وهبة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي في حديث للاذاعة الاسرائيلية بقوله ناقشنا تغطية الجزيرة المنحازة وقررنا مقاطعتها لان برامجها المنحازة لا تتمتع باي مصداقية وتضر بنا واتهم المحطة بانها لا تعكس سوي نصف الاحداث وتساعد الارهابيين.
فعلا الجزيرة اخطأت، وكان عليها ان تنحاز للارهاب الاسرائيلي، وقتل الاطفال، وتجويع الملايين وحصارهم واذلالهم، حتي يرضي عنها بنو اسرائيل ويكرموها بالظهور علي شاشاتها.
لا نستغرب ان تتطابق وجهة نظر المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية تجاه محطة الجزيرة مع نظرائهم الذين ينفذون الأجندة نفسها، وهي تجهيل المواطن العربي وتدجينه، وتحويله الي مجرد مستهلك بلا حس وطني او اخلاقي وتجريده من انسانيته.
خسارة المسؤولين الاسرائيليين مكسب لمحطة الجزيرة وهنيئا لهم المحطات الفضائية العربية الاخري المدجنة والمروجة للمشاريع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة تحت ذرائع الليبرالية والحياد.
القدس العربي- 13/03/2008