احمد العتيبي-1
03-02-2008, 01:20 PM
الأحد 2 أذار 2008م
غزَّة التي لم تُهزم!
بقلم خالد محادين
انها غزَّة.
كربلاء هذا العصر، وحزنه العميق، وصبره النادر، وجرحه النازف، ووجهه الطافح بفرح المقاومة وفرح الشهادة وفرح الانتصار.
انها غزَّة.
مدينة ليست من الحجارة، وغابة ليست من الاشجار، وشاطئ ليس من الرمل، وعروس تزف نفسها الى وطن يمتد من خليج بعيد الى محيط بعيد، من بئر نفط، الى سيف (عُقبَة) تنام على ذراعها، جدائل فوق رؤوس الاطفال الذين يتدحرجون بين الأزقة والشوارع وجنازير الدبابات ومخالب النازية وانيابها.
انها غزَّة.
التي لا تتسع لنا ولكم، كي نكون معاً، انتم برؤوسكم المرفوعة ونحن برؤوسنا المحنية، انتم المنتمون لوطنكم ونحن الخارجون على كل انتماء، انتم الذين تولدون شهداء، وتركضون شهداء، وترحلون شهداء، وتبعثون شهداء، ونحن الذين نولد امواتاً ونركض امواتاً ونرحل أمواتا ولا نبعث من جديد.
هذا وطن لا يتسع لنا ولكم.
يا غزة الجميلة جمال بغداد وجمال بيروت وجمال القدس وجمال الناصرة وجمال القاهرة وجمال الجزائر وجمال الشهداء.
يا غزة التي تحمل جراحها بيادر قمح وتلال زعتر وحدائق ورد وسفوح سيوف، تركض بين الغضب والغضب، والحزن والحزن، والعدو والعدو، وابناء العم وابناء العم، ايتها السيدة التي تجلس على مسافة رصاصة منا، ها دمك ليس مثل دمنا، وجرحك ليس مثل جرحنا وابتسامتك ليست مثل ابتسامتنا، ها انت تجلسين على مسافة جرح من قبورنا، تقرأين فاتحة وتقبِّلين تراباً هو من الوطن ولكننا لا نحفظه في صدور أو قلوب أو قوارير أو اهواء.
مشغولة انت بالصلاة وباحتضان ابنائك واحفادك بين اصابعك الدافئة، ومشغولون نحن ببورصاتنا وملاعب اقدام لاعبينا والاغاني العارية والابراج التي ترتفع فوق ترابنا عشرين طابقاً ولكنها لا تظهر بين حجارة قبور الشهداء التي ترتفع قطرة دم واحدة.
اعذرونا اذ تأخرنا عن تشييع اطفالك وصباياك وشبابك وعجائزك، فقد وصلت الدعوة للحضور متأخرة، ودائماً تصل متأخرة ولا نقرأ سطورها الا بعد اربعين رحيلنا.
يا غزة التي ليست مثلها غزة، نعرف كم انت خجولة منا، ولكنك تعرفين كم نحن موتى نمشي بكامل لياقتنا في شوارعنا المزدحمة بالعار وبالفراغ وبالخزي الذي يحاول ان يأخذ لون الانتصار فيسقط تحت اقدام المهزومين.
غزَّة التي لم تُهزم!
بقلم خالد محادين
انها غزَّة.
كربلاء هذا العصر، وحزنه العميق، وصبره النادر، وجرحه النازف، ووجهه الطافح بفرح المقاومة وفرح الشهادة وفرح الانتصار.
انها غزَّة.
مدينة ليست من الحجارة، وغابة ليست من الاشجار، وشاطئ ليس من الرمل، وعروس تزف نفسها الى وطن يمتد من خليج بعيد الى محيط بعيد، من بئر نفط، الى سيف (عُقبَة) تنام على ذراعها، جدائل فوق رؤوس الاطفال الذين يتدحرجون بين الأزقة والشوارع وجنازير الدبابات ومخالب النازية وانيابها.
انها غزَّة.
التي لا تتسع لنا ولكم، كي نكون معاً، انتم برؤوسكم المرفوعة ونحن برؤوسنا المحنية، انتم المنتمون لوطنكم ونحن الخارجون على كل انتماء، انتم الذين تولدون شهداء، وتركضون شهداء، وترحلون شهداء، وتبعثون شهداء، ونحن الذين نولد امواتاً ونركض امواتاً ونرحل أمواتا ولا نبعث من جديد.
هذا وطن لا يتسع لنا ولكم.
يا غزة الجميلة جمال بغداد وجمال بيروت وجمال القدس وجمال الناصرة وجمال القاهرة وجمال الجزائر وجمال الشهداء.
يا غزة التي تحمل جراحها بيادر قمح وتلال زعتر وحدائق ورد وسفوح سيوف، تركض بين الغضب والغضب، والحزن والحزن، والعدو والعدو، وابناء العم وابناء العم، ايتها السيدة التي تجلس على مسافة رصاصة منا، ها دمك ليس مثل دمنا، وجرحك ليس مثل جرحنا وابتسامتك ليست مثل ابتسامتنا، ها انت تجلسين على مسافة جرح من قبورنا، تقرأين فاتحة وتقبِّلين تراباً هو من الوطن ولكننا لا نحفظه في صدور أو قلوب أو قوارير أو اهواء.
مشغولة انت بالصلاة وباحتضان ابنائك واحفادك بين اصابعك الدافئة، ومشغولون نحن ببورصاتنا وملاعب اقدام لاعبينا والاغاني العارية والابراج التي ترتفع فوق ترابنا عشرين طابقاً ولكنها لا تظهر بين حجارة قبور الشهداء التي ترتفع قطرة دم واحدة.
اعذرونا اذ تأخرنا عن تشييع اطفالك وصباياك وشبابك وعجائزك، فقد وصلت الدعوة للحضور متأخرة، ودائماً تصل متأخرة ولا نقرأ سطورها الا بعد اربعين رحيلنا.
يا غزة التي ليست مثلها غزة، نعرف كم انت خجولة منا، ولكنك تعرفين كم نحن موتى نمشي بكامل لياقتنا في شوارعنا المزدحمة بالعار وبالفراغ وبالخزي الذي يحاول ان يأخذ لون الانتصار فيسقط تحت اقدام المهزومين.