فيصل الهمرق
01-21-2008, 09:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين . وصلاة وسلاما دائمين متلازمين علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين .
وبعد
فهذه اطروح في عجالة عن (( اللســان )).........
اخرج ابو نعيم من حديث انس رضي الله عنه :
" يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيء من الجوارح . فيقول : يا رب . لم عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح ؟ فيقال له : خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها .
فسفك بها الدم الحرام . واخذ بها المال الحرام . وانتهك بها الفرج الحرام ... فوعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من الجوارح .
وجاء في بعض الاحاديث :
" ان الانسان لينطق بالكلمة فتهوي به الي قاع جهنم سبعين خريفا "
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم بين له اسباب الخير ومفاتيح السعادة . وراس الامر وعموده وذروة سنامه .... ثم قال له :
" الا ادلك يا معاذ علي ملاك ذلك كله ؟
قال معاذ : بلي .
فامسك رسول الله صلي الله عليه وسلم بلسانه وقال : تكف عليك هذا .
فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
" ثكلتك امك يا معاذ . وهل يكب الناس علي وجوههم في النار إلا حصائد السنتهم ؟
وعن اللسان وعن آثاره وردت الاقوال الحكيمة الكثيرة ...................
يقول الصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه : ان البلاء موكل بالنطق .
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما شيء اولي بطول سجن من لسان .
ويقول انس بن مالك رضي الله عنه : لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يتحرز من لسانه ولسان غيره.
ويقول الشاعر يعقوب الحمدوني :
وقد يرجي لجرح السيف برء ....... ولا برء لما جرح اللسان
ويقول اكثم بن صيفي ( حكيم العرب ) : مقتل الرجل بين فكيه .
وقيل : من ضاق صدره اتسع لسانه .
من اكثر اهجر . [ اي خرج الي الهجر وهو القبيح من القول ].
الصمت حكم وقليل فاعله .
عي صامت خير من عي ناطق .
استكثر من الهيبة صموت .
السكوت سلامة .
الندم علي السكوت خير من الندم علي الكلام .
من تكلم بكل ما يريد لم يتورع في كلامه .
المرء مخبوء تحت لسانه فاذا نطق ظهر .
عقل المرء مدفون بلسانه .
اياك وما يعتذر منه .
وقال الربيع بن خثيم :
اقلل الكلام إلا من تسع .. تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءتك القرآن .
وفي وصية اوصي بها امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ابنه محمدا بن الحنفية
قال :
وامسك عليك لسانك . فإن تلافيك ما فرط من صمتك ايسر عليك من ادراك ما فات من منطقك .
وفي ( علم القلوب ) اورد ابو طالب المكي رحمه الله قائلا :
يقال في اللسان ستة وثلاثون نوعا من المعصية .... مثل :
المداهنة والنفاق والتزيين والجدال والمراء والخصومة والقذف وشهادة الزور واليمين الفاجرة والغيبة والكذب والبهتان والنميمة واللجاجة والمدح والذم والسحر والكفران للنعمة والمعصية بالباطل . وغير ذلك مما يطول ذكره . فمن سكت فقد اغلق علي نفسه ستة وثلاثين بابا من ابواب المعصية ......فيا لها من ربح .
وقال الاخطل الشاعر :............ والقول ينفذ ما لا تنفذ الابر
وقال الشاعر :
قالوا ولو صح ما قالوا لفزت به ...... من لي بتصديق ما قالوا وتكذيبي
وقال غيره :
احفظ لسانك ايها الانسان ...... لايلدغنك انه ثعبان
وقال غيره :
وجرح السف تدمله فيبرا .... ويبقي الدهر ما جرح اللسان
وقال صعصعة بن صوحان لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما :
والله يا امير المؤمنين .اني لأدع الكلام حتي يختمر في صدري فما ارهف به [ اي لا اركب البديهة بمعني انه يتروي ] ولا اتلهق فيه [ اي اتقعر ] حتي اقيم اوده واحرر متنه .
وقد سال العباس رضي الله عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : فيم الجمال يا رسول الله ؟
فقال : " في اللسان " .
وقال الشاعر :
لعمرك ما ود اللسان بنافع ..... اذا لم يكن اصل المودة في الصدر
وقال الآخر :
ان الكلام لفي الفؤد وانما .... جعل اللسان علي الفؤاد دليلا
ويروي ان معاوية رضي الله عنه نظر يوما الي اوس العذري في عباءة في ناحية مجلسه .
فانكره زراية منه . وقال : من هذا ؟
فقال اوس : يا امير المؤمنين .. ان العباءة لا تكلمك .. انما يكلمك من فيها .
ولهذا قال الشاعر :
وما حسن الرجال لهم بحسن .... اذا ما اخطا الحسن البيان
كفي بالمرء عيبــا ان تـــراه .... له وجه وليس له لسان
وقال غيره :
اني علي ما تزدري من دمامتي .... اذا قيس ذرعي بالرجال طويل
وروي انس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال :
"فضل لسانك الذي تعبر به عن اخيك الذي لا لسان له صدقة "
وكانها وصية نبوية للمحامين الذين يوكلهم الناس في الكلام نيابة عنهم .
واذا كان التعبير عن الخواطر بالكلام والنطق وظيفة اساسية للسان فقد عبر عن ذلك احد الشعراء فقال :
صعدت الي شفتي خواطر مهجتي .... ليبين عنها منطقي ولساني
فاللهم احفظ السنتنا واعيننا وآذاننا وايدينا وارجلنا وكل جوارحنا من كل الذنوب والآثام بحفظك الذي لا يرام
وصل اللهم علي خير الانام سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه الكرام ومن تبعه علي الاسلام الي يوم الدين يا رب العالمين .
واغفر لنا ولآبائنا ولمشايخنا ولأصحاب الحقوق علينا وارحمنا اجمعين برحمتك الواسعة يا ارحم الراحمين ... اللهم آمين .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
الحمد لله رب العالمين . وصلاة وسلاما دائمين متلازمين علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين .
وبعد
فهذه اطروح في عجالة عن (( اللســان )).........
اخرج ابو نعيم من حديث انس رضي الله عنه :
" يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيء من الجوارح . فيقول : يا رب . لم عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح ؟ فيقال له : خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها .
فسفك بها الدم الحرام . واخذ بها المال الحرام . وانتهك بها الفرج الحرام ... فوعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من الجوارح .
وجاء في بعض الاحاديث :
" ان الانسان لينطق بالكلمة فتهوي به الي قاع جهنم سبعين خريفا "
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم بين له اسباب الخير ومفاتيح السعادة . وراس الامر وعموده وذروة سنامه .... ثم قال له :
" الا ادلك يا معاذ علي ملاك ذلك كله ؟
قال معاذ : بلي .
فامسك رسول الله صلي الله عليه وسلم بلسانه وقال : تكف عليك هذا .
فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال النبي صلي الله عليه وسلم :
" ثكلتك امك يا معاذ . وهل يكب الناس علي وجوههم في النار إلا حصائد السنتهم ؟
وعن اللسان وعن آثاره وردت الاقوال الحكيمة الكثيرة ...................
يقول الصديق ابو بكر رضي الله عنه وارضاه : ان البلاء موكل بالنطق .
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما شيء اولي بطول سجن من لسان .
ويقول انس بن مالك رضي الله عنه : لا يكون المؤمن مؤمنا حتي يتحرز من لسانه ولسان غيره.
ويقول الشاعر يعقوب الحمدوني :
وقد يرجي لجرح السيف برء ....... ولا برء لما جرح اللسان
ويقول اكثم بن صيفي ( حكيم العرب ) : مقتل الرجل بين فكيه .
وقيل : من ضاق صدره اتسع لسانه .
من اكثر اهجر . [ اي خرج الي الهجر وهو القبيح من القول ].
الصمت حكم وقليل فاعله .
عي صامت خير من عي ناطق .
استكثر من الهيبة صموت .
السكوت سلامة .
الندم علي السكوت خير من الندم علي الكلام .
من تكلم بكل ما يريد لم يتورع في كلامه .
المرء مخبوء تحت لسانه فاذا نطق ظهر .
عقل المرء مدفون بلسانه .
اياك وما يعتذر منه .
وقال الربيع بن خثيم :
اقلل الكلام إلا من تسع .. تكبير وتهليل وتسبيح وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءتك القرآن .
وفي وصية اوصي بها امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ابنه محمدا بن الحنفية
قال :
وامسك عليك لسانك . فإن تلافيك ما فرط من صمتك ايسر عليك من ادراك ما فات من منطقك .
وفي ( علم القلوب ) اورد ابو طالب المكي رحمه الله قائلا :
يقال في اللسان ستة وثلاثون نوعا من المعصية .... مثل :
المداهنة والنفاق والتزيين والجدال والمراء والخصومة والقذف وشهادة الزور واليمين الفاجرة والغيبة والكذب والبهتان والنميمة واللجاجة والمدح والذم والسحر والكفران للنعمة والمعصية بالباطل . وغير ذلك مما يطول ذكره . فمن سكت فقد اغلق علي نفسه ستة وثلاثين بابا من ابواب المعصية ......فيا لها من ربح .
وقال الاخطل الشاعر :............ والقول ينفذ ما لا تنفذ الابر
وقال الشاعر :
قالوا ولو صح ما قالوا لفزت به ...... من لي بتصديق ما قالوا وتكذيبي
وقال غيره :
احفظ لسانك ايها الانسان ...... لايلدغنك انه ثعبان
وقال غيره :
وجرح السف تدمله فيبرا .... ويبقي الدهر ما جرح اللسان
وقال صعصعة بن صوحان لمعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما :
والله يا امير المؤمنين .اني لأدع الكلام حتي يختمر في صدري فما ارهف به [ اي لا اركب البديهة بمعني انه يتروي ] ولا اتلهق فيه [ اي اتقعر ] حتي اقيم اوده واحرر متنه .
وقد سال العباس رضي الله عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : فيم الجمال يا رسول الله ؟
فقال : " في اللسان " .
وقال الشاعر :
لعمرك ما ود اللسان بنافع ..... اذا لم يكن اصل المودة في الصدر
وقال الآخر :
ان الكلام لفي الفؤد وانما .... جعل اللسان علي الفؤاد دليلا
ويروي ان معاوية رضي الله عنه نظر يوما الي اوس العذري في عباءة في ناحية مجلسه .
فانكره زراية منه . وقال : من هذا ؟
فقال اوس : يا امير المؤمنين .. ان العباءة لا تكلمك .. انما يكلمك من فيها .
ولهذا قال الشاعر :
وما حسن الرجال لهم بحسن .... اذا ما اخطا الحسن البيان
كفي بالمرء عيبــا ان تـــراه .... له وجه وليس له لسان
وقال غيره :
اني علي ما تزدري من دمامتي .... اذا قيس ذرعي بالرجال طويل
وروي انس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال :
"فضل لسانك الذي تعبر به عن اخيك الذي لا لسان له صدقة "
وكانها وصية نبوية للمحامين الذين يوكلهم الناس في الكلام نيابة عنهم .
واذا كان التعبير عن الخواطر بالكلام والنطق وظيفة اساسية للسان فقد عبر عن ذلك احد الشعراء فقال :
صعدت الي شفتي خواطر مهجتي .... ليبين عنها منطقي ولساني
فاللهم احفظ السنتنا واعيننا وآذاننا وايدينا وارجلنا وكل جوارحنا من كل الذنوب والآثام بحفظك الذي لا يرام
وصل اللهم علي خير الانام سيدنا ومولانا محمد وعلي آله وصحبه الكرام ومن تبعه علي الاسلام الي يوم الدين يا رب العالمين .
واغفر لنا ولآبائنا ولمشايخنا ولأصحاب الحقوق علينا وارحمنا اجمعين برحمتك الواسعة يا ارحم الراحمين ... اللهم آمين .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .