راكد وفهمان
03-31-2005, 08:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
: عنترة بن شداد .. أسود كالغراب رأسه كالزبيبة ..
وأمه حبشية أسمها : زبيبة . شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعله علما من أعلام التاريخ العربي
.وقد جاء في كتاب الأغاني في ترجمة أبي ثور فتى اليمانية وفارسها عمرو بن معد يكرب قوله: لو سرت بظعينة وحدي على مياه معد كلها ماخفت أن أغلب عليها، مالم يلقني حراها أو عبداها . فأما الحران فعامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي، واما العبدان فأسود بني عبس، يعني عنترة
والسليك بن السلكة، وكلهم قد لقيت.
ومن المعروف أن معد هو معد بن عدنان و عامر بن الطفيل من هوازن من قيس عيلان من مضر الحمراء بن نزار بن معد و عامربن الطفيل هو القائل للرسول صلى الله عليه وسلم ، والله لأملأنّها عليك خيلا جردًا، وفتيانا مردًا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمنعك الله ذلك وأبناء قيلة " يعني الأوس والخزرج. و الطفيل هو صاحب المنافرة المشهورة مع علقمة بن علاثة والحديث عن هذا الفارس طويل جدا
وأما عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي و ما أدراك ما عتيبة فقد جاء في المناقب لأبي البقاء الحلي أن فرسان العرب ثلاثة: عامر بن الطُّفَيل فارس بني عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وعُتيبه بن الحارث فارس تميم، وبُسطام بن قيس فارس بكر بن وائل، وقال أبو عبيدة في الديباج : كان عتيبة وبسطام عفيفين، وكان عامر عاهراً والحديث كذلك عن عتيبة يطول ولربما طرحنا موضوعا عنه
وأما السليك بن السلكة فهو كذلك من بني تميم من أمة سوداء وهو من عدائين العرب وصعاليكها وشعرائها وكان لا يغير على مضر وغارته كانت على اليمانية وأن لم يجد فعلى ربيعة
وأما عنترة بن شداد العبسي من قيس عيلان فنترك له الحديث عن نفسه من شعره وأن كنا قد اخترنا من شعره ما شطح فيه عنترة ونطح وخرج عن طوره ,وليس ذلك إلا للتسلية والأحماض وتعديل السلوك المعرفي لمن يعتمدون في التاريخ على الشعر والشعر فقط تحت بند (الأولين مايكذبون)
فيليت القوم يستوعبون مبالغات الشعراء خصوصا عندما يتحدثون عن أنفسهم ,وأنا على يقين لوجعلنا أحد شعراء القرن تحت المجهر الذي تناولنا به ديوان عنترة في هذا الموضوع لا رأينا عجبا ,ولكن أصبر يا عنترة على هذا المنهج لعل الله أن يهدي بك عقولا وأقواما والله ولي ذلك والقادر عليه
عنترة العبسي في شعره النرجسي
سيرة عنترة من بعض شعره:
قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ=وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا
وقوله:
ما ساءَني لَوني واسم زَبيبَةٍ=إِذ قَصَّرَت عَن هِمَّتي أَعدائي
وقوله :
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى=رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وقوله :
فَلَئِن بَقيتُ لَأَصنَعَنَّ عَجائِباً=وَلَأُبكِمَنَّ بَلاغَةَ الفُصَحاءِ
شخصية عنترة:
عنترة خلق قلبه أشد من الحديد:
خُلِقتُ مِنَ الحَديدِ أَشَدَّ قَلباً=فَكَيفَ أَخافُ مِن بيضٍ وَسُمرِ ( )
وقد ولد عنترة في الحرب العوان ومن لبنها سُقِي:
وَفي الحَربِ العَوانِ وُلِدتُ طِفلاً=وَمِن لَبَنِ المَعامِعِ قَد سُقيتُ
كما أن لي عنترة صرخت كالرعد:
فَصَرَختُ فيهِم صَرخَةً عَبسِيَّةً=كَالرَعدِ تَدوي في قُلوبِ العَسكَرِ
كما أن لعنترة صورة مرعبة تجعله يعجب مما من يراه ويعيش بعدها فيقول:
إِنّي لَأَعجَبُ كَيفَ يَنظُرُ صورَتي=يَومَ القِتالِ مُبارِزٌ وَيَعيشُ :cool:
كما أن لعنترة مشروبات مفضلة يتعاطاها في أوانٍ خاصة ويستنشق معها ريحانته التي تختلف عن كل ريحانه يقول:
وَإِنّي قَد شَرِبتُ دَمَ الأَعادي= بِأَقحافِ الرُؤوسِ وَما رَويتُ :p
وقوله:
وَرَيحانَتي رُمحي وَكاساتُ مَجلِسي=جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجدِ
ممتلكات عنترة:
من المعروف أن عنترة فارس؛ والفارس تختصر ممتلكاته غالبا في الرمح والسيف ومهره الذي له منخران؛كل واحد منهما كجحر ضبع :
وَكَأَنَّ مَخرَجَ رَوحِهِ في وَجهِهِ =سَرَبانِ كانا مَولِجَينِ لِجَيأَلِ
كم أن هذا المهر يفهم ما يقول عنترة، وتتحدث أيضًا:
وَقُلتُ لِمُهري وَالقَنا يَقرَعُ القَنا=تَنَبَّه وَكُن مُستَيقِظاً غَيرَ ناعِسِ
فَجاوَبَني مُهري الكَريمُ وَقالَ لي=أَنا مِن جِيادِ الخَيلِ كُن أَنتَ فارِسي
كما أن لعنترة مهرة تطير في الهواء:
عَلى مُهرَةٍ مَنسوبَةٍ عَرَبِيَّةٍ=تَطيرُ إِذا اِشتَدَّ الوَغى بِالقَوائِمِ :D
ورمح عنترة الذي هوله كالريحانة كما ذكرنا سابق تخر له الأسود:
وَرُمحي إِذا ما اِهتَزَّ يَومَ كَريهَةٍ=تَخِرُّ لَهُ كُلَّ الأُسودِ القَناعِسِ
سيف عنترة:
وأما سيف عنترة فحدث، ولا حرج يقد الصخور ويخرق الجبال وتشرق منه الأرض وتنشق له الجب وتسجد له جبابرة العجم والعرب وتفر منه الغول والوحوش والجن ويشكو من يراه إلى وسادته والناس منه قد أصبحوا في قيل وقال من الرعب الذي ملء الأرض من ذلك السيف:
وقال:
وَسَيفي مُرهَفُ الحَدَّينِ ماضٍ =تَقُدُّ شِفارُهُ الصَخرَ الجَمادا
وقال :
إِذا ما سُلَّ سالَ دَماً نَجيعاً =وَيَخرُقُ حَدُّهُ صُمَّ الجِبالِ
وقال :
إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ =وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ
وقال :
بِصارِمٍ حَيثُما جَرَّدتُهُ سَجَدَت =لَهُ جَبابِرَةُ الأَعجامِ وَالعَرَبِ
وقال وهو يصف رحلته وخوف الغول والجن من سيفه:
وَالغولُ بَينَ يَدَيَّ يَخفى تارَةً =وَيَعودُ يَظهَرُ مِثلَ ضَوءِ المَشعَلِ
بِنَواظِرٍ زُرقٍ وَوَجهٍ أَسوَدٍ =وَأَظافِرٍ يُشبِهنَ حَدَّ المِنجَلِ
وَالجِنُّ تَفرَقُ حَولَ غاباتِ الفَلا =بِهَماهِمٍ وَدَمادِمٍ لَم تَغفَلِ
وَإِذا رَأَت سَيفي تَضِجُّ مَخافَةً =كَضَجيجِ نوقِ الحَيِّ حَولَ المَنزِلِ
وهذا السيف يجعل من يراه يشكوا إلى وسادته :
يَرى في نَومِهِ فَتَكاتِ سَيفي= فَيَشكو ما يَراهُ إِلى الوِسادِ
بل هو حديث الشارع العام :
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي =فَباتَ الناسُ في قيلٍ وَقالِ
معارك عنترة:
والممتلكات الآنفة الذكر يقتحم بها عنترة معارك فيها من الوصف الشيء العجيب تميد فيها الجبال وجيوشها مثل الغمام المرعد ودوي ركض الجياد فيها كدويّ الرعد:
يا عَبلَ كَم مِن جَحفَلٍ فَرَّقتُهُ=وَالجَوُّ أَسوَدُ وَالجِبالُ تَميدُ
وَبَوارِقُ البيضِ الرِقاقِ لَوامِعٌ =في عارِضٍ مِثلِ الغَمامَ المُرعِدِ
طَرَقتُ دِيارَ كِندَةَ وَهيَ تَدوي =دَوِيَّ الرَعدِ مِن رَكضِ الجِيادِ
فماذا يفعل عنترة أما هذه الأهوال ؟
عنترة في هذه الأجواء يحمل حملة عنترية تجعل خصمه في دوار يمضي ويعود من هول تلك الحملة التي تضج لها الأملاك في الأفلاك وهو في سعادة قد بدأت على وجهه ابتسامة عريضة:
وَأَحمِلُ فيهِم حَملَةً عَنتَرِيَّةً =أَرُدُّ بِها الأَبطالَ في القَفر تَنبِجُ
تَرَكتُ بَني الهُجَيمِ لَهُم دَوارٌ =إِذا تَمضي جَمـاعَتُهُم تَعودُ
وَلَقَد حَمَلتُ عَلى الأَعاجِمِ حَملَةً =ضَجَّت لَها الأَملاكُ في الأَفلاكِ
فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً =وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ
ومع كل هذا وذاك فعنترة رقيق يشكو من عداء غراب البين له ويبكي من غناء الطير ويحدثه وينادي نسيم الحجاز الذي يطفئ لهيب قلبه المشتاق:
وَعاداني غُرابُ البَينِ حَتّى =كَأَنّي قَد قَتَلتُ لَهُ قَتيــلا
وَقَد غَنّى عَلى الأَغصانِ طَيرٌ =صَوتِ حَنينِهِ يَشفي الغَليلا
بَكى فَأَعَرتُهُ أَجفـانَ عَيني =وَناحَ فَزادَ إِعوالي عَويــلا
فَقُلتُ لَهُ جَرَحتَ صَميمَ قَلبي =وَأَبدى نَوحُكَ الداءَ الدَخيلا
وقوله
وسَأَلتُ طَيرَ الدَوحِ كَم مِثلي =شَجا بِأَنينِهِ وَحَنينِـهِ المُتَرَدِّدِ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني =حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وقوله:
يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفا =نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ
وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ =َشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ
باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ =َيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ
يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي=شاق لم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ
وفي الختام يقدم لكم أبو الفهامة تحياته وعذره على عدم توثيق النصوص وشرح الغريب لأن هذا الموضوع كتب على عجالة وبسرعة أشد من سرعة مهرة عنترة التي تطير في الهواء
:)
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى عتيبة
: عنترة بن شداد .. أسود كالغراب رأسه كالزبيبة ..
وأمه حبشية أسمها : زبيبة . شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعله علما من أعلام التاريخ العربي
.وقد جاء في كتاب الأغاني في ترجمة أبي ثور فتى اليمانية وفارسها عمرو بن معد يكرب قوله: لو سرت بظعينة وحدي على مياه معد كلها ماخفت أن أغلب عليها، مالم يلقني حراها أو عبداها . فأما الحران فعامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي، واما العبدان فأسود بني عبس، يعني عنترة
والسليك بن السلكة، وكلهم قد لقيت.
ومن المعروف أن معد هو معد بن عدنان و عامر بن الطفيل من هوازن من قيس عيلان من مضر الحمراء بن نزار بن معد و عامربن الطفيل هو القائل للرسول صلى الله عليه وسلم ، والله لأملأنّها عليك خيلا جردًا، وفتيانا مردًا؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يمنعك الله ذلك وأبناء قيلة " يعني الأوس والخزرج. و الطفيل هو صاحب المنافرة المشهورة مع علقمة بن علاثة والحديث عن هذا الفارس طويل جدا
وأما عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي و ما أدراك ما عتيبة فقد جاء في المناقب لأبي البقاء الحلي أن فرسان العرب ثلاثة: عامر بن الطُّفَيل فارس بني عامر بن صعصعه بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وعُتيبه بن الحارث فارس تميم، وبُسطام بن قيس فارس بكر بن وائل، وقال أبو عبيدة في الديباج : كان عتيبة وبسطام عفيفين، وكان عامر عاهراً والحديث كذلك عن عتيبة يطول ولربما طرحنا موضوعا عنه
وأما السليك بن السلكة فهو كذلك من بني تميم من أمة سوداء وهو من عدائين العرب وصعاليكها وشعرائها وكان لا يغير على مضر وغارته كانت على اليمانية وأن لم يجد فعلى ربيعة
وأما عنترة بن شداد العبسي من قيس عيلان فنترك له الحديث عن نفسه من شعره وأن كنا قد اخترنا من شعره ما شطح فيه عنترة ونطح وخرج عن طوره ,وليس ذلك إلا للتسلية والأحماض وتعديل السلوك المعرفي لمن يعتمدون في التاريخ على الشعر والشعر فقط تحت بند (الأولين مايكذبون)
فيليت القوم يستوعبون مبالغات الشعراء خصوصا عندما يتحدثون عن أنفسهم ,وأنا على يقين لوجعلنا أحد شعراء القرن تحت المجهر الذي تناولنا به ديوان عنترة في هذا الموضوع لا رأينا عجبا ,ولكن أصبر يا عنترة على هذا المنهج لعل الله أن يهدي بك عقولا وأقواما والله ولي ذلك والقادر عليه
عنترة العبسي في شعره النرجسي
سيرة عنترة من بعض شعره:
قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ=وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا
وقوله:
ما ساءَني لَوني واسم زَبيبَةٍ=إِذ قَصَّرَت عَن هِمَّتي أَعدائي
وقوله :
سَمَوتُ إِلى العُلا وَعَلوتُ حَتّى=رَأَيتُ النَجمَ تَحتي وَهوَ يَجري
وقوله :
فَلَئِن بَقيتُ لَأَصنَعَنَّ عَجائِباً=وَلَأُبكِمَنَّ بَلاغَةَ الفُصَحاءِ
شخصية عنترة:
عنترة خلق قلبه أشد من الحديد:
خُلِقتُ مِنَ الحَديدِ أَشَدَّ قَلباً=فَكَيفَ أَخافُ مِن بيضٍ وَسُمرِ ( )
وقد ولد عنترة في الحرب العوان ومن لبنها سُقِي:
وَفي الحَربِ العَوانِ وُلِدتُ طِفلاً=وَمِن لَبَنِ المَعامِعِ قَد سُقيتُ
كما أن لي عنترة صرخت كالرعد:
فَصَرَختُ فيهِم صَرخَةً عَبسِيَّةً=كَالرَعدِ تَدوي في قُلوبِ العَسكَرِ
كما أن لعنترة صورة مرعبة تجعله يعجب مما من يراه ويعيش بعدها فيقول:
إِنّي لَأَعجَبُ كَيفَ يَنظُرُ صورَتي=يَومَ القِتالِ مُبارِزٌ وَيَعيشُ :cool:
كما أن لعنترة مشروبات مفضلة يتعاطاها في أوانٍ خاصة ويستنشق معها ريحانته التي تختلف عن كل ريحانه يقول:
وَإِنّي قَد شَرِبتُ دَمَ الأَعادي= بِأَقحافِ الرُؤوسِ وَما رَويتُ :p
وقوله:
وَرَيحانَتي رُمحي وَكاساتُ مَجلِسي=جَماجِمُ ساداتٍ حِراصٍ عَلى المَجدِ
ممتلكات عنترة:
من المعروف أن عنترة فارس؛ والفارس تختصر ممتلكاته غالبا في الرمح والسيف ومهره الذي له منخران؛كل واحد منهما كجحر ضبع :
وَكَأَنَّ مَخرَجَ رَوحِهِ في وَجهِهِ =سَرَبانِ كانا مَولِجَينِ لِجَيأَلِ
كم أن هذا المهر يفهم ما يقول عنترة، وتتحدث أيضًا:
وَقُلتُ لِمُهري وَالقَنا يَقرَعُ القَنا=تَنَبَّه وَكُن مُستَيقِظاً غَيرَ ناعِسِ
فَجاوَبَني مُهري الكَريمُ وَقالَ لي=أَنا مِن جِيادِ الخَيلِ كُن أَنتَ فارِسي
كما أن لعنترة مهرة تطير في الهواء:
عَلى مُهرَةٍ مَنسوبَةٍ عَرَبِيَّةٍ=تَطيرُ إِذا اِشتَدَّ الوَغى بِالقَوائِمِ :D
ورمح عنترة الذي هوله كالريحانة كما ذكرنا سابق تخر له الأسود:
وَرُمحي إِذا ما اِهتَزَّ يَومَ كَريهَةٍ=تَخِرُّ لَهُ كُلَّ الأُسودِ القَناعِسِ
سيف عنترة:
وأما سيف عنترة فحدث، ولا حرج يقد الصخور ويخرق الجبال وتشرق منه الأرض وتنشق له الجب وتسجد له جبابرة العجم والعرب وتفر منه الغول والوحوش والجن ويشكو من يراه إلى وسادته والناس منه قد أصبحوا في قيل وقال من الرعب الذي ملء الأرض من ذلك السيف:
وقال:
وَسَيفي مُرهَفُ الحَدَّينِ ماضٍ =تَقُدُّ شِفارُهُ الصَخرَ الجَمادا
وقال :
إِذا ما سُلَّ سالَ دَماً نَجيعاً =وَيَخرُقُ حَدُّهُ صُمَّ الجِبالِ
وقال :
إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ =وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ
وقال :
بِصارِمٍ حَيثُما جَرَّدتُهُ سَجَدَت =لَهُ جَبابِرَةُ الأَعجامِ وَالعَرَبِ
وقال وهو يصف رحلته وخوف الغول والجن من سيفه:
وَالغولُ بَينَ يَدَيَّ يَخفى تارَةً =وَيَعودُ يَظهَرُ مِثلَ ضَوءِ المَشعَلِ
بِنَواظِرٍ زُرقٍ وَوَجهٍ أَسوَدٍ =وَأَظافِرٍ يُشبِهنَ حَدَّ المِنجَلِ
وَالجِنُّ تَفرَقُ حَولَ غاباتِ الفَلا =بِهَماهِمٍ وَدَمادِمٍ لَم تَغفَلِ
وَإِذا رَأَت سَيفي تَضِجُّ مَخافَةً =كَضَجيجِ نوقِ الحَيِّ حَولَ المَنزِلِ
وهذا السيف يجعل من يراه يشكوا إلى وسادته :
يَرى في نَومِهِ فَتَكاتِ سَيفي= فَيَشكو ما يَراهُ إِلى الوِسادِ
بل هو حديث الشارع العام :
مَلَأتُ الأَرضَ خَوفاً مِن حُسامي =فَباتَ الناسُ في قيلٍ وَقالِ
معارك عنترة:
والممتلكات الآنفة الذكر يقتحم بها عنترة معارك فيها من الوصف الشيء العجيب تميد فيها الجبال وجيوشها مثل الغمام المرعد ودوي ركض الجياد فيها كدويّ الرعد:
يا عَبلَ كَم مِن جَحفَلٍ فَرَّقتُهُ=وَالجَوُّ أَسوَدُ وَالجِبالُ تَميدُ
وَبَوارِقُ البيضِ الرِقاقِ لَوامِعٌ =في عارِضٍ مِثلِ الغَمامَ المُرعِدِ
طَرَقتُ دِيارَ كِندَةَ وَهيَ تَدوي =دَوِيَّ الرَعدِ مِن رَكضِ الجِيادِ
فماذا يفعل عنترة أما هذه الأهوال ؟
عنترة في هذه الأجواء يحمل حملة عنترية تجعل خصمه في دوار يمضي ويعود من هول تلك الحملة التي تضج لها الأملاك في الأفلاك وهو في سعادة قد بدأت على وجهه ابتسامة عريضة:
وَأَحمِلُ فيهِم حَملَةً عَنتَرِيَّةً =أَرُدُّ بِها الأَبطالَ في القَفر تَنبِجُ
تَرَكتُ بَني الهُجَيمِ لَهُم دَوارٌ =إِذا تَمضي جَمـاعَتُهُم تَعودُ
وَلَقَد حَمَلتُ عَلى الأَعاجِمِ حَملَةً =ضَجَّت لَها الأَملاكُ في الأَفلاكِ
فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً =وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضِبُ
ومع كل هذا وذاك فعنترة رقيق يشكو من عداء غراب البين له ويبكي من غناء الطير ويحدثه وينادي نسيم الحجاز الذي يطفئ لهيب قلبه المشتاق:
وَعاداني غُرابُ البَينِ حَتّى =كَأَنّي قَد قَتَلتُ لَهُ قَتيــلا
وَقَد غَنّى عَلى الأَغصانِ طَيرٌ =صَوتِ حَنينِهِ يَشفي الغَليلا
بَكى فَأَعَرتُهُ أَجفـانَ عَيني =وَناحَ فَزادَ إِعوالي عَويــلا
فَقُلتُ لَهُ جَرَحتَ صَميمَ قَلبي =وَأَبدى نَوحُكَ الداءَ الدَخيلا
وقوله
وسَأَلتُ طَيرَ الدَوحِ كَم مِثلي =شَجا بِأَنينِهِ وَحَنينِـهِ المُتَرَدِّدِ
سَأَندُبُ حَتّى يَعلَمَ الطَيرُ أَنَّني =حَزينٌ وَيَرثي لي الحَمامُ المُغَرِّدُ
وقوله:
يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفا =نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ
وَلَقَد ناحَ في الغُصونِ حَمامٌ =َشَجاني حَنينُهُ وَالنَحيبُ
باتَ يَشكو فِراقَ إِلفٍ بَعيدٍ =َيُنادي أَنا الوَحيدُ الغَريبُ
يا حَمامَ الغُصونِ لَو كُنتَ مِثلي=شاق لم يَرُقكَ غُصنٌ رَطيبُ
وفي الختام يقدم لكم أبو الفهامة تحياته وعذره على عدم توثيق النصوص وشرح الغريب لأن هذا الموضوع كتب على عجالة وبسرعة أشد من سرعة مهرة عنترة التي تطير في الهواء
:)
جميع الحقوق محفوظة لمنتدى عتيبة