سهلي وكلي فخر
01-12-2008, 09:24 AM
الرئيس الأميركي جورج بوش يزور الشرق الأوسط.
لا أهلاً ولا سهلاً، فلا أدب ضيافة هنا، وانما هو موقف أميركي معادٍ للعرب والمسلمين، خدمة لاسرائيل من ناحية، ولطموحات امبراطورية، أي امبريالية جديدة.
كل حديث غير هذا كذب أو جبن أو نفاق.
ثمة ألف دعوة على الانترنت، وعبر مصادر أخرى، لعزل جورج بوش، وقد كتبت عن الموضوع غير مرة، واليوم أترجم عن الانكليزية «مع دخولنا العام الثامن من ادارة بوش – تشيني استنتجت متأخراً ومتألماً ان الموقف الشريف (الوحيد) لي هو أن أدعو الى عزل الرئيس ونائب الرئيس».
الكلام السابق ليس لي، وانما هو أول فقرة في مقال كتبه جورج ماكغفرن، المرشح الديموقراطي للرئاسة ضد ريتشارد نيكسون عام 1972، وأحد أبرز السياسيين الأميركيين وأكثرهم اعتدالاً في النصف الثاني من القرن العشرين.
»واشنطن بوست» نشرت المقال الأحد الماضي، وكان عنوانه «لماذا اعتقد بأن بوش يجب أن يذهب». وعندما عدت الى موقع الجريدة على الانترنت أمس وجدت أنها اعادت نشره تحت العنوان «اعزلوهما معاً» أي بوش ونائبه ديك تشيني.
ماكغفرن يكرر ما هو موثق في شكل تقبل به أي محكمة، ويقول إن بوش وتشيني انتهكا الدستور الأميركي، وكذبا على الشعب الأميركي تكراراً، وأدت سياستهما البربرية الى خفض احترام أميركا حول العالم، وهما شنا حرباً مجرمة غير شرعية وغير منطقية على العراق راح ضحيتها أربعة آلاف أميركي وأضعاف ذلك من المعاقين جسدياً ونفسياً، وأدت الى مقتل 600 ألف عراقي (أقول ان الضحايا العراقيين مليون اذا حسبنا الذين ماتوا نتيجة الحرب لا مباشرة فيها)، وهي تكلف 250 مليون دولار في اليوم، وستصل نفقاتها النهائية الى ترليون دولار استدانت الولايات المتحدة أكثرها من الصين وغيرها حتى أصبح الدين القومي الأميركي تسعة ترليونات دولار.
ماكغفرن يكمل بانتهاك اتفاقات جنيف لعام 1949 بتعذيب الأسرى والسجناء، وبزيادة الإرهاب نتيجة للحرب على الارهاب، والفشل في التعامل مع كارثة كاترينا، والتنصت على مهاتفات المواطنين وغير ذلك.
مرة أخرى كل هذا معروف وموثق، وأهمية تكراره هنا انه وارد على لسان سياسي أميركي بارز كان من أخلاقه انه لم يشارك في الحملة لعزل نيكسون، فقد خشي أن يتهم بأنه يطلب الانتقام من الرجل الذي هزمه في التنافس على الرئاسة. واليوم يقول ماكغفرن إن ما ارتكب بوش وتشيني أسوأ كثيراً مما عُزل نيكسون بسببه.
التهم السابقة مجرد عناوين، فهناك كتب عنها تعتمد على معلومات رسمية ووثائق. وعلى سبيل التذكير، فلجنة الطاقة التي حملت اسم تشيني نفسه اجتمعت في آذار (مارس) 2001، أي قبل ستة أشهر من الإرهاب المعروف، ودرست سبل السيطرة على نفط العراق، وجاء إرهاب المجرمين القتلة الحمقى المجردين من الانسانية، ليعطي الادارة «البربرية» (كلمة ماكغفرن) العذر لشن حرب على العرب والمسلمين خدمة لاسرائيل ولتحقيق أحلام الامبريالية الجديدة.
بوش وتشيني لم يتراجعا ولم يعترفا بخطأ، وانما أصرا على ارتكاب المزيد منه، والسنة الماضية كادت أن تنتهي بكارثة، فقد تبين من مصادر رسمية قاطعة أن أجهزة الاستخبارات الأميركية بلّغت الإدارة قرب نهاية 2005 أن ايران أوقفت برنامجها النووي العسكري عام 2003، واستقال مدير الاستخبارات جون نغروبونتي قبل سنة تماماً لأنه رفض ضغوط مكتب تشيني لتغيير معلومات الاستخبارات. وما حدث هو أن بوش وتشيني كتما معلومات الاستخبارات وهددا إيران والمنطقة على امتداد السنة، حتى أن بوش حذر من حرب عالمية ثالثة، وتشيني هدد ايران بحرب. ثم جاء تقرير الاستخبارات الوطني قبل نهاية السنة ليكشف الحقيقة، ويؤخر – لا يلغي – خطر الحرب.
اليوم بوش في المنطقة محاولاً حشد العرب مع ادارته، أي مع اسرائيل ضد إيران. ونحن عندنا أسباب عربية واقليمية للقلق من طموحات إيران، ونطالبها بالانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة إلا اننا لا نحتاج الى تحالف مع أعداء العرب والمسلمين ضد جارة عبر مياه الخليج. طبعاً جورج بوش سيقول أيضاً إنه يريد دفع مسيرة أنابوليس الى الأمام، وطبعاً أنا لا أصدقه.
اذا كانت هناك عدالة سماوية، واذا كانت هناك ديموقراطية أميركية، فيجب أن يعزل جورج بوش وديك تشيني وأن يحاكما أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وكما أن نيكسون لم يرتكب شيئاً مما ارتكب بوش وتشيني، كما يقول ماكغفرن، فإن سلوبودان ميلوسوفيتش ولوردات الحرب الافريقيين لم يرتكبوا شيئاً مما ارتكب الرئيس ونائبه.
:eek:
منقول من / صحيفة الحياة
لا أهلاً ولا سهلاً، فلا أدب ضيافة هنا، وانما هو موقف أميركي معادٍ للعرب والمسلمين، خدمة لاسرائيل من ناحية، ولطموحات امبراطورية، أي امبريالية جديدة.
كل حديث غير هذا كذب أو جبن أو نفاق.
ثمة ألف دعوة على الانترنت، وعبر مصادر أخرى، لعزل جورج بوش، وقد كتبت عن الموضوع غير مرة، واليوم أترجم عن الانكليزية «مع دخولنا العام الثامن من ادارة بوش – تشيني استنتجت متأخراً ومتألماً ان الموقف الشريف (الوحيد) لي هو أن أدعو الى عزل الرئيس ونائب الرئيس».
الكلام السابق ليس لي، وانما هو أول فقرة في مقال كتبه جورج ماكغفرن، المرشح الديموقراطي للرئاسة ضد ريتشارد نيكسون عام 1972، وأحد أبرز السياسيين الأميركيين وأكثرهم اعتدالاً في النصف الثاني من القرن العشرين.
»واشنطن بوست» نشرت المقال الأحد الماضي، وكان عنوانه «لماذا اعتقد بأن بوش يجب أن يذهب». وعندما عدت الى موقع الجريدة على الانترنت أمس وجدت أنها اعادت نشره تحت العنوان «اعزلوهما معاً» أي بوش ونائبه ديك تشيني.
ماكغفرن يكرر ما هو موثق في شكل تقبل به أي محكمة، ويقول إن بوش وتشيني انتهكا الدستور الأميركي، وكذبا على الشعب الأميركي تكراراً، وأدت سياستهما البربرية الى خفض احترام أميركا حول العالم، وهما شنا حرباً مجرمة غير شرعية وغير منطقية على العراق راح ضحيتها أربعة آلاف أميركي وأضعاف ذلك من المعاقين جسدياً ونفسياً، وأدت الى مقتل 600 ألف عراقي (أقول ان الضحايا العراقيين مليون اذا حسبنا الذين ماتوا نتيجة الحرب لا مباشرة فيها)، وهي تكلف 250 مليون دولار في اليوم، وستصل نفقاتها النهائية الى ترليون دولار استدانت الولايات المتحدة أكثرها من الصين وغيرها حتى أصبح الدين القومي الأميركي تسعة ترليونات دولار.
ماكغفرن يكمل بانتهاك اتفاقات جنيف لعام 1949 بتعذيب الأسرى والسجناء، وبزيادة الإرهاب نتيجة للحرب على الارهاب، والفشل في التعامل مع كارثة كاترينا، والتنصت على مهاتفات المواطنين وغير ذلك.
مرة أخرى كل هذا معروف وموثق، وأهمية تكراره هنا انه وارد على لسان سياسي أميركي بارز كان من أخلاقه انه لم يشارك في الحملة لعزل نيكسون، فقد خشي أن يتهم بأنه يطلب الانتقام من الرجل الذي هزمه في التنافس على الرئاسة. واليوم يقول ماكغفرن إن ما ارتكب بوش وتشيني أسوأ كثيراً مما عُزل نيكسون بسببه.
التهم السابقة مجرد عناوين، فهناك كتب عنها تعتمد على معلومات رسمية ووثائق. وعلى سبيل التذكير، فلجنة الطاقة التي حملت اسم تشيني نفسه اجتمعت في آذار (مارس) 2001، أي قبل ستة أشهر من الإرهاب المعروف، ودرست سبل السيطرة على نفط العراق، وجاء إرهاب المجرمين القتلة الحمقى المجردين من الانسانية، ليعطي الادارة «البربرية» (كلمة ماكغفرن) العذر لشن حرب على العرب والمسلمين خدمة لاسرائيل ولتحقيق أحلام الامبريالية الجديدة.
بوش وتشيني لم يتراجعا ولم يعترفا بخطأ، وانما أصرا على ارتكاب المزيد منه، والسنة الماضية كادت أن تنتهي بكارثة، فقد تبين من مصادر رسمية قاطعة أن أجهزة الاستخبارات الأميركية بلّغت الإدارة قرب نهاية 2005 أن ايران أوقفت برنامجها النووي العسكري عام 2003، واستقال مدير الاستخبارات جون نغروبونتي قبل سنة تماماً لأنه رفض ضغوط مكتب تشيني لتغيير معلومات الاستخبارات. وما حدث هو أن بوش وتشيني كتما معلومات الاستخبارات وهددا إيران والمنطقة على امتداد السنة، حتى أن بوش حذر من حرب عالمية ثالثة، وتشيني هدد ايران بحرب. ثم جاء تقرير الاستخبارات الوطني قبل نهاية السنة ليكشف الحقيقة، ويؤخر – لا يلغي – خطر الحرب.
اليوم بوش في المنطقة محاولاً حشد العرب مع ادارته، أي مع اسرائيل ضد إيران. ونحن عندنا أسباب عربية واقليمية للقلق من طموحات إيران، ونطالبها بالانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة إلا اننا لا نحتاج الى تحالف مع أعداء العرب والمسلمين ضد جارة عبر مياه الخليج. طبعاً جورج بوش سيقول أيضاً إنه يريد دفع مسيرة أنابوليس الى الأمام، وطبعاً أنا لا أصدقه.
اذا كانت هناك عدالة سماوية، واذا كانت هناك ديموقراطية أميركية، فيجب أن يعزل جورج بوش وديك تشيني وأن يحاكما أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وكما أن نيكسون لم يرتكب شيئاً مما ارتكب بوش وتشيني، كما يقول ماكغفرن، فإن سلوبودان ميلوسوفيتش ولوردات الحرب الافريقيين لم يرتكبوا شيئاً مما ارتكب الرئيس ونائبه.
:eek:
منقول من / صحيفة الحياة