أحـمـد الـروقـي
01-02-2008, 06:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريفهما:
المعروف: عبارة عن الأعمال الصالحة التي فرضها الله تعالى علينا كالصلاة والصيام والخمس والجهاد وصلة الرحم وبر الوالدين والصدق والأمانة وغيرها.
والمنكر: عبارة عن الأعمال القبيحة التي حرَّمها الله تعالى علينا كالكذب والغيبة والفرار من الزحف وعقوق الوالدين والإساءة إلى الناس وشبهها.
وجوبهما:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان كفائيان على كل المكلفين، ولا يسقط هذا الوجوب إلاَّ إذا قام به الآخرون، قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون).
أهميتهما:
هما من أشرف الفرائض الدينية وأعظمها، ووجوبهما من ضروريات الدين، ومنكرهما مع الالتفات إلى لوازمهما خارج عن ملة المسلمين.
عن رسول الله (ص) (لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلَّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء).
وورد عنه (ص) أيضاً: (إن الله عزَّ وجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له« فقيل وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال(ص): »الذي لا ينهى عن المنكر).
هذه الأهمية البالغة لهذه الفريضة إنما كانت لأن الإسلام شرع الأمر بالمعروف بهدف صيانة الاسلام وحراسة المجتمع الاسلامي من الضلال والانحراف، فعن طريقهما تتم عملية تبليغ الرسالة لمن يجهلها، وعن طريقهما تتم هداية الضال، وعن طريقهما يرشد الإنسان إلى فعل الخير، وتتم مكافحة الشر والفساد، وتنمو روح اليقظة والحذر في الأمة تجاه أي شاذ أو غريب عن رسالتها أو فكرها.
شرائط وجوبهما:
تجب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل مكلف إذا توفرت الشروط التالية:
1- العلم بالمعروف والمنكر:
فالجاهل الذي لا يعرف المعروف ولا المنكر لا يجب عليه الأمر والنهي، بل هو بحاجة إلى من يأمره وينهاه.
2- احتمال التأثير:
فلو علم المكلَّف بأن أمره أو نهيه لا يؤثران في الآخر لا يجب عليه الأمر ولا النهي.
3- أمن الضرر:
فلو علم المكلَّف بأن أمره أو نهيه سوف يجلب عليه الضرر على النفس أو المال لا يجب عليه الأمر ولا النهي.
4- الإصرار على المعصية:
فلو علم المكلف أن العاصي ترك المعصية ولن يعود إليها لا يجب عليه الأمر أو النهي.
مراتب الأمر والنهي:
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب ودرجات، لا يجوز الانتقال من مرتبة إلى أخرى مع حصول الغرض من المرتبة الدانية، وهذه المراتب على الشكل التالي:
1- الإنكار بالقلب:
ويتم ذلك من خلال إظهار الانزعاج القلبي من فعل المنكر وله أمثلة عديدة، كإظهار كراهية فعله بتغميض العينين وإعراض الوجه والعبوس، أو هجره وترك مودته والخروج من داره وما إلى ذلك.
2- الإنكار باللسان:
ويتم ذلك من خلال الكلمة الطيبة والقول اللين والوعظ والإرشاد وبيان الثواب والعقاب والخوف من الله، فإن لم ينزجر عن فعل المنكر يجوز الانتقال إلى غلظة القول والتشديد والتهديد والوعيد إذا كان ذلك نافعاً.
3- الإنكار باليد:
إذا علم المكلف أو اطمأن بأن المطلوب لا يحصل بالمرتبتين السابقتين يجوز الانتقال إلى هذه المرتبة مع التأكيد على أن يكون الضرب بهدف الإصلاح والتأديب وليس التشفي أو الانتقام، إضافة إلى وجوب الاقتصار على الضرب الخفيف الذي يحصل به الغرض وعدم وصول ذلك إلى درجة الجرح أو القتل لأنه من مختصَّات الإمام (ع) أو نائبه في عصر الغيبة.
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- أن يكون الآمر بالمعروف كالطبيب الذي يعالج مريضاً.
2- أن يكون في إنكاره لطفاً ورحمة على العاصي خاصة والأمة عامة.
3- أن يجرّد الآمر نيته وقصده لله تعالى ولمرضاته.
4- أن لا يرى الآمر نفسه منزَّهة عن الشوائب فيتعالى على المذنب، فقد يكون للمذنب صفة نفسانية أحبه الله تعالى لها وإن أبغض عمله، ويكون الآمر أو الناهي بعكسه.
^
^
^
تحـياتـي للجميـــــــــع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعريفهما:
المعروف: عبارة عن الأعمال الصالحة التي فرضها الله تعالى علينا كالصلاة والصيام والخمس والجهاد وصلة الرحم وبر الوالدين والصدق والأمانة وغيرها.
والمنكر: عبارة عن الأعمال القبيحة التي حرَّمها الله تعالى علينا كالكذب والغيبة والفرار من الزحف وعقوق الوالدين والإساءة إلى الناس وشبهها.
وجوبهما:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان كفائيان على كل المكلفين، ولا يسقط هذا الوجوب إلاَّ إذا قام به الآخرون، قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون).
أهميتهما:
هما من أشرف الفرائض الدينية وأعظمها، ووجوبهما من ضروريات الدين، ومنكرهما مع الالتفات إلى لوازمهما خارج عن ملة المسلمين.
عن رسول الله (ص) (لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلَّط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء).
وورد عنه (ص) أيضاً: (إن الله عزَّ وجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له« فقيل وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال(ص): »الذي لا ينهى عن المنكر).
هذه الأهمية البالغة لهذه الفريضة إنما كانت لأن الإسلام شرع الأمر بالمعروف بهدف صيانة الاسلام وحراسة المجتمع الاسلامي من الضلال والانحراف، فعن طريقهما تتم عملية تبليغ الرسالة لمن يجهلها، وعن طريقهما تتم هداية الضال، وعن طريقهما يرشد الإنسان إلى فعل الخير، وتتم مكافحة الشر والفساد، وتنمو روح اليقظة والحذر في الأمة تجاه أي شاذ أو غريب عن رسالتها أو فكرها.
شرائط وجوبهما:
تجب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل مكلف إذا توفرت الشروط التالية:
1- العلم بالمعروف والمنكر:
فالجاهل الذي لا يعرف المعروف ولا المنكر لا يجب عليه الأمر والنهي، بل هو بحاجة إلى من يأمره وينهاه.
2- احتمال التأثير:
فلو علم المكلَّف بأن أمره أو نهيه لا يؤثران في الآخر لا يجب عليه الأمر ولا النهي.
3- أمن الضرر:
فلو علم المكلَّف بأن أمره أو نهيه سوف يجلب عليه الضرر على النفس أو المال لا يجب عليه الأمر ولا النهي.
4- الإصرار على المعصية:
فلو علم المكلف أن العاصي ترك المعصية ولن يعود إليها لا يجب عليه الأمر أو النهي.
مراتب الأمر والنهي:
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب ودرجات، لا يجوز الانتقال من مرتبة إلى أخرى مع حصول الغرض من المرتبة الدانية، وهذه المراتب على الشكل التالي:
1- الإنكار بالقلب:
ويتم ذلك من خلال إظهار الانزعاج القلبي من فعل المنكر وله أمثلة عديدة، كإظهار كراهية فعله بتغميض العينين وإعراض الوجه والعبوس، أو هجره وترك مودته والخروج من داره وما إلى ذلك.
2- الإنكار باللسان:
ويتم ذلك من خلال الكلمة الطيبة والقول اللين والوعظ والإرشاد وبيان الثواب والعقاب والخوف من الله، فإن لم ينزجر عن فعل المنكر يجوز الانتقال إلى غلظة القول والتشديد والتهديد والوعيد إذا كان ذلك نافعاً.
3- الإنكار باليد:
إذا علم المكلف أو اطمأن بأن المطلوب لا يحصل بالمرتبتين السابقتين يجوز الانتقال إلى هذه المرتبة مع التأكيد على أن يكون الضرب بهدف الإصلاح والتأديب وليس التشفي أو الانتقام، إضافة إلى وجوب الاقتصار على الضرب الخفيف الذي يحصل به الغرض وعدم وصول ذلك إلى درجة الجرح أو القتل لأنه من مختصَّات الإمام (ع) أو نائبه في عصر الغيبة.
آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
1- أن يكون الآمر بالمعروف كالطبيب الذي يعالج مريضاً.
2- أن يكون في إنكاره لطفاً ورحمة على العاصي خاصة والأمة عامة.
3- أن يجرّد الآمر نيته وقصده لله تعالى ولمرضاته.
4- أن لا يرى الآمر نفسه منزَّهة عن الشوائب فيتعالى على المذنب، فقد يكون للمذنب صفة نفسانية أحبه الله تعالى لها وإن أبغض عمله، ويكون الآمر أو الناهي بعكسه.
^
^
^
تحـياتـي للجميـــــــــع