المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعقيب على تعليقات هيستريا تنصير العالم


احمد العتيبي-1
12-06-2007, 06:38 PM
تعقيب على تعليقات هيستريا تنصير العالم

http://www.55a.net/firas/ar_photo/11963499005656.jpg

بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز

أستاذة الحضارة الفرنسية


نظرا لعدد الردود والتعليقات التى وصلتنى حول مقال "هيستريا تنصير العالم"، فقد آثرت دمج أهم ما ورد بها فى رد واحد علّه يفيد أكبر عدد ممكن من الذين راسلونى أو علقوا على نفس المواقع التى نشر بها.

وأكثر ما أدهشنى فى هذه التعليقات المعترضة على المقال هو: ضحالة مستوى المعلومات العامة لكاتبيها وجهلهم الشديد حتى فيما يتعلق بالمسيحية التى يدينون بها وبتاريخها، سواء القديم أو المعاصر، وعدم متابعتهم للأحداث، وحشر موضوعات متعددة لا شأن لها بموضوع المقال، إضافة إلى انهم لم يفهمو المقصود من الموضوع الذى تناولته. أى انهم بدوا كأناس لا يقرأون، وإن قرأوا فلا يُدركون تماما معنى ما يقرأونه. فالمقال كان يدور أساسا حول الهَوَس الذى يقود به الفاتيكان عملية تنصير العالم، إعتمادا على نصوص فنّدها العلماء، وعلى أقوال لم ينطق بها يسوع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تساؤل حول وضع اليهود، الذين اعترف لهم الفاتيكان بدولة لا حق لهم فيها بكل المقاييس، وعن وضعهم من عملية التنصير العالمية هذه؟ هل سيتم تنصيرهم أم إن الفاتيكان هو الذى سيتهوّد ؟!

ونظرا للخلط والتداخل الشديد بين العناصر التى تناولوها، وكلها تقريبا خارج أو على هامش الموضوع، فسوف أتناول كل منها على حدة حتى يعوا تماما ما أقول وعلها تفيدهم كمعلومات عامة:

* التهجم على المسيحية: إن الاستشهاد بالحقائق العلمية التى بدأت تتوالى منذ عصر التنوير فى الغرب، والثابتة تاريخياً، بأسلوب علمي موضوعي، لا يسمّى "تهجما على المسيحية " إلا فى نظر من لا يعرف هذه الحقائق أو يعتم عليها لعدم إنتشارها..

* التشكيك فى ثوابت المسيحية: إن ما كُتب حول هذه النقطة، منذ عصر التنوير حتى يومنا هذا، وكثير من هذه الأبحاث بأقلام لاهوتيين، وأغلبه أتى تحت بند "التحريف فى المسيحية"، إذ أن تلك هى السمة الرئيسية لها، أصبح من أبجديات المعلومات العامة. وإثبات وانتشار هذه الحقائق المُرّة هو الذى أدى بالغرب إلى الإلحاد والإبتعاد عن ذلك الدين، وليس طغيان المادة كما يردد بعض المدافعين.

* الزعم بوجود آلاف المتناقضات: لو طالع أي قارئ الموسوعة البريطانية لعرف أن هناك أكثر من 150 الف تناقض وتحريف وأخطاء ترجمة عن النص اليوناني المكتوب في القرن الرابع ويسمى "الفولجات". وهذا النص كتبه القديس جيروم، الذى أعترف في مقدمة هذه النسخة أنه قام بالتوفيق والتغيير والتبديل اللازم، بين عشرات الأناجيل، لتخرج "الفولجات" فى الشكل الذى هي عليه. وهو النص الرسمى الذى فرضته الكنيسة لأكثر من الف عام على ان الله "هو المؤلف"، ثم تراجعت عن ذلك ! وقد رفع العلماء حديثا رقم هذه الآلاف إلى الضعف، أي إلى أكثر من عدد كلمات العهد الجديد نفسه..

* إتهامى بزعم أن إضافات كثيرة أضيفت: لو أن القراء الأجلاء قد تابعوا أعمال معهد ويستار (Westar Institute) بأمريكا، وما قام به من أبحاث تحت عنوان "ندوة يسوع" jesus seminar 200، الذي بدأ نشر نتائج أبحاثه منذ عام 1992، وهى أبحاث ساهم فيها أكثر من مائتين عالم متخصص فى اللاهوت والتاريخ الكنسي واللغوي، وخرجوا منها بأن 82 % من الأقوال المنسوبة ليسوع لم يتفوه بها، وإن 86 % من الأعمال المنسوبة إليه لم يقم بها، لو أنهم يقرؤون ويتابعون تاريخ عقيدتهم لما كتبوا هذه العبارة أو إتهموني بالتهجم على المسيحية !

* مجمع الفاتيكان الثانى (1965): عار علي كل مسيحي تفضل بالرد عليّ عدم متابعة المجامع المسكونية خاصة، أي العالمية، والتي تعد قراراتها مُلزمة لجميع المسيحيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم التى وصلت فى أمريكا، التي يتغنون بها، إلى أكثر من 33.000 طائفة، وعدم معرفة قرارات هذا المجمع تحديداً، إذ تم وصفه فى الغرب المسيحي بأنه "أول مجمع هجومي في التاريخ". وذلك لأن كافة المجامع السابقة كانت تلفيقية، بمعنى: محاولة رأب أي صدع جديد قبل أن يتسع. وقرارات هذا المجمع الفاتيكانى الثاني صدرت في عدة وثائق، موجودة في إصدارات الفاتيكان وغيره من المكتبات، و يمكنكم مطالعتها إن شئتم.. وأبادر بتلخيص أهم هذه القرارات، وهي:

1 ـ تبرأة اليهود من دم المسيح، رغم وجود أكثر من مائة آية تتهمهم صراحة في الأناجيل. وهذا القرار وحده من الأسباب الرئيسية الحديثة لتباعد الكثير من الأتباع في الغرب، فالتلاعب بالنصوص صارخ إلى درجة لا يمكن إغفالها. والأناجيل لديكم وإقرأوها.

2 ـ إقتلاع اليسار في عقد الثمانينات، هو ولاهوت التحرر في أمريكا الجنوبية. وهو ما تم تنفيذه فعلاً، سواء بإسقاط الإتحاد السوفييتى أو بإخراس الأسقف ليوناردو بوف (Leonardo Boff) وأتباعه.

3 ـ إقتلاع الإسلام في عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة والعالم كله قد تنصر.

4 ـ توصيل الإنجيل لكافة البشر، وهي الصيغة المضغمة الأولى التى أعلنوا بها قرار تنصير العالم، أملاً في تمرير القرار دون ردود أفعال تُذكر.

5 ـ توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما ـ علماً بأن الخلافات بينها عقائدية. وذلك يعنى أن تتنازل الكنائس الأخرى عن عقائدها، وهو ما بدأ تنفيذه فعلاً، وما عليكم إلا المتابعة ! ومنذ ثلاثة أيام، أي في 23 نوفمبر الحالي، في اجتماع الكرادلة، أكد البابا بنديكت السادس عشر أنه لا تراجع فى عملية توحيد الكنائس بمعنى اقتلاعه لفرض كاثوليكية روما..

6 ـ فرض عملية التبشير على كافة الأتباع الكنسيين منهم والعلمانيين أو المدنيين. وهو ما يمثل الهَوَس الدائر حالياً على الصعيد العالمي.

7 ـ إستخدام الكنائس المحلية فى عملية التبشير ( وآخر نقطتين 6 و7 تضعان الأقليات المسيحية فى موقف عدم الأمانة بالنسبة للبلدان الإسلامية التى يعيشون فيها).

8 ـ إختلاق بدعة الحوار مع الديانات غير المسيحية ـ فالحوار فى كافة الكتابات الخاصة به، في الوثائق الفاتيكانية، يعنى: " فرض الإرتداد والدخول فى سر المسيح ".

9 ـ إنشاء لجنة للحوار.

10 ـ إنشاء لجنة لتوحيد الكنائس وكل من هاتين اللجنتين برئاسة أحد الكرادلة.

وفى عام 1982 أعلن البابا يوحنا بولس الثانى ضرورة تنصير العالم صراحة، وهو ما عبّرت عنه جريدة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية قائلة آنذاك " أنه يمشى على الإسلام بشاحنة من حجارة " ! وفى عام 1995 أصدر نفس ذلك البابا خطاباً رسولياً بعنوان: "عشية الألف الثالثة" وهو ما وصفته الصحافة الفرنسية عند صدوره بأنه "بمثابة الخطة الخمسية لتنصير العالم ".. كما يمكن للأخوة الأفاضل الإطلاع، على الأقل، على أعمال "معهد أبحاث تنصير العالم" فى لوزان بسويسرا، ليروا المبالغ التى تُعد بالتريليونات من أجل التنصير، وأنه يوجد أكثر من 45 مؤسسة كنسية رسمية عالمية من أجل تنصير الشعوب، ومنها منظمة "سان إيجيديو" (SantEgidio)، و"فوكولارى" (Foccolari) وكل منها يتبعها عشرات بل مئات المنظمات الفرعية..

* مؤسسة الفاتيكان: دفاع بعض الأخوة عن هذه المؤسسة ساذج إلى درجة الهزل ! فما من إنسان أصبح يجهل اليوم ما يمتلكه الفاتيكان من مؤسسات ترويعية، وأولها محاكم التفتيش التى تغير إسمها في مجمع الفاتيكان الثانى (1965) إلى "لجنة عقيدة الإيمان"، ومحاكم التفتيش هذه لا تزال سارية، وسارية المفعول القمعي، وكان يترأسها فى آخر أربع وعشرين سنة الكاردينال راتزنجر، المعروف حاليا تحت اسم البابا بنديكت السادس عشر. ولا أقول هنا شيئا عن منظمة "أوبس داي" (Opus Dei) ولا عن مدى تدخلها فى القيادات العليا للمنظمات الدولية والسياسية والإجتماعية على مستوى العالم، وتكفى الإشارة إلى ما قامت به حديثا من أعمال وملاحقة، للحد من وقع رواية "شفرة دافنشى" والفيلم المأخوذ عنها على الأتباع. وللعلم: إن الفيلم لم يُمنع من العرض إلا فى البلدان التى بها أقليات مسيحية على الصعيد العالمي ! ويمكن مراجعة المقالات الثلاث التى كتبتها حول هذا الموضوع..

* الألعاب الأولمبية و استخدامها فى التبشير: لو أن كاتب هذه الملاحظة قد تابع نشاط الفاتيكان حاليا ولجان التنصير لها له ما يعدّونه من الآن للدورة الأولمبية القادمة عام 2008 التى ستنعقد فى الصين، والقول صراحة: " يقينا أن الوضع الدينى فى البلد لن يصبح كما كان عليه قبلها " وقد تم تعيين أسقفا جديدا فى الصين والعمل جارى على قدم وساق من أجل زيادة إيقاع عملية تنصير الصينيين !..

* الإنجيل لم ينتشر أبداً بالقتل والغزو: من أكثر الأمور التى باعدت الأتباع فى الغرب عن الكنيسة كل ما تكشف من أهوال حتى باتت عناوين من قبيل "الصفحة السوداء للكنيسة" أو "الصفحة السوادء للمسيحية" من أكثر الكتب التى تناولت الأهوال القمعية التى قامت بها المؤسسة الكنسية على مدى تاريخها، ولا أذكر هنا إلا على سبيل المثال لا الحصر: ما قام به الإمبراطور شارلمان وذبحه للآلف يومياً لرفضهم التنصير، وتنصير الأوربيين بالسيف، أوالحروب الصليبية التى لم ترسلها الكنيسة إلى المسلمين وحدهم وإنما إلى كل من خالفها من الشعوب المسيحية مثل الفودوا والكاتار والبوجوميل الذين أبادتهم عن بكرة أبيهم لأنهم يدينون بالأريوسية الرافضة لتأليه المسيح. وهى البدعة التى تمت فى مجمع نيقية سنة 325 م. ومحاكم التفتيش، وحرق الناس أحياء، وفرض الف عام من الظلمات والتعتيم، وإقتلاع السكان الأصليين للأمريكتين، ومنع قراءة الأناجيل حتى لا يكتشف أحد القراء ما يتم بها من تعديل وتغيير.. ولا أقول هنا شيئا عما كالته الكنيسة لليهود بغرسها معاداة السامية منذ صياغتها للأناجيل، وهم يتفننون حاليا فى كيفية أن يُشربوها نفس الكأس، بالتدريج، حتى يتمكنوا تماما ـ وكله تاريخ مكتوب ومُعاش، وتصل أرقام قتلاه إلى عشرات بل مئات الملايين، فكيف تجهلونه ؟!

* حمل الجنود الأمريكيين للكتاب المقدس: إن تكرار هذه الملاحظة لدى أكثر من معلق يجعلنى أقول: قسما بالله أنا خجلة لمستوى معلوماتكم العامة ولمتابعكم الأحداث القريبة ولا أقول حتى التاريخية، ولطريقة لىّ الحقائق.. وإن كنتم طلبة عندى فى الجامعة لأعدتكم إلى المرحلة الإبتدائية ! ففضيحة إقحام المبشرين والأناجيل مع العتاد الحربى للغزو الأمريكى فى أفغانستان وخاصة فى العراق، وعبارات جيرى فالويل المتعصبة وغيره من المبشرين تناولتها الصحافة الغربية ومجلاتها، باسهاب بالصور والأرقام، قبل أن تتناولها الصحافة العربية أو المحلية. إن لىّ الحقائق وتحريفها لا يقلل من شأنها أبدا وإنما يمس بمصداقية من يقوم بذلك وبأمانته الموضوعية..

* بناء كنائس فى السعودية: في حدود مستوى معلومات كاتب هذه الملاحظة، لعله لا يعرف أن ارض السعودية بكلها أرض حَرَم، بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يجوز فيها بناء أى دور عبادة اخرى غير الإسلام، وإستشهاده بالمسجد المبني قرب المطار فى روما، وليس "قرب الفاتيكان" كما زعم، إستشهاد فى غير مكانه، إلا إن كان يرى أن يسمح الفاتيكان ببناء مسجد داخل أرضه التى هى 0.44 كم مربع، عندها يحق له الكلام والإقتراح، ورغمها، فالآرض الحَرَم فى الإسلام لا مساس بقدسيتها.

* إنكار مجهودات الغرب في الحد من الفقر والتى لا ينكرها إلا كل مخادع: أبدأ بقول إن إسقاط عملية "الخداع" علىّ غير مجدية فكل كلمة أقولها أو أكتبها فى هذا المجال موثقة علمياً ولا يمكن تفنيدها ! أما تلك المجهودات التى يعنيها من طرح هذه الملاحظة، فكلها مرتبطة يقينا و بلا إستثناء بعمليات التنصير، وما عليه إلا مراجعة الوثائق الرسمية للمؤسسات التبشيرية العالمية ذاتها، وعددها أكثر من ثلاثمائة، وفقا لبيانات معهد التنصيرالسالف الذكر فى لوزان، وإلى توجيهات الفاتيكان ومساعيه حتى في هيئة الأمم وغيرها من المنظمات الدولية، بل ولدى الملوك والرؤساء ـ على حد قول البابا يوحنا بولس الثاني في كتاب " الجغرافيا السياسية للفاتيكان ".

* لم يسمع أحدهم عن مجرد عملية توزيع كتيب أو إنجيل !: من الغريب أن رجل الأعمال الأمريكي دوج بيري، فى كانزاس سيتى، قدم تقريرا هذا الأسبوع، عن حالة الفساد التى تعم منظمات التبشير التى تنفق أكثر من 1.1 مليارا من الدولارات سنويا على كتيبات الدعاية التبشيرية بثلاثة آلاف لغة مختلفة، ورغمها لم يتنصر العالم بعد ! ويمكن قراءة التقرير فى نفس معهد لوزان للتنصير، وهذا الموقع ملىء بالمعطيات التى تفيدكم كمعلومات عامة وكثير مما يتم لتنصير العالم..

* تبرع بيل جيتس ووارين بوميت: لا شك فى أنهما قد حازا بتقدير وإعجاب كل من طالع الخبر، لكن، لكي نكون أمناء، لقد أغفل كاتب هذا التعليق في عرضه للموضوع أن الضرائب هناك تصاعدية، وأن التبرعات تخصم من الوعاء الضريبي.. أو لعله لا يعرف هذه المعلومة البدائية أيضا ؟ وهذا لا يقلل من قيمة عملهم الخيرى.

* مهاجمتي للعقيدة المسيحية وأننى "أتخفى وراء هكذا خطابات وهكذا عناوين" أو تعليق القارىء الآخر "بأنها الطريقة المثلى الآن للترقى والحصول على المكاسب والمناصب": سبق و أوضحت أننى لن أتدنى إلى مستوى بعض العبارات السوقية الواردة فى هذه التعليقات، فأنا لا أهاجم العقيدة المسيحية وإنما أنتقد تصرفات بعض المسؤلين عنها ومحاولتهم إقتلاع الآخر وتنصير العالم، والفرق شاسع بينهما. فالمؤسسة الكنسية التى دأبت على مهاجمة وإقتلاع العقائد الأخرى منذ بداية الإعتراف بها كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية فى القرن الرابع، وحتى الآن، هى التى لا تعرف معنى للتسامح أو لوجود الآخر.

وللعلم: إن إيمان المسلم لا يكمل إلا لو آمن بكل الرسل والأنبياء السابقين ومنهم السيد المسيح عليه الصلاة والسلام. وكلنا كمسلمين نؤمن به ونجلّه كنبى من الأنبياء وليس كإنسان تم تأليهه فى مطلع القرن الرابع وأدى إلى ما أدى إليه من مجازر.. ولو رجعتم إلى الأناجيل الحالية رغم ما تم بها من تعديل وتبديل ستجدون أن السيد المسيح بفرّق بينه وبين الله عز وجل، وانه فى زمنه كان يُعد "إنسا نبيا مقتدرا " بين قومه، ـ رغم أن أسرته كانت تتهمه بالجنون ! وهذه من ضمن التناقضات الموجودة والتى أغضبتكم الإشارة إليها ! ومن الواضح أنكم لا تقرأون حتى الأناجيل التى تتبعونها.

أما عن المناصب والمكاسب، وله كل العذر بمستوى معلوماته كاتب هذه العبارة، فلعله لا يعرف أننى كنت أشغل منصب أستاذ للحضارة ورئيس قسم اللغة الفرنسية وآدابها، وتقدمت بمعاش مبكر لأتفرغ للبحث العلمى والدفاع عن دينى بكشف موقف الغرب من الإسلام. ونظرا لحساسية الموضوع الذى تفرغت له وكرست له حياتى، وخاصة فى نظر من هم فى مستواكم المعلوماتى، فأنا لا أكتب كلمة إلا وكانت وثيقتها العلمية عندى. وبالمناسبة، لى حوالى عشرين كتابا بالعربية والفرنسية فى هذا المجال، آخرها: "المساومة الكبرى، من مخطوطات قمران إلى مجمع الفاتيكان الثانى".. ويوم يمكنكم الإطلاع عليها وعلى كشف المراجع الموجودة بكل منها، وكلها مراجع أجنبية، واستيعاب ما بها، عندئذ فحسب يمكنكم مناقشتى فيما كتبت، وليس بالمستوى العلمى والمعلوماتى بل والأدبى الذى أنتم عليه الآن.

البارق
12-06-2007, 09:15 PM
والله ماادرى وش السالفه لكن لعلى ارجع مرة ثانيه واركز

احمد العتيبي-1
12-06-2007, 10:25 PM
والله ماادرى وش السالفه لكن لعلى ارجع مرة ثانيه واركز


الأخ الغالي البارق

أشكرك على المرور الكريم

وأنقل فيما يلي مقال الدكتورة زينب عبد العزيز بعنوان "هيستيريا تنصير العالم"

مع التحية والاحترام

___________________________



هيستيريا تنصير العالم

خطاب مفتوح إلي البابا بنديكيت السادس عشر


بمناسبة إنتهاء شهر أكتوبر، شهر التنصير في العُرف الكنسي، ويوم التبشير العالمي، الذي يتم الإحتفال به يوم 21 أكتوبر، وإنتهاء مؤتمر التبشير المنعقد في مدينة نابولي من 21 إلي 23 أكتوبر، وكل ذلك في إطار قرار تنصير العالم الذي فرضه مجمع الفاتيكان الثاني عام 1965، إسمح لي أيها الأب المبجل أن أتناول موضوع، شديد الحساسية، لم يعد أحد يجهل عواقبه التي تتخذ أبعادا هيستيرية إستحواذية.

فسواء أكانت مؤتمرات أو ندوات أو موائد مستديرة أو أيام عالمية للشباب أو تحت أية مسميات أخري كلألعاب الأولمبية وبعثات التبشير الموجهة إلي أركان الدنيا الأربعة أومحشورة في العتاد الحربي لجيوش الإحتلال، فلم يعد أحد لا يلحظ المبشرين وأعمالهم. إن هوس الإصرار علي تنصير العالم قد تعد أي منطق، ـ خاصة وأنكم لا تكفون عن ترديده في كل خطبكم تقريبا، أن الكنيسة أولا تبشيرية. تبشيرية إستجابة للآية رقم 19، في آخر إصحاح إنجيل متّي القائل: فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس .

ولقد قام مجمع الفاتيكان الثاني بتجنيد كل المسيحيين في وثيقة إلي الأمم لكي يساهموا في عمليات تنصير العالم. لقد تم تجنيد ترسانة بأكملها من المؤسسات والمنظمات الرسمية وغير الحكومية وجماعات تبشيرية من الشباب، بل ومن الأطفال ومن الخلايا الكنسية التبشيرية، وكل الوسائل في كافة المجالات في المجتمع قد تم وضعها كسلاح للتبشير. وإن كان ذلك قد مر في البداية بصورة غير ملحوظة، فقد أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني صراحة عام 1982 في مدينة شانت. ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أن كان الهوس أكثر عُجالة وأكثر هيستيرية لشيطنة الإسلام والمسلمين في العالم!

وهنا إسمح لي، أيها الأب المبجل، أن أوضح لك أن نصوص العهد الجديد تناقض تلك الآية التي تعتمدون علي نصها، ومن هنا، فهي تدين كل ما يترتب عليها وهو: السبب الحقيقي للإرهاب الذي يثيره هذا التبشير!

ووفقا لنصوص العهد الجديد، فإن رسالة يسوع، كما يقولها شخصيا: لم أرسل إلا إلي خراف بيت إسرائيل الضالة (متّي 15: 24)! وهو نفس ما كان قد قاله في الإصحاح العاشر من نفس إنجيل متّي: هؤلاء الإثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: إلي طريق أمم لا تمضوا وإلي مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل إذهبوا بالحري إلي خراف بيت إسرائيل الضالة (آية 5 و 6).

وهو ما نطالع معناه أيضا في أعمال الرسل إذ تقول: إليكم أولا إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم بِرَد كل واحد منكم عن شروره (3: 26). وذلك يعني أن يسوع لم يُبعث، وفقا للنص، إلا من أجل اليهود الغارقين في الشرور لكي يبتعدوا عنها.

وليست هذه الآيات وحدها التي يحتوي عليها العهد الجديد (طبعة 1966 العربية) فما أكثر الآيات التي تكشف عن أن يسوع كان يبشر بملكوت الله وليس بتبشير الأمم! فما أكثر المرات التي كان يؤكد فيها إقتراب موعد ذلك الملكوت ومنها: ما نطالعه في إنجيل متّي: وفيما أنتم ذاهبون أكرزوا قائلين أنه اقترب ملكوت السموات (10: 7) ؛ أو فإني الحق اقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتي يأتي ابن الإنسان (10: 23). بل إن إنجيل متّي به أكثر من ثلاثين آية تشير إلي تبشير يسوع بملكوت الله بخلاف ما في الإصحاح الثالث عشر وحده، من الآية 1 إلي الآية 52، فكلها تتحدث عن ملكوت الله واقترابه الوشيك!

بل لقد كانت سرعة إقتراب حدوث ذلك الملكوت وشيكة إلي درجة أنه عندما ذهب الإثني عشر حواريا في أولي جولاتهم قال لهم يسوع بوضوح: ومتي طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلي الأخري، فإني الحق أقول لكم لا تكملون مُدن إسرائيل حتي يأتي إبن الإنسان (متّي 10: 23). وحتي أثناء مثول يسوع أمام الكاهن الأكبر أثناء المحاكمة نراه يقول لهم: وأيضا أقول لكم من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء (متّي 26: 64)..

أما إنجيل مرقس فيورد في الإصحاح الأول كيف أن يسوع يواصل الرسالة التي بدأها يوحنا المعمدان والتبشير بنفس المضمون، إذ تقول الآية: وبعد ما أسلم يوحنا جاء يسوع إلي الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (14 و15) وفي الإصحاح التاسع نطالع: وقال لهم الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوما لا يذوقوا الموت حتي يروا ملكوت الله قد أتي بقوة . وتتكرر المقولة: الحق أقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتي يكون هذا كله. السماء والأرض تزولان لكن كلامي لا يزول (مرقس 13: 30و31).

ونطالع في إنجيل لوقا أن يسوع لما صار النهار خرج وذهب إلي موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه فجاءوا إليه وأمسكوه لئلا يذهب عنهم. فقال لهم إنه ينبغي لي أن أبشر المدن الأخر أيضا بملكوت الله لأني لهذا قد اُرسلت (4: 42 و 43).. وهو ما يثبت إن رسالة يسوع كما تتضح من كل هذه الآيات تنحصرـ كما يقول هو، في إعادة خراف بيت إسرائيل الضالة إلي رسالة التوحيد بالله الواحد وليس بالثالوث، و في التبشير باقتراب ملكوت الله الذي هو العدل والسلام والفرحة.

ونطالع في نفس إنجيل لوقا، في بداية الإصحاح التاسع، أن يسوع قد دعا تلاميذه الإثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا علي جميع الشياطين وشفاء أمراض وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله ويشفوا المرضي (آية 1 و 2). وهو ما يكشف عن أنه أسند إليهم كل السلطات التي كان هو يمارسها.. وفي الإصحاح العاشر يواصل نفس الوصية قائلا: واشفوا المرضي الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت الله. وأية مدينة دخلتموها ولم يقبلوكم فاخرجوا إلي شوارعها وقولوا حتي الغبار الذي لصق بنا من مدينتكم ننفضه لكم ولكن اعلموا هذا إنه قد اقترب منكم ملكوت الله (9 ـ 11).
وهو ما يثبت أنه لم يكن يسوع وحده الذي كان ينادي بإقتراب ملكوت الله وإنما قد أسند بهذه المهمة إلي الحواريين أيضا. وهو ما يوضح أهمية هذا الملكوت الذي يمثل أساس رسالته، ملكوت العدل والسلام والفرحة، وليس تنصير العالم.

ويبدأ الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنا بواقعة نيقوديموس الفاريسي الذي قال له: .. لا أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن معه الله. أجاب يسوع وقال الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يري ملكوت الله .

وكما رأينا للتو فإن الأناجيل الأربعة تتحدث عن ملكوت الله علي أنه الرسالة الأساس ليسوع، فما من إنجيل إلا وتناولها بنسب متفاوتة من الآيات. وهو ما سوف نتابعه أيضا في أعمال الرسل والرسائل التي تبدأ في الإصحاح الأول بالإشارة إلي ما فعله يسوع وعلمه إلي اليوم الذي إرتفع فيه عندما أمضي أربعين يوما بعد بعثه ـ كما يقولون، يتحدث عن الأمور المختصة بملكوت الله وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله (1ـ3).

ونغض الطرف هنا عن الإختلاف أو تناقض مدة بقاء يسوع علي الأرض بعد بعثه عن الأناجيل المعتمدة، التي تمتد من يوم واحد إلي أربعين يوما، وهي واحدة من آلاف المتناقضات التي يزخر بها الكتاب المقدس، لكننا نكتفي بتوضيح نقطة جوهرية : أنه حتي بعد بعثه، وفقا لأعمال الرسل، وليس أثناء حياته فقط، ظل أربعين يوما يحدث حوارييه فقط عن الأمور المختصة بملكوت الله!..

بل والأدهي من ذلك تنتهي أعمال الرسل بالآيتين التاليتين: وأقام بولس سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزا بملكوت الله ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع (28: 30 و 31).

وفي رسالته إلي أهل رومية يوضح بولس قائلا: لأن ليس ملكوت الله أكلا وشربا. بل هو بِرٌ وسلامٌ وفرحٌ في الروح القدس (14: 17).. وفي رسالته إلي أهل كورنثوس يضيف بولس قائلا: أم ألستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله (6: 9).. ويواصل السرد في رسالته إلي أهل غلاطية معددا أعمال الجسد الظاهرة محذرا إياهم: فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضا إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله (5: 19)..

وفي رسالته إلي أهل أفسوس يقول: فإنكم تعلمون هذا أن كل زان أو نجس أو طماع الذي هو عابد للأوثان ليس له ميراث في ملكوت المسيح والله (5: 5)، ونلاحظ هنا تغييرا واضحا: فبعد أن واصل بولس تصعيده لعملية تأليه يسوع و جعله ربنا يسوع في أقواله السابقة، ها هو يسند إليه ملكوت الله ويشرك ملكية الملكوت للمسيح ولله معا!.

وهو تغيير يزايد عليه بطرس في رسالته الثانية إذ يقول في الإصحاح الأول: لأنه هكذا يقدم لكم بسعةٍ دخولٌ إلي ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي (الآية 11) ! فبعد أن كان يسوع يبشر بملكوت الله واصل الحوارييون تصعيد أهمية يسوع، و جعلوا الملكوت شركة بين الله ويسوع، ثم تحول إلي ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي!!

وأيا كان صاحب ذلك الملكوت، فإن هذا لا يغّير شيئا من أن الرسالة التي أتي من أجلها يسوع والتي أرسله الله ليحققها هي بكل وضوح: إعادة خراف بيت إسرائيل الضالة إلي رسالة التوحيد، والتبشير بملكوت الله الذي اقترب مجيئه. بل والأدهي من ذلك يقول يسوع لمن عصوا كلام الرب: لذلك أقول لكم إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطي لإمةٍ تعمل أثماره (متّي 21: 43).

وقبل أن ننهي هذه الجزئية لا بد لنا من لفت نظركم إلي بعض التناقضات المتعلقة بالنص و تطبيقكم له. فقد رأينا أن يسوع قد حدد قائلا أنه لم يرسل إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة (متّي 15: 24)، وكذلك في نفس الإنجيل حينما حدد قائلا لحوارييه: إلي طريق أمم لا تمضوا وإلي مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل إذهبوا بالحري إلي خراف بيت إسرائيل الضالة (10: 5 و 6)،

ألا يبدو من غير المنطقي، بعد كل هذه النصوص، أن نراه يملي لحوارييه بعد بعثه ، سواء أكان طيفا أو تجليا، و أن يأمرهم بالذهاب ليتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الثالوث ـ وهو القائل: إلي طريق أمم لا تمضوا ؟!
ألا يعني ذلك مخالفة لرغبة يسوع وإرادته و القيام بفرض المسيحية علي العالم، خاصة وإن نص ذلك الكتاب مرتاب في أمره بين العلماء ؟!
وهناك تناقض آخر بين متّي ومرقس حول نفس هذه المقولة عن التبشير بالثالوث: إذ يقول متّي أن هذا الأمر قد أُعطي للحواريين الأحد عشر في الجليل إلي الجبل حيث أمرهم يسوع (28: 16).

بينما يورد مرقــــــس أن هذا الأمر قد أُعطي للحواريين الأحد عشر في المنزل، إذ يقول : أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون و وبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام وقال لهم إذهبوا إلي العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها (16: 14 و 15). أي أنه ظهر لهم في المنزل كطيف وأوصاهم بالرسالة!

وبغض الطرف عن مثل هذا التناقض بين متّي و مرقس في موضوع بمثل هذه الأهمية، فلا نملك إلا أن نندهش من مضمون الرسالة التي أملاها: وقال لهم إذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا باللإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص. ومن لم يؤمن يُدَن . ونتجاوز هنا عن هذا التسامح لنري علامات الذين يؤمنون وصفاتهم فهم : يُخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة. يحملون حيّاتٍ وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم ويضعون أيديهم علي المرضي فيبرأون (مرقس 16: 15ـ18) !
ووفقا لهذا المعيار يبدو أن هناك قلّة قليلة جدا من المؤمنين بين المسيحيين!

وتأتي أعمال الرسل بتناقض آخر يتعلق بالتعميد ففي آخر الإصحاح العاشر، عندما ذهب بطرس إلي قيصرية للقاء كورنليوس، أمر بأن يعتمدوا باسم يسوع المسيح (10: 48). أي أنه وفقا لأعمال الرسل فإن بطرس الحواري كان يجهل أنه يتعيّن عليه التعميد باسم الآب والإبن والروح القدس!

بل والأدهي من ذلك، نري في الإصحاح الحادي عشر من أعمال الرسل أنه عندما صعد بطرس إلي أورشليم خاصمه الذين من أهل الختان قائلين إنك دخلت إلي رجال ذوي غُلفة وأكلت معهم (الآية 3) (أي أنه دخل وأكل مع غير اليهود). وبدأ بطرس يحكي لهم القصة كما وردت في الإصحاح السابق كنوع من التبرير، ثم أضاف قائلا: فتذكرت كلام الرب كيف قال أن يوحنا عمّد بماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس (آية 16). والقائل هنا فرضا هو نفس يسوع.

ومما تقدم، وهو جد قليل من كم الأمثلة الواردة، نري أن نهاية كل من إنجيل متّي ومرقس عبارة عن إضافات تمت لاحقا. فأيا كانت وسيلة التعميد، فذلك يثبت أنه حتي كتابة أعمال الرسل، وهي سابقة علي كتابة الأناجيل الأربعة، لم تكن عبارة الثالوث موجودة أو قد تم إختلاقها بعد، وأن يسوع لم يطلب منهم تنصيركل الأمم ! وذلك لأننا نطالع في نفس الإصحاح الحادي عشر أنهم تشتتوا إلي فينيقية وقبرص وإنطاقية وهم لا يكلمون أحدا بالكلمة إلا اليهود فقط (11: 19)، وهو ما يخالف عبارة يسوع بأن يعمدوا كل الأمم ، فكيف للحواريين ألا يتحدثوا مع الوثنيين المفترض تنصيرهم بأمر يسوع، ولا يتحدثون إلا إلي اليهود أمثالهم؟

ولا يسع المجال هنا لإضافة كل ما تضمه أعمال النقد الحديثة من عدم توافق، لكننا علي الأقل نشير إلي أن أغلبية النقاد، ومنهم كنسيين، يقرّون بأن نهاية كل من إنجيل متّي ومرقس عبارة عن إضافات متأخرة، قام بها القديس جيروم في آخر القرن الرابع، لأن نفس الأصل المعروف باسم كودكس سيناء و كودكس الفاتيكات ، ويرجعان إلي القرن الرابع لا يتضمنا تلك الإضافة!

ونوجز كل ما تقدم بأن يسوع طوال فترة تبشيره، سواء أكانت بضعة أشهر أو ثلاث سنوات، وفقا لأي إنجيل نعتد، وسواء بعد صلبه و بعثه كما يقولون، وظهوره يوما أو اربعين يوما، فهو لم يكف عن الإعلان بوضوح : أنه لم يرسل إلا من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة، ومن أجل التبشير بملكوت الله.. تري، أمن ضرورة لنضيف هنا أن عقيدة التثليث هذه، والتي قامت بمساواة الله بيسوع بالروح القدس، قد تم اختلاقها وفرضها في مجمع القسطنطينية عام 381: فكيف نراها موجودة في نص مكتوب فيما بين أواخر القرن الأول وبداية القرن الثاني؟!

فبدلا من ذلك الطريق الهيستيري الضال و الهادف إلي إقتلاع الإسلام والمسلمين، وبدلا من هذه الهيستريا المضادة للإرهاب زعما والتي تخفي الأخطار الحقيقية السياسية المعاصرة، وأولها مسألة الفاقة الغذائية في العالم، حيث أن هناك 854 مليونا من البشر يعانون من الجوع، ـ وفقا للمدير العام لمنظة الفاو .. ألا يُعد أول واجب هو العمل علي إطعامهم؟ العمل علي إنقاذهم كآدميين لهم كل الحق في الحياة، بدلا من أن تلوحون لهم بالطعام بيد وتفرضون عليهم الكتاب المقدس باليد الأخرى.

فمثل هذا النص المقدس المختلف عليه وحوله بهذا الشكل، والذي فرضه مجمع الفاتيكان الأول عام 1869 علل أن الله هو مؤلفه ، ثم في مجمع الفاتيكان الثاني عام 1965 حكمت عليه أغلبية مكونة من 2344 كنسيا ضد 6، ورأوا : أن هذه الكتب وإن كانت تتضمن الناقص والبالي، فهي رغم ذلك تُعد شهادات لعلم تربوي حقيقـــي ! إن مثل هذا النص يتطلب شيء من التواضع من جانب من يمثلونه ومن جانب من يتّبعونه، وليس فرضه علي العالم بأي وسيلة وبأي ثمن.

ويبقي سؤال يفرض نفسه فيما يتعلق بعملية التنصير، وهو الدور الأساسي للكنيسة كما لا تكفون عن ترديده : تري ما هو مصير اليهود الذين منحتموهم أرضا ليست من حقهم يقينا، بينما يعاني الشعب الفلسطيني من عملية قتل عرقي مكتومة الأصداء، علي مرأي ومسمع من العالم أجمعه: تري هل ستقومون بتنصير اليهود أيضا، أم أنهم معفيون من الخلاص؟!

مع التعبير عن شكري للقراءة، أرجو أن تتقبل، أيها الأب المبجل، تحياتي وأمنياتي بأن تتمكن من إقامة العدل الحقيقي والسلام الحقيقي والفرحة الحقيقية بعدالة تليق بمقام يسوع، النبي والرسول، وتليق بالمكانة التي تحتلونها.

البارق
12-07-2007, 05:55 PM
يااخولى احمد

حنا بلشنا بالمقال الاول حتى تجيب لنا مقال ثانى هههههههههه

يااخوى انا من وجهة نظرى ان الموضوع فلسفة زائده من صاحبات المقال

وان تخدمنا فيها وتوجز لنا الفائده

احمد العتيبي-1
12-07-2007, 08:33 PM
يااخولى احمد

حنا بلشنا بالمقال الاول حتى تجيب لنا مقال ثانى هههههههههه

يااخوى انا من وجهة نظرى ان الموضوع فلسفة زائده من صاحبات المقال

وان تخدمنا فيها وتوجز لنا الفائده


الأخ الغالي البارق

مشكورة على التكرم بالمرور

الله يعطيك العافية

إبن ثعلي
12-30-2007, 09:15 AM
مشكور يااخ احمد موضوع شيق
تحياتي لك

احمد العتيبي-1
12-31-2007, 09:25 PM
الأخ الغالي إبن ثعلي

سَّرني تشريفك وتواصلك الرائع

حياك الله وبارك فيك