محامي المرأة
11-22-2007, 05:06 PM
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
وجدت هذه الرسالة في ( مظروف ) لونه أبيض مكتوب
عليه هذه العبارة :
(( أدرك أنها لن تصلكِ سيدتي مـــيّ زيـــــادة
ولكن كتبتُ هذه الرسالة لأرضي شعوري تجاهكِ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( الــــــرســـــــالــــــة الـــــثــــــامــــــنـــــــة )
عندما قرأت جبران خليل جبران وأبحرت في عوالم كتبه
ومؤلفاته وعشت أحرفه وكتاباته وتعمّقت في مشاعره
وأحاسيسه وقرأت رسائله ،،
أستوقفتني رسائل كانت موجّهه لسيدة لم أكن أعرفها ،،
أديبة لم أسمع بها ولم أقرأ لها شيئاً ،،
كانت كتب الأدب في مناهجنا تزخر بروائع الأدب القديم
والحديث ولكنني لم أجد لهذه الأديبة رائعة في مناهجنا
وأدبنا طوال فترة دراستي ،،،
قلت في نفسي هذه الرسائل الغرامية التي كتبها جبران لهذه التي
تُدعى ميّ ،، هذا الحب الذي عاشه جبران مع ميّ ،،
تسـألت من هذه المرأة ؟؟
قلت في نفسي مرة آخرى ،،
لما لا أبحث عن كتاباتها وأدبها ؟؟
علّي أكتشف سرّ حب جبران لها ورغبتهُ في مراسلتها
وإعتزازه الدائم بمحاورتها ومناقشتها ،،
وخاصةً أنني أعشق جبران وأدب جبران ،،
وعشت تفاصيل حياته ومشاعره وكأنني عشت معه وفي زمنه ،،
نعم بدأت أبحث عنكِ سيدتي مــيّ وأعترف أنني تعبت كثيراً
في البحث عن مؤلفاتكِ في البحث عن تعريف بحياتكِ مكان ولادتكِ
والدكِ والدتكِ دراستكِ تحصيلكِ العلمي شهاداتكِ ،،،
بحثت عن كل شيء عنكِ ،،
وكنت في كل مرة أصل لطريق مسدود ،،
أذكر أن هذا البحث بدأ معي وأنا في المرحلة الثانوية ،،
وذات يوم وجدت في إحدى مكتبات مدينة الأحساء التي كنت
أسكنها كتاباً من كتبكِ هو (( ســــــوانــــح فـــــتـــــاة )) ،،
ياه سيدتي فرحت يومها فرحاً كبيراً ،،،
أخذت هذا الكتاب وأحتضنته وقرأته بكامله حينها ،،،
رُغم أنني من فئة الذين يُخططون في قراءاتهم ،،
بمعنى أنني كنت أضع جدولاً مُنظماً للكتب التي سأقرأها ،،
وهذا بالطبع لا يعني أنني لا أخرج على هذا النظام ،،
نعم خرجت على هذا النظام ولم تكوني الوحيدة التي تنسف نظامي
في قراءاتي فسبقكِ جبران والطيب صالح والعقاد ،،
العقاد يا لهذا الرجل ،،
أعتقد أنهُ كانت تربطكِ بهِ علاقة من نوعٍ ما ،،
كان هو يراها حباً ويبدو أنكِ لم تُحبيه ،،
وهذا الأمر أيضاً حدث مع صديقكِ وصديقنا مصطفى الرافعي
فقد آلّف عنكِ مجموعة من الكتب وهي :
(( حديث القمر )) و (( رسائل الأحزان )) و (( أوراق الورد ))
هؤلاء الأثنين كانا يحبانكِ وأعتقد أنكِ لم تكوني تحبينهم ،،
بل كنتِ تهيمين في جبران وتحبينه حباً غريباً ،،
وهو كذلك ولكن يبدو لي أنهُ أحب ( حـــلا الـــظـــاهـــر ) أكثر منكِ ،،
فصدقاً سيدتي أعتقد أن جبران لم يحب أحداً في هذه الدنيا
قدر حبه لحــلا العذبة ،،
المهم سيدتي ،،
ذهبت الأيام وأنا لا أملك سوى كتاب سوانح فتاة ،،
وعندما أنتقلت للرياض للعمل في العام 2000 م واصلت بحثي ،،
عن كل مؤلفاتكِ وواصلت دون جدوى ودون ملل أيضاً ،،
حتى كان عام 2004 م وجدت أشهر كتبكِ وهي :
( كلمات وإشارات ) و ( عائشة تيمور ) و ( باحثة البادية )
سعدتُ كثيراً ولم أكتفي بل واصلت البحث ،،
عن بقية كتبكِ ومؤلفاتكِ ورسائلكِ ،،
وعرفتُ عن حياتكِ الشيء الكثير ،،،
وأحزنني ما حدث لك من أحداث في آواخر حياتكِ ،،،
عندما قام أقاربكِ بإدخالكِ ( الــعــصــفــوريــة ) مشفى المجانين
في لبنان دون سبب سوى طمع هؤلاء الأقارب ( العقارب ) في ما
ورثتيه من والدكِ حسب ما قرأت ،،،
ووقف بجانبكِ في تلك المحنة الكثير من الناس ،،،
وكان على رأسهم الأديب الكبير ( أمــيــن الــريـــحـــانـــي ) ،،،
وساهم هو وغيره في إخراجكِ من المشفى وخاصةً أن الأطباء هناك
لم يجدوا سبباً لتواجدكِ ،،،
ولكن ساءت حالتكِ الصحية والنفسية نتيجة تلك الروح المُحطمة
التي فقدت الكثير من الأحباء وكان أحدهم جــبــران خــلــيــل جــبــران
وأخيراًً رحيل الإنسان الذي وقف إلى جانبكِ في محنتكِ
أمين الريحاني نعم فعندما نُعي لكِ أمين أنهرتِ ونُقلتِ إلى المستشفى
لترحلي عن عالمنا في العام 1941 م ،،
سيدتي ،،
قبل عدة سنوات حصلت على مؤلفات آخرى لكِ ،،
وهي :
( ظلمات وأشعة ) و ( وردة اليازجي ) و ( الحب في العذاب )
و ( رجوع الموجه ) وبقي بعض المؤلفات ومنها الرسائل التي
نشرها ( جميل جبر ) ،،،
سيدتي ميّ ،،
لا أعرف ماذا أقول ؟؟
فقد أحببتكِ حقاً وعشت تفاصيل حياتكِ وكأنني معكِ،،
وهذه حالتي مع كل أديب أو أديبة وكل شاعر وشاعرة
وكل مُفكر ومُفكرة ،،
طبعاً من أحبهم وأحب أدبهم وكتبهم ،،،
سيدتي ،،
كتبت هذه الرسالة ربما لأعلمكِ كم كنت أحب كتاباتكِ ،،
وكم كنت أعشق مؤلفاتكِ وأهيم في أدبكِ ومقالاتكِ ،،،
ربما لأخبركِ أن هناك من يهتم لأمركِ ويتمنى لو عاش زمنكِ
وعرفكِ عن قرب ،،
ربما هذه الرسالة تذكير بحياتكِ بمؤلفاتكِ يقرأها أولادي
وربما يقرأها شباب هذه الأمة وشاباتها ،،
ليعلموا ويعرفوا أن هناك أديبة ملأت دنيا الأدب والشعر
بأدبها وكتبها ودراساتها وشعرها باللغة الفرنسية ،،
ليعرفوا أن هناك نجمة من النجمات سطعت يوماً
في سماء أدبنا العربي وستبقى نجمة ساطعة حتى بعد رحيلها
بحوالي سبعين عاماً .
لكِ كل التقدير والإحترام والمحبة .
( م _ ع )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــــاصــــــــلـــــــة ثــــــقـــــــافــــــيــــــة )
ميّ زيادة :
ولدت ميّ في مدينة ( الناصرة ) بفلسطين في 11 فبراير من عام 1886 م ،،
والدها لبناني هو الياس زخور زيادة من قرية ( شحتول ) في قضاء
كسروان في لبنان ووالدتها هي نزهة معمر فلسطينية من الجليل ،،
أدخلت ميّ في مدرسة الراهبات في الناصرة وتابعت دراستها هناك
حتى عام 1899 م حيث أنتقل والدها إلى لبنان وألحقها في مدرسة
الراهبات في ( عينطورا ) ومنها أنتقلت إلى مدرسة الراهبات في اللعازاريات
في بيروت ولم تعد إلى الناصرة حتى أكملت دراستها ،،
ومن الناصرة أنتقلت ميّ مع عائلتها إلى ( القاهرة ) في العام 1908 م ،،
حيث مارس والدها العمل الصحفي في جريدة ( المحروسة ) وكانت
ميّ تعطي دروس خصوصية لبنات الأثرياء في مصر وفي نفس الوقت
كانت تدرس اللغتين الألمانية والأنجليزية ،،
وكانت أول مؤلفاتها ديوان شعر باللغة الفرنسية بعنوان ( أزاهير حلم )
ونشرت هذا الديوان بأسم مُستعار هو ( إيـــزيـــس كــوبـــيـــا )
وكان هذا الأمر في العام 1910 م ،
(( من باب العلم بالشيء كتبت ميّ قبل ان تعلن أسمها الحقيقي
تحت أسماء مستعار كثيرة وكان منها ما تقدم ذكره أعلاه ))
مارست ميّ في القاهرة نشاطات صحفية وأدبية فبرزت أكثر وأكثر
في المجتمع المصري فألقت الكثير من المحاضرات والخطب ،،
وكانت ميّ قد زارت لبنان وأقيم لها حفل تكريمي ،،
وبعد ذلك أسست ميّ صالوناً يلتقي فيه أهل الفكر والأدب
والسياسة كل ثلاثاء ،،
وكان على رأس من يحضر مجلسها وصالونها :
( إسماعي صبري _ ولطفي السيد _ شبلي الشميّل _ خليل مطران _
أحمد زكي باشا _ وطه حسين _ وعباس العقاد _ والرافعي وغيرهم
الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الأدب والسياسة )
وفي عام 1930 م توفي والدها الياس بعد معاناة من داء عضال ،،
وفي العام 1931 م توفي جبران خليل جبران وكانت تحبه كثيراً
وفي العام 1932 م توفيت والدتها في القاهرة لتتوالى مآسي ميّ
فأصبحت تتنقل بين مصر وفرنسا وإيطاليا وأنجلترا بحثاً عن العزاء
وتسلية النفس ولكن دون جدوى فهذا الحزن كان يحرق روحها ،،
وفي العام 1935 م تقريباً ثارت مآساة آخرى كان بطلها أقارب ميّ
الذين حجروا عليها في مصر وأرسلوها إلى مشفى المجانين في لبنان
( العصفورية ) لتعالج كأنها مجنونة لكن ساعدها زميلها أمين الريحاني
وتبنت قضيتها الصحافة وساهموا معاً في إخراجها من المشفى وألقت في العام 1938 م
حاضرة بعنوان ( رسالة الأديب إلى الحياة العربية ) في الجامعة
الأمريكية لتضع حداً لمن أدّعى جنونها ،،
ولكن عادت مرة آخرى لتدخل مستشفى المعادي عندما نُعي
إليها صديقها فليكس فارس وبعد ذلك الصديق العزيز والذي وقف الى
جانبها ( أمين الريحاني ) نتيجة إنهيارها ولترحل بعد ذلك
في 19 من تشرين الأول في العام 1941 م .
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــــاصـــــلـــــــــة وجـــــــدانـــــــيـــــــــــة )
من روائع الشاعر المصري فـــاروق جـــويـــدة :
(( وظللتُ أبحثُ عنكِ بين الناس تنهرني خُطايا ،،
وسنون عمري في زحام الحزنِ تتركني شظايا ،،
في كل دربٍ من دروب الأرضِ من عمري بقايا ،،
وعلى جدارِ الحزنِ صاح اليأسُ فارتعدت دمايا ،،
ودفنتُ في أنقاضِ عمري أجمل الأحلامِ يبكيها صبايا ،،
حتى رأيتكِ بين أعماقي وجوداً في الحنايا ،،
من كان يا عمري يُصدق أنني يوماً أضعتُ العمر أبحث عن هوايا ،،،
قد كان في قلبي يعيشُ وكان يسخر من خطايا ؟؟ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( نــــــفـــــــــق إلـــــــــــى الــــــــذاكـــــــــــرة )
يقول نـــــــزار قــــبــــانـــي :
(( أن تكون وحيداً يعني أن تنسحب من ضوضاء العالم
لتصغي إلى موسيقى نفسك ))
يقول فـــاروق جـــويـــدة :
(( حينما تشتد الرياح ويرتفع موج البحر ويُظلم الليل ،،
ويسقط الجليد لابد أن تبحث الطيور عن صخرة أو شجرة تأويها من
الطوفان وهي تفعل هذا بإحساسها ودون أن يوجهها أحد ،،
كذلك يفعل الإنسان النقي حينما تتساقط القيم حوله يحاول أن يظلّ
إنساناً ويرتقي بنفسه ولو سقط الكل من حوله يحاول أن يكون
مُترفّعاً أميناً مُخلصاً حتى لو كان كل شيء حوله بعيداً عن ذلك ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
كونوا بالجوار ،،،
وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة ............. سعود العتيبي
وجدت هذه الرسالة في ( مظروف ) لونه أبيض مكتوب
عليه هذه العبارة :
(( أدرك أنها لن تصلكِ سيدتي مـــيّ زيـــــادة
ولكن كتبتُ هذه الرسالة لأرضي شعوري تجاهكِ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( الــــــرســـــــالــــــة الـــــثــــــامــــــنـــــــة )
عندما قرأت جبران خليل جبران وأبحرت في عوالم كتبه
ومؤلفاته وعشت أحرفه وكتاباته وتعمّقت في مشاعره
وأحاسيسه وقرأت رسائله ،،
أستوقفتني رسائل كانت موجّهه لسيدة لم أكن أعرفها ،،
أديبة لم أسمع بها ولم أقرأ لها شيئاً ،،
كانت كتب الأدب في مناهجنا تزخر بروائع الأدب القديم
والحديث ولكنني لم أجد لهذه الأديبة رائعة في مناهجنا
وأدبنا طوال فترة دراستي ،،،
قلت في نفسي هذه الرسائل الغرامية التي كتبها جبران لهذه التي
تُدعى ميّ ،، هذا الحب الذي عاشه جبران مع ميّ ،،
تسـألت من هذه المرأة ؟؟
قلت في نفسي مرة آخرى ،،
لما لا أبحث عن كتاباتها وأدبها ؟؟
علّي أكتشف سرّ حب جبران لها ورغبتهُ في مراسلتها
وإعتزازه الدائم بمحاورتها ومناقشتها ،،
وخاصةً أنني أعشق جبران وأدب جبران ،،
وعشت تفاصيل حياته ومشاعره وكأنني عشت معه وفي زمنه ،،
نعم بدأت أبحث عنكِ سيدتي مــيّ وأعترف أنني تعبت كثيراً
في البحث عن مؤلفاتكِ في البحث عن تعريف بحياتكِ مكان ولادتكِ
والدكِ والدتكِ دراستكِ تحصيلكِ العلمي شهاداتكِ ،،،
بحثت عن كل شيء عنكِ ،،
وكنت في كل مرة أصل لطريق مسدود ،،
أذكر أن هذا البحث بدأ معي وأنا في المرحلة الثانوية ،،
وذات يوم وجدت في إحدى مكتبات مدينة الأحساء التي كنت
أسكنها كتاباً من كتبكِ هو (( ســــــوانــــح فـــــتـــــاة )) ،،
ياه سيدتي فرحت يومها فرحاً كبيراً ،،،
أخذت هذا الكتاب وأحتضنته وقرأته بكامله حينها ،،،
رُغم أنني من فئة الذين يُخططون في قراءاتهم ،،
بمعنى أنني كنت أضع جدولاً مُنظماً للكتب التي سأقرأها ،،
وهذا بالطبع لا يعني أنني لا أخرج على هذا النظام ،،
نعم خرجت على هذا النظام ولم تكوني الوحيدة التي تنسف نظامي
في قراءاتي فسبقكِ جبران والطيب صالح والعقاد ،،
العقاد يا لهذا الرجل ،،
أعتقد أنهُ كانت تربطكِ بهِ علاقة من نوعٍ ما ،،
كان هو يراها حباً ويبدو أنكِ لم تُحبيه ،،
وهذا الأمر أيضاً حدث مع صديقكِ وصديقنا مصطفى الرافعي
فقد آلّف عنكِ مجموعة من الكتب وهي :
(( حديث القمر )) و (( رسائل الأحزان )) و (( أوراق الورد ))
هؤلاء الأثنين كانا يحبانكِ وأعتقد أنكِ لم تكوني تحبينهم ،،
بل كنتِ تهيمين في جبران وتحبينه حباً غريباً ،،
وهو كذلك ولكن يبدو لي أنهُ أحب ( حـــلا الـــظـــاهـــر ) أكثر منكِ ،،
فصدقاً سيدتي أعتقد أن جبران لم يحب أحداً في هذه الدنيا
قدر حبه لحــلا العذبة ،،
المهم سيدتي ،،
ذهبت الأيام وأنا لا أملك سوى كتاب سوانح فتاة ،،
وعندما أنتقلت للرياض للعمل في العام 2000 م واصلت بحثي ،،
عن كل مؤلفاتكِ وواصلت دون جدوى ودون ملل أيضاً ،،
حتى كان عام 2004 م وجدت أشهر كتبكِ وهي :
( كلمات وإشارات ) و ( عائشة تيمور ) و ( باحثة البادية )
سعدتُ كثيراً ولم أكتفي بل واصلت البحث ،،
عن بقية كتبكِ ومؤلفاتكِ ورسائلكِ ،،
وعرفتُ عن حياتكِ الشيء الكثير ،،،
وأحزنني ما حدث لك من أحداث في آواخر حياتكِ ،،،
عندما قام أقاربكِ بإدخالكِ ( الــعــصــفــوريــة ) مشفى المجانين
في لبنان دون سبب سوى طمع هؤلاء الأقارب ( العقارب ) في ما
ورثتيه من والدكِ حسب ما قرأت ،،،
ووقف بجانبكِ في تلك المحنة الكثير من الناس ،،،
وكان على رأسهم الأديب الكبير ( أمــيــن الــريـــحـــانـــي ) ،،،
وساهم هو وغيره في إخراجكِ من المشفى وخاصةً أن الأطباء هناك
لم يجدوا سبباً لتواجدكِ ،،،
ولكن ساءت حالتكِ الصحية والنفسية نتيجة تلك الروح المُحطمة
التي فقدت الكثير من الأحباء وكان أحدهم جــبــران خــلــيــل جــبــران
وأخيراًً رحيل الإنسان الذي وقف إلى جانبكِ في محنتكِ
أمين الريحاني نعم فعندما نُعي لكِ أمين أنهرتِ ونُقلتِ إلى المستشفى
لترحلي عن عالمنا في العام 1941 م ،،
سيدتي ،،
قبل عدة سنوات حصلت على مؤلفات آخرى لكِ ،،
وهي :
( ظلمات وأشعة ) و ( وردة اليازجي ) و ( الحب في العذاب )
و ( رجوع الموجه ) وبقي بعض المؤلفات ومنها الرسائل التي
نشرها ( جميل جبر ) ،،،
سيدتي ميّ ،،
لا أعرف ماذا أقول ؟؟
فقد أحببتكِ حقاً وعشت تفاصيل حياتكِ وكأنني معكِ،،
وهذه حالتي مع كل أديب أو أديبة وكل شاعر وشاعرة
وكل مُفكر ومُفكرة ،،
طبعاً من أحبهم وأحب أدبهم وكتبهم ،،،
سيدتي ،،
كتبت هذه الرسالة ربما لأعلمكِ كم كنت أحب كتاباتكِ ،،
وكم كنت أعشق مؤلفاتكِ وأهيم في أدبكِ ومقالاتكِ ،،،
ربما لأخبركِ أن هناك من يهتم لأمركِ ويتمنى لو عاش زمنكِ
وعرفكِ عن قرب ،،
ربما هذه الرسالة تذكير بحياتكِ بمؤلفاتكِ يقرأها أولادي
وربما يقرأها شباب هذه الأمة وشاباتها ،،
ليعلموا ويعرفوا أن هناك أديبة ملأت دنيا الأدب والشعر
بأدبها وكتبها ودراساتها وشعرها باللغة الفرنسية ،،
ليعرفوا أن هناك نجمة من النجمات سطعت يوماً
في سماء أدبنا العربي وستبقى نجمة ساطعة حتى بعد رحيلها
بحوالي سبعين عاماً .
لكِ كل التقدير والإحترام والمحبة .
( م _ ع )
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــــاصــــــــلـــــــة ثــــــقـــــــافــــــيــــــة )
ميّ زيادة :
ولدت ميّ في مدينة ( الناصرة ) بفلسطين في 11 فبراير من عام 1886 م ،،
والدها لبناني هو الياس زخور زيادة من قرية ( شحتول ) في قضاء
كسروان في لبنان ووالدتها هي نزهة معمر فلسطينية من الجليل ،،
أدخلت ميّ في مدرسة الراهبات في الناصرة وتابعت دراستها هناك
حتى عام 1899 م حيث أنتقل والدها إلى لبنان وألحقها في مدرسة
الراهبات في ( عينطورا ) ومنها أنتقلت إلى مدرسة الراهبات في اللعازاريات
في بيروت ولم تعد إلى الناصرة حتى أكملت دراستها ،،
ومن الناصرة أنتقلت ميّ مع عائلتها إلى ( القاهرة ) في العام 1908 م ،،
حيث مارس والدها العمل الصحفي في جريدة ( المحروسة ) وكانت
ميّ تعطي دروس خصوصية لبنات الأثرياء في مصر وفي نفس الوقت
كانت تدرس اللغتين الألمانية والأنجليزية ،،
وكانت أول مؤلفاتها ديوان شعر باللغة الفرنسية بعنوان ( أزاهير حلم )
ونشرت هذا الديوان بأسم مُستعار هو ( إيـــزيـــس كــوبـــيـــا )
وكان هذا الأمر في العام 1910 م ،
(( من باب العلم بالشيء كتبت ميّ قبل ان تعلن أسمها الحقيقي
تحت أسماء مستعار كثيرة وكان منها ما تقدم ذكره أعلاه ))
مارست ميّ في القاهرة نشاطات صحفية وأدبية فبرزت أكثر وأكثر
في المجتمع المصري فألقت الكثير من المحاضرات والخطب ،،
وكانت ميّ قد زارت لبنان وأقيم لها حفل تكريمي ،،
وبعد ذلك أسست ميّ صالوناً يلتقي فيه أهل الفكر والأدب
والسياسة كل ثلاثاء ،،
وكان على رأس من يحضر مجلسها وصالونها :
( إسماعي صبري _ ولطفي السيد _ شبلي الشميّل _ خليل مطران _
أحمد زكي باشا _ وطه حسين _ وعباس العقاد _ والرافعي وغيرهم
الكثير من الأسماء اللامعة في عالم الأدب والسياسة )
وفي عام 1930 م توفي والدها الياس بعد معاناة من داء عضال ،،
وفي العام 1931 م توفي جبران خليل جبران وكانت تحبه كثيراً
وفي العام 1932 م توفيت والدتها في القاهرة لتتوالى مآسي ميّ
فأصبحت تتنقل بين مصر وفرنسا وإيطاليا وأنجلترا بحثاً عن العزاء
وتسلية النفس ولكن دون جدوى فهذا الحزن كان يحرق روحها ،،
وفي العام 1935 م تقريباً ثارت مآساة آخرى كان بطلها أقارب ميّ
الذين حجروا عليها في مصر وأرسلوها إلى مشفى المجانين في لبنان
( العصفورية ) لتعالج كأنها مجنونة لكن ساعدها زميلها أمين الريحاني
وتبنت قضيتها الصحافة وساهموا معاً في إخراجها من المشفى وألقت في العام 1938 م
حاضرة بعنوان ( رسالة الأديب إلى الحياة العربية ) في الجامعة
الأمريكية لتضع حداً لمن أدّعى جنونها ،،
ولكن عادت مرة آخرى لتدخل مستشفى المعادي عندما نُعي
إليها صديقها فليكس فارس وبعد ذلك الصديق العزيز والذي وقف الى
جانبها ( أمين الريحاني ) نتيجة إنهيارها ولترحل بعد ذلك
في 19 من تشرين الأول في العام 1941 م .
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( فـــــــــاصـــــلـــــــــة وجـــــــدانـــــــيـــــــــــة )
من روائع الشاعر المصري فـــاروق جـــويـــدة :
(( وظللتُ أبحثُ عنكِ بين الناس تنهرني خُطايا ،،
وسنون عمري في زحام الحزنِ تتركني شظايا ،،
في كل دربٍ من دروب الأرضِ من عمري بقايا ،،
وعلى جدارِ الحزنِ صاح اليأسُ فارتعدت دمايا ،،
ودفنتُ في أنقاضِ عمري أجمل الأحلامِ يبكيها صبايا ،،
حتى رأيتكِ بين أعماقي وجوداً في الحنايا ،،
من كان يا عمري يُصدق أنني يوماً أضعتُ العمر أبحث عن هوايا ،،،
قد كان في قلبي يعيشُ وكان يسخر من خطايا ؟؟ ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
( نــــــفـــــــــق إلـــــــــــى الــــــــذاكـــــــــــرة )
يقول نـــــــزار قــــبــــانـــي :
(( أن تكون وحيداً يعني أن تنسحب من ضوضاء العالم
لتصغي إلى موسيقى نفسك ))
يقول فـــاروق جـــويـــدة :
(( حينما تشتد الرياح ويرتفع موج البحر ويُظلم الليل ،،
ويسقط الجليد لابد أن تبحث الطيور عن صخرة أو شجرة تأويها من
الطوفان وهي تفعل هذا بإحساسها ودون أن يوجهها أحد ،،
كذلك يفعل الإنسان النقي حينما تتساقط القيم حوله يحاول أن يظلّ
إنساناً ويرتقي بنفسه ولو سقط الكل من حوله يحاول أن يكون
مُترفّعاً أميناً مُخلصاً حتى لو كان كل شيء حوله بعيداً عن ذلك ))
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/np27.gif
كونوا بالجوار ،،،
وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،،
أخوكم المحب :
محامي الحب والمرأة ............. سعود العتيبي