ديم
11-17-2007, 11:04 AM
ارضَ بما قدر لك
كان فيما كان قرية بها عجوز حكيم . وكان أهل القرية يثقون فيه , في الإجابة عن أسئلتهم ومخاوفهم .
في أحد الأيام, ذهب فلاح من القرية إلى العجوزوقال بصوت محموم :" أيها الحكيم , ساعدني , لقد حدث لي أمر فظيع . لقد هلك ثوري وليس لدي حيوان يساعدني في حرث أرضي ! أليس ذلك أسوأ شي يمكن أن يحدث لي"؟
فأجاب الحكيم : " ربما كان ذلك صحيحا , وربما كان غير ذلك " .
فأسرع الفلاح عائدا لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن , بالطبع كان ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث للفلاح .
فكيف لم يتسنى للحكيم أن يرى ذلك .
إلا أنه في اليوم ذاته , شاهد الناس حصانا صغيرا قويا بالقرب من مزرعة الرجل .
ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله .
واتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور ــ وهو ما قام به فعلا .
وقد كانت سعادة الفلاح بالغة .
فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل .
وما كان من الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلا : " لقد كنت محقا أيها الحكيم .
إن فقداني للثور لم يكن أسوأ شيء يمكن أن يقع لي . لقد كان نعمة لم أستطع فهمها . فلو لم يحدث ذلك لما تسنى لي أبدا أن أصيد حصانا جديدا .
لابد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيء يمكن أن يحصل لي "
فأجاب الحكيم : ربما نعم وربما لا ".
فقال الفلاح لنفسه , " لا , ثانية , لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة ".
وتارة أخرى , لم يدرك الفلاح ما سيحدث . بعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول .
ومرة أخرى , ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له : " كيف عرفت أن أصطيادي للحصان لن يكون أمرا جيدا ؟
لقد كنت على صواب ثانية . فلقد جرح أبني ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد . هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي . لابد أنك توافقني هذه المرة ".
ولكن , كما حدث من قبل , نظر الحكيم إلى الفلاح وأجابه بصوت تعلوه الشفقة وقال : " ربما نعم وربما لا "
استشاط الفلاح غضبا من جهل الحكيم وعاد من فوره إلى القرية .
في اليوم التالي , قدم الجيش وأقتاد جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي أندلعت للتو . وكان أبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم . ومن هنا كتبت له الحياة في حين أصبح محتما على الباقين أن يلقوا حتفهم .
إن المغزى من هذه القصة ــ أننا لا ندري ماذا سيحدث غدا ــ نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك .
وغالبا ما نضخم الأمر . ونخترع أحداثا مبالغ فيها في عقولنا عن أشياء سيئة سوف تحدث .
ولكن يجب أن نفتح عقولنا أمام كل الإحتمالات , ونتأكد أن كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف .
وتذكر :" قد يكون الأمر كذلك , وقد يكون لا ".
ودائما الخيرة فيما يختاره الله لنا
كان فيما كان قرية بها عجوز حكيم . وكان أهل القرية يثقون فيه , في الإجابة عن أسئلتهم ومخاوفهم .
في أحد الأيام, ذهب فلاح من القرية إلى العجوزوقال بصوت محموم :" أيها الحكيم , ساعدني , لقد حدث لي أمر فظيع . لقد هلك ثوري وليس لدي حيوان يساعدني في حرث أرضي ! أليس ذلك أسوأ شي يمكن أن يحدث لي"؟
فأجاب الحكيم : " ربما كان ذلك صحيحا , وربما كان غير ذلك " .
فأسرع الفلاح عائدا لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن , بالطبع كان ذلك أسوأ شيء يمكن أن يحدث للفلاح .
فكيف لم يتسنى للحكيم أن يرى ذلك .
إلا أنه في اليوم ذاته , شاهد الناس حصانا صغيرا قويا بالقرب من مزرعة الرجل .
ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله .
واتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور ــ وهو ما قام به فعلا .
وقد كانت سعادة الفلاح بالغة .
فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل .
وما كان من الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلا : " لقد كنت محقا أيها الحكيم .
إن فقداني للثور لم يكن أسوأ شيء يمكن أن يقع لي . لقد كان نعمة لم أستطع فهمها . فلو لم يحدث ذلك لما تسنى لي أبدا أن أصيد حصانا جديدا .
لابد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل شيء يمكن أن يحصل لي "
فأجاب الحكيم : ربما نعم وربما لا ".
فقال الفلاح لنفسه , " لا , ثانية , لابد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة ".
وتارة أخرى , لم يدرك الفلاح ما سيحدث . بعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول .
ومرة أخرى , ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له : " كيف عرفت أن أصطيادي للحصان لن يكون أمرا جيدا ؟
لقد كنت على صواب ثانية . فلقد جرح أبني ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد . هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لي . لابد أنك توافقني هذه المرة ".
ولكن , كما حدث من قبل , نظر الحكيم إلى الفلاح وأجابه بصوت تعلوه الشفقة وقال : " ربما نعم وربما لا "
استشاط الفلاح غضبا من جهل الحكيم وعاد من فوره إلى القرية .
في اليوم التالي , قدم الجيش وأقتاد جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي أندلعت للتو . وكان أبن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم . ومن هنا كتبت له الحياة في حين أصبح محتما على الباقين أن يلقوا حتفهم .
إن المغزى من هذه القصة ــ أننا لا ندري ماذا سيحدث غدا ــ نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك .
وغالبا ما نضخم الأمر . ونخترع أحداثا مبالغ فيها في عقولنا عن أشياء سيئة سوف تحدث .
ولكن يجب أن نفتح عقولنا أمام كل الإحتمالات , ونتأكد أن كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف .
وتذكر :" قد يكون الأمر كذلك , وقد يكون لا ".
ودائما الخيرة فيما يختاره الله لنا