"الباشق"
03-18-2005, 01:41 AM
حكم السحر والكهنه
-الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
فنظرا لكثرة المشعوذين في الاونة الأخيرة ممن يدعون الطب ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل - رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما ( في ذلك من خطر عظيم على الإسلام ) والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى ومخالفة أمره وأمررسوله صلى الله عليه وسلم فأقول مستعينا بالله تعالى : -
يجوز التداوي اتفاقا، وللمسلم أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أوعصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في علم الطب لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله ، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيماحرمه عليهم . فلا يجوزللمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات - ليعرف منهم مرضه، كما لايجوز لة أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون بر رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على مايريدون ،وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب ,
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما "
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )
وعن عمران بن ( حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تطيرأوتطيرله أو تكهن أوتكهن له أوسحر أوسحرله ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفربما أنزل على محمد " رواه البزاربإسناد جيد .
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكار إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ومنع من يتعاطى شيئا من ذلك فى الأسواق وغيرها وإلإنكار عليهم أشد الإنكار، والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم ممن ينتسب إلى . العلم فإنهم غيرراسخين في العلم بل من الجهال لما في إتيانهم من المحذور لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وضديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة ولأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفر الكاهن والساحرلأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه والمصدق لهم بدعواهم علم الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم ، وكل من تلقى هذه الأمورعمن يتعطاها فقد برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لإيجوزللمسلم أن يخضع لما يزعمونه كعلاجا كنمنمتهم بالطلاسم أو صب ، ألرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم . كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكهان ونحوهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبه أو عما يكون بين الزوجين من إلمحبة والوفإء أو العداوة والفراق ونحو ذلك لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . والسحرمن المحرمات الكفرية كما قال الله عزوجل في شأن الملكين في سورة البقرة ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفرفيتعلمون منهما ما، يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين، به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) فدلت هذه الاية الكريمة على أن السحركفروأن السحرة،يفرقون بين المرء وزوجه كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا ولا ضرا وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر. ولقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ولبسوا بهاعلى ضعفاء العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .
كما دلت الاية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولاينفعهم وأنه ليس لهم عند الله من خلاق أي (من حظ ونصيب ) وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والاخرة وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان . ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله ( ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا ليعمون ) والشراء هنا بمعنى البيع.
نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم بر وأن يوفق المسلمين للحذرمنهم وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم . وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به، شر السحرقبل وقوعه وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم وإتماما لنعمته عليهم ، وفيما يلي بيان للأشياء التي يتقى بها خطر السحرقبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا .
أما النوع الأول : وهو الذي يتقى به ، خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه، هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات، والتعوذات المأثورة ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ومن ذلك قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم اية في القران الكريم وهي قوله سبحانه ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلابما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولايؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ) ومن ذلك قراءة ( قل هو الله أحد )، ومعه
( قل أعوذ برب الفلق )، و (قل أعوذ برب الناس )، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات ( في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب، ومن ذلك قراءة ( الآيتين من آخرسورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله . وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من زسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) إلى اخر السورة .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ اية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح " وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ الآيتين من اخرسورة البقرة في ليلة كفتاه " والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء، ومن ذلك الإكثارمن التعوذ بـ" كلمات الله التامات من شرما خلق " في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجوأوالبحرلقول النبي صلى الله عليه وسلم (من نزل مانزلآ فقال "أعوذ بكلمات التامات من شرما خلق " لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهاروأول الليل ثلاث مرات (بسم الله الذي لا يضرمع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عيه وسلم وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء ، وهذه الأذكار والتعوذ من أعظم الأسباب في اتقاء شرالسحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحربعد وقوعه مع الإكثارمن الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل الباس، ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره – وكان صلى الله عليه وسلم بها أصحابه -: " اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلاشفاؤك شفاء لايغادر سقما " ومن ذ لك الرقية التي رقى بها جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أوعين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) وليكرر " ذلك ثلاث مرات " . ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب - عليه من. الماء مايكفيه للغسل ويقرأ فيها اية " الكرسي و( قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو الله أحد) و( قل أعوذ برب الفلق ) و( قل أعوذ برب الناس ) وآيات السحر التي في سورة الأعراف . وهي قوله سبحانه ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يافكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا ا صاغرين ) والايات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى القوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) والآيات التي في سورة طه ( قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى . قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى . فأوجس في نفسه خيفة موسى . قلنا لاتخف إنك أنت الأعلى . وألق ما في يمينك تلقف ما . صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحرحيث أتى). وبعد قراءة ماذكرفى الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء. ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أوغير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر.
هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يتقى بها السحر ويعالج بها والله ولي التوفيق . وأما علاجه بعمل السحرة الذي هوالتقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك ، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذرالرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة.
والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم لفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ا وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد:
فنظرا لكثرة المشعوذين في الاونة الأخيرة ممن يدعون الطب ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل - رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما ( في ذلك من خطر عظيم على الإسلام ) والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى ومخالفة أمره وأمررسوله صلى الله عليه وسلم فأقول مستعينا بالله تعالى : -
يجوز التداوي اتفاقا، وللمسلم أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أوعصبية أو نحو ذلك ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في علم الطب لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله ، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيماحرمه عليهم . فلا يجوزللمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات - ليعرف منهم مرضه، كما لايجوز لة أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون بر رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على مايريدون ،وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب ,
وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما "
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )
وعن عمران بن ( حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس منا من تطيرأوتطيرله أو تكهن أوتكهن له أوسحر أوسحرله ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفربما أنزل على محمد " رواه البزاربإسناد جيد .
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم والوعيد على ذلك فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكار إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ومنع من يتعاطى شيئا من ذلك فى الأسواق وغيرها وإلإنكار عليهم أشد الإنكار، والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم ممن ينتسب إلى . العلم فإنهم غيرراسخين في العلم بل من الجهال لما في إتيانهم من المحذور لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وضديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيم والعواقب الوخيمة ولأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفر الكاهن والساحرلأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه والمصدق لهم بدعواهم علم الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم ، وكل من تلقى هذه الأمورعمن يتعطاها فقد برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لإيجوزللمسلم أن يخضع لما يزعمونه كعلاجا كنمنمتهم بالطلاسم أو صب ، ألرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم . كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكهان ونحوهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبه أو عما يكون بين الزوجين من إلمحبة والوفإء أو العداوة والفراق ونحو ذلك لأن هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . والسحرمن المحرمات الكفرية كما قال الله عزوجل في شأن الملكين في سورة البقرة ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفرفيتعلمون منهما ما، يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين، به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) فدلت هذه الاية الكريمة على أن السحركفروأن السحرة،يفرقون بين المرء وزوجه كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا ولا ضرا وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر. ولقد عظم الضرر واشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ولبسوا بهاعلى ضعفاء العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل .
كما دلت الاية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولاينفعهم وأنه ليس لهم عند الله من خلاق أي (من حظ ونصيب ) وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والاخرة وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان . ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله ( ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا ليعمون ) والشراء هنا بمعنى البيع.
نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم بر وأن يوفق المسلمين للحذرمنهم وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم . وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به، شر السحرقبل وقوعه وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم وإتماما لنعمته عليهم ، وفيما يلي بيان للأشياء التي يتقى بها خطر السحرقبل وقوعه والأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا .
أما النوع الأول : وهو الذي يتقى به ، خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه، هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات، والتعوذات المأثورة ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ومن ذلك قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم اية في القران الكريم وهي قوله سبحانه ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشيء من علمه إلابما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولايؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ) ومن ذلك قراءة ( قل هو الله أحد )، ومعه
( قل أعوذ برب الفلق )، و (قل أعوذ برب الناس )، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات ( في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب، ومن ذلك قراءة ( الآيتين من آخرسورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله . وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من زسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) إلى اخر السورة .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ اية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح " وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ الآيتين من اخرسورة البقرة في ليلة كفتاه " والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء، ومن ذلك الإكثارمن التعوذ بـ" كلمات الله التامات من شرما خلق " في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجوأوالبحرلقول النبي صلى الله عليه وسلم (من نزل مانزلآ فقال "أعوذ بكلمات التامات من شرما خلق " لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهاروأول الليل ثلاث مرات (بسم الله الذي لا يضرمع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عيه وسلم وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء ، وهذه الأذكار والتعوذ من أعظم الأسباب في اتقاء شرالسحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحربعد وقوعه مع الإكثارمن الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل الباس، ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره – وكان صلى الله عليه وسلم بها أصحابه -: " اللهم رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلاشفاؤك شفاء لايغادر سقما " ومن ذ لك الرقية التي رقى بها جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أوعين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) وليكرر " ذلك ثلاث مرات " . ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب - عليه من. الماء مايكفيه للغسل ويقرأ فيها اية " الكرسي و( قل يا أيها الكافرون ) و( قل هو الله أحد) و( قل أعوذ برب الفلق ) و( قل أعوذ برب الناس ) وآيات السحر التي في سورة الأعراف . وهي قوله سبحانه ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يافكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا ا صاغرين ) والايات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى القوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) والآيات التي في سورة طه ( قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى . قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى . فأوجس في نفسه خيفة موسى . قلنا لاتخف إنك أنت الأعلى . وألق ما في يمينك تلقف ما . صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحرحيث أتى). وبعد قراءة ماذكرفى الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء. ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أوغير ذلك فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر.
هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يتقى بها السحر ويعالج بها والله ولي التوفيق . وأما علاجه بعمل السحرة الذي هوالتقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك ، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذرالرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة.
والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم لفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ا وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته