عبدالله الاكلبي
11-04-2007, 10:13 AM
--------------------------------------------------------------------------------
المال الحرام
علي بن سعد الموسى - الوطن
رغم أن - صاحبنا - قليل الكلام وبالكاد تعبر منه جملتان خلال جلسة طويلة، إلا أنه أسمعني خلال أشهر من معرفتي به مئة جملة كلها عن القيم والمبادئ وكيف يعيش الإنسان رهناً لهدف نبيل أو همة سامية. قلت لصاحبنا الآخر: كم يتحدث هذا المرء كلما تقابلنا عن القيم والمبادئ والنقاء ونظافة اليد والجيب من المال الحرام؟ رد صاحبي: خذ عن صاحبنا هذه القصة: فبعد سنين طويلة من العمل لدى الشركة الأكبر في هذا البلد، تقاعد صاحبنا - شبه مبكر - وبدأ يحزم أمتعته للعودة لمسقط رأسه وأثناء حزم الحقائب ولملمة - الأشياء - وجد بينها جهاز تربيط صغيرا تذكر أنه استعاره من ورشة الشركة قبل سنين ثم نسيه فقرر صبح اليوم التالي إعادته فلم يجد وسيلة نظامية لاستلام وتسليم عهدة سقطت بالتقادم. احتار صاحبنا فالجهاز أصبح قديماً لا يصلح لشيء فذهب لزملائه بالشركة في ورشة العمل القديمة وسأل عن ناقص هم في حاجة إليه ثم عاد واشترى جهازاً حديثاً بأضعاف قيمة ما كان عهدة لديه. ودعهم بعد أن ترك الجهازين على رفوف الورشة. قصته الأخرى مع ساعة فاخرة أهديت له - بخشيشاً - لتمرير المستخلصات من قبل شركة مبيعات تتعامل مع موقعه الوظيفي فلم ينم طوال ليلة كاملة حتى أعاد الساعة لمصدرها كي لا تكون هذه الساعة أول حبوب السبحة.
ترى كيف تتقاطع أموال الحلال مع هبات ورشاوى ومستقطعات الحرام؟ هذا الرجل الذي تلبس القيم والمبادئ ترفع عن ساعة وجهاز فكيف نكون جميعاً لو أننا أعدنا كل (شيء) وضعنا اليد عليه بسبب الموقع والوظيفة؟
كيف سنسحب آلاف الأراضي إعادة إلى خزينة المال العام؟ وأي رافعات تستطيع نقلها بعد أن شيدنا عليها عمائر المال المشبوه؟ وكم هي المدن والشوارع التي ستصطف جوار بعضها البعض لو أننا جمعنا كل متر مشبوه في مساحة واحدة؟ كيف ستكون أحوالنا لو أننا عدنا كيوم دخلنا الوظيفة فقررنا التخلص من كل ريال مباشر أو غير مباشر من أموال الشبهة التي دخلت جيوبنا لأننا بررنا الوسيلة أو استمرأنا (الأكل) أو سكتنا عن تأنيب الضمير أو استسلمنا لإغراء المنصب أو استصغرنا خطورة التوقيع؟ من أراد منكم اليوم أن يشاهد سعادة المال الحلال فليأت لصاحبي لينظر غبطة المبادئ. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك واللهم حبب لقلوبنا الفقر والحاجة إن كان الغنى لن يأتي إلا عبر الجاه والمنصب والوظيفة.
المال الحرام
علي بن سعد الموسى - الوطن
رغم أن - صاحبنا - قليل الكلام وبالكاد تعبر منه جملتان خلال جلسة طويلة، إلا أنه أسمعني خلال أشهر من معرفتي به مئة جملة كلها عن القيم والمبادئ وكيف يعيش الإنسان رهناً لهدف نبيل أو همة سامية. قلت لصاحبنا الآخر: كم يتحدث هذا المرء كلما تقابلنا عن القيم والمبادئ والنقاء ونظافة اليد والجيب من المال الحرام؟ رد صاحبي: خذ عن صاحبنا هذه القصة: فبعد سنين طويلة من العمل لدى الشركة الأكبر في هذا البلد، تقاعد صاحبنا - شبه مبكر - وبدأ يحزم أمتعته للعودة لمسقط رأسه وأثناء حزم الحقائب ولملمة - الأشياء - وجد بينها جهاز تربيط صغيرا تذكر أنه استعاره من ورشة الشركة قبل سنين ثم نسيه فقرر صبح اليوم التالي إعادته فلم يجد وسيلة نظامية لاستلام وتسليم عهدة سقطت بالتقادم. احتار صاحبنا فالجهاز أصبح قديماً لا يصلح لشيء فذهب لزملائه بالشركة في ورشة العمل القديمة وسأل عن ناقص هم في حاجة إليه ثم عاد واشترى جهازاً حديثاً بأضعاف قيمة ما كان عهدة لديه. ودعهم بعد أن ترك الجهازين على رفوف الورشة. قصته الأخرى مع ساعة فاخرة أهديت له - بخشيشاً - لتمرير المستخلصات من قبل شركة مبيعات تتعامل مع موقعه الوظيفي فلم ينم طوال ليلة كاملة حتى أعاد الساعة لمصدرها كي لا تكون هذه الساعة أول حبوب السبحة.
ترى كيف تتقاطع أموال الحلال مع هبات ورشاوى ومستقطعات الحرام؟ هذا الرجل الذي تلبس القيم والمبادئ ترفع عن ساعة وجهاز فكيف نكون جميعاً لو أننا أعدنا كل (شيء) وضعنا اليد عليه بسبب الموقع والوظيفة؟
كيف سنسحب آلاف الأراضي إعادة إلى خزينة المال العام؟ وأي رافعات تستطيع نقلها بعد أن شيدنا عليها عمائر المال المشبوه؟ وكم هي المدن والشوارع التي ستصطف جوار بعضها البعض لو أننا جمعنا كل متر مشبوه في مساحة واحدة؟ كيف ستكون أحوالنا لو أننا عدنا كيوم دخلنا الوظيفة فقررنا التخلص من كل ريال مباشر أو غير مباشر من أموال الشبهة التي دخلت جيوبنا لأننا بررنا الوسيلة أو استمرأنا (الأكل) أو سكتنا عن تأنيب الضمير أو استسلمنا لإغراء المنصب أو استصغرنا خطورة التوقيع؟ من أراد منكم اليوم أن يشاهد سعادة المال الحلال فليأت لصاحبي لينظر غبطة المبادئ. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك واللهم حبب لقلوبنا الفقر والحاجة إن كان الغنى لن يأتي إلا عبر الجاه والمنصب والوظيفة.