إبن ثعلي
10-08-2007, 02:07 PM
مدائن
تعصب قبلي ومناطقي
د. عبد العزيز جار الله الجار الله
نشرت جريدة "الرياض" خلال الثلاثة أيام الماضية سلسلة من التحقيقات الصحفية عن ظاهرة التعصب القبلي التي بدأت تظهر مؤخراً من: قنوات فضائية ومواقع إلكترونية ومزاين الإبل بصفتها تغذي التعصب القبلي. بلا شك إنها ظاهرة خطيرة بدأت تنشأ داخل الوطن بعد أن اعتقدنا أننا طوينا صفحة التعصب القبلي والنزاعات العشائرية منذ أن وحد الملك المؤسس عبدالعزيز هذا الكيان وأعلن أن يوم الوحدة الوطنية هو (23) سبتمبر عام 1351ه ...
لكن أطمئن الجميع أن التعصب القبلي الذي يهدد الوحدة السياسية والأمن قد قضى عليه الملك عبدالعزيز بعد أن خاض حرب التوحيد وأننا لسنا بالخطر الحقيقي ولا يهددنا موقع إلكتروني أو شعارات الشباب المتحمسين أو القصائد النبطية فخراً القبيلة ولا حتى مزاين الإبل... وهذه نعرات يمكن إيقافها وتحويلها إلى ظاهرة اجتماعية ايجابية لصالح المجتمع فالقبائل موجودة والحس القبلي موجود والفخر بالقبيلة موجود وهو جزء من الثقافة المحلية ولا تتعارض مع الانتماء والولاء للدولة لو تم توجيهها بالطريقة الصحيحة والتفكير في إذابة هذه النعرات في بوتقة ونسيج الوطن...
الخطر على الأمن والوحدة لا يأتي من افتخار القبيلة بل يأتي من محيط أكبر من القبيلة التي مهما تم التعصب للقبيلة يبقى في محيط عددي محدود ليس له جغرافية المكان وليس له موارد تنموية ونفوذ مالي واقتصادي فالقبيلة والبادية على ماذا يتعصبون وماذا لديهم نياق وجمال ووسوم الإبل وشعارات وليست موجهة ضد كيان بل هي اعتزاز وافتخار واعتداد بالنفس وتنافس بين جماعات وهذا بلا شك فيه شيء من الخطورة لكنه لا يقاس بالخطر الأكبر وهو التعصب المناطقي والإقليمي لشخصيات متعلمة ومثقفة بيدها النفوذ الإداري والقوة المالية والاقتصادية... التعصب المناطقي هو الخطر الحقيقي عندما يحيط المسؤول نفسه بأبناء منطقته وإقليمه ويقصي الكفاءات الإدارية لأنهم لا ينتمون إلى منطقته ولا إلي قريته والتعصب المبني على الفئة والعائلية بأن تستأثر الفئة ذات العصبية الإقليمية بالمناصب والوظائف والمراكز دون غيرها وتقصي الآخرين من المناطق الأخرى.
الخطر الحقيقي ممن يملك القرار الوظيفي والمالي الذي تفتقده القبيلة التي تتنافس على نياق ومزاين الإبل وهذا هو ميدانها أو قصائد شعرية ورسائل (مسجات) على شريط القناة الفضائية...
بدأ التعصب للأسف الشديد من أساتذة جامعات ومن خريجي أكاديميات أوروبية وأمريكية وبدأ التعصب من مثقفين وموظفين على وظائف قيادية ومرموقة حيث قربوا أبناء القرية والإقليم وتعسفوا وابعدوا الآخر... ومن عائلات كانت في الظل التاريخي وجاءت تبحث عن المجد مدعومة بالمال والمركز الإداري فالتعصب القبلي الذي تشكل على القنوات الفضائية ومزاين الإبل والإنترنت جاء امتدادا للتعصب المناطقي والإقليمي والفئوي. لذا لابد أن نتصدى لجميع أشكال التعصب لحماية أجيالنا ومستقبل بلادنا فالوحدة الجغرافية والسكانية التي أوجدها الملك عبدالعزيز بإذن الله يجب أن لا نفرط بها وعلينا أن ندافع عنها ونحميها
المصدر
جريدة الرياض الاربعاء 21رمضان 1428هـ - 3 أكتوبر 2007م - العدد 14345
تعصب قبلي ومناطقي
د. عبد العزيز جار الله الجار الله
نشرت جريدة "الرياض" خلال الثلاثة أيام الماضية سلسلة من التحقيقات الصحفية عن ظاهرة التعصب القبلي التي بدأت تظهر مؤخراً من: قنوات فضائية ومواقع إلكترونية ومزاين الإبل بصفتها تغذي التعصب القبلي. بلا شك إنها ظاهرة خطيرة بدأت تنشأ داخل الوطن بعد أن اعتقدنا أننا طوينا صفحة التعصب القبلي والنزاعات العشائرية منذ أن وحد الملك المؤسس عبدالعزيز هذا الكيان وأعلن أن يوم الوحدة الوطنية هو (23) سبتمبر عام 1351ه ...
لكن أطمئن الجميع أن التعصب القبلي الذي يهدد الوحدة السياسية والأمن قد قضى عليه الملك عبدالعزيز بعد أن خاض حرب التوحيد وأننا لسنا بالخطر الحقيقي ولا يهددنا موقع إلكتروني أو شعارات الشباب المتحمسين أو القصائد النبطية فخراً القبيلة ولا حتى مزاين الإبل... وهذه نعرات يمكن إيقافها وتحويلها إلى ظاهرة اجتماعية ايجابية لصالح المجتمع فالقبائل موجودة والحس القبلي موجود والفخر بالقبيلة موجود وهو جزء من الثقافة المحلية ولا تتعارض مع الانتماء والولاء للدولة لو تم توجيهها بالطريقة الصحيحة والتفكير في إذابة هذه النعرات في بوتقة ونسيج الوطن...
الخطر على الأمن والوحدة لا يأتي من افتخار القبيلة بل يأتي من محيط أكبر من القبيلة التي مهما تم التعصب للقبيلة يبقى في محيط عددي محدود ليس له جغرافية المكان وليس له موارد تنموية ونفوذ مالي واقتصادي فالقبيلة والبادية على ماذا يتعصبون وماذا لديهم نياق وجمال ووسوم الإبل وشعارات وليست موجهة ضد كيان بل هي اعتزاز وافتخار واعتداد بالنفس وتنافس بين جماعات وهذا بلا شك فيه شيء من الخطورة لكنه لا يقاس بالخطر الأكبر وهو التعصب المناطقي والإقليمي لشخصيات متعلمة ومثقفة بيدها النفوذ الإداري والقوة المالية والاقتصادية... التعصب المناطقي هو الخطر الحقيقي عندما يحيط المسؤول نفسه بأبناء منطقته وإقليمه ويقصي الكفاءات الإدارية لأنهم لا ينتمون إلى منطقته ولا إلي قريته والتعصب المبني على الفئة والعائلية بأن تستأثر الفئة ذات العصبية الإقليمية بالمناصب والوظائف والمراكز دون غيرها وتقصي الآخرين من المناطق الأخرى.
الخطر الحقيقي ممن يملك القرار الوظيفي والمالي الذي تفتقده القبيلة التي تتنافس على نياق ومزاين الإبل وهذا هو ميدانها أو قصائد شعرية ورسائل (مسجات) على شريط القناة الفضائية...
بدأ التعصب للأسف الشديد من أساتذة جامعات ومن خريجي أكاديميات أوروبية وأمريكية وبدأ التعصب من مثقفين وموظفين على وظائف قيادية ومرموقة حيث قربوا أبناء القرية والإقليم وتعسفوا وابعدوا الآخر... ومن عائلات كانت في الظل التاريخي وجاءت تبحث عن المجد مدعومة بالمال والمركز الإداري فالتعصب القبلي الذي تشكل على القنوات الفضائية ومزاين الإبل والإنترنت جاء امتدادا للتعصب المناطقي والإقليمي والفئوي. لذا لابد أن نتصدى لجميع أشكال التعصب لحماية أجيالنا ومستقبل بلادنا فالوحدة الجغرافية والسكانية التي أوجدها الملك عبدالعزيز بإذن الله يجب أن لا نفرط بها وعلينا أن ندافع عنها ونحميها
المصدر
جريدة الرياض الاربعاء 21رمضان 1428هـ - 3 أكتوبر 2007م - العدد 14345