المـاشي
08-31-2007, 07:52 PM
روى الرواه عن كلثوم بن عمر العتابي وهو شاعــر عاش في ايام الرشيــد وقال عنه يحي بن خالد البرمكــي لابنائه ان قدرتم على ان تكتبو انفاس كلثوم فافعلوا فانكم لن ترو مثله ابدا.
رووا عن كلثوم هذا ان احد اصحابه راه ياكل خبزا في الطريق فقال له :
ويحك اما تستحي ان تاكل امام النــاس؟؟
فقال كلثــوم :
ارايت لو كنت انت في دار بها بقــر اكنتـ تستحــي ان تاكل وهي تــراك؟؟ قال صاحبــه لا.
قال كلثـوم فاصبـــر حتى اريك انهم بقـــر.
ووقف بجانب جــدار يعظ ثم يقص القصص ثم يروي الاحاديث النبويه ثم يدعـو حتى اجتمع عليه خلق كثيـــر.
ولما اشتــد الزحــام قال للناس :
روى لنا غير واحــد ان من اخرج لسانه فبلغ ارنبه انفــه لم يدخل النــار, فما بقى واحــد من الجمهور الا اخرج لسانه يومئ به نحــو انفــه ليرى هل يبلغها ام لا, فالتفت كلثـوم الى صاحبه واشار للجمع الذي يحرك السنتــه كما تفعل الثيران وقال الم اخبــــرك انهم بقــــر.
اراد كلثــوم بطل هذه القصه ان ينتقــد عصــره ويعترض على اهله والغفله التي يعيشون فيهـا.
وكان يشعــر بالغضب على احوال المجتمع فهل يسمــح لهذا الغضب ان يقــوده الى التشاؤم والياس واعتـزال الناس.
كلا فقد اختار ان يضحك ويضحك النــاس معـــه
وكل اصحاب الشخصيــات الحيه الناضجــه والقادره على النجاح في الحياه يبداون رحلتهم بالتفاؤل والابتهاج ولا يسمحــون للياس والتشــاؤم ان يتسلل الى نفوسهــم ويضعــف ارادتهم .
( تفـــائلو بالخيـــر تجـــدوه)
يتبع
كن تـــرابا ولاتكــن حجــرا
بالرغم من القوه والصلابه التي تبدو عليها الاحجار فان التراب في تواضعه وبساطته هو الذي تنبت منه الازهــار ويستطيع الربيع ان ينفخ فيه من روحــه, اما الاحجار فتبقى على ماهي عليه من جمــود ولاتحس بروح الربيع على الاطلاق.
دعوه الى البساطـه والتواضع وعـدم السقـوط في الجمود والقيـود وتعطيل مشــاعرنا الداخليه واذواقنا الروحيه, فالتجميد والتعطيل يجعلان منا حجاره لاتحس بجمال الدنيــا وروعــه الربيع.
التباهي والتظــاهر واستعراض مالدينا من صفات حتى لو كانت هذه الصفات طيبه , جميعها تخلق فينا حاجزا يمنعنا من الاتصال بالجمال الموجود في الطبيعه وفي حياتنا ونفوســنا , وهذه الطريقه في الســلوك تحرمنا من الحريه وتحبســنا في اقفاص لانستطيع الفرار منها ابــدا.
قصه رائعه جـدا من روائع الادب الفارسي تقول القصـه
كان احد كبــار التجار يملك ببغاء نادره الحســن جميــله المنظــر , اعتــزم التاجر على ان يقوم برحله الى الهنـد , فسال كل من في داره عما يحب ان يحضره له عند عودته, قالت الببغاء : ان لي ياسيدي طلبا واحـدا , وهو ان تحمل سلامي الى ببغاوات الهنـد وتخبرهم بمدى شوقي ولهفتي لرؤيتهم ولولا سجني هذا لكنت ذهبت اليهم.
فوعدها التاجر بابلاغ رسالتها , فلما انتهى من اعماله في الهند ذهب الى احدى الغابات ونظر الى الببغاوات وابلغ رساله ببغائه الجميله , وسمعت احدى الببغاوات الرساله فسقطت ميته على الارض , فوقف التاجر حزينا يلوم نفســه , وحين عاد من رحلته سالته الببغاء مااذا كان قد اوصل رسالتها فاخبرها بالقصه التي حدثت امامه وماكادت الببغاء تسمع منه ذلك حتى سقطت مابين الحياه والموت فحزن التاجر حزنا شديدا ومد يده الى القفص واخرج الببغاء فدبت فيها الحياه وانطلقت مسرعه الى الفضاء واستقرت على غصن شجــرهـ , فسالها التاجر: ياببغائي الجميله ماذا فهمتي من الرساله الصامتـه التي حملتها اليكي من ببغاء الهنــد , قالت : نصحتني الرساله ان ابتعــد عن الكلمات والنغمات السحــريه الجذابه لان كل مصائبي ومانالني من السجن والقيد كان بسبب اظهاري لهذا كله.
كل الصفات الطيبه في الانســان لايصح ان تكــون موضع تباهي واستعــراض ففي ذلك ماقد يؤدي الى الدخول في اقفاص ليس فيها منفذ للحريه والانطلاق لان الذين يتباهون ويتظــاهرون بما لديهم من صفات طيبه يقعون في الغرور ويصبحون صيدا سهلا لكل صياد , والغرور بما يملكه الانسـان يؤدي الى التجمـد , فيصبح حجرا لايعرف الاخضرار.
ولذلك
(( كن ترابا ولاتكن حجــرا , حتى يمكنك ان تبلغ مقاما عاليا))
رووا عن كلثوم هذا ان احد اصحابه راه ياكل خبزا في الطريق فقال له :
ويحك اما تستحي ان تاكل امام النــاس؟؟
فقال كلثــوم :
ارايت لو كنت انت في دار بها بقــر اكنتـ تستحــي ان تاكل وهي تــراك؟؟ قال صاحبــه لا.
قال كلثـوم فاصبـــر حتى اريك انهم بقـــر.
ووقف بجانب جــدار يعظ ثم يقص القصص ثم يروي الاحاديث النبويه ثم يدعـو حتى اجتمع عليه خلق كثيـــر.
ولما اشتــد الزحــام قال للناس :
روى لنا غير واحــد ان من اخرج لسانه فبلغ ارنبه انفــه لم يدخل النــار, فما بقى واحــد من الجمهور الا اخرج لسانه يومئ به نحــو انفــه ليرى هل يبلغها ام لا, فالتفت كلثـوم الى صاحبه واشار للجمع الذي يحرك السنتــه كما تفعل الثيران وقال الم اخبــــرك انهم بقــــر.
اراد كلثــوم بطل هذه القصه ان ينتقــد عصــره ويعترض على اهله والغفله التي يعيشون فيهـا.
وكان يشعــر بالغضب على احوال المجتمع فهل يسمــح لهذا الغضب ان يقــوده الى التشاؤم والياس واعتـزال الناس.
كلا فقد اختار ان يضحك ويضحك النــاس معـــه
وكل اصحاب الشخصيــات الحيه الناضجــه والقادره على النجاح في الحياه يبداون رحلتهم بالتفاؤل والابتهاج ولا يسمحــون للياس والتشــاؤم ان يتسلل الى نفوسهــم ويضعــف ارادتهم .
( تفـــائلو بالخيـــر تجـــدوه)
يتبع
كن تـــرابا ولاتكــن حجــرا
بالرغم من القوه والصلابه التي تبدو عليها الاحجار فان التراب في تواضعه وبساطته هو الذي تنبت منه الازهــار ويستطيع الربيع ان ينفخ فيه من روحــه, اما الاحجار فتبقى على ماهي عليه من جمــود ولاتحس بروح الربيع على الاطلاق.
دعوه الى البساطـه والتواضع وعـدم السقـوط في الجمود والقيـود وتعطيل مشــاعرنا الداخليه واذواقنا الروحيه, فالتجميد والتعطيل يجعلان منا حجاره لاتحس بجمال الدنيــا وروعــه الربيع.
التباهي والتظــاهر واستعراض مالدينا من صفات حتى لو كانت هذه الصفات طيبه , جميعها تخلق فينا حاجزا يمنعنا من الاتصال بالجمال الموجود في الطبيعه وفي حياتنا ونفوســنا , وهذه الطريقه في الســلوك تحرمنا من الحريه وتحبســنا في اقفاص لانستطيع الفرار منها ابــدا.
قصه رائعه جـدا من روائع الادب الفارسي تقول القصـه
كان احد كبــار التجار يملك ببغاء نادره الحســن جميــله المنظــر , اعتــزم التاجر على ان يقوم برحله الى الهنـد , فسال كل من في داره عما يحب ان يحضره له عند عودته, قالت الببغاء : ان لي ياسيدي طلبا واحـدا , وهو ان تحمل سلامي الى ببغاوات الهنـد وتخبرهم بمدى شوقي ولهفتي لرؤيتهم ولولا سجني هذا لكنت ذهبت اليهم.
فوعدها التاجر بابلاغ رسالتها , فلما انتهى من اعماله في الهند ذهب الى احدى الغابات ونظر الى الببغاوات وابلغ رساله ببغائه الجميله , وسمعت احدى الببغاوات الرساله فسقطت ميته على الارض , فوقف التاجر حزينا يلوم نفســه , وحين عاد من رحلته سالته الببغاء مااذا كان قد اوصل رسالتها فاخبرها بالقصه التي حدثت امامه وماكادت الببغاء تسمع منه ذلك حتى سقطت مابين الحياه والموت فحزن التاجر حزنا شديدا ومد يده الى القفص واخرج الببغاء فدبت فيها الحياه وانطلقت مسرعه الى الفضاء واستقرت على غصن شجــرهـ , فسالها التاجر: ياببغائي الجميله ماذا فهمتي من الرساله الصامتـه التي حملتها اليكي من ببغاء الهنــد , قالت : نصحتني الرساله ان ابتعــد عن الكلمات والنغمات السحــريه الجذابه لان كل مصائبي ومانالني من السجن والقيد كان بسبب اظهاري لهذا كله.
كل الصفات الطيبه في الانســان لايصح ان تكــون موضع تباهي واستعــراض ففي ذلك ماقد يؤدي الى الدخول في اقفاص ليس فيها منفذ للحريه والانطلاق لان الذين يتباهون ويتظــاهرون بما لديهم من صفات طيبه يقعون في الغرور ويصبحون صيدا سهلا لكل صياد , والغرور بما يملكه الانسـان يؤدي الى التجمـد , فيصبح حجرا لايعرف الاخضرار.
ولذلك
(( كن ترابا ولاتكن حجــرا , حتى يمكنك ان تبلغ مقاما عاليا))