المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ خالد الراشد000


طلال السليفي
08-30-2007, 03:52 AM
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ‏ما زلت أذكر تلك الليلة بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. ‏كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. ‏بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... ‏كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. ‏وغيبة الناس.. ‏وهم يضحكون. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. ‏كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. ‏بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه.. ‏أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي حتى أصحابي.. ‏صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... ‏والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. ‏وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. ‏وجدت زوجتي في انتظاري.. ‏كانت في حالة يرثى لها.. ‏قالت بصوت متهدج: ‏راشد.. ‏أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: ‏في المريخ.. ‏عند أصحابي بالطبع
..
كان الإعياء ظاهراً عليها.. ‏قالت والعبرة تخنقها: ‏راشد? ‏أنا تعبة جداً الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا .. سقطت دمعة صامته على خدها.. ‏أحسست أنّي أهملت زوجتي.. ‏كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. ‏خاصة أنّها في شهرها التاسع حملتها إلى المستشفى بسرعة.. ‏دخلت غرفة الولادة.. ‏جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. ‏تعسرت ولادتها.. ‏فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. ‏فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني. بعد ساعة.. ‏اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. ‏أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. ‏طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي صرختُ بهم: ‏أيُّ طبيبة ؟! ‏المهم أن أرى ابني سالم. قالوا، أولاً راجع الطبيبة دخلت على الطبيبة.. ‏كلمتني عن المصائب والرضى بالأقدار ثم قالت: ‏ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر خفضت رأسي.. ‏وأنا أدافع عبراتي.. ‏تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس سبحان الله كما تدين تدان بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ‏ثم تذكرت زوجتي لم تحزن زوجتى كانت مؤمنه بقداء
انا لم اكن اهتم بسالم كثيرا أعتبرته غير موجودا فى البيت
حين يشتد بكأه اهرب الى الصاله لانام فيها كانت زوجتى تهتم به كثيرا وتحبه
لحظه لا تظن انى اكره انا لا اكره لكنى لم استطع ان احبه اقامت زوجتى احتفالا حينا خطا خطواته الاولى وحين اكمل الثانيه اكتشفنا انه اعرج كلما زدة ابتعادا عنه زادت زوجتى حبا وتعلاقا بسالم حتى بعد ان انجبت عمرا وخالد مرة السنوات وكنت لاها غافل غرتنى الدنيا وما فيها كنت كا العبه فى يد رفقه السوء مع انى كنت اظن اننى العب عليهم لم تيأس زوجتى من اصلاحى كانت دائما تدعو لى بالهدايه لم تغضب من تصرفاتى الطائشه او اهمالى لسالم واهتمامى بباقى اخوته كبر سالم ولم امانع حينما طلبت زوجتى تسجيله فى احد ى المدارس الخاصه بالمعاقين لم اكن احس بمرور السنوات ايامى سواء ليلا ونهارعملا ونوم قيام وسهر حتى ذالك اليوم كان يوم الجمعه استيقظت الساعه الحاديه عشرا ظهرا ما يزال الوقت مبكرا اقول لكن لا يهم اخذت دوشا سريعا لبست وتعطرت وهممت بالخروج استوقفنى منظرا منظر سالم وهو يبكى كان يبكى بحرقه انها المرة الاولى التى ارى فيها سالم يبكى منذ كان طفلا هل اخرج ام ارى مما يشكو سالم قلت لا كيف اتركه وهو فى هذة الحاله اهو الفضول ام الشفقه لكن لا يهم سالته لماذا تبكى يا سالم حين سمع صوتى توقف اخذ يتحسس ما حوله ما به
يا ترى اكتشفت ان ابنى يهرب مني الان احسست به اين كنت منذ عشر سنوات تبعته كان قد دخل غرفته رفض يخبرنى فى البدايه سبب بكائه وتحت اصرار منيعرفت السبب تاخر عليه شقيقه عمر الذى اعتاد ان يوصله يوصله الى المسجد اليوم الجمعه خاف سالم الا يجد مكنا فى الصف الاول نادا والدته لكن لا مجيب له حينها وضعت يدى على فمه كنى اطلب منه ان يكف عن حديثه واكملت حينها بكيت يا سالم لا اعلم ما الذى دفعنى لاقول له سالم لا تحزن هل تعملم من سيرافقك اليوم الى المسجد اجاب سالم اكيد عمر ليتنى اعلم الى اين ذهب قلت لا يا سالم انا من سيرافقك استغرب سالم لم يصدق ظن انى اسخر منه عاد الى بكائه مسحت دموعه بيدى وامسكت بيدة الى السيارة رفض وقال ابى المسجد قريب اريد ان اخطو الى المسجد فانى احتسب كل خطوة اخطوها يقول لا اذكر متى اخى مرة دخلت فيها المسجد ولا اذكر اخر مرة سجدة فيها لله سجدة هى المرة الاولى التى اشعر فيها بالخوف والندم الندم على ما فرط طوال السنوات الماضيه مع ان المسجد كان مليأن بالمصلين لكن وجدت مكانا لسالم بالصف الاول استمعنا لخطبه الجمعه معا وصليت بجانبه بعد ان اتهت الصلاة طلب منى سالم مصحفا استغربت كيف حيقراء وهو اعمى هذا ما تردد فى نفسى ولم اصرح به خوفا من جرح مشاعرة طلب منى ان افتح له المصحف على سورة الكهف نفذت ما طلب وضع المصحف امامه بداء فى قرأة السورة يا الله انه يحفظ سورة الكهف كامله وعن ظهر غيب خجلت من نفسى امسكت مصحفا احسست برعصه فى اوصالى قرأت وقرأت ودعوة الله ان يغفر لى ويهدينى هذة المرة انا الذى بكا بكيت حزنا وندما على ما فرط ولم اشعر الا بيدا حنونه تمسح دموعى لقد كان سالم يمسح دموعى ويهدأ من خاطرى عدنا الى المنزل كانت زوجتى قلقه كثيرا على سالم لكن قلقها تحول الى دموع فرح حين علمت انى صليت الجمعه مع سالم منذ ذالك اليوم لم تفتنى صلاة الجماعه فى المسجد هجرت رفقاء السوء واصبحت الى رفقه خيرة عرفتها فى المسجد ذوقت طعم الايمان عرفت منهم اشياء الهتنى عن الدنيا لم افوت حلقه ذكر او قيام ختمت القرأن عدة مرات فى شهر وانا نفس الشخص الذى هجرة سنوات رطبت لسانى بالذكر لعل الله يغفر لى غيبتى وسخريتى لناس احسست انى اكثر قربا من اسرتى اختفت نظرات الخوف والشفقه التى كانت على تطل من عيون زوجتى الابتسامه ما عادة تفارق وجه ابنى سالم من يرى سالم يظنه ملك الدنيا وما فيها حمدت الله كثيرا وصليت له كثيرا على نعمه ذات يوم قررت انا واصحابى ان نتجه الى احد المناطق البعيدة فى برامج دعويه مع مؤسسه خيريه ترددت فى الذهاب استخرت الله واستشرت زوجتى توقعت ان ترفض لكن ففرحت كثيرا بل شجعتنى حين اخبرت سالم عزمى على الذهاب احاط جسمى بزراعيه الصغيرين فرحا ووالله لو كان طويل القامه مثلى ما تولى عن تقبيل رأسى بعدها توكلت على الله وقدمت طلب اجازة مفتوحه بدون مرتب والحمد لله جأت الموافقه بسرعه اسرع مما اتصور تغيبت عن البيت ثلاثه اشهر كنت خلال تلك الفترة اتصل كل ما سمحت ليا الفرصه بزوجتى احدث ابنأى لقد اشتقت لهم كثيرا واشتقت اكثر لسالم تمنيت سماع صوته هو الوحيد الذى لم يحدثنى منذ سافرت اما ان يكون فى المدرسه او المسجد ساعت اتصالى بهم كلما احدث زوجتى اطلب منها ان تبلغه سلامى وتقبله كانت تضحك حين تسمعنى اقول هذا الكلام الا اخر مرة هاتفتها فيها لم اسمع ضحكتها المتوقعه تغير صوتها وقالت لى ان شاء الله اخيرا عودة الى المنزل طرقت الباب تمنيت ان يفتح سالم ليا الباب لكن فوجأت بابنى خالد الذى لم يتجاوز الرابعه من عمرة حملته بين زراعى وهو يصيح بابا بابا انقبض صدرى حين دخلت البيت استعذت بالله من الشيطان الرجيم سعدة زوجتى بقدومى لكن هناك شىء قد تغير فيها تأمتها جيدا انها نظرات الحزن التى ما كانت تفارقها عادة مرة ثانيه الى عينيها سألتها ما بكى قالت لا شىء هكذا ردت فجأه تذكرتمن نسيته للحظات قلت لها اين سالم خفضت رأسها ولم تجب لم اسمع حينها سوى صوت ابنى خالد الذى مازال يرن فى اذنى حتى هذة الحظه قال ابى ان سالم راح عند الله فى الجنه لم تتمالك زوجتى الموقف ادهشت بالبكاء وخرجت من الغرفه عرفت بعدها ان سالم اصابته حمه قبل معد مجيئى بأسبوعين اخذته زوجتى الى المستشفى لازمته يومين وبعد ذالك فارقته الحمى حين فارقت روحه الجسد احسست ان ما حدث ابتلاء واختبار من الله اجل انه اختبار واى اختبار صبرت على مصابى وحمدت الله الذى لا يحمد على مكروة سواه مازلت احس بيدة تمسح دموعى وزراعه تحيطونى كم حزن على سالم الاعمى الاعرج لم يكن اعمى انا من كنت اعمى حين انسقت واراء رفقه السوء ولم يكن سالم اعرج لانه استطاع ان يسلك طريق الايمان رغم كل شىء لازلت اتذكر كلماته وهو يقول ان الله ذو رحمه واسعه سالم الذى امتنعت يوما عن حبه اكتشفت انى احبه اكثر من اخوانه بكيت كثيرا ومازلت حزينا وكيف لا احزن وقد كانت هدايتى على يديه اللهم تقبل سالم فى رحمتك اللهم انا نسألك الثبات حتى الممات ابشر ايها التائب ابشر ايها العائد ابشر ايها المنضم الى قوافل العائدين قال سبحانه ان الله يحب التوابين ويحب المتطهريين وقال سبحانه فاتحا ابواب الرحمه قل يا عبادى الذين اسرفو على انفسهم لا تقنطو من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم

شريط الشيخ خالد الراشد



قوافل العائدين0000

ملامح خجوله
08-30-2007, 11:00 PM
اشكرك اخي على ماقدمت لنا ..
قصة يقشعر لها البدن وتهطل دمعات الحزن ..

اشكرك اخي لما ذكرت لنا ..
قصه من عاد الى الله ..

اللهم ارحمنا واغفرلنا واغفر لامواتنا اللهم لا تبعدنا عن رحمتك
ولا تشغلنا الا بطاعتك ,,

اللهم تقبل التوابين والعائدين لك ,,

اللهم اجعلنا ممن يتعظ بقصص المسلمين واقوال المطيعين ..

اللهم اعفو عنا وارحمنا واخواننا واغفر لنا والمسلمين اجمعين
الاحياء منهم والاموات ,,


اخيرا اشكرك اخي قصه رائعه واكثر من ذلك ..
تحياااتي ,,

طلال السليفي
08-31-2007, 04:48 AM
أولا أشكرك لمرورك الذي أضاء صفحات موضوع قارتيه لشيخ نقل قصة أحد التائبين الذين من الله عليه بهداية من عنده


ثانياً اهنيك علي الاسم او الرمز الجديد داعيا الله عزوجل ان يثبتكي علي الحق المبين وان يحقق لكي مانفسكي تصبو اليه


وثالثاً لكي تقديري وأحترامي000

نسمة غلا
08-31-2007, 05:05 AM
اخوي السليفي هلا بك وبكل ماتحمله الينا

من جميل المواضيع وارقاها

وقصص الشيخ خالد الراشد حفظه الله غنيه عن التعريف


اسال الله ان يجعلها في موازين حسناتك

نقل رائع من اخ اروع

طلال السليفي
08-31-2007, 01:50 PM
نسمة غلا حضورك للموضوع وقرآتك تسعدني وتسعد كل مؤمن يحب لاخيه الخيرواللهم اجعلنا من التائبين الفاعلين للخيرات والمجتنبين للمنكرات وثبتا علي صراطك المستقيم000


ولكي تقديري وأحترامي000

عبير الغامدي
09-01-2007, 01:53 PM
جزاك الله خير ونفع بك

واثابك

دمت بود

طلال السليفي
09-01-2007, 02:23 PM
أشكر حضورك أخت عبير والله يحفظك


ولك تقديري وأحترامي000