مجنون عتيبه
08-25-2007, 05:14 AM
قراءت هذا المقال ونقلته لكم
الكاتب اسمه فيصل اترككم مع فيصل وابي رائيكم بكل صراحه في كلامه
أتمنى أن أكون ضيفا خفبفا عليكم
لقد طرحت موضوع الإسلام ضحية بين العروبة والأمازيغية
ولكن الظاهر أن قانون المنتدى لم يسمح لي بمواصلة الكتابة
ببساطة لأن الحديث كان عاريا من الاستعارات والكنايات واللف والدوران
كان حديثا واضحا ولكن لا يزال في عالمنا من يكمه الأفواه ويصم الآذان ويعمي الأبصار
لا أقصد أرباب المنتدى ولكن أقصد سلطان أرباب المنتدى لم يأذنوا لنا بالحديث
وكما نعلم فوق كل سلطان سلطان وفوق سلطان السلطان سلطان......
هذا الموضوع سيبين لنا الفرق بين المسلم والمنافق
يبين لنا الفرق بين المخلص في إسلامه وغير المخلص
وستلاحظون معي أننا بعيدين جدا عن مفهوم بناء الدولة الإسلامية الذي حمله الصحابة الكرام
وهدف البحث الأكبر إذا الله تعالى يسر له المسير ولم يوقف الوصول إلى
منهج الإسلام في التعامل مع المنافقين داخل الصف المسلم
وأتمنى بذلك ان اكون قدمت منهجا للحركات الإسلامية في فن التعامل مع كل المعارضين لأساس قيام الحركات الإسلامية
ولن يكون هذا المنهج صالحا إلا تحت وجود دولة إسلامية
المهم لندع الموضوع يتشكل بتلقائية إلى ان نصل إلى ذلك
وبادئ ذي بدء هذه مقدمة الموضوع
النفاق لغة واصطلاحا
النفاق لغة:
لكلمة نفق في اللغة العربية معاني عديدة، والمعنى المناسب لها والأقرب إلى مفهوم النفاق هو النَّفَقُ.
والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأَرض له مَخْلَصٌ إِلى مكان آخر، ومنه قوله تعالى: وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ...، الأنعام: 35، ومن النَّفَقِ كانت النَّافِقَاءُ وهو جحر يضعه اليربوع ويخرج منه عند الضرورة ودنو خطر عليه.
وقيل معنى النِّفَاقِ يعود إلى النَّفَقِ، وقيل إلى جحر اليربوع، والصحيح أن كليهما يؤدي المعنى نفسه ويقربه لنا، ذلك أن المنافق يعلن إسلامه ويكفر بذلك في السر، فالمنافق له باب ظاهر مكتوب عليه مسلم، وخلفه باب عنوانه منافق، بحيث يتخلى عن إسلامه ويخرج من تدينه كما يخرج اليربوع من وراء النفق.
و النِّفَاقُ بالكسر فعل المُنَافِقِ ، وهو اسمٌ إسْلامي لم تَعْرفْه العرب بالمعْنى المْخُصوص به.
ولم يكن معلوما في الجاهلية لمن عمل بهذا العمل، ولكن الله عز وجل اشتق لهم هذا الاسم من هذا الأصل .
وذكر صاحب كتاب ثورة الإسلام وبطل الأنبياء بأنه قد جاء في بعض المراجع أن كلمة منافق بالمعنى المطلوب حبشية الأصل .
النفاق اصطلاحا:
إن مفهوم النفاق في الاصطلاح أمر مختلف فيه، ومع ذلك ثمة ما يتفق فيه الفقهاء في تعريف النفاق وهو: أن المنافق "من يظهر الإسلام ويبطن الكفر في داخله"؛ أي بمعنى أنه باطنيا غير مقر برسالة الإسلام وتعاليمه.
هذا هو الحد الأدنى الذي اتفق فيه الفقهاء في تعريف النفاق، ولكن كما نلاحظ بأنه تعريف منحصر على النفاق الأكبر دون النفاق الأصغر على حد تقسيم بعض الفقهاء للنفاق، والظاهر أن السبب الذي جعلهم يحصرون مفهوم النفاق الاصطلاحي عند النفاق العقدي دون العملي هو الحكم الشرعي القارع النازل في حق المنافقين حين قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً النساء: 145، وهذه الآية توجب الخلود في حق المنافق بصفة عامة، ولكنها لا توافق عقيدة القائلين بأن المسلم المنافق نفاقا عمليا غير المنافق العقدي لا يخلد في نار جهنم وإن فعل ما فعل، ولهذا كان التعريف الاصطلاحي للنفاق عندهم منحصرا في النفاق العقدي.
فمثلا قيل بأن الخلود في نار جهنم منحصر على النفاق الأكبر؛ وهو أن يظهر المنافق للمسلمين إيمانه بالله عز وجل، ولكنه باطنيا منسلخ من ذلك كله مكذب به.
وكذلك قيل بأن النفاق هو: إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي: وهو من أكبر الذنوب.
» ولكن من خلال القرآن الكريم يتضح أن المنافقين فئة واحدة، وأن أي ختل أو شك أو تردد أو تهرب أو سخرية أو تقصير في الواجبات العظمى كالإيمان التام بما يبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) يعتبر داخلا في شمول صفات النفاق التي وردت في الآيات القرآنية وفي شمول ما ورد بحق المتصفين بها من تنديد قارع وإنذار قاصم ».
إذن فمن خلال القرآن الكريم لا نجد آية تفرق بينهم في العقوبة بل تجمعهم معا في خانة واحدة، فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن النفاق ملة واحدة لا فرق بين عقدي وعملي عند الله تعالى، وأيضا فإن المنافق العملي أخطر من المنافق العقدي؛ لأن المنافق العقدي إذا بقي عند اعتقاده فما الذي يضر المسلمين بذلك، ولكن المنافق العملي يسعى بكل ما أوتي من جهد إلى تفريق وحدة الصف الإسلامي، وإثارة الفتن، والتحالف مع الأعداء، وعصيان أوامر القيادة وغيرها من المصائب التي يستحق بموجبها الخلود في نار جهنم، وهذه المخالفات طبعا إذا كانت مخالفة للإسلام.
من هنا يتجلى البعد الحضاري لمفهوم النفاق عند معظم الإباضية، إذ أنهم يفسرون النفاق بأنه عملي وعقدي معا دون تقسيم بينهما فقالوا بأن النفاق هو: المقر بالقول المضيع للعمل.
وقيل بأن النفاق هو: اختلاف السريرة والعلانية، واختلاف القول والعمل، واختلاف المدخل والمخرج.
ويحكمون حكما إجماليا على المنافق إن لم يتب بالخلود في نار جهنم.
والناس ثلاثة منازل كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ،الأحزاب: 72.
جهولا لنفسه، جهولا: لأمر ربه...ثم قال: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ، فهذه منزلتان في الكفر، وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: أهل الوفاء بالقول والعمل وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً، الأحزاب: 73. 60/61.
إذن فالمشرك هو: المنكر للقول والعمل، والمنافق: المقر بالقول المضيع للعمل، والمؤمن: الموفي بما أقر به من القول والعمل.
وهذا التعريف عندي أحسن، فتقسيم النفاق إلى عقدي وعملي إذا كان لغرض فكري فلا بأس به، أما أن يتعدى هذا التقسيم إلى كون المنافق العقدي يخلد في نار جهنم دون العملي فهذا أمر غير معقول، ذلك أن الله تعالى حذرنا في القرآن الكريم من المنافقين وبين لنا علاماتهم فكانت معظمها عملية؛ لأنه ببساطة لا يمكننا اكتشاف المنافقين إلا من خلال العمل، وأما عقديا لو كشف أمره فإنه ينتقل من دائرة النفاق إلى دائرة الردة وهنا له حكم شرعي واضح.
ومن نتائج من فسر بأن النفاق عقدي فقط قال بعضهم بأن النفاق انتهى مع وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ولم يبقى منهم إلا قلة يعدون على الأصابع وهؤلاء أخبر بهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليراقبهم ، وهذا ما لا يقبله عقل إنسان يقرأ القرآن الكريم ويتدبر معانيه، ويسقطه على الواقع المعاش، فالنفاق ليس عقيدة سرية فقط، بل هو منهج حركي يسعى أتباعه إلى محاربة الإسلام وإفشال النهضة الإسلامية، فأي إنسان يدعي الإسلام وتخلف عن الحركة الإسلامية ولم يسعى مع المسلمين لإقامة الشهود الحضاري وسعى لإسقاط الإسلاميين المعتدلين فهو منافق، وهذا الذي يفهم من خلال القرآن الكريم، وبهذا المفهوم أيضا ستبقى الكثير من آيات النفاق حية تنبض لتنبهنا إلى صفات المنافقين حتى نكتشف أمرهم، ونتعلم منها كيف نتعامل معهم داخل الجماعة الإسلامية لنوفق في الشهود والتمكن وفي نفس الوقت نحافظ على الكيان الداخلي للجماعة الإسلامية.
الكاتب اسمه فيصل اترككم مع فيصل وابي رائيكم بكل صراحه في كلامه
أتمنى أن أكون ضيفا خفبفا عليكم
لقد طرحت موضوع الإسلام ضحية بين العروبة والأمازيغية
ولكن الظاهر أن قانون المنتدى لم يسمح لي بمواصلة الكتابة
ببساطة لأن الحديث كان عاريا من الاستعارات والكنايات واللف والدوران
كان حديثا واضحا ولكن لا يزال في عالمنا من يكمه الأفواه ويصم الآذان ويعمي الأبصار
لا أقصد أرباب المنتدى ولكن أقصد سلطان أرباب المنتدى لم يأذنوا لنا بالحديث
وكما نعلم فوق كل سلطان سلطان وفوق سلطان السلطان سلطان......
هذا الموضوع سيبين لنا الفرق بين المسلم والمنافق
يبين لنا الفرق بين المخلص في إسلامه وغير المخلص
وستلاحظون معي أننا بعيدين جدا عن مفهوم بناء الدولة الإسلامية الذي حمله الصحابة الكرام
وهدف البحث الأكبر إذا الله تعالى يسر له المسير ولم يوقف الوصول إلى
منهج الإسلام في التعامل مع المنافقين داخل الصف المسلم
وأتمنى بذلك ان اكون قدمت منهجا للحركات الإسلامية في فن التعامل مع كل المعارضين لأساس قيام الحركات الإسلامية
ولن يكون هذا المنهج صالحا إلا تحت وجود دولة إسلامية
المهم لندع الموضوع يتشكل بتلقائية إلى ان نصل إلى ذلك
وبادئ ذي بدء هذه مقدمة الموضوع
النفاق لغة واصطلاحا
النفاق لغة:
لكلمة نفق في اللغة العربية معاني عديدة، والمعنى المناسب لها والأقرب إلى مفهوم النفاق هو النَّفَقُ.
والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأَرض له مَخْلَصٌ إِلى مكان آخر، ومنه قوله تعالى: وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ...، الأنعام: 35، ومن النَّفَقِ كانت النَّافِقَاءُ وهو جحر يضعه اليربوع ويخرج منه عند الضرورة ودنو خطر عليه.
وقيل معنى النِّفَاقِ يعود إلى النَّفَقِ، وقيل إلى جحر اليربوع، والصحيح أن كليهما يؤدي المعنى نفسه ويقربه لنا، ذلك أن المنافق يعلن إسلامه ويكفر بذلك في السر، فالمنافق له باب ظاهر مكتوب عليه مسلم، وخلفه باب عنوانه منافق، بحيث يتخلى عن إسلامه ويخرج من تدينه كما يخرج اليربوع من وراء النفق.
و النِّفَاقُ بالكسر فعل المُنَافِقِ ، وهو اسمٌ إسْلامي لم تَعْرفْه العرب بالمعْنى المْخُصوص به.
ولم يكن معلوما في الجاهلية لمن عمل بهذا العمل، ولكن الله عز وجل اشتق لهم هذا الاسم من هذا الأصل .
وذكر صاحب كتاب ثورة الإسلام وبطل الأنبياء بأنه قد جاء في بعض المراجع أن كلمة منافق بالمعنى المطلوب حبشية الأصل .
النفاق اصطلاحا:
إن مفهوم النفاق في الاصطلاح أمر مختلف فيه، ومع ذلك ثمة ما يتفق فيه الفقهاء في تعريف النفاق وهو: أن المنافق "من يظهر الإسلام ويبطن الكفر في داخله"؛ أي بمعنى أنه باطنيا غير مقر برسالة الإسلام وتعاليمه.
هذا هو الحد الأدنى الذي اتفق فيه الفقهاء في تعريف النفاق، ولكن كما نلاحظ بأنه تعريف منحصر على النفاق الأكبر دون النفاق الأصغر على حد تقسيم بعض الفقهاء للنفاق، والظاهر أن السبب الذي جعلهم يحصرون مفهوم النفاق الاصطلاحي عند النفاق العقدي دون العملي هو الحكم الشرعي القارع النازل في حق المنافقين حين قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً النساء: 145، وهذه الآية توجب الخلود في حق المنافق بصفة عامة، ولكنها لا توافق عقيدة القائلين بأن المسلم المنافق نفاقا عمليا غير المنافق العقدي لا يخلد في نار جهنم وإن فعل ما فعل، ولهذا كان التعريف الاصطلاحي للنفاق عندهم منحصرا في النفاق العقدي.
فمثلا قيل بأن الخلود في نار جهنم منحصر على النفاق الأكبر؛ وهو أن يظهر المنافق للمسلمين إيمانه بالله عز وجل، ولكنه باطنيا منسلخ من ذلك كله مكذب به.
وكذلك قيل بأن النفاق هو: إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار وعملي: وهو من أكبر الذنوب.
» ولكن من خلال القرآن الكريم يتضح أن المنافقين فئة واحدة، وأن أي ختل أو شك أو تردد أو تهرب أو سخرية أو تقصير في الواجبات العظمى كالإيمان التام بما يبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) يعتبر داخلا في شمول صفات النفاق التي وردت في الآيات القرآنية وفي شمول ما ورد بحق المتصفين بها من تنديد قارع وإنذار قاصم ».
إذن فمن خلال القرآن الكريم لا نجد آية تفرق بينهم في العقوبة بل تجمعهم معا في خانة واحدة، فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن النفاق ملة واحدة لا فرق بين عقدي وعملي عند الله تعالى، وأيضا فإن المنافق العملي أخطر من المنافق العقدي؛ لأن المنافق العقدي إذا بقي عند اعتقاده فما الذي يضر المسلمين بذلك، ولكن المنافق العملي يسعى بكل ما أوتي من جهد إلى تفريق وحدة الصف الإسلامي، وإثارة الفتن، والتحالف مع الأعداء، وعصيان أوامر القيادة وغيرها من المصائب التي يستحق بموجبها الخلود في نار جهنم، وهذه المخالفات طبعا إذا كانت مخالفة للإسلام.
من هنا يتجلى البعد الحضاري لمفهوم النفاق عند معظم الإباضية، إذ أنهم يفسرون النفاق بأنه عملي وعقدي معا دون تقسيم بينهما فقالوا بأن النفاق هو: المقر بالقول المضيع للعمل.
وقيل بأن النفاق هو: اختلاف السريرة والعلانية، واختلاف القول والعمل، واختلاف المدخل والمخرج.
ويحكمون حكما إجماليا على المنافق إن لم يتب بالخلود في نار جهنم.
والناس ثلاثة منازل كما قال الله تبارك وتعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ،الأحزاب: 72.
جهولا لنفسه، جهولا: لأمر ربه...ثم قال: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ، فهذه منزلتان في الكفر، وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: أهل الوفاء بالقول والعمل وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً، الأحزاب: 73. 60/61.
إذن فالمشرك هو: المنكر للقول والعمل، والمنافق: المقر بالقول المضيع للعمل، والمؤمن: الموفي بما أقر به من القول والعمل.
وهذا التعريف عندي أحسن، فتقسيم النفاق إلى عقدي وعملي إذا كان لغرض فكري فلا بأس به، أما أن يتعدى هذا التقسيم إلى كون المنافق العقدي يخلد في نار جهنم دون العملي فهذا أمر غير معقول، ذلك أن الله تعالى حذرنا في القرآن الكريم من المنافقين وبين لنا علاماتهم فكانت معظمها عملية؛ لأنه ببساطة لا يمكننا اكتشاف المنافقين إلا من خلال العمل، وأما عقديا لو كشف أمره فإنه ينتقل من دائرة النفاق إلى دائرة الردة وهنا له حكم شرعي واضح.
ومن نتائج من فسر بأن النفاق عقدي فقط قال بعضهم بأن النفاق انتهى مع وفاة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ولم يبقى منهم إلا قلة يعدون على الأصابع وهؤلاء أخبر بهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) حذيفة بن اليمان كاتم سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليراقبهم ، وهذا ما لا يقبله عقل إنسان يقرأ القرآن الكريم ويتدبر معانيه، ويسقطه على الواقع المعاش، فالنفاق ليس عقيدة سرية فقط، بل هو منهج حركي يسعى أتباعه إلى محاربة الإسلام وإفشال النهضة الإسلامية، فأي إنسان يدعي الإسلام وتخلف عن الحركة الإسلامية ولم يسعى مع المسلمين لإقامة الشهود الحضاري وسعى لإسقاط الإسلاميين المعتدلين فهو منافق، وهذا الذي يفهم من خلال القرآن الكريم، وبهذا المفهوم أيضا ستبقى الكثير من آيات النفاق حية تنبض لتنبهنا إلى صفات المنافقين حتى نكتشف أمرهم، ونتعلم منها كيف نتعامل معهم داخل الجماعة الإسلامية لنوفق في الشهود والتمكن وفي نفس الوقت نحافظ على الكيان الداخلي للجماعة الإسلامية.