مخاوي النشامى
08-20-2007, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيمهل تجالس أهلها على مشاهدة " التلفاز " ؟
سؤال:
أنا أعرف أن مشاهدة الأفلام وسماع الموسيقى لا يجوز ، لكن ما الحكم لو كنت جالسة مع أهلي أمام الشاشة ، وهم يعلمون أني لا أسمع الأغاني ، لكنهم غالبا لا يضعون على قنوات الأغاني بسبب جلوسي معهم ، ولكنهم يتابعون المسلسلات , وأيضا التلفاز لا يخلو من بعض المشاهد غير اللائقة ، مثل لبس العارضات مثلا للبس القصير , وأيضا لا يخلو من الدعايات وما تحتويه من موسيقى ، فماذا علي أن أفعل ؟ نصحتهم لكنهم لم يسمعوا نصيحتي ، فأنا أجلس معهم ولكني أحياناً أسد أذني عندما تأتي موسيقى ، وأغض بصري إذا جاء مثلا فتيات مرتديات " شورت " , وما الحكم لو شاهدت برامج نافعة تتكلم عن مواضيع عامة ، ولكن فيها مذيع ومذيعة ، أو مذيع مستضيف دكتورة مثلا ، هل يحرم علي مشاهدة هذه البرامج لوجود الاختلاط ؟ وبالنسبة لجلوسي أمام التلفاز مع أهلي , هل يحرم علي ذلك ؟ وكيف أتصرف ؟ هل أنعزل في غرفتي وحدي ؟ أم أنعزل كل يوم عنهم وأذهب لتلفاز آخر ؟ مع العلم أن هذا الموقف يحيرني جدا ، فهو يتكرر علي يوميا في بيتنا وفي بيوت أقاربي , فعندما يكون أهلي جميعهم مجتمعين لمشاهدة برنامج عادي لكن تتخلله دعايات وموسيقى .. فكيف أتصرف ؟ إذا كان واجبا علي أن أغير مكاني فذلك سيكون شاقا يسبب لي العزلة عن أهلي وأقاربي عند زيارتهم !! أرجوك أعطني الجواب العملي والذي يريحني . وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع والكامل والمرتب ، حقيقةً هذه جهود تشكرون عليها وأنا أحاول أن أنشر هذا الموقع ليعم النفع ، وأسأل الله لكم الفردوس الأعلى من الجنة .
الجواب:
الحمد لله
نبشرك - أختنا الكريمة - بأن الله عز وجل يرى منك مراقبة أمره ونهيه ، والاجتهاد في الالتزام بشرعه ، وهو سبحانه لا يُضيع أجر المحسنين ، وسيكتب لك الأجر الجزيل ، وهو أجر الصابرين عن معاصي الله ، فإنَّ حبس النفس عن مشاركة الناس في آثامهم وشهواتهم مِن عزم الأمور ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10
والحل الذي نقترحه لك هو أن تسيطري أنتِ على جهاز التحكم بالقنوات الفضائية ، ثم تحرصي دائما على الإبقاء على القنوات الفضائية الملتزمة المحافظة ، كقناة المجد ، وقناة الحكمة ، وقنوات القرآن الكريم ، والقنوات الوثائقية والعلمية ، وبهذا تكسبين مجالسة والديك وإخوانك ، مع أجر إبلاغ الخير إليهم ، وإيصال الهدى إلى أسماعهم ، ولعلَّ كلمةً يسمعها واحد منهم تكون سببا في توفيقه وسعادته في الدنيا والآخرة ، فيكتب الله لك أجرها أضعافا مضاعفة .
وأما حين يُصِرُّون على متابعة مسلسل أو " فيلم " أو أي برنامج يصطبغ بالحرام والآثام ، فلا تقعدي معهم ، والجئي إلى غرفتك لتستغلي وقتك بقراءةٍ نافعة أو حفظِ سورةٍ أو متابعة برامج الخير على قناة منضبطة ، وهي عزلةٌ مؤقتةٌ بقدر هذا الحرام ، وليس فيها ضررٌ عليك إن شاء الله تعالى ، ولعلك تعلمين عن بعض الأبناء الذين ينعزلون في غرفهم انعزالا تاما أو شبه تام ، وتتفاوت أسباب عزلتهم بين دراسةٍ أو تدريب أو كتابة ، وبعضهم تنطوي عزلتهم على الإثم والمعصية ، فلا ينبغي أن تستثقلي أنت الانعزال المؤقت طاعةً لِلَّه ، وتذكري أن الله سيعوضك في قلبك سعادة وطمأنينة وتوفيقا تفوق عاجل لذاتهم بمشاهدة المحرمات ، التي ستعود على قلوبهم بالضيق والظلمة والهم والغم ، وفي الآخرة حساب وعقاب .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" حضور المحرم - ولو مع كراهة الإنسان له بقلبه - يكون فيه الإنسان مشاركاً للفعل ، لقول الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) النساء/140 " انتهى . "شرح رياض الصالحين" (1/613) مكتبة الصفا .
وسئل رحمه الله السؤال الآتي - نقلا عن "فتاوى إسلامية" (4/226) - :
" في مجالسنا التي تجمع الأسرة تكون فيها غيبة ودخان ولعب للورق ومشاهدة مسلسلات ، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس .. فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم .. أم ماذا افعل .. ؟
فكان الجواب :
الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم ؛ لأن مَن جالس فاعل المنكر كان له مثل إثمه ، لقول الله تبارك وتعالى : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر ، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستيطع ، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة " انتهى .
وأما حين يكون البرنامج المعروض مفيدا نافعا ، ليس فيه منكر بنفسه ، لكن يتخلله بعض الإعلانات ، أو الفقرات الموسيقية ، فهذا أمره أهون إن شاء الله ، وبإمكانك أن تصرفي بصرك ، أو تشغلي سمعك ، حال وجود المنكر ، وبإمكانك ـ أيضا ـ الانصراف ـ مؤقتا ـ عن المجلس ، إلى مكان آخر ، ترتبين بعض أغراضك ، أو تصنعين شيئا من خصوصياتك ، إلى أن تنتهي الفقرة غير المرغوبة .
ولعل في هذا حلا عمليا وسطا للمشكلة ، إن شاء الله ، فنحن لا ننصحك بالانعزال عن أهلك وأقاربك بالكلية ، كما لا يجوز لك أن تشاركيهم مشاهدة وسماع المحرمات ، بل ينبغي أن تكوني قوية في إيمانك ، ثابتة في يقينك ، فتؤثري ولا تتأثري ، وتخففي الشر والإثم ، وتنشري الخير والأجر ، وذلك على حسب الوسع والطاقة ، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
وانظري جواب السؤال رقم (3633) ، (38724) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=102916&ln=ara
سؤال:
أنا أعرف أن مشاهدة الأفلام وسماع الموسيقى لا يجوز ، لكن ما الحكم لو كنت جالسة مع أهلي أمام الشاشة ، وهم يعلمون أني لا أسمع الأغاني ، لكنهم غالبا لا يضعون على قنوات الأغاني بسبب جلوسي معهم ، ولكنهم يتابعون المسلسلات , وأيضا التلفاز لا يخلو من بعض المشاهد غير اللائقة ، مثل لبس العارضات مثلا للبس القصير , وأيضا لا يخلو من الدعايات وما تحتويه من موسيقى ، فماذا علي أن أفعل ؟ نصحتهم لكنهم لم يسمعوا نصيحتي ، فأنا أجلس معهم ولكني أحياناً أسد أذني عندما تأتي موسيقى ، وأغض بصري إذا جاء مثلا فتيات مرتديات " شورت " , وما الحكم لو شاهدت برامج نافعة تتكلم عن مواضيع عامة ، ولكن فيها مذيع ومذيعة ، أو مذيع مستضيف دكتورة مثلا ، هل يحرم علي مشاهدة هذه البرامج لوجود الاختلاط ؟ وبالنسبة لجلوسي أمام التلفاز مع أهلي , هل يحرم علي ذلك ؟ وكيف أتصرف ؟ هل أنعزل في غرفتي وحدي ؟ أم أنعزل كل يوم عنهم وأذهب لتلفاز آخر ؟ مع العلم أن هذا الموقف يحيرني جدا ، فهو يتكرر علي يوميا في بيتنا وفي بيوت أقاربي , فعندما يكون أهلي جميعهم مجتمعين لمشاهدة برنامج عادي لكن تتخلله دعايات وموسيقى .. فكيف أتصرف ؟ إذا كان واجبا علي أن أغير مكاني فذلك سيكون شاقا يسبب لي العزلة عن أهلي وأقاربي عند زيارتهم !! أرجوك أعطني الجواب العملي والذي يريحني . وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع والكامل والمرتب ، حقيقةً هذه جهود تشكرون عليها وأنا أحاول أن أنشر هذا الموقع ليعم النفع ، وأسأل الله لكم الفردوس الأعلى من الجنة .
الجواب:
الحمد لله
نبشرك - أختنا الكريمة - بأن الله عز وجل يرى منك مراقبة أمره ونهيه ، والاجتهاد في الالتزام بشرعه ، وهو سبحانه لا يُضيع أجر المحسنين ، وسيكتب لك الأجر الجزيل ، وهو أجر الصابرين عن معاصي الله ، فإنَّ حبس النفس عن مشاركة الناس في آثامهم وشهواتهم مِن عزم الأمور ، والله سبحانه وتعالى يقول : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10
والحل الذي نقترحه لك هو أن تسيطري أنتِ على جهاز التحكم بالقنوات الفضائية ، ثم تحرصي دائما على الإبقاء على القنوات الفضائية الملتزمة المحافظة ، كقناة المجد ، وقناة الحكمة ، وقنوات القرآن الكريم ، والقنوات الوثائقية والعلمية ، وبهذا تكسبين مجالسة والديك وإخوانك ، مع أجر إبلاغ الخير إليهم ، وإيصال الهدى إلى أسماعهم ، ولعلَّ كلمةً يسمعها واحد منهم تكون سببا في توفيقه وسعادته في الدنيا والآخرة ، فيكتب الله لك أجرها أضعافا مضاعفة .
وأما حين يُصِرُّون على متابعة مسلسل أو " فيلم " أو أي برنامج يصطبغ بالحرام والآثام ، فلا تقعدي معهم ، والجئي إلى غرفتك لتستغلي وقتك بقراءةٍ نافعة أو حفظِ سورةٍ أو متابعة برامج الخير على قناة منضبطة ، وهي عزلةٌ مؤقتةٌ بقدر هذا الحرام ، وليس فيها ضررٌ عليك إن شاء الله تعالى ، ولعلك تعلمين عن بعض الأبناء الذين ينعزلون في غرفهم انعزالا تاما أو شبه تام ، وتتفاوت أسباب عزلتهم بين دراسةٍ أو تدريب أو كتابة ، وبعضهم تنطوي عزلتهم على الإثم والمعصية ، فلا ينبغي أن تستثقلي أنت الانعزال المؤقت طاعةً لِلَّه ، وتذكري أن الله سيعوضك في قلبك سعادة وطمأنينة وتوفيقا تفوق عاجل لذاتهم بمشاهدة المحرمات ، التي ستعود على قلوبهم بالضيق والظلمة والهم والغم ، وفي الآخرة حساب وعقاب .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" حضور المحرم - ولو مع كراهة الإنسان له بقلبه - يكون فيه الإنسان مشاركاً للفعل ، لقول الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) النساء/140 " انتهى . "شرح رياض الصالحين" (1/613) مكتبة الصفا .
وسئل رحمه الله السؤال الآتي - نقلا عن "فتاوى إسلامية" (4/226) - :
" في مجالسنا التي تجمع الأسرة تكون فيها غيبة ودخان ولعب للورق ومشاهدة مسلسلات ، وأنا لا أستطيع الإنكار عليهم خوفاً من تماديهم ووقوعهم في أعراض الدعاة والعلماء كعادتهم في بعض المجالس .. فهل أترك مجالستهم وأقاطعهم .. أم ماذا افعل .. ؟
فكان الجواب :
الواجب عليك إذا كنت لا تستطيع تغيير المنكر الذي وقع فيه هؤلاء أن تقاطع مجالستهم ؛ لأن مَن جالس فاعل المنكر كان له مثل إثمه ، لقول الله تبارك وتعالى : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ) ولا يضر أنهم قاطعوك وقطعوا الصلة بينك وبينهم في المستقبل بناء على مقاطعة مجالسهم التي تشتمل على المنكر ، وإذا قاطعوك وقطعوا صلتك في هذه الحال فصلهم بما تستيطع ، ويكون عليهم إثم القطيعة ولك أجر الصلة " انتهى .
وأما حين يكون البرنامج المعروض مفيدا نافعا ، ليس فيه منكر بنفسه ، لكن يتخلله بعض الإعلانات ، أو الفقرات الموسيقية ، فهذا أمره أهون إن شاء الله ، وبإمكانك أن تصرفي بصرك ، أو تشغلي سمعك ، حال وجود المنكر ، وبإمكانك ـ أيضا ـ الانصراف ـ مؤقتا ـ عن المجلس ، إلى مكان آخر ، ترتبين بعض أغراضك ، أو تصنعين شيئا من خصوصياتك ، إلى أن تنتهي الفقرة غير المرغوبة .
ولعل في هذا حلا عمليا وسطا للمشكلة ، إن شاء الله ، فنحن لا ننصحك بالانعزال عن أهلك وأقاربك بالكلية ، كما لا يجوز لك أن تشاركيهم مشاهدة وسماع المحرمات ، بل ينبغي أن تكوني قوية في إيمانك ، ثابتة في يقينك ، فتؤثري ولا تتأثري ، وتخففي الشر والإثم ، وتنشري الخير والأجر ، وذلك على حسب الوسع والطاقة ، إذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
وانظري جواب السؤال رقم (3633) ، (38724) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=102916&ln=ara