فهد السميرى
07-29-2007, 08:09 AM
معاذ "حالة فريدة" في تاريخ المهاجمين السعوديين
بقلم عيسى الجوكم
الرياض 26-7-2007 (أ ف ب)- قصة مهاجم المنتخب السعودي لكرة القدم مالك معاذ اقرب الى الخيال مع معشوقته كرة القدم اذ كان منسيا في ناديه الاهلي حتى مطلع عام 2006 حين منح الفرصة فلم يتأخر كثيرا في فرض موهبته.
وركن الاهلي معاذ على دكة البدلاء الى ان جاء المدرب الصربي نيبوشا وأنقذ هذه الموهبة من الضياع فاعتمد عليه كالمهاجم الاول في الفريق بعد أن كان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من العودة الى ناديه السابق الأنصار، أحد أندية الدرجة الأولى في السعودية حيث ترعرع قبل ان ينتقل الى الاهلي قبل ثلاثة مواسم.
وأفطر معاذ امس في شباك اليابان بعد ان صام عن التسجيل لمدة 390 دقيقية في المباريات الاربع الاولى من كأس اسيا 2007 لكرة القدم، فسجل هدفين رائعين قاد فيهما منتخب بلاده الى الفوز على حامل اللقب 3-2 في الدور نصف النهائي.
وحصل معاذ على جائزة أفضل لاعب في المباراة التي قدم فيها نفسه واحدا من نجومها نجح فيها في انهاء الافضلية اليابانية على المنتخب السعودي في النهائيات الاسيوية.
وكانت اليابان فازت على السعودية مرتين في نهائي الدورة بنتيجة واحدة 1-صفر، في هيروشيما عام 1992 وفي لبنان عام 2000، فضلا عن فوز كبير في الدور الاول من نهائيات لبنان 4-1.
يتميز مالك معاذ بسرعة كبيرة في الانطلاق بالكرة ويجيد اختراق دفاعات الخصم وحجز مدافع او اكثر والتمرير الى زملائه كرات خالصة للتسجيل، وقد صنع اكثر من هدف في البطولة حتى الان.
والعناصر التي يتميز بها مالك معاذ جعلت المحليين يعتبرونه "حالة فريدة" في تاريخ المهاجمين السعوديين.
ويعتبر معاذ ان "الهدفين اللذين سجلهما في اليابان تحققا بتعاون زملائه أولا الذين كانوا يتلهفون لهدف منه في البطولة".
وشارك معاذ اساسيا في جميع المباريات حتى الان، وابقى المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس على ثقته به رغم عدم تسجيله اي هدف قبل مباراة اليابان.
وعزا معاذ الفوز والتأهل الى المباراة النهائية رغم أن الترشيحات كانت تصب في مصلحة اليابان "الى المنظومة المتكاملة للمنتخب السعودي في البطولة من دعم اداري كبير من قبل الأمير نواف بن فيصل وطموحات كبيرة للمدرب البرازيلي انجوس واصرار كبير للاعبين لاعادة هيبة الكرة السعودية في نهائيات كأس أسيا بعد الحالة الاستثنائية لها عام 2004".
وخرج المنتخب السعودي من الدورة الماضية في الصين قبل ثلاثة اعوام من الدور الاول في اسوأ مشاركة له في النهائيات الاسيوية.
والمح مالك معاذ "الى ان الجيل الحالي للكرة السعودية لا يقل شأنا عن الأجيال السابقة في الطموحات بدليل الوصول للمباراة الختامية عبر بوابة اليابان التي كان الجميع يرشحها للقب".
واعتبر ايضا ان "لاعبي المنتخب الحالي موهوبون وأن اللاعب الاحتياطي بمستوى الأساسي".
بداية المسيرة
مالك معاذ (من مواليد 1982، طوله 164 سم ووزنه 64 كلغ، وخاض نحو 14 مباراة دولية حتى الان)، الذي حصل هذا الموسم على لقب أفضل لاعب سعودي في استفتاء كبير قامت به صحيفة "الرياضية" المتخصصة في السعودية، من مواليد 1982، اشتهر بسرعته وبراعته منذ صغره، وذاع صيته مع أشقائه عبد الرؤوف ومعاذ علي قائدي فريقي الأنصار واحد على التوالي حاليا حاليا ومعاذ علي قائد فريق أحد حاليا ايضا.
ويؤكد المقربون من المهاجم السعودي أن المدربين المحليين محمد أبو سكيت وعبد الحميد السيكه وأحمد الحاج مساعد مدرب منتخب السعودية للناشئين حاليا تناوبوا على تدريبه في مراحله الأولى بناديه السابق الأنصار وتوقعوا له مستقبلا كبيرا.
وساهم معاذ هذا الموسم في فوز فريقه الاهلي ببطولتي كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد، ولعبت اهدافه الحاسمة دورا كبيرا في عودة الأهلي الى الالقاب بعد سنوات عجاف.
ويسجل للمدرب الصربي نيبوشا الذي يقود الأهلي منذ الموسم الماضي إعادة الحياة الكروية من جديد لمالك بعد أن دمره أكثر من مدرب مر على الفريق وجعله حبيس دكة الاحتياط ما ادى الى عدم مشاركته في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم الماضية لأنه لم يبرز مع ناديه، لكنه وخلال فترة وجيز جدا مع الاهلي تألق في صفوفه فاختاره مدرب المنتخب السابق البرازيلي ماركوس باكيتا الى تشكيلة "الاخضر" في نهائيات المونديال وشارك في المباريات الثلاث في الدور الاول امام تونس واسبانيا واوكرانيا.
وتعد دورة "خليجي 18" في الإمارات في كانون الثاني/يناير الماضي البداية الحقيقية لنجومية مالك معاذ مع المنتخب حيث كان رقما صعبا في الدورة وسجل هدفا جميلا في مرمى قطر، فثبت قدميه في التشكيلة في البطولات التالية ومنها كأس اسيا الحالية.
ويقول المدرب انجوس عن معاذ "انه مهاجم سريع يربك دفاعات الخصوم ويمتاز باللعب بالقدمين كما يجيد الضربات القوية بالرأس والتسديد"، ويضيف "اذا لم يسجل فأنه يصنع الأهداف وهذه ميزة عظيمة للاعب كرة القدم".
وكان باكيتا قال عن معاذ في دورة الخليج "انه من المهاجمين الذين يفاجئونك في كل مباراة بميزة خاصة، فهو من اللاعبين الذين يجعلون الدفاع دائما في قلق كبير لسرعته وبراعته واجادته التسديد بكلتا القدمين".
انجوس من مغمور في اسيا الى احد انجح المدربين فيها
جاكرتا 26-7-2007 (ا ف ب) - 35 يوما فقط كانت الفترة التي تولى فيها البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس تدريب منتخب السعودية قبل انطلاق كأس اسيا الرابعة عشرة لكرة القدم، لكنها كانت كافية له ليتحول من مدرب مغمور غير معروف على الاطلاق في المنطقة الخليجية خصوصا والاسيوية عموما الى احد انجح المدربين فيها.
ولم تكن فترة الاعداد القصيرة هي العائق الوحيد امام انجوس (49 عاما) في مهمته التدريبية الاولى خارج البرازيل، بل انه اصطدم ببعض الاصابات التي حتمت عليه اتخاذ قرارات بديلة وابرزها لصانع الالعاب وصاحب النزعة الهجومية محمد الشلهوب، فاختار عبد الرحمن القحطاني بديلا عنه وكان ناجحا جدا واحد اهم اكتشافات البطولة الاسيوية.
وليس هذا فقط، بل ان عمل انجوس على رأس الادارة الفنية للمنتخب السعودي ترافق مع انتقادات لاذعة من الاعلام السعودي الذي حرك ضده عواطف الشارع الرياضي ايضا، خصوصا بعد استبعاده لعدد من لاعبي الخبرة مفضلا عليهم العناصر الشابة، وابرز مثال على هذا الصعيد كان قراره بابعاد المدافع حمد المنتشري، افضل لاعب في اسيا عام 2005، والاعتماد على وليد عبد ربه بدلا منه.
وعنفت الانتقادات السعودية كثيرا لان انجوس اختار الى تشكيلة "الاخضر" في النهائيات الاسيوية لاعبين لا يشاركون اساسيين في فرقهم في المسابقات المحلية، وذهب البعض الى اعتباره مغمورا لا يعرف طبيعة اللاعبين السعوديين جيدا.
ورغم كل الظروف التي واجهته، شكلت كأس اسيا الحالية فرصة مثالية لانجوس لكي ينقل افكاره التدريبية والتكتيكية الى اللاعبين الذين نالوا ثقته وكان لهم نصيب الانضمام الى تشكيلته، وهي تشكيلة شبه جديدة لا يتجاوز معدل اعمار لاعبيها الثانية والعشرين.
ورفض انجوس بشكل قاطع اعتبار الحظ وحده وراء ما حصل مع المنتخب السعودي حتى الان بتأهله الى نهائي البطولة بقوله "يمكن ان نكون محظوظين في مباراة ولكن ليس في جميع مبارياتنا، فجوابنا على من يقول هذا الكلام كان في الملعب".
انجوس الذي كلف باعداد منتخب قوي لنهائيات مونديال جنوب افريقيا عام 2010 يقف على بعد مباراة واحدة من تحقيق انجاز لم يكن يحلم به بقيادة المنتخب السعودي الى لقب كأس اسيا للمرة الرابعة في تاريخه وتكرار ما حققه مواطنه الشهير كارلوس البرتو باريرا.
ونجح ثلاثة مدربين برازيليين بشكل لافت مع "الاخضر" في النهائيات الاسيوية، فقاده باريرا الى اللقب عام 1988، ونيلسون مارتينيز الى نهائي عام 1992 قبل ان يخسر امام اليابان صفر-1، قبل ان تسنح الفرصة الان لانجوس.
وكما فرض انجوس احترامه على المدربين المنافسين، فانه يلقى احتراما لافتا من اللاعبين السعوديين انفسهم الذين اعربوا عن اعجابهم باسلوبه وبطريقته في التدريب، وهو كان يعاملهم على انهم يمتلكون موهبة يجب ان يظهروها امام الجميع من دون اي خوف.
وكان لافتا عندما قال المدرب البرازيلي للاعبيه قبل مواجهتهم منتخب اندونيسيا امام نحو تسعين الف متفرج من مشجعيه "الفنان الجيد هو الذي يقدم افضل ما عنده امام الجمهور، وامام اندونيسيا ستلعبون امام عشرات الالاف ويجب ان تأخذوا الجانب الايجابي من هذا الجمهور وتقدمون افضل ما لديكم".
وتواصلت الانتقادات رغم ان المنتخب السعودي عبر الى ربع النهائي بتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1 وفوز على اندونيسيا 2-1 والبحرين 4-صفر.
وكان الموعد في ربع النهائي مع اوزبكستان القوية والتي اخرجت الصين بفوز كبير 3-صفر، لكن المنتخب السعودي تفوق عليها ايضا 2-1.
ولم يتردد احد الصحافيين السعوديين بالتوجه الى انجوس في المؤتمر الصحافي عقب تلك المباراة قائلا "انا من الذين انتقدوك بشدة حتى الان ولكنني اريد تسجيل اعتذاري منك بعد تأهل المنتخب الى نصف النهائي خصوصا انه يقدم مستوى رائعا هو الافضل للمنتخب السعودي منذ بداية التسعينات".
ابتسم المدرب البرازيلي لدى سماعه هذه الكلمات ورد بهدوء لا يعكس طبيعته ابدا والتي تظهر جلية خلال متابعته المباريات من على خط الملعب "انا قادم من احدى دول اميركا الجنوبية حيث يتعرض المدربون الى انتقادات دائما ويواجهون مصير الاقالة باستمرار، واعتبر الانتقادات جزءا من عملي في مهنة التدريب".
واردف ايضا بقوله "بدأت لعب كرة القدم عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، واعرف تماما ان الانتقادات مرادفة لهذه الرياضة، لم اقف كثيرا عن الانتقادات التي كنت اواجهها في بداية عملي على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي لكن اتحاد كرة القدم دعمني في عملي، والان احكموا علينا من خلال ما حققناه داخل الملعب".
اضافة الى اسلوبه في التدريب، كان لشخصية انجوس اثر خاص في العلاقة السريعة التي تكونت بينه وبين اللاعبين، فكان شديد التأثر والانفعال على كل كرة او فرصة ضائعة للمنتخب السعودي، حتى ان اللاعبين انفسهم كانوا يحاولون التوجه اليه لتهنئته عقب تسجيل كل هدف، وهو بنفسه كان يشاركهم الفرحة ويعانقهم فردا فردا بعد كل مباراة، فتكونت حتى الان قصة نجاح خصوصا انه راهن كثيرا على المجموعة التي اختارها للمشاركة في البطولة.
واراد انجوس ايصال افكاره الى اللاعبين بطريقته الخاصة، وقال لهم في احدى المرات "يجب ان تكونوا سعداء في الملعب وان تستمتعوا بادائكم وان تستفيدوا من مهاراتكم الفردية جيدا".
واصاب المدرب البرازيلي نجاحا لا غبار عليه حتى الان ونال احترام جميع المدربين والمحلليين، وبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية للبطولة التي ستجمع السعودية والعراق الاحد المقبل في جاكرتا، فان انجوس اعاد "الاخضر" الى الطريق الصحيح بمواهب جديدة ستشكل نواة المنتخب في السنوات المقبلة
بقلم عيسى الجوكم
الرياض 26-7-2007 (أ ف ب)- قصة مهاجم المنتخب السعودي لكرة القدم مالك معاذ اقرب الى الخيال مع معشوقته كرة القدم اذ كان منسيا في ناديه الاهلي حتى مطلع عام 2006 حين منح الفرصة فلم يتأخر كثيرا في فرض موهبته.
وركن الاهلي معاذ على دكة البدلاء الى ان جاء المدرب الصربي نيبوشا وأنقذ هذه الموهبة من الضياع فاعتمد عليه كالمهاجم الاول في الفريق بعد أن كان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من العودة الى ناديه السابق الأنصار، أحد أندية الدرجة الأولى في السعودية حيث ترعرع قبل ان ينتقل الى الاهلي قبل ثلاثة مواسم.
وأفطر معاذ امس في شباك اليابان بعد ان صام عن التسجيل لمدة 390 دقيقية في المباريات الاربع الاولى من كأس اسيا 2007 لكرة القدم، فسجل هدفين رائعين قاد فيهما منتخب بلاده الى الفوز على حامل اللقب 3-2 في الدور نصف النهائي.
وحصل معاذ على جائزة أفضل لاعب في المباراة التي قدم فيها نفسه واحدا من نجومها نجح فيها في انهاء الافضلية اليابانية على المنتخب السعودي في النهائيات الاسيوية.
وكانت اليابان فازت على السعودية مرتين في نهائي الدورة بنتيجة واحدة 1-صفر، في هيروشيما عام 1992 وفي لبنان عام 2000، فضلا عن فوز كبير في الدور الاول من نهائيات لبنان 4-1.
يتميز مالك معاذ بسرعة كبيرة في الانطلاق بالكرة ويجيد اختراق دفاعات الخصم وحجز مدافع او اكثر والتمرير الى زملائه كرات خالصة للتسجيل، وقد صنع اكثر من هدف في البطولة حتى الان.
والعناصر التي يتميز بها مالك معاذ جعلت المحليين يعتبرونه "حالة فريدة" في تاريخ المهاجمين السعوديين.
ويعتبر معاذ ان "الهدفين اللذين سجلهما في اليابان تحققا بتعاون زملائه أولا الذين كانوا يتلهفون لهدف منه في البطولة".
وشارك معاذ اساسيا في جميع المباريات حتى الان، وابقى المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس على ثقته به رغم عدم تسجيله اي هدف قبل مباراة اليابان.
وعزا معاذ الفوز والتأهل الى المباراة النهائية رغم أن الترشيحات كانت تصب في مصلحة اليابان "الى المنظومة المتكاملة للمنتخب السعودي في البطولة من دعم اداري كبير من قبل الأمير نواف بن فيصل وطموحات كبيرة للمدرب البرازيلي انجوس واصرار كبير للاعبين لاعادة هيبة الكرة السعودية في نهائيات كأس أسيا بعد الحالة الاستثنائية لها عام 2004".
وخرج المنتخب السعودي من الدورة الماضية في الصين قبل ثلاثة اعوام من الدور الاول في اسوأ مشاركة له في النهائيات الاسيوية.
والمح مالك معاذ "الى ان الجيل الحالي للكرة السعودية لا يقل شأنا عن الأجيال السابقة في الطموحات بدليل الوصول للمباراة الختامية عبر بوابة اليابان التي كان الجميع يرشحها للقب".
واعتبر ايضا ان "لاعبي المنتخب الحالي موهوبون وأن اللاعب الاحتياطي بمستوى الأساسي".
بداية المسيرة
مالك معاذ (من مواليد 1982، طوله 164 سم ووزنه 64 كلغ، وخاض نحو 14 مباراة دولية حتى الان)، الذي حصل هذا الموسم على لقب أفضل لاعب سعودي في استفتاء كبير قامت به صحيفة "الرياضية" المتخصصة في السعودية، من مواليد 1982، اشتهر بسرعته وبراعته منذ صغره، وذاع صيته مع أشقائه عبد الرؤوف ومعاذ علي قائدي فريقي الأنصار واحد على التوالي حاليا حاليا ومعاذ علي قائد فريق أحد حاليا ايضا.
ويؤكد المقربون من المهاجم السعودي أن المدربين المحليين محمد أبو سكيت وعبد الحميد السيكه وأحمد الحاج مساعد مدرب منتخب السعودية للناشئين حاليا تناوبوا على تدريبه في مراحله الأولى بناديه السابق الأنصار وتوقعوا له مستقبلا كبيرا.
وساهم معاذ هذا الموسم في فوز فريقه الاهلي ببطولتي كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد، ولعبت اهدافه الحاسمة دورا كبيرا في عودة الأهلي الى الالقاب بعد سنوات عجاف.
ويسجل للمدرب الصربي نيبوشا الذي يقود الأهلي منذ الموسم الماضي إعادة الحياة الكروية من جديد لمالك بعد أن دمره أكثر من مدرب مر على الفريق وجعله حبيس دكة الاحتياط ما ادى الى عدم مشاركته في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم الماضية لأنه لم يبرز مع ناديه، لكنه وخلال فترة وجيز جدا مع الاهلي تألق في صفوفه فاختاره مدرب المنتخب السابق البرازيلي ماركوس باكيتا الى تشكيلة "الاخضر" في نهائيات المونديال وشارك في المباريات الثلاث في الدور الاول امام تونس واسبانيا واوكرانيا.
وتعد دورة "خليجي 18" في الإمارات في كانون الثاني/يناير الماضي البداية الحقيقية لنجومية مالك معاذ مع المنتخب حيث كان رقما صعبا في الدورة وسجل هدفا جميلا في مرمى قطر، فثبت قدميه في التشكيلة في البطولات التالية ومنها كأس اسيا الحالية.
ويقول المدرب انجوس عن معاذ "انه مهاجم سريع يربك دفاعات الخصوم ويمتاز باللعب بالقدمين كما يجيد الضربات القوية بالرأس والتسديد"، ويضيف "اذا لم يسجل فأنه يصنع الأهداف وهذه ميزة عظيمة للاعب كرة القدم".
وكان باكيتا قال عن معاذ في دورة الخليج "انه من المهاجمين الذين يفاجئونك في كل مباراة بميزة خاصة، فهو من اللاعبين الذين يجعلون الدفاع دائما في قلق كبير لسرعته وبراعته واجادته التسديد بكلتا القدمين".
انجوس من مغمور في اسيا الى احد انجح المدربين فيها
جاكرتا 26-7-2007 (ا ف ب) - 35 يوما فقط كانت الفترة التي تولى فيها البرازيلي هيليو سيزار دوس انجوس تدريب منتخب السعودية قبل انطلاق كأس اسيا الرابعة عشرة لكرة القدم، لكنها كانت كافية له ليتحول من مدرب مغمور غير معروف على الاطلاق في المنطقة الخليجية خصوصا والاسيوية عموما الى احد انجح المدربين فيها.
ولم تكن فترة الاعداد القصيرة هي العائق الوحيد امام انجوس (49 عاما) في مهمته التدريبية الاولى خارج البرازيل، بل انه اصطدم ببعض الاصابات التي حتمت عليه اتخاذ قرارات بديلة وابرزها لصانع الالعاب وصاحب النزعة الهجومية محمد الشلهوب، فاختار عبد الرحمن القحطاني بديلا عنه وكان ناجحا جدا واحد اهم اكتشافات البطولة الاسيوية.
وليس هذا فقط، بل ان عمل انجوس على رأس الادارة الفنية للمنتخب السعودي ترافق مع انتقادات لاذعة من الاعلام السعودي الذي حرك ضده عواطف الشارع الرياضي ايضا، خصوصا بعد استبعاده لعدد من لاعبي الخبرة مفضلا عليهم العناصر الشابة، وابرز مثال على هذا الصعيد كان قراره بابعاد المدافع حمد المنتشري، افضل لاعب في اسيا عام 2005، والاعتماد على وليد عبد ربه بدلا منه.
وعنفت الانتقادات السعودية كثيرا لان انجوس اختار الى تشكيلة "الاخضر" في النهائيات الاسيوية لاعبين لا يشاركون اساسيين في فرقهم في المسابقات المحلية، وذهب البعض الى اعتباره مغمورا لا يعرف طبيعة اللاعبين السعوديين جيدا.
ورغم كل الظروف التي واجهته، شكلت كأس اسيا الحالية فرصة مثالية لانجوس لكي ينقل افكاره التدريبية والتكتيكية الى اللاعبين الذين نالوا ثقته وكان لهم نصيب الانضمام الى تشكيلته، وهي تشكيلة شبه جديدة لا يتجاوز معدل اعمار لاعبيها الثانية والعشرين.
ورفض انجوس بشكل قاطع اعتبار الحظ وحده وراء ما حصل مع المنتخب السعودي حتى الان بتأهله الى نهائي البطولة بقوله "يمكن ان نكون محظوظين في مباراة ولكن ليس في جميع مبارياتنا، فجوابنا على من يقول هذا الكلام كان في الملعب".
انجوس الذي كلف باعداد منتخب قوي لنهائيات مونديال جنوب افريقيا عام 2010 يقف على بعد مباراة واحدة من تحقيق انجاز لم يكن يحلم به بقيادة المنتخب السعودي الى لقب كأس اسيا للمرة الرابعة في تاريخه وتكرار ما حققه مواطنه الشهير كارلوس البرتو باريرا.
ونجح ثلاثة مدربين برازيليين بشكل لافت مع "الاخضر" في النهائيات الاسيوية، فقاده باريرا الى اللقب عام 1988، ونيلسون مارتينيز الى نهائي عام 1992 قبل ان يخسر امام اليابان صفر-1، قبل ان تسنح الفرصة الان لانجوس.
وكما فرض انجوس احترامه على المدربين المنافسين، فانه يلقى احتراما لافتا من اللاعبين السعوديين انفسهم الذين اعربوا عن اعجابهم باسلوبه وبطريقته في التدريب، وهو كان يعاملهم على انهم يمتلكون موهبة يجب ان يظهروها امام الجميع من دون اي خوف.
وكان لافتا عندما قال المدرب البرازيلي للاعبيه قبل مواجهتهم منتخب اندونيسيا امام نحو تسعين الف متفرج من مشجعيه "الفنان الجيد هو الذي يقدم افضل ما عنده امام الجمهور، وامام اندونيسيا ستلعبون امام عشرات الالاف ويجب ان تأخذوا الجانب الايجابي من هذا الجمهور وتقدمون افضل ما لديكم".
وتواصلت الانتقادات رغم ان المنتخب السعودي عبر الى ربع النهائي بتعادل مع كوريا الجنوبية 1-1 وفوز على اندونيسيا 2-1 والبحرين 4-صفر.
وكان الموعد في ربع النهائي مع اوزبكستان القوية والتي اخرجت الصين بفوز كبير 3-صفر، لكن المنتخب السعودي تفوق عليها ايضا 2-1.
ولم يتردد احد الصحافيين السعوديين بالتوجه الى انجوس في المؤتمر الصحافي عقب تلك المباراة قائلا "انا من الذين انتقدوك بشدة حتى الان ولكنني اريد تسجيل اعتذاري منك بعد تأهل المنتخب الى نصف النهائي خصوصا انه يقدم مستوى رائعا هو الافضل للمنتخب السعودي منذ بداية التسعينات".
ابتسم المدرب البرازيلي لدى سماعه هذه الكلمات ورد بهدوء لا يعكس طبيعته ابدا والتي تظهر جلية خلال متابعته المباريات من على خط الملعب "انا قادم من احدى دول اميركا الجنوبية حيث يتعرض المدربون الى انتقادات دائما ويواجهون مصير الاقالة باستمرار، واعتبر الانتقادات جزءا من عملي في مهنة التدريب".
واردف ايضا بقوله "بدأت لعب كرة القدم عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، واعرف تماما ان الانتقادات مرادفة لهذه الرياضة، لم اقف كثيرا عن الانتقادات التي كنت اواجهها في بداية عملي على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي لكن اتحاد كرة القدم دعمني في عملي، والان احكموا علينا من خلال ما حققناه داخل الملعب".
اضافة الى اسلوبه في التدريب، كان لشخصية انجوس اثر خاص في العلاقة السريعة التي تكونت بينه وبين اللاعبين، فكان شديد التأثر والانفعال على كل كرة او فرصة ضائعة للمنتخب السعودي، حتى ان اللاعبين انفسهم كانوا يحاولون التوجه اليه لتهنئته عقب تسجيل كل هدف، وهو بنفسه كان يشاركهم الفرحة ويعانقهم فردا فردا بعد كل مباراة، فتكونت حتى الان قصة نجاح خصوصا انه راهن كثيرا على المجموعة التي اختارها للمشاركة في البطولة.
واراد انجوس ايصال افكاره الى اللاعبين بطريقته الخاصة، وقال لهم في احدى المرات "يجب ان تكونوا سعداء في الملعب وان تستمتعوا بادائكم وان تستفيدوا من مهاراتكم الفردية جيدا".
واصاب المدرب البرازيلي نجاحا لا غبار عليه حتى الان ونال احترام جميع المدربين والمحلليين، وبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية للبطولة التي ستجمع السعودية والعراق الاحد المقبل في جاكرتا، فان انجوس اعاد "الاخضر" الى الطريق الصحيح بمواهب جديدة ستشكل نواة المنتخب في السنوات المقبلة