خـالـد البرقـاوي
07-09-2007, 11:15 PM
وقعة معركة المليداء
في 13 من جمادى الثانية للعام الهجري 1308 هـ.
الصراع في المليدا.
تكون حلف عربي قوي ضد دولة ابن رشيد وحلفائها وكان ذلك الحلف مكون من أهل عنيزة وأل سعود من بيت الرياض وأهل بريدة وقبيلة عتيبة ومطير وأهل الحوطة والحريق والرس وشقراء وكانت عتيبة بقيادة الهيضل وابن فهيد ، لوقف تقدم ابن رشيد بتخطيط وقيادة الرجل الأقوى والأكثر شجاعة في الجزيرة العربية آنذاك زامل بن عبد الله بن سليم أمير عنيزة الصديق المقرب لعتيبة وسمي هذا التجمع بقوات الحلف العربي المعارض لابن رشيد والدولة العثمانية
أولاً سنذكر ما جاء في رواية البارون " نولده " المبعوث الروسي عن أحداث " المليدا":
أخيراً في ربيع عام 1891م حدث شيء سيحدد مصير نجد لزمن قادم طويل كما أظهرت الأحداث. لقد تشكل حلف كبير ضد أمير حائل القوي الذي كانت قوته تتزايد باطراد...."
هنا نرى كيف رأى وفسر معركة المليدا حينما جاء إلى المنطقة أوائل عام 1310هـ 1893م، ( بعد مرور سنة وثمانية شهور فقط على المعركة). يعتبر نولده أقرب الأشخاص إلى المليدا من حيث الزمن فهو الذي مرّ بميدان المعركة وسجل انطباعاً ومسحاً معلوماتي لما حصل.
حينما مر " نولده " بميدان المعركة أصيب بصدمة كبيرة وهاله ما رأى، فقد رأى بقايا ونفايات آدمية وحيوانية – وهي الأكثر- متناثرة على امتداد مساحة سهل المليدا الواسع.
يقول بأنه كان يشكك في البداية فيما سمع عن الأعداد الكبيرة للمحاربين من كلا الطرفين التي تصل إلى ستين ألفا ثلاثين ألف من كل طرف تقريباً، ولكنه بعد أن رأى الموقع وسمع بيانات متواترة قدر أن هذا العدد قريب من الصحة.
أن العدد كان يفوق أي معركة أخرى ، كما يقول " نولده " إنه بهذا العدد: " دارت حمى معركة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجزيرة العربية حسبما يمكن أن يتذكر أي إنسان...."كما
ذكرها تركي القداح في كتابه " قبيلة عتيبة " ص133 ، ص 177
وذكرها أيضا بعض المؤرخين منهم: ابن عيسى في كتابه عقد الدرر، ص 114
عتيبة يشاركون في معركة المليدا:
اشترك من عتيبة في وقعة المليدا " شيخان : هما الشيخ مناحي الهيضل والشيخ هذال بن فهيد
وذلك نقلا عن بعض المصادر النجدية وكذلك في تاريخ البلاد السعودية في دليل الخليج القسم التاريخي ، تأليف ج.ج. لويمر
فأن الذي اشترك من عتيبة في وقعة المليدا حسب المحفوظ هم شيخان منها وهما الشيخ هذال بن فهيد الشيباني وابنه جهز ، والشيخ مناحي بن خالد الهيضل ومن معهما من قبائلهما.
أشار إلى ذلك محمد العبيّد . أنظر : النجم اللامع، ص 224 . علماً بأنه لم تذكر الروايات أنه أسروا أو قتل أحد من شيوخ عتيبة المذكورين أعلاه
" تغيير الوضع في منطقة القصيم "
فعلاً لقد غيرت " المليدا " تاريخ ووضع منطقة القصيم لثلاثة عشر عاما قادمة ( 1308- 1322هـ 1891- 1904م حينما استرد الملك عبد العزيز عنيزة وبريدة في بداية الدولة السعودية الثالثة).
قام محمد العبد الله بن رشيد أمير حائل والشمال بعد انتصاره الكاسح على أهل القصيم بإجراءات تهدف إلى إحكام سيطرته المطلقة منفرداً على المنطقة، بمعنى أن يجعل أهل القصيم ينسون حتى مجرد التفكير بنزعتهم الاستقلالية ويخضعوا له بالقوة.
وقد خلا له الجو عندما علم بعودة عبد الرحمن الفيصل ومن معه إلى الرياض خائفين على أنفسهم من مطاردة جيش بن رشيد لهم في الزلفي، فتفرد ابن رشيد بالقصمان بإجراءات ما بعد الحرب:
- كما قام بمطاردة " حسن بن مهنا" أمير بريدة الذي نجا من القتل في المليدا في حين قتل في المعركة " زامل بن سليم " أمير عنيزة، حاول ابن مهنا دخول بريدة وجمع الناس من جديد ضد ابن رشيد ولكن الناس لم يكونوا في وضع يجعلهم ينتحرون ويضحون بالغالي والنفيس من أجله، فالتجأ إلى عنيزة وذهب إلى الوجيه" عبد الله العبد الرحمن البسام" التاجر المشهور والرجل الذي يحترمه ويقدره محمد بن رشيد ولا يرد له طلباً، فتشفع له فعلاً عند ابن رشيد فوافق على أن يعفيه من القتل ولكن لابد من سجنه هو وأولاده في حائل، وهكذا نقل ابن مهنا وأولاده إلى سجن القصر في حائل حتى مات هناك.
يقول الفارس عبيد بن رشيد شقيق أمير حايل مفتخراً وشامتاً بالقصمان:
يانحمد اللي هبهب الريح ياحسين......... صارت على القصمان واولاد وايل
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين......... أيضا ولا ني عن طـــــردهم بسايل
نجــــرّهم بالقاع جــّر الخرافــــين ........ واصبـح صــفا بقعا من الـدّم سايل
يا دارنا مــن جانا جيناه عجلــــين ........ بالليــل نسـري والصفــْر والقوايل
فان كان هــم عنا بالانشاد محفين......... فـمن الـراس ما نحتاج رد الرسايل
جينا صبــاحٍ واثرهم مســتكــــنين ....... وثار الدخــن من حـٍّْر صلـو الفتايل
مخطوط: " النجم اللامع للنوادر جامع "
تأليف: محمد العلي العبيد 1376هـ، 26- 29
.................................................. .....................
أسباب المعركة :
يقال ن محمد بن رشيد قرر أن يحسم الأمور لصالحه ويسيطر على كل نجد بكسرشوكة أهل القصيم وإخضاعهم أولاً، ثم القضاء على ما تبقى من الدولة السعودية الثانية.
حسن بن مهنا أمير بريدة أخذ يستفز ابن رشيد بالغارات المتكررة واستطاع أن يستميل إليه أمير عنيزة زامل بن سليم بالعودة إلى مصادقته وتكوين حلف معه باجتماعهم وأنصارهم في " نفود الغميس " حيث اتفقوا على حرب ابن رشيد ، وفي نفس الوقت تحالفوا مع الإمام عبد الرحمن الفيصل وأهل العارض بأن يأتوا ويحاربوا معهم. كانت هذه التطورات في أوائل عام 1308هـ .
ابن رشيد علم بهذه التحركات فصمم على ضرب هذا الحلف الثلاثي وتشتيته بأسرع ما يمكن قبل وصول أهل الرياض والعارض وسدير إلى القصيم. كان استعداده قوياً حيث استثار نخوة أهل الشمال وقبائل العراق من شمر والظفير وعنزة وغيرها وزحف بجيش قوي إلى القصيم حتى وصل إلى " القرعاء ".
من جانبهم أهل القصيم كانوا قد استعدوا استعداداً كبيراً وخرجوا من كل بلدانه بقيادة بريدة وعنيزة بانتظار أن ينضم إليهم أهل الرياض ومن معهم، وكانوا أيضاً قد تحصنوا في " القرعاء " بكثبانها الرملية التي تصعب حركة الخيل فيها، كما كانت بنادق القصمان فعالة بشكل جيد. ولهذا تمكنوا في حرب القرعاء من الانتصار على ابن رشيد وصد هجومه القوي إضافة إلى تحييد جيش الفرسان لديه الذي شلت حركته، وكانوا يحرصون على المطاولة دون الدخول في معركة فاصلة وذلك بسبب انتظارهم وصول الإمام عبد الرحمن ومن معه، فبقوا في القرعاء أكثر من شهر، حيث كان جيش أهل العارض يسير ببطء باتجاه القصيم وينتظر في كل مكان يصل إليه انضمام محاربين من كل بلد.
أدرك ابن رشيد ومن معه أن المطاولة والانتظار ليسا في صالحه، وأنه لا بد من خدعة يقضي فيها على القصمان لوحدهم كما أشار عليه أحد أنصاره من زعماء القبائل " الذويبي " ( بأن يخرج القصمان من جحورهم) يقصد حفر النفود التي احتموا بها وهي محاجي ومزابن حفروها ليتمترسوا فيها.
انسحب ابن رشيد بجيشه فجأة غرباً، وبعد فترة - ودون تفاصيل كثيرة – نزل في الطرف الشمالي من " المليدا" قرب الضلفعة. وهنا صارت الوقعة
بعض ما قيل من الشعر في وقعة المليدا، هذه من قصيدة طويلة للفارس حمود الرشيد منقولة من منتدى شمر:
يا الله يا للـي فـوق الإســلام والــي ** يا الواحــــد إللي مــــن ترجـاك ما خاب
يا مـن لنـفـس ما تـريـد ألســــؤالي ** إلا مـن الله جامــــــــع النـاس لحـسـاب
الـحـرب شـبّــــت وبالله الإتكــــالـي ** وصبـــر جميــــــل ونستعينـه بمـا نـاب
يـــوم جـرى بالضلفعــة لـه ظلالـي ** يعـدهـا الأول لـنــــــــــــاس بـالأصـلاب
النفـس لا صــارت بقالـي وصـالـي ** إضرب على الكايد وما اخطاك ما صاب
جونـا وجيناهــــم ســواة الجبـالـي ** وصار الطمــــــع منـا ومنهـم بالأرقـاب
سرنـا كمـا مــــــزن ثقيـل الخيالـي ** خمسيـن جمْـــع شـمــّــر دون الأجنـاب
والخيـل مـن دون الفـلا والمفـالـي ** ثـلاثـــــــــة آلاف لحـســــــاب حـســاب
دارت عليهم مثل وصـف الحجالي ** مـا كنّـه إلا حوطــــــة مـا لهــــــــا بـاب
إلى أن قال:
لـو إن ابا زيــد حضرهـا الهـلالـي ** ما نال ما نلنـــا علـى عـــوج الأطـلاب
ياذيـب ياللـي بالـخــــلا والمفـالـي ** اقبــــل تهيّــا لـك ربيــــــــع ومـعـزاب
بالضلفعـة مثـل الرجـوم الطـوالـي ** ما بيـــن بـيــــاع وما بـيـــــن قـصـاب
من دمهـم سالـت رغـاب السهالـي ** وعن روسهم تكسرت عوج الأصـلاب
يقول الأمير حمود الرشيد في قصيدة أخرى:
أغدوهم البرزان هم والشيابين ..... ومنهم تبــرّوا حدنا سايريني
إن سهل الباري فلاني بناسين ..... العيب بالنسيان طول السنيني
الشيابين : من قبيلة عتيبة
البرزان : من قبيلة مطير
آمـــــل أن تحوز على إعجابكم ورضاكم
أخوكم خالد البرقاوي
في 13 من جمادى الثانية للعام الهجري 1308 هـ.
الصراع في المليدا.
تكون حلف عربي قوي ضد دولة ابن رشيد وحلفائها وكان ذلك الحلف مكون من أهل عنيزة وأل سعود من بيت الرياض وأهل بريدة وقبيلة عتيبة ومطير وأهل الحوطة والحريق والرس وشقراء وكانت عتيبة بقيادة الهيضل وابن فهيد ، لوقف تقدم ابن رشيد بتخطيط وقيادة الرجل الأقوى والأكثر شجاعة في الجزيرة العربية آنذاك زامل بن عبد الله بن سليم أمير عنيزة الصديق المقرب لعتيبة وسمي هذا التجمع بقوات الحلف العربي المعارض لابن رشيد والدولة العثمانية
أولاً سنذكر ما جاء في رواية البارون " نولده " المبعوث الروسي عن أحداث " المليدا":
أخيراً في ربيع عام 1891م حدث شيء سيحدد مصير نجد لزمن قادم طويل كما أظهرت الأحداث. لقد تشكل حلف كبير ضد أمير حائل القوي الذي كانت قوته تتزايد باطراد...."
هنا نرى كيف رأى وفسر معركة المليدا حينما جاء إلى المنطقة أوائل عام 1310هـ 1893م، ( بعد مرور سنة وثمانية شهور فقط على المعركة). يعتبر نولده أقرب الأشخاص إلى المليدا من حيث الزمن فهو الذي مرّ بميدان المعركة وسجل انطباعاً ومسحاً معلوماتي لما حصل.
حينما مر " نولده " بميدان المعركة أصيب بصدمة كبيرة وهاله ما رأى، فقد رأى بقايا ونفايات آدمية وحيوانية – وهي الأكثر- متناثرة على امتداد مساحة سهل المليدا الواسع.
يقول بأنه كان يشكك في البداية فيما سمع عن الأعداد الكبيرة للمحاربين من كلا الطرفين التي تصل إلى ستين ألفا ثلاثين ألف من كل طرف تقريباً، ولكنه بعد أن رأى الموقع وسمع بيانات متواترة قدر أن هذا العدد قريب من الصحة.
أن العدد كان يفوق أي معركة أخرى ، كما يقول " نولده " إنه بهذا العدد: " دارت حمى معركة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الجزيرة العربية حسبما يمكن أن يتذكر أي إنسان...."كما
ذكرها تركي القداح في كتابه " قبيلة عتيبة " ص133 ، ص 177
وذكرها أيضا بعض المؤرخين منهم: ابن عيسى في كتابه عقد الدرر، ص 114
عتيبة يشاركون في معركة المليدا:
اشترك من عتيبة في وقعة المليدا " شيخان : هما الشيخ مناحي الهيضل والشيخ هذال بن فهيد
وذلك نقلا عن بعض المصادر النجدية وكذلك في تاريخ البلاد السعودية في دليل الخليج القسم التاريخي ، تأليف ج.ج. لويمر
فأن الذي اشترك من عتيبة في وقعة المليدا حسب المحفوظ هم شيخان منها وهما الشيخ هذال بن فهيد الشيباني وابنه جهز ، والشيخ مناحي بن خالد الهيضل ومن معهما من قبائلهما.
أشار إلى ذلك محمد العبيّد . أنظر : النجم اللامع، ص 224 . علماً بأنه لم تذكر الروايات أنه أسروا أو قتل أحد من شيوخ عتيبة المذكورين أعلاه
" تغيير الوضع في منطقة القصيم "
فعلاً لقد غيرت " المليدا " تاريخ ووضع منطقة القصيم لثلاثة عشر عاما قادمة ( 1308- 1322هـ 1891- 1904م حينما استرد الملك عبد العزيز عنيزة وبريدة في بداية الدولة السعودية الثالثة).
قام محمد العبد الله بن رشيد أمير حائل والشمال بعد انتصاره الكاسح على أهل القصيم بإجراءات تهدف إلى إحكام سيطرته المطلقة منفرداً على المنطقة، بمعنى أن يجعل أهل القصيم ينسون حتى مجرد التفكير بنزعتهم الاستقلالية ويخضعوا له بالقوة.
وقد خلا له الجو عندما علم بعودة عبد الرحمن الفيصل ومن معه إلى الرياض خائفين على أنفسهم من مطاردة جيش بن رشيد لهم في الزلفي، فتفرد ابن رشيد بالقصمان بإجراءات ما بعد الحرب:
- كما قام بمطاردة " حسن بن مهنا" أمير بريدة الذي نجا من القتل في المليدا في حين قتل في المعركة " زامل بن سليم " أمير عنيزة، حاول ابن مهنا دخول بريدة وجمع الناس من جديد ضد ابن رشيد ولكن الناس لم يكونوا في وضع يجعلهم ينتحرون ويضحون بالغالي والنفيس من أجله، فالتجأ إلى عنيزة وذهب إلى الوجيه" عبد الله العبد الرحمن البسام" التاجر المشهور والرجل الذي يحترمه ويقدره محمد بن رشيد ولا يرد له طلباً، فتشفع له فعلاً عند ابن رشيد فوافق على أن يعفيه من القتل ولكن لابد من سجنه هو وأولاده في حائل، وهكذا نقل ابن مهنا وأولاده إلى سجن القصر في حائل حتى مات هناك.
يقول الفارس عبيد بن رشيد شقيق أمير حايل مفتخراً وشامتاً بالقصمان:
يانحمد اللي هبهب الريح ياحسين......... صارت على القصمان واولاد وايل
اللي ذبحت بشذرة السيف تسعين......... أيضا ولا ني عن طـــــردهم بسايل
نجــــرّهم بالقاع جــّر الخرافــــين ........ واصبـح صــفا بقعا من الـدّم سايل
يا دارنا مــن جانا جيناه عجلــــين ........ بالليــل نسـري والصفــْر والقوايل
فان كان هــم عنا بالانشاد محفين......... فـمن الـراس ما نحتاج رد الرسايل
جينا صبــاحٍ واثرهم مســتكــــنين ....... وثار الدخــن من حـٍّْر صلـو الفتايل
مخطوط: " النجم اللامع للنوادر جامع "
تأليف: محمد العلي العبيد 1376هـ، 26- 29
.................................................. .....................
أسباب المعركة :
يقال ن محمد بن رشيد قرر أن يحسم الأمور لصالحه ويسيطر على كل نجد بكسرشوكة أهل القصيم وإخضاعهم أولاً، ثم القضاء على ما تبقى من الدولة السعودية الثانية.
حسن بن مهنا أمير بريدة أخذ يستفز ابن رشيد بالغارات المتكررة واستطاع أن يستميل إليه أمير عنيزة زامل بن سليم بالعودة إلى مصادقته وتكوين حلف معه باجتماعهم وأنصارهم في " نفود الغميس " حيث اتفقوا على حرب ابن رشيد ، وفي نفس الوقت تحالفوا مع الإمام عبد الرحمن الفيصل وأهل العارض بأن يأتوا ويحاربوا معهم. كانت هذه التطورات في أوائل عام 1308هـ .
ابن رشيد علم بهذه التحركات فصمم على ضرب هذا الحلف الثلاثي وتشتيته بأسرع ما يمكن قبل وصول أهل الرياض والعارض وسدير إلى القصيم. كان استعداده قوياً حيث استثار نخوة أهل الشمال وقبائل العراق من شمر والظفير وعنزة وغيرها وزحف بجيش قوي إلى القصيم حتى وصل إلى " القرعاء ".
من جانبهم أهل القصيم كانوا قد استعدوا استعداداً كبيراً وخرجوا من كل بلدانه بقيادة بريدة وعنيزة بانتظار أن ينضم إليهم أهل الرياض ومن معهم، وكانوا أيضاً قد تحصنوا في " القرعاء " بكثبانها الرملية التي تصعب حركة الخيل فيها، كما كانت بنادق القصمان فعالة بشكل جيد. ولهذا تمكنوا في حرب القرعاء من الانتصار على ابن رشيد وصد هجومه القوي إضافة إلى تحييد جيش الفرسان لديه الذي شلت حركته، وكانوا يحرصون على المطاولة دون الدخول في معركة فاصلة وذلك بسبب انتظارهم وصول الإمام عبد الرحمن ومن معه، فبقوا في القرعاء أكثر من شهر، حيث كان جيش أهل العارض يسير ببطء باتجاه القصيم وينتظر في كل مكان يصل إليه انضمام محاربين من كل بلد.
أدرك ابن رشيد ومن معه أن المطاولة والانتظار ليسا في صالحه، وأنه لا بد من خدعة يقضي فيها على القصمان لوحدهم كما أشار عليه أحد أنصاره من زعماء القبائل " الذويبي " ( بأن يخرج القصمان من جحورهم) يقصد حفر النفود التي احتموا بها وهي محاجي ومزابن حفروها ليتمترسوا فيها.
انسحب ابن رشيد بجيشه فجأة غرباً، وبعد فترة - ودون تفاصيل كثيرة – نزل في الطرف الشمالي من " المليدا" قرب الضلفعة. وهنا صارت الوقعة
بعض ما قيل من الشعر في وقعة المليدا، هذه من قصيدة طويلة للفارس حمود الرشيد منقولة من منتدى شمر:
يا الله يا للـي فـوق الإســلام والــي ** يا الواحــــد إللي مــــن ترجـاك ما خاب
يا مـن لنـفـس ما تـريـد ألســــؤالي ** إلا مـن الله جامــــــــع النـاس لحـسـاب
الـحـرب شـبّــــت وبالله الإتكــــالـي ** وصبـــر جميــــــل ونستعينـه بمـا نـاب
يـــوم جـرى بالضلفعــة لـه ظلالـي ** يعـدهـا الأول لـنــــــــــــاس بـالأصـلاب
النفـس لا صــارت بقالـي وصـالـي ** إضرب على الكايد وما اخطاك ما صاب
جونـا وجيناهــــم ســواة الجبـالـي ** وصار الطمــــــع منـا ومنهـم بالأرقـاب
سرنـا كمـا مــــــزن ثقيـل الخيالـي ** خمسيـن جمْـــع شـمــّــر دون الأجنـاب
والخيـل مـن دون الفـلا والمفـالـي ** ثـلاثـــــــــة آلاف لحـســــــاب حـســاب
دارت عليهم مثل وصـف الحجالي ** مـا كنّـه إلا حوطــــــة مـا لهــــــــا بـاب
إلى أن قال:
لـو إن ابا زيــد حضرهـا الهـلالـي ** ما نال ما نلنـــا علـى عـــوج الأطـلاب
ياذيـب ياللـي بالـخــــلا والمفـالـي ** اقبــــل تهيّــا لـك ربيــــــــع ومـعـزاب
بالضلفعـة مثـل الرجـوم الطـوالـي ** ما بيـــن بـيــــاع وما بـيـــــن قـصـاب
من دمهـم سالـت رغـاب السهالـي ** وعن روسهم تكسرت عوج الأصـلاب
يقول الأمير حمود الرشيد في قصيدة أخرى:
أغدوهم البرزان هم والشيابين ..... ومنهم تبــرّوا حدنا سايريني
إن سهل الباري فلاني بناسين ..... العيب بالنسيان طول السنيني
الشيابين : من قبيلة عتيبة
البرزان : من قبيلة مطير
آمـــــل أن تحوز على إعجابكم ورضاكم
أخوكم خالد البرقاوي