المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ا لـشـخـصـيـة الإسـلامـيـة


ا لـشـا مـل
07-04-2007, 06:14 PM
" أ "

ا لـشـخـصـيـة الإسـلامـيـة

نعني بالشخصية الاسلامية ذلك الإنسان الذي دخل في الإسلام فتوفر له بهذا الدخول نظام متكامل ميّز خصائصه الوجدانية والنزوعية والمعرفية ، تلك الخصائص التي تعّين هويته وتميّزه عن سواه تميزا ً واضحا ً
وللشخصية الإسلامية جانبان وهما :
( 1 ) الجانب الذاتي
( 2 ) الجانب الموضوعي
الجانب الذاتي لشخصية المسلم يتمثل في شعوره بنفسه رجلا ً له فاعليته وتأثيره وقدراته وأنماط سلوكه التي اكتسبها بالإسلام ، ثم شعوره بذاته الاجتماعية مالها وماعليها
في إطار ما شرعه الإسلام من نظم ، وما أقره من قيم إجتماعيه
اما الجانب الموضوعي لشخصية المسلم يتمثل في مجموعة من السمات التي تتيح للمسلم أن يسلك مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين موسوما ً بالطابع الإسلامي
والشخصية الإسلامية هي الشخصية الملتزمة بالإسلام في سلوكها الفردي أو الجماعي إلزاما ً لا يسمح لها بالتحلل والتحرر من هذه الأنماط الفردية أو الاجتماعية التي فرضها الإسلام أو ندب إليها ،مادام ذلك في حدود إستطاعتها .
تلك الانماط السلوكية الاسلامية على المسلم ان يلتزم بها في كل حين سواء أكان يمارس هذا السلوك مع نفسه أو مع أهله وذويه وأرحامه وأقاربه ، أوكان يمارسها مع جيرانه الأدنين أو الابعدين أو مع المجتمع كله أو مع أي مجتمع غير إسلامي
ومن الواضح لدى كل من يعرف الإسلام أنه ليست هنالك قوة رقابة فردية أو جماعية يكل الإسلام إليها أمر إالزام الناس بهذه الأنماط السلوكية.
اذ ليس في الإسلام سلطة مادية تراقب الناس دون أن يشعروا على نحو ما هو معروف في بعض الدول اليوم . وانما وكل الإسلام الأمر كله فيما يتصل بالتنفيذ والممارسة إلى سلطة نابعة من ذات المسلم هي ضميره وخوفه من الله ورجاؤه له.
وهذا الضمير عندما يستيقض ويراقب الله يضمن لصاحبه أن يكون دائما ً على الطريق وعلى الصراط السوي وليس ذلك مبالغة في الحديث عن يقظة ضمير المسلم حين يتربى على ممارسة السلوك الإسلامي ، وانما يحدثنا التاريخ بنماذج من هذه اليقظة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي عصور بعد عصره عليه الصلاة والسلام
ذلك عن السلوك الفردي الإسلامي وأثره في ترشيد أخلاق المسلم ، وصيانته نفسه ومجتمعه بهذا السلوك
أما السلوك الإجتماعي الإسلامي
فإن الإسلام لم يدع من صفة يعود التمسك بها على المجتمع بفائدة الا ودعا اليها فرضها أو ندب إليها
وما ترك الإسلام من صفة أو سلوك يعود التمسك بها على المجتمع بضرر الا نهى عنها حرمها أو كرهها حسب الضرر الذي يلحق المجتمع منها
ومن المهم أن نوضح أن الإسلام بالنسبة لأنماط السلوك الاجتماعية لم يكتف للتأكد من تنفيذها والالتزام بها بضمير المسلم وحده وإنما أقام على ذلك رقباء عديدين من المجتمع نفسه المتناهي عن المنكر بوصفه مجتمعا ً إسلاميا ً .
بل أقام على ذلك رقباء من أهل الحسبة ممن يأمرون بالمعروف وينهونهم عن المنكر
تلك هي الشخصية الإسلامية في بعديها الفردي والاجتماعي التي سوف يبنيها الإسلام على قواعد متينة راسخة من الإيمان بالله وإسلام الأمر له عزوجل

" ب "

الشخصية الإسلاميه الإجتماعيه

إذا كان علم الإجتماع هو دراسة للإنسان في مظهرهـ الإجتماعي ،ودراسة للجماعات البشريه التي تتعايش في تعاون وتفاهم لتحقيق المصالح الرئيسية لها مجتمعة ولكل فرد منها على حدهـ.
أي في مجال المحافظة على النوع ومجال المحافظة على الذات.
فموضوع علم الإجتماع هو الظواهر الناشئة عن حياة الناس مجتمعين،ولذالك فإن هذا العلم يُعْنَى بجميع وجوه النشاط الإنساني في الجماعه سواء ماكان منها ثقافياً أو اقتصادياً أوسياسياً أودينياً كما يقال.فيحاول تحديد القاونين التي تحكم السلوك الإنساني في الجماعات.
إذا كان هذا هو علم الإجتماع وذاك موضوعه وتلك وظيفته.فإن المجتمع الإسلامي يعفي هذا العلم من تحديد القوانين التي تحكم سلوك الإنسان،
لأن الله سبحانه في تشريعه لهذا المجتمع الإسلامي.قد حدد هذه القوانين في صورتها الكامله التي لا تقبل زيادة أو إضافة .وليس على علم الإجتماع بعد ذلك التحديد الإلهي إلا الدراسة للظواهر الناشئة عن حياة المسلمين،للتعرف في إطار الإسلام .على أنماط هذا السلوك وعلى مدى تأثيرها من المجتمع،وعلى أسلوب تنمية المجتمع من خلال تمسكه بتلك القوانين والنظم التي جاءت بها الشريعة السمحه.
بالاضافه إلى ذلك يبحث علم الإجتماع في الأثار التي تترتب على ترك التمسك بهذه القوانين و النظم التي تضر بالمجتمع وتسئ إلى مكانة هذه المجتمع بين المجتمعات الأخرى التي لاتدين بدين الإسلام.وبتالي تضعف بنيتها و يطمع فيها الأخرون من أعداؤها.
إن المجتمع المسلم ماغُلِبَ أمام عدو من أعدائه على مر هذا التاريخ الطويل إلا وكان من أسباب هزيمته عدم تمسكه بالقوانين والنظم التي شرعها الإسلام ليعيش بها المسلمون فيغزوا وينتصروا ويسودوا. بل إن عدم تمسكهم بهذه القوانين هو أكبر الأسباب في هزيمتهم.
ولنا كذلك أن نقول إن المجتمع الإسلامي ما حقق نصراً على عدو ٍ له على مدى ذلك التاريخ الطويل.إلاكان من أبرزأسباب انتصاره تمسكه بالقوانين والنظم والأداب التي شرعها الله لعباده.وألزمهم بها.
كما أن الاسلام لا يسمح للانسان أن يرتكب أي مخالفة لقوانين الاسلام ونظمه سواء كان المجتمع متنبها ص إلى هذه المخالفة أو غافلا ً عنها ،وسواء أكان هذا الانسان منفردا ً بنفسه أو مختلطاً بهم ، لا يبيح له الاسلامذلك في الوقت الذي يحرم عليه أن يمارس أي عمل من شأنه أن يضر المجتمع أو يضر به شخصيا ً ، ذلك أن الفرد جزء من المجتمع ، وما يضر فردا ً واحدا ً يعود بالضرر على المجتمع كله .
إن ما يقوم به علم الاجتماع في المجتمع الاسلامي ، يدرس الظواهر ولكنه لا يستطيع أن يسن القوانين ولا أن يقترح النظم
فعلم الاجتماع يستطيع أن يدرس الظواهر ويرصد النتائج ويوضح أثر تمسك المجتمع بقوانين الشريعة ونظمها أو أثر تركه لهذه القوانين والنظم
إن الشخصية الاسلامية الاجتماعية ، شخصية فاعلة في المجتمع ، فاعلة في سلوكها ، تعطي القدوة وتؤثر وتوجه ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتتصدى دائما ً وبكل وسيلة مشروعة لأي إنحراف فردي أو إجتماعي عن القوانين والآداب الاسلامية وهي الشخصية التي تغار وتغضب أن تنتهك محارم الله.
الشخصية الاسلامية الاجتماعية قادرة بحكم تكوينها الاسلامي على أن تتفقد المجتمع الاسلامي لتسدفيه الثغرات المعنوية أو المادية . تسدها بمنطق الاسلام وروحه واسلوبه في سد الثغرات
كما ان الشخصية الاسلامية الاجتماعية لا تستطيع بتكوينها الاجتماعي أن تسكت على عيب أخلاقي يظهر في المجتمع وإنما تتصدى له وتقف دون ظهوره أو شيوعه ، بالنصح والتوجيه والتوعية ثم باتلنهي عنه بمختلف درجات النهي المشروعة في النهي عن المنكر .باليد أو باللسان أو بالقلب.
وبهذه الايجابية يصبح المجتمع المسلم وقد خلا من العيوب الاخلاقية أو كاد . ويصبح أولئك المعيبون أخلاقيا ً وقد منعوا وصدوا ، أو حوصروا وضيق عليهم
إن الشخصية الاسلامية الاجتماعية إطار صحيح منضبط بالشريعة مستقيم المسار نبيل الاتجاه ، يتحرك فيه المجتمع حركته الصحيحة الهادفة ، فلا يستطيع أن يخرج عنه ، ولو حدثته نفسه بالخروج أو خرج فعلا ً ، فإنه يجد الرادع والزاجر من نفس أفراده أولا ً ومن طبيعة تجمع هؤلاء الافراد في هذا الإطار المنضبط الصحيح ثانيا ً

فالشخصية الاسلامية الاجتماعية في كلمات هي :ـ
المسلم الملتزم بقيم الاسلام في كل أموره ، المدرك لواجباته نحو مجتمعه ، العارف بما ينمي دواعي الخير في المجتمع وما يرفع من قدرهـ في مختلف أوجه النشاط الإنساني .

منقول من ملفات قديمه من ارشيف شامل عام 1417 هـ

<< يـتـبـع >>
مع
اجمل المنى
شامل

حسام هوازن
07-04-2007, 07:51 PM
المبدع دوماً الشامل

يعطيك الف عافية

وجزيت خير الجزاء ياولد العم

على المشاركة القيّمة جداً

دمت بخير

{%نوف%}
07-04-2007, 09:37 PM
يعطيــــــك ألف عـافيـه اخوي على المشــاركه الأكثـر من رائــــــعه ..

في إنتظـــار البقيــــــــه ..

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/wed10000.gif

ا لـشـا مـل
07-04-2007, 10:08 PM
المبدع دوماً الشامل

يعطيك الف عافية

وجزيت خير الجزاء ياولد العم

على المشاركة القيّمة جداً

دمت بخير

هلا وغلا
بـ ِ ولد العم
العزيز

هلا بـ حسام هوازن
إسم ٌ إشتقنا لمعانقته ومصافحته دوما ً
فـ أهلا هلا ويا مسهلا اخي القدير والعزيز
وحمدا ً لله على عودة هذا القم وحامله الينا
وابداع ٌ يتجلى ويرتقي بسمو مقدمكم الراقي
عافاك الله وجزاك عنا خير الجزاء عزيزي
ولاهنت على حضورك الراقي
مع
اجمل المنى
شامل

ا لـشـا مـل
07-04-2007, 10:14 PM
يعطيــــــك ألف عـافيـه اخوي على المشــاركه الأكثـر من رائــــــعه ..

في إنتظـــار البقيــــــــه ..

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/wed10000.gif

هلا وغلا
اختي الغاليه
ومشرفتنا الراقية
{%أم وليـــد%}
الله يعافيك ويبقيك
والروع من ذلك هذا الحضور الرائع

وأبشري بالخير أختي الكريمة
بارك الله فيكِ وراعكِ
مع
اجمل المنى
شمال

ا لـشـا مـل
07-05-2007, 12:37 AM
" جـ "

الشخصية الإسلامية العالمية

هي تلك الشخصية التي لا تحدها حدود مجتمع بعينه في أرض بعينها ،
وإنما تمتد رغبتها في الإصلاح والفاعلية إلى أي مجتمع تعيش فيه ،
بل تمتد بأخلاقياتها وآدابها الإسلامية إلى كل زمان ومكان يعيش فيه مسلم على وجه الأرض .
وليس هناك من شك في أن الإسلام وهو يبني شخصية المسلم إنما يعدها بذلك البناء لكي تكون عالمية تمتد في أبعاد الزمان والمكان كما يمتد الإسلام نفسه ،
وتؤثر في مختلف الأجناس والألوان بطابعها الخاص الذي ميزها الله به عن سائر الناس ، طابع التوحيد والإيمان والإسلام لله وحده والأمربالمعروف والنهي عن المنكر .
وليس هناك من جدل بين المنصفين من الناس في أن السلوك الذي تسلكه هذه الشخصية ليس من صنع البشر .
وإنما هو من صنع الله سبحانه وتعالى ، مما يضمن لهذه الشخصية مطاولة الزمان وملاءمة المكان وكافة المتغيرات .
وتتميز هذه الشخصية الإسلامية الإجتماعية بأ نها عالمية الهدف الذي تستهدفه من هذا السلوك ، والذي اختاره الله لها .
وعالمية الهدف هنا تعني أن تلك الشخصية مطالبة بأن تدعو البشرية كلها دعوة عملية ـ بسلوكها وما تعطيه من قدوة ـ
إلى الإيمان بالله وعبادته وحده لا شريك له ، والإستقامة على دينه وشرعه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
تلك عالمية الشخصية الإسلامية في صورتها المجملة التي تخرج بها عن الغموض وتزيل عنها الأوهام
أما تفصيل أبعاد هذه العالمية في هذه الشخصية فيمكن أن نشير إلى أبرز أبعادها
في النقاط التالية :ـ

( 1 ) عالمية الطابع والسمة في هذه الشخصية .
( 2 ) عالمية السلوك على مستوييه : الفردي والجماعي .
( 3 ) عالمية تأثيرهذه الشخصية في الناس .
( 4 ) عالمية الهدف الذي تريد هذه الشخصية أن تحققه .

( 1 )
عالمية الطابع والسمة

أول ما يميز هذه الشخصية في طابعها ، أنه طابع الإيمان بالله عزوجل وبملائكته وبكتبه وبرسله وباليوم الاخر وبالقضاء وبالقدر خيره وشره .
وذلك طابع عالمي ميز الشخصية الإسلامية عن غيرها ممن لم يؤمنوا بالله وبملائكته وبكتبه وبرسله وبالقدر خيره وشره .
وعالمية هذا الإيمان تتمثل في هذا الشمول وذاك الانفساح الذي يتناوله الإيمان برب العالمين .
وثاني ما يميز هذه الشخصية وبطبعها بالطابع العالمي هو : الإسلام لله رب العالمين .
الإسلام الذي يكون مع الاعتراف بالقلب ووفاء بالفعل ، وإستسلاما ًً لله في جميع ما قضى وقدّر
قال تعالى (( إن الدين عند الله الإسلام ))
والمسلم الحق يشعر دائما ً أن مخلوقات الله جميعا ً مشاركة له في الإسلام لله ، طائعة أو مسخرة كما يدل على ذلك قوله تعالى (( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من داية ، والملائكة وهم لا يستكبرون ))
و قوله سبحانه (( ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا ً وكرها ً وظلالهم بالغدووالآصال ))
وهذا الشعور بأن مخلوقات الله جميعا ً تشارك المسلم في الإسلام لله هو سمات الطابع العالمي للشخصية العالمية الإسلامية . وهذا الشعور هو الذي يدفع عن الشخصية المسلمة تصور أنها مع مخلوقات الله في صراع ، إذ تشاركه هذه المخلوقات في الإسلام لله وحده عزوجل .
فلا صراع ولكن تجاوب وتلائم ، بل تراحم مع بعض المخلوقات التي تحس وتتحرك
وثالث ما يميز هذه الشخصية هو : الإحسان ، إحسان كل عمل يصدر عن هذه الشخصية ، الإحسان بمعناه العام العالمي الشامل ، الإحسان الذي يتناول كل شيء .
إحسان العباده : وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. الحديث
والإحسان يتناول العمل كله الذي يقوم به المسلم كما جاء في الحديث
(( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة ، واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح ))
والإحسان يتناول الظن بالله سبحانه وتعالى كمجاء في الحديث (( لايؤمن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله ))
ويتناول الإحسان إلى الجار والضيف والإحسان في القول إلى اليتيم والوالدين والأبناء وغير ذلك

<< يـتـبـع >>

مع
اجمل المنى
شامل

ا لـشـا مـل
07-10-2007, 06:44 PM
( 2 )
عالمية السلوك
الشخصية الإسلامية عالمية السلوك بمعنى أن أنماط السلوك التي تسلكها في حياتها على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة أنماط عالمية صالحة لكل زمان ومكان
لأن هذه الأنماط من السلوك لم يضعها واحد من الناس ، أو مجموعة منهم كائنا ً من يكون هذا الواحد أو كائنة من تكون هذه المجموعة من العلم والمعرفه والقددرة والإحلاص ،لأن ما يضعه البشر للبشر موقوت لهم من جانب ، ملائم لبيئتهم من جانب ٍ ثان ٍِ ، محدود بجدود العقل البشري من جانب ٍ ثالث مرتبط بمقتضيات الزمن الذي عاشوه من جانب ٍ رابع وهكذا
لأن قدرة الناس محدودة بجدود بشريتهم لا تستطيع مهما أوتيت أن تتعرف على متطلبات الأزمنة الآتية ولا المكنة النائية .
أما ان يكون واضع هذه الأنماط وشارحها هو الله سبحانه وتعالى ، فإن العالمية حينئذ ٍ واردة بل مقبولة . بل مقصودة ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى يمتد علمه إلى كل زمان جاضر أو آت ٍ وإلى كل مكان قريب أو ناء ٍ . لأنه سبحانه وتعالى هو وحده بكل شيء عليم ووسع كل شيء ٍ علما ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات أو في الأرض . فالشخصية الإسلامية العالمية في سلوكها قادرة على أن تعطي القدوة للأجيال وراء الأجيال ، حتى تستقيم البشرية كلها على الدين القيم ، على الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها .
وتنقسم هذه الأنماط السلوكية إلى قسمين وهما :ـ

" أ " أنماط سلوك فردية .
" ب " أنماط سلوك جماعية .

" أ "
أنماط السلوك الفردية
أنماط السلوك الفردية التي يجب أن تلتزمها الشخصية الإسلامية فتنحكم فيها قواعد سلوكية عامة وتحملها قواعد عامة من أهمها ما يلي :ـ
أولا ً
التبعة الفردية
بمعنى أن كل سلوك يسلكه الإنسان يكون مسئولا ً عنه بين يدي الله تبارك وتعالى لأن ذلك منطوق القرآن الكريم ومفهومه في قوله سبحانه (( كل نفس ٍ بما كسبت رهينه ))
ثانيا ً
العدل والاحسان
قال العلماء : العدل بين العبد وربه ، إيثار حقه تعالى على حق نفسه وتقديم رضاه على هواه والاجتناب للزواجر والامتثال للاوامر.
أما العدل بينه وبين نفسه، فمنعها مما فيه هلاكها قال تعالى (( ونهى النفس عن الهوى )) وعزوب الأطماع عن الأتباع ولزوم القناعة على كل حال ومعنى
أما العدل بينه وبين الخلق ، فبذل النصيحة ، وترك الخيانة فيما قل وكثر ، والانصاف من نفسك لهم بكل وجه ولا يكون منك إساءة على أحد بقول ولا فعل لا في سر ولا في علن ،
والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى وأقل ذلك الإنصاف وترك الذى والإحسان غتمام وإكمال وإحسان للغير والآية الكريمة (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) تناول المعنيين والاحسان قد كتبه الله على كل شيء .
ثالثا ً
النهي عن الفحشاء والمنكر والبغي
النهي عنها باليد أو باللسان أو بالقلب ، وذلك ضابط لسلوك الإنسان إذ يجد دائما ً من الشخصية الإسلامية ذات السلوك الإسلامي الذي صنعه الله عزوجل على عينه ، مانعا ً ورادعا ً عن أي إنحراف يقع أي عن ىداب الإسلام وما جاء بت من قيم ٍ خلقية .
سلوك الشخصية الإسلامية في ذاته ، وعلى مستواه الفردي يجب أن يكون سلوكا ً ملتزما ً بآ داب الإسلام في كل صغيرة وكبيرة .
فتلك صورة مجملة عن أنماط السلوك الفردي للشخصية الإسلامية ، وهي مع هذا الإجمال عالمية النمط أنها وحدها الأنماط الصالحة لكل زمان ومكان ، ولكل جنس ولون صلاحية تحقق للبشرية كلها إن إلتزمت بها فيها صلاحها في الدنيا والآخرة .

" ب "
أنماط السلوك الجماعية
كذلك تحكمها وتتحكم بها قواعد عامة من أهمها مل يلي :ـ
أولا ً
الأخوة في الدين .
وذلك معناه أن المسلم وهو يسلك سلوكا ً ما في المجتمع الذي يعيش فيه ، يجب أن يكون مستحضرا ً في ذهنه وقلبه دائما ً أن هذا المجتمع المسلم مجتمع يضم أخوة في الله وفي الدين وفي الآداب
التي شرعها هذا الدين . بل إن هذه الأخوة من نعم الله التي يمتن بها على عباده المؤمنين .
ثانيا ً
الوحدة .
المسلمون أمة واحدة ، وما داموا كذلك فإن أي سلوك يسلكه الفرد لابد أن يراعي فيه مصلحة هذه المة الواحدة ولا يخدش بسلوكه وحدتها ، فضلا ً عن أن يفرق بت كلمتها .
ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأكيد وحدة المة الغسلامية وترابطها بذلك ، جاء ذلك في نص وثيقة المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار
ومما جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم (( وأن المؤمنين والمسلمين من قريش واهل يثرب ومن تبعهم .. أمة واحدة من دون الناس ..))
ثالثا ُ
المساواة
فالمسلمون يتميزون بأنهم أمة اقر الله بينهم المساواة والتكافؤ في المكانة والكرامة والحقوق والواجبات .
رابعا ً
التكافل والتراحم .
لعل ما نسوقه من أحاديث نبوية يوضح أهمية التكافل والتراحم بين المسلمين فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ))
إن هذه الأنماط من السلوك تحقق للمجتمع في كل زمان ومكان أقصى ما تستطيع أن تحققه له من المصالح ، إن لم نقل كل ما له من مصالح وتلك هي العالمية التي نعني .

<< يـتـبـع >>

مع
اجمل المنى
شامل

طيفٌ و أستدَار
07-11-2007, 02:11 AM
أخـــــي الشامــــل

كما أعتـــدناه عليك من التميز في طرح المواضيع

موضوع ذوفكره دينيه رائعه تصور المسلم بجميع

شخصيلته الذاتيه سواءً أو الأجتماعيه أو العالميه أو الفرديه

وأنماطها المختلفه التي تركت الضوء في كل زاويه من زوايا

اشخصيه الأسلاميه الشتى جـــــــــزاك الله خيــــراً ووفقك.......

ا لـشـا مـل
07-12-2007, 10:36 PM
أخـــــي الشامــــل

كما أعتـــدناه عليك من التميز في طرح المواضيع

موضوع ذوفكره دينيه رائعه تصور المسلم بجميع

شخصيلته الذاتيه سواءً أو الأجتماعيه أو العالميه أو الفرديه

وأنماطها المختلفه التي تركت الضوء في كل زاويه من زوايا

اشخصيه الأسلاميه الشتى جـــــــــزاك الله خيــــراً ووفقك.......

هلا وغلا
اختي
حكاية أنثى
بارك الله فيك اختي الكريمة وبحضورك الراقي يكتمل التميز
وسعدنا حقا ً بأ ن راق وارتقى لذوقكم ما نطرح
جزيتي عنا خير الجزاء
ودمتي برعة حضورك
مع
اجمل المنى
شامل

ا لـشـا مـل
07-12-2007, 10:48 PM
( 3 )
عالمية التاثير في الناس
الشخصية الإسلامية عالمية من حيث تأثيرها في الناس ،
ذلك أن التأثير في الناس عموما ً يخضع دائما ً لأمور عديدة من
أهمها ما يلي :ـ
أولا ً
طبيعة ما يدعو إليه من يريد التاثير في الناس
ومدى ملائمته لمن يدعوهم
ومدى منطقية هذا الذي يدعو إليه ،
ومدى تقبل الناس له ، وصلاحيته منهجا ً لحياتهم .
ثانيا ً
مدى إخلاص الداعية لما يدعو إليه .
ثالثا ً
أسلوب الداعية في عرض دعوته ،
ومدى ملائمة هذا الاسلوب للناس اللذين يدعوهم .
فإذا كانت هذه الأمور الثلاثة على النحو المطلوب
فإن التأثير في الناس يبلغ حده المطلوب ويحولهم من موقف إلى موقف ،
وهم مقتنعون بما تحولوا إليه كارهون لما تحولوا عنه ، تلك هي عوامل التاثير في الناس عموما ً .

@ أما طبيعة ما تدعو إليه الشخصية الإسلامية @

ومدى ملائمته للناس ، وماله من منطق صحيح وتقبل حسن في النفوس ،
وما يتصف به من صلاحية لكل زمان ومكان ..
أما ذلك كله يتضح لنا عندما نعرف أن
الشخصية الإسلامية تدعوا إلى اللهوتدعوا إلى الدخول في دين الإسلام
الذي فيه صلاح الناس في دنياهم وأخراهم .
وطبيعة المنهج الإسلامي أنه أكمل المناهج وأصلحها لحياة الناس على هذه الأرض .
هذا المنهج ماترك من خير للإنسانية إلاغ ودعاها إليه ، ولا ترك من شر إلا ونهاها عنه .
هذا المنهج تضمنه القرآن الكريم الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي هو تبيان لكل شيء .
إن البشرية لم تعرف في تاريخها كله منهجا ً فيه هذا الشمول ولن تعرف البشرية في حاضرها ومستقبلها منهجا ً يقاربه في التكامل والشمول ،
وذلك لسبب بالغ الوضوح وهو،
أن هذا المنهج من صنع الله سبحانه وتعالى ومن اختياره عزوجل ،
بينما سائر المناهج من صنع الناس ، وشتان بين هذا وذاك .
كما أن هذا المنهج الذي اختص به محمد صلى الله عليه وسلم
ناسخ لما قبله من مناهج أنزلها الله على رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام .

@ أما مدى إخلاص الداعية يدعو غليه @

ومدى إلتزامه به ، فذلك بالنسبة للشخصية الإسلامية أمر ضروري ، لا معدى عنه بحال من الأحوال ،
فإذا أباح المسلم لنفسه أن يكون بسلوكه في جانب وأن يكون فيما يدعو إليه في جانب آخر
فإنه يدخل بذلك في مجال من مجالات النفاق المنهي عنه دائما ً .
وهو بذلك واقع في مجال أنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه .
ومعاذ الله أن تكون الشخصية الإسلامية الداعية موصوفة بأنها إسلامية
وهي لا تلتزم بما تدعو إليه ، أو لا تكون هذه الشخصية مخلصة لما تدعو إليه ،
فقد فرض الإسلام الإخلاص في كل شيء ، ابتداءا ً من عبادة الله سبحانه وتعالى وانتهاءا ً بأي عمل يقوم ب الإنسان المسلم في حياته

@ أما اسلوب الداعية في عرض دعوته @

ومدى ملائمة هذا الأسلوب لمن يدعوهم ،
فالداعية المسلم له في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة ،
وقد علم الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم
كيف يدعو إلى الله فقد خاطب
الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله عزوجل (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ))
وما بين الحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن تتبين وسائل الدعوة الراشدة والهادفة ،
ويتبين أسلوبها الحكيم ، ومنه تتضح ملائمة هذا السلوب الإلهي للناس كل الناس في كل زمان ومكان ومع كل ما متغير من متغيرات الحياة .
ولنا بعد هذا العرض الذي قدمنا ، لطبيعة ما يدعو إليه المسلم ومدى إخلاص الداعية في دعوته ، وأسلوبه المقتدي بالوحي وبسيرة المعصوم صلى الله عليه وسلم .
لنا بعد ذلك أن نقول :ـ
إن عالمية تأثير الشخصية الإسلامية في الناس نابعة من طبيعة أكمل منهج عرفته البشرية أو ستعرفه ،

ومن اخلاص تفرضه على الداعية آداب دينه ومن إسلوب قرآني نبوي هو وحده أحكم الأساليب وأحسنها وأكثرها ملائمة لطبيعة البشر .
وبالتالي فإن تأثير الشخصية الإسلامية الداعية إلى الله في الناس تأثير عالمي يتجاوز المحلية والمرحلية ويتجاوز كل تحديد لهذا التأثير ،
طالما أن الشخصية التي تدعو على الله شخصية إسلامية ملتزمة بهذا الدين .

( 4 )
عالمية الهدف
الهدف الذي تحاول الشخصية الإسلامية إليه من الدعوة والحركة هو :ـ
أن يعبد الناس الله وحده لا يشركون به شيئا
مؤمنين به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ،
وأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا ً رسول الله
وان يقيموا الصلاة ويؤتو الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت إن استطاعوا إليه سبيلا ،
وأن يستقيموا على الشريعة التي جاءهم بها محمد صلى الله عليه وسلم
والتي فيها خيرهم في الدنيا والآخرة لا يفرطوا منها في شيء ولا يزيدوا عليها شيئا ً ،
وأن يجاهدوا في سبيل الله باموالهم وأنفسهم حتى تكون كلمة الله هي العليا ،فلا يعبد غير الله في الأرض .
وهذا الهدف لا نظير له في عالميته وشموله ان يستقيم البشرية على شريعة الله.

وليس الهدف الذي تسعى إليه الشخصية الإسلامية هو دعوة العرب وحدهم إلى الله ولا دعوة أهل الزمان بعينه ، ولا أهل مكان بذاته ..
وإنما الهدف هو دعوة البشرية كلها أحمرها وأسودها ، دعوتها إلى عبادة الله وحده .

<< يـتـبـع >>
مع
اجمل المنى
شامل

بدوي متعلم
07-13-2007, 01:01 PM
رائع جداً ولاهنت وجعل ذلك في موازين اعمالك خي الكريم

ا لـشـا مـل
07-13-2007, 08:14 PM
رائع جداً ولاهنت وجعل ذلك في موازين اعمالك خي الكريم

هلا وغلا
اخوي
بدوي متعلم
الرائع هو حضورك الراقي عزيزي
الله لا يهينك غالينا
وجزاك الله عنا خير الجزاء
مع
اجمل المنى
شامل

ا لـشـا مـل
07-13-2007, 08:33 PM
موقف الشخصية الإسلامية من المتغيرات العصرية
من المعروف أن العصر الذي نعيشه الآن هو أكثر العصور تغيرات،
في المجالات الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية والصناعية وغيرها من المتغيرات
وكل هذه المتغيرات تتأثر بجملة عوامل من أبرزها تطور العلوم والفنون والصناعات وليس وسائل المواصلات والاتصالات
وبعد العصر الذي أطلقوا عليه عصر النهضة الاوروبية أخذت هذه المتغيرات في العالم عموما ً
وفي عالمنا الاسلامي على وجه الخصوص شكلا ً حادا ً ، تناول مظاهر عديدة من حياة الناس .
لقد حملت الحضارة الغربية إلى العالم كله أو معظمه ألواناً من الإلحاد والنكوص عن الحق ،
والعودة بالإنسان إلى همجية الإستغناء عن الدين ، إذ نادى عدد كبير من المفكرين الغربيين بأنه لا داعي للدين ولا حاجة بالناس إليه.
وسواء أكان مبعث هذا الإلحاد هو موقف الكنيسة من الدين نفسه أو كان إنحراف الكنيسة عن الحق ، أو كان تحول الناس إلى المادة وكفرهم بما سواها ..
فإن الحضارة الغربية دون شك قد وقفت من الدين ـ أي دين ـ موقف الجحود والنكران .
ففي بداية القرن التاسع عشر الميلادي
وجه نابليون سؤالا ًإلى عالم فلكي مشهور عندهم هو (( لابلاس )) عن عمل القدرة الإلهية في تنظيم الأفلاك ؟ .
فكان جواب (( لابلاس )) : إنه لم يجد في نظام السماء ضرورة للقول بتدبير إله .
فكان هذا الفكر بداية طريق سعى فيه عدد غير قليل ممن اضلهم غرورهم ، وما حسبوه علما ً وهوعلى الحقيقة ليس بعلم .
وفي أخريات القرن التاسع عشر الميلادي في عام 1884 م كتب (( جيمس فتزستيفن )) يقول :ـ
(( إذا كانت الحياة الإنسانية في نشاتها قد استوفى العلم وصفها ، فلست ارى بعد ذلك مادة باقية للدين ... إلخ )) .
ومثل هذه الكلمات وغيرها هي التي بذرت بذور الشك في النفوس
إن هذا القرن العشرين الميلادي هو قرن الشك في النفوس وزعزعة الدين عن مكانه وتهوين شأن مكانته .
فلقد انتقل مفكروا هذا القرن من الإيمان بالدين ـ بعد أن جردوه من محتواه ـ إلى الإيمان بالعقل ،
فلما وقف بهم العقل عند حدوده ، انتقلوا إلى الإيمان بالعلم الحديث
ومن أهم هذه المتغيرات في مجالاتها المتعددة ما يلي :ـ
( 1 )
في المجال الإجتماعي
حدث تغير في بعض مفاهيم الأسرة وفي صلة أفرادها بعضهم ببعض ،
وهي تغيرات مارسها أصحابها باسم الحرية حينا ً وباسم التربية حينا ً وباسماء أخرى.
كما حدث تغير في الحياة الاجتماعية يحولها من صورة إلى أخرى ، ويتناول كل فرد من أفراد المجتمع .
فكان نصيب المرأة من هذا التغير كبيرا ً ، نال زيها وشكلها وأخلاقها وعاداتها ،
كما كان للرجل نصيب ليس باليسير ، تناول كذلك زيه وشكله وخلقه ،
وتناول الجار فانتقص من حقوقه ، وتهاون في واجباته ، وتناول ذي الأرحام وسائر أفراد المجتمع .
( 2 )
في المجال السياسي
كانت هناك تغيرات تناولت أنظمة الحكم ، وطبيعة العلاقات بين الدول سلما ً وحربا ً
وتناولت بشكل حاد وحاسم علاقة الحاكم بالمحكوم ،
وتكتلت الدول وراء مذاهب في السياسة والحكم حتى أصبح العالم كتلتين : غربية وشرقية ، وأصبح لكل منهما ذيولها واتباعها .
ولقد طحنت هذه المتغيرات السياسية الدول الصغيرة أو الفقيرة ، واتخذت منها الدول الكبرى اسواقا ً لاسلحتها ومبادئها وعقائدها ،
كما أصبحت بعض هذه الدول الصغيرة ضحيا حين تمردت على سادتها وكبرائها .
( 3 )
في المجال الفكري والثقافي
تعددت المتغيرات فتناولت عديدا ً من ألوان الفكر ومجالات الثقافة .
ليست في صالح الإنسان في حاضره ولا في مستقبله ،
والتي تقوم على الإلحاد أو على التهوين من شأن الدين وانعتاق الإنسان من أي قانون أو نظام
ومن الواضح أن هذه المتغيرات في الفكر والثقافة تنتقل سريعا ً إلى السلوك الفردي والإجتماعي .
( 4 )
في المجال الاقتصادي
حدثت متغيرات كثيرة ، ربما كانت أحدّ هذه المتغيرات وأعنفها وأقدرها على اصطناع العداوة بين الناس هو:ت
بروز الذهب التجاري الاقتصادي الذي يقول : إن ثروة الأمم تتوقف على ما تمتلكه من الذهب والفضة
إذ يتعين على الدولة أن ترسم سياستها الإقتصادية على الوجه الذي يؤدي ‘لى زيادة رصيدها من الذهي والفضة ،
فتدخلت تدخلا ً سافرا ً في الإقتصاد ، وبخاصة في القيود التي فرضتها على التجارة بقصد تحقيق فائض في الميزان التجاري
الذي هوومحور السياسة الاقتصادية بعامة .وحين برز هذا المذهب وأمور الدول تتقلب ما بين نظريات اقتصادية متعددة ،
تدعي كل منها أنها تحقق الرخاء للمجتمع .

إن المواجهة لتلك المتغيرات
إنما تتم على وجهها الصحيح
إذا روعيت القواعد العامة التالية :ـ
أولا ً
الإيمان والإقتناع بالأكتفاء بالرسالة والإستغناء بالنبي عليه الصلاة والسلام عن اتباع ماسواه اتباعا ً عاما ً ،
فقد أقام الله سبحانه وتعالى الحجة على خلقه برسله .
ثانيا ً
الإيمان بأن القرآن الكريم مستقل بنفسه ، لم يحوج أصحابه على كتاب آخر ،
بل اشتمل على جميع ما في الكتب من المحاسن وعلى زيادات كثيرة لم توجد في الكتب
ولهذا كان مصدقا ً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا ً عليه يقرر ما فيها من الحق والباطل ويبطل ما حرف منها وينسخ ما نسخه ..
والإيمان بأن السنة النبوية مفصلة للقرآن الكريم وموضحة له وكذلك سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
وأن المسلم لا غنى له عن كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ثالثا ً
الإيمان بأن السعادة والهدى في متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الضلالة والشقاء في مخالفته
وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرساله .
في ضوء هذه القواعد العامة التي ذكرنا ،
تستطيع الشخصية الإسلامية أن تواجه كل المتغيرات وأن تأخذ منها وتترك ،
وأن ترشدها وتسددها في إطار الاعتزاز برسالتها وكتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم
هذه الشخصيو الإسلامية العالمية التي تواجه تلك المتغيرات مراعية تلك القواعد العامة التي ذكرنا
لابد أن نضع لها تعريفا ً تتضح به مكنوناتها وأسلوبها في تلك المواجهة ،

فهذه الشخصية الإسلامية لابد أن تتصف بالصفات التالية :ـ
أولا ً
لابد أن تكون هذه الشخصية ملتزمة بأصول هذا الدين وفروعه وآدابه في كل سلوك تسلكه .
ثانيا ً
لاتوصف الشخصية بانها إسلامية عالمية إلا إذا كانت قد تربت على أدب القرآن والسنة النبوية .
ثالثا ً
هذه الشخصية الإسلامية لابد أن يملأها الإعتزاز بأنها وريثة أكمل منهج وأتم نظام ، وأنها التي أئتمنت على تبليغ دين الله إلى عباده
رابعا ً
لابد أن تكون هذه الشخصية الإسلامية على فقه بدينها وعلى علم بأمور هذا الدين .
خامسا ً
لابد أن تكون هذه الشخصية الإسلامية وهي تواجه هذه المتغيرات ذات نظرة موضوعية لها ،
يجب أن يكون الهدف هو أن تستقيم الحياة وفق شريعة الإسلام . دون أن يكون الهدف هو الأخذ من هذه المتغيرات أو الرفض لها مطلقا ً
أما الأسلوب الذي يجب أن تتبعه الشخصية الإسلامية في مواجهة هذه المتغيرات
فإنه يخضع كذلك لضوابط عامة منها مايلي :ـ
أولا
هذه المتغيرات في جميع المجالات الحياتية
يجب أن تعرض معطياتها في كل مجال على حده
ثم ينظر في هذه المعطيات أهي متفقة مع أصول الدين وفروعه وآدابه أم لا ؟
فإن كانت متفقة فلا بأس من الأخذ بها إذا كان ذلك في مصلحة المسلمين.
وإذا كانت هذه المتغيرات في أي مجال من مجالاتها تتصل بأمر من أمور الدين عقيدة أو عبادة ،
كان لابد من ترك العمل بها أو الأخذ منها مطلقا ً
لأن الدين عقيدة وعبادة أكمله الله واتمه ، ولا مجال لأحد كائن من كان أن يغير هذا الدين
وإذا كانت هذه المتغيرات في أي مجال من مجالاتها تتصل بأمر من أمور الدنيا نظر فيها
فإذا كانت تختلف مع شيء من أصول الدين وفروعه وآدابه تركت .
ثانيا ً
هذه الأمور الدنيوية التي انحصر فيها الأخذ أو الترك ،
ينبغي أن يعلم أن الإسلام ينظر إليها نظرة موضوعية
لا يحرم على المسلمين الأخذ منها مطلقا ً وإنما يجعل ذلك في الإطار الذي تحكمه القواعد العامة التي أشرنا إلى بعضها .
ثاثا ً
هذه الشخصية الإسلامية العالمية
يجب أن تنظر إلى جميع معطيات هذه المتغيرات
على انها جهود أفراد واجتهادات مجتهدين ، قد تخطيء وقد تصيب ، وقد توافق أصول ديننا وقد تخالفه .
وعندها يجب علينا الأخذ بالصالح النافع الموافق لديننا وترك الطالح والضار والمخالف لأصول هذا الدين الحنيف

مـنـقـو ل من ملفات قديمه من ارشيف شامل عام 1417 هـ

مع
اجمل المنى
شامل

عازف الكلمات
11-02-2007, 03:59 PM
http://www.up07.com/up6/uploads/cf4c29d07a.gif (http://www.up07.com/up6)

][][§¤°^°¤§][][المرحوم بأذن الله ][][§¤°^°¤§][][

ذهــبــت عــنـا وتــركـت لـنـا حـروفك بــيـنـنا فــلو كـنـت مـعـنـا

قــلــنــا لـك ســلــمـت يــمــيـنـك

ولــكــنــك الآن تــركــت دار الــمــمــر وذهــبــت لــدار الــمــقــر

رحــمــك الله وغــفــر لــك وتــجــاوز عــن ســيــئــاتــك

قال عليه الصلاة والسلام

إذا مات إبن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها علم نافع

واسال الله عزوجل أن يجعل ما كــتــبــــتــه بــهــذا الــمــوضــوع

عــلــم نــافــع يــنــتــفــع بــــه ؛؛؛

رحــــمــك الله واســكــنــك الــفــردوس ؛؛؛؛

إخــواني واخــواتي

بــحــثــت عــن ما خطهُ قــلم اخــيــنا الــشــامــل وأحــيــيــت مــوضوعه

لكي لا يــنسى مــن صــالح الــدعــاء وكل من رأي اسمه يــدعــوا له

بالرحمه والمــغــفــره

رحمك الله وتجاوز عنك ؛؛؛؛

اللهم اغفر له ورحمه ؛؛؛؛

أنتم السابقون ونحنُ بكم لاحقون ؛؛؛



عــازف

شموخ النايفات
11-02-2007, 04:52 PM
اخوي عازف الكلمات

جزاك الله الف خير على كلامك الطيب ومبادرتك الرائعه
انا اول مافتحت القسم الاسلامي
وشفت الموضوع للمرحوم باذن لله اخونا الشامل
بكيت وللحين ابكي
لان اليوم مراح يرد على من كتب بموضوعه
اللهم لاعتراض

جزاك الله الف خير مره ثانيه

أسئل الله تعالى أن يغفر له

ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله

وأن يجازيه بالحسنات إحسانا

وعن السيئات عفوًا وغفرانا

وأن يغسله بالماء والثلج والبرد

وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما

ينقى الثوب الأبيض من الدنس .

. وأن يخلف عليه بدار خير من داره

وأهل خير من أهله ..

وأن يرزق ذويه الصبر والسلوان

الدَعْجَانِـيـْةِ
11-03-2007, 11:40 AM
رحمك الله

وجعل لك بكل حرف خططته أجراً

وجعل ماكتبت حجة لك لا عليك

رحمك الله وغفر لك وأسكنك فسيح جناته

ورحم والدي وجميع موتى المسلمين وجمعنا بهم في مستقر رحمته

والحمدلله على كل حال

عاشق الوطن
11-04-2007, 03:26 AM
رحمك الله رحمة وااسعه

وجعل الله لك بكل حرف خط قلمك حسنة والحسنه بعشرر امثالهااا

اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله وعوضه بدار خير من داره

يارب العرش الكريم