المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأخـــلاق حد !!!


انا عتيبيه
04-28-2007, 03:53 PM
للأخلاقِ حدٌّ متى جاوَزَتْه صارتْ عُدوانًا
ومتى قصرتْ عنه كان نقصًا ومَهانة




فللغضب حدٌّ




وهو الشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص ؛ وهذا كماله فإذا جاوز حدَّه تعدى صاحبُه وجارَ ، وإن نقص عنه جبُنَ ولم يأنف من الرذائل .



وللحِرْص حدّ





وهو الكفاية في أمور الدنيا وحصول البلاغ منها ، فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ، ومتى زاد عليه كان شرَهًا ورغبة فيما لا تحمدُ الرغبة فيه .




وللحَسَد حدٌّ





وهو المنافسة في طلب الكمال ، والأنفة أن يتقدم عليه نظيره. فمتى تعدى ذلك صار بغيًا وظلما يتمنى معه زوالَ النعمة عن المحسود ، ويحرص على إيذائه ، ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعفَ همَّةٍ وصِغرَ نفسٍ .

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
" لا حسَدَ إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلَّطَه على هلَكَتِه في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة ؛ فهو يقضي بها ويعلِّمُها الناس " .

فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود ، لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود .




وللشهوة ِحدٌّ





وهو راحة القلب والعقل من كدِّ الطاعة ، واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نهمَةً وشبَقا ، والتحق صاحبُها بدرجة الحيوانات ، ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغا في طلب الكمال والفضل كانت ضعفا وعجزا ومهانة .




وللراحَة حدٌّ





وهو إجمامُ النفس والقوى المُدْرِكة والفعّالة للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل ، وتوفرها على ذلك بحيث لا يضعفها الكدّ والتعب ويضعف أثرَها ، فمتى زاد على ذلك صار توانيًا وكسلا وإضاعة ، وفات أكثرُ مصالح العبد ، ومتى نقص عنه صار مُضِرّا بالقوى ، موهِنا لها ، وربما انقطع به كالمُنْبَتِّ الذي لا أرضًا قطعَ ولا ظهْرًا أبقى .




والجودُ له حدٌّ بيْن طرفين





فمتى جاوز حدَّه صار إسرافا وتبذيرا ، ومتى نقص عنه كان بُخلا وتقتيرا .




وللشجاعةِ حدّ





متى جاوَزَتْه صار تهوُّرًا ، ومتى نقصتْ عنه صارتْ جُبنا وخوَرا ، وحدُّها الإقدام في مواضع الإقدام ، والإحجام في مواضع الإحجام ، كما قال معاوية لعمرو بن العاص : أعياني أن أعرف : أشجاعا أنت أم جبانا ؟! تقدم حتى أقول : من أشجع الناس ، وتجبن حتى أقول : من أجبن الناس !! فقال :

شجاعٌ إذا ما أمْكنَتْني فرصةٌ = فإن لم تكنْ لي فرصَةٌ فجبانُ




والغيرةُ لها حدٌّ




إذا جاوزتْهُ صارتْ تهمة وظنًّا سيئًا بالبريء ، وإذا قصرتْ عنه كانت تغافلا ومباديَ دياثة .




وللتواضعِ حدّ





إذا جاوزَه كان ذُلا ومَهانة ، ومَن قصَّر عنه انـحرفَ إلى الكِبْر والفخر .




وللعِزّ حدّ





إذا جاوزه كان كِبْرا وخُلقا مذمومًا ، وإن قصَّر عنه انحرف إلى الذل والمهانة .




وضابطُ هذا كلِّه





العدْلُ





وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط ، وعليه بناءُ مصالحِ الدنيا والآخرة ، بل لا تقوم مصلحة البدن إلا به ، فإنه متى خرج بعضُ أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ؛ ذهب من صحته وقوتِه بحسب ذلك .

وكذلك الأفعال الطبيعية ؛ كالنوم والسهر والأكل والشرب والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك ؛ إذا كانت وسطا بين الطرفين المذمومَيْن كانت عدلا ، وإن انـحرفتْ إلى أحدِهما كانت نقصًا وأثمرتْ نقصًا .








الفوائد لابن القيم 251ـ254
للامانه منقوووول

اشقر السيف
04-28-2007, 04:00 PM
والغيرةُ لها حدٌّ




إذا جاوزتْهُ صارتْ تهمة وظنًّا سيئًا بالبريء ، وإذا قصرتْ عنه كانت تغافلا ومباديَ دياثة .


انا عتيبيه

دائماً مبدعه في انتقائق لأطروحاتك المميزه

دمتي كما انتي

تحياتي ومودتي خالصه لشخصك الكريم

تاجي عتيبه
04-28-2007, 04:01 PM
وللتواضعِ حدّ





إذا جاوزَه كان ذُلا ومَهانة ، ومَن قصَّر عنه انـحرفَ إلى الكِبْر والفخر .

انا عتيبيه
04-28-2007, 04:08 PM
شهاده اعتز فيها اخوي اشقر

اسعدني مرورك وتعقيبك

تاجي عتيبه شاكره لك المرور

ناصر بن سعدي
04-28-2007, 04:30 PM
اللهم صلي وسلم على عليك يارسول الله

إختي

أنا عتيبه ..


موضوع رائع..ووصف وافي لـ الأخلاق وتطرق لـ الصفات ..بكافة أنواعها ..

وإختيار موفق ...



همسه ..

ربما يكون فيه خطاء مطبعي ..


وتقبلي تحياتي..

انا عتيبيه
04-28-2007, 04:58 PM
]عليه افضل الصلاه وسلام
اسعندي ان الموضوع نال اعجابك اخوي

اذا كان فيه خطاء انا اعتذر من القارى لان مانتبهت للخطاء

اشكر لك المرور[/color]

البارق
04-28-2007, 08:19 PM
عتيبيه

كما هى العادة انتقاء رائع للمواضيع القيمه

سلمت وسلم نقلكى الرائع

بآيسن
04-28-2007, 09:15 PM
"

ذائقـتك روعـه أختنا عتيبيـة .
لاعدمناك مبـدعة ومتذوقـة للطرح الجميـل .

انا عتيبيه
04-28-2007, 09:48 PM
الله يسلمك اخوي البارق

بايسن اسعدني ان ذائقتي نالت اعجابك

لاهنتو على المرور

انا عتيبيه
04-29-2007, 07:21 PM
العفو اخوي

اسعدني مرورك وتعقيبك