الـسليفي
04-17-2007, 09:25 PM
أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري أن المساجد مكان عبادة, وهي بيوت الله, لجمع الكلمة ووحدة صف المسلمين، وليست مجالاً ولا مصدراً لبث الفتنة وإيجاد الفرقة بينهم، وقال الدكتور السديري: إن الصلاة في المسجد ليست محل اجتهاد للإمام وعليه أن يلتزم بالتعليمات الواردة فيما يخص الوقت بين الصلاة والإقامة، وغيرها من المحددات، كذلك ليست الخطبة محل اجتهاد للخطيب يتحدث فيها كيفما يريد وفيما يشاء دون النظر للضوابط العامة، ومصالح البلاد، وأضاف قائلاً: إن الإمام والخطيب منوط به الالتزام بالأمور الشرعية، ولا يحكم في أمر من الأمور العامة بناءً على معلومات أو أخبار يستقيها من وسائل الإعلام أو من شبكة المعلومات..
جاء ذلك في إطار التوجيهات العامة للأئمة والخطباء التي أعدها الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري، وأصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة ضمن سلسلة إصداراتها العلمية، وقد شملت التوجيهات اثنتي عشرة قضية مهمة تتعلق بوظيفة إمام المسجد ودور الخطيب والالتزام بالضوابط المحددة، وقد بدأت بـ "وظيفة الإمام والخطيب" وانتهت بالحديث عن "الخطيب ومرجعه الوظيفي"، مروراً بتناول قضايا "الإمامة ولاية"، "إمام المسجد مصدر وحدة واجتماع"، "الإمامة عبادة"، "المرجع عند الاجتهاد"، "القنوت في النازلة"، "مصدر المعلومات"، "مراعاة حاجات الناس لا مراعاة رغباتهم"، "موقف الخطيب من الأحداث التي تمر بها البلاد"، مراعاة الخطيب لمن أمامه من المصلين"، ثم "نظرة الخطيب إلى المجتمع".
العمل الوظيفي
وتأكيدات الدكتور السديري كلها تنصب على الإطار الوظيفي للإمام والخطيب، وضرورة أن يلتزم بالتوجيهات والتعليمات، والضوابط الشرعية التي تحدد وظيفته، وهذه التوجيهات للأئمة والخطباء تجيء ضمن جهود الوزارة في تقييم أداء مهمة ووظيفة الأئمة والخطباء، وإعادة تأهيلهم لأداء دورهم علمياً وشرعياً ووظيفياً، والتأكيد على الالتزام بالمهام المطلوبة من كل إمام وخطيب، وعدم ترك الأمور لاجتهادات الخطيب في الخطبة، أما الإمام في أداء الصلاة وإمامة الناس فلأن هذه مهام شرعية، ولا بد من أن تضبط بالضوابط الشرعية لها، علاوة على أن دور الإمام والخطيب وظيفي، يتعلق بوظيفته ومرجعيته في ذلك للمسؤول عنه وظيفياً والجهة التي يتبعها وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهذا ما أشار إليه الدكتور السديري في مقدمة الدراسة إلى "اختيار الأئمة والخطباء المؤهلين لشغل وظيفتي الإمام والخطيب" وتنظيم الدورات التأهيلية للخطباء والأئمة للارتقاء بهم، والجولات التي يقوم بها المسؤولون في الوزارة في جميع المناطق والالتقاء بالخطباء والأئمة والاستماع إليهم.
مسؤولية ورسالة
ويبدأ الدكتور السديري باستعراض رسالة إمامة المسجد ويقول: إنها مسؤولية عظيمة، ومهمة جسيمة يوفق الله القائمين بها على الوجه المطلوب، فهي كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الأربعة من بعده، ولذلك لا بد من تعظيم هذه الشعائر التي يقوم بها الإنسان في إمامته أو خطابته أو حتى مسؤوليته عن المساجد، هي من تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولذلك على الإمام والخطيب أن يعرف كل منهم فقه المهام التي يقوم بها، والحديث عن فقه الإمام والخطيب كلام طويل ومتشعب، ولكن أبرز ما فيه أن الإمامة في الصلاة ولاية، والولاية أقسام منها الولاية لإمام المسلمين بموجب البيعة التي جعلها الله في أعناق الناس لولاة أمرهم، وولي الأمر لا يستطيع أن يتولى كل أمور المسلمين بنفسه، نظراً لكثرة الناس، وتعدد حاجاتهم ولذلك أوكل ولي الأمر الأعمال إلى جهات وأشخاص، ووزارة الشؤون الإسلامية أوكل إليها أمر الدعوة والإرشاد والأوقاف وشؤون المساجد وعمارتها، وتأتي ولاية إمام المسجد بعد ولاية الوزارة فهي في المرتبة الثالثة، ولذلك فالوزارة تضع الضوابط العامة والخطوط العريضة التي تراها في مصلحة الناس فمثلاً تم تحديد الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة، وربطه بالفتوى الشرعية من أهل العلم حتى لا يقع الاختلاف، ولو ترك الأئمة واجتهاداتهم لرأينا التفاوت العجيب فيما بينهم.
مصدر وحدة
وأكد الدكتور السديري على أن إمامة المسجد هي مصدر وحدة وتجميع الصف لا مصدر تفرق وتناحر وفتنة وبلبلة ونشر الضغينة بين أفراد المجتمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إماما للمسجد وكان يعامل الناس بواقع كونه إماماً بالإضافة لكونه نبياً مرسلاً، وأن المسجد مصدر خير وعلم وجمع الصف وتوحيد الكلمة، وكلما أحب الناس الإمام نهض المسجد بدوره، ومن ثم فإن المساجد دليل وحدة المسلمين ولم تكن يوماً ما مصدراً للفتنة ولا لتشتيت الصف، وإذا وظفت وظيفة المسجد في غير وجهها الشرعي تسببت في فتنة عظيمة وهذا ما رأيناه عبر التاريخ.
الإمامة عبادة
ويتطرق الدكتور السديري إلى مفهوم "الإمامة عبادة" وأن العبادة مبنية على النص من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فالصلاة لا يمكن أن تكون محلاً لاجتهاد الإمام، ولا الخطبة محلاً لاجتهاد الخطيب، ووصف صلى الله عليه وسلم قصر الخطبة بأنها من فقه الخطيب، ولكن نرى اليوم بعض الخطباء يسلكون مسلك الإطالة في الخطبة، حتى إن بعض المأمومين قد يخرج من الخطبة ولم يثبت في عقله منها إلا العنوان، فكيف بعامة الناس، فقد يخرجون من خطبة الجمعة بدون ثمرة، لأن طول الخطبة قد ينسي بعضها بعضاً، كذلك الإمام يجب عليه مراعاة السنة النبوية في أدائه للصلاة، لأنه قدوة لمن خلفه، وأن يراعي أحوالهم.
العلماء والمرجعية
وإذا كانت الإمامة والخطابة من الولاية الشرعية المتعلقة بأداء عبادة من العبادات، فإن ما قد يعرض للإمام أو الخطيب فيها من مسائل تنظيمية أو شرعية لا يجد فيها حكماً شرعياً، فإن الرجوع فيها يكون إلى السلطة التنفيذية أو الجهات الشرعية، لأن المسجد ليس مكاناً لاجتهاد الإمام، بل النظر للوزارة إذا كان الأمر تنظيمياً، والعبرة بالفتوى من أهل العلم الذين ولاهم ولي الأمر منصب الفتوى.
قنوت النوازل والفوضى
وتناول الدكتور السديري مسألة قنوت النوازل، وأكد على ضرورة رجوع الإمام والخطيب إلى الجهة الشرعية وعدم العمل بالاجتهاد الفردي الشخصي، لأن القنوت مسألة شرعية اختلف العلماء فيها، ولو قنت كل من أراد القنوت لصار الأمر فوضى، خصوصاً في هذا الزمان الذي لم تتضح فيه كثير من الأمور، ولذلك رجح أهل العلم بأن قنوت النازلة مربوط بفتوى أهل العلم المعتبرين في البلد الذي أناط بهم إمام المسلمين النظر في المستجدات فهم الذين يقدرون النازلة، ويراعون المصالح والمفاسد في هذه الأمور، كما أن مسألة القنوت في الصلاة من الأمور العامة المعلنة، والتي ينبغي أن يكون الأمر فيها منضبطاً لكيلا يشتبه الأمر على العامة، وتتشتت أفهامهم، أما ما بين الإنسان ونفسه فهو يخضع لاجتهاده هو..
مصدر الأخبار
وحذر الدكتور السديري من الحكم في الأمور الشرعية من خلال المعلومات التي يستقيها الإمام أو الخطيب من وسيلة إعلامية أو من الإنترنت، وقال : إن الحكم في الأمور الشرعية يكون للعلماء المعتبرين فليس كل شخص يستقى منه ولا كل ما يعلم يقال ولا كل خبر نجده في وسيلة إعلامية أو شبكة معلومات أياً كان مصدره يحكم به على المجتمع أو على الناس، وطالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء والأئمة بمراعاة حاجات الناس لا رغباتهم، لأن الناس في خطبة الجمعة يميلون إلى الخطيب الذي يتحدث في خطبته عن السياسة، والناس يحبون هذه الأمور وينشغلون بها، ولا يفضلون من يخطب ويتحدث عن أهمية التربية للأبناء والعناية بهم، رغم حاجة الناس الماسة إلى هذه الموضوعات الأسرية.
وأكد الدكتور السديري ضرورة أن يكون للأئمة والخطباء الدور الفاعل في مواجهة حوادث التفجير وانتشار أفكار التكفير والتشغيب على ولاة الأمر، وأن يوجهوا الناس الوجهة الشرعية وفداحة ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون، ولا يكون الأمر وقتياً مع حدث معين ينتهي بانتهائه بل يجب أن يكون لكل إمام وخطيب خطة مستمرة في رد الشبهات التي قد تعلق بين وقت وآخر حول بعض ما يراه الناس من أحداث في الداخل والخارج.
وعلى الأئمة والخطباء مراعاة حالات المصلين ومدى إنصاتهم وتفاعلهم مع الخطيب لتحقيق الفائدة المرجوة، وعليه أن يلاحظ نفوس من أمامه من المصلين، ولا يسهب ويغرق في التشاؤم والترهيب وعليه بالنصح باللين ولا ينظر للمجتمع بنظرة سوداء كما يحدث من بعض الخطباء ولا يرون الخير في الناس كما يرون السوء، فالشر موجود والخير موجود بل حيز الخير أكبر لذلك يجب على الخطيب أن ينظر للمجتمع نظرة معتدلة لا تطغى فيها النظرة التشاؤمية بل الناس فيهم خير كثير.
وأكد الدكتور السديري على الرابطة التي تربط الإمام والخطيب بالوزارة كمرجع وظيفي وهي علاقة تطاوع وتشاور وليست علاقة أمر ونهي ولا هي علاقة أعلى يتصرف فيمن هو أدنى منه دون نظر في رأيه، فالمساجد تزخر بالعلماء الكبار الذين يستمع إلى علمهم وفتاواهم والإمام أو الخطيب الذي يعمل في الميدان هو الذي يعايش الناس ونحن في الوزارة نفرح كثيراً بالنصيحة القيمة والاقتراحات السديدة.
المصدر (http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-02-23/first_page/first_page01.htm)
جاء ذلك في إطار التوجيهات العامة للأئمة والخطباء التي أعدها الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري، وأصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة ضمن سلسلة إصداراتها العلمية، وقد شملت التوجيهات اثنتي عشرة قضية مهمة تتعلق بوظيفة إمام المسجد ودور الخطيب والالتزام بالضوابط المحددة، وقد بدأت بـ "وظيفة الإمام والخطيب" وانتهت بالحديث عن "الخطيب ومرجعه الوظيفي"، مروراً بتناول قضايا "الإمامة ولاية"، "إمام المسجد مصدر وحدة واجتماع"، "الإمامة عبادة"، "المرجع عند الاجتهاد"، "القنوت في النازلة"، "مصدر المعلومات"، "مراعاة حاجات الناس لا مراعاة رغباتهم"، "موقف الخطيب من الأحداث التي تمر بها البلاد"، مراعاة الخطيب لمن أمامه من المصلين"، ثم "نظرة الخطيب إلى المجتمع".
العمل الوظيفي
وتأكيدات الدكتور السديري كلها تنصب على الإطار الوظيفي للإمام والخطيب، وضرورة أن يلتزم بالتوجيهات والتعليمات، والضوابط الشرعية التي تحدد وظيفته، وهذه التوجيهات للأئمة والخطباء تجيء ضمن جهود الوزارة في تقييم أداء مهمة ووظيفة الأئمة والخطباء، وإعادة تأهيلهم لأداء دورهم علمياً وشرعياً ووظيفياً، والتأكيد على الالتزام بالمهام المطلوبة من كل إمام وخطيب، وعدم ترك الأمور لاجتهادات الخطيب في الخطبة، أما الإمام في أداء الصلاة وإمامة الناس فلأن هذه مهام شرعية، ولا بد من أن تضبط بالضوابط الشرعية لها، علاوة على أن دور الإمام والخطيب وظيفي، يتعلق بوظيفته ومرجعيته في ذلك للمسؤول عنه وظيفياً والجهة التي يتبعها وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهذا ما أشار إليه الدكتور السديري في مقدمة الدراسة إلى "اختيار الأئمة والخطباء المؤهلين لشغل وظيفتي الإمام والخطيب" وتنظيم الدورات التأهيلية للخطباء والأئمة للارتقاء بهم، والجولات التي يقوم بها المسؤولون في الوزارة في جميع المناطق والالتقاء بالخطباء والأئمة والاستماع إليهم.
مسؤولية ورسالة
ويبدأ الدكتور السديري باستعراض رسالة إمامة المسجد ويقول: إنها مسؤولية عظيمة، ومهمة جسيمة يوفق الله القائمين بها على الوجه المطلوب، فهي كانت وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الأربعة من بعده، ولذلك لا بد من تعظيم هذه الشعائر التي يقوم بها الإنسان في إمامته أو خطابته أو حتى مسؤوليته عن المساجد، هي من تعظيم الله سبحانه وتعالى، ولذلك على الإمام والخطيب أن يعرف كل منهم فقه المهام التي يقوم بها، والحديث عن فقه الإمام والخطيب كلام طويل ومتشعب، ولكن أبرز ما فيه أن الإمامة في الصلاة ولاية، والولاية أقسام منها الولاية لإمام المسلمين بموجب البيعة التي جعلها الله في أعناق الناس لولاة أمرهم، وولي الأمر لا يستطيع أن يتولى كل أمور المسلمين بنفسه، نظراً لكثرة الناس، وتعدد حاجاتهم ولذلك أوكل ولي الأمر الأعمال إلى جهات وأشخاص، ووزارة الشؤون الإسلامية أوكل إليها أمر الدعوة والإرشاد والأوقاف وشؤون المساجد وعمارتها، وتأتي ولاية إمام المسجد بعد ولاية الوزارة فهي في المرتبة الثالثة، ولذلك فالوزارة تضع الضوابط العامة والخطوط العريضة التي تراها في مصلحة الناس فمثلاً تم تحديد الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة، وربطه بالفتوى الشرعية من أهل العلم حتى لا يقع الاختلاف، ولو ترك الأئمة واجتهاداتهم لرأينا التفاوت العجيب فيما بينهم.
مصدر وحدة
وأكد الدكتور السديري على أن إمامة المسجد هي مصدر وحدة وتجميع الصف لا مصدر تفرق وتناحر وفتنة وبلبلة ونشر الضغينة بين أفراد المجتمع، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إماما للمسجد وكان يعامل الناس بواقع كونه إماماً بالإضافة لكونه نبياً مرسلاً، وأن المسجد مصدر خير وعلم وجمع الصف وتوحيد الكلمة، وكلما أحب الناس الإمام نهض المسجد بدوره، ومن ثم فإن المساجد دليل وحدة المسلمين ولم تكن يوماً ما مصدراً للفتنة ولا لتشتيت الصف، وإذا وظفت وظيفة المسجد في غير وجهها الشرعي تسببت في فتنة عظيمة وهذا ما رأيناه عبر التاريخ.
الإمامة عبادة
ويتطرق الدكتور السديري إلى مفهوم "الإمامة عبادة" وأن العبادة مبنية على النص من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فالصلاة لا يمكن أن تكون محلاً لاجتهاد الإمام، ولا الخطبة محلاً لاجتهاد الخطيب، ووصف صلى الله عليه وسلم قصر الخطبة بأنها من فقه الخطيب، ولكن نرى اليوم بعض الخطباء يسلكون مسلك الإطالة في الخطبة، حتى إن بعض المأمومين قد يخرج من الخطبة ولم يثبت في عقله منها إلا العنوان، فكيف بعامة الناس، فقد يخرجون من خطبة الجمعة بدون ثمرة، لأن طول الخطبة قد ينسي بعضها بعضاً، كذلك الإمام يجب عليه مراعاة السنة النبوية في أدائه للصلاة، لأنه قدوة لمن خلفه، وأن يراعي أحوالهم.
العلماء والمرجعية
وإذا كانت الإمامة والخطابة من الولاية الشرعية المتعلقة بأداء عبادة من العبادات، فإن ما قد يعرض للإمام أو الخطيب فيها من مسائل تنظيمية أو شرعية لا يجد فيها حكماً شرعياً، فإن الرجوع فيها يكون إلى السلطة التنفيذية أو الجهات الشرعية، لأن المسجد ليس مكاناً لاجتهاد الإمام، بل النظر للوزارة إذا كان الأمر تنظيمياً، والعبرة بالفتوى من أهل العلم الذين ولاهم ولي الأمر منصب الفتوى.
قنوت النوازل والفوضى
وتناول الدكتور السديري مسألة قنوت النوازل، وأكد على ضرورة رجوع الإمام والخطيب إلى الجهة الشرعية وعدم العمل بالاجتهاد الفردي الشخصي، لأن القنوت مسألة شرعية اختلف العلماء فيها، ولو قنت كل من أراد القنوت لصار الأمر فوضى، خصوصاً في هذا الزمان الذي لم تتضح فيه كثير من الأمور، ولذلك رجح أهل العلم بأن قنوت النازلة مربوط بفتوى أهل العلم المعتبرين في البلد الذي أناط بهم إمام المسلمين النظر في المستجدات فهم الذين يقدرون النازلة، ويراعون المصالح والمفاسد في هذه الأمور، كما أن مسألة القنوت في الصلاة من الأمور العامة المعلنة، والتي ينبغي أن يكون الأمر فيها منضبطاً لكيلا يشتبه الأمر على العامة، وتتشتت أفهامهم، أما ما بين الإنسان ونفسه فهو يخضع لاجتهاده هو..
مصدر الأخبار
وحذر الدكتور السديري من الحكم في الأمور الشرعية من خلال المعلومات التي يستقيها الإمام أو الخطيب من وسيلة إعلامية أو من الإنترنت، وقال : إن الحكم في الأمور الشرعية يكون للعلماء المعتبرين فليس كل شخص يستقى منه ولا كل ما يعلم يقال ولا كل خبر نجده في وسيلة إعلامية أو شبكة معلومات أياً كان مصدره يحكم به على المجتمع أو على الناس، وطالب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الخطباء والأئمة بمراعاة حاجات الناس لا رغباتهم، لأن الناس في خطبة الجمعة يميلون إلى الخطيب الذي يتحدث في خطبته عن السياسة، والناس يحبون هذه الأمور وينشغلون بها، ولا يفضلون من يخطب ويتحدث عن أهمية التربية للأبناء والعناية بهم، رغم حاجة الناس الماسة إلى هذه الموضوعات الأسرية.
وأكد الدكتور السديري ضرورة أن يكون للأئمة والخطباء الدور الفاعل في مواجهة حوادث التفجير وانتشار أفكار التكفير والتشغيب على ولاة الأمر، وأن يوجهوا الناس الوجهة الشرعية وفداحة ما يقوم به هؤلاء الإرهابيون، ولا يكون الأمر وقتياً مع حدث معين ينتهي بانتهائه بل يجب أن يكون لكل إمام وخطيب خطة مستمرة في رد الشبهات التي قد تعلق بين وقت وآخر حول بعض ما يراه الناس من أحداث في الداخل والخارج.
وعلى الأئمة والخطباء مراعاة حالات المصلين ومدى إنصاتهم وتفاعلهم مع الخطيب لتحقيق الفائدة المرجوة، وعليه أن يلاحظ نفوس من أمامه من المصلين، ولا يسهب ويغرق في التشاؤم والترهيب وعليه بالنصح باللين ولا ينظر للمجتمع بنظرة سوداء كما يحدث من بعض الخطباء ولا يرون الخير في الناس كما يرون السوء، فالشر موجود والخير موجود بل حيز الخير أكبر لذلك يجب على الخطيب أن ينظر للمجتمع نظرة معتدلة لا تطغى فيها النظرة التشاؤمية بل الناس فيهم خير كثير.
وأكد الدكتور السديري على الرابطة التي تربط الإمام والخطيب بالوزارة كمرجع وظيفي وهي علاقة تطاوع وتشاور وليست علاقة أمر ونهي ولا هي علاقة أعلى يتصرف فيمن هو أدنى منه دون نظر في رأيه، فالمساجد تزخر بالعلماء الكبار الذين يستمع إلى علمهم وفتاواهم والإمام أو الخطيب الذي يعمل في الميدان هو الذي يعايش الناس ونحن في الوزارة نفرح كثيراً بالنصيحة القيمة والاقتراحات السديدة.
المصدر (http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-02-23/first_page/first_page01.htm)