الصارم البتار
04-09-2007, 11:17 AM
رعايةُ الإسلام لحقوق الأسرة ظاهر في أحوالٍ كثيرة ، تجتمع هذه الحقوق في نوعين :
الأول : حقٌّ عامٌ ، و هذا الحق يبين من حيث اهتمام الإسلام برعاية الحقوق العامة بين أفراد الأسرة ، و تلك الحقوق هي :
أولاً : التقديرُ و الاحترام ، فإنَّ هذا من أعظم الحقوق التي رعتها الشريعة ، و لذا يقول النبي :" ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا ، و يرحم صغيرنا " ، و المقصود : أنه ليس منتهجاً سبيلنا و سلوكنا .
ثانياً : التعاون ، فإنه حقٌّ عامٌ في الشريعة ، مطلوبٌ من المرءِ تجاه أي مسلمٍ ، و كونه بين أفراد الأُسرة أشدَّ ما يكون .
ثالثاً : المحبةُ و الأُلْفةُ ، و هيَ قِوامُ الأُسر و المجتمعات ، و بدونها ضياعٌ و شتاتٌ .
الثاني : حقٌ خاصٌ ، و هو حقٌّ يخُصُّ كلَّ فَرْدٍ من أفراد الأُسرة ، و هم :
أولاً : الوالدان ، فحقُّهما عظيمٌ في شريعة اللهِ تعالى ، قال تعالى : { و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه و بالوالدينِ إحساناً } .
و حقوقهما كثيرةٌ جداً ، منها :
_ توقيرهما ، يقول تعالى : { و اخفِضْ لهما جناحَ الذُّلِّ من الرَّحمة } .
و التوقيرُ من أعمالِ القلبِ ، و يختلفُ تطبيقه في الواقع باختلاف العادات و الأعراف عند الناس .
_ برُّهما ، و الآيات و الأحاديث في ذلك كثيرة ، و تحريمُ العقوق مأخوذٌ من الأمر ببرهما ، و العقوق هو : ما كان فيه إيذاءٌ لهما ، و يكون عقوقاً باعتبار الأعراف و العادات .
و برهما يكون بِصِلَتهما و عدم قطعهما ، و الإحسان إليهما بجميل اللفظ و الفعل .
و من برهما : صِلةُ أصدقائهما بعد موتهما ، و إهداءِ القُرُباتِ الصالحات لهما بعد موتهما ، و كذلك صِلة الرَّحِمِ التي لا تُوْصَلْ إلا بهما .
و رعايةُ برِّ الأمِّ أكبرُ من برِّ الأبِ ، لوصية النبي بذلك لمن جاءَه سائلاً " أيُّ الناس أحقُّ بحسنِ صحبتي " ، فقال له النبي : " أمك " كررها ثلاثاً ، و في الأخير قال " أبوك " ، و سرُّ ذلك و حكمته أنَّ الأمَّ منفردةٌ عن الأب بثلاثة أشياءَ :
1. الحَملُ .
2. الوضْعُ .
3. الرضاع .
_ إغضاءُ الطَّرْفِ عن زلاَّتِ الوالدين ، فإنَّ بعضاً قد يكون من حرصِه على والديه متتبعاً لأخطائهما و زلاتهما ، و هذا منافٍ لحقهما عليه .
_ طاعتهما ، و لكن بشرطين :
الأول : أن تكون الطاعةُ في غيرِ معصية ، و لا يدخل الأمرُ بما هو مكروه .
الثاني : ألا يكون في الطاعةِ إيذاءٌ و ضررٌ على الإبن ، لقوله : " لا ضررَ و لا ضِرار " .
و في مجيءِ المسلم بهذه الحقوق تجاه والديه يكون قد حصَّلَ منافع كثيرة ، أهمها :
الأول : مغفرة الذنوب ، ففي المجيءِ بحقهما إدخالٌ للسرورِ عليهما ، و إدخال السرور على المسلم من موجبات المغفرة .
الثاني : الزيادة في العمر ، و هذا و الذي قبله قال فيها النبي : " من من أراد أن يُنسأَ له في أثره ، و يغفر له ذنبه ، و يوسع له في رزقه فَلْيَصِل رحمه " .
الثالث : أن المعاملةَ تكون بالمثلِ ، فالذي يَبُرُّ والديه سيبره أبناؤه ، و الذي يعقُّ والديه سيعقه أبناؤه .
ثانياً : الإخوة ، و حقُّهم هو كأيِ حقٍ عامٍّ بين المسلمين ، و يكون تجاههم آكد و أعظم .
فَمِن حقوقهم :
_ تحقيقُ الأُلفة و المودة ، فإنَّ الإخوة إذا كانت المحبةُ بينهم على أحسنِ ما يكون كان المجيءُ بحقوق الآخرين على وجهٍ حسنٍ جميل ، و إذا لم تكن هناك مودةٌ و أُلْفةٌ لا يكاد يكون الحقُّ قائماً على وجهٍ يرتضيه الأدب .
ثالثاً : الأبناء ، و حقُّهم هذا على الوالدين ، فكما للوالدين حقٌّ فللأبناءِ حقٌ ، و مِن حقوقهم :
_ حُسنُ التربية ، و لهذا فضائلُ كثيرة في الشريعة ، و الله تعالى يقول : { قُوْا أنفُسَكم و أهليكُمْ ناراً } ، و يدخلُ في الأهلِ الأولادُ ، و الوقايةُ لهم تكون من حيث الإتيانُ بأشياء :
الأول : وقايتهم بتربيتهم على الأخلاق و الآداب الرفيعة الحسنة ، و الرعاية لأوامر الشرع و نواهيه .
الثاني : وقايتهم بتربيتهم على ترْكِ الأخلاق الرذيلة و الوضيعة ، و ملاحظتهم ترْكَ ما نهتْ عنه الشريعة .
_ التحنُّنُ لهم ، فإنَّ الأبناءَ بحاجةٍ لحنانِ الأُبُوَّةِ و الأُمومةِ ، و لهذا كان النبي إذا أقبلتْ ابنته السيدة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ قام إليها فقبَّلَها بين عينيها ، و هذا يُشعرُ بأنَّ الابن محتاجٌ إلى حنان أبيه .
_ تقويةُ الفكرِ لديهم ، و ذلك من خلال المشورة ، و من خلال النقاشات التربوية التي تُعطي الابن جُرعةً من جُرعات الثقافة .
و _ أيضاً _ تعليمهم ما يجبُ عليهم من أمور الشرع ، و اختيار محالِّ و مجالات التعليم التي تفيدهم في دينهم و دنياهم .
_ العنايةُ الطِّبيَّةِ بهما ، من جهاتٍ كثيرة ، جاءَ تفصيلُ شيءٍ منها في " حقوق الأبناءِ " .
_ رعايةُ حقِّ أمِّ أبنائه ، فإنَّ الأبناءَ نفوسهم متعلقةٌ بأمهم أكثرَ من تعلقها بالأب ، فقيامُ الزوجِ بحقِّ زوجته قيامٌ بحقوقهم .
هذه عجالةٌ تتعلق بحق الأسرة ، فبالقيام بها على أكملِ وجهٍ ، و على خيرِ حالٍ جاءَ به الشرعُ يضمن للأسرة المسلمة أن تكون قائدة خيرٍ و برٍّ في إنجاح سعي المجتمع نحو الإصلاح المطلوب .
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه .
الأول : حقٌّ عامٌ ، و هذا الحق يبين من حيث اهتمام الإسلام برعاية الحقوق العامة بين أفراد الأسرة ، و تلك الحقوق هي :
أولاً : التقديرُ و الاحترام ، فإنَّ هذا من أعظم الحقوق التي رعتها الشريعة ، و لذا يقول النبي :" ليس منا من لم يوقِّر كبيرنا ، و يرحم صغيرنا " ، و المقصود : أنه ليس منتهجاً سبيلنا و سلوكنا .
ثانياً : التعاون ، فإنه حقٌّ عامٌ في الشريعة ، مطلوبٌ من المرءِ تجاه أي مسلمٍ ، و كونه بين أفراد الأُسرة أشدَّ ما يكون .
ثالثاً : المحبةُ و الأُلْفةُ ، و هيَ قِوامُ الأُسر و المجتمعات ، و بدونها ضياعٌ و شتاتٌ .
الثاني : حقٌ خاصٌ ، و هو حقٌّ يخُصُّ كلَّ فَرْدٍ من أفراد الأُسرة ، و هم :
أولاً : الوالدان ، فحقُّهما عظيمٌ في شريعة اللهِ تعالى ، قال تعالى : { و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه و بالوالدينِ إحساناً } .
و حقوقهما كثيرةٌ جداً ، منها :
_ توقيرهما ، يقول تعالى : { و اخفِضْ لهما جناحَ الذُّلِّ من الرَّحمة } .
و التوقيرُ من أعمالِ القلبِ ، و يختلفُ تطبيقه في الواقع باختلاف العادات و الأعراف عند الناس .
_ برُّهما ، و الآيات و الأحاديث في ذلك كثيرة ، و تحريمُ العقوق مأخوذٌ من الأمر ببرهما ، و العقوق هو : ما كان فيه إيذاءٌ لهما ، و يكون عقوقاً باعتبار الأعراف و العادات .
و برهما يكون بِصِلَتهما و عدم قطعهما ، و الإحسان إليهما بجميل اللفظ و الفعل .
و من برهما : صِلةُ أصدقائهما بعد موتهما ، و إهداءِ القُرُباتِ الصالحات لهما بعد موتهما ، و كذلك صِلة الرَّحِمِ التي لا تُوْصَلْ إلا بهما .
و رعايةُ برِّ الأمِّ أكبرُ من برِّ الأبِ ، لوصية النبي بذلك لمن جاءَه سائلاً " أيُّ الناس أحقُّ بحسنِ صحبتي " ، فقال له النبي : " أمك " كررها ثلاثاً ، و في الأخير قال " أبوك " ، و سرُّ ذلك و حكمته أنَّ الأمَّ منفردةٌ عن الأب بثلاثة أشياءَ :
1. الحَملُ .
2. الوضْعُ .
3. الرضاع .
_ إغضاءُ الطَّرْفِ عن زلاَّتِ الوالدين ، فإنَّ بعضاً قد يكون من حرصِه على والديه متتبعاً لأخطائهما و زلاتهما ، و هذا منافٍ لحقهما عليه .
_ طاعتهما ، و لكن بشرطين :
الأول : أن تكون الطاعةُ في غيرِ معصية ، و لا يدخل الأمرُ بما هو مكروه .
الثاني : ألا يكون في الطاعةِ إيذاءٌ و ضررٌ على الإبن ، لقوله : " لا ضررَ و لا ضِرار " .
و في مجيءِ المسلم بهذه الحقوق تجاه والديه يكون قد حصَّلَ منافع كثيرة ، أهمها :
الأول : مغفرة الذنوب ، ففي المجيءِ بحقهما إدخالٌ للسرورِ عليهما ، و إدخال السرور على المسلم من موجبات المغفرة .
الثاني : الزيادة في العمر ، و هذا و الذي قبله قال فيها النبي : " من من أراد أن يُنسأَ له في أثره ، و يغفر له ذنبه ، و يوسع له في رزقه فَلْيَصِل رحمه " .
الثالث : أن المعاملةَ تكون بالمثلِ ، فالذي يَبُرُّ والديه سيبره أبناؤه ، و الذي يعقُّ والديه سيعقه أبناؤه .
ثانياً : الإخوة ، و حقُّهم هو كأيِ حقٍ عامٍّ بين المسلمين ، و يكون تجاههم آكد و أعظم .
فَمِن حقوقهم :
_ تحقيقُ الأُلفة و المودة ، فإنَّ الإخوة إذا كانت المحبةُ بينهم على أحسنِ ما يكون كان المجيءُ بحقوق الآخرين على وجهٍ حسنٍ جميل ، و إذا لم تكن هناك مودةٌ و أُلْفةٌ لا يكاد يكون الحقُّ قائماً على وجهٍ يرتضيه الأدب .
ثالثاً : الأبناء ، و حقُّهم هذا على الوالدين ، فكما للوالدين حقٌّ فللأبناءِ حقٌ ، و مِن حقوقهم :
_ حُسنُ التربية ، و لهذا فضائلُ كثيرة في الشريعة ، و الله تعالى يقول : { قُوْا أنفُسَكم و أهليكُمْ ناراً } ، و يدخلُ في الأهلِ الأولادُ ، و الوقايةُ لهم تكون من حيث الإتيانُ بأشياء :
الأول : وقايتهم بتربيتهم على الأخلاق و الآداب الرفيعة الحسنة ، و الرعاية لأوامر الشرع و نواهيه .
الثاني : وقايتهم بتربيتهم على ترْكِ الأخلاق الرذيلة و الوضيعة ، و ملاحظتهم ترْكَ ما نهتْ عنه الشريعة .
_ التحنُّنُ لهم ، فإنَّ الأبناءَ بحاجةٍ لحنانِ الأُبُوَّةِ و الأُمومةِ ، و لهذا كان النبي إذا أقبلتْ ابنته السيدة فاطمة الزهراء _ رضي الله عنها _ قام إليها فقبَّلَها بين عينيها ، و هذا يُشعرُ بأنَّ الابن محتاجٌ إلى حنان أبيه .
_ تقويةُ الفكرِ لديهم ، و ذلك من خلال المشورة ، و من خلال النقاشات التربوية التي تُعطي الابن جُرعةً من جُرعات الثقافة .
و _ أيضاً _ تعليمهم ما يجبُ عليهم من أمور الشرع ، و اختيار محالِّ و مجالات التعليم التي تفيدهم في دينهم و دنياهم .
_ العنايةُ الطِّبيَّةِ بهما ، من جهاتٍ كثيرة ، جاءَ تفصيلُ شيءٍ منها في " حقوق الأبناءِ " .
_ رعايةُ حقِّ أمِّ أبنائه ، فإنَّ الأبناءَ نفوسهم متعلقةٌ بأمهم أكثرَ من تعلقها بالأب ، فقيامُ الزوجِ بحقِّ زوجته قيامٌ بحقوقهم .
هذه عجالةٌ تتعلق بحق الأسرة ، فبالقيام بها على أكملِ وجهٍ ، و على خيرِ حالٍ جاءَ به الشرعُ يضمن للأسرة المسلمة أن تكون قائدة خيرٍ و برٍّ في إنجاح سعي المجتمع نحو الإصلاح المطلوب .
و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه .