شمعة الامارات
04-05-2007, 10:22 AM
جابرييل جارسيا ماركيز " .. تراكم تذكرون هذا الاسم جيدا ..
إنه الأديب الكولمبي العالمي ، الحاصل على جائزه نوبل ، ومؤلف الروايه الشهيرة :" مائة عام
من العزلة " .
هذا الأديب كتب قبل عده سنوات رساله على شبكة الإنترنت ، وهي رسالة وداع لأصدقائه وتلاميذه وقرائه المنتشرين في جميع أنحاء العالم ، بعد تدهور حالته الصحية بسبب مرض السرطان الذي تعرض له في الدم والرئتين وإستشرافه لقرب النهاية ..
لكن ترى ماذا عساه كتب في هذه الرساله التي بدت كلماتها الموحية بالشجن والحزن كأنها رسالة وداع أو كانها الرساله الأخيره التي إعتصرت تجارب السنين ومراره الأيام ... يقول في رسالته :
" لو وهبني الله " قطعة أخرى " من الحياة لما كنت سأقول - في هذه الفتره الإضافية - كل ما أفكر فيه .. وإنما كنت سأفكر في كل ما أقوله قبل أن أنطق به .
ولكنت سأنام قليلا و أحلم أكثر ، مدركا أننا نخسر مقابل كل دقيقة تغمض فيها عيوننا ستين ثانية من الضوء ..
ولكنت أستمتع بكأس الجيلاتي و أرتدي لباسا طويلا ، و ألقي بنفسي إلى الشمس ، و أعري روحي كلها تحت أشعتها .
ولكنت قد كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، و أنتظرت طلوع الشمس كي تذيبها .
ولرسمت فوق النجوم ، وأهديت القمر سرينادا غنائية وغسلت الزهور بدموعي .
ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أنني أحب " فكرة " أن أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي ، وكل امرأة بأنها الصديقة الأولى .
ولكنت أكدت للرجال أنهم يخطئون حين يظنون أنهم يكفون عن الحب حين يطعنون في العمر ، لأنهم لا يشيخون حقا إلا حين يكفون عن الحب .
ولكنت أعطيت الطفل أجنحة وعلمته كيف يطير بها ، وأكدت للمسنين أن الموت لا يأتي مع التقدم في العمر وإنما مع النسيان .
لقد تعلمت أن الطفل الوليد حين يقبض بكفه الصغيره على أصبع أبيه ويشده لأول مره فإنه يكون قد ربطه به برباط أبدي .
آ .. لقد تعلمت من الناس أشياء كثيره .. غير أني حين أكتبها على قصاصات و أضعها في محفظتي لكي أعمل بها ... سيكون الاوان قد فات ، وسأكون قد غادرت الحياة بطريقه غير ساره . " .
و لا أدري ياصديقي لماذا شعرت بالمتعه والحزن في وقت واحد وانا أقرأ هذه الرساله الوداعية التي اختصرت تجربه العمر ومراره الخيبة والندم .
وأحسست كم هي السعاده في النهاية ممكنه متى ماتعلم الانسان فقط كيف يحيا الحياه ويدرك سر روعتها الذي يكمن في حب الحياه والناس والأشياء والمعاني الجميلة الراقية وتذوقها والاحساس بها والبحث عنها والمحافظه عليها وكذلك الابتعاد عن الصغائر والهفوات والاخطاء فالانسان في النهايه يعيش مره واحده ويحب مره واحده و" الرسم فوق النجوم " ممكن حقا متى ماعرف الانسان كيف يفهم الحياه وسر سعادتها كما فهمه " ماركيز " وهو يستمع للأسف لأنغام الرحيل
إنه الأديب الكولمبي العالمي ، الحاصل على جائزه نوبل ، ومؤلف الروايه الشهيرة :" مائة عام
من العزلة " .
هذا الأديب كتب قبل عده سنوات رساله على شبكة الإنترنت ، وهي رسالة وداع لأصدقائه وتلاميذه وقرائه المنتشرين في جميع أنحاء العالم ، بعد تدهور حالته الصحية بسبب مرض السرطان الذي تعرض له في الدم والرئتين وإستشرافه لقرب النهاية ..
لكن ترى ماذا عساه كتب في هذه الرساله التي بدت كلماتها الموحية بالشجن والحزن كأنها رسالة وداع أو كانها الرساله الأخيره التي إعتصرت تجارب السنين ومراره الأيام ... يقول في رسالته :
" لو وهبني الله " قطعة أخرى " من الحياة لما كنت سأقول - في هذه الفتره الإضافية - كل ما أفكر فيه .. وإنما كنت سأفكر في كل ما أقوله قبل أن أنطق به .
ولكنت سأنام قليلا و أحلم أكثر ، مدركا أننا نخسر مقابل كل دقيقة تغمض فيها عيوننا ستين ثانية من الضوء ..
ولكنت أستمتع بكأس الجيلاتي و أرتدي لباسا طويلا ، و ألقي بنفسي إلى الشمس ، و أعري روحي كلها تحت أشعتها .
ولكنت قد كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، و أنتظرت طلوع الشمس كي تذيبها .
ولرسمت فوق النجوم ، وأهديت القمر سرينادا غنائية وغسلت الزهور بدموعي .
ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أنني أحب " فكرة " أن أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي ، وكل امرأة بأنها الصديقة الأولى .
ولكنت أكدت للرجال أنهم يخطئون حين يظنون أنهم يكفون عن الحب حين يطعنون في العمر ، لأنهم لا يشيخون حقا إلا حين يكفون عن الحب .
ولكنت أعطيت الطفل أجنحة وعلمته كيف يطير بها ، وأكدت للمسنين أن الموت لا يأتي مع التقدم في العمر وإنما مع النسيان .
لقد تعلمت أن الطفل الوليد حين يقبض بكفه الصغيره على أصبع أبيه ويشده لأول مره فإنه يكون قد ربطه به برباط أبدي .
آ .. لقد تعلمت من الناس أشياء كثيره .. غير أني حين أكتبها على قصاصات و أضعها في محفظتي لكي أعمل بها ... سيكون الاوان قد فات ، وسأكون قد غادرت الحياة بطريقه غير ساره . " .
و لا أدري ياصديقي لماذا شعرت بالمتعه والحزن في وقت واحد وانا أقرأ هذه الرساله الوداعية التي اختصرت تجربه العمر ومراره الخيبة والندم .
وأحسست كم هي السعاده في النهاية ممكنه متى ماتعلم الانسان فقط كيف يحيا الحياه ويدرك سر روعتها الذي يكمن في حب الحياه والناس والأشياء والمعاني الجميلة الراقية وتذوقها والاحساس بها والبحث عنها والمحافظه عليها وكذلك الابتعاد عن الصغائر والهفوات والاخطاء فالانسان في النهايه يعيش مره واحده ويحب مره واحده و" الرسم فوق النجوم " ممكن حقا متى ماعرف الانسان كيف يفهم الحياه وسر سعادتها كما فهمه " ماركيز " وهو يستمع للأسف لأنغام الرحيل