فلان_999
03-29-2007, 07:59 PM
إيجابيات تحديد ساعات العمل أمنياً واجتماعياً
د. عبدالله برجس الدوسري
وافق مجلس الشورى في جلستيه هذا الأسبوع والأسبوع المنصرم على مشروع نظام تحديد ساعات العمل في المحلات التجارية في خمس عشرة مادة، وهو بهذا ينتظر الموافقة النهائية بعرضه على مجلس الوزراء ومن ثم صدور الموافقة السامية للعمل بموجبه.
ولإحاطة القارئ الكريم فإن هذا المشروع هو من مجلس فكرة ودراسة وذلك وفق المادة (23) المعدَّلة من نظام مجلس الشورى، وقد جاء في المادة (21) ما نصه "لأي عضو أو أكثر من أعضاء المجلس أو أي من لجانه اقتراح مشروع نظام جديد، أو اقتراح تعديل نظام نافذ.."
ولعل الأبرز في هذا النظام هو المادة التي تحدد فترة فتح وإغلاق المحلات التجارية وفق ساعات محددة تراعي الفتح المبكر والإغلاق المبكر نسبياً؛ حيث نصت المادة الرابعة على تكوين ساعات فتح وإغلاق المحلات التجارية وجميع منافذ البيع كما يلي:
أولاً: فصل الشتاء والخريف: ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً، وحتى الساعة العاشرة مساءً.
ثانياً: فصل الصيف والربيع: ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً، وحتى الساعة الحادية عشرة مساء.
وفي المادة الخامسة من هذا النظام يستثنى مدينتا مكة والمدينة من هذا التحديد وفقاً لما يقره المجلس البلدي فيهما.
كما سيتثنى شهر رمضان والأعياد وفقاً لما يقره المجلس البلدي في كل مدينة من مدن المملكة وكذا المحلات التي تتطلب حاجة لعملها طيلة اليوم كالصيدليات المناوبة ومحطات الوقود والتموينات الملحقة بها.
وكذا المحلات التي تتطلب طبيعتها البدء في ساعات مبكرة كأسواق الخضار والمخابز على ألا تتجاوز ساعات الإغلاق المحددة.
هذا توصيف سريع لبعض مواد النظام والذي لم يأت اعتباطاً أو ارتجالاً أو تحت ظرف معين أو استجابة لازمة طارئة، وإنما في الحقيقة نتيجة مخاض استمر قرابة سنة ونصف تم خلالها تشكيل لجنة خاصة من ذوي الاختصاص من أعضاء المجلس.
وقد قامت تلك اللجنة باستضافة عدد من الجهات الحكومية كوزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة العمل، ووزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة العليا للسياحة، كما قامت اللجنة بدعوة عدد من رجال الأعمال وتم الاجتماع بعدد (17) رجل أعمال، تم الاجتماع بهم وأخذ وجهة نظرهم، وقد أيد 54% منهم تنظيم ساعات العمل، ورفض التنظيم 18%، وقد رأى 63% منهم أن يكون الإغلاق عند الساعة العاشرة مساءً، كما قدم مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية للمجلس مذكرة حول ساعات العمل في المحلات التجارية، ومدى تأثيرها على تطبيق برامج السعودة.
كما ولم تغفل اللجنة رأي المواطن ممثلاً في رأي الأسرة، فقد تم توزيع قرابة (600) استمارة على مختلف شرائح المجتمع من المتسوقين وقد تم الإعلان عن المسح في الصحف المحلية.
ومع كل هذا فإن اللجنة لم يغب عن بالها أهمية استشراف واقع الدول الأخرى التي تحدد ساعات العمل فيها كإيطاليا وألمانيا وفنلندا والدنمرك واليابان وتركيا وبعض من ولايات أمريكا وغيرها كثير.
أما مزايا وإيجابيات تحديد مواعيد ساعات العمل في المحلات التجارية فتتلخص في النقاط الآتية:
@ سوف يساعد تحديد مواعيد ساعات العمل في المحلات التجارية على توظيف مجموعة أكبر من الشباب السعودي في تلك المنشآت.
@ يساعد توحيد ساعات العمل على تخفيض عدد العاملين، وتقليص المصاريف العامة.
@ ان تحديد ساعات العمل سيحد من بعض المشاكل الأمنية والاجتماعية وكذلك يحد من الهدر الاقتصادي الذي ينتج عن فتح المحلات دون حاجة ماسة لساعات متأخرة من الليل.
@ يتيح تحديد مواعيد ساعات العمل لصاحب العمل الإشراف الكامل على منشآته.
@ القضاء على بعض مظاهر الإسراف في شراء السلع، وإضاعة الوقت في التسوق، وتعويد المستهلك على ساعات معينة للتسوق والتخطيط المسبق لذلك.
@ إحكام الرقابة على المحلات، حيث إن تحديد ساعات العمل يمكن الجهات المسئولة من تكثيف جهودها الرقابية.
@ إتاحة الفرصة لجميع العاملين في المحلات التجارية من الاستمتاع بفترة راحة أطول مما ينعكس إيجابياً على انتاجيتهم.
@ التخفيف من كثافة حركة المرور وتوفير استخدام الطاقة.
@ تسمح تحديد فترات إغلاق المحلات التجارية بخلق جو من الهدوء والراحة لغالبية الأسر.
@ تساهم عملية تحديد ساعات العمل في التخفيف من ظاهرة التستر.
وهكذا فإن هذا النظام من شأنه أن يلم الشمل بين أفراد الأسرة الواحدة الذين طال شتاتهم واختلفت مشاربهم وتباينت جداول نومهم واستيقاضهم.
إنه سيضطر فئة الشباب أن تأوي إلى أوكارها في ساعة مبكرة فينتظم عقد الأسرة وتعيش جزءاً من يومها مع بعضهم البعض، ويقبل الطالب على مدرسته أو جامعته متهيئ النفس صافي الذهن، وقل مثل ذلك بالنسبة للموظف مع وظيفته.
أليس هذا أولى من تجمع فئات من المراهقين في الشوارع وأمام المطاعم الفارهة ومزاولة التفحيط والإزعاج إلى قبيل الفجر.
لماذا وبأي حق تبقى تلك المقاهي التي في أطراف المدن إلى ساعات متأخرة من الليل وبعضها إلى طلوع الفجر.
أليس كثيراً من تلك المقاهي بيئة خصبة لنشر الفساد الأخلاقي وترويج المخدرات وانحراف الأحداث ونشوء الخصومات المؤدية إلى جرائم تصل إلى القتل في بعض الأحيان، واسألوا مراكز الشرطة فعندها الخبر اليقين.
إنه من خلال استماعي لآراء وانطباعات عدد من المواطنين وجدت أن الغالبية منهم تبارك صدور مثل هذا النظام وترى إيجابيات لا تحصى منها الظاهر للعيان الآن ومنها ما ستبديه الأيام.
ثم أليس هذا النظام يتوافق مع السنن الإلهية التي قضت بأن النهار معاشاً وأن الليل سكناً.
(وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سُباتا وجعل النهار نشورا) "سورة الفرقان: 47".
(وجعلنا نومكم سُباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النار معاشا) "سورة النبأ: 9-11".
(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) "سورة الأنعام: 60".
(هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مُبصرا) "سورة يونس: 67".
(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) "سورة القصص: 73".
وصح عن الهادي البشير قوله عليه الصلاة والسلام: (بورك لأمتي في بكورها).
@ عضو مجلس الشورى
منقول
د. عبدالله برجس الدوسري
وافق مجلس الشورى في جلستيه هذا الأسبوع والأسبوع المنصرم على مشروع نظام تحديد ساعات العمل في المحلات التجارية في خمس عشرة مادة، وهو بهذا ينتظر الموافقة النهائية بعرضه على مجلس الوزراء ومن ثم صدور الموافقة السامية للعمل بموجبه.
ولإحاطة القارئ الكريم فإن هذا المشروع هو من مجلس فكرة ودراسة وذلك وفق المادة (23) المعدَّلة من نظام مجلس الشورى، وقد جاء في المادة (21) ما نصه "لأي عضو أو أكثر من أعضاء المجلس أو أي من لجانه اقتراح مشروع نظام جديد، أو اقتراح تعديل نظام نافذ.."
ولعل الأبرز في هذا النظام هو المادة التي تحدد فترة فتح وإغلاق المحلات التجارية وفق ساعات محددة تراعي الفتح المبكر والإغلاق المبكر نسبياً؛ حيث نصت المادة الرابعة على تكوين ساعات فتح وإغلاق المحلات التجارية وجميع منافذ البيع كما يلي:
أولاً: فصل الشتاء والخريف: ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً، وحتى الساعة العاشرة مساءً.
ثانياً: فصل الصيف والربيع: ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً، وحتى الساعة الحادية عشرة مساء.
وفي المادة الخامسة من هذا النظام يستثنى مدينتا مكة والمدينة من هذا التحديد وفقاً لما يقره المجلس البلدي فيهما.
كما سيتثنى شهر رمضان والأعياد وفقاً لما يقره المجلس البلدي في كل مدينة من مدن المملكة وكذا المحلات التي تتطلب حاجة لعملها طيلة اليوم كالصيدليات المناوبة ومحطات الوقود والتموينات الملحقة بها.
وكذا المحلات التي تتطلب طبيعتها البدء في ساعات مبكرة كأسواق الخضار والمخابز على ألا تتجاوز ساعات الإغلاق المحددة.
هذا توصيف سريع لبعض مواد النظام والذي لم يأت اعتباطاً أو ارتجالاً أو تحت ظرف معين أو استجابة لازمة طارئة، وإنما في الحقيقة نتيجة مخاض استمر قرابة سنة ونصف تم خلالها تشكيل لجنة خاصة من ذوي الاختصاص من أعضاء المجلس.
وقد قامت تلك اللجنة باستضافة عدد من الجهات الحكومية كوزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة العمل، ووزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام ووزارة التجارة والصناعة، والهيئة العليا للسياحة، كما قامت اللجنة بدعوة عدد من رجال الأعمال وتم الاجتماع بعدد (17) رجل أعمال، تم الاجتماع بهم وأخذ وجهة نظرهم، وقد أيد 54% منهم تنظيم ساعات العمل، ورفض التنظيم 18%، وقد رأى 63% منهم أن يكون الإغلاق عند الساعة العاشرة مساءً، كما قدم مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية للمجلس مذكرة حول ساعات العمل في المحلات التجارية، ومدى تأثيرها على تطبيق برامج السعودة.
كما ولم تغفل اللجنة رأي المواطن ممثلاً في رأي الأسرة، فقد تم توزيع قرابة (600) استمارة على مختلف شرائح المجتمع من المتسوقين وقد تم الإعلان عن المسح في الصحف المحلية.
ومع كل هذا فإن اللجنة لم يغب عن بالها أهمية استشراف واقع الدول الأخرى التي تحدد ساعات العمل فيها كإيطاليا وألمانيا وفنلندا والدنمرك واليابان وتركيا وبعض من ولايات أمريكا وغيرها كثير.
أما مزايا وإيجابيات تحديد مواعيد ساعات العمل في المحلات التجارية فتتلخص في النقاط الآتية:
@ سوف يساعد تحديد مواعيد ساعات العمل في المحلات التجارية على توظيف مجموعة أكبر من الشباب السعودي في تلك المنشآت.
@ يساعد توحيد ساعات العمل على تخفيض عدد العاملين، وتقليص المصاريف العامة.
@ ان تحديد ساعات العمل سيحد من بعض المشاكل الأمنية والاجتماعية وكذلك يحد من الهدر الاقتصادي الذي ينتج عن فتح المحلات دون حاجة ماسة لساعات متأخرة من الليل.
@ يتيح تحديد مواعيد ساعات العمل لصاحب العمل الإشراف الكامل على منشآته.
@ القضاء على بعض مظاهر الإسراف في شراء السلع، وإضاعة الوقت في التسوق، وتعويد المستهلك على ساعات معينة للتسوق والتخطيط المسبق لذلك.
@ إحكام الرقابة على المحلات، حيث إن تحديد ساعات العمل يمكن الجهات المسئولة من تكثيف جهودها الرقابية.
@ إتاحة الفرصة لجميع العاملين في المحلات التجارية من الاستمتاع بفترة راحة أطول مما ينعكس إيجابياً على انتاجيتهم.
@ التخفيف من كثافة حركة المرور وتوفير استخدام الطاقة.
@ تسمح تحديد فترات إغلاق المحلات التجارية بخلق جو من الهدوء والراحة لغالبية الأسر.
@ تساهم عملية تحديد ساعات العمل في التخفيف من ظاهرة التستر.
وهكذا فإن هذا النظام من شأنه أن يلم الشمل بين أفراد الأسرة الواحدة الذين طال شتاتهم واختلفت مشاربهم وتباينت جداول نومهم واستيقاضهم.
إنه سيضطر فئة الشباب أن تأوي إلى أوكارها في ساعة مبكرة فينتظم عقد الأسرة وتعيش جزءاً من يومها مع بعضهم البعض، ويقبل الطالب على مدرسته أو جامعته متهيئ النفس صافي الذهن، وقل مثل ذلك بالنسبة للموظف مع وظيفته.
أليس هذا أولى من تجمع فئات من المراهقين في الشوارع وأمام المطاعم الفارهة ومزاولة التفحيط والإزعاج إلى قبيل الفجر.
لماذا وبأي حق تبقى تلك المقاهي التي في أطراف المدن إلى ساعات متأخرة من الليل وبعضها إلى طلوع الفجر.
أليس كثيراً من تلك المقاهي بيئة خصبة لنشر الفساد الأخلاقي وترويج المخدرات وانحراف الأحداث ونشوء الخصومات المؤدية إلى جرائم تصل إلى القتل في بعض الأحيان، واسألوا مراكز الشرطة فعندها الخبر اليقين.
إنه من خلال استماعي لآراء وانطباعات عدد من المواطنين وجدت أن الغالبية منهم تبارك صدور مثل هذا النظام وترى إيجابيات لا تحصى منها الظاهر للعيان الآن ومنها ما ستبديه الأيام.
ثم أليس هذا النظام يتوافق مع السنن الإلهية التي قضت بأن النهار معاشاً وأن الليل سكناً.
(وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سُباتا وجعل النهار نشورا) "سورة الفرقان: 47".
(وجعلنا نومكم سُباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النار معاشا) "سورة النبأ: 9-11".
(وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار) "سورة الأنعام: 60".
(هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مُبصرا) "سورة يونس: 67".
(ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) "سورة القصص: 73".
وصح عن الهادي البشير قوله عليه الصلاة والسلام: (بورك لأمتي في بكورها).
@ عضو مجلس الشورى
منقول