المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد علماء الأمه على إشارات البابا المسيئة للإسلام!!!


أصالةعتيبة
03-27-2007, 05:07 PM
أخواني وأخواتي أعضاء منتداي العزيز...
رأيت أن من الواجب علي أن أنقل لكم هذا الموضوع وأرجوا من الله أن تستفيدوا منه .....
للدفاع عن ديننا :)
ولرد من يريد أن يشككنا في هذا الدين العظيم....
بالحكمه والموعظه الحسنة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على النبي محمد وعلى آله وسلّم

رسالة مفتوحة إلى قداسة البابا بندكت 16بسم الله الرحمن الرحيم "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (القرآن العظيم، العنكبوت 29: 46)

قداستكم،

نحسب أنه من الملائم ضمن سياق روح النقاش المفتوح وفيما يتصل بمحاضرتكم التي ألقيتموها في جامعة رِجنسبورغ في ألمانيا بتاريخ 12 سبتمبر 2006، أن نتناول استخدامكم لمناظرة جرت بين الامبراطور مانويل الثاني باليولوجوس ورجل ’فارسي مثقف‘ كنقطة بداية لخطابكم حول العلاقة بين العقل والإيمان. ففي الوقت الذي نُطري فيه جهودكم التي تبذلونها في معارضة هيمنة الفلسفة الوضعية والمادية في حياة الإنسان، لا بد لنا أن ننوه إلى بعض الأخطاء التي وردت في إطار الطريقة التي أشرتم فيها إلى الإسلام على أنه الجهة المقابلة للاستعمال المناسب للعقل؛ بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي وردت في التأكيدات التي سقتموها لدعم حجتكم.

’لا إكراه في الدين‘

لقد ذكرتم بأنه "وفقاً لما يقرره أهل الدراية" فإن الآية القرآنية التي مطلعها "لا إكراه في الدين" (البقرة، 2: 256) كانت في بداية أمر النبي عندما "كان ضعيفاً وتحت التهديد"، وهذا غير صحيح. والصحيح الثابت أن هذه الآية تعود إلى الوقت الذي كان فيه التنزيل القرآني متوافقاً ومنسجماً مع واقع السيطرة السياسية والعسكرية للأمة الإسلامية الفتيّة. لم تكن آية ’لا إكراه في الدين‘ أمراً للمسلمين بالبقاء ثابتين راسخين أمام رغبة الذين ظلموهم وعذبوهم لإرغامهم على التخلي عن دينهم وإيمانهم؛ ولكنها جاءت تذكيراً للمسلمين أنفسهم عندما تحققت لهم أسباب القوة والمنعة أنه ليس باستطاعتهم أن يرغموا قلوب غيرهم ويحملوها على الإيمان. ’لا إكراه في الدين‘ تخاطب أولئك الذين هم في حالة القوة وليس الضعف. ولقد بيّنت التفاسير الأولى للقرآن الكريم (مثل تفسير الطبري) بأن المسلمين في المدينة أرادوا إرغام أبنائهم ليتحوّلوا من اليهودية أو النصرانية إلى الإسلام، فكانت هذه الآية جواباً دقيقاً لهم بألا يحاولوا أن يُكرِهوا أبناءهم حتى يدخلوا في الإسلام. هذا بالإضافة إلى أن المسلمين لديهم أيضاً توجيهات قرآنية هادية في هذا الصدد مثل: " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .." (الكهف، 18: 29)؛ وأيضاً: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" (الكافرون، 109: 1-6).

تنزيه الإله

لقد قلتم أيضاً أن: "الإله، بالنسبة إلى التعاليم الإسلامية، مُنَزّه تنزيهاً مطلقاً" بتبسيط يمكن أن يكون مؤدّاه مضللاً. فلقد بَيَّن القرآن أنه: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" (الشورى، 42: 11)، ولكنه بيّن أيضاً: " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (النور، 24: 35)، وقال: "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" (ق، 50: 16)، وقال: "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ" (الحديد، 57: 3)، وقال: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ" (الحديد، 57: 4)، وقال: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ" (البقرة، 2: 115)؛ وكذلك دعنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلّم الذي يبيّن فيه أن الله يقول في العبد الصالح: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها" (صحيح البخاري 6581، كتاب الرقاق).

وفي مجال التعليم المتعلق بالروحانيات وعلم الكلام والفلسفة، يعتبر المفكر ابن حزم (المتوفى 1069م) الذي استشهدتم به شخصية هامشية جداً – وإن كان ذا شهرة – وهو ينتمي إلى المدرسة الفقهية الظاهرية التي لا يتبعها أي مسلم في العالم اليوم. وإذا أراد إنسان البحث عن عبارات ونصوص أصيلة بشأن عقيدة التنزيه، فإن هناك شخصيات أهم بكثير من ابن حزم من حيث تأثيرهم ومرجعيتهم في مجال العقيدة الإسلامية مثل الإمام الغزالي (المتوفى 1111م).

لقد اقتبستم مناقشة مفادها أنه بسبب أن الامبراطور "كان متأثراً بشدة بالفلسفة اليونانية" فإن فكرة أن "الله لا يرضى عن سفك الدماء" "أمر بَدَهي" بالنسبة له، وأنها بالنسبة للتعاليم الإسلامية بشأن تنزيه الإله عُرضَت كنموذج مقابل. فقولكم أن إرادة الله بالنسبة للمسلمين "غير مقيّدة بأي مقولة من مقولاتنا" يعتبر تبسيطاً أيضاً يمكن أن يفضي إلى سوء فهم. إن لله في دين الإسلام أسماء كثيرة منها: الرحيم والعدل والبصير والسميع والعليم والودود واللطيف. وإن اعتقاد المسلمين التام بوحدانية الله وأنه "وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ" (الإخلاص، 112: 4) لم يؤدِّ إلى إنكارهم نسبة هذه الصفات إلى الله وإلى خلقه، (مع الوضع جانباً الآن فكرة ’المقولات‘ وهي عبارة تحتاج إلى إيضاح أكثر في هذا السياق). وحيث أن هذا أمر يتعلق بإرادة الإله، فاستنتاجكم أن المسلمين يؤمنون بإله مزاجي يمكن أن يأمرنا بالشر أو يمكن ألا يفعل، من شأنه أن يُغفِل قول الله في القرآن: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل، 16: 90)؛ تماماً كما يُغفِل قوله تعالى: "كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ " (الأنعام، 6: 12، انظر أيضاً 6: 54)؛ وبأنه قال: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" (الأعراف، 7: 156). وإن كلمة رحمة يمكن أيضاً أن تترجم إلى الحب واللطف والشفقة. ومن كلمة الرحمة جاءت العبارة المقدّسة التي يستعملها المسلمون يومياً، ’بسم الله الرحمن الرحيم‘. فهل هو أمر غيرُ بَدَهي أنّ سفك دم بريء يتعارض مع الرحمة والشفقة؟

استعمال العقل

إن التعاليم الإسلامية غنية بتنقيباتها وبحوثها في طبيعة الذكاء الإنساني وعلاقته بكنه الإله وإرادته، ويتضمن ذلك تساؤلات بشأن ما هو بَدَهي وما هو غير بَدَهي. لكن الفصل بين ’العقل‘ من جهة و’الإيمان‘ من جهة أخرى لا يوجد بنفس هذا الشكل تماماً في الفكر الإسلامي؛ بل أدرك المسلمون قوة الذكاء الإنساني وحدوده بطريقتهم الخاصة، مقرّين بتسلسل هرمي للمعرفة يقع العقل في جزء هامّ جداً منه. وهناك تطرّفان عمل المنهج الفكري الإسلامي الأصيل على تحاشيهما عموماً: الأول، جعل العقل التحليلي هو الحَكَم النهائي على الحقيقة؛ والآخر، هو إنكار قوة الإدراك الإنساني في تناول التساؤلات المطلقة. والأهم من ذلك بكثير، أن البحوث الفكرية للمسلمين خلال العصور في أنماطها الأكثر نضجاً ورواجاً قد حافظت على انسجام وتوافق بين حقائق التنزيل القرآني ومطالب الذكاء الإنساني دون التضحية بأحدهما من أجل الآخر. يقول الله تعالى: "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" (فصّلت، 41: 53). هذا وإن العقلَ آيةٌ من بين آيات كثيرة بداخلنا، دعانا الله للتأمل فيها والتأمل بها، كوسيلة لمعرفة الحقيقة.

ما الحرب المقدّسة؟

نود الإشارة إلى أن "الحرب المقدسة" مصطلح ليس له وجود في المفردات الإسلامية؛ بينما يوجد الجهاد، ولا بد من التأكيد هنا، أنه يعني المجاهدة والمناضلة، وخصوصاً الجهاد في سبيل الله. إن هذا الجهاد يمكن أن يأخذ أشكالاً كثيرة، بما في ذلك استخدام القوة. وبالرغم من أن الجهاد يمكن أن يكون مقدساً إذا كان في سبيل غاية قدسية، إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون "حرباً". وعلاوة على ذلك، تجدر الملاحظة إلى أن مانويل الثاني باليولوجوس يقول بأن "العنف" يتعارض مع طبيعة الإله، ولكن المسيح نفسه استعمل العنف ضد صّرافي الأموال في المعبد، وقال: "لا تظنّوا أنني أتيت لأجلب السلام في الأرض، لم آتِ لجلب السلام ولكن جئت بالسيف.." (متّى، 10: 34-36). وعندما أغرق الله فرعون، هل كان يتصرّف على عكس طبيعته؟ ربما قصد الإمبراطور القول أن القسوة والوحشية والعدوان ضد طبيعة الإله، وهذا ما يؤكّد عليه فقه وقانون الجهاد التقليدي الأصيل في الإسلام تماماً.

لقد قلتم بأن "الإمبراطور عَلِم بالطبع التعليمات التي طُوّرت فيما بعد ودُوّنت في القرآن فيما يتعلق بالحرب المقدّسة"، ولكن كما أشرنا أعلاه بخصوص ’لا إكراه في الدين‘ فإن التعليمات آنفة الذكر لم تكن فيما بعد على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، تبيّن أقوال الإمبراطور حول اعتناق الدين بالعنف بأنه لم يكن يدري ما هي هذه التعليمات وكيف كانت دائماً.

ويمكن تلخيص القواعد الإسلامية الأصيلة المعتمدة الخاصة بالحرب في المبادئ التالية:
غير المقاتلين ليسوا أهدافاً جائزة أو شرعية. ولقد تم التأكيد على هذا مراراً وبشكل واضح من قبل النبي وأصحابه ومن قِبَل أهل العلم منذ ذلك الحين.
الاعتقاد الديني لوحده لا يجعل أي إنسان هدفاً للنيل منه. فالمجتمع الإسلامي الأول كان أفراده يقاتلون وثنيين قاموا بطردِهم من ديارهم وظلمِهم وتعذيبِهم وسفكِ دمائهم. وبعد ذلك كانت الفتوحات الإسلامية ذات طبيعة سياسية.
المسلمون يمكنهم أن يعيشوا بسلام مع جيرانهم وينبغي عليهم ذلك. "وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ" (الأنفال، 8: 61). ومع ذلك، فهذا لا يمنع حقهم الشرعي في الدفاع عن أنفسهم والحفاظ على سيادتهم واستقلالهم.
والمسلمون ملتزمون تماماً بالتقيّد بهذه القواعد كالتزامهم بالبعد عن السرقة والزنا. وإذا نظم الدين تشريعاً للحرب وحدد الظروف التي تجعله ضرورياً وعادلاً، فذلك لا يجعل هذا الدين ديناً عدوانياً، كما لو أن الدين وضع نظاماً خاصاً بالعلاقة الجنسية فإن ذلك لا يجعل الدين ديناً شهوانياً. وإذا استخف البعض بالتعاليم والمبادئ الراسخة بقوة وعلى مدى طويل من أجل أحلام يوطوبية حيث الغاية تبرر الوسيلة، فبذلك يكون فعلهم من قبيل الهوى والرغبة الخاصة وليس من جرّاء مرسوم أو قانون صادر عن الله أو عن نبيّه أو عن أهل العلم. يقول الله في القرآن العظيم: "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى" (المائدة، 5: 8). وفي هذا السياق، لا بد من بيانِ أن جريمة القتل التي وقعت بتاريخ 17/9/2006 وراح ضحيتها راهبة كاثوليكية بريئة – وأية أعمال عنف فردية مخزية وشائنة مماثلة أخرى – كردة فعل لمحاضرتكم في جامعة رِجنسبورغ، هي لا تمت بصلة إلى الإسلام أبداً، ونحن ننكر مثل هذه الأفعال تماماً.

اعتناق الدين بالإكراه

إن الفكرة التي مفادها أن المسلمين مأمورون بنشر دينهم "بالسيف" وأن الإسلام في الواقع انتشر بشكل هائل "بالسيف" لا يعضدها التدقيق وإمعان النظر. وحقيقة الأمر أن الإسلام من حيث كونه كياناً سياسياً فقد انتشر بشكل جزئي نتيجة للفتوحات، لكن الجزء الأكبر من توسعه قد تحقق نتيجة للنشاط الدعوي. فالتعاليم الإسلامية لم تنص على أن سكان البلاد المفتوحة يتعيّن إرغامهم أو إكراههم حتى يتحولوا إلى الإسلام. وفي الواقع، إن كثيراً من المناطق الأولى التي فتحها المسلمون بقيت أغلب أجزائها غير مسلمة لقرون من الزمان. ولو أن المسلمين رغبوا بإكراه الناس جميعهم حتى يعتنقوا دينهم، لما بقي هناك كنيسة واحدة أو معبد يهودي في أي مكان من العالم الإسلامي. وإن الأمر الإلهي الذي تتضمنه آية "لا إكراه في الدين" تعني الآن ما عنته في ذلك الوقت. وإنه لم يكن مجرد كون الشخص غير مسلم مبرراً شرعياً للحرب قط لا في الشريعة ولا في العقيدة الإسلامية. وبالنسبة لقوانين الحرب، يبدي التاريخ أن بعض المسلمين قد خرقوا المبادئ الإسلامية فيما يتعلق بإكراه غيرهم على اعتناق الدين وبمعاملة أقوام الأديان الأخرى، ولكن التاريخ يبدي أيضاً بأن هذه التصرفات بلا أدنى ريب هي استثناء يُثبت القاعدة. وإننا نوافق بالتأكيد على أن إكراه الآخرين على الاعتقاد – إن كان ذلك يتأتّى حقيقة على أية حال - هو أمر غير مرضيٍ عند الله، وأن الله لا يرضى عن سفك الدماء البريئة. ونحن في حقيقة الأمر نؤمن ويؤمن المسلمون دائماً بقول الله: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة، 5: 32)

شيء جديد؟

لقد ذكرتم تأكيد الإمبراطور بأن "أي شيء جديد" جاء به النبي كان "شريراً ولا إنسانياً، مثل أمره المزعوم بنشر الدين الذي يدعو إليه بالسيف". هذا وإن الأمر الذي فشل الإمبراطور في إدراكه ومعرفته – علاوة على أن واقع مثل هذا الأمر (كما ذُكر أعلاه) ليس له وجود في الإسلام مطلقاً - هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدّعِ أنه جاء بشيء جديد من الأساس. يقول الله تعالى في القرآن العظيم: "مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ" (فُصّلت، 41: 43)، ويقول أيضاً: "قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ" (الأحقاف، 46: 9). وهكذا فإن الإيمان بالله الواحد ليس من خصائص أي دين دون غيره. و وفقاً للعقيدة الإسلامية فإن جميع الأنبياء الحقيقيين (عليهم السلام) كانوا يدعون أقواماً مختلفين في أزمنة مختلفة إلى الحقيقة ذاتها. فمن الممكن أن تكون الشرائع مختلفة، ولكن الحقيقة لا تتغيّر.

"أهل الدراية"

لقد أشرتم مرة من دون تحديد إلى "أهل الدراية" (بشأن الإسلام)، وفعلياً قمتم أيضاً بنقل كلام عالِمَين كاثوليكيَين بالاسم، الأستاذ (عادل) تيودور خوري و(الأستاذ المساعد) روجر أرنالدِز. ويكفي القول هنا أنه بينما يَعتبر كثيرٌ من المسلمين أن هناك منصفين من غير المسلمين والكاثوليك الذين من الممكن أن يُعتبروا حقيقة "أهل دراية" في دين الإسلام، إلا أن المسلمين لم يصادقوا حسب علمنا على "أهل الدراية" الذين أشرتم إليهم ولا يقرّون لهم بأنهم يمثلون المسلمين أو وجهات نظرهم. لقد كررتم بتاريخ 25/9/2006، ما جاء في بيانكم الهام في مدينة كولونيا في ألمانيا بتاريخ 20/8/2005، أن "الحوار بين الأديان والثقافات فيما بين المسيحيين والمسلمين لا يمكن تقليصه إلى مستوى الشيء ’الزائد الاختياري‘، فهو في الواقع ضرورة أساسية حيوية يعتمد عليها مستقبلنا بمقدار كبير". وفي الوقت الذي نوافقكم فيه تماماً، إلا أنه يبدو لنا بأن جزءاً كبيراً من هدف الحوار بين الأديان يكمن في أن نجاهد من أجل الإصغاء إلى الأصوات الفعلية لأولئك الذين نتحاور معهم، وليس فقط لأولئك الذين ينتمون إلى جماعتنا.

النصرانية والإسلام

إن النصرانية والإسلام يعتبران الأكبر وثاني أكبر دينين في العالم وفي التاريخ، حيث يشكل النصارى والمسلمون حسب التقارير ثلث العالم وخمس العالم على التوالي. وهم يشكلون معاً أكثر من 55% من عدد سكان العالم، مما يجعل حُسن العلاقة بين مجتمعات هذين الدينين أهم عامل من العوامل المساهمة في إحلال سلام مؤثر حول العالم. وباعتباركم قائداً لأكثر من مليار كاثوليكي ومثالاً أخلاقياً لكثيرين غيرهم في أرجاء المعمورة، فربما تكونون أنتم الصوت الأوحد والأهم في مواصلة المضي قدماً في هذه العلاقة باتجاه التفاهم المتبادل. ونحن نشارككم الرغبة في إقامة حوار صريح مخلص وندرك أهميته في عالم يشتد الترابط فيه بشكل متزايد. وعند إقامة حوار مخلص صريح فإننا نأمل في الاستمرار ببناء علاقات وئام وصداقة مؤسسةٍ على الاحترام والانصاف المتبادلَين وعلى ما يجمعنا جوهرياً من الإرث المشترك المرتبط بالنبي إبراهيم (عليه السلام)؛ وخصوصاً ’الوصيتين العُظْمَيين‘ في إنجيل مرقص، 12: 29-31 (وبشكل مختلف في إنجيل متّى، 22: 37-40) ’الرب إلهنا رب واحد، وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، هذه هي الوصية الأولى؛ و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين‘.

وعلى ذلك، فإن المسلمين يقدرون الكلمات الآتية الصادرة من مجلس الفاتيكان الثاني:


تكنّ الكنيسة أيضاً احتراماً عالياً للمسلمين، فهم يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحيم القادر، خالق السماوات والأرض، والذي كلّم البشر أيضاً. وهم يجتهدون في الخضوع الكامل لأوامر الله دون تحفظ، تماماً مثل خضوع إبراهيم لقضاء الله، وهو الذي يربط المسلمون دينهم بدينه بشدة. وبالرغم من أنهم لا يقرّون بأن عيسى المسيح إله، إلا أنهم يوقرونه باعتباره نبياً، وهم يجلّون أمه العذراء أيضاً ويذكرونها حتى في أوقات تضرعهم الخاشع؛ ويترقبون أيضاً يوم القيامة والثواب من الله بعد بعث الأموات. ولهذا السبب هم يعظمون الحياة المستقيمة ويعبدون الله خاصة من خلال الصلوات والصدقات والصوم. (نوسترا إيتاته، 23/10/1965).كذلك وبنفس القدْر، يثمّن المسلمون كلمات البابا الراحل يوحنا بولص الثاني والذي يحترمونه ويقدرونه كثيراً:


نحن المسيحيين نعترف بكل سرور بالقيم الدينية التي نشترك فيها مع الإسلام. وأود اليوم أن أكرر ما قلته لشباب مسلمين في الدار البيضاء قبل بضعة سنين: "نحن نؤمن بالإله نفسه، الإله الواحد الحي، الإله الذي خلق العالم وأخرج مخلوقاته في أكمل صورة" (انسجْنَمِنْتي، VIII/2، [1985]، صفحة 497، اقتبست من كلمة خلال عظة عامة بتاريخ 5/5/1999).كما يقدر المسلمون أيضاً تعبيرَكم الشخصي غيرَ المسبوق عن الأسف وإيضاحَكم وتأكيدَكم (في 17/9/2006) بأن الاقتباس الذي استعملتموه لا يعكس رأيكم الشخصي، بالإضافة إلى تأكيد أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال تارشيزيو بيرتوني (في 16/9/2006) على ما جاء في الوثيقة الصادرة عن مجلس الفاتيكان نوسترا إيتاته. وأخيراً، فإن المسلمين يقدّرون تعبيركم عن "الاحترام الكامل والعميق لجميع المسلمين" أمام مجموعة مجتمعة من سفراء دول إسلامية بتاريخ 25/9/2006.

نأمل بأننا سوف نتجنّب جميعاً أخطاءَ الماضي ونتحاشاها ونعيش سوية في المستقبل بسلام، وتسامح واحترام متبادلين.

والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله

الموقعون:
1ـ الشيخ أبو بكر أحمد المليباري الأمين العام لجمعية علماء أهل السنّة والجماعة في الهند
2 ـ الشيخ أحمد الكبيسي مؤسس هيئة العلماء في العراق
3 ـ الدكتور أحمد بدر الدين حسّون المفتي العام للجمهورية العربية السورية
4 ـ الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان
5 ـ الشيخ أحمد هاشم موزدي رئيس نهضة العلماء في إندونيسيا
6 ـ الدكتور السيد حسين نصر أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن أميركا
7 ـ الشيخ حمزة يوسف هانسن مؤسس ومدير معهد الزيتونة ـ كاليفورنيا (أميركا)
8 ـ الشيخ محمد عبد الله بيجي قاراتشاي نائب مفتي روسيا
9 ـ الشيخ شيفقو عمرباشيتش مفتي كرواتيا
10ـ الدكتور طارق السويدان مدير عام قناة الرسالة الفضائية الكويت
11 ـ الأستاذ عبد الحكيم مراد ونتر أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات الإسلامية، كلية اللاهوت، جامعة كيمبردج مدير الأمانة الأكاديمية الإسلامية ـ بريطانيا
12 ـ الدكتور عبد العزيز عثمان التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والتعليم والثقافة المغرب
13 ـ الدكتور مولاي عبد الكبير العلوي المودغري مدير عام هيئة بيت مال القدس الشريف، وزير الشؤون الإسلامية سابقاً، المغرب
14 ـ الشيخ عبد الله بن محفوظ بن بيّه الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز في السعودية، نائب رئيس ووزير العدل ووزير التعليم ووزير الشؤون الإسلامية سابقاً في موريتانيا
15 ـ الدكتورة عبلة محمد الكحلاوي عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر
16 ـ الدكتور عز الدين إبراهيم مستشار ثقافي بوزارة شؤون الرئاسة بالإمارات ـ الإمارات
17 ـ الحبيب علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ إمام جامع تريم ورئيس مجلس الإفتاء في تريم ومحاضر بكلية الشريعة بتريم (اليمن)
18ـ الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية مصر
19 ـ الحبيب علي زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري مؤسس ومدير عام مؤسسة طابة اليمن
20 ـ الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية، تريم، حضرموت اليمن
21 ـ الأستاذ الدكتور عمر جاه أستاذ الفكر والحضارة الإسلامية في غامبيا ـ غامبيا
22 ـ الأستاذ الدكتور الأمير غازي بن محمد بن طلال رئيس مجلس إدارة مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ـ الأردن
23 ـ الأستاذ الدكتور فاروق حمادة أستاذ السنّة وعلومها بجامعة محمد الخامس ـ المغرب
24 ـ الشيخ محمد إقبال سُلّم نائب أمين عام نهضة العلماء بإندونيسيا ـ إندونيسيا
25 ـ الشيخ محمد الصادق محمد يوسف مفتي عام أوزباكستان أوزباكستان
26 ـ الشريف محمد العلويني رئيس الأكاديمية الأوربية للثقافة والعلوم الإسلامية في بروكسل بلجيكا
27 السيد محمد بن محمد المنصور مرجع الزيدية ـ اليمن
28 ـ مفتي العدل محمد تقي عثماني نائب رئيس دار العلوم، كراتشي ـ باكستان
29 ـ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس قسم العقائد والأديان بجامعة دمشق سورية
30 ـ الأستاذ الدكتور محمد عبد الغفار الشريف الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت ـ الكويت
31 ـ آية الله محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إيران
32 ـ الدكتور محمد هاشم كمال عميد المعهد الدولي للفكر والحضارة الإسلامية، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه، الجامعة الإسلامية الدولية ـ ماليزيا
33 ـ الأستاذ الدكتور الشيخ مصطفى تسيرتش رئيس العلماء والمفتي العام لدولة البوسنة والهرسك
34 ـ الأستاذ الدكتور مصطفى كاجريسي مفتي عام اسطنبول ـ تركيا
35 ـ الشيخ معمّر زوكورليتش مفتي السنجق ـ البوسنة والهرسك
36 ـ الشيخ نجاد غرابوس مفتي سلوفينيا ـ سلوفينيا
37 ـ الشيخ نعيم ترنافا مفتي عام كوسوفوـ كوسوفو
38 ـ الشيخ نوح حاميم كلر مرشد من مشايخ الطريقة الشاذلية، وزميل أول في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، الأردن ـ أميركا

المستقل
03-29-2007, 07:18 AM
شكرا" اخت على نقل الرساله وتشكرين ميه مره

لكن فيه بعض (المشايخ) اللي موقعين على الرساله عليهم علامه استفام

أصالةعتيبة
04-01-2007, 02:47 AM
مشكور أخوي المستقل على مرورك الكريم
واللي عليهم علامة استفهام أنا معاك
بس أهم
شي الرد مافيه الحمدلله خطأ .... وأنا والله من زمان وودي أعرف كيف أرد لو قابلت أحد يقولي الإسلام انتشر بالسيف؟؟ والحمدلله لقيت الجواب...
وأتمنا ان الكل يستفيد.

Dr.Abady
04-01-2007, 02:30 PM
الله يحفظ علماؤنا

شكرا على النقل
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°Dr.Abady°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°