قثامي 2008
03-26-2007, 11:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قرأت امس في جريدة الوطن الموضوع الرائع عن الاعراف القبلية
أعجبني الموضوع و وودتت أن تقرأوة علما بأن المتخصص هو مسحل بن حازم الدهاسي القثامي العتيبي
وهذا هو الموضوع كاملا..
من مصطلحاته "المنصوبة" والأسية" و"الحفلان والكفلان" و"الجمل" و"الوسيم"
العرف القبلي ينهي منازعات تستغرق سنوات بالمحاكم في ساعات
الفصل في القضايا عرفيا يحقق الشعور بالمكانة والرضا النفسي وتصفية النفوس
الطائف: ساعد الثبيتي
أكثر القضايا تعقيدا وأقوى الخصومات والمنازعات بين الأفراد والقبائل، والتي يستغرق النظر فيها لدى المحاكم سنوات عديدة يمكن حلها في جلسة واحدة، وفي منزل المجني عليه أو المدعي، عن طريق الأعراف القبلية المتعارف عليها لدى جميع أبناء قبائل المملكة.
ومع التطور المطرد الذي طرأ على المجتمعات، والفتور الذي شاب العلاقات بين أبناء القبائل، وبروز لغة الملايين أصبحت الأعراف القبلية، وتدخل مشايخ القبائل وأعيانها لحل القضايا والفصل في المنازعات أمراً ثانوياً نادر الحدوث، لا يلجأ له إلا القلة، وفي أصعب الظروف، على الرغم من أن الفصل في القضايا عرفيا يحقق نتائج كثيرة، لا تتحقق بالفصل رسميا، منها الشعور بالمكانة، والرضا النفسي، وتصفية النفوس بين الأطراف.
وكشف المتخصص في الأعراف القبلية مسحل بن حازم الدهاسي العتيبي أن المنازعات والمخاصمات والقضايا مهما كان حجمها حتى القتل، كان يفصل فيها بين أبناء القبائل، من قبل أشخاص معروفين ومتخصصين في هذا المجال، وكان هذا الفصل يراعي جميع الجوانب المادية والمعنوية والنفسية، بخلاف الفصل الذي يتم عن طريق الأجهزة الرسمية، والذي لا يراعي سوى الجوانب المادية.
وقال العتيبي "المنصوبة، والأسية، والحفلان والكفلان، والجمل، والوسيم مصطلحات لأنظمة العرف القبلي، لا يعرف معناها كثير من الشباب اليوم، لكنها لا تزال راسخة في أذهان كبار السن من أبناء القبائل، وكم من قضايا ومنازعات وخصومات وئدت في مهدها بفضل الله، ثم بفضل رجال نذروا أنفسهم لحل مثل هذه القضايا والمنازعات".
ويشير العتيبي إلى أن من أبرز القضايا التي كانت تحل بالعرف القبلي قضايا القتل، وذلك قبل تفشي لغة الملايين التي برزت أخيرا، يقول "كان مشايخ القبائل وأعيانها يدخلون على ولي الدم، ويطلبونه العفو مباشرة، دون وسائط، ويذكرونه في بداية الأمر بالثواب الذي ينتظره، وما يتحقق له في دينه ودنياه بعد عفوه، ثم يقدمون له مزايا رمزية ومعنوية تجعل له مكانته في المجتمع، ومنها أن تسمي القبيلة التي تفضل عليها بعتق أحد أبنائها جميع المواليد أو بعضهم باسمه، اعترافا بفضله، وجعل له وجاهة خاصة لدى هذه القبيلة، فيما لو حدث أمر مشابه، بحيث تكون وجاهته قائمة لدى هذه القبيلة وقبيلته والقبائل الأخرى، إضافة إلى مزايا تتعلق بمنع المتنازل عنه من الإقامة في منطقة صاحب الدم، ومنع القبيلة من تسمية أبنائها باسم القاتل، كل هذه الأمور مزايا مادية تسهم في إقناع ولي الدم بالتنازل، إضافة إلى ما يقدم له ماديا، ليساعده على إقناع من يشاركه من أفراد الأسرة في المطالبة بدم القتيل كوالدته وزوجته وأبنائه وإخوانه مثلا، ولكن في حدود معينة".
ويستشهد العتيبي ببعض القضايا التي تم حلها بهذه الطريقة، حيث أشار إلى قصة المواطن حمدي بن عون الثبيتي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله، يقول "كنت من ضمن المتابعين لهذه القضية، حيث قدمنا لوالد القتيل 7ملايين ريال، وعندما سلمت له قام بإعادتها لنا، وقال هذه نقودكم، وهذا ابنكم عفا الله عنه، ولم يأخذ ريالا واحدا"، مبينا أن التنازل بمقابل مادي، حتى وإن كان مبالغا فيه، يبقى في النهاية أخف الضررين، ووسيلة لعتق الرقاب من الموت.
وأشار العتيبي إلى أنظمة العرف القبلي التي يخشى عليها من الاندثار، وخاصة أنه ليس هناك كتب تحفظها، وأصبح الذين يعرفون أصولها ومصطلحاتها ويعملون بها محدودين جدا، بعد لجوء المواطنين للجهات الرسمية في كل صغيرة وكبيرة، مضيفا أن أنظمة العرف القبلي لها مشرعون وهم شيوخ قبائل كبار ومعروفون، ومن أمثال هؤلاء المشايخ في المنطقة الغربية والذين توفي بعضهم الشيخ بن هليل الثبيتي، وابن دخين، وابن حميد، ونشأ ابن فهد وابن عنيبر وغيرهم، وهؤلاء هم أساس تلك الأنظمة وحكمهم لا يرد.
وأوضح أن هناك الكثير من المشايخ والأعيان الذين يفصلون في القضايا على أساس هذا التشريع، وحكمهم يكون بالقياس على قضايا مماثلة حكم فيها مشايخ كبار، وهؤلاء إذا حكموا في واقعة، ولم تقنع أحد الطرفين، فإنها تعرض على الخبراء، ويسمى ذلك (بالسومة)، فإن رأوا أنها صائبة، وإلا تم تعديلها.
وقال العتيبي "ومن المصطلحات المتعارف عليها لدى القبائل في الفصل بين المنازعات والخصومات مصطلح (الأسية)، وهو يعني مساواة الجاني بالمجني عليه، فيما لو حدث مثل هذه القضية بأن يرضى بما رضي به الجاني من حكم، ومصطلح (الحفلان والكفلان)، وهو تعهد المحكوم له بأن لا يثير القضية بعد الحكم، وأن تموت في مهدها، ومصطلح (الوسيم)، وهو الحكم بمحكمة لم يحكم بمثلها من قبل، بحيث تبقى رمزا معروفا ومميزا لدى القبائل بأن هذا الحكم لفلان".
وأشار العتيبي إلى أن هناك مصطلحات كثيرة لا يتسع المجال لحصرها، ولكن أصبحت غير معروفة لدى كثير من جيل الشباب، مشيرا إلى أن الأعراف القبلية فيها تعويض نفسي ومادي للمجني عليه أو المتضرر، عندما يشعر بأن شيوخ القبائل تناقش موضوعه وتزوره في منزله، وتتناول الطعام عنده، بما يحقق له مكانة معينة لدى قبيلته، وتقوية لأواصر المودة، لأنه بعد الفصل في القضية ينتهي كل شئ، أما الرجوع إلى الجهات الرسمية فإنه لا يحقق له إلا التعويض المادي، وقد يحصل عليه، ويبقى في النفوس ما يبقى فيها.
وطالب العتيبي إمارات المناطق بإعادة مثل هذه اللجان، لمساعدة الجهات الرسمية في إنهاء الخصومات، قبل وصولها للجهات الرسمية، وقصر لجان إصلاح ذات البين على أعضاء من مشايخ القبائل ممن لهم قدرة على حل المشاكل، ومن لهم كلمة مسموعة لدى أبناء قبائلهم.
قرأت امس في جريدة الوطن الموضوع الرائع عن الاعراف القبلية
أعجبني الموضوع و وودتت أن تقرأوة علما بأن المتخصص هو مسحل بن حازم الدهاسي القثامي العتيبي
وهذا هو الموضوع كاملا..
من مصطلحاته "المنصوبة" والأسية" و"الحفلان والكفلان" و"الجمل" و"الوسيم"
العرف القبلي ينهي منازعات تستغرق سنوات بالمحاكم في ساعات
الفصل في القضايا عرفيا يحقق الشعور بالمكانة والرضا النفسي وتصفية النفوس
الطائف: ساعد الثبيتي
أكثر القضايا تعقيدا وأقوى الخصومات والمنازعات بين الأفراد والقبائل، والتي يستغرق النظر فيها لدى المحاكم سنوات عديدة يمكن حلها في جلسة واحدة، وفي منزل المجني عليه أو المدعي، عن طريق الأعراف القبلية المتعارف عليها لدى جميع أبناء قبائل المملكة.
ومع التطور المطرد الذي طرأ على المجتمعات، والفتور الذي شاب العلاقات بين أبناء القبائل، وبروز لغة الملايين أصبحت الأعراف القبلية، وتدخل مشايخ القبائل وأعيانها لحل القضايا والفصل في المنازعات أمراً ثانوياً نادر الحدوث، لا يلجأ له إلا القلة، وفي أصعب الظروف، على الرغم من أن الفصل في القضايا عرفيا يحقق نتائج كثيرة، لا تتحقق بالفصل رسميا، منها الشعور بالمكانة، والرضا النفسي، وتصفية النفوس بين الأطراف.
وكشف المتخصص في الأعراف القبلية مسحل بن حازم الدهاسي العتيبي أن المنازعات والمخاصمات والقضايا مهما كان حجمها حتى القتل، كان يفصل فيها بين أبناء القبائل، من قبل أشخاص معروفين ومتخصصين في هذا المجال، وكان هذا الفصل يراعي جميع الجوانب المادية والمعنوية والنفسية، بخلاف الفصل الذي يتم عن طريق الأجهزة الرسمية، والذي لا يراعي سوى الجوانب المادية.
وقال العتيبي "المنصوبة، والأسية، والحفلان والكفلان، والجمل، والوسيم مصطلحات لأنظمة العرف القبلي، لا يعرف معناها كثير من الشباب اليوم، لكنها لا تزال راسخة في أذهان كبار السن من أبناء القبائل، وكم من قضايا ومنازعات وخصومات وئدت في مهدها بفضل الله، ثم بفضل رجال نذروا أنفسهم لحل مثل هذه القضايا والمنازعات".
ويشير العتيبي إلى أن من أبرز القضايا التي كانت تحل بالعرف القبلي قضايا القتل، وذلك قبل تفشي لغة الملايين التي برزت أخيرا، يقول "كان مشايخ القبائل وأعيانها يدخلون على ولي الدم، ويطلبونه العفو مباشرة، دون وسائط، ويذكرونه في بداية الأمر بالثواب الذي ينتظره، وما يتحقق له في دينه ودنياه بعد عفوه، ثم يقدمون له مزايا رمزية ومعنوية تجعل له مكانته في المجتمع، ومنها أن تسمي القبيلة التي تفضل عليها بعتق أحد أبنائها جميع المواليد أو بعضهم باسمه، اعترافا بفضله، وجعل له وجاهة خاصة لدى هذه القبيلة، فيما لو حدث أمر مشابه، بحيث تكون وجاهته قائمة لدى هذه القبيلة وقبيلته والقبائل الأخرى، إضافة إلى مزايا تتعلق بمنع المتنازل عنه من الإقامة في منطقة صاحب الدم، ومنع القبيلة من تسمية أبنائها باسم القاتل، كل هذه الأمور مزايا مادية تسهم في إقناع ولي الدم بالتنازل، إضافة إلى ما يقدم له ماديا، ليساعده على إقناع من يشاركه من أفراد الأسرة في المطالبة بدم القتيل كوالدته وزوجته وأبنائه وإخوانه مثلا، ولكن في حدود معينة".
ويستشهد العتيبي ببعض القضايا التي تم حلها بهذه الطريقة، حيث أشار إلى قصة المواطن حمدي بن عون الثبيتي الذي تنازل عن قاتل ابنه لوجه الله، يقول "كنت من ضمن المتابعين لهذه القضية، حيث قدمنا لوالد القتيل 7ملايين ريال، وعندما سلمت له قام بإعادتها لنا، وقال هذه نقودكم، وهذا ابنكم عفا الله عنه، ولم يأخذ ريالا واحدا"، مبينا أن التنازل بمقابل مادي، حتى وإن كان مبالغا فيه، يبقى في النهاية أخف الضررين، ووسيلة لعتق الرقاب من الموت.
وأشار العتيبي إلى أنظمة العرف القبلي التي يخشى عليها من الاندثار، وخاصة أنه ليس هناك كتب تحفظها، وأصبح الذين يعرفون أصولها ومصطلحاتها ويعملون بها محدودين جدا، بعد لجوء المواطنين للجهات الرسمية في كل صغيرة وكبيرة، مضيفا أن أنظمة العرف القبلي لها مشرعون وهم شيوخ قبائل كبار ومعروفون، ومن أمثال هؤلاء المشايخ في المنطقة الغربية والذين توفي بعضهم الشيخ بن هليل الثبيتي، وابن دخين، وابن حميد، ونشأ ابن فهد وابن عنيبر وغيرهم، وهؤلاء هم أساس تلك الأنظمة وحكمهم لا يرد.
وأوضح أن هناك الكثير من المشايخ والأعيان الذين يفصلون في القضايا على أساس هذا التشريع، وحكمهم يكون بالقياس على قضايا مماثلة حكم فيها مشايخ كبار، وهؤلاء إذا حكموا في واقعة، ولم تقنع أحد الطرفين، فإنها تعرض على الخبراء، ويسمى ذلك (بالسومة)، فإن رأوا أنها صائبة، وإلا تم تعديلها.
وقال العتيبي "ومن المصطلحات المتعارف عليها لدى القبائل في الفصل بين المنازعات والخصومات مصطلح (الأسية)، وهو يعني مساواة الجاني بالمجني عليه، فيما لو حدث مثل هذه القضية بأن يرضى بما رضي به الجاني من حكم، ومصطلح (الحفلان والكفلان)، وهو تعهد المحكوم له بأن لا يثير القضية بعد الحكم، وأن تموت في مهدها، ومصطلح (الوسيم)، وهو الحكم بمحكمة لم يحكم بمثلها من قبل، بحيث تبقى رمزا معروفا ومميزا لدى القبائل بأن هذا الحكم لفلان".
وأشار العتيبي إلى أن هناك مصطلحات كثيرة لا يتسع المجال لحصرها، ولكن أصبحت غير معروفة لدى كثير من جيل الشباب، مشيرا إلى أن الأعراف القبلية فيها تعويض نفسي ومادي للمجني عليه أو المتضرر، عندما يشعر بأن شيوخ القبائل تناقش موضوعه وتزوره في منزله، وتتناول الطعام عنده، بما يحقق له مكانة معينة لدى قبيلته، وتقوية لأواصر المودة، لأنه بعد الفصل في القضية ينتهي كل شئ، أما الرجوع إلى الجهات الرسمية فإنه لا يحقق له إلا التعويض المادي، وقد يحصل عليه، ويبقى في النفوس ما يبقى فيها.
وطالب العتيبي إمارات المناطق بإعادة مثل هذه اللجان، لمساعدة الجهات الرسمية في إنهاء الخصومات، قبل وصولها للجهات الرسمية، وقصر لجان إصلاح ذات البين على أعضاء من مشايخ القبائل ممن لهم قدرة على حل المشاكل، ومن لهم كلمة مسموعة لدى أبناء قبائلهم.