مشاهدة النسخة كاملة : هكذا فعل هؤلاء
فلان_999
02-19-2007, 07:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أضع بين يديكم مقاطع مختارة من شريط للشيخ ( محمد بن صالح المنجد ) بعنوان ( هكذا فعل هؤلاء ) وقد جعلته على شكل سلسة متجددة نسأل الله أن ينفع بها
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
اهتمام السلف بالوقت
عنى القرآن والسنة بالوقت من نواحٍ شتى وبصور عديدة ، فقد أقسم الله به في مطالع سور عديدة بأجزاء منه مثل الليل ، والنهار ، والفجر ، والضحى ، والعصر ، كما في قوله تعالى : { واللَّيْلِ إِذَا يَغْشى . والنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } ، { وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ، { وَالضُّحَى . وَاللَّيْلِ إذا سجى } ، { وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِيْ خُسْر } .
والله تعالى إذا أقسم بشيء من خلقه - زمان أو مكان أو شخص - دلَّ ذلك على أهميته وعظمته ، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته .
وقد جاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن ، وتقرر أن الإنسان مسئول عنه يوم القيامة ، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه) رواه الترمذي ( 2416 ) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (7299 ) .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه ، وأن كثيراً من الناس يُحرَم من خيره فينشغل بالمعاصي ، ويترك ما أوجب الله تعالى وأمره به .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ " ، رواه البخاري ( 6049 ) .
من أحوال السلف مع الوقت
قال ابن مسعود : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي" .
وقال الحسن البصري : يا ابن آدم ، إنما أنت أيام ، إذا ذهب يوم ذهب بعضك.
وقال : يا ابن آدم ، نهارك ضيفك فأحسِن إليه ، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك ، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك ، وكذلك ليلتك .
وقال : الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه ، وأما غداً فلعلّك لا تدركه ، وأما اليوم فلك فاعمل فيه .
وقال ابن الجوزي : ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته ، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل ، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل .
وقال ابن القيم : إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .
مواقف للسلف في حفظ الوقت :
حماد بن سلمة
هذا حماد بن سلمة ، يقول عنه تلميذه عبد الرحمن بن مهدي : " لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غداّ، ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً .
وقال موسى بن إسماعيل التبوذكي : لو قلت لكم : إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكاًَ ، لصدقت ؛ كان مشغولاً : إما أن يحدث ، أو يقرأ ، أو يسبِّح ، أو يصلي ، وقد قسّم النهار على ذلك .
الخليل بن أحمد
وكان الخليل بن أحمد الفراهيدي يقول : أثقل الساعات عليّ : ساعة آكل فيها .
أبو يوسف
وأبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة وتلميذه ، يباحث - وهو في النزع- بعض عُوّاده في مسألة فقهية: " قال تلميذه القاضي إبراهيم بن الجراح : مرض أبو يوسف فأتيته أعوده فوجدته مغمى عليه ، فلما أفاق قال لي : يا إبراهيم ، ما تقول في مسألة ؟ قلت : في مثل هذه الحالة ؟! قال : ولا بأس بذلك ، ندرس لعلّه ينجو به ناجٍ . ثم قال : يا إبراهيم ، أيما أفضل في رمي الجمار ، أن يرميها ماشياً أو راكباً ؟ قلت: راكباً . قال : أخطأت . قلت : ماشياً . قال : أخطأت . قلت : قل فيها ، يرضى الله عنك . قال : أما ما كان يوقف عنده للدعاء فالأفضل أن يرميه ماشياً ، وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل أن يرميه راكباً. ثم قمت من عنده ، فلما بلغت باب داره حتى سمعت الصراخ عليه ، وإذا هو قد مات رحمة الله عليه "
وهذا الحافظ عُبيد بن يَعيش شيخ البخاري ومسلم
روى عنه عمار بن رجاء قال : " سمعت عبيد بن يعيش يقول : أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي بالليل، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث " .
ابن جرير الطبري آية من الآيات في حفظ الوقت :
كان يصلي الظهر ، ويجلس يكتب في تصنيفه إلى العصر ، ثم يجلس للناس يقرئ ويُقرأ عليه إلى المغرب ، ثم يجلس للفقه والدرس إلى العشاء الآخرة ، ثم يدخل منزله ، وقد قسم ليله ونهاره في مصلحة نفسه ودينه والخلق كما وقفه الله عز وجل .
وقال الخطيب البغدادي : سمعت السِّمسمي يحكي أن ابن جرير مكث أربعين سنة ، يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة .
وهذا شيخ المحدثين الخطيب البغدادي
كان يمشي وفي يده جزء يطالعه . وما ذلك إلا للحفاظ على الوقت، وكسب الزمن أن يذهب فراغاً أثناء المشي دون استفادة به في جنب العلم .
وهذا الإمام سليم الرازي أحد أئمة الشافعية المتوفى سنة 447 هـ
أنه نزل يوماً إلى داره ورجع ، فقال : قد قرأت جزءاً في طريقي . قال أبو الفرج : وحدثني المؤمل بن الحسن أن رأى سليماً حفي عليه القلم ، فإلى أن قطّه جعل يحرك شفتيه ، فعلم أنه يقرأ بإزاء إصلاحه القلم ؛ لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ".
أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي
يقول ابن عقيل : " إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح ، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره ، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة . وأنا أقصّر بغاية جهدي أوقات أكلي ، حتى أختار سفّ الكعك ، وتحسّيه بالماء على الخبز؛ لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ ، توفراً على مطالعة ، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه ، وإن أجلّ تحصيل عند العقلاء - بإجماع العلماء - هو الوقت ، فهو غنيمة تنتهز فيها الفرص ، فالتكاليف كثيرة والأوقات خاطفة " .
ابن الجوزي
يقول حفيده أبو المظفر : سمعت جدي يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعيّ هاتين ألفي مجلد.
وقال الذهبي : وما علمت أحداً من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل .
ونقل القمي في " الكنى والألقاب " أن براية أقلام ابن الجوزي التي كتب بها الحديث جمعت فحصل منها شيء كثير ، وأوصى أن يسخن به الماء الذي يغسل به بعد موته ، ففعل ذلك فكفت وفضل منها .
شيخ الإسلام ابن تيمية :
قال ابن شاكر الكتبي : إن تصانيفه تبلغ ثلاثمائة مجلد . قال الذهبي : وما يبعد أن تصانيفه إلى الآن تبلغ خمسمائة مجلد .
قال ابن القيم : وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه ، وكلامه ، وإقدامه ، وكتابته ، أمراً عجيباً فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة أو أكثر .
مجد الدين ابن تيمية (جد شيخ الإسلام ابن تيمية)
يروي ابن رجب الحنبلي عنه أعجوبة ، فيقول : " قال شيخنا أبو عبد الله ابن القيم : حدثني أخو شيخنا عبد الرحمن بن عبد الحليم بن تيمية ، عن أبيه ، قال: كان الجد - مجد الدين - إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب ، وارفع صوتك حتى أسمع . قلت (ابن رجب) : يشير بذلك إلى قوة حرصه على العلم ، وحفظه لأوقاته " .
النووي :
قال ابن العطار تلميذ النووي : ذكر لي شيخنا رحمه الله تعالى أن كان لا يضيع له وقتاً ، لا في ليل ولا في نهار ، إلا في الاشتغال بالعلم حتى في الطريق يكررّ أو يطالع ، وأنه دام على هذا ست سنين ، ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقول الحق ، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة بعد عشاء الآخرة ، ويشرب شربة واحدة عند السّحر ، ويمتنع عن أكل الفواكه والخيار ، ويقول : أخاف أن يرطب جسمي ويجلب لي النوم .
ابن النفيس الفقيه مكتشف الدورة الدموية
قال عنه برهان الدين إبراهيم الرشيدي : " كان العلاء بن النفيس إذا أراد التصنيف توضع له أقلام مبرية، ويدير وجهه إلى الحائط ، ويأخذ في التصنيف إملاءً من خاطره ، ويكتب مثل السيل إذا انحدر ، فإذا كَلَّ القلمُ وحَفِيَ رمى به وتناول غيره ، لئلا يضيع عليه الزمان في بري القلم " .
تركي ابن خالد
02-19-2007, 07:23 PM
موضوع رررررررائع
يعطيك الف عافية فلان_999
ودمت بود
مــــــودتي
فلان_999
02-19-2007, 07:26 PM
همة السلف في قراءة القرآن والصيام والبكاء
التابعي أبو شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي عم الأسود .
روى الأعمش عن إبراهيم قال : كان علقمة يقرأ القرآن في خمس ، والأسود في ست ، وعبد الرحمن بن يزيد في سبع .
مسلم بن يسار :
عن عبد الله بن مسلم بن يسار : إن أباه كان إذا صلى كأنه وتدٌ لا يميل لا هكذا ولا هكذا .
عطاء :
وعن ابن جريج قال : صحبتُ عطاء ثماني عشرة سنة ، وكان بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك .
الهمة في قيام الليل
قيام الليل صفة من صفات عباد الله المؤمنين الذين امتدحهم وأثنى عليهم في آيات متعددة منها قوله تعالى: { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون . فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } ، ومنها قوله : { كانوا قليلا من الليل ما يهجعون . وبالأسحار هم يستغفرون } ، وقوله : { يبيتون لربهم سجَّداً وقياماً } .
يحيون ليلهم بطاعة ربهم بتلاوة ، وتضرع ، وسؤال
وعيونهم تجري بفيض دموعهم مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان ، وعند جهادهم لعدوهم من أشجع الأبطـال
بوجوههم أثر السجود لربهم وبها أشعة نوره المتلالي
وقال محمد بن المنكدر : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعة .
وقال مخلد بن حسين :
ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم يذكر الله ويصلي ، فأَغتمُّ لذلك ، ثم أتعزى بهذه الآية { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } .
وقال أبو عاصم النبيل :
كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته .
وعن القاسم بن معين قال : قام أبو حنيفة ليلة بهذه الآية { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } يرددها ويبكي ، ويتضرع حتى طلع الصبح .
وقال إبراهيم بن شماس : كنت أرى أحمد بن حنبل يُحيي الليل وهو غلام .
وقال أبو بكر المروذي : كنت مع الإمام أحمد نحواً من أربعة أشهر بالعسكر ولا يدع قيام الليل وقرآن النهار ، فما علمت بختمة ختمها ، وكان يسرّ ذلك .
وكان الإمام البخاري :
يقوم فيتهجد من الليل عند السحر فيقرأ ما بين النصف إلى الثلث من القرآن ، فيختم عند السحر في كل ثلاث ليال .
وقال العلامة ابن عبد الهادي - يصف قيام شيخ الإسلام ابن تيمية - : وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة .
وقال الحافظ ابن حجر - يصف شيخه الحافظ العراقي - : وقد لازمته ، فلم أره ترك قيام الليل بل صار له كالمألوف .
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي : واعلم أن السلف كانوا فى قيام الليل على سبع طبقات :
الطبقة الأولى : كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية : كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة : كانوا يقومون ثلث الليل ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود ؛ كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه . متفق عليه .
الطبقة الرابعة : كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه .
الطبقة الخامسة : كانوا لا يراعون التقدير ، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام ، فإذا انتبه قام .
الطبقة السادسة : قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبعة السابعة : قوم يُحيون ما بين العشاءين ، ويُعسِّـلون فى السحر ، فيجمعون بين الطرفين .
صور من حال السلف في قيام الليل
عباد بن بشر
يرمى بثلاث سهام وهو يصلي القيام حارساً فينتزعها ويمضي في صلاته . القصة رواها أبو داود ( 198 ) . وحسَّن الحديث الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود " ( 182 ) .
يكلؤنا : يحرسنا . فانتدب : استجاب . الشِّعب : الطريق في الجبل . ربيئة : المشرف
والمهاجري هو : عمار بن ياسر ، والأنصاري هو : عبَّاد بن بشر رضي الله عنهما .
عامر بن عبد قيس القدوة الولي الزاهد أبو عبد الله التميمي البصري
وكان عامر لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر ، فينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول : يا أمارة بالسوء ، إنما خلقت للعبادة .
عن أبي الحسن المجاشعي قال : قيل لعامر بن عبد قيس : أتحدث نفسك في الصلاة ؟ قال : أحدثها بالوقوف بين يدي الله ، ومنصرفي .
صور من قيام النساء
يقول عنها يونس بن ميسرة : كنا نحضر أم الدرداء ، وتحضرها نساء عابدات يقمن الليل كله حتى إن أقدامهن قد انفتخت من طول القيام .
" صفة الصفوة " لابن الجوزي ( 4 / 396 ) .
جارية من جواري الحسن بن صالح
وها هي جارية من جواري الحسن بن صالح كان قد باعها لقوم ، فكانت إذا صلت العشاء افتتحت الصلاة ، فما زالت تصلي إلى الفجر ، وكانت تقول لأهل الدار كل ساعة تمضي من الليل : " يا أهل الدار قوموا ، يا أهل الدار صلوا " ، فقالوا لها : " نحن لا نقوم إلا إلى الفجر " .
فجاءت إلى الحسن بن صالح وقالت : " بعتَني لقوم ينامون الليل كله ، وأخاف أن أكسل من شهود نومهم " فردها الحسن إليه رحمة بها ووفاء بحقها . " صفة الصفوة " ( 3 / 195 ) .
وهذه امرأة الهثيم بن حجاز :
قال عنها الهثيم : كانت لا تنام الليل ، وكنت لا أصبر معها على السهر ، فكنت إذا نعستُ ترش عليَّ الماء في أثقل ما أكون من النوم ، وتنبهني برجلها وتقول : أما تستحي من الله ؟ إلى كم هذا الغطيط ، فوالله إن كنت لأستحي بما تصنع .
النفقة في سبيل الله
قال الله تعالى { مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } [ البقرة / 163 ] .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - فى تفسير هذه الآية - :
فيدخل في هذا إنفاقه فى ترقية العلوم النافعة ، وفي الاستعداد للجهاد في سبيله ، وفي تجهز المجاهدين وتجهيزهم ، وفي جميع المشاريع الخيرية النافعة للمسلمين ، ويلي ذلك الإنفاق على المحتاجين والفقراء والمساكين ، وقد يجتمع الأمران فيكون في النفقة دفع الحاجات والإعانة على الخير والطاعات .
صور من إنفاق السلف
تركت لهم الله ورسوله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالاً ، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقتُه يوماً ، قال : فجئتُ بنصف ما لي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أبقيتَ لأهلك ؟ " قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أبقيتَ لأهلك ؟ " ، قال : أبقيتُ لهم الله ورسوله ، فقلت : لا أسابقه إلى شيءٍ أبداً . رواه الترمذي ( 3675 ) وقال : حسن صحيح ، وأبو داود ( 1678 ) .
يطفئ السراج لئلا يرى ذلَّ المسألة في وجه السائل
وروي عن سعيد ين العاص أنه كان يعشي الناس في رمضان ، فتخلف عنده ذات ليلة شاب من قريش بعدما تفرق الناس ، فقال له سعيد : أحسب أن الذي خلفك حاجة ؟ قال : نعم ! أصلح الله الأمير ، قال : فضرب سعيد الشمعة بكمه فأطفأها ثم قال : ما حاجتك ؟ قال : تكتب لي إلى أمير المؤمنين أن عليَّ ديْناً، وأحتاج إلى مسكن وخادم ، قال : كم ديْنك ؟ قال : ألفا دينار ، وذكر ثمن المسكن والخادم ، فقال سعيد : تكفيك مؤونة السفر ، اغد فخدها منَّا ، فكان الناس يقولون : إن إطفاء الشمعة أحسن من إعطائه المال ، لئلا يرى في وجهه ذل المسألة .
صدقة السر : ( زين العابدين )
فهذا زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله يقول عنه أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدّق به ، ويقول : إن صدقة السرّ تطفئ غضب الرب عزّ وجلّ .
وقال عمرو بن ثابت : لمّا مات علي بن الحسين فغسّلوه ؛ جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره ، فقالوا: ما هذا ؟ فقيل : كان يحمل ِجَرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة .
وعن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل .
صور من إنفاق النساء
وفي نساء السلف قدوة في الجود والعطاء .
حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبل ولا بعد ثم أتى النساء فأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تصدق بخرصها وسخابها . ( يلقين في ثوب بلال )
رواه البخاري ( 5542 ) ومسلم ( 884 ) .
وعن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء ، وجودهما مختلف : أما عائشة فكانت تجمع الشيء حتى إذا إجتمع عندها قسمت ، وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئا لغد .
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 280 ) ، وصححه الشيخ الألباني .
أم المؤمنين ( أم المساكين )
وكانت أم المؤمنين زينب بنت جحش تعمل بيدها ، وتتصدق به في سبيل الله ، يقال لها : " أم المساكين "، وقالت فيها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد موتها : " لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل " . " الإصابة " لابن حجر ( 7 / 669 ) .
الهمة في طلب العلم
وقال ابن الجوزى : " تأملت عجباً ، وهو أن كل شيء نفيس خطير يطول طريقه ، ويكثر التعب في تحصيله ، فإنَّ العلم لما كان أشرف الأشياء لم يحصل إلا بالتعب والسهر والتكرار ، وهجر اللذات والراحة ، حتى قال بعض الفقهاء : بقيت سنين أشتهي الهريسة ولا أقدر ، لأنَّ وقت بيعها وقت سماع الدرس...".
وقال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : " وأما سعادة العلم فلا يورثك إياها إلا بذل الوسع ، وصدق الطلب، وصحة النية " . " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 108 ) ط دار الكتب العلمية .
وقد قيل : من طلب الراحة ترك الراحة .
وقال الإمام النووي في وصيته لطالب العلم : " ينبغي أن يكون حريصًا على التعلم ، مواظبًا عليه في جميع أوقاته ، ليلاً ونهارًأ ، وسفرًا وحضرًا ، ولا يذهب من أوقاته شيئًا في غير العلم إلا بقدر الضرورة لأكل ونوم قدرًا لابد له منه ونحوهما ، كاستراحة يسيرة لإزالة الملل ، وشبه ذلك من الضروريات ، وليس بعاقل من أمكنه درجة ورثة الأنبياء ثمَّ فوتها " . " المجموع شرح المهذب " ( 1 / 37 ) .
ابن عباس
وقد كان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ يأتي أبواب الصحابة في حرِّ الظهيرة يسألهم عن الحديث .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل ، فآتيه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، فتسفي الريح عليّ التراب ، فيخرج فيراني ، فيقول : يا ابن عمّ رسول الله ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك ، فأسألك .
ابن معين :
وهذا ابن معين ـ رحمه الله تعالى ـ خلف له أبوه ألف ألف درهم ، فأنفقها كلها على تحصيل الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه ، وكان حريصاً على لقاء الشيوخ والسماع منهم خشية أن يفوتوه.
قال عبد بن حميد : سألني يحيى بن معين عن حديث أوَّلَ ما جلس إليَّ ، فقلت : حدثنا حماد بن سلم [ التأكد من اسمه ] ، فقال: لو كان من كتابك ، فقمت لأخرج كتابي ، فقبض على ثوبي ، ثم قال : أمْلِه عليَّ ، فإنَّي أخاف أن لا ألقاك، فأمليتُه عليه ، ثمَّ أخرجت كتابي فقرأته عليه .
مكحول :
ومن أئمة التابعين مكحول الشامي (ت 112 هـ) ـ رحمه الله ـ يقول : أُعتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حويتُه فيما أرى ، ثم أتيتُ العراق ، ثمَّ المدينة فلم أدع بهما علْمًا إلا حويتُه فيما أرى ، ثم أتيتُ الشام فغربلتها.
شعبة
فقد ذكروا حديثًا لشعبة لم يسمعه ، فجعل يقول : " واحزناه !! " وكان يقول : إنِّي لأذكر الحديث يفوتني فأمرض
سعيد بن المسيب
قال سعيد بن المسيب : إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد .
سعيد بن جبير
وعن المغيرة بن النعمان قال : سمعت سعيد بن جبير يقول : اختلف أهل الكوفة في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا .. ) الآية ، فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال : نزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ .. ) الآية، في آخر ما نزل ، ما نسخها شيء . يرحل في تفسير آية واحدة من الكوفة إلى المدينة !
عكرمة
قال عبد الرحمن بن حسان : سمعت عكرمة يقول : طلبت العلم أربعين سنة ، وكنت أفتي بالباب ، وابن عباس في الدار .
وقال عكرمة رحمه الله : كان ابن عباس يضع في رجلي الكَبْل [ وهو القيد ] قال البخاري بب التوثق ممن يخشى مَعَرّته ، قال الحافظ : أي فساده وعبثه ، وقيد ابن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن والفرائض .
الحسن البصري :
رحلت إلى كعب بن عجرة من البصرة إلى الكوفة ، فقلت : ما كان فداؤك حين أصابك الأذى؟ قال : شاة .
قتادة بن دعامة التابعي الجليل :
هذا الذي شغله وأفناه تحصيله للعلم عن نفسه ، فيقول لغلامه : يا غلام ، ناولني نعلي ، قال : نعلك في رجلك .
شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك :
قال الإمام أحمد : لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه .
قال علي بن الحسين بن شقيق : قمت لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد (يعني بعد صلاة العشاء) ، فذاكرني عند الباب بحديث ، أو ذاكرته ، فما زلنا نتذاكر ، حتى جاء المؤذن للصبح .
قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي - ( ت 277 هـ ) - :
أحصيت ما مشيت على قدميَّ زيادة على ألف فرسخ - الفرسخ نحو خمسة كيلو مترات - ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا ـ وذلك في المغرب الأقصى ـ إلى مصر ماشيًا ، ومن مصر إلى الرملة ماشيًا ، ومن الرملة إلى بيت المقدس، ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ، ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ، ومن إنطاكية إلى طرسوس ، ثمَّ رجعت من طرسوس إلى حمص ، وكان بَقِي عليَّ شيء من حديث أبي اليمان فسمعته ، ثمَّ خرجت من حمص إلى بيسان ، ومن بيسان إلى الرقة ، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد ، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل ، ومن النيل إلى الكوفة ، كل ذلك ماشيًا ، هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة ، أجول سبع سنين ، وخرجت المرة الثانية ـ وكان سني في هذه الرحلة 47 سنة ـ . " مقدمة الجرح والتعديل " ص ( 359 ) .
قال ابن أبى حاتم : سمعت المزني يقول : قيل للشافعي كيف شهوتك للعلم ؟ قال : أسمع بالحرف ـ أي بالكلمة ـ مما لم أسمعه ، فتود أعضائي أن لها سمعًا تتنعم به ، مثل ما تنعمت به الأذنان .
فقيل له : كيف حرصك عليه ؟ قال : حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال .
فقيل له : فكيف طلبك له ؟ قال : طلب المرأة المضلة ولدَها ليس لها غيره.
[size=7]هكذا فعل هؤلاء العلماء في طلب العلم فماذا فعلت أنت ؟[/size
فلان_999
02-21-2007, 06:58 PM
صور من حياة السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أبي سعيد الخدري :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى ، فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس - والناس جلوس على صفوفهم - فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم ، فإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه ، أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف . قال أبو سعيد : فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان - وهو أمير المدينة - في أضحى أو فطر ، فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي ، فجبذت بثوبه فجبذني ، فارتفع فخطب قبل الصلاة ، فقلت له : غيرتم والله ، قال : أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ، فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم ، فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة " .
ابن عمر
ورأى ابن عمر رضي الله عنه فسطاطاً على قبر عبد الرحمن بن عوف فقال : " انزعه يا غلام ، فإنما يظله عمله .
وعن إبراهيم النخعي رحمه الله قال : " كان أصحاب عبد الله- أي : ابن مسعود - يستقبلون الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها " .
وعن محمد بن أبي هارون أن مثنى الأنباري حدثهم قال : سمع أحمد بن حنبل حسَّ طبل في جواره فقام إليهم من مجلسنا حتى أرسل إليهم فنهاهم .
أبو مسلم الخولاني :
أتى أبو مسلم الخولاني إلى معاوية بن أبي سفيان فقام بين السّماطين (أي الجماعة من الناس) فقال : السلام عليك أيها الأجير . فقال من عنده : أبا مسلم ، السلام عليك أيها الأمير . فقال أبو مسلم : السلام عليك أيها الأجير. فقال معاوية : دعوا أبا مسلم ، فإنه أعلم بما يريد . فقال : اعلم أنه ليس من أجير استرعي رعيّة إلا رب الرعية سائله عنها ، فإن داوى مرضاها وجبر كسراها ، وهنأ جرباها ، ورد أولاها على أخراها ، ووضعها في أنف من الكلأ وصفو من الماء ، وفاه أجره ، وإن كان لم يُداو مرضاها ، ولم يهنأ جرباها، ولم يجبر كسرها ، ولم يرد أولاها على أخراها ، ولم يضعها على أنف من الكلأ وصفو من الماء ، لم يؤته أجرها ، فانظر أين أنت يا معاوية من ذلك . فقال معاوية : يرحمك الله يا أبا مسلم .
وحبس معاوية بن أبي سفيان العطاء يوماً ( العطاء : مرتبات ثابتة لجميع أفراد الشعب تؤدى لهم من بيت المال ) فلما صعد المنبر ، قام إليه أبو مسلم الخولاني وقال : لم حبست العطاء يا معاوية ؟ إنه ليس من كدّك وكد أبيك ولا كد أمك حتى تحبس . فغضب معاوية غضباً شديداً ونزل عن المنبر ، وقال للناس : مكانكم . وغاب عن أعينهم ساعة ، ثم عاد إليهم فقال : إن أبا مسلم كلّمني بكلام أغضبني ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الغضب من الشيطان ، والشيطان خلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليغتسل " وإني دخلت فاغتسلت ، وصدق أبو مسلم ، إنه ليس من كدي ولا كد أبي فهلموا إلى عطائكم .
عطاء بن أبي رباح :
والتابعي الجليل عطاء بن أبي رباح رحمه الله دخل على عبد الملك بن مروان فقال عبد الملك : يا أبا محمد حاجتك ؟ قال : يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة ، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسؤول عنهم ، واتق الله فيمن يقف على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق دونهم الباب ، فقال له : أفعل ، ثم ]نهض وقام ..
سعيد بن المسيب :
قال رحمه الله : لا تملئوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم ، لكيلا تحبط أعمالكم.
قال عبد الله بن جعفر : استعمل ابن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة ، فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير ، فقال سعيد بن المسيّب : لا ، حتى يجتمع الناس ، فضربه ستين سوطاً ، فبلغ ذلك الزبير ، فكتب إلى جابر يلومه ويقول : ما لنا ولسعيد دعه .
سعيد بن جبير :
قالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيْدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ، قَالَ:
أَتَيْنَا سَعِيْداً، فَإِذَا هُوَ طَيِّبُ النَّفْسِ، وَبِنْتُهُ فِي حَجْرِهِ، فَبَكَتْ، وَشَيَّعْنَاهُ إِلَى بَابِ الجِسْرِ، فَقَالَ الحَرَسُ لَهُ: أَعْطِنَا كَفِيْلاً، فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ تُغْرِقَ نَفْسَكَ.
قَالَ: فَكُنْتُ فِيْمَنْ كَفَلَ بِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الحَجَّاجَ قَالَ: ائْتُوْنِي بِسَيْفٍ عَرِيْضٍ.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ ابْنُ جُبَيْرٍ لاَ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ الحَجَّاجُ إِذَا أَتَى بِالرَّجُلِ -يَعْنِي: مِمَّنْ قَامَ عَلَيْهِ- قَالَ لَهُ: أَكَفَرْتَ بِخُرُوْجِكَ عَلَيَّ، فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، خَلَّى سَبِيْلَهُ. فَقَالَ لِسَعِيْدٍ: أَكَفَرْتَ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَقْتُلُكَ؟ قَالَ: اخْتَرْ أَنْتَ، فَإِنَّ القِصَاصَ أَمَامَكَ.
ابن أبي ذئب
وهذه قصة الإمام محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب القرشي العامري : " لما حج أبو جعفر المنصور دعاه وقال له : نشدتك الله ألست أعمل بالحق ؟ أليس تراني أعدل ؟
فقال ابن ذئب رحمه الله : أما إذ أنشدتني بالله فأقول : ما أراك تعدل ، وإنك لجائر ، وإنك لتستعمل الظلمة وتدع أهل الخير .
فجزع أبو جعفر وقال له : قم فاخرج .
ولما دخل المنصورُ مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قام الناس إلا ابن أبي ذئب فقيل له : قم ، قال : إنما يقوم الناس لرب العالمين .
سفيان الثوري :
قال يحيى بن يمان : سمعت سفيان ـ الثوري ـ يقول : إني لأرى المنكر ، فلا أتكلّم فأبول دماً .
قال القعقاع بن حكيم : كنت عند المهديّ وأُتي بسفيان الثوري كبير علماء المسلمين في عصره ، فلما دخل عليه سلّم ، ولم يسلّم بالخلافة ، والربيع قائم على رأسه متكئاً على سيفه يرقب أمره ، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق وقال له : يا سفيان تفرّ هنا وهاهنا ، تظن أن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك ، فقد قدرنا عليك الآن ، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا ؟ قال سفيان : إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر ، يفرق بين الحقّ والباطل . فقال الربيع له : يا أمير المؤمنين ، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا ؟ أتأذن لي أن أضرب عنقه .
فقال له المهدي : اسكت ، ويلك ، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى لسعادتهم ، اكتبوا عهده على قضاء الكوفة ، على أن لا يُعترض عليه في حُكم . فكتب عهده ودفعه إليه ، فأخذه وخرج ورمى به في دجلة وغاب عن أنظار الناس ، فطُلب في كلّ بلد فلم يُوجد ، فعُين مكانه شريك النخعي . صلاح الأمة 3128-129
الأوزاعي وعبد الله بن علي . السير 7/123 :
قال الأوزاعي : لما فرغ عبد الله بن علي من قتل بني أمية بعث إليّ وكان قتل يومئذ نيفا وسبعين منهم ، فدخلت عليه والناس صفان . فقال : ما تقول في مخرجنا وما نحن فيه ؟ فتفكرت ثم قلت لأصدقنه واستبسلت للموت ، ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث الأعمال بالنيات ، وبيده قضيب ينكت به ، ثم قال : ما تقول في قتل أهل هذا البيت [يعني بني أمية] قلت فرويت له قول النبي صلى الله عليه وسلم (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ) . فقال : أخبرني عن الخلافة وصية لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : لو كانت وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك عليٌ رضي الله عنه أحداً يتقدمه . قال : فما تقول في أموال بني أمية ؟ قلت : إن كانت لهم حلالا فهي عليك حرام ، وإن كانت عليهم حراما فهي عليك أحرم . فأمرني فخرجت . فقمت فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت إن رأسي يقع عندها .
قال الذهبي : قلت : قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا سفاكا للدماء صعب المراس ومع هذا فالإمام الأزواعي يصدعه بمر الحق كما ترى لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا قاتلهم الله أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق اهـ
ابن النابلسي السير (16/148)
الإمام القدوة الشهيد أبو بكر ابن النابلسي
طلبه جوهر القائد - في دولة العبيديين - فقال له : " بلغنا أنك قلت : إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب عليه أن يرمي في الروم سهماً وفينا تسعة ؟ قال رحمه الله : ما قلت هذا ، بل قلت : إذا كان معه عشرة أسهم وجب أن يرميكم بتسعة وأن يرمي العاشر فيكم أيضاً ، فإنكم غيرتم الملة ، وقتلتم الصالحين وادعيتم نور الإلهية .
فأمر جوهر القائد بأن يُسلخ من جلده ، فطرح على وجهه بالأرض وشق السلاخون عرقوبيه ، ونفخ كما تنفخ الشاة ، ثم سلخ وهو في كل هذا يقرأ القرآن بصوت قوي ، ثم غشي عليه ، ومات رحمه الله .
قال أبو ذر الحافظ : سمعت الدراقطني يذكره ويبكي ويقول : " كان يقول وهو يُسلخ { كان ذلك في الكتاب مسطوراً } . " سير أعلام النبلاء " ( 16 / 148 ، 149 ) .
الشيخ شمس الدين والسلطان بازيد
حضر السلطان بازيد بن محمد - أحد سلاطين العثمانيين - إلى المحكمة الشرعية بين يدي الشيخ شمس الدين محمد بن حمزة قاضي المحكمة القسطنطينة ليشهد أمامه في قضية من القضايا ، فما كان من الشيخ إلا أن ردّ شهادة السلطان ولم يقبلْها ، وسأل السلطانُ الشيخ عن أسباب رد شهادته ، فقال له الشيخ : إنك تارك للصلاة مع الجماعة .
فابتسم السلطان ، ثم أمر ببناء مسجدٍ أمام دارِه ، ولم يترك صلاة الجماعة بعد ذلك . ( أقباس روحانية لشيث خطاب )
اليونيني ، عبد الله بن عثمان بن جعفر :
جلس بين يديه المعظّم وطلب الدعاء منه . فقال : يا عيسى لا تكن نحساً مثل أبيك ، أظهر الزغل ـ العملة المغشوشة ـ وأفسد على الناس المعاملة .
أبو إسماعيل الأنصاري الهروي . السير (18/503)
شيخ الإسلام الإمام القدوة الحافظ مصنف كتاب ذم الكلام
وكان رحمه الله سيفا مسلولا على المتكلمين
وكان جبلاً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين
قال رحمه الله : عرضتُ على السيف خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك ، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك . فأقول : لا أسكت .
القاضي المنذر بن سعيد البلوطي قاضي قرطبة . السير (16/177)
عمل أمير المؤمنين قبةً بالذهب والفضة وجلس فيها ودخل الأعيان فجاء منذر بن سعيد فقال له الخليفة كما قال لمن قبله هل رأيت أو سمعت أن أحدا من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا ؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر ثم قال : والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ أن أنزلك منازل الكفار . قال : لم ؟ فقال : قال الله عز وجل : (وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) الزخرف . فنكس الخليفة رأسه طويلا ثم قال : جزاك الله عنا خيرا وعن المسلمين ، الذي قلت هو الحق ، وأمر بنقض سقف القبة
فلان_999
02-21-2007, 07:04 PM
صور من شجاعة السلف
شجاعة سماك بن خرشة يوم " أحد "
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال: من يأخذ مني هذا ؟ فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا، قال: فمن يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم، فقال أبو دجانة رضي الله عنه: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين - أي: شق به رؤوسهم. رواه مسلم (2470) .
شجاعة طلحة بن عبيد الله يوم " أحد "
عن قيس بن أبى حازم قال : رأيت يد طلحة التي وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم قد شلت. البخاري ( 3518 ) .
شجاعة الزبير بن العوام يوم " الأحزاب " و " اليرموك "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال : من يأتينا بخبر القوم ؟ فقال الزبير : أنا ، ثم قال إن لكل نبي حوارياً وإن حوارى الزبير . رواه البخاري ( 2691 ) ومسلم ( 2415 ) .
عن عروة بن الزبير أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك : ألا تشد فنشد معك ، فقال: إني إن شددت كذبتم ، فقالوا : لا نفعل ، فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ، ثم رجع مقبلا ، فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر .
قال عروة : كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير .
قال عروة : وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ ، وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ، ووكَّل به رجلاً . رواه البخاري ( 3756 ) .
تقطعت أسيافه الستة ( رضي الله عنه ) وبقية معه صفيحة يمانية :
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ لَقَدْ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ ( البخاري رحمه الله / 4256 ) وفي رواية قال لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَةٌ .
قال ابن حجر رحمه الله : وَهَذَا الْحَدِيث يَقْتَضِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَتَلُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَثِيرًا , وَقَدْ رَوَى أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل الْيَمَن رَافَقَهُ فِي هَذِهِ الْغَزْوَة , فَقَتَلَ رُومِيًّا وَأَخَذَ سَلَبَهُ , فَاسْتَكْثَرَهُ خَالِد بْن الْوَلِيد , فَشَكَاهُ إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَدَلَّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَعْد أَنْ قَامَ خَالِد بْن الْوَلِيد بِالْأَمْرِ , وَهُوَ يُرَجِّح أَنَّ خَالِدًا لَمْ يَقْتَصِر عَلَى حَوْز الْمُسْلِمِينَ وَالنَّجَاة بِهِمْ بَلْ بَاشَرَ الْقِتَالَ , فَيُمْكِن الْجَمْعُ كَمَا تَقَدَّمَ .
شجاعة جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه
عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : أمَّر النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤته زيد بن حارثة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قُتل زيد فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، قال ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب وجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية . رواه البخاري ( 4013 ) .
شجاعة أنس بن النضر رضي الله عنه
عن أنس رضى الله عنه قال :" غاب عمى أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله ، غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن أشهدنى الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ، قال : اللهم إني أعتذر مما صنع هؤلاء - يعنى أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعنى المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إنى أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس : فوجدنا به بضع وثمانين ضربه بالسيف أو طعنه برمح أو رميه بسهم ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببناته قال أنس كنا نرى - أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفى أشباهه "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه …… " إلى آخر الآية " . رواه البخاري ( 2651 ) ومسلم ( 1903 ) .
شجاعة البراء بن مالك بن النضر رضي الله عنه
روى البيهقي في " سننه الكبرى " ( 9 / 44 ) وغيره قال : وفي يوم اليمامة لما تحصن بنو حنيفة في بستان مسيلمة الذي كان يعرف بحديقة الرحمن أو الموت ، قال البراء بن مالك لأصحابه : ضعوني في الجفنة - وهي ترس من جلد كانت توضع به الحجارة وتلقى على العدو - وألقوني ، فألقوه عليهم فقاتل وحده وقتل منهم عشرة وفتح الباب ، وجرح يومئذ بضعاً وثمانين جرحاً ، حتى فتح الباب للمسلمين .
شجاعة عمار بن ياسر رضي الله عنـه
قال ابن عمر : رأيت عماراً يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين أمن الجنة تفرون ؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي ، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهى تذبذب وهو يقاتل أشد القتال .
رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 3 / 254 ) والحاكم في " المستدرك " ( 3 / 453 ) .
شجاعة جليبيب رضي الله عنه
عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له فأفاء الله عليه فقال لأصحابه : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا : نعم ، فلاناً وفلاناً وفلاناً ثم قال : هل تفقدون من أحد ؟ قالوا نعم فلاناً وفلاناً وفلاناً ، ثم قال : هل تفقدون من أحد قالوا : لا ، قال : لكنى أفقد جليبيباً فاطلبوه : فطُلب في القتلى فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقف عليه فقال : قتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه ، هذا مني وأنا منه ، قال : فوضعه على ساعديه ليس له إلا ساعداً النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فحفر له ووضع فى قبره ولم يذكر غسلاً . رواه مسلم ( 2472 ) .
أحمد بن إسحاق . السير (13/37)
الإمام الزاهد العابد المجاهد فارس الإسلام ، من قرى بخارى ، حدث عنه أبو عبد الله البخاري في صحيحه وكان أحد الثقات وبشجاعته يضرب المثل . وكان مع شجاعته من العلماء العباد العاملين . قال عنه الإمام البخاري : ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا الجاهلية مثله .
أخرج سيفه فقال : أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي [كافر] وإن عشت قتلت به ألفاً أخرى ، ولولا خوفي أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي .
وكان يقول : ينبغي لقائد الغزاة لو دخل صيده النار لدخل خلفه .
قتل أحد الكفار وكان يعدونه بألف فارس ، فأرسلوا في طلبه خمسين فارساً نقاوة فقتل منهم تسعة وأربعين وأمسك واحدا قطع بعض أعضائه وأطلقه ليخبر قومه الخبر .
طارق بن زياد :
دخل طارقَ بن زياد إلى الأندلس في ألف وسبعمائة رجل ، وكان ( تذفير ) نائباً عن اللذريق فقاتلهم ثلاثة أيام ، ثم كتب إلى اللذريق ، أن قوماً وصلوا إلينا ما أعلم من الأرض هم أم من السماء ؟ وقد قاتلناهم ولا طاقة لنا بهم ، فأدركنا بنفسك فأتاه لذريق في تسعين ألف فارس فقاتلوهم ثلاثة أيام ، واشتد بالمسلمين البلاء ، فقال طارق : إنه لا ملجأ لكم بعد الله غير سيوفكم ، أين تذهبون وأنتم في وسط بلادهم ، والبحر من ورائكم محيط بكم ، وأنا فاعل شيئاً إما النصر وإما الموت ، فقالوا : وما هو ؟ قال : أقصد طاغيتهم ، فإذا حملت فاحملوا بأجمعكم معي ، ففعلوا ذلك ، فقتل اللذريق وجمع كثير من أصحابه ، وهزمهم الله تعالى ، وتبعهم المسلمون ثلاثة أيام يقتلونهم قتلاً ذريعاً ، ولم يقتل من المسلمين إلا نفر يسير) .(ابن النحاس)
علي بن أسد
كان قد قتل حراما وصنع أموراً عظاماً ، فمر ليلة بالكوفة ، فإذا برجل يقرأ في جوف الليل : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) إلى آخر الآية ، فقال علي : أعد ، فأعاد ، ثم قال أعد ، فأعاد ، ثم قال أعد فأعاد ، فعمد فاغتسل ثم غسل ثيابه فتعبد حتى عمشت عيناه من البكاء ، وصارت ركبتاه كركبتي البعير ، فغزا البحر فلقي الروم ، فقرنوا بمراكب العدو ، قال علي : لا أطلب الجنة بعد اليوم أبداً ، فاقتحم بنفسه في سفائنهم ، فما زال يضربهم ، وينحازوا ويضربهم وينحازوا حتى مالوا في شق واحد فانكفأت عليهم السفينة فغرق وعليه درع الحديد ) ابن النحاس).
أبو الفادية
((رمى العدوُّ جند المسلمين بالنفط ( مادة مشتعلة)، فقال معاوية رضي الله عنه : أما إذا فعلوها ، فافعلوا فكانوا يترامون بها ، فتهيأ رومي لرمي سفينة أبي الفادية في طنجر ، فرماه أبو الفادية بسهم فقتله ، وخر الطنجر في سفينتهم ، فاحترقت بأهلها ، وكانوا ثلاثمائة فكان يقال : رمية سهم أبي الفادية قتلت ثلاثمائة نفس .
ابن فتحون
كان ابن فتحون أشجع العرب والعجم ، وكان المستعين بن المقتدر بالله يرى ذلك له ، ويعظمه ، وكانت النصرانية بأسرها قد عرفت مكانه ، وهابت لقاءه ، فيحكى أن الرومي كان إذا سقى فرسه فلم يشرب ، يقول له : ما بك ؟ اشرب أو رأيت ابن فتحون في الماء ؟
غزا المستعين بلاد الروم ، فتواقف المسلمون والمشركون صفوفاً ، فبرز علج وسط الميدان ينادي ، هل من مبارز ؟ فخرج إليه فارس ، فتجاولا ساعة فقتله الرومي فصاح الكفار سروراً وانكسرت نفوس المسلمين ، ثم برز له آخر فقتله وآخر فقتله ، فجعل الرومي يكر بين الصفين ويقول : هل من مبارز واحد لاثنين ، واحد لثلاثة ، ثلاثة من المسلمين لواحد من الفرنج ؟ فضج المسلمون حيرة ، فقيل للمستعين : ما لها إلا أبو الوليد بن فتحون ، فدعاه ، وقال له : ما ترى ما يصنع هذا العلج ، فقال : هو بعيني ، قال : فما الحيلة فيه ؟ فقال أبو الوليد : ماذا تريد ؟ قال : أن يكفى المسلمون شره ، قال : الساعة يكون ذلك إن شاء الله .
فلبس قميص كتان واسع الأكمام ، وركب فرساً بلا سلاح وأخذ بيده سوطاً طويل الطرف ، وفي طرفه عقدة معقودة ، ثم برز إليه ، فعجب النصراني منه ، وحمل كل منهما على صاحبه ، فلم تخط طعنة النصراني سرج ابن فتحون فتعلق ابن فتحون برقبة فرسه ، ونزل الأرض - لا شيء منه في السرج - ثم استوى على سرجه ، وحمل عليه فضربه بالسوط على عنقه فالتوى على عنقه ، وأخذه بيده من السرج فاقتلعه ، وجاء به نحو المستعين فألقاه بين يديه .
صاحب النقب :
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين (مسلمة بن عبد الملك) مناديا.. من منكم سيدخل النقب (وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج) فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله.
فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب.
تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وافتحوا الحصن....وهذا مثال واحد من أمثلة التضحية والإخلاص.. سواء في الجهاد أو في الدعوة.. أو في إنكار المنكر وإظهار الحق.. أو في غيرها من المجالات.
صور من شجاعة النساء
سمية بنت خياط أول شهيدة فى الإسلام
أم عمار بن ياسر كانت سابعة سبعة في الإسلام ، وكان بنو مخزوم إذا اشتدت الظهيرة والتهبت الرمضاء خرجوا بها هي وابنها وزوجها إلى الصحراء وألبسوهم دروع الحديد وأهلوا عليهم الرمال المتقدة وأخذوا يرضحونهم بالحجارة ، واعتصمت بالصبر ، وقرَّت على العذاب ، وأبت سمية أن تعطي القوم ما سألوا من الكفر بعد الإيمان ، فذهبوا بروحها وأفظعوا قتلتها فقد أنفذ النذل أبو جهل بن هشام حربته فيها فماتت رضي الله عنها ، وكانت أول شهيدة فى الإسلام .
أم سليم تحمل خنجراً للقتال
عن أنس قال : اتخذت أم سليم خنجراً أيام حنين فرآها النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم والخنجر معها فقال : ما هذا يا أم سليم ؟ قالت : اتخذته حتى إذا دنا مني أحد من المشركين بقرتُ بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ، فقالت : يا رسول الله أقتل من بعدنا من الطلقاء الذين انهزموا بك ، فقال لها : يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن . رواه مسلم ( 1809 ) .
المقاتلة الشجاعة أم موسى اللخمية
شهدت مع زوجها اليرموك فقتلت حينئذ علجًا وأخذت سلبه وكان عبد العزيز بن مروان يستحكيها ذلك فتصفه له وتقول :
بينما نحن فى جماعة من النساء إذ جال الرجال جولة فأبصرت علجًا يجر رجلاً من المسلمين فأخذت عمود الفسطاط ، ثم دنوت منه فشدختُ به رأسه ، وأقبلت أسلبه ، فأعاننى الرجال على أخذه . " الإصابة " ( 8 / 314 ) .
منقول
ابن مرشد
02-21-2007, 09:19 PM
الله انه يبيض وجهك يوم تسود الوجوه
تحياتيض
النـايــــــف
02-23-2007, 12:25 PM
جزاك الله كل خير اخوي فلان
وبيض الله وجهك يا الغالي
وجعلها الله في موازين حسناتك
تحياتي لك ،،،،
مستر عتيبي
02-24-2007, 02:49 PM
جزاك الله كل خير اخوي فلان
و الله يعطيك العافيه
وجعلها الله في موازين حسناتك
المحقنيه
02-25-2007, 07:29 AM
جزاك الله خيرا
bander
02-27-2007, 08:33 PM
جزاك الله خير على ما تقدم لنا من خير ...
جعله الله في موازين حسناتك ...
حفظك الله ورعاك
http://www.tgareed.com/up/tg/tgareed_NJOn1JLfeI.gif
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond