ابو عوض
08-04-2004, 06:29 PM
من الأخطاء المتعلقة بالدعاء .........
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر في كتابه القيم (( فقه الأدعية والأذكار )) - القسم الثاني
(( وإن من العجب حقا أن يدع بعض عوام المسلمين الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مجموعة في كتب كثيرة معتبرة متداولة بين المسلمين ويُقبلوا على أدعية محدثة مبتدعة أنشأها بعض المتكلفين وكتبها بعض المتخرصين دون تعويل على الكتاب والسنة ودون اعتبار لهدي خير الأمة صلوات الله وسلامه عليه فشَغلوا بذلك الناس عن السنن وأوقعوهم في البدع وفي مثل هذا يقول بعض السلف: ((ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة )).
وكيف يليق بمسلم يعرف فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وقدره ونصحه لأمته ثم مع ذلك يدع هديه وأدعيته العظيمة المباركة ويقبل على أدعية وكتب هؤلاء المتخرصين المتكلفين .
قال أبوبكر بن الوليد الطرطوشي صاحب كتاب الحوادث والبدع : ((ومن العجب العجاب أن تُعرض عن الدعوات التي ذكرها الله في كتابه عن الأنبياء والأولياء والأصفياء مقرونة بالإجابة ثم تنتقي ألفاظ الشعراء والكتّاب كأنك قد دعوت في زعمك بجميع دعواتهم ثم استعنت بدعوات من سواهم ))
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره لقوله تعالى ( إنه لا يحب المعتدين ) وهو يذكر جملة من أنواع الاعتداء في الدعاء : (( ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظا مفقرة وكلمات مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء )).
وإن من أشد ما يكون في هذا الأمر خطورة أن بعض هذه الأدعية المؤلفة مشتملة على ألفاظ كفرية واستغاثات شركية وشطط بالغ .........
وقال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر في موضع آخر من كتابه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( ... فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء وسالكها على سبيل أمان وسلامة ... وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس وهو جملة يطول تفصيلها .... ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المتبدعة إلا جاهل مفرط أو معتدٍّ)).
....
وقال العلامة المعلمي رحمه الله (( ... وما أخسر صفقة من يدع الأدعية الثابتة في كتاب الله عزوجل أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يدعو بها ثم يعمد إلى غيرها فيتحراه ويواظب عليه أليس هذا من الظلم والعدوان ))
....
ومن المؤلفات الجيدة في هذا الباب ( الأذكار ) للنووي و ( الكلم الطيب ) لابن تيمية والوابل الصيب ( لابن القيم ) فحري بالمسلم أن يُفيد من مثل هذه الكتب القيمة المبنية على ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدع ما سوى ذلك مما أحدثه الوراقون وأنشأه المتكلفون رزقنا الله جميعا لزوم السنة واقتفاء آثار خير الأمة صلوات الله وسلامه عليه ))
من كتاب فقه الأدعية والأذكار للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله تعالى – القسم الثاني .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
من البدع المتعلقة بالقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- تقبيل القرآن :
سؤال
رأيت في الناس ما لم أسمع به قط ولا رأيت وهو تقبيل القرآن ؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ........ وبعد :
لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلاً
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم 4172
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال :
نلاحظ أن بعض الإخوان عندما يقومون بقراءة القرآن الكريم يقوم بتقبيل المصحف ويمسح به على عينيه ووجهه فهل هذا وارد في الشريعة أرجو إفادتي
جواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
لا نعلم لذلك أصلاً في الشرع المطهر .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثاني عشر من الفتوى 1472
--------------------------------------------------------------------------------
2- حكم استئجار قارئ ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت
(357) وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم استئجار قارئ ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت؟
فأجاب بقوله : هذا من البدع وليس فيه أجر لا للقارئ ولا للميت ، ذلك لأن القارئ إنما قرأ للدنيا والمال فقط وكل عمل صالح يقصد به الدنيا فإنه لا يقرب إلى الله ولا يكون فيه ثواب عند الله، وعلى هذا فيكون هذا العمل - يعني استئجار شخص ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت - يكون هذا العمل ضائعاً ليس فيه سوى إتلاف المال على الورثة فليحذر منه فإنه بدعة ومنكر.
من موقع الإيمان - وهي فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع / التهليل بدلاً من سجود التلاوة
سؤال :
عندما نقرأ في كتاب الله وتمر علينا سجدة ونحن في مكان غير المسجد والمصلى كالمدرسة وغيرها نقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " أربع مرات فهل يجوز ذلك أو لا ؟ وإذا كان لا يجوز فماذا نفعل ؟ أفتونا رحمكم الله .
جواب :
إذا مر القاريء بآية سجدة فإن كان في محل يمكن فيه السجود فليسجد استحباباً ولا يجب السجود على القول الراجح لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد ثم قرأ في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال : إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود لأن ذلك بدعة ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود .
فتاوى إسلامية ج 4 ص 52 الشيخ ابن عثيمين
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع // الحلف على المصحف لتأكيد اليمين
سؤال :
شخص حلف على المصحف كذب في أيام الطفولة أي كان يبلغ 15 سنة ولكنه ندم على هذا بعد بلوغه سن الرشد وعرف أن هذا حرام شرعاً فهل عليه إثم أو كفارة ؟
الجواب :
هذا السؤال يتضمن مسألتين المسألة الأولى الحلف على المصحف لتأكيد اليمين وهذه صيغة لا أعلم لها أصلاً من السنة فليست بمشروعة .
وأما المسألة الثانية : فهو حلفه على الكذب وهو عالم بذلك وهذا إثم عظيم يجب عليه أن يتوب إلى الله منه حتى أن بعض أهل العلم يقول : إن هذا من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار فإذا كانت هذه اليمين قد وقعت منه بعد بلوغه فإنه يكون بذلك آثم عليه أن يتوب إلى الله وليس عليه كفارة لأن الكفارة إنما تكون في الأيمان على الأشياء المستقبلة وأما الأشياء الماضية فليس فيها كفارة بل الإنسان دائر فيها بين أن يكون آثماً فيها أو غير آثم فإذا حلف على شيء يعلم أنه كذب فهو آثم وإن حلف على شيء يعلم أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق فليس بآثم .
نور على الدرب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ص 43
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع //الفصل بين السورتين بالتكبير
سؤال :
بعض قراء القرآن يفصلون بين السورة والأخرى بقول : " الله أكبر " دون بسملة هل يجوز ذلك وهل له دليل ؟
الجواب :
هذا خلاف مافعل الصحابة - رضي الله عنهم - من فصلهم بين كل سورة وأخرى ببسم الله الرحمن الرحيم وخلاف ما كان عليه أهل العلم من أنه لا بفصل بالتكبير في جميع سور القرآن غاية ما هناك أن بعض القراء استحب أن يكبر الإنسان عند ختم كل سورة من الضحى إلى آخر القرآن مع البسملة بين كل سورتين .
والصواب أنه ليس بسنة لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فالمشروع أن تفصل بين كل سورة وأخرى بالبسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا في سورة براءة فإنه ليس بينها وبين الأنفال بسملة .
فتاوى إسلامية ( 4/48 ) الشيخ ابن عثيمين
ومن أراد المزيد يراجع / كتاب البدع ، محمود المطر
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع //تعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن في المنازل وغيرها .
سؤال :
ما رأيكم في البطاقات واللوحات سواء الورقية أو المصنوعة من الخيوط والتي يكتب عليها لفظ الجلالة مقروناً باسم النبي عليه الصلاة والسلام (( الله محمد ))
جواب :
هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة ووضع لفظ الجلالة وبجانبه اسم
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : " ما شاء الله وشئت " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده " .
وإذا كان الهدف من تعليق لوحة عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل التبرك فهذا غير جائز أيضاً لأن التبرك إنما يكون بالتزام سنة النبي عليه الصلاة والسلام والاهتداء بهديه .
وكذلك بالنسبة لتعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن الكريم في المنازل إذ لم يرد في ذلك عن السلف الصالح - رحمهم الله - ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه التابعين ولا أدري من أين جاءت هذه البدعة فهي في الحقيقة بدعة لأن القرآن إنما نزل ليتلى لا ليعلق على الجدران .
ثم إن في تعليقه على الجدران مفسدة لأن من يفعلون ذلك قد يعتقدون أنه حرز لهم فيستغنون بذلك عن الحرز الصحيح وهو التلاوة باللسان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن آية الكرسي : " من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . "
أيضاً قد لا تخلو المجالس غالباً من الأقوال المحرمة وربما كان فيها شيء من آلات اللهو ولا يجوز أن يجتمع كلام الله في أماكن كهذه لذلك ننصح إخواننا المسلمين بعدم تعليق لوحات تحمل آيات الله أو لفظ الجلالة أو اسم النبي عليه الصلاة والسلام .
(( فتاوى إسلامية " 4/479 " الشيخ ابن عثيمين ) )
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضاً :
تعليق الآيات القرآنية على الجدران وأبواب المساجد وما أشبهها هو من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح الذين هم خير القرون كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .
ولو كان هذا من الأمور المحبوبة إلى الله عز وجل لشرعه الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لأن كل ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم فهو مشروع على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا من الخير لكان أولئك السلف الصالح أسبق إليه منا ومع هذا فإننا نقول لهؤلاء الذين يعلقون هذه الآيات ماذا تقصدون من هذا التعليق ؟ أتقصدون بذلك احتراماً لكلام الله عز وجل ؟ إن قالوا : نعم ، قلنا : لسنا والله أشد احتراماً لكلام الله سبحانه وتعالى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يعلقوا شيئاً من آيات الله على جدرانهم وجدران مساجدهم وإن قالوا : نريد بذلك التذكير والموعظة قلنا : لننظر إلى الواقع فهل أحد من الناس الذين يشاهدون هذه الآيات المعلقة يتعظ بما فيها قد يكون ذلك ولكنه نادر جداً وأكثر ما يلفت النظر في هذه الآيات المكتوبة حسن الخط أو ما يحيط بها من البراويز أو الزخارف أو ما أشبه ذلك .
ونادراً جداً أن يرفع الإنسان رأسه إليها ليقرأها فيتعظ بما فيها .
وإن قالوا : نريد التبرك بها فيقال : ليس هذا طريق التبرك والقرآن كله مبارك لكن بتلاوته وتفقه معانيه والعمل به لا بأن يعلق على الجدران ويكون كالمتاحف .
وإن قالوا : أردنا بذلك الحماية والورد قلنا : ليس هذا طريق الحماية والورد فإن الأوراد التي تكون من القرآن إنما تمنع صاحبها إذا قرأها كما في قوله صلى الله عليه وسلم فيمن قرأ آية الكرسي في ليلة : " لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح " ومع هذا فإن بعض المجالس أو كثيراً من المجالس التي تكتب فيها هذه الآيات قد يكون فيها اللهو بل قد يكون فيها الكلام المحرم أو الأغاني المحرمة وفي ذلك من امتهان القرآن المعنوي ما هو ظاهر .
(( نور على الدرب فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 24 ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر في كتابه القيم (( فقه الأدعية والأذكار )) - القسم الثاني
(( وإن من العجب حقا أن يدع بعض عوام المسلمين الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مجموعة في كتب كثيرة معتبرة متداولة بين المسلمين ويُقبلوا على أدعية محدثة مبتدعة أنشأها بعض المتكلفين وكتبها بعض المتخرصين دون تعويل على الكتاب والسنة ودون اعتبار لهدي خير الأمة صلوات الله وسلامه عليه فشَغلوا بذلك الناس عن السنن وأوقعوهم في البدع وفي مثل هذا يقول بعض السلف: ((ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة )).
وكيف يليق بمسلم يعرف فضل الرسول صلى الله عليه وسلم وقدره ونصحه لأمته ثم مع ذلك يدع هديه وأدعيته العظيمة المباركة ويقبل على أدعية وكتب هؤلاء المتخرصين المتكلفين .
قال أبوبكر بن الوليد الطرطوشي صاحب كتاب الحوادث والبدع : ((ومن العجب العجاب أن تُعرض عن الدعوات التي ذكرها الله في كتابه عن الأنبياء والأولياء والأصفياء مقرونة بالإجابة ثم تنتقي ألفاظ الشعراء والكتّاب كأنك قد دعوت في زعمك بجميع دعواتهم ثم استعنت بدعوات من سواهم ))
ويقول الإمام القرطبي في تفسيره لقوله تعالى ( إنه لا يحب المعتدين ) وهو يذكر جملة من أنواع الاعتداء في الدعاء : (( ومنها أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة فيتخير ألفاظا مفقرة وكلمات مسجعة قد وجدها في كراريس لا أصل لها ولا معول عليها فيجعلها شعاره ويترك ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل هذا يمنع من استجابة الدعاء )).
وإن من أشد ما يكون في هذا الأمر خطورة أن بعض هذه الأدعية المؤلفة مشتملة على ألفاظ كفرية واستغاثات شركية وشطط بالغ .........
وقال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر في موضع آخر من كتابه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (( ... فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء وسالكها على سبيل أمان وسلامة ... وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس وهو جملة يطول تفصيلها .... ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ونهاية المقاصد العلية ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المتبدعة إلا جاهل مفرط أو معتدٍّ)).
....
وقال العلامة المعلمي رحمه الله (( ... وما أخسر صفقة من يدع الأدعية الثابتة في كتاب الله عزوجل أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يدعو بها ثم يعمد إلى غيرها فيتحراه ويواظب عليه أليس هذا من الظلم والعدوان ))
....
ومن المؤلفات الجيدة في هذا الباب ( الأذكار ) للنووي و ( الكلم الطيب ) لابن تيمية والوابل الصيب ( لابن القيم ) فحري بالمسلم أن يُفيد من مثل هذه الكتب القيمة المبنية على ما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدع ما سوى ذلك مما أحدثه الوراقون وأنشأه المتكلفون رزقنا الله جميعا لزوم السنة واقتفاء آثار خير الأمة صلوات الله وسلامه عليه ))
من كتاب فقه الأدعية والأذكار للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله تعالى – القسم الثاني .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
من البدع المتعلقة بالقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
1- تقبيل القرآن :
سؤال
رأيت في الناس ما لم أسمع به قط ولا رأيت وهو تقبيل القرآن ؟
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ........ وبعد :
لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلاً
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم 4172
--------------------------------------------------------------------------------
سؤال :
نلاحظ أن بعض الإخوان عندما يقومون بقراءة القرآن الكريم يقوم بتقبيل المصحف ويمسح به على عينيه ووجهه فهل هذا وارد في الشريعة أرجو إفادتي
جواب :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
لا نعلم لذلك أصلاً في الشرع المطهر .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السؤال الثاني عشر من الفتوى 1472
--------------------------------------------------------------------------------
2- حكم استئجار قارئ ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت
(357) وسئل فضيلة الشيخ: عن حكم استئجار قارئ ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت؟
فأجاب بقوله : هذا من البدع وليس فيه أجر لا للقارئ ولا للميت ، ذلك لأن القارئ إنما قرأ للدنيا والمال فقط وكل عمل صالح يقصد به الدنيا فإنه لا يقرب إلى الله ولا يكون فيه ثواب عند الله، وعلى هذا فيكون هذا العمل - يعني استئجار شخص ليقرأ القرآن الكريم على روح الميت - يكون هذا العمل ضائعاً ليس فيه سوى إتلاف المال على الورثة فليحذر منه فإنه بدعة ومنكر.
من موقع الإيمان - وهي فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع / التهليل بدلاً من سجود التلاوة
سؤال :
عندما نقرأ في كتاب الله وتمر علينا سجدة ونحن في مكان غير المسجد والمصلى كالمدرسة وغيرها نقول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " أربع مرات فهل يجوز ذلك أو لا ؟ وإذا كان لا يجوز فماذا نفعل ؟ أفتونا رحمكم الله .
جواب :
إذا مر القاريء بآية سجدة فإن كان في محل يمكن فيه السجود فليسجد استحباباً ولا يجب السجود على القول الراجح لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد ثم قرأ في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال : إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود لأن ذلك بدعة ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود .
فتاوى إسلامية ج 4 ص 52 الشيخ ابن عثيمين
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع // الحلف على المصحف لتأكيد اليمين
سؤال :
شخص حلف على المصحف كذب في أيام الطفولة أي كان يبلغ 15 سنة ولكنه ندم على هذا بعد بلوغه سن الرشد وعرف أن هذا حرام شرعاً فهل عليه إثم أو كفارة ؟
الجواب :
هذا السؤال يتضمن مسألتين المسألة الأولى الحلف على المصحف لتأكيد اليمين وهذه صيغة لا أعلم لها أصلاً من السنة فليست بمشروعة .
وأما المسألة الثانية : فهو حلفه على الكذب وهو عالم بذلك وهذا إثم عظيم يجب عليه أن يتوب إلى الله منه حتى أن بعض أهل العلم يقول : إن هذا من اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم تغمسه في النار فإذا كانت هذه اليمين قد وقعت منه بعد بلوغه فإنه يكون بذلك آثم عليه أن يتوب إلى الله وليس عليه كفارة لأن الكفارة إنما تكون في الأيمان على الأشياء المستقبلة وأما الأشياء الماضية فليس فيها كفارة بل الإنسان دائر فيها بين أن يكون آثماً فيها أو غير آثم فإذا حلف على شيء يعلم أنه كذب فهو آثم وإن حلف على شيء يعلم أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق فليس بآثم .
نور على الدرب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ص 43
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع //الفصل بين السورتين بالتكبير
سؤال :
بعض قراء القرآن يفصلون بين السورة والأخرى بقول : " الله أكبر " دون بسملة هل يجوز ذلك وهل له دليل ؟
الجواب :
هذا خلاف مافعل الصحابة - رضي الله عنهم - من فصلهم بين كل سورة وأخرى ببسم الله الرحمن الرحيم وخلاف ما كان عليه أهل العلم من أنه لا بفصل بالتكبير في جميع سور القرآن غاية ما هناك أن بعض القراء استحب أن يكبر الإنسان عند ختم كل سورة من الضحى إلى آخر القرآن مع البسملة بين كل سورتين .
والصواب أنه ليس بسنة لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فالمشروع أن تفصل بين كل سورة وأخرى بالبسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا في سورة براءة فإنه ليس بينها وبين الأنفال بسملة .
فتاوى إسلامية ( 4/48 ) الشيخ ابن عثيمين
ومن أراد المزيد يراجع / كتاب البدع ، محمود المطر
--------------------------------------------------------------------------------
ومن البدع //تعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن في المنازل وغيرها .
سؤال :
ما رأيكم في البطاقات واللوحات سواء الورقية أو المصنوعة من الخيوط والتي يكتب عليها لفظ الجلالة مقروناً باسم النبي عليه الصلاة والسلام (( الله محمد ))
جواب :
هذه المسألة كثرت في الناس على أوجه متعددة ووضع لفظ الجلالة وبجانبه اسم
الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز وقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : " ما شاء الله وشئت " فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده " .
وإذا كان الهدف من تعليق لوحة عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل التبرك فهذا غير جائز أيضاً لأن التبرك إنما يكون بالتزام سنة النبي عليه الصلاة والسلام والاهتداء بهديه .
وكذلك بالنسبة لتعليق اللوحات المكتوب عليها آيات من القرآن الكريم في المنازل إذ لم يرد في ذلك عن السلف الصالح - رحمهم الله - ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه التابعين ولا أدري من أين جاءت هذه البدعة فهي في الحقيقة بدعة لأن القرآن إنما نزل ليتلى لا ليعلق على الجدران .
ثم إن في تعليقه على الجدران مفسدة لأن من يفعلون ذلك قد يعتقدون أنه حرز لهم فيستغنون بذلك عن الحرز الصحيح وهو التلاوة باللسان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن آية الكرسي : " من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . "
أيضاً قد لا تخلو المجالس غالباً من الأقوال المحرمة وربما كان فيها شيء من آلات اللهو ولا يجوز أن يجتمع كلام الله في أماكن كهذه لذلك ننصح إخواننا المسلمين بعدم تعليق لوحات تحمل آيات الله أو لفظ الجلالة أو اسم النبي عليه الصلاة والسلام .
(( فتاوى إسلامية " 4/479 " الشيخ ابن عثيمين ) )
وقال الشيخ ابن عثيمين أيضاً :
تعليق الآيات القرآنية على الجدران وأبواب المساجد وما أشبهها هو من الأمور المحدثة التي لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح الذين هم خير القرون كما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " .
ولو كان هذا من الأمور المحبوبة إلى الله عز وجل لشرعه الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لأن كل ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم فهو مشروع على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم ولو كان هذا من الخير لكان أولئك السلف الصالح أسبق إليه منا ومع هذا فإننا نقول لهؤلاء الذين يعلقون هذه الآيات ماذا تقصدون من هذا التعليق ؟ أتقصدون بذلك احتراماً لكلام الله عز وجل ؟ إن قالوا : نعم ، قلنا : لسنا والله أشد احتراماً لكلام الله سبحانه وتعالى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يعلقوا شيئاً من آيات الله على جدرانهم وجدران مساجدهم وإن قالوا : نريد بذلك التذكير والموعظة قلنا : لننظر إلى الواقع فهل أحد من الناس الذين يشاهدون هذه الآيات المعلقة يتعظ بما فيها قد يكون ذلك ولكنه نادر جداً وأكثر ما يلفت النظر في هذه الآيات المكتوبة حسن الخط أو ما يحيط بها من البراويز أو الزخارف أو ما أشبه ذلك .
ونادراً جداً أن يرفع الإنسان رأسه إليها ليقرأها فيتعظ بما فيها .
وإن قالوا : نريد التبرك بها فيقال : ليس هذا طريق التبرك والقرآن كله مبارك لكن بتلاوته وتفقه معانيه والعمل به لا بأن يعلق على الجدران ويكون كالمتاحف .
وإن قالوا : أردنا بذلك الحماية والورد قلنا : ليس هذا طريق الحماية والورد فإن الأوراد التي تكون من القرآن إنما تمنع صاحبها إذا قرأها كما في قوله صلى الله عليه وسلم فيمن قرأ آية الكرسي في ليلة : " لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح " ومع هذا فإن بعض المجالس أو كثيراً من المجالس التي تكتب فيها هذه الآيات قد يكون فيها اللهو بل قد يكون فيها الكلام المحرم أو الأغاني المحرمة وفي ذلك من امتهان القرآن المعنوي ما هو ظاهر .
(( نور على الدرب فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 24 ))