النـايــــــف
02-04-2007, 08:05 PM
إن هذه الأمة أعزها الله بالإسلام و رفعها وأكرمها بهذا الدين الذي يكسب النفس عزة و يعطيها قيمة مختلفة عن باقي الأنفس الكافرة و المشركة .
لذلك يجب علينا كمسلمين أن نرى في أنفسنا الأفضلية والتطلع للصدارة في غير كبر ٍ ولا غمط للناس ، ولا نرتضي التأخر ولا الإهانة في أي مجالٍ كان .
وهذا التفضيل جاء من عند رب العالمين ، فقال : ( كنتم خير أمة ٍ أخرجت للناس )
ولكننا وللأسف ، نجد أن أمتنا و أبناء الأمة قد أصيبوا بالهوان والوهن فذلّوا وخسروا و تأخروا ، بل أصابتهم عللُ الهزيمة بأشكالها ، فمن الهزيمة السياسية إلى الهزيمة النفسية إلى الإنهزام الفكري .
فهم منبهرون بما لدى الغرب و منبهرون بالشخصية الغربية الكافرة ، فأصبحوا يتطلعون لمشابهتهم بأي شكل ٍ من الأشكال ، إما باللباس أو بالتسيمة أو حتى في العادات أو في الأفكار وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) .
والحقيقة أننا نرى ذلك ملحوظاً بشكل كبير في الحياة المدنية ، فنجد اللباس الأفرنجي والشورتات والجينز في الشوارع كل يوم ، بل ونجد الأسماء المستعارة مثل ( لوسي ) و ( جيمي ) و ( جوزيف ) و ( نانسي ) و غيرها من الأسماء التي تدل على الإنحطاط الروحي ، ولو عرّجنا على العادات لوجدنا الكثير من أبناء هذا الدين قد اصابهم التغريب والإنبهار بما لدى الغرب حتى في أطعمتهم واشربتهم ، فتجده حين يصحوا صباحاً ، لابد ان يحتسي كوباً من القهوة ( الأمريكية ) او ( الموكا ) و قطع الدونات .
أما بالنسبة للتشابه الفكري وهو الأطم والأدهى والأمرّ .. فنجد هناك من تعجبه أفكار ( ماركس ) أو ( روسو) أو ( بيركلي ) و غيرهم ، أو من يتبنى أفكار العلمنه والإنفتاحية بلا قيود والتحرر من كل شيء ، سواءاً من الآداب العامة أو الأخلاقيات أو المُثُل أو القيم ناهيك عن الدين وهو الأهم .
لذلك أيها الأخوة والأخوات .. نجد بيننا من ينادي اليوم بنبذ الماضي بجميع مافيه ، وكأنه عيبٌ يجب ان يمحى و وصمة عار يجب ان ندس رؤسنا في التراب حينما نذكرها ، إنه وللأسف إنبهار ٌ أصاب الكثير ولم يبق إلا القليل ممن يؤمنون أن عندنا أفضلَ شرعة وأفضل منهج وأحسنُ قيم ، ولكن رياح التغريب و موجة نزع الهوية و زعزعة الثقة في النفس طالت أبناءَ هذه الأمة ، فخرج لنا أمثال ( تركي الحمد ) و ( تركي السديري ) و ( عبدالرحمن الراشد ) و ( ناهد باشطح ) و ( رجاء الصانع ) وغيرهم من الإمّعات والتوابع والمنهزمين والمنبهرين .
إن اعتزاز المسلم بدينه وشرعته و علو همته و الزهو بأفضليته واجبٌ عليه ، وليس َ نوعاً من الكماليات ، لأن في ذلك إقناعٌ للنفس بالأفضلية الحاصلة والواقعة ، كما أن فيه إقناع ٌ لغير المسلمين بأن ديننا يحفظ كرامتنا ولا يمتهنها كما يصورها الكثيرون من أعداء هذه الأمة ، والذين أصبح ينطق بمنطقهم الكثير من أبناء جلدتنا ، يقول الله تعالى ( أعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ) .
والحقيقة يا أخوتي ، إن جيل النصر الذي سوف يعيد للإسلام مجده و للدين مكانته في القلوب و لأمة الإسلام كرامتها وعزتها قادمٌ بإذن الله ، وأبشركم أنه الآن في طور التأسيس .
لا تعجبوا من كلامي ، فالشواهد كلها تدل على ذلك ، لأن الأجيال القريبة السابقة كانت أجيال إنحطاط معنوي و روحاني وفكري ، ولكن في ظل الإنفتاح الكبير الذي تعايشه الأمة وأبناءها أصبح عندها احتقان فكري ضخم أنتهى إلى وجود طبقتين و شريحتين في المجتمع ، هما ( الطبقة الدنيوية )و هي الطبقة السائدة وفيها تظهر علامات الإنحلال أو الإنسلاخ الديني أو على الأقل المراحل الأولى للإنسلاخ ، والإنسلاخ ليس بالضرورة إنسلاخاً متعمداً ، لأن الأمم لا تنسلخ متعمدة من جسدها ولكنه إنسلاخ غير مقصود ويحدث إما بالتبعية المطلقة أو الإنبهار أو على الأقل الإعجاب بما لدى الأمم الأخرى ، وهؤلاء جعلوا من الدنيا هدفاً فرضوا بها و اطمأنوا إليها .
وقد أخبر الله عنهم كثيراً في كتابه الكريم فقال ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا و أطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
و قال تعالى ( فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا )
أما الطبقة الثانية وهي التي أعنيها في حديثي ، هي ( طبقة النصر ) أو ( جيل النصر ) والذي تأتّى نتيجة عوامل كثيرة ، لعلي أذكر منها مايلي :
1 - الحرب المعلنة ضد الإسلام في كل مكان .
2 - ظهور الفساد في أبناء الأمة وأفتتانها بالدنيا ، و بداية تخليها عن دينها الذي اختصها الله به .
3 - الإحساس بالخطر القادم على الأمة والوطن .
4 - ضياع الحقيقة و عدم القدرة على تحديد المجموعة الصحيحة التي تسعى لنصر الإسلام .
5 - تخبط الكثيرين في إطلاق الأحكام الشرعية والآراء والعلل والأسباب .
6 - الرغبة الصادقة في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمة الحق .
وبما أنني جزمت بوجود اللبنات الأولى لهذا الجيل ، فإنني سأصوغ بعض الأسباب الهامة و الطرق الموصلة للنصر والتمكين بإذن الله ، معتمداً في ذلك على كتاب الله وسنة رسولة - صلى الله عليه وسلم - :
1 - تحقيق التوحيد لله :
وهو إفراد الله بالعبادة والربوبية و وصفه بالكمال في الذات والأسماء والصفات والأفعال كما جاء في الكتاب والسنة ، فلا يرجو إلا الله و لايخاف ولا يدعو ولا يتوسل ولا يحلف ولا يخلص عبادته إلا لله وحده ، دون وليّ أو نبي أو شفيع . ( قل اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني )
2- الإيمان بالله :
وهو التصديق بوعد الله والعمل لذلك ، يقول تعالى ( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
3 - دعــاء الله :
وهو لب العبادة ، يقول تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) .
4 - التوبة والإستغفار :
وهما من أعظم اسباب تحقيق الخير و دفع البلاء في الدنيا والآخرة و هما أيضاً مفاتح النصر و السعة في الدنيا ، يقول تعالى ( وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا ، يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين ، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهارا ) .
فكل هذا الخير يأتي جراء الإستغفار ، كما أنه دافع ٌ للبلاء ، يقول تعالى ( وماكان الله ليعذبهم وانت فيهم ، وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) .
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو علامة من علامات الإنتصار ، لأن فيه إنتصار على الدنيوية وإنتصار على النفس ورغباتها في ظل إشاعة أمر ِ الله و أهمية الإلتزام والإنصياع لطاعته سبحانه ، حتى لو وجد هناك من يعصي الله ، فيجب علينا أمره بالمعروف أولا ً ثم نهيه عن المنكر ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الإصلاح الذاتي للمجتمع ، و قد امرنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - به فقال ( من رآى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ، وقد قال تعالى ( و ماكان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون ) ، لذلك فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دافع ٌ للبلاء وجالبٌ للنصر بإذن الله تعالى .
ويجدر بي أن أشير إلى أن هناك فئات من المجتمع إنقسمت لحرب رجال الهيئة و إشاعة الأخبار السيئة عنهم وتشويه سمعتهم ، فالأولى منهم ( خبيثة نجسة ) تسعى لتدمير الهيئة و إنهاء أمرها ، ليخلو لهم الجو في تطبيق و نشر سمومهم وأفكارهم و إشاعة الفواحش بيسر وسهوله وهؤلاء يُعتقد ُ في كفرهم و خروجهم من الملّة لمخالفتهم الأمر الإلهي و أعتقادهم ببطلانه وعدم إرتضاءه ، أما الفئة الثانية فهي ( أجهل من حمار الخطاب ) ، لأنه توابع و إمعات ، فتجده يكره الهيئة وينادي بسقوطها ، لأن أحد أفرادها أخطأ عليه أو اساء فهم أمره أو حتى وجد عينة غير سليمة في رجال الهيئة ، فهو يطلق الحكم على كل العمل وعلى كل رجال الهيئة و تجذبه أفكار الفئة الأولى لحرب الهيئة ، فهو معهم يطبّل و ينادي بما ينادون به ، غير مدركٍ لخطورة ما ينادي به وما ينشره وما يشيعه من خلال المنتديات أو الجلسات الخاصة أو حتى في المنزل بين اخوته و والديه ،لذلك يجب أن يكون المؤمن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ، كما يقول - صلى الله عليه وسلم -- ( إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلاَقًا لِلْخَيْرِ ) ، فأتقوا الله ولا تقولوا بألسنتكم شيئاً يفك عروة من عرى الدين وأنتم لا تعلمون .
6 - اجتناب الظلم :
فإن الظلم يمحق البركة و العمل الصالح وهو اعظم أسباب العقوبات والرزايا يقول تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا ) .
7 - الإعداد والجهاد في سبيل الله :
فهما أغلى التجارات مع ملك الملوك ، وهما أهم أسباب النصر ، قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) ، و قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذابٍ أليم ، تؤمنون بالله ورسوله ، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ) .
وقال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثقاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا إلا قليل ) .
ولتعلموا أن ترك الجهاد من أسباب الهوان والذل ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( اِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَاَخَذْتُمْ اَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا اِلَى دِينِكُمْ )) .
وقال صلى الله عليه وسلم (( أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله ، بنفسه وماله ، ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )) .
وقال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله ، فيقتلون ويُقتلون ، وعداً عليه حقاً في التوراة والأنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ) .
و قال تعالى ( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ، ويستبدل قوماً غيركم ) .
والجهاد كونه أحد أهم أسباب النصر ، إلا أنه مناط ٌ بولي الأمر ، في غير خروج ٍ عن امره مع مناصحته .
ولتعلموا أيها الأخوة الكرام ، أن جيل النصر قادم ٌ بإذن الله ، فكونوا أحد أفراده ولا تكونوا من أفراد الهزيمة والتبعية و الرضوخ والهوان والتغريب ، يقول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .
فكونوا منهم ، ولا تكونوا تبعاً لغيرهم .
هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد , خيرُ خلقة وأعزهم بالله ، و أكثرهم وفاءاً وصدقاً وأمانة .
وعشان الحقوق الإعلامية
منقول من الاخ العزيز والغالي
جمال بن ناصر بن عبيريد العضياني
تحياتي لكم ،،،،
اخوكم النـايــــــــــف
لذلك يجب علينا كمسلمين أن نرى في أنفسنا الأفضلية والتطلع للصدارة في غير كبر ٍ ولا غمط للناس ، ولا نرتضي التأخر ولا الإهانة في أي مجالٍ كان .
وهذا التفضيل جاء من عند رب العالمين ، فقال : ( كنتم خير أمة ٍ أخرجت للناس )
ولكننا وللأسف ، نجد أن أمتنا و أبناء الأمة قد أصيبوا بالهوان والوهن فذلّوا وخسروا و تأخروا ، بل أصابتهم عللُ الهزيمة بأشكالها ، فمن الهزيمة السياسية إلى الهزيمة النفسية إلى الإنهزام الفكري .
فهم منبهرون بما لدى الغرب و منبهرون بالشخصية الغربية الكافرة ، فأصبحوا يتطلعون لمشابهتهم بأي شكل ٍ من الأشكال ، إما باللباس أو بالتسيمة أو حتى في العادات أو في الأفكار وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) .
والحقيقة أننا نرى ذلك ملحوظاً بشكل كبير في الحياة المدنية ، فنجد اللباس الأفرنجي والشورتات والجينز في الشوارع كل يوم ، بل ونجد الأسماء المستعارة مثل ( لوسي ) و ( جيمي ) و ( جوزيف ) و ( نانسي ) و غيرها من الأسماء التي تدل على الإنحطاط الروحي ، ولو عرّجنا على العادات لوجدنا الكثير من أبناء هذا الدين قد اصابهم التغريب والإنبهار بما لدى الغرب حتى في أطعمتهم واشربتهم ، فتجده حين يصحوا صباحاً ، لابد ان يحتسي كوباً من القهوة ( الأمريكية ) او ( الموكا ) و قطع الدونات .
أما بالنسبة للتشابه الفكري وهو الأطم والأدهى والأمرّ .. فنجد هناك من تعجبه أفكار ( ماركس ) أو ( روسو) أو ( بيركلي ) و غيرهم ، أو من يتبنى أفكار العلمنه والإنفتاحية بلا قيود والتحرر من كل شيء ، سواءاً من الآداب العامة أو الأخلاقيات أو المُثُل أو القيم ناهيك عن الدين وهو الأهم .
لذلك أيها الأخوة والأخوات .. نجد بيننا من ينادي اليوم بنبذ الماضي بجميع مافيه ، وكأنه عيبٌ يجب ان يمحى و وصمة عار يجب ان ندس رؤسنا في التراب حينما نذكرها ، إنه وللأسف إنبهار ٌ أصاب الكثير ولم يبق إلا القليل ممن يؤمنون أن عندنا أفضلَ شرعة وأفضل منهج وأحسنُ قيم ، ولكن رياح التغريب و موجة نزع الهوية و زعزعة الثقة في النفس طالت أبناءَ هذه الأمة ، فخرج لنا أمثال ( تركي الحمد ) و ( تركي السديري ) و ( عبدالرحمن الراشد ) و ( ناهد باشطح ) و ( رجاء الصانع ) وغيرهم من الإمّعات والتوابع والمنهزمين والمنبهرين .
إن اعتزاز المسلم بدينه وشرعته و علو همته و الزهو بأفضليته واجبٌ عليه ، وليس َ نوعاً من الكماليات ، لأن في ذلك إقناعٌ للنفس بالأفضلية الحاصلة والواقعة ، كما أن فيه إقناع ٌ لغير المسلمين بأن ديننا يحفظ كرامتنا ولا يمتهنها كما يصورها الكثيرون من أعداء هذه الأمة ، والذين أصبح ينطق بمنطقهم الكثير من أبناء جلدتنا ، يقول الله تعالى ( أعزة على الكافرين ، يجاهدون في سبيل الله ) .
والحقيقة يا أخوتي ، إن جيل النصر الذي سوف يعيد للإسلام مجده و للدين مكانته في القلوب و لأمة الإسلام كرامتها وعزتها قادمٌ بإذن الله ، وأبشركم أنه الآن في طور التأسيس .
لا تعجبوا من كلامي ، فالشواهد كلها تدل على ذلك ، لأن الأجيال القريبة السابقة كانت أجيال إنحطاط معنوي و روحاني وفكري ، ولكن في ظل الإنفتاح الكبير الذي تعايشه الأمة وأبناءها أصبح عندها احتقان فكري ضخم أنتهى إلى وجود طبقتين و شريحتين في المجتمع ، هما ( الطبقة الدنيوية )و هي الطبقة السائدة وفيها تظهر علامات الإنحلال أو الإنسلاخ الديني أو على الأقل المراحل الأولى للإنسلاخ ، والإنسلاخ ليس بالضرورة إنسلاخاً متعمداً ، لأن الأمم لا تنسلخ متعمدة من جسدها ولكنه إنسلاخ غير مقصود ويحدث إما بالتبعية المطلقة أو الإنبهار أو على الأقل الإعجاب بما لدى الأمم الأخرى ، وهؤلاء جعلوا من الدنيا هدفاً فرضوا بها و اطمأنوا إليها .
وقد أخبر الله عنهم كثيراً في كتابه الكريم فقال ( إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا و أطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون ، أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون )
و قال تعالى ( فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا )
أما الطبقة الثانية وهي التي أعنيها في حديثي ، هي ( طبقة النصر ) أو ( جيل النصر ) والذي تأتّى نتيجة عوامل كثيرة ، لعلي أذكر منها مايلي :
1 - الحرب المعلنة ضد الإسلام في كل مكان .
2 - ظهور الفساد في أبناء الأمة وأفتتانها بالدنيا ، و بداية تخليها عن دينها الذي اختصها الله به .
3 - الإحساس بالخطر القادم على الأمة والوطن .
4 - ضياع الحقيقة و عدم القدرة على تحديد المجموعة الصحيحة التي تسعى لنصر الإسلام .
5 - تخبط الكثيرين في إطلاق الأحكام الشرعية والآراء والعلل والأسباب .
6 - الرغبة الصادقة في نصرة دين الله ، وإعلاء كلمة الحق .
وبما أنني جزمت بوجود اللبنات الأولى لهذا الجيل ، فإنني سأصوغ بعض الأسباب الهامة و الطرق الموصلة للنصر والتمكين بإذن الله ، معتمداً في ذلك على كتاب الله وسنة رسولة - صلى الله عليه وسلم - :
1 - تحقيق التوحيد لله :
وهو إفراد الله بالعبادة والربوبية و وصفه بالكمال في الذات والأسماء والصفات والأفعال كما جاء في الكتاب والسنة ، فلا يرجو إلا الله و لايخاف ولا يدعو ولا يتوسل ولا يحلف ولا يخلص عبادته إلا لله وحده ، دون وليّ أو نبي أو شفيع . ( قل اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني )
2- الإيمان بالله :
وهو التصديق بوعد الله والعمل لذلك ، يقول تعالى ( الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
3 - دعــاء الله :
وهو لب العبادة ، يقول تعالى ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) .
4 - التوبة والإستغفار :
وهما من أعظم اسباب تحقيق الخير و دفع البلاء في الدنيا والآخرة و هما أيضاً مفاتح النصر و السعة في الدنيا ، يقول تعالى ( وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا ، يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموالٍ وبنين ، ويجعل لكم جنات ٍ ويجعل لكم أنهارا ) .
فكل هذا الخير يأتي جراء الإستغفار ، كما أنه دافع ٌ للبلاء ، يقول تعالى ( وماكان الله ليعذبهم وانت فيهم ، وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) .
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو علامة من علامات الإنتصار ، لأن فيه إنتصار على الدنيوية وإنتصار على النفس ورغباتها في ظل إشاعة أمر ِ الله و أهمية الإلتزام والإنصياع لطاعته سبحانه ، حتى لو وجد هناك من يعصي الله ، فيجب علينا أمره بالمعروف أولا ً ثم نهيه عن المنكر ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو من الإصلاح الذاتي للمجتمع ، و قد امرنا الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - به فقال ( من رآى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ، وقد قال تعالى ( و ماكان ربك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون ) ، لذلك فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دافع ٌ للبلاء وجالبٌ للنصر بإذن الله تعالى .
ويجدر بي أن أشير إلى أن هناك فئات من المجتمع إنقسمت لحرب رجال الهيئة و إشاعة الأخبار السيئة عنهم وتشويه سمعتهم ، فالأولى منهم ( خبيثة نجسة ) تسعى لتدمير الهيئة و إنهاء أمرها ، ليخلو لهم الجو في تطبيق و نشر سمومهم وأفكارهم و إشاعة الفواحش بيسر وسهوله وهؤلاء يُعتقد ُ في كفرهم و خروجهم من الملّة لمخالفتهم الأمر الإلهي و أعتقادهم ببطلانه وعدم إرتضاءه ، أما الفئة الثانية فهي ( أجهل من حمار الخطاب ) ، لأنه توابع و إمعات ، فتجده يكره الهيئة وينادي بسقوطها ، لأن أحد أفرادها أخطأ عليه أو اساء فهم أمره أو حتى وجد عينة غير سليمة في رجال الهيئة ، فهو يطلق الحكم على كل العمل وعلى كل رجال الهيئة و تجذبه أفكار الفئة الأولى لحرب الهيئة ، فهو معهم يطبّل و ينادي بما ينادون به ، غير مدركٍ لخطورة ما ينادي به وما ينشره وما يشيعه من خلال المنتديات أو الجلسات الخاصة أو حتى في المنزل بين اخوته و والديه ،لذلك يجب أن يكون المؤمن مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ، كما يقول - صلى الله عليه وسلم -- ( إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلاَقًا لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلاَقًا لِلْخَيْرِ ) ، فأتقوا الله ولا تقولوا بألسنتكم شيئاً يفك عروة من عرى الدين وأنتم لا تعلمون .
6 - اجتناب الظلم :
فإن الظلم يمحق البركة و العمل الصالح وهو اعظم أسباب العقوبات والرزايا يقول تعالى ( وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا و جعلنا لمهلكهم موعدا ) .
7 - الإعداد والجهاد في سبيل الله :
فهما أغلى التجارات مع ملك الملوك ، وهما أهم أسباب النصر ، قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم ، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) ، و قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذابٍ أليم ، تؤمنون بالله ورسوله ، وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون ) .
وقال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثقاقلتم إلى الأرض ، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ، فما متاع الحياة الدنيا إلا قليل ) .
ولتعلموا أن ترك الجهاد من أسباب الهوان والذل ، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (( اِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَاَخَذْتُمْ اَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا اِلَى دِينِكُمْ )) .
وقال صلى الله عليه وسلم (( أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله ، بنفسه وماله ، ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )) .
وقال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله ، فيقتلون ويُقتلون ، وعداً عليه حقاً في التوراة والأنجيل والقرآن ، ومن أوفى بعهده من الله ) .
و قال تعالى ( إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ، ويستبدل قوماً غيركم ) .
والجهاد كونه أحد أهم أسباب النصر ، إلا أنه مناط ٌ بولي الأمر ، في غير خروج ٍ عن امره مع مناصحته .
ولتعلموا أيها الأخوة الكرام ، أن جيل النصر قادم ٌ بإذن الله ، فكونوا أحد أفراده ولا تكونوا من أفراد الهزيمة والتبعية و الرضوخ والهوان والتغريب ، يقول صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .
فكونوا منهم ، ولا تكونوا تبعاً لغيرهم .
هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد , خيرُ خلقة وأعزهم بالله ، و أكثرهم وفاءاً وصدقاً وأمانة .
وعشان الحقوق الإعلامية
منقول من الاخ العزيز والغالي
جمال بن ناصر بن عبيريد العضياني
تحياتي لكم ،،،،
اخوكم النـايــــــــــف